رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الخامس عشر 15بقلم هنا عادل
رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الخامس عشر 15بقلم هنا عادل
حضور الجن 2
الفصل الخامس عشر
يمر فترة على شغل رانيا فى الشركة دي وحالها بقى احسن شوية من الاول، ده برة البيت، لكن فى البيت لسه الحال كما هو عليه، بتحاول تظهر لأمها انها كويسة ومش بتحسسها باللي بتعاني منه فى نومها، لكن الكوابيس والاصوات اللى قربت تخليها تيأس من رحمة ربنا كانت سايباها لنفسها تتعذب بيها هي بس، كانت مستمرة رانيا فى الصلاة وفى القرأن لكن حياتها مش خلصانة من الكوابيس المخيفة، يوسف اللى بتحلم بيه كل يوم تقريبا، الاصوات اللى بتحاول تبعدها عن ربنا بتعلى كل يوم فى نفس الوقت اللى فيه الاصوات اللى بتقنعها انها تقرب اكتر بتبعد شوية بشوية، لكن هي كانت لسه بتجاهد نفسها واصواتها، فى نفس الوقت كانت علاقتها بشيماء اللى معاها فى الشغل ابتديت تكون قوية واشبه للصداقة، كل يوم يخلصوا شغلهم يخرجوا سوا يتمشوا مع بعض ويتكلموا ويحكوا، وفى البريك برضو قاعدتهم مع بعض هما شايفين انهم يشبهوا بعض فى حاجات كتير وانهم مش شبه كل اللى موجودين فى الشركة اللى جايين من مستويات تانية ابعد من مستواهم، ورانيا كانت خلاص اتعقدت من فكرة الاصحاب اللي مستواهم اعلى منها بسبب كل اللى شافته من اصحابها من تنمر واستهزاء، مع كلام شيماء ورانيا سوا اتأكدت رانيا ان شيماء عاشت تقريبا حياة شبه حياتها، ضياع اللى بتحبه منها، احلامها الغريبة، عشمها وتعلقها بحاجات مش بتستنى معاها، الكوابيس المخيفة اللى مش عارفة تفسيرها، زيارتها للشيوخ واليأس من كلامهم، قربها من ربنا لكن فيه حاجات كتير بتحاول تعطلها عن قربها منه لكن هي لسه بتحاول اكتر واكتر، كل اللى قالته شيمااء لرانيا خلاها تقتنع ان رانيا هي اللى تنفع صاحبة ليهان اتكلمت رانيا كمان عن كل حاجة حصلت معاها وعن يوسف كمان، يمكن الحاجة الوحيدة اللى مقالتهاش هي الاصوات اللى بتسمعها، رانيا وشيماء كانوا بيهونوا على بعض كتير، وفي يوم شيماء اتكلمت وقالت لرانيا:
- بصي يا رانيا، صلي استخارة، ربنا هو اللى هيدلك على الصح، صلي استخارة بنية انه يظهرلك اذا كان يوسف فيه خير ليكي ولا لاء، صدقيني هو اللى هيفيدك مش اي حد تاني.
رانيا:
- ازاي يا شيماء بتصلي صلاة الاستخارة؟ انا بعرف اصلي قيام الليل بس، يوسف اللى علمهالي، لكن معرفش الاستخارة ازاي.
ابتديت شيماء تعلمها ازاي تصلي وفعلا رجعت رانيا البيت كلها حماس وقبل ما تنام خلصت كل فروضها وقرأت شوية فى المصحف وابتديت تصلي الاستخارة، وقبل ما تركع دعيت وقالت:
- يارب، يارب مش عايزة احلام، عايزة واقع اعيشه، ريح قلبي ودلني على اللى فى الخير من غير احلام.
صليت رانيا ودعيت الدعاء بتاع صلاة الاستخارة وقامت من على السجادة وهي حاسة بهدوء، نامت وصحيت على قبل الفجر تقرأ قرأن شوية وتصلي وترجع للنوم تاني، صحيت تاني يوم كلها حماس وطاقة وحاسة انها فرحانة لأنها مشافتش اي احلام، غير هدومها وكعادة كل يوم تفطر مع امها واخوها وتنزل، وهي فى الطريق فجأة افتكرت انها حلمت حلم غريب، استغربت انها كانت ناسيه، لكن اتكلمت مع نفسها وقالت:
- الحلم ده باين معناه ان يوسف اللى وعدته اني مش هكون لغيره هو نصيبي، يارب اكون فهمت الحلم صح.
طول الطريق حاسة بهدوء لحد ما وصلت الشغل واتكلمت مع شيماء اللى قالتلها:
- ان شاء الله يوسف يكون من نصيبك يا رانيا، اللى فيه الخير ربنا هيكتبهولك.
استمرت رانيا على الحال ده لحد ما ابتديت الاصوات المؤذية هي اللى تبعد والاصوات اللى بتريحها وتطمنها صوتها يعلى ويزيد، حسيت شوية بهدوء وكل يوم على امل ان يوسف هيرجعلها، هيحس بيها ويكلمها، بقى عندها يقين ان اللى جاي خير لحد ما صحيت يوم على صوت تليفونها، فتحت عنيها بفرحة وهي متخيلة ان اللى بيتصل بيها يوسف، لكن شافت الاسم على شاشة التليفون(سالم)، فرحت برضو لأنه يخص يوسف وده معناه ان يوسف هيظهر، رديت بسرعة:
- الو.
- الو، صباح الخير يا رانيا.
- صباح النور يا سالم، عامل ايه؟
- كويس الحمد لله، انتي ازيك؟
- الحمد لله كله كويس..
اتكلم سالم وهو متوتر او صوتته باين عليه التردد:
- رانيا عايز اقولك على حاجة.
قلبها دق بسرعة ومستنية تسمع:
- خير يا سالم؟ يوسف فيه حاجة؟
سالم:
- يوسف فرحه الاسبوع الجاي يا رانيا، اسف والله انا كان نفسي اقدر اعمل اي حاجة علشان ترجعوا تاني، لكن للأسف هو رفض محاولات تدخلي بكل الطرق، لازم تنسيه يا رانيا، كل شيء نصيب، اكيد انتي عارفة كده.
رانيا سمعت الكلام ومعلقتش، متعرفش حتى الخط اتقفل ولا لاء، كل اللى عارفاه ان التليفون وقع من ايديها والدموع اتجمعت فى عنيها وحسيت انها مش قادرة تتنفس، قعدت على الارض بعد ما حسيت ان رجليها مش شايلاها وابتديت تسيب دموعها براحتها وتعيط بصوت بتحاول تكتمه علشان محدش يحس بيها، لكن هنا الاصوات قررت تستغل الفرصة:
- هههه، هيتجوز!! فين بقى صلاة الاستخارة؟ فين بقى ربك اللى وثقتي فى ارادته؟
يرد صوت تاني:
- رانيا، ربنا موجود، اكيد له حكمة فى اللى بيحصل...
الصوت يعلى ويستهزاء:
- صليتي، وفتحتي المصحف، ودعيتي، وبعدين؟! ايه اللى حصل؟ ولا اي حاجة، اتضحك عليكي بس، مفيش فايدة، هو مش شايفك ولا حاسس بيكي، اسمعي الكلام.
يرد الصوت التاني:
- اوعي تيأسي، هو موجود وسامعك وحاسس بيكي، اصبري، ده ابتلاء، مجرد ابتلاء يا رانيا لانه فاكرك.
يرجع الصوت المؤذي يعلى ويقول:
- كفايا بقى، هتستني ايه تاني؟ كفايا صلاة، كفايا قرأن، كفايا حياة، موتي يا رانيا، انتحري هترتاحي، لما تموتي كل اللى انتي فيه ده هينتهي، يوسف خلاص هيتجوز، انسي بقى انه يرجع واخلصي من حياتك.
ابتديت رانيا تهبد دماغها فى الارض وتعيط وهي بتقول بعياط ووجع:
- كفايا بقى، ليه يارب كده؟ يعني انا قابلته وعرفته وحلمت بيه وقولت انت بتعوضني بيه، راح مني وقررت اهدا فى النهاية وارجعلك واستعين بيك وساعتها هخلص من كوابيسي لكن اللى حصل العكس، كوابيسي بيهم زادت والجن بقى معايا صاحية ونايمة، قولت خير ودي ارادتك وانت فاكرني، بعتلي شيماء تدلني على الاستخارة اللى رجعتلي بالاحلام اللى بتتبعها الامل تاني فى رجوع يوسف فرحت وقولت انت سمعتني واستجابت لدعواتي، لكن...لكن انت وجعتني اوي يارب، علمتني درس مش هقدر اتحمله، ليه اسبوع ويتجوز؟ مش هقدر يارب اتحمل، انا تعبانة، تعبانة وكنت اتعلقت بأمل انك سمعتني لكن مش هقدر، اللى حبيته واتمنيته يضيع مني كده؟ قلبي معاه مش معايا واخده وراح؟ احلام وكوابيس مخيفة والجن بقوا معايا طول الوقت وعلامتهم على جسمي مش سايبة مكان فاضي؟ مين يتحمل كل اللى انا فيه ده يارب؟ انا عارفة انك سامعني، عارفة انك موجود، لكن ليه سايبني فى كل اللى انا فيه ده؟ ليه مش بتريحني؟ عملت ذنوب فى حياتي، سامحني انت بتسامح وانا توبت والله، بس الاصوات بتضعفني، بنهااااار وبتدمر، يارب ساعدني انا بضعف ومبقيتش قادرة امنع اصواتهم من السيطرة عليا، ساعدني بقى انا تعبت.
فى الوقت ده ومع انهيار رانيا ونهاية كلامها اتفتح الباب ودخلت نورا امها، اتخضت لما شافت بنتها بالحالة دي وعلى الارض، شهقت وهي بتقول:
- بنتي، مالك يارانيا؟ جرالك ايه؟
قربت منها وقعدت قصادها على الارض، لكن من غير رد من رانيا قامت من على الارض وطلعت سريرها تاني اتغطيت واخفيت وشها عن نورا، لكن نورا اتكلمت وهي بتقوم من على الارض وبتقعد جنب رانيا:
- انا عرفت اللى انتي فيه يا رانيا، انا روحت لشيخ له فى الكلام ده...لكن بتاع ربنا مش حاجة تانية.
فى الوقت ده حاولت رانيا تمسك نفسها ومتردش باعتراض على اللى امها عملته، فضلت ساكتة وقلبها واجعها ودموعها نازلة من سكات، لكن الغريب كان كلام امها اللي سمعته بأندهاش:
- شوفي يابنتي، الشيخ مجرد ما قولتله اسمك بس لقيته قال كلام غريب، قاللي بنتك كان قلبها متعلق بواحد والواحد ده حواليه مشاكل كتير، حواليه جن وانتي حاولتي كتير تدعيله ومع الدعوات بتاعتك له اتحرق منهم كتير وده خلاهم جايين ينتقموا منك، وهيرجعوا ليوسف من تاني بعد ما يخلصوا انتقامهم، هو قاللي هيحاول يساعدك، لكن اللى غريب اكتر فى اللى قاله ان الشيخ اللى قرأ على يوسف مكانش شيخ، ده كان متجسد فى هيئة شيخ وقدر يوهمهم انه بيقرأ قرأن لكن هو كان قوي كده وقدر يردد عليها عزيمة سحر قوية، من قوة العزيمة واللى قرأها الشيخ مش قادر يتواصل معاه، علشان كده هو هيحاول يساعدك انتي مش هيقدر يوصل ليوسف.
قالت نورا كل الكلام ده وسابت رانيا على حالها وخرجت من الاوضة وقفلت الباب وراها وهي من جواها مش طايقة الساعه اللى حصلت فيها لبنتها كل المصايب دي.
كانت بتسمع رانيا كلام امها وهي تحت الغطا، اول ما سمعت صوت الباب اتقفل ابتديت تضحك، هي مش عارفة ليه بتضحك بالشكل ده لكن فضلت على نفس الحال ده شوية، بتتقلب فى السرير وهي بتضرب بأيديها على السرير وتقول:
- كمان؟! كمان جايين ينتقموا مني؟! الجن ينتقم مني انا؟ هههههه، جايين ينتقموا مني علشان خليت الراجل اللى بحبه يتجوز واحدة غيري؟!
تضحك اكتر ودموعها نازلة وتكمل كلام:
- انا تعبت ومبقاش فيه حاجة تانية اعملها، حياتي تعباهم للدرجة دي يبقى اريح نفسي واريحهم واخلص دلوقتي قبل كمان شوية، لأني مبقيتش متحملة اكتر من كده.
قالت الكلام ده وشالت الغطا من على وشها وقامت من على السرير وابتديت تتكلم:
- انا اهو قدامكم، يلا خصوني بقى، اقتلوني وانتقموا مني بعد ما حرقت صنفكم، انا اللى حرقتكم علشان الراجل الوحيد اللى حبيته ولو رجع بيا الزمن هعمل تاني نفس اللى عملته، يلا انا اهو قدامكم، لواحدي، ضعيفة ومستسلمة، اقتلوني واتبسطوا ده سهل عليكم ومش هاخد فى ايديكم وقت.
كانت بتقول رانيا كلامها ده وهي رايحة جاية فى اوضتها زي المجنونة وكأنها بتقول خُطبة قصاد ناس بيسمعولها، لحد ما فجأة وقعت من طولها.
من اليوم ده غابت رانيا عن شغلها، فى انتظار ان الاسبوع ده يعدي وتخسر حبيبها للأبد، قررت تقول لأمها:
- ماما، بلاش تروحي للشيخ ده تاني، اكيد ده ساحر زي اللى راح ليوسف برضو، مهما حصل انا هفضل مستنية ربنا يخلصني من كل اللى انا فيه، انا مش هيأس من رحمته، ارجوكي اقفلي مواضيع الشيوخ ده لأن مفيش حد فى المجال ده الا السحرة والدجالين.
فعلا استمرت رانيا فى الايام دي على القرأن والصلاة وابتديت تصلي حتى غير الفروض ركعات تقرب من ربنا وهي بتدعي يتوب عليها ويرحمها من كل اللى هي فيه، فات الاسبوع بطيء، حاولت فيه شيماء كتير توصلها، لكن للأسف رانيا قررت ترجع لعزلتها من تاني، ليلة واحدة بتفصل رانيا عن ليلة فرح يوسف، قا عدة على سريرها طافية نور الاوضة وبتعيط، سمعت صوت رسالة على تليفونها، كانت فقدت الامل تماما فى ان يوسف يكون هو اللى باعت، ده خلاص فرحه بكرة، بصيت فى التليفون بأحباط وكانت الرسالة من شيماء:
- رانيا، انا بحاول اوصلك ومش عارفة، صاحب الشركة بنفسه قابلني وكلمني اني اشتغل معاه شغل تاني برة عن شغل الشركة، اسمه الريس رحيم، وهو بيحاول يوصلك انتي كمان لكن مش عارف.
استغربت رانيا واتوترت، لكن فى نفس اللحظة رن تليفونها وكان رقم غريب، للحظة توقعت انها شيماء، فتحت الخط:
- الو..
صوت هادي وواثق:
- رانيا، انا رحيم، اسمي الريس رحيم.
رانيا:
- الريس مين؟ خير طيب؟
رد رحيم بثقة:
- اعتقد ان شيماء صاحبتك بلغتك بعرضي ليها اللى هي قبلته، انا عندي ليكي نفس العرض، ايه رأيك، تحبي حياتك تتحول وتمسكي فلوس مالهاش عدد؟
رانيا بأاستغراب:
- اشتغل فى ايه؟ وليه حضرتك مظهرتش غير علشان تعرض علينا شغل مالهوش علاقة بشركتك اللى حتى منعرفش ان حضرتك صاحبها برغم ان بقالنا شهور فيها؟
رحيم:
- انا شغلي فى الاثار يا رانيا، ها قولتي ايه؟
اتصدمت رانيا وقالت من غير تفكير:
- اثار؟! وحضرتك بتتكلم ببساطة كده؟ هو حضرتك عايز توقعني ولا ايه؟ اكيد مش هتقول كده وانت عارف اني ممكن جدا اقلق منك وابلغ عنك.
رد رحيم بضحكة باينة فى صوته:
- وهو البوليس هيقدر يقبض على الجن؟
حسيت رانيا انها اتسمرت فى مكانها، ومن غير تفكير قالت:
- مش موافقة على العرض ده، وانا مستقيلة من الشركة.
قفل رحيم الخط من غير ما يرد على الكلام اللى رانيا قالته، استغربت رانيا من رد الفعل ورجعت تاني للي كانت فيه من شرود وحزن.
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزءالاول من هناااااااااا
الرواية الجزءالثانى من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا