رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثامن 8بقلم هنا عادل
رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثامن 8بقلم هنا عادل
حضور الجن 2
الفصل الثامن
كانت اميرة مع ميدو نازلين يدوروا على فستان الفرح، اتكلم ميدو بأستياء وهو بيبص فى ساعته:
- اميرة، مش كده يعني، احنا بقالنا كتير جدا بنلف وانا عندي شغل.
اميرة وهي ماشية بتبص على المحلات:
- طيب يا ميدو مش بخلص الحاجة اللى انا محتاجاها؟ انت مستهون ليه؟ ده فستان الفرح، اكيد مش هجيبه من اول محل يعني!
رد ميدو:
- ليه يعني؟ ما انا جيبت بدلتي من اول محل عادي، انا عندي شغل واتأخرت جدا.
اميرة:
- خلاص يا ميدو، امشي انت، مروان لما ييجي هخليه يوصلني، هخلص انا اللى ورايا.
ميدو بأستجابة:
- اااه، الفكرة دي حلوة جدا، خلاص قشطة.
فعلا بعد وقت مش طويل وصل مروان اللى كان المفروض ييجي بدري عن كده شوية علشان يشوف البدلة بتاعته هو كمان، لكن اتأخر عليهم، ميدو:
- لا مواعيدك تمام، انا جيبت البدلة يا باشا.
مروان بيسلم عليهم:
- انا اسف والله، العربية اتعطلت مني، يلا طيب نشوف البدلة بتاعتي، انتم خلصتوا ولا هعطلكم؟
ميدو:
- لالالا، خلصنا مين؟ الست اميرة هانم لسة قدامها 12 ساعة لف على المحلات، لف انت بقى معاها علشان عندي شغل مهم.
مروان:
- انت بتتكلم جد؟ هتمشي والله؟
ميدو:
- اه والله، انت خليك معاها تجيب اللى هي محتاجاه ووصلها معلش.
اميرة:
- ونعم الزوج الحقيقة، انا هدخل اشوف حاجات فى المحل ده.
ميدو:
- حبيبتي معلش غصب عني انتي عارفة، خلصي معلش وكلميني، ماتزعليش ماشي.
دخلت اميرة المحل وسابتهم، اتكلم ميدو مع مروان:
- معلش يا مارو، هزاولك شوية، بس بنلف من بدري جدا وهي مفيش محل مدخلتهوش مرة واتنين وتلاتة، وانا للأسف عندي حاجات مهمة، لو ممكن تخلص انت كمان اللى وراك وتقابلها لما تخلص توصلها.
مروان:
- ياسيدي انا تمام معنديش مشكلة، المهم بس هي متضايقش منك.
ميدو:
- متقلقش انا هتعامل معاها، يلا بقى اشوفك تاني.
مروان:
- سلام.
خرج ميدو من المول اللى بيلفوا فيه بقالهم كتير جدا، اخد عربيته واتحرك وهو مستعجل، سايق بسرعة ومركز فى طريقه سمع صوت مسدج وصلت على تليفونه، سحب تليفونه بالكابل بتاعه من الكاسيت بتاع العربية وبص فى تليفونه وفجأة داس على الفرامل بأقصى سرعة لدرجة انه كان هيكون سبب فى حادثة كبيرة، ورغم اللى عمله ده والشتيمة اللى ابتديت تتردد على لسان الناس اللى كانت ممكن تبقى ضحية لتسرع او صدمة او ايا كان زى اللى حصل ده وركز بس مع شاشة تليفونه اللى رجع بص فيها تاني بتركيز بعد ما وقع من من ايديه لما داس على الفرامل، كلم نفسه وقال وعنيه ثابتة على الرسالة:
- مش ممكن! انا كنت خلاص نسيت.
فى المول اميرة ومروان بيتكلموا سوا، اتكلمت اميرة:
- ايه يا مارو طمني عليك؟ اخبارك ايه دلوقتي؟
مروان:
- لا جديد والله يا اميرة، لسه زى ما انا، حياتي فيها حاجة غلط، مفيش جوازة راضية تتم وكل عروسة توافق على الارتباط تحصل معاها مصيبة، انا ابتديت اقتنع انى اتلعنت ومش هينفع ابقى طبيعي زى الناس واقدر اكون اسرة.
اميرة:
- يابني بلاش تقول الكلام الخايب ده، مجرد صدفة اكيد مش اكتر، او يمكن عدم ارتياح لما بتعرفوا بعض، ظروف كل واحدة مش زي التانية اكيد.
مروان بأستهزاء:
- ظروف ايه؟ عدم راحة ايه؟ صدفة ايه يا اميرة اللى بتتكلمي فيها دي؟ معقول اكتر من 15 عروسة كل واحدة منهم بعد ما توافق وتبقى مبسوطة جدا بأن حد زيي يتقدملها تحصلها بعدها مصيبة، لالا، اكيد انا فيه حد عاملي عمل، انا حد ساحرلي.
ترد عليه اميرة وهي بتضحك:
- لالالا، يا خسارة التعليم والكلية اللى دخلناها، سحر ايه وعمل ايه يا مروان؟ انت معقول تصدق كلام زى ده؟
يرد مروان بجدية:
- وماله الكلام ده يا ست اميرة؟ ايه؟! نسيتي اللى حصل السنة اللى فاتت؟ نسيتي رانيا وكل الحاجات اللى عيشناها معاها؟ انا مش قادر اصدق انتي بالذات ازاي مش مصدقة ان مفيش عالم تاني احنا منعرفهوش؟ ازاي بعد كل اللى حصل مش مصدقة ان ممكن فعلا يكون فيه سحر؟!
ردت اميرة بجدية:
- منسيتش يا مروان، واكيد مش هنسى، لكن هي رانيا دي اصلا من البداية شخصية مريبة، وانت بنفسك قولت انها مش صح تكون موجودة معانا، حياتها كلها مشاكل وحاجات مش بتاعتنا احنا خالص، واهو بعد ما بعدنا عنها كل حاجة طبيعية وهادية ومستقرة.
مروان بعدم اقتناع:
- مش عارف يا اميرة الصراحة، بس اللى بيحصل معايا ده خلاني افكر بطريقة مختلفة، حاسس طول الوقت اني تايه، من وقت ما رنا واصحابنا ماتوا بالطرق الغريبة دي وانا حاسس اني مش هخلص من الفترة الصعبة دي ابدا.
اميرة:
- بلاش تقول الكلام ده، كل حاجة هتبقى كويسة اكيد، وخلاص بقى كفايا كلام عن الاحباط واليأس ده، خلينا نروح نشوف اللى ناقصنا، انا هخلص وارن عليك بقى علشان هدخل محلات كتير لسه.
رد مروان وهو مبتسم:
- هخلص قهوتي طيب، لفي براحتك انا دقيقتين واشتري بدلتي، احنا غيركم يا بنات، دماغكم مريحاكم، يلا خلصي وانا هستناكي اوصلك.
ابتسمت اميرة وقامت فعلا بعد ما خلصت العصير بتاعها على الكافيه اللى فى المول وسابت مروان يكمل قهوته، عروسة فرحها قرب بقى وعايزة تجيب كل حاجة مع انها عندها كل حاجة بالفعل...
صوت رسالة على تليفون اميرة، فتحت الرسالة وجحظت عنيها من الاستغراب وهي بتقلب فى الصور اللى جاتلها دلوقتي، صور للدكتورة مجيدة...لالا لجثة الدكتورة مجيدة، صور كانت عايزة تشوفها وقدرت بعلاقات باباها الكتير توصل لحد من اللى عنده السلطة انه يوصل لصور زي ده واقنعته انه يبعتها ليها، الوقت طول على الطلب ده وهي نسيت بسبب فرحها والتجهيزات اللى انشغلت فيها...لكن فى الوقت ده وصلت الصور اللى كانت مستنياها من سنة فاتت، باصة فى الصور اللى فيها جثة مجيدة مفرودة على ترابيزة وواضح على رقبتها اثار الحبل اللى شنقت بيه نفسها، المنظر اللى رجعلها مواقف كتير عاشتها كانت بتحاول تتناسها وتكمل حياتها بشكل عادي، لكن لاحظت الرسومات اللى على جسم مجيدة، ابتديت تقلب فى الصور وهي مركزة جدا، الرسم اللى على جسم مجيدة برغم غرابته وغموضه الا ان اميرة حاسة انه مش غريب عليها، ومع تركيزها افتكرت اميرة اخر حاجة قالتها مجيدة لها فى التليفون لما كلمتها على الظرف اللى هيخليها تعرف كل حاجة، افتكرت المكالمة بتفاصيلها وافتكرت ان مجيدة قفلت الخط قبل ما تقول على المكان اللى سابت فيه الجواب، كلمت نفسها وهي بتفكر:
- ايه اللى خلاها وقتها تقفل التليفون بالطريقة دي؟ انا ازاي اصلا نسيت حوار الجواب ده؟ دى ماتت بعد ما طلبت مني اهتم بحاجة زي دي؟ معقول يكون نسياني ده سبب فى موتها؟ وبعدين انا مبكلمش رانيا دي من زمان، معرفش عنها اي حاجة دلوقتي، يلا مش مهم بقى هضطر اكلمها واعمل حجة الفرح، برغم اني بكره البنت دي الا انها برضو صعبت عليا وصعب عليا كل اللى حصل فيها.
بصيت تاني فى الصور وابتديت تعيدهم من الاول وتعمل زوم على الرسومات اللى ظاهرة على جسم مجيدة ومع تركيزها قالت لنفسها بهمس مسموع وهي بتمشي بين المحلات من غير تركيز:
- ايووووة، هو ده، انا افتكرت.
وقفت بصيت قدامها لحظات وهي بتفتكر حاجة معينة، لكن مع اهتمامها بالموقف وبرجوعها للى فات حسيت ان عقلها شت وابتديت تكلم نفسها وهي بتقول وكأنها اتجننت:
- يوم ما اتكلمت معاها لما جاتلي البيت قالتلي ان رانيا دي طرف خيط لحاجة محدش هيقدر يقاومها...لكن ايه ده؟ هو اللى حصل فى بيت رانيا ده واللى عملناه معاها كانت مجرد اوامر من مجيدة؟ مش قادرة..مش قادرة افتكر الورقة اللى عطيتهالي، هو انا السبب فى كل للى حصل ولا ايه؟ وبعدين الرسمة دي!! ايوة هي الرسمة دي اللى شوفتها على ورق كان معاها، كانت شايلة ورق عليه الرسم ده، انا افتكرت دلوقتي...ياربي.
جحظت عين اميرة وهي بتكلم كلام مع نفسها بعد ما نسيت انها ماشية لواحدها ومنظرها يلفت الانتباه لكن مش شاغلة بالها بحد ولا حاسة بوجود الناس:
- هو..هو الرسم ده اللى ممكن يوصلني للجواب اللى ملحقتش اعرف مكانه.
في مكان تاني كان قاعد سلمان ومعاه شوية صور لورق رسمي قدر يوصل عليه بعلاقاته اللى فى المطار، بعد اللى قاله خالد فى زيارة سلمان له فى المستشفى ابتدا سلمان يحاول يدور على خيط تاني غير خالد، الحل كان فى الوصول لرحيم اللى لسه راجع من بلد عربي من فترة قريبة، ولأنه صحفي وعلاقاته كتير وله اساليب اقناع قدر يوصل لكل كشوفات المطار بالواسطة، وابتدا يدور على كل اللي اسمهم رحيم ولسه واصلين من فترة قريبة على طيارات جاية برحلات من بلاد عربية، بس حظ سلمان المرة دي كان حلو، لان الرحلات اللى وصلت الفترة اللى فاتت مكانش فيها غير اسم رحيم واحد بس...ابتسم سلمان اول ما لقاه وكلم نفسه وقال:
- دي متيسرة باين عليها ولا ايه؟ اخيرااا لقيتك.
ابتسم سلمان واتأكد فى اللحظة دي ان خالد مكانش بيكدب، كان بيقول الحقيقة مش بيخرف ولا اتجنن، واضح ان رحيم ده فعلا ورا اللى حصل لخالد وهو اللى وصله للحالة دي.
بعد الوقت اللى قضاه سلمان فى البحث وبعد ما النهار خلص وجه الليل ابتدا يتوجه للأماكن اللى ممكن يكون خالد قصدها، اصل فيه كام مكان كده معروفين بأنهم مهجورين وملعونين فى نفس الوقت بسبب هجرهم لسنين طووووويلة مالهاش عدد، قرر سلمان انه يروح الاماكن دي على امل انه يلاقي هناك اللى بيدور عليه، وفعلا ده اللى حصل، راح اول مكان لكن كان ظلام بس، العنكبوت مغطي الجدران والابواب، سكون ورهبة تأكد ان المكان ده فعلا مستحيل يكون فيه اي كائن حي عايش، علشان كده يتحرك سلمان على مكان تاني من الاماكن اللى قاصدها، اه فى المكان التاني ده يحس بأختلاف كبير عن الاول، مبني حوالين المكان سور وضح انه لسه جديد مش مبني من فترة طويلة، البيت جاي منه ضوء يدل على انه مش فاضي من جوة واكيد فيه حد عايش فيه، وورا البوابة كان فيه راجل قاعد وشه فى الارض، حس سلمان ان ده المكان المقصود لكن قرر ميأكدش ده لنفسه قبل ما يكمل لف على الاماكن اللى باقيه علشان يتأكد ان مفيش مكان فيهم فيه حد غير ده، وفعلا ده اللى حصل، بعد ما راح باقي الاماكن اللى كان حاططها فى دماغه ملقاش فى اي واحد منهم حياة غير تاني واحد بس، رجع تاني ونزل من عربيته، قرب من البوابة ولمحه الراجل اللى على الباب، بص له واتكلم بصوت يدل على سنه الكبير:
- مين انت؟
رد سلمان وقال:
- انا سلمان، صحفي، جاي هنا...
قبل ما يكمل كلامه رد البواب وقال:
- اتفضل يا استاذ.
استغرب جدا سلمان لما البواب قال كده، كلم نفسه وقال:
- ايه ده؟ هي متيسرة بجد ولا ايه؟ مش مرتاح انا للتسهيلات دي! لكن اهي فرصة يا سلمان وسبق مينفعش تضيعه من ايدك.
وفعلا فتح البواب لسلمان بوابة البيت ودخل سلمان وهو بيشكر البواب اللى مهتمش حتى يبص ناحيته، اتحرك ناحية باب البيت الدخلى وسط الضلمة اللى بيغلب عليها ضوء خفيف متوزع على المكان كله، وقف قصاد الباب وهو سامع صوت ورق الشجر بيتحرك بهدوء يزود رهبة المكان وقبل ما يخبط اتفتح الباب وظهر من وراه ظهر فجأة قدامه راجل كبير فى السن وعلى وشه ابتسامة وقال وكأنه عنده خبر بوصول سلمان:
- اهلا يافندم، اتفضل.
اتوتر سلمان وقلبه دق بسرعة، لكن مع ابتسامة الراجل اللى فتح الباب وترحيبه ابتسم سلمان ودخل، اتكلم الراجل وقال:
- لحظات والست هتكون فى استقبال حضرتك.
سابه الراجل ومشي بعد ما طلب منه ينتظرها فى الصالون، قعد سلمان وهو حاسس بعدم راحة وتوتر، بيبص حواليه وشايف كل حاجة قيمة وكأنها اثرية، اثاث ومكان ولوحات وكل حاجة حتى لو غريبة لكن واضح انها لا تقدر بثمن، مكانش فيه حاجة غريبة الا حاجة واحدة بس اكدت لسلمان انه صح، اثار للدم على الارض بشكل يكاد يكون معدوم لكن مع تركيز الصحفي قدر يخد باله منها، هنا كلم نفسه وقال:
- اهو انا دلوقتي جوة البيت، وهو ده اللى كنت عايزه، لكن مين الست اللى الراجل بيقول عليها دي؟ وفين رحيم اللى انا عايزه اصلا؟ معقول يكون مش موجود هنا وانا غلطت؟ يلا حتى لو ده اللى حصل هشوف ايه الدنيا وامشي من هنا، اصلا المكان يخوف.
فى الوقت اللى كان سلمان بيكلم نفسه شم ريحة برفان بتقرب منه، بص ناحية صوت الكعب اللى سمعه بيرن شاف ست جميلة بتقرب منه وعلى وشها ابتسامة، وراها الراجل اللى فتح الباب شايل صنية عليها حاجات مركزش فيها، قربت اكتر وقالت ول ما وقفت قصاده:
- حضرتك صحفي فعلا؟
سلمان رد:
- ايوة يافندم، انا اسمي س...
ملحقش يكمل كلامه قاطعته هي وهي بتوجه كلامها للخادم اللى وراها وبتقوله:
- سيب الصنية هنا واتفضل انت.
فعلا نفذ كلامها وسابهم ومشي، كان سلمان حاسس بتوتر اكتر بيزيد جواه بوجوده لواحده مع ريهام اللى قعدت وسمحتله انه يقعد هو كمان، اتكلمت بجدية وغرور:
- وصحفي بقى ايه اللى خلاك تيجي هنا؟ ايه اللي يهمك فى مكان زي ده؟
رد سلمان وقال وقلبه بيدق بسرعة:
- انا صحفي يا فندم، وبحاول اوضح سبب وجودي هنا من بدري بس محدش عطاني فرصة، انا بكتب فى باب القضايا الغامضة والمثيرة، بكتب عن الاماكن الاثرية المهجورة، وفى المنطقة دي فى اكتر من مكان كان المفروض هعمل عنهم مقال، لكن استغربت لما لقيت البيت هنا فيه حركة رغم انه كان من ضمن الاماكن المهجورة من زمن طويل والمفروض ضمن قائمة المقالة، لقيتها فرصة اقدر ادخل المكان وصوره من جوة واكتب عنه بأدق التفاصيل وفرحت لما سمحتيلي سيادتك بالدخول.
هنا اتكلمت ريهام بغرور ولمعة غريبة فى عنيها وقالت:
- اوووه، جميل جدا، بحب الاثارة انا وعلشان كده هساعدك، انا غير اني هسيبك تشوف تفاصيل المكان هكلمك عنه واحكيلك تاريخه بنفسي، مش بس كده، لاء انت هتكون ضيفي الليلة دي علشان تعرف تكتب طول الليل عن اللى هتشوفه وتعيشه هنا..هسمحلك تكتشف بنفسك وتكتب بالدليل القاطع.
رد سلمان وهو حاسس بحماس لكن برضو الخوف غالب عليه وقال:
- اقضي اللية هنا؟ ابات يعني؟! بس ده ميصحش، حضرتك لواح...
وتاني ميلحقش يكمل كلامه علشان ريهام تقاطعه بثقة وتقول:
- لالا، المكان ده مش بتاعي، المكان ده بتاع الريس رحيم، هو موجود هنا بس مشغول شوية، علشان كده سمح ليا اني اقابلك علشان متنتظرش كتير، ولو مش عايز براحتك، تقدر تعمل اللى انت جاي علشانه وتمشي.
فى اللحظة دي حس سلمان انه انتصر فى المرحلة الاولى من السبق بتاعه، قال بحماس الانتصار:
- لالالا، بالعكس، فكرة سيادتك دي هتساعدني جدا....
قاطعته وهي بتقول:
- وانا هكلمك عن تاريخ المكان ده.
وابتديت تتكلم ريهام عن تاريخ المكان ده اللى رجعت لزمن بعيد جدا، كان بيحاول سلمان يمثل انه بيكتب اللى بتقوله باهتمام برغم انها مع ذكر عمر البيت اندهش بأنه لسه موجود ومنهارش، ابتديت تتكلم بمنتهى الجدية عن غرابة البيت وغرابة الاحداث اللى بتحصل فيه، اتكلمت بوضوح عن الناس اللى حاولوا يدخلوه ومخرجوش منه تاني، والناس اللى اتأذيت بسببه بأشكال مختلفة لدرجة ان فيه منهم بيخرج منه مريض نفسي ومكانه من بعد البيت ده بيكون مستشفى المجانين، ابتديت تتكلم عن اللوحات اللى فى البيت وازاي بيأثروا او بيرسموا طريق كل شخص بيدخل المكان ده واللى هيحصل معاه، كان سلمان بيسمع والخوف بيدق فى قلبه وهي بتقول:
- كل شخص نهايته بتكون حسب صفاء روحه، يا نقي...او مدنس، نهاية كل شخص حسب الصفاء.
قلق سلمان من الجملة دي وهو مش عارف هل هو من الانقياء او المدنسين؟ كملت كلامها وقالت:
- انا عن نفسي يعني محصليش حاجات تُذكر هنا، مجرد اصوات بس بسمعها وانا نايمة، لكن دي حاجات مش بخاف منها، انا من سلالة لها خبرة كبيرة فى العالم ده، وانت اكيد برضو زيي، مجالك بيفرض عليك تتعامل مع الحاجات دي بطبيعية وهدوء.
ابتسم سلمان وقلبه بيقوله قوم اجري من هنا، وقال وهو بيحاول يداري الرعب اللى جواه:
- اه طبعا، اخاف من ايه؟ دي مجرد اصوات يعني مش اكتر، صح ولا ايه؟
ريهام:
- طيب انا اتكلمت كتير، اسفة بحب انام بدري، تقدر تطلع الدور التاني، فيه اكتر من اوضة مجهزين لأستقبالك، خد راحتك وبكرة هتقابل الريس.
قالت ريهام ارقام الاوض المجهزة لسلمان اللى قرر يختار بحماس نفس رقم الاوضة اللى خالد ردده فى المستشفى، لمعت عين ريهام للحماس اللى قرر بيه سلمان رقم اوضته، لكن معترضتش، سابته واتحركت وهو كمان ابتدا يتحرك بهدوء لحد ما وصل الاوضة، اتوهم طبعا بتفاصيلها لكن بمنتهى السرعة ومع اعجابه وانبهاره بالسرير قرر ينام بسعادة بعد ما قدر يوصل لرحيم اللى اول ما هيطلع النهار هيقابله، راح فى النوم مجرد ما غمض عنيه، لكن للأسف مطالش ده كتير لأنه ابتدا يفتح عنيه على اصوات بترن فى ودنه، استغرب وبص حواليه، الدنيا ضلمة، والاصوات اختفيت، رجع نام تاني، لكن الاصوات رجعت تاني، وهكذا لحد المرة التالتة هنا فتح عنيه بخوف وهو سامع الهمس وكأنه محاوطه، وصوت خطوات بيقرب من الاوضة، افتكر سلمان كلام ريهام عن الاصوات بس، حس بفضول وقام من مكانه وهو بيلف حواليه ومسك الكاميرا بتاعته وهو متوقع انه يطلع بسبق مستحيل حد يكون قدر يوصله قبل كده، لكن مجرد ما فتح الباب اختفيت الاصوات، مفيش حد ولا اثر لأصحاب الحركة اللى كان سامع صوتها وهو فى الاوضة، قلق واتوتر لكن ابتدا يتحرك يمكن يلاقي حاجة تستاهل التصوير، الخوف فى قلبه بيزيد لما رجعت الاصوات تاني، وصل لحد السلم لكن اكتشف ان الدور اللى فوق مفيش حاجة توصل له، استغرب اكتر وهو سامع الاصوات بتقرب منه وفجأة همس جه من وراه وقال:
- خالد! انت فين؟
صرخ سلمان من الرعب بعد ما اتقالت جملة تانية:
- متبصش وراك.
سمع اسم خالد سلمان وابتدا يصرخ من الرعب، بتدا يجري ويقول:
- الحقوني...حد يلحقني، يا ريهااااام، يا ناس، ياللي فى البيت.
مفيش اثر لأى حد، خوف ورعب ورغم ده كله بيجري فى كل مكان بالكاميرا بتاعته ومش شاغل باله بيها، حاول يرجع تاني اوضته من الخوف اللى هو فيه لكن الباب فجأة يتفتح بطريقة غريبة وكأن حد قرر يكسره وهنا تكمل صدمة سلمان لما شاف منظر عمره ما كان يتخيل انه يشوف زيه، حس ان قلبه هيقف والدم اتجمد فى جسمه، شاف قصاد عنيه كائنات غريبة بهيئة مرعبة ومخيفة ومن ابشع ما يكون، عيونهم مخيفة وغريبة وكأنها مش لون واحد، ظوافرهم طويلة تشبه الحوافر وانيابهم مقززة ومرعبة، اجسامهم من النار...و...و يفتح سلمان عنيه اللى غمضها للحظة علشان يلاقي ان كل ده مش موجود وتقريبا غمض عنيه ونام وهو واقف، شافهم فى حلم وكأن ده كان مقصود انه يشوفه، حاسس ان اعصابه سايبة ومش قادر يتحرك لكن سمع صوت من وراه مرعب وهو بيقول:
- انت مش خالد.
بمنتهى الصعوبة حاول يبص وراه، حركته بطيئة وجسمه وخوفه مش مساعدينه حتى يلف رقبته يشوف مين وراه، لكن قدر يعمل ده بعد محاولة دقيقة او اتنين كمان من الرعب المتواصل علشان يحس انه هيتجنن او يقع من طوله اول ما شاف قدام عنيه حد هو عارفه كويس...شاف قدام عنيه واقف بثبات...خالد..خالد عدنان.
يتبع
تكملة الرواية من هنااااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزءالاول من هناااااااااا
الرواية الجزءالثانى من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا