رواية حضور الجن الفصل السادس وعشرون 26بقلم هنا عادل جديده وحصريه
رواية حضور الجن الفصل السادس وعشرون 26بقلم هنا عادل جديده وحصريه
حضور الجن
الفصل السادس والعشرون
في نفس اليوم ده بليل كانت قاعدة اميرة فى بيتها وباباها قعد جنبها، كانت اميرة مشغولة فى تليفونها والفيسبوك ومن الصفحة دي للصفحة دي فى نفس الوقت اللى باباها كان مشغول بجورنال فى ايديه، ودى عادة هو متعود عليها كل يوم بليل، اتكلم الاب وقال:
- وانتي ناوية على ايه مع خطيبك يا اميرة؟
اميرة:
- والله يا بابا مش عارفة، يعني لسة فيه بينا شوية مشاكل كده بس هتخلص يعني.
الاب:
- ما هو انتي لو تسمعي كلامي وتبعدي عنه واشوفلك حد يليق بيكي يكون دكتور كده ولا مهندس، مش واحد بيدرس بالوسطة وفى كلية من نظرية.
ردت اميرة بأبتسامة:
- ما انا فى نفس الكلية يا بابا، وبنفس الواسطة كمان، وبعدين يعني مش اهم حاجة حوار الكلية ده.
الاب:
- دماغك ناشفة انتي زي مامتك يا اميرة.
رجعت اميرة لتليفونها وباباها لجورناله، علشان يتكلم بفزع مرة واحدة:
- لاحول ولا قوة الا بالله.
اميرة بتبص لباباها بقلق:
- فى ايه يابابا؟
الاب:
- الدكتورة مجيدة يا اميرة، الواسطة بتاعتك فى الكلية..اتوفيت.
اميرة بذهول:
- بتقول مين؟
الاب:
- الدكتورة مجيدة معيدة الكلية بتاعتك يا اميرة.
اول ما سمعت اميرة الخبر مسكت الجورنال وابتديت تقرأ المكتوب بخصوص مجيدة، اللى للحظة تخيلت انه مجرد نعي:
- فى حادثة انتحار جديدة، تكون المنتحرة بعيدة تمام البُعد عن الاسباب التي نبحث عنها مع كل حالة انتحار، فهي فى مستوى مرموق، ميسورة الحال، تتمتع بحيوية ورفاهية، تعمل الدكتورة مجيدة علوان معيدة فى احدى جامعات اسكندرية، وجدت اليوم بداخل منزلها مُعلقة من رقبتها فى سقف الشقة وبجوارها جواب صغير كتبت فيه انها هي من قامت بالانتحار...وتعمل الشرطة على التحقيق فى الواقعة..لنتأكد ان اسباب الانتحار الفترة دي بقيت عبارة عن موضة بيتبعها ضعاف النفوس مش اكتر، لا ظروف ولا ضغوط ولا المبررات المرفوضة دي.
دي كانت المقالة المكتوبة من صحفي رافض رفض تام اعطاء مبررات لفكرة الانتحار، لكن اميرة كانت الدهشة على ملامح وشها والصدمة خليتها تنسى حتى تترحم على مجيدة زى ما باباها ومامتها عملوا، سابتهم اميرة وجريت على اوضتها وقفلت عليها الباب، وقفت قصاد مكتبها وفتحت دُرج من ادراجه لحد الاخر ومديت ايديها كلها جوة علشان تسحب حاجة متعلقة فى سقف الدرج مش فى الدرج نفسه، جريت على تليفونها بعد ما اخدت الحاجة دي وطلعت رقم تليفون رانيا واتصلت بيها مرة واتنين وتلاتة وعشرة ومفيييييش رد.
علشان تكلم اميرة نفسها بضيق:
- انتي فين يا رانيا دلوقتي؟ هو ده وقت اختفاء، ردي بقى الله يخليكي.
تفتح رانيا عنيها بألم وصعوبة وهي بتبص حواليها، تلاقى مكان متعرفهوش واجهزة متوصلة بجسمها ومحاليل، حاسة بوجع كبير حاولت ترفع نفسها علشان تقوم من على السرير لكن برضو مش قادرة، شايفة شاب فى سنها تقريبا ملهوف وبيقرب عليها وهي بيتكلم بصوت عالي:
- فوقتي الحمد لله.
بصيت رانيا له وهي مستغرباه، مش عارفة هي فين ولا ايه اللى حصلها؟ افتكرت...
- اه انا كنت بحاول امنه البنت اللى كانت عايزة تنتحر..السكينة، دماغي، اااااه، بطني، السكينة دخلت فى بطني.
بصيت رانيا ليوسف تاني وبصوت تعبان قالتله:
- انت مين؟
سعادة يوسف نقصت لما شاف انها متعرفهوش، كان متوقع انها تكون هي كمان حلمت بيه زى ما هو حلم بيها، جاوبها وهو بيقول:
- انا يوسف، انا اللى ساعدتيني وانقذتيني، كل اللى حصلك ده بسببي انا..انا اسف.
رانيا:
- انقذتك انت؟ هي مش البنت هي اللى كانت...
قاطعها يوسف:
- لاء، هي كانت عايزة تضربني انا بالسكينة، لكن انتي قدرتي تمنعى ده بس للاسف الخسارة كانت اكبر.
رانيا:
- متقولش كده، كويس انك بخير، المهم بس انا فين دلوقتي، يعني اسم المستشفى دي ايه؟
يوسف:
- احنا فى كفر الشيخ، مستشفى المتحدة، لما وقعتي على السكينة وصرختي الناس كلها اتلمت، جيبناكي على هنا علطول واهلي كمان كانوا برة معايا بس راحو يجيبوا شوية حاجات، الحمد لله ان عمليتك خلصت على خير وقومتي بالسلامة.
رانيا:
- تمام، تمام، طيب واللى ضربتني دي بقى تقى مين؟ وكانت عايزة تقتلك ليه؟
قبل ما يرد يوسف دخل ابوه ومامته وهما معاهم عصاير واكل ومخبوزات، قال ابو يوسف اول ما شاف رانيا:
- الحمد لله ان انتي بخير يابنتي، كلنا كنا قلقانين عليكي والله، انا عارف اني مهما هقول مش هينفع اوفيلك الدين اللى فى رقبتي ليكي، ربنا كتب لأبني عمر جديد على ايديكي.
رانيا:
- لا ياعمو متقولش كده، ربنا بيسبب الاسباب، اكيد انا او غيري لو كنا فى نفس المكان فى نفس الوقت كنا هنعمل كده برضو.
ابو يوسف:
- الكلام ده راجل اللى يقولوا مش بنت، بس انتي جدعة ومية راجل، عموما مش عايزك تقلقي الدكتور طمني عليكي وقال ان الجرح سطحي وكام يوم وتخرجي من هنا على خير، ومتخافيش على حاجتك، تليفونك وشنطتك وكل حاجة موجودين اهوم على الترابيزة.
شاور ابو يوسف على ترابيزة فى نص الاوضة قصد سرير رانيا، اتكلمت هي وقالت بأختصار:
- شكرا جدا لحضرتك.
ابو يوسف:
- متقلقيش اللى عملوا كده الحكومة خدتهم، حقك هيرجعلك، انا بس قولت اطمنك علشان متبقيش ناعية هم حاجة، هنسيبك ترتاحي وبكرة تلاقينا عندك.
رانيا:
- تمام.
مشوا كلهم، يوسف كان ماشي وقلبه وعينه مع رانيا، دي البنت اللى سافر مدينة تانية علشان يشوفها مع انه ميعرفهاش اصلا، دي البنت اللى جاتله فى احلامه وفكر فيها من قبل ما يعرف انها موجودة على ارض الواقع، دي البنت اللى بقدرة ربنا كانت سبب فى انقاذ حياته، سبحان الله فى ارادته برغم محاولات يوسف فى انه يقابل رانيا الا ان ربنا اراد ان هي اللى تروح لحد باب بيته بنفسها...كانت نايمة رانيا على السرير وباصة من الشباك المفتوح جنبها وباصة للسما، فرحانة من كل اللى حصل، برغم الجرح والالم اللى حاسة بيهم الا انها مبتسمة، مش قادرة تصدق انها كانت سبب فى انقاذ حياة بني ادم، مبسوطة لأنها مستحيل تبقى شيطانة وتقدر تساعد حد كان هيتأذى ويتظلم، قالتها بصوت مسموع ليها:
- طظ فيهم كلهم، اي حد حاول يشككني فى نفسي ويقنعني اني شر ماشى على الارض، اللى حصل ده ربنا باعتلي بيه رسالة، رسالة بيطمني بيها، الحمد لله.
غمضت رانيا عنيها وراحت فى النووووم.
فات يوم والتاني ولسه رانيا فى المستشفى، كل يوم بيزورها يوسف اكتر من مرتين تلاتة، اتكلموا مع بعض كتير واستغل يوسف الفرصة فى انه يعرفها اكتر، مقدرش يحكيلها ع ن احلامه علشان متفتكرش انه مجنون او يحرج نفسه معاها، كان مكتفي بس بالراحة والامان اللى بيحس بيهم وهي جنبه، الغريبة ان رانيا كانت حاسة بنفس الاحساس ده، اتصلت رانيا بأصحابها وبلغتهم باللي حصل فيها، وطلبت منهم يطمنوا مامتها لأنها تخيلت انها هتكون طلعت من العناية اكيد، بتمشي الاحداث بمنتهى البطء، مفيش حاجة جديدة وغريبة حصلت فى الايام دي غير مقابلة رانيا لصالح..والولد اللى علاقتهم اتوطدت جدا خلال يومين بالظبط، وفي اليوم الثالث سمح الدكتور لرانيا بالخروج من المستشفى وهو بيقولها:
- المهم بلاش مجهود زيادة، لحد ما تعدي فترة النقاهة على خير وتتعافي تماما.
خرجت رانيا ومعاها ابو يوسف، اتكلم ابو يوسف ب ود:
- الحمد لله يابنتي انك خرجتي على خير.
رانيا:
- الحمد لله يا عمو، شكرا على تعبك معايا اليومين اللى فاتوا دول.
ابو يوسف:
- تعب ايه بس يابنتي؟ انا مهما اعمل معاكي مش هعرف اقدملك اللى تستاهليه.
رانيا بأبتسامة:
- ربنا يخليك يا عمو، معلش لازم استأذن، والدتي مريضة واكيد غيابي عنها ده هيتعبها اكتر، لازم ابقى جنبها وارجع اسكندرية دلوقتي.
ابو يوسف:
- لالالا، مفيش مرواح فى مكان قبل ما تتغدي معانا.
رانيا:
- لالا ياعمي، مش لازم والله، انا فعلا لازم اروح.
ابو يوسف بأصرار:
- متخلنيش احلف على ام يوسف بالطلاق بعدين، نتغدا سوا وبعدين امشي براحتك، مفيش كلام تاني بعد اللى قولته.
رانيا بتحاول تعترض:
- ياعمو بس...
ابو يوسف:
- يلا معايا على البيت.
فعلا راحوا على البيت سوا، كان يوسف لسة راجع من الكلية والحاجة ام يوسف مجهزة الاكل والريحة بتاعته مالية البيت، استضافوا رانيا ودخلوها لبيتهم اللى حسيت فيه براحة غريبة، دخلت قوت الضيوف بعد الصالة اللى فيها السفرة اللى لسة بتجهز وشافت فى حيطة الاوضة برواز كبير...برواز فيه راجل كبير واضح عليه وقار وهيبة حسيت انها مش مستغربة الشكل او الهيئة اللى قدامها دي، بعد لحظات ملحقتش تتمعن فى الصورة الا وكان الاكل جاهز، قعدت رانيا وابتدوا يأكلوها بنفسهم ابو يوسف وامه وهي بصراحة مع طعامة الاكل ونفس الست ام يوسف مقدرتش تمنع نفسها، اكلت وكأنها بقالها سنين مأكلتش اكل بيتي بالطعامة دي، شربوا شاي كلهم سوا وخلاص قررت تمشي واصر الحاج ابو يوسف يوصلها لحد الموقف بنفسه، هنا يوسف وقف يتكلم معاها وقالها:
- هتمشي خلاص؟
رانيا:
- ايوة بقى، معلش تعبتكم معايا اليومين اللى فاتوا.
يوسف:
- اوعي تقولي كده، بس تسمحيلي اسألك سؤال قبل ما تمشي؟ ايه رأيك فى الاحلام؟
استغربت رانيا السؤال شوية بس قالت:
- الاحلام دي والله انت وحظك يا كويسة يا وحشة.
يوسف:
- طيب وايه رأيك فى اللى يحلم بشخص ويكون مشافهوش ولا يعرفوا قبل كده؟
رانيا:
- غريبة طبعا، بس بالنسبة للي بحلم انا بيه بقى يبقى اي حاجة تتقال عادية جدا وممكنة، وارد يكونوا اتقابلوا صدفة...او العقل الباطن هو اللى صور الشخصية دي...
يوسف بمقاطعة:
- طيب ولو الشخصية دي طلعت حقيقية؟
رانيا:
- دى تبقى مصيبة.
يوسف:
- نعم؟!!
رانيا:
- اسفة، انا اسفة، بس افتكرت الاحلام بتاعتي، لالا ان شاء الله متطلعش حقيقة ولا حاجة.
يوسف:
- ماشي، عموما بقى كده الاكونت بتاعك بقى عندي، خلينا نبقى على تواصل علطول.
رانيا:
- اكيد طبعا، انا مبسوطة بمعرفتك.
فعلا خرجت رانيا ومعاها ابو يوسف من البيت بعد ما كلهم سلموا عليها وشكروها تاني وطلعوا يوصلوها لحد باب الشارع ويوسف عنيه منزلتش من عليها واعجابه وانجذابه ليها زاد اكتر خاصة غموضها اللى بتحاول تداريه بسذاجتها....رجعت رانيا اسكندرية، كانت حاسة بطاقة ايجابية وسعادة مالية قلبها، مبسوطة جدا بمعرفتها ليوسف واهله، نسيت بيهم كل الحاجات الوحشة اللى عديت عليها الفترة اللى فاتت، حاسة انها اتولدت من جديد وهي جنب يوسف الشاب الوسيم اللى قضيت طول الطريق وهي راجعة بتتكلم معاه على الفيسبوك، ومجرد ما وصلت الموقف رن تليفونها وردت:
- ايوة يا اميرة، عاملة ايه؟
اميرة:
- سيبك من عاملة وما عاملاش، فيه مصيبة يا رانيا.
رانيا بخوف:
- مصيبة ايه؟ اامي؟! اخويا؟ حد منهم جراله حاجة؟
اميرة:
- دكتورة مجيدة ماتت يا رانيا، اتقتلت.
رانيا بصدمة:
- بتقولي ايه؟! ازاي؟ انتي بتهزري صح؟ لالا دكتورة مجيدة ماتت؟ ازاي؟ مين اللى قتلها؟ ايه اللى بيحصل؟
اميرة:
- مش هينفع الكلام فى التليفون، انا كنت مع الشلة امبارح وحكيتلهم كل حاجة، النهاردة هنجيلك على البيت.
قفلت اميرة الخط وسابت رانيا واقفة مصدومة من غير حركة فى الموقف بتاع اسكندرية، كل الحاجات الحلوة اللى كانت حاسة بيها اليومين اللى فاتوا وفى الطريق اتبدلوا لكابوس اسود، نفق مالهوش نهاية ومفيش فيه حتى بصيص نور، بصيت رانيا لتليفونها علشان تلاقي يوسف باعتلها نكتة تضحك، تجاهلت رانيا يوسف وقفلت تليفونها وهي مقررة ترجع على البيت، لكن فجأة فكرت فى فكرة غريبة جدا، وهي انها تروح تزور قبر الدكتورة مجيدة، اتصلت رانيا بأميرة وبعد جدال كتير ورفض ومحاولات اقناع تروح رانيا تزور قبر مجيدة..
رانيا واقفة قدام القبر بتتأمل فيه، بتتكلم وكأن مجيدة سامعاها:
- ازاي انتي ممكن تكوني ورا كل اللى بيحصل فيا ده؟ ازاي تموتي اصلا وسر ابويا عندك؟ انتي مش هتتخيلي انا ازاي بتمنى اطلعك من نومتك دي دلوقتي، انا مش عارفة تجوز عليكي الرحمة اصلا ولا لاء؟ انا نفسي مش عارفة اترحم عليكي ولا ادعي عليكي ولا العنك دنيا واخرة بسبب اللى انا وصلت له.
واقفة اميرة سرحانة فى قبر مجيدة ومش حاسة بالخيال اللى بيحوم حواليها ويقرب منها، قرب اكتر لدرجة انه بقى وراها بالظبط، فجأة اتنفضت رانيا لما حسيت بأيد اتحطيت على كتفها وصوت تخين بيقول:
- وانتي مين بقى؟
ارتجفت رانيا واتفزعت وهي بتبص وراها بسرعة علشان تشوفه قدامها.......
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا