رواية وليدة قلبى الفصل 31-32-33-34-35الاخيربقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله
رواية وليدة قلبى الفصل 31-32-33-34-35الاخيربقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله
31
توحشت عيناة وهو يقول بشراسة :
انتي بتعملي ايه هنا
نظرت له برُعب وتوتر اكان ينقُصها ان ينظر اليها بعينيه الساحرتين تلك :
اني اني عرفت انك اتصاوبت وجيت اطمن جلبي كان مخلوع عليك يا حبيبي
لم تلن نظراته وهو يقول بفظاظة وصوت حاد:
اخرسي خالص
انتي مريضة !...حبيبك ايه
نظرت له بأنكسار تستجدي حُبه :
سليم اني بحبك بحبك جوي اديلي فرصة اثبتلك الحب دِه صدجني مفيش حد هيحبك جد مابحبك
تنهد بنفاز صبر وهو يقول بأستنكار:
بتحبيني ايه وامتي اصلا، نوارة انا لحد دلوقتي مش عايز آذيكي عشان خاطر ابوكي
اقتربت منه وهي تقول بعينين دامعتين:
حبيتك من وجت ماعرفت اني بعرف احب من وجت ماكنت بشوفك مع ابوي راجل مالي مركذة كنت دايماً بحلم بيك وبجُربك بس كنت بدفن مشاعري جوا جلبي عشان عارفة ومتوكدة انك عمرك ماهتبصلي بس في يوم لجيت فرصة اني اجرب منك ومش بس اكده لا كمان اكون مرتك مسكت فيها بأديا وسناني ماجدرتش اشوفك بتطلجني بعد ما الموضوع يخلص اني عارفة اني غلط بس بس اني بحبك
وجد سليم ان الكلام معها لن يُجدي نفعا فقال بتروي:
بصي يا نوارة انا مستحيل في يوم من الأيام احبك لو انتي بتحبيني من زمان زي مابتقولي فأنا بحب ريم من يوم مافتحت عنيها علي الدنيا وقلبي مستحيل يدق لغيرها فمتديش لنفسك امل وماتعلقيش نفسك بيا دوري علي اللي يحبك ويخليكي ملكة ماتشحتيش مشاعر من حد
نزلت دموعها بغزارة قبل ان تحتضنه فجأة بدون ان تُعطية فرصة للتفكير وهي تقول باكية:
بس اني بحبك انت مش هعرف احب غير صدجني مش هعرف اني جابلة تتجوزني وتبجي متجوز ريم وهعيش تحت طوعك طول عمري ومش هعترض صدجني مش هتندم
تفاجأ سليم بفعلتها تلك قبل ان يُبعدها عنه بأستنكار وهو يهدر بها بصوت حاد غافلاً تماماً عن ريم التي أتت مُنذ ان احتضنته نوارة:
لا انتي شكلك اتجننتي عالأخر اطلعي برا
رفعت عينيها في مواجهته:
سليم اني ا..
قاطع كلماتها صوت ريم الحاد الذي تملأهُ الغيرة:
انتي ايه انتي واحدة ماعندكيش كرامة وخرابة اطلعي برا بدل ماطلبلك الأمن يا زبالة انتي
نظر لها سليم بصدمة
بينما التفتت نوارة إليها وقد تحولت ملامحها للجمود ماحية كل اثر يدُل علي ضعفها:
حاجة ماتخصكيش يابت انتي اني بكلم سليم جوزي
اقتربت ريم منها تدفعها بكل قوتها وهي تقول بعُنف:
تقصدي طليقك طليقككك وماتجبيش اسمه علي لسانك انتي فاااهمة
بادلتها نوارة نظراتها بنظرات شرسة:
لا جوزي وهيفضل جوزي وهنرجعو لبعض بس المرادي مش هايبجي جواز سوري لا هيبقي جواز فعلي وهيحبني وهمحيكي من حياتنا
فار الدم في عروقها ولم تُفكر لثانيتين وهي تهوي بكف يدها بكل ما اوتيت من قوة علي وجنة نوارة مُحدثة صوت قوي
تجمدت نظرات سليم لثوانِ قبل ان تتوحش وهو يرى نوارة تهُم برد الصفعة لريم فهدر بها بقوة:
نوااارة فكري تعمليها عشان يكون اخر يوم ليكي علي وش الدنيا
التفتت نوارة تنظُر له بأنكسار قبل ان تندفع خارجة من باب الغرفة مُتحاشية النظر لريم ظناً منها بأنها ستشمت بها
بينما في الداخل كانت ريم تقبض علي يدها بقوة ووجهها تحول للون احمر قاني من شدة العصبية والغيرة
فقال سليم بهدوء:
ريم ا...
قاطعته وهي تصرخ في وجهه بغيرة و بدون ان تُفكر فيما تقول :
اخرس خالص ريم ايه وزفت ايه كل ده بسببك اصلاً ،انت شخص حقير انت اللي دخلتها حياتنا انت اللي خدعتني وخليت واحدة زي دي تقولي كده انا عمري ما هسامحك انا فقدت ثقتي فيك خلاااص عمرك ماهترجع في نظري زي الأول ولا مكانتك هتبقي هي هي في قلبي انت بقيت قُليل في نظري
جحظت عينيه بصدمة لقد حطمت قلبه بكلماتها تلك، لا تثق به بل وتنعته بالمخادع الخائن تقول انهُ قد سقط من انظارها!!!
هو يثق بها اكثر من نفسه بينما هي لا تثق به مقدار زرة
كفي اهانة وكفي تحطيماٍ لقلبه كفي
هي الوحيدة التي سمح لها بتجاوز الحدود معه بل هي الوحيدة التي تجرأت واهانته وهو يتقبل ويصمت فقط لحُبه لها ،حتي والدته لم تقم بسبه يوماً كما فعلت هي بل لم يتجرء احد علي رفع عينيه في مواجهته من الأساس ولكنها ليست المُخطِئة بل هو من سمح لها بذلك هو من دللها بهذا الشكل المُبالغ
تجاهل صُراخها وهو يُمسك بهاتفه بملامح جليدية ويقوم بالأتصال بأحدهُم وحالما رد الطرف الأخر قال سليم بجمود:
الهانم الصغيرة هتنزلك دلوقتي تحت المستشفي وصلها للقصر
ثم اغلق الهاتف بدون ان يسمع رد الطرف الأخر ووجه كلامه اليها ببرود وبدون ان يُكلف نفسه عناء الألتِفات لها:
انزلي ومنصور هيوصلك
ردت عليه بعصبيه واستنكار فرغم غضبها منه الا انها لن تتركه بهذه الحالة ابدا:
انا مش هطلع في مكان ووريني هتعمل ايه
التفت لها بملامح قاسيه وهو يهدر بها بصوت ارعبها:
سمعتي قولت ايه
اهتز جسدها خوفاٍ فقالت بنبرة مهزوزة:
مش مش هسيبك لوحدك
التوت شفتيه بأبتسامة مُستهزءة :
لا ماتقلقيش ماما في الأوضة اللي جمب اوضتي مش محتاجك في حاجة
ارتعشت شفتيها ببكاء هل بعد فعلته تلك هو من يغضب قالت بصوت مُتأثر :
يعني انت اللي غلطان وكمان بتزعقلي
كذ علي اسنانه محاولا كبت غضبه:
ريم اطلعي من قدامي دلوقتي عشان انا ماسك نفسي عنك بالعافية
نظرت له بخوف فهي تعلم من تعابير وجهه انهُ يُحاول ان يتحكم في غضبه وإن بقت لثانية اُخري سينفجر بها
لم تنتظر للحظة اخري وهي تخرج من الغرفة بخطوات بطيئة
وما ان خرجت نظر للباب التي اغلقته خلفها بحُزن، لا يستطيع تحمل دموعها ولكن يجب ان يضغط علي حاله ف سلوكها بات يحتاج لتأديب
تنهد بتعب وهو يُريح رأسه علي السرير بأنهاك
************
خرجت من غرفته حزينة وهي لا تُصدق انه قد قام بطردها كادت ان تهم بمُغادرة المشفي كما قال لها ولكنها تذكرت قوله بأن كوثر في الغرفة التي بجانبه فألتفتت لتري تلك الغرفة وكأنها تبحث عن طوق نجاتِها وما ان رأتها حتي اندفعت مُقتحمه اياها وعينيها تذرُف الدموع وكأن دموعها لا تنفذ
انتفضت كوثر التي كانت تجالس مّمسكة بمُصحفها بسبب مظهر ريم الباكي
فقالت بقلق:
ريم في ايه سليم فيه حاجة ؟
لم تُجبها بل اندفعت تحتضنها ببكاء وهي تقُص عليها كل ما حدث
استمعت لها بصمت وهي تُربت علي كتفها بحنان الي ان انتهت ولكن كوثر لم تُعلق فرفعت ريم رأسها في مواجهتها وهي تقول بتعجب :
انتي مش هتقولي حاجة يا ماما
تنهدت كوثر وهي تقول بجدية:
انتِ اللي غلطانة ياريم وغلطانة اوي كمان
اشارت ريم إلي نفسها بأستنكار :
انا اللي غلطانة يا ماما بقول لحضرتك طردني من الأوضة رغم انه هو السبب في كل ده اصلا
امسكت كوثر يدها بحنان وهي تقول بتروي:
اسمعي ياريم يا حبيبتي وماتقطعيش كلامي انتي غلطي في سليم واهانتيه واهانتيه جامد كمان وصدقيني بقولك من واقع اني امه وعرفاه كويس لو حد غيرك اللي قال الكلام ده لسليم عمره ما كان رد فعله هيقتصر علي انه يطرده برا الأوضة ابداً، سليم خلاكي تمشي من قدامه علشان ميأذكيش وده اللي متأكدة منه، وبقولك ان انتي اللي غلطانة عشان لا ده وقته ولا مكانة الست الكويسة والأصيلة هي اللي تركن كل الخلافات علي جمب لما جوزها يقع في مصيبة لا قدر الله او يكون فيه حاجة وبعدين تزعل وتعاتب وانتي بتصرفك ده حققتي اللي نوارة عيزاة اتخانقتي مع جوزك واهانتيه ومش بس كده لا اثبتيله انك مش بتثقي فيه وان حبك ليه هش ممكن اي شوية هوي يهزوه، سليم شخص مابيحبش الأهانة ابدا ولا الغلط حتي من وهو صغير عمري ماقولتله كلمة تهينه رغم ان هو كان طفل بس كرامته كانت غالية عنده جدا ابوه الله يرحمه كان دايما يقولي ان اسم عز لايق عليه اكتر لأن دايما كانت نفسه عزيزة عليه وعمره ماقبل بالأهانة ورغم ده كله كان بيعديلك عشان بيحبك يعني موقف زي موقف معاذ ده انا كنت حاطة ايدي علي قلبي من الرعب لأني عارفة ومتأكدة ان رد فعله هايكون قوي بس خالف كل توقعاتي واكتفي بأنه يبعد عن البيت عشان ميأذكيش وده يثبت قد ايه انتي ليكي تأثير عليه وبيحبك وبيثق فيكي، ليه انتي ماتديلوش ربع الثقة دي يا حبيبتي ليه دايما شاكة فيه؟
كانت ريم تستمع لها بأهتمام شديد فهي مُحقة تماماً سليم شخص لا يقبل بالأهانة بتاتاً وعلي الرغم من ذلك يتقبل منها كلمات جريحة في وقت غضبها وحنقها منه، ولكنها نظرت لكوثر بأستنكار في اخر جملة لها :
انتي اللي بتسألي يا ماما ليه دايماً شاكة فيه بتسألي رغم انك اكتر واحدة كانت عارفة ان ابنك علاقاته كتيرة وكل يوم اشاعات عن ارتباطه بممُثلة ولا بُمغنية شكل حضرتك ماكنتيش تعرفي احساسي كان بيبقى عامل ازاي، الغيرة كانت بتاكل في قلبي كل يوم ورغم كده عمري ماكرهته ولا عمري حاولت ابعد عنه ولا حتي ابينله اني بموت من جوايا علشان ساعتها ماكنتش اعرف مشاعرة نحيتي ايه كنت شايفة ان مش من حقي ازعل بس الوضع اتغير دلوقتي انا بقيت مراته
جزبتها كوثر اليها قائلة بحنو:
انا عارفة ومتأكدة انه غلط عشان خبي مشاعره وحاول يحاربها بالطريقة دي، انا كنت بشوفه كل يوم مهموم ومش مبسوط كأنه شايل هم كبير اوي، بس عمري ماتخيلت في الوقت ده انه كان بيحبك ومخبي اه دايما كان مهتم بيكي ودايما كان بيعاملك معاملة خاصة ومختلفة بس ماتخيلتش حب، كنت بقول عشان مربيها عشان بيعتبرها اخته الصغيرة لحد مالقيت نظراته ليكي مختلفة وغيرته عليكي مش غيرة حد بيعتبر نفسه اب او اخ لا كانت غيرة حبيب علي حبيبته، افتكر مرة خانقت معاه عشان مانعك من انك تزوري خالتك وقولتله ان كده غلط وانه ماينفعش يمنعك عنها لقيته اتجنن واتعصب وهو بيقولي بأعلى صوته انه مش مستحمل نظرات الحب اللي في عيون معاذ ليكي وانه بيبقي عايز يقتله ويشرب من دمه، ساعتها اتصدمت معقول معقول سليم بيحب ريم العيلة الصغيرة وبيغير عليها!؟
من وقتها أتأكدت انه عمره ماحب غيرك وكان كل حاجة بيعملها عشان يثبت لنفسه انه ممكن يكون مع اي حد وينساكي بس فشل
وانتي لو قعدتي تفكري في الماضي المشاكل مش هتخلص بينكوا ،رغم انك عارفة ومتأكدة انه ماحبش غيرك ليه تنكدوا علي بعض
ريم بأقتناع:
معاكي حق يا ماما بس حضرتك ماشوفتيش اللي انا شوفته انا دخلت لقيت البنت دي بتحضنه وبتقوله ارجعلي تاني
عقدت كوثر حاجبيها بتعجب :
وسليم سابها تحضنه
اشاحت ريم برأسها خجله وهي تقول بخفوت:
بصراحة زعقلها و كان بيزقها من عليه
ابتسمت علي خجلها:
وانتي غيرتي من قربها ليه حتي لو القرب ده مش برضاه صح
اومأت ريم موافقة علي كلامها
ثم رفعت عينيها لها بحرج:
هو قالي امشي من المستشفي
مسدت كوثر علي رأسها بحنو:
انا هكلمه ماتقلقيش
****************
دلف ادم لغُرفة سليم بالمشفي فوجده يقف بالشُرفة مولياً ظهره للباب فتنهد بنفاذ صبر
-يا ابني انت ليه محسسني انك خارج من عملية لوز مش واخد طلقة كانت ممكن تجيب اجلك
التفت له سليم ببرود وهو يقول:
تصدق انك عيل جلنف هي دي كلمة تتقال
اقترب ادم منه بجدية:
طب ياعم انا جلنف بس دي واقفة تقفها انت خارج من عملية خطيرة ياسليم
التفت للشرفة وهو يشيح بيده:
الدكتور قال ان حالتي في تحسن
ادم بمُزاح :
انا خايف من الدكتور اللي بيعالجك ده كل مايشوفني يقولي صاحبك ده صحته حديد
ابتسم سليم ابتسامة بسيطة ولم يرد علي حديثة
بينما لاحظ ادم ان هُناك خطب ما فوضع يده علي كتفه وهو يقول بقلق:
انت كويس يا سليم
اومأ الأخر برأسه وهويلتفت له محاولاً ان لا يُبدي حزنه:
كويس، وصلتوا لحاجة جديدة؟
رفع ادم الملف الذي بيده امام عيني سليم :
عرفنا اسم صاحب العربية ومحل اقامته
توحشت نظراته وهو يقول بفحيح:
اسمه ايه
-ناصر الصعيدي ومحل اقامته في سوهاج، انت عليك طار ومش قايلنا ولا ايه يابيه
نظر له سليم بذهول غاضب :
ناصر الصعيدي!!...ابن اخو عم عبد الرحمن
بادله ادم ذهوله ولكنه قال بتروي:
مش عايزين نتسرع اكيد فيه حاجة غلط ماعتقدش ان فيه حد بالغباء ده لدرجة انه يرتكب جريمة قتل بعربيته الخاصة
*************
-انت كتلة غباء علي الأرض الله يجطعك ويجطع خبرك
قال ناصر بعصبية:
اييه يا ابوي جري ايه يعني وهما هيعرفو كيف اكيد محدش خد باله من نمرة العربية
ضرب بعصاه الأرض بقوة :
اني بندم اني جبت خلفة الندامة دي طالع غبي ومغفل زي امك يعني شركة كبيرة عريضة وفي مكان زي دِه ومش هيبجي فيه كاميرات محوطاها من كل نحيه
اشاح ناصر بيده وهو يقول بثقة زائفة:
هيعملوا اييه يعني ده لو هوبوا نحيتنا هنجطع خبرهم
القي حامد عصاه وهو يُمسك بناصر من تلابيب جلبابه صارخاً به بغيظ من غبائة :
ده اني اللي هجطع خبرك وهخلص البشرية من غبائك
حاول ناصر الأفلات منه وهو يقول :
جري ايه يبوي انت هتدافع عنه اياك
كذ حامد علي اسنانه بعُنف:
ادافع عن مين يا بجم، اني خايف من اللي هيجرالك يا حزين
نفض ناصر يد حامد من علي جلبابة وهو يقول بأستنكار:
واه واه مين دِه اللي يجدر يعمل حاجة في ناصر الصعيدي
لوي جانب شفتيه مُستهزءٍ والقلق ينهش في قلبه:
ده انت ناصر خيبتهم ناصر الغبي اللي هيفضح العيله كلاتها جدام الخلج يا رتني كنت جيبت فرخة تبيضلي بيضة كل يوم ولا جبتك يا خلفه شؤم
*********
بعد وقت طويل
دلفت غرفتها وهي تتنفس الصعداء فقد وصلت قبل ان يعلم والدها بأنها غير موجوده بالمنزل
اشاحت غطاء رأسها بتعب قبل ان تنتفض علي ذلك الصوت الخشن الأتي من ورائها:
كنتي فين يا نوارة
التفتت له مُرتعبة:
اببووي
يتبع ♥️
32*33
32
توقف السائق امام مبني الشركة الأم بينما نظرت هي الي المبني بتردُد تتذكر اخر مرة قد اتت بها الي هُنا وفي اليوم ذاته اعترف لها بالحُب للمرة الاولي، كم اشتاقت للحديث معه وكم سأمت من تجاهله ومُعاملته لها ببرود ووجوم حتي عندما حاولت اسفتزازه بمُخالفة اوامرة لم يُعلق وكأنها لم تعد تعنيه!!
تنهدت بحزن دفين وهي تتذكر اصرارة علي الخروج من المشفي بل ومزاولته للعمل بعد ايام بسيطة من خروجة رغم اعتراض الطبيب لذلك ولكن متي استمع سليم لكلام احد غير عقله
ترجلت من السيارة وهي تحاول تمالك حالها فقد قررت بعد اسبوعين كاملين من الجفاء والمعاملة القاسية من طرفه ان تُبادر هي بالصُلح، كيف لهُ ان يملُك قلباٍ قاسياً بهذة الدرجة التي تخوله لتجاهلها كل هذة الايام وبالمُقابل هي لا تتحمل ان تبتعد عنه ولو ليومٍ واحد
لا يأتي الي البيت الا نادراً ويتجنب رؤيتها وكأنها اصبحت لا شيء بالنسبة له، كَم هو شعور سيء وقاسي ان يتجاهلك احبُ الناسِ لقلبك اصبح تذكُره يُثير داخلها حالة من الشجن والألم
**************
توقفت امام مكتبه وهمت بالدخول عندما اوقفها صوت مُساعدته :
ريم هانم انا اسفة لحضرتك سليم بيه عنده اجتماع مع الأنسة دانا وقالي مادخلوش حد
جحظت عيني ريم قبل ان تتوحش نظراتتها وهي تُفكر انه يجلس مع تلك الشمطاء بمُفردهما فأندفعت لغرفة مكتبه تفتح بابها بقوة غير ابهه بمُنادات نهي عليها
حال دخولها التفت لها اربعة رأوس من بينهما سليم الذي نظر لها بذهول وتلك الشمطاء دانا ورجلين اخرين
قضمت شفتيها بخجل وهي تتجنب النظر لهم قائلا بصوت مُنخفض:
اسفة
بينما وقف احد الرجُلين يتطلع بها بأنبهار قائلاً بلُغة عربية ركيكة وهو ينحني نصف انحنائة:
ما هذا الجمال يا الاهي انني اُحيي الجمال العربي من خلالك جميلتي
توسع بؤبؤ عينيها من كلماته وبدون شعور حولت نظراتها لسليم فوجدته ينظر للرجل بوحشيه قبل ان يهب واقفاً وهو يهدر به بصوت شرس غير مُهذب بالمرة:
انت بتقول ايه يابن الكلب انت
تراجع الرجل خطوة للخلف بخوف وهو يقول بتلجلج:
سيد سليم انا فقط امدحُها
اقترب منه وهو يُمسكه من مُقدمة ملابسه ويقوم بهزه بعُنف:
روح امدح امك يا حيلتها
كاد الرجُل ان يختنق وهو يحاول ابعاده:
سيد سليم ارجول هذة ليست طريقة للحوار
زادت قبضت سليم شراسة قبل ان يهبط عليه بضربة رأس جعلت الرجل يصرخ الماً
بينما نظرت له دانا بصدمة وهي فاغرة الفاة فمن المُستحيل ان يكون هذا هو ذاك الرجل الوقور الراقي الذي كان يتناقش معهم في العمل مُنذ قليل حاولت الخروج من صدمتها وهي تقترب منه بحذر قائلة بصوت خائف:
سليم لو سمحت سيبه ماينفعش كده
التفت لها سليم يرمقها بنظرة قاتله قبل ان يُفلت الرجل من يده بعُنف:
قولي لضيوفك ان الصفقة اتلغت ومفيش زفت وياريت تطلعيهم قبل ما افقد اعصابي
قال له الرجُل الأخر بذهول :
ألم تفقدها بعد يا رجُل!!
نظرت دانا لريم بأتهام وبغض وهي تقول لسليم بتروي:
سليم الصفقة دي مُهمة وكبيرة وهنستفاد منها لو سم..
هدر بها بشراسة:
دانا خدي ضيوفك واطلعي برا مش عايز اسمع كلمة زيادة
توقفت دانا عن الكلام وهي تومئ بالموفقة:
تمام يا سليم
تحركت بغيظ وهي مازالت ترمُق ريم بكرة وامتعاض بينما تجنب الرجلين النظر لها خوفا من ذلك الهمجي
اما ريم فتجاهلتهُم وهي تنظر بطرف عينيها لسليم تحاول الخروج بهدوء من الغرفة ظناً انهُ لن يُلاحظها لترتعد اوصالها وهي تشعُر بيده تقبُض علي عنُقها وتسحبها ويده الاخري يُغلق بها باب مكتبه بعُنف
التفتت له وهي تنظر له برُعب
اجفل لثوانِ عندما التقطت عيناه نظرة التوسل في عينيها وبدأ بالتنفس بوتيرة سريعة وقلبه يخفُق بطريقة غير مُنتظمة بالمرة وقد تشنج كامل جسدة لمرأها، لمذا تتحكم به عينيها هكذا حتي انها من مُجرد نظرة اصابته بالضياع وكأنه هائم في بحر غُربتهم لما تمتلك ذلك القدر من البراءة والجمال لما عليها ان تكون بتلك النعومة والرقة المُفرطة اه منكِ حبيبتي ستتسببين بجنوني يوماً، ارتسمت ابتسامة خافتة علي جانب شفتيه وهو يتخيل ذلك اللقب "مجنون ريم" فأن كان الجنون هو حُبها فقد وصل للمرحلة الأخيرة منه
بينما تحولت نظراتها من الرُعب عندما لاحظت نظراته لها بتلك الطريقة
تأملت عينيه بتيه وقد فقدت الشعور بكُل ما يُحيط بها فقط تري دفئ عيناه وان حاول التظاهر بالبرود فأن سليم رجُلها الحنون يُحارب ذلك البارد ليظهر ظلت تُحدق بهما للحظات وهي تتسأل بداخِلها ككُل مرة تلتقي عيناها بعيناه..
ما لونهما اهما غاباتِ زيتون مُحاتطان بالعسل او ربما قذديٍر من العسل مُختلط ببعض النباتات الخضراء، لا لا هذا ولا ذاك انهُما يحملان ذلك اللون الكهرماني النادر، اختلفت الألوان والسحر واحد
همست بصوت ناعم تائه:
سليم
اخرجه مُناداتها بأسمه من حالته تلك فنفض رأسه بخفه محاولاً الهروب من سحر عينيها وقد نجح في استعاد جزء من سيطرته وهو يقول بصوت اجش صارم:
انتِ ايه اللي جابك هنا
رمقته بصدمة بسبب نبرته الجافة تلك فكيف يحادثها هكذا بينما عينيها دافئة ومُحبه
تكلم بعد لحظات عندما جاوبه صمتها:
ايه هستني كتير ولا ماسمعتيش انا قولت ايه
اخفضت عينيها ارضاً وهي تقول بخفوت:
انا عايزة اتكلم معاك
اولاها ظهره وهو يغمض عينيه بقوة بسبب صوتها الناعم ذاك
ولكنه حين تكلم قال بصرامة:
مش فاضيلك ده مكان شغل مش مكان للعب العيال
تحشرج صوتها وهي تقول بحزن:
سليم انت ليه بتعاملني كده، انا عملت ايه لكل ده ؟!
التفت لها يرمقها بأستهزاء:
عملتي ايه؟...هو انتي بتعملي حاجة خالص لا سمح الله
هبطت دموعها دون ارادة منها وهي تتحدث بثقل:
انا كنت غيرانة عليك لما لقيت البنت دي بتحضنك كده انت ليه مش مقدر ده ليه مش مقدر اني لسه جرحي منك ماخفش لسه لحد دلوقتي مش قارة انسي انك اتجوزتها انت بتقول غرضك كان انساني طب لما الاقيها بتعيطلك وبتترجاك ترجعلها غصب عني هشك انها ممكن تصعب عليك وزي مابديت شهامتك الاول عليا هتبدي عطفك للمرة التانية
اصابته نبرتها المُهتزة والضائعة تلك في مقتل فأمسك كتفيها بقوة وهو يقول لها بثبات:
افهمي كلامي ده كويس وحطية حلقة في ودنك اللي بيحب بجد مستحيل يبص مجرد بصة لحد غير حبيبه واللي يعمل كده يبقي عمره ماحب وانتِ عارفة ومتأكدة انى بعشقك مش بس بحبك وعارفة ومتأكدة اكتر انى راجل مش اي واحدة تلفت نظري ولا تحرك شعرة فيا انا مش عيل عشان اي واحدة تحاول معايا هجري وراها مش عشان بضعف قدام زعلك وبصالحك وبعديلك هاتسوقي فيها، مش اي تأ تأنيث قدامي هتخليني اتعاطف معاها ولا اي دمعة تماسيح هتقدر تتحكم فيا انا مش قليل ولا ساذج عشان ادور اوزع مشاعر علي خلق الله وان كنت بتأثر من دمعة منك ف ده لأني بحبك انما غير كده مش انا الراجل اللي بيخلي عواطفة تسبقه او تتحكم فيه ابقي حاسبي علي كلامك قبل ماتقولية
رمقته بثبات وهي تقول :
طب وتسمحلها ليه اصلا تقرب منك انت مش عادل يا سليم دايما مقفل عليا ومانعني من اي حاجة شايفها من وجهة نظرك انها غلط وانا بسمع كلامك انما انا لو اعترضت تقولي انا راجل يعني ايه راجل انا شريكة حياتك مش جارية عندك لازماً تفهم ده
رفع حاجبيه متعجباً وقد اذهله كلامها بشدة:
جارية!
انتِ شايفة ان انا بعتبرك كده !!
حاولت ان لا تذرف الدموع وهي تقول بحزن:
سليم انا بحبك ودايماً بحس بالأمان بوجودك جمبي وعمري ماتخيلت حياتي من غيرك حتي قبل معرف انك بتحبني مكنتش شايفة غيرك لا في حياتي اعجبت بحد ولا بصيت لحد غيرط ولما انا كنت بعمل كل ده كنت انت بتصاحب بنات عادي وكانت اخبارك مالية المجلات عن علاقاتك، بتقول انك بتحبني من زمان ازاي وانت كنت بتبص لغيري عادي، بثق فيك اه بثق فيك بس كسليم اللي رباني سليم سندي في الدنيا بعد ربنا سليم الحنين اللي عمره مازعلني بس كسليم حبيبي لا مش بثق يا سليم مش قادر حاولت ومش قادرة صدقني
كانت عينيه مُذبهلة من حديثها فهي لم تتطرق لهذا الموضوع قبلاً لقد ظنها تغافلت او تناست ذلك بينما يصنع ذلك الموضوع فجوة بينهما مع مرور الوقت
ايقن بداخله انه من اوصلها لتلك الحالة، هو المُتسبب في ذلك هو من جعلها لا تثق به
رمقها بحزن وهو يقول:
كنت بهرب
نظرت له بتعجب وهي تُشير علي حالها:
كنت بتهرب مني؟
تجاهل سؤالها الأخير وهو يقول بصدق:
الموضوع كان بالنسبالي صعب صعب اوي ماتقبلتش مشاعري وحاربتها ازاي ازاي احبك بالطريقة دي وانا المفروض امانك ازاي افكر فيكي كده وانتي شيفاني حاجة كبيرة في نظرك عمري ماعترفت بمشاعري لنفسي وحتي لما اعترفت لنفسي اني بحبك حاولت اهرب من مشاعري لدرجة اني بقيت بقبل الدخول في علاقات كتيرة مع بنات حلوة يمكن واحدة فيهم تخليني انساكي بس المشكلة اني معرفتش وماكنتش سعيد بالعكس حسيت اني تعيس ايه لازمة ان البني ادم يبقي عنده قفص عصافير في ايدي وهو عايز العصفور البعيد اللي علي الشجرة
رمقته بعدم فهم وقد تلبسها حالة من الغباء:
مش فاهمة وايه الصعب في انك تقف قدامي وتقولي بحبك!!
ابتسم بسُخرية وهو يقول بنبرة زات مغزي:
وماله ماحضرتك ناضجة طول عمرك
عقدت حاجبيها بحنق وهي تقول :
تقصد ايه ؟
-اقصد ان انا مش شايفك حالياً وانتِ كبيرة كده ومقربة تتمي الواحد والعشرين سنة انك حد ناضج اساسا ما بال بقي وانتي مفعوصة مكملتش الستاشر
شهقت بأستنكار :
علي فكرة انا طول عمري عاقلة وناضجة وماسمحلكش تقولي عليا كده وماتبررش لنفسك انت اصلا عمرك ماحبتني
امسك ذراعها بقوة وهو يُقربها منه قائلاً بفحيح مُخيف:
فعلا بتحمل دلعك الزيادة وبتحمل لسانك اللي عايز يتقطع ده وبتحمل قلة ادبك وقلة ذوقك وهبلك اللي بيظهر سعات ده عشان مش بحبك صح
صمت للحظة ثم اشار لموضع قلبه وهو يقول بنبرة مّخيفة:
صدقيني لو ماكنش قلبي المُهزق ده واقع لشوشته في حبك انا كان زماني قاتلك ومتاويكي في مكان محدش هايعرفلك فيه طريق جُرة
كانت تستمعُ له وعينيها تتوسع بشكل لا يُمكن وصفه سوي انهُ شديد اللطافة بالنسبة له ابتسم بداخله علي تعبيراتها تلك ولكنه مازال عازماً علي تلقين درساً قاسياً لتلك الصغيرة المُتبجحة
خرجت من صمتها وهي تقول بدموع:
انا مش كل ده يا سليم
انا بس بحبك ومش بقصد اعمل اي حاجة من دي ده حتي خالو قالي اقلبي الترابيزة عليه وازعلي انتِ ولو ماجاش صالحك يبقي مش بيحبك بس انا ماقدرتش وجتلك انهاردة اهو
لا يعلم هل يضحك علي سذاجتها ام يميد غيظا من ذلك الحقير نادر
نظر في عينيها بثبات:
وانتي قولتيله ايه لما قالك كده
حركت رأسها بنفي:
قولتله لأ طبعاً
حرك يده علي ملامحها بدون ان يُظهر لها اي مشاعر:
شاطرة
تتطلعت هي به بهيام وشوق دون ان ترمش بعينيها حتي
بينما يشعر هو بقلبه سيخرج من مكانه من فرط دقاته
قطع نظراتهم دخول ادم للمكتب بهمجية :
سلي..
توقف عن الكلام وهو يرى ريم القريبة للغاية منه فتنحنح بحرج وهو يقول:
احم نهي مش برا ومعرفش ان معاك حد
قالت ريم بحنق بدون ان تلتفت له:
واديك عرفت
رمقها سليم بحزير بينما ابتسم ادم علي كلماتها بصمت
وجه سليم كلامة لريم :
انتي جاية مع السواق صح
قالت بتوجس:
اه ليه
تنهد وهو يقول :
طب روحي معاه وانا جاي مش هتأخر
رمقته بعدم تصديق :
بجد
اومأ برأسه وهو يقول :
بجد
خرجت من مكتبه وهي تُمني حالها بأنها ستُحادثه اليوم وسيتصالحا اخيرا
************
بينما في الداخل نظر سليم لأدم بجدية :
الرجالة نفذوا اللي قولت عيله
-ارضهم وبيوتهم جات الأرض
ابتسم سليم بصمت بينما تحدث ادم بأستفسار:
بس ليه عملت كده يا سليم يعني هو كده كده تحت اديك وحابسينه من اكتر من اسبوع ليه ماتخدش حقك منه بس زنبهم ايه اهله
تنهد سليم وهو يقول بجدية:
عشان اهله دول ولاد كلب كلهم من عينته ولازما يقفوا عند حدهم
************
وقف امام كُليتها ينتظر خروجها مُنذ ساعتين فلولا ان الرجل المُكلف بحراستها اكد له انها في الجامعة لكان رحل لمذا كل هذا الوقت في مُجرد مُحاضرة سخيفة ومملة تلك الفتاة غريبة الأطوار
بعد انتظاره لعدة دقائق اخري وجدها تخرج اخيرا من مبني كليتها فاتجه لها وهو يتظاهر بأنه رأها بالصدفة البحتة:
ايه دا؟!!!
نظرت لهُ بتعجب :
استاذ نادر حضرتك بتعمل ايه هنا
رمقها بذهول مُصطنع وهو يقول بصدمة مُبالغ بها:
انسة اميرة ايه ده انتي بتعملي ايه هنا وايه اللي موقفك قدام كلية التجارة
رفعت كلتا حاجبيها في مواجهته وهي تقول بعدم تصديق:
علي اساس ان حضرتك مش عارف اني بدرس تجارة
عقد حاجبية وهو يقول بتعجب مُصطنع:
وهعرف منين يعني كنت مكلف راجل لابس اسود في اسود وحاطت نظارة زرقة علي عنيه يراقبك مثلا
رمقته بعدم فهم وهي تقول:
انا اقصد يعني اني صاحبة ريم ومعاها في نفس الكلية عشان كده حضرتك المفروض تكون عارف
شهق بقوة وهو يضع يده علي صدرة بتأثر:
ريم في تجارة وانا معرفش اخص اخص عليكي يا بنت اختي يارتني كنت مُت قبل ماسمع منك الكلام ده يا اميرة يارتني كن مُت ياااه اخص لما الضربة تي.. استني استني اميرة بت يا اميرة رايحة فين
ركض ورائها بعدما تركته يتحدث ورحلت
ظل يُناديها وقد لفت بعض الأنظار لهُما فماذا يُريد ذلك الوسيم من اميرة
بينما لاحظت اميرة ذلك فألتفتت له توبخه بقوة:
استاذ نادر لو سمحت ذمايلي يقولوا عليا ايه حضرتك ماينفعش كده انت عايز مني ايه
توقف امامها يعقد ساعدية ويرفع احدي حاجبية :
علي اساس انك غبية بقي ومش عارفة بت دور الفتاة المُنكسرة مُدعية الطيبة ده مش عليا ده انت طلعتي سهُنة وعقربة من تحت تبن
رفعت اصبعها في مواجهته بتحذير:
اسمها ماية من تحت تبن يا استاذ نادر وبعدين انا ماسمحلكش
انزل اصبعها بقوة تأوهت هي علي اثرها بألم:
وانتي سبتي كل الكلام ومسكتي في التعبان والعقربة ليه ولا هما القرايب بيتحمقوا علي بعض
عقدت ساعديها بغيظ في مواجهته:
حضرتك بتقول الكلام ده كله علي اي اساس
-بقي يابت تعملي عليا دور الفتاة الخجولة وانتي دايرة تنصحي البت ريم بنت اختي نصايح تودي في داهية تستغلي طيبتها في اغراضك الدنيئة ولا اكمنها هبلة وهتصدقك
-انت بتقول ايه اصلا اغراض دنيئة ايه ونصايح ايه انت شارب حاجة يا استاذ نادر
التفت حولة وكأنها يتلصص قبل ان يُخفض رأسه قليلاً ويضع يده علي فمه ويقول بهمس وكأنه يوشي بسراً خطير:
بصي انا بستعبط اساسا من الأخر كده موافقة اعزمك علي الغدا برا ولا افضحك في الكلية واقول انك استغليتي بنت اختي وخلتيها مُدمنة هيروين
حدقت به بعدم تصديق وفاهها يكاد يُلامس الأرض من الصدمة
فحرك هو رأسه وكأنه ينتظر:
ها قولتي ايه
لم تُجب عليه ومازال جهها يحمل اثار الصدمة
فضيق نادر عينيه وهو يضع يده علي وجهه بتأثر ويقول بصوت مسموع:
اه يابنت اختي ي
قاطعته اميرة بذُعر:
شششش اسكت بالله عليك
رفت لها احدي حاجبية وفمه يُفتر عن ابتسامة واثقة:
ها هاتتغدي فين يا ميرو
*************
مُتسطحة علي فراشها بحزن تشعر انها اصبحت بلا روح حتي البكاء لم يعد يُريحها لقد نفز اباها وعدة ووافق علي خطبتها من اكثر شخص تكرهه وتبغض حتي النظر الي وجهه تقسم ان كان والدها نفز تهديده الأول لها وزوجها لأحد الغفر لما كانت لتحزن هكذا
ظلت تتذكر ذلك اليوم بحزن وانكسار
فلاش باك
-كنتي فين يا نوارة
التفتت له برُعب:
ابووي
ابتسم عبد الرحمن بألم وهو يقول:
منيح انك فاكرة اني بوكي
تلعثمت وهي تحاول ان تخترع كذبة أاخراج نفسها من هذا المأذق :
ابوي اني كنت ا
قاطعها رافعا سبابته في وجهها:
ششش مش عايز اسمع حسك واصل انتي خلاص عيارك فلت وفجرتي بجيت متوجع منك اي حاجة
هزت رأسها بعنف وهي تحاول التبرير فهدر بها بعُنف:
جولت اخرسي وماتبرريش اني عارف انتي جاية منين
بُهتت ملامحها وقد شُلت اطرافها من الصدمة
بينما ابتسم والدها بمرارة وهو يقول بنبرة مكسورة:
كسرتي ضهري ووطيتي راسي للمرة التانية بس المرة دي اني ماهمدش يدي عليكي ولا هجولك حاجة عشان اني جلبي من نحيتك خلاص اتجفل انتي من الليلة دي مانتيش بتي بس هخلص ضميري منك جدام ربنا وهرضي ضميري فيكي
اخرجتها كلماته من صدمتها فقالت بصوت خافت يكان يُسمع:
تجصد ايه يبوي
تهدلت اكتافه وهو يقول بحزن :
اجصد ان عبد الجادر ولد جعفر المُسلمي طلب يدك لما عرف بموضوع طلاجك واني وافجت
حركت رأسها بأستنكار وهي تقول بحزن :
لا يبوي ابوس يدك عايز تجوزني لواحد متجوز تنين غيري حرام عليك
رمقها بخذي وانكسار وهو يتجاهل كلماتها يخرج من غرفتها تاركاً اياها مُنهارة من البُكاء وللمرة الثانية يشعر ان كرامته قد اُهدرت علي يدها
يتبع♥️
33
وانى ترهبنتُ عن جميع النِساء ما عداكِ، وإِن كانَ حُبكِ سيقتُلنى فمرحباً بالموتِ في هواكِ
************
اقترب منه محاولاٍ تقبيل يده قائلاٍ بتوسل:
ابوس يدك يا سليم بيه مش كفاية خربتلي حالي ومحتالي وجبت اراضينا الأرض، سيب ابني وحياة كل غالي عندك
ارتسمت ابتسامة مُستهزءة علي فمه قبل ان يقول بنبرة جليدية:
ابنك عندي لحد مايتربي وتحمد ربنا انه لسه عايش
قال حامد وهو مازال يُمسك بيدِ سليم:
لا يا سليم بيه ارجوك اني ماليش غيره ده اني اموت وراه طوالي لو جرالة حاجة
سحب سليم كف يده منه بعُنف وهو يقول بفحيح:
ده انا هبقي قدمت خدمة كبيرة للبشرية كلها لما اخلص من نسلكوا الواطي
-اني طمعان في كرم اخلاجك صدجني اني هبعده عنيكم ومش هاتشوف خلجتنا واصل
نظر له للحظات قبل ان تصدر منه قهقهات رجولية ساخرة:
تبعدوا عني!!
علي اساس ان انا ماهعرفش امحيك وامحيه من الدنيا كلها قالولك اكتع
حرك رأسه بزُعر وهو يقول بنبرة مُهتزة :
ده مجنون والله مجنون ده معاه شهادة مُعاملة اطفال ده اني لولا كلام الناس كان زماني راميه في السراية الصفرة
انحني سليم قليلاٍ قائلاٍ بفحيح:
سيبلي انا بقي المهمة دي انا هاوديهولك
-حرام عليك يا سليم بيه
رمقه سليم بشراسة :
حُرمت عليك عيشتك انت هاتعمل الشويتين دول عليا يا خرفان انت قالولك جاي تتكلم مع عيل
-ما عاش ولا كان اللي يجول علي حضرتك عيل اني بطلُب منك الرأفة
امسك سليم احد الملافات امامه وهو يقول بجدية:
انا محترم سنك لحد دلوقتي وسايبك تهاتي انما كلمة كمان هاتطلع منك هخليك ماتشوفش ابنك طول عمرك
************
في قصر الحداد غرفة ريم
وضعت يدها علي شفتيها وهي تنظر له بأندهاش :
يعني انت واميرة فيه بينكوا حاجة يا خالو
تنهد بضجر وكأنهُ يوصل لها انه ليس باليد حيلة:
اعمل ايه صعبت عليا كل يوم مرقباني ده انا مابقتش عارف اعيش حياتي طبيعي بسببها كل ما اروح مكان الاقيها في وشي لأ وقال ايه وصلت بيها البجاحة انها تعملي فضايح قدام الموظفين عشان اوافق اتغدى معاها تخيلي قالتلي هاتقولهم اني بتاجر في الهيروين لو رفضت بجد صاحبتك دي مش طبيعية
كانت تُنصت له بأنبها وذهول وقد صدقت كُل ما قاله بسهولة
نطقت بعدما انهي كلماته تلك:
بجد مش قادرة اصدق اميرة تعمل كده للدرجادي بتحبك يا خالو
هز رأسه وهو يُبرز شفتيه دليل علي امتعاضه:
جيل مهبب، ربنا يعافينا الحب ده بهدلة
حركت ريم رأسها بشدة :
لا يا خالو بس اميرة مؤدبة هي اكيد بتحبك بجد ارجوك اديها فرصة
نظر لها عاقداً حاجبيه دلاله علي تفكيره:
انتي شايفة كده يعني؟
اومأت موافقة:
ايوه انت مش هتلاقي زي اميرة يا خالو بجد محترمة وكويسة جدا
حرك كتفيه بلامبالاة :
هفكر هي علي العموم مش بطالة يعني
انقدت ريم عليه تُعانقه بسعادة:
بجد انا فرحانة اوي عشانكوا
بادلها نادر العناق وهو يقول بتحذير:
اياكي ياريم تقولي لحد دلوقتي خالص
ابتعدت قليلاٍ تنظر له بأبتسامة:
عيب يا خالو طبعاٍ عمري ما اقول لحد خالص
ربت علي رأسها قائلاٍ:
جدعة يا حبيبة خالو
ذمت شفتيها بعد لحظات وهي تقول بحزن طفيف:
بس انا زعلانة اوي عشان اميرة ماحكتليش انا هاخد موقف منها علي فكرة
برقت عيني نادر زعراً قبل ان يرفع رأسها في مواجهته:
لا لا اياكي تقوليلها حاجة
عقدت ريم ما بين حاجبيها وهي تقول بتعجب:
هي كمان ماكنتش عيزاني اعرف!
اجلي حنجرته وقد اصابه التوتر لعدة ثوانِ قبل ان يقول في عقله ان من تجلس امامه هي ريم ابنة اخته ويمكنه ان يتحكم في عقلها بكلمتين
فنظر لها بثبات قائلاً:
عيب يا ريم ماتكسفيهاش بقي هاتروحي تقوليلها ايه يعني انها بتجري ورايا ورامية نفسها عليا
قالت ببراءة شديدة:
لا عادي اصلا انا واميرة مفيش بينا الحاجات دي
اشاح بوجهه عنها وهو يقضم شفتيه محاولاً ايجاد فرصة للهروب من هذا المأذق مُفكراً في وصلة "الردح" الذي سيتلقاها من اميرة ان علمت كلمة واحدة من ما قاله
فنظر لها ملامح عصبية زائفة وهو يقول:
انا اصلاٍ غلطان اني بكلم عيال
شهقت معترضة وهي تقف قبالته :
انا مش عيال يا خالو ماتقوليش كده
عقد ساعديه وهو ينظر لها بتزمر:
لأ عيلة عشان احكيلك سري وتروحي تفتني
حركت يديها دلالة علي الأنفعال:
بس انا ماقولتش انا كنت لسه هاقول
-خلاص ماتقوليلهاش خالص ده سر ولو عرفت انك قولتي تبقي عيلة ومعفصة كمان
ناظرته بحنق وهي تُدبدب بقدميها:
مش هقول وماليش دعوة بيكوا اصلا
امسك وجهها بين راحتيه وهو يهاودها قائلاٍ:
يا ريمة يا حبيبتي ماقصدش بس يرضيكي صاحبتك تقول علي خالك فتان وعيل
نظرت له بأقتناع وهي تومئ علي كلامه موافقة:
فعلا ممكن تقول كده، انا هسكت لحد ماتيجي هي تحكيلي بنفسها
قبل وجنتها بأنتصار :
ايوه هي دي ريم الكبيرة العاقلة بنت اختي
**************
في المساء علي طاولة العشاء
جلست ريم تنظر لسليم وهو يأكل بصمت مُتجاهلاٍ اياها تماماٍ
فوضعت يدها تحت ذقنها تُفكر بطريقة لجزب انتباهه
امال نادر رأسه عليها وهو يقول في اُذنها بهمس :
اعملي نفسك تعبانة
رمقته ريم بطرف عينيها وهي تُشاركه الهمس:
تفتكر هايصدق
قال وهو يضع الشوكة في فمه:
جربي انتي هاتخسري حاجة
-طب اعمل ايه اقول دماغي وجعاني؟
نظر لها بحنق وهو يقول:
دماغك وجعاكي ايه اسكتي انا هتصرف
نظر نادر لسليم خفيه ثم صمت للحظات قبل ان يلتفت لريم مرة اخري قائلاٍ بنبرة مذعورة:
ريم مالك يا حبيبتي ايدك بترتعش كده ليه
نظر له الجميع قلقاً بينما وقف سليم بزُعر متوجهاً لموضع جلوسها وهو يتفقدها برُعب:
ريم انتي فيكي ايه ردي يا حبيبتي مالك
غمز لها نادر وهو يحاول ان يقول لها شيئاٍ فحركت هي شفتيها بصمت وكأنها تتسأل ما الخطوة القادمة
فزفر بحنق من غبائها قبل ان يقول بخوف مصطنع مُستغلاً قلق سليم عليها :
انتي عنيكي مالها بتبربش كده ليه شكلها هيغمي عليها
ففهمت ريم علي الفور ما يُريدة والقت رأسها علي صدر سليم تدعي فقدانها للوعي
تعالت دقات قلبه هلعاً وهو يراها فاقدة للوعي بين يديه
حرك يده علي وجهها بذُعر وهو يقول :
ريم حبيبتي فيكي ايه
حملها سريعا وهو يتوجه بها للأعلي صارخاً بهم بأن يستدعو الطبيبة
بينما قدم نادر شفتيه بتأنيب من حالة سليم فهو لم يظن انه سيبلُغ هذا الحد من القلق من مُجرد اغماء
***********
وضعها علي الفراش بحرص وكأنها ستُخدش قبل ان يلتفت لهم وهو يقول بصراخ:
انا مش قولت حد يطلب الدكتورة
رد نادر بتروي مُحاولاٍ اثنائة عن فكرة استدعاء الطبيبة لكي لا تُكشف خطتهم :
هي بس اغمي عليها عشان ماكلتش حاجة من الصبح مش محتاجة دكتورة
قالت كوثر القلقة مؤيدة كلام نادر:
فعلاٍ هي ماكلتش حاجة خالص
نظر لهم سليم بأتهام وهو يقول:
وانتوا كنتوا فين انتوا عارفين ان جسمها ضعيف ازاي ماتجبروهاش تاكي
نظرت كوثر لريم بقلق قائلة:
يا ابني قولت كتير مابتسمعش كلامي خالص
استغل نادر الفرصة لمصالحتهم قائلاٍ بتأثر زائف :
طول النهار مش بتاكل وبتقولي عايزة سليم يا خالو كله بسببك يا سليم لو بنت اختي جرالها حاجة مش هسامحك
لم يُعره سليم انتباة وهو يُمرر يده علي ملامحها بقلق وقد الهاه خوفه عن ملاحظة يدها المضمومة او شفتيها المُرتعشتين فقط عندما يتعلق الأمر بها يفقد عقله
اخرج الهاتف من جيب جاكيته وهو يقول بحسم:
انا هتصل انا بالدكتورة
ارتعبت اوصال ريم فلو علم سليم انها تدعي الأغماء سيُعاقبها اكثر وبدلاً من ان تتحسن الامور بينهما ستتأذم
فتأوهت بخفوت وهي تضع يدها علي رأسها تتصنع التعب هامسه بأسمه بنعومة:
سليم
نظر لها بلهفة وهو ينحني عليها :
حبيبتي انتي كويسة حاسة بتعب
نظرت له بمسكنة وهي تجزبه لها اكثر لتعانقه:
كويسة عشان انت معايا
نظر لها نادر وهو يضيق عينيه هامساً :
كويسة طول مانت معايا!
اه يا قادرة وانا اللي فاكرها هبلة
احتضنها سليم بقوة وهو يقول بقلق:
حبيبتي حاسة بأيه نروح المستشفي نطمن
نفت برأسها بقوة سرعان ما انتبهت علي فعلتها تلك فقالت بهمس في اذنه:
كل التعب راح عشان بقيت في حضنك
رفع نادر حاجبيه وهو يسترق السمع لهما قائلا:
والله انا اللي طلعت اهبل
رفع سليم رأسه مقبلاً جبينها بخوف:
طب نطمن بس انا عارف انك مش بتحبي المستشفيات بس انا معاكي
حركت رأسها بنفي وهي تعود لأحتضانه:
لا انا عايزة افضل جمبك بس
احتضنها بدوره قائلاً بعتاب:
ينفع كده ياريم ماتكليش طول النهار يا حبيبتي وتقلقيني عليكِ كده
نظرت له بحزن حقيقي هذة المرة وهي تقول بنفس نبرة العتاب:
بجد قلقان عليا
امسك بوجهها بين راحتيه يُزيل دموعها :
انتِ بتسألي ده انتي عمري كله يا حبيبتي
ابتسمت بين دموعها وهي تُقبل باطن يده :
بجد ياسليم يعني انت بتحبني
آلمته نبرة الشك في سؤالها فهو بجفائه معها هذة الايام جعلها تشك في مقدار حُبه بينما هو يكفيه ان تكون امام عينيه ليتنفس
قبل عينيها بعشق قائلا بنبرة هائمة:
ماتشكيش ابدا في حبي ليكي لأنه عمره ما هيقل ابدا في يوم ده انتي النفس اللي بتنفسة يا قلبي
قاطع وصلة عشقهم كلمات نادر الممتعضة:
ايه الافورة دي وايه جو الاعضاء البشرية ده
انتي قلبي وانتي فشتي!!و..
لم يُكمل كلامه بسبب تلك الوسادة التي القاها سليم بوجهه
فنظر له بضحك وهو يقول:
الحمد لله ان ماكنش فيه جمبيه فازة
ابتسم له سليم مستهزئاً:
مانت مفيش واحدة هاتعبرك اصلا عشان كده محروق من جواك
قالت ريم بأندفاع وبدون تفكير مُدافعة عنه:
لا يا سليم علي فكرة بقي خالو قمر ويتحب
ابتسم نادر ناظراً لها بفخر:
الاهي تنستري
اكملت ريم ببساطة:
ده اميرة صاحبتي بتحب خالو وعرفت ان خالو بيبيع هيروين وكانت بتبتذة عشان يخرج معاها
جحظت عيني نادر بصدمة من كلامها قائلاً بذهول:
الاهي تنفضحي
**********
-اخبطيني بحجر علي نافوخي يجيلي ارتجاج في المخ او اديني بيدك اللي زي لهطة الجشطة دي علي وشي عشان اتوكد انك بجيتي خطيبتي
شملتهُ نوارة الجلسة امامه بنظرة مُشمأزة وهي تحاول منع حالها من ان تنقض عليه لتشوه له وجهه ذلك السمج عديم الدم
ابتسم مُظهرٍ اصفرار اسنانه وهو يضع يده علي رأسه ساحباٍ خُصلات من شعره للأمام:
ايه يا جمراية يا فرسة انتي ،انتي مكسوفة مني اياك
تأفأفت بقهر وهي تتأمل هيئته الصغيرة الغير مُهندمة بالمرة وهي تُقارن بينه وبين سليم واي مُقارنة تلك ايجتمع القرد مع الأسد في جُملة واحدة
رقص حاجبيه بتلاعب وهو يقول بسماجة:
جري ايه ياست البنات للدرجة دي وجودي مشعلل في جلبك حريجة
همست بصوت خافت:
حريجة تمسك فيك ماتسيبكش الا اما تجيب اجلك يا بعيد
ثُم اكملت هي تقف ناظره لهُ بأمتعاض:
اني راحة علي جوضتي البيت بيتك
ظل يتأملها بهيام وهي تصعد الدرج واضعاً يده علي صدرة مُتنهداً وهو يقول :
وماله اتجلي براحتك يا نوارة جلبي
ثم ابتسم بثقة لا تليق مع حجمة قائلاٍ:
عارف انك عتموتي فيا يا مانجية مستوية انتي بس ومالةيحجلك الدلال يا دميل
************
بينما وقفت نوارة تستند علي باب غرفتها بقهر وهي تحاول كبت شهقاتها بقوة فوالدها وضع لها عقاب يصعب تقبله كيف له ان يزوجها لذلك الكرية مُحب النساء هل يُريد قتلها حية
*************
بينما في الخارج وقف عبد الرحمن واضعاً يده علي باب غرفتها يكبح جماح نفسه حتي لا يدلُف اليها يواسيها ويُطمئنها فهو من المستحيل ان يفعل بها ذلك لقد حزنت لدرجة انها نست ان عادتهم تنص علي عدم وجود فترة خطبة فلو كان ينوي ان يُعاقبها ذاك العقلب القاسي ويزوجها بذاك البغيض لكان زوجها فورا بدون مُقدمات..
فقط فعل ذلك لكي يُرهبها لا اكثر فبرغم كُل افعالها فهي ستظلُ ابنته الوحيدة وابنة معشوقته التي اوصتهُ بها وهي علي فراش الموت، ولكنها يجب ان تُعاقب وتحزن لكي لا تتمادي في اخطائها، يُدرك في مكنوناته انهُ من دللها ببزغ لشدة حُبه لها فقد خالف كل العادات والتقاليد الخاصة بعائلتهم وقام بأرسالها الي الجامعة لتتعلم لكي تُصبح زات شئن في نظر حالها علي الاقل وكان دائماً يتغاضي عن افعالها الغير مقبولة وتصرفاتها المغرورة تجاه العاملين بالمنزل ورغم كل هذا مازال موقناً انها تحمل بذرة خير وسيخرج تلك البذرة بيده..
يتبع♥️
34قبل الاخيره. 35 الاخير
قبل الاخير34
دخل غُرفتها مُتسللًا كالمُراهقون بينما كانت تقف هي في شُرفة غُرفتِها تتحدث في الهاتف فقاده الفضول للأستماع الي مُكالمتِها فوقف خلف باب الشُرفة يتصنت كاللصوص
سُرعان ما استوعب ما يقوم به وهو لا يُصدق افعاله انهُ يُصبح في سن الخامسة عشر عندما يتعلق الامر بها ستُصيبه بالجنون لا محاله
ابتسم وهو يستمع لمُكالمتها مع صديقتها
ريم بصوت حالم وهي تضع الهاتف علي اذنها مُسنده اياه بكتفها وتُقلم اظافرها في الوقت ذاته:
صدقيني الحُب ده حاجة جميلة خالص
صمتت للحظات تستمع للطرف الاخر وهي تقول بقهقهة اُنثوية اطاحت بقلب ذلك العاشق :
ليه كده يا ميرو والله خالو طيوب
استمعت لصوت اميرة الحانق:
اه طيوب اوي ده قليل الذوق تخيلي راح لبابا مكان شغله عشان يطلب ايدي منه ف بابا بيقوله شوفتها فين يقوله بروحلها الجامعة كل يوم
عادت ضحكات ريم الرقيقة تتعالي وهي تقول بصوت مختنق من الضحك:
خالو ده كيوت اوي بجد
صدرت ضحكة مستهزئة من اميرة وهي تقول بصراخ واستنكار:
كيوووت!!
قولي مصيبة بلوة ده انا بابا كان هيخلص عليا بسببه تخيلي بابا يقوله مش موافق غير بعد ماتخلص دراستها يروح قايله يعني يرضيك افضل ماشي معاها كده من غير جواز لو كان ده يرضيك فانا ماعنديش مانع
وقع المبرد من يد ريم من كثرة الضحك وقد ادمعت عينيها وهي تقول بصعوبة:
اكيد اُنكل ابراهيم علقك
قالت اميرة بصوت مُغتاظ :
علقني !!..دول بيعاملوني في البيت كأني مُعتقلة اسرائيلية اسكتي
حاولت ريم كبت ضحكاتها وهي تقول بجدية:
طب نتكلم جد يا ميرو بقي، انتي مفيش في قلبك اي مشاعر لخالو
ردت عليها اميرة بصوت عصبي لتُداري ارتباكِها:
مشاعر في عينه الكداب الغدار رايح يقولك اني كنت بجري وراه الله يرحم وقفته قدام الجامعة كل يوم بالساعات عشان يشوفني
-لا لا يا اميرة ماتحسسنيش ان انا السبب
ضحكت اميرة اخيرا وهي تقول لها بمرح:
هو ازاي خالك ده مش عارف ان انتي اصلا مابيتبلش في بُقك فولة وفتانة
عقدت ريم حاجبيها بغضب:
انا مش فتانة
-اه اه صح انتي ابعد ما يكون عن الفتنة يا حبيبتي
صاحت ريم بها بحنق:
اميرة
فقالت اميرة:
خلاص خلاص نغير الموضوع ها يا ستي عاملة ايه مع سليم
تحولت نظارات الغيظ في عينيها الي نظارات عاشقة وهي تقول بحالمية:
سولي ده روحي وقلبي وحياتي كلها
قالت اميرة بصوت مُشابه:
هيييح ربنا يوعدنا يارب بقي مش عارفة الواحد مابيكراشش عليه ناس طبيعية وجنتل مان
ليه دايما يا ولاد معفنين يا متخلفين عقليًا زي خالك كده
تكلمت ريم بأعتراض وبعض الغضب:
بت انتِ ماتجبيش سيرة خالو كده
وصلها صوت اميرة المُمتعض وهي تقول بسخرية:
ياست ربنا يبارك في هبله
قالت ريم بتذمر وحنق:
انا مش هرد عليكِ اصلًا اقفلي
لم تُمهلها الوقت للرد وهي تُنهي المُكالمة معها مُلقية بالهاتف علي المقعد امامها بأنفعال قبل ان تصدر منها شهقة فزعة بسبب تلك اليد المُعضلة التي حملتها وكأنها لا تزن شيءً علمت من اللمسة الاولي وعناقة الحنون الذي لامس روحها انهُ سليم فقالت بصوت خافت ناعم بِه بعض الدلال:
بابي
تكلم سليم بهمس بجانب اُذنها:
يا روح بابي
ابتسمت بحُب مُرجعة رأسها للخلف تستند علي كتفه
فتحرك وهو يحملها ليجلس علي المقعد التي كانت تجلس عليه قائلًا بهمس مرح وهو يُمرر يده علي ملامحها بحنو:
بقي سولي ده روحك وقلبك وحياتك كلها
نظرت له بعينين براقتين قائلة:
انت سمعت
اقترب منها بحنان مُقبلًا وجنتها :
اه سمعت
ارتكذت برُكبتيها علي المقعد مُقتربه منه تحاوط وجهه بكفيها قائلة بعشق وهي تُقبل ملامحه :
عادي اصلا اسمع كده كده الدنيا كُلها عارف اني بحبك
اطربت قلبهُ بكلِماتها وقد اصابتهُ بتخدر في كاممل حواسه فاحتضنها مُقتربًا منها قائلًا بتسؤال وعينين لامعتين وانفاسه تلفح صفحات وجهها:
بتحبينى قد ايه
ابتسمت بعشق وهي تتطلع لخضراوتيه بتية:
مش عارفة بس اللي انا عرفاة ان انا بعشقك
اغمض عينيه وقد تسرب احساس دافئ جميل الي اوردته وكأنها روت روحه الظمأنة لقُربها بكلماتها تلك
تكلم بعد لحظات مصوبًا عينيه في عينيها لتُربكها نظراته قائلًا بصوت مبحوح من فرط المشاعر:
مهما وصل حجم حُبك ليا عمره ما هييجي ربع حبي ليكِ يا ريم وده اللي انا مُتأكد منه، انا بحبك اكتر حتي من نفسي لو خيروني بينك وبين اي حاجة هختارك وانا مغمض لأنك ملكتي اغلي حتة جوايا
ثم قام بتقليص المسافة فينهُما مُمسكًا بكف يدها الناع واضعًا اياه علي قلبه وهو يقول بصوت خافت:
مالكة قلبى
ابتسمت لهُ بعشق دافنه رأسها في عُنقه تستنشق رائحته التي ادمنتها مُرسله لهُ زبزبات اصابت قلبهُ بالرجفة مُقررًا ان يُنفز تلك الفكرة المجنونة التي خطرت له من جراء قُربها، مُتبعًا جملة
"ضعهم امام الأمر الواقع"
**************
في اليوم التالي
كانت كوثر جالسة في بهو القصر تحتسي كوبً من القهوة مُمسكة بالجريدة اليومية عندما استمعت لرنين الهاتف المُزعج يصدع في المكان فخلعت نظارات القراءة مُمسكة بهاتفها لتجد ان المُتصل هو ادم فردت بحنان :
ادم ازيك يا حبيبي عامل ايه
رد ادم سريعًا:
ازي حضرتك يا طنط معلش كنت عايز اسألك عن دعوات الفرح انا كتبت كل المدعوين اللي نعرفهم فلو حضرتك عايزة تزودي ناس معارفك ياريت تبعتيلي اسمأهم عشان اطبعلهم كروت دعوة
كانت تستمع لهُ بأندهاش وهي لا تفهم اي كلمة من كلامه
قالت بأستفسار:
انت بتتكلم عن ايه يا ادم مش فاهمة
اتاها صوت ادم المُتعجب من سؤالِها قائلًا:
يا طنط دعوات فرح سليم وريم
فغرت شفتيها ذهولًا وهي تقول بصدمة:
فرح مين!!
ازاي يعني مش فاهمة انت بتقول ايه سليم ماقليش اي حاجة عن الموضوع ده
عض ادم علي شفتيها وهو يُغمض عينيه بشده فمن الظاهر امامه انهُ قد قام بأفتعال مُشكلة بدون ان يقصد
حاول ان يتمالك نفسه وهو يقول بهدؤ:
هو اكيد كان عاملكوا مُفاجأة يا طنط وبعدين الفرح بعد اسبوع مش بكرة يعني
صرخت كوثر به بعصبية:
كمان بعد اسبوع صاحبك ده مش هايجبها لبر شكله هو فاكر نفسه ايه
وضع ادم يده علي وجهه بقلة حيلة فقد جاء ليُكحلها فأعماها
اقفلت الهاتف معه عندما لم تجد منه ردًا
تكاد تموت غيظًا من افعال ولدها المُتسلطة التي لم تعُد تتحملها هل وصلت بِه الجرائة لأن يُحدد موعد زفافه بدون علمها والأدهي بدون علم العروس نفسِها هل جُن ذلك الولد عديم الرباية
*************
وقف في حديقة القصر مُمسكًا بهاتفه يصيح بعصبية:
انتِ مش بتردي ليه يا هانم
رد عليه الطرف الأخر بعصبية مُماثلة والذي لم يكُن سوي اميرة:
بقولك ايه يا نادر انا مش طيقاك اصلًا بقي ده كلام يتقال لبابا
تحدث بجدية شديدة:
ولو ابوكي ماوفقش هعمل واقول اكتر من كدة يا اميرة
قالت اميرة بحدة:
انت بني ادم مش طبيعي وانا غلطانة اني عطيتك عوانه ووافقت انك تقابله من الاول القرار كله غلط اساسًا
تحدث بتوجس وهو يعقد حاجبيه:
يعني ايه يا روح خالتك؟!!
شهقت بقوة وهي تقول بغير تصديق:
روح خالتي!!
وعاملي فيها الخواجة اللي جاي من بلاد برا ده انت مولود في الوراق
ثم اكملت بحسم :
انا مش هوافق علي العلاقة دي يا نادر عشان انت حتطني في موقف زبالة قدام بابا عمري ماتحطيت فيه قبل كده انا مش هسكتلك ابدا وهاتشوف
ابتسم ابتسامة غير مُبشرة بالخير بالمرة وهو يقول بجدية شديدة:
ومش كده وبس ده انا هاخد بكرة عيل من الشارع واروح لابوكي واقوله ان ده ابننا واننا ضاربين ورقة عرفي من ٣ سنين وانا اشفقت عليكِ وحسيت بتأنيب الضمير وقررت استر عليكِ والمك واتجوزك
لم يأتيه اي رد منها فقد اصابها الذهول والحسرة علي توريط قلبها لها مع هذا المُختل
بينما اقفل نادر الهاتف في وجهها جاعلًا منها تصرُخ علي الجانب الأخر بغيظ:
عيلة قليلة ذوق كلهم
...
ظل يركُل حصي وهمية امامه وهو يتوعدها عندما رأي كوثر القادمة نحوة بعصبية فظن ان اميرة قد قامت بشكوته لها
-يبنت الجزمة انتِ لحقتي
بينما اقتربت كوثر منه بملامح لا تُبشر بالخير فقال لها سريعًا بدون ان يُعطي لها فُرصة للكلام:
دي كدابة يا طنط انا معملتش كده دي هي اللي مجنونة بتقولي تعالى زور امي عيانة وبابا مسافر الخليج ومامعناش راجل ولما خوفت علي شرفي وماردتش اروح حلفتلي بأيمانات الله لتتبلي عليا وتشوه سُمعتي انتي ازاي تصدقي عني حاجة زي كده اساسًا
نظرت لهُ كوثر بعدم فِهم ومازالت ملامِح الغضب تحتلُ قسماتِ وجهِها :
انت بتقول ايه اوعي تكون عامل مُصيبة انت كمان تبقي كملت
نظر لها وهو يُضيق عينيه قائلًا بأستغراب:
انا كمان!!
يعني مفيش حد اشتكالك ولا اتبلي زور عليا وقالك حاجة كده ولا كده
قالت بنفاذ صبر :
حاجة ايه يا نادر مش فيقالك شوفت سليم عمل ايه يا نادر شوفت البجاحة
اشار لها بأصبعه وهو يُكشر :
انا قولتلك ابنك ده ناقص رباية ماصدقتنيش
زجرته بعينيها التي تُخرج شرارات غاضبة
فقال مُصححًا:
-نا اقصد يعني عمل ايه تاني
-شوفت البجح محدد معاد فرحه بعد اسبوع من غير ما يعرفنا
عقد نادر حاجبيه وقد تلبسته حاله من الغباء:
فرح مين؟
تندهدِت بنفاذ صبر وهي تدور بعينيها بحثًا عن سليم:
مش وقت غباء يا نادر خالص بقولك حدد معاد فرحه هو وريم وطبع كروت الدعوة وانا اخر من يعلم دي حتي ريم ماتعرفش
برقت عيني نادر وهو يقول بعدم تصديق:
مش قولتلكم فجر محدش صدقني
دارت بعينيها في الحديقة وهي تقول بغضب:
هو فين البيه مش كان قاعد معاك في الجنينة
رفع كلتا يديه وكأن ينفي تُهمة شنعاء نُسبت اليه:
وانا اقعد معاه ليه دول هما دقيقتين بالعدد وجاله تليفون وراح في الجنينة الخلفية اكيد بيخطط لمصيبة تانية وماكنش عايزني اسمع المُكالمة
ضيقت عينيها متوجهها للحديقة الخلفية ونادر يُراقب تقدُمها بأبتسامة مُستمتعة ومُتشفية
دارت بعينيها تبحثُ عنه فوجدتهُ يقف عند شجرة كبيرة في الحديقة
وضعت كوثر يدها علي كتف سليم الذي يولي لها ظهره فاستدار لها بأستفسار عندما وجد ملامحها لا تُبشر بالخير
قال بتعجب:
في حاجة يا ماما؟
ردت كوثر عليه بصوت حاد:
ماما طب كويس انك فاكر اني امك واني لسه ماموتش
امسك كفيها بيد راحتيه وهو يعقد حاجبيه بأستفسار:
بعد الشر عليكي يا ماما ليه ده كله انا عملت ايه
لم تقل عصبية كوثر وهي تقول بصوت حاد مُنخفض قليلاً:
مش هسمحلك تتصرف من دماغك زي كل مرة ولا هسمحلك تعتبرنا جماد في البيت يا سليم انت شكلك محدش بقي قادرلك
-طب ممكن حضرتك تقولي ايه اللي مزعلك
قالت بأنفعال:
حضرتك كنت ناوي تقولنا امتي ولا كنت ناوي تبعتلنا انا ومراتك دعوات للفرح زي باقي الضيوف
برقت عيني سليم وهو يقول بصوت حذر:
حضرتك عرفتي ازاي
ثم اكمل ودقات قلبه تتقاذف :
وريم ..عرفت
ابتسمت كوثر بأستهزء قائلة:
لا طبعاً هروح اقولها ايه انتي مدعية علي فرح سليم وفرحك الاسبوع الجاي يا حبيبتي وانتي هتبقي زي الاطرش في الزفة
غرذ سليم اسنانة في مُقدمة شفتيه محاولاً كبت انفعالاته مُذكرا حالة ان من تقف امامه هي والدته
قال بعد لحاظات من الصمت وهو يضع يده علي خصلاته بارتباك خفي:
انا حبيت اعملها مُفاجأة
نظرت له كوثر بحنق وهي تشير بيدها بسُخرية:
لا يا شيخ يعني مش عشان هي مش موافقة علي الجواز دلوقتي
جاء نادر من خلفها قائلاٍ بسخرية:
تؤ تؤ مُفاجأة
رمقهُم سليم بغيظ قبل ان يقول بصوت حاد خافِت:
بقولكوا ايه مش عايز تريقة وصدقوني اللي هايقول لريم حاجة هيبقي ليا تصرف تاني معاه
ارتفع حاجبي نادر وهو ينظر لكوثر بأستنكار قائلًا بخُبث ليُشعل الأجواء:
يعني الام تربي وتكبر عشان ابنها يبقي شحط وفي الاخر يكلمها بأسلوب عديم الذوق ده اخص بخد اخص
ثُم اكمل امام عيني سليم المُغتاظة وهو يُشير له بأصبعه:
بس عايز اقولك حاجة خليك فاكرها طول عُمرك كما تُدين تُدان وبكرة ربنا هيرزُقك بعيل عاق فاسد وخلفة سؤ تخليك تلف حوالين نفسك وتدور وراه في الأقسام وبدل ما يخبي عليك معاد فرحه هيخبي عليك انه مُدمن ومتجوز عُرفي
لم يُعر سليم لكلامُه اهتمام بينما شملتهُ كوثر بنظرة فاقدة للأمل قبل ان تلتفت لسليم قائلة بجدية:
سيبك منه وخلينا في كلامنا مفيش اي افراح هتحصل الا بموافقة ريم شغل سلق البيض ده مش هينفع يا محترم
تنهد قليلاً وهو يقول بتروي وصوت مُتأثر مُيقتربًا منها يُعانقُها بحنان :
مش نفسك تشوفي اولادنا يا ماما
ارتسم شبح ابتسامة علي شفتي كوثر وهي تقول بحنين لهذا الشعور:
ها....ولادكم !
ابتسم سليم بخبث مُكملًا:
ولاد وبنات يتنططوا حواليكي ويقولولك يا تيتة
ظلت كوثر تتخيل ذلك الشعور بعينين حالمتين وهي تُفكر كيف سيبدو اولاد سليم
راقب نادر الموقف بفم فاغر قبل ان يقول بحنق:
طنط هو هيضحك عليكِ بكلمتين ولا ايه انتي مش قولتي انك هاتعلميه الادب
نظرت كوثر لهُ بتردُد لاحظهُ سليم علي الفور فتحدث بحُزن اجاد تمثيله:
وهو انا هتجوز ليه يعني مش عشان افرحك بيا وبعيالي
لمعت عيني كوثر بدموع وحنين وهي تتخيل قطعة صغيرة من سليم تركُض حولها
اخرجها صوت نادر المُزعج من تخيلاتها الجميلة
قائلًا بحنق وهو يُشير علي سليم :
ده بيحاول يأثر عليكي يا طنط اوعي تسمعي كلامة وموقفك يتهز
نظر له سليم بغيظ وهو يتوعد له بداخله
بينما التفتت كوثر اليه بصرامة وهي تقول:
اسكت يا ولد
ثم التفتت لسليم بحنان وهي تقول بعينين دامعتين:
ياه ده يبقي يوم المُني يا سليم مش مصدقة اني هعيش لليوم ده
احتضنها سليم بحنان وهو يقول :
ربنا يطول في عمرك لحد ماتشوفي احفادي كمان ياست الكُل
اومأت بسعادة وقد تبخر غضبها وكأنهُ ام يكُن وهي تُزيح دموعها، بينما ابتسم سليم بثقة وهو يُحاوط كتف والدته حاسًا اياها علي التحرك ناظرًا لنادر بتشفي جعلت الأخر ينظر لهُ بحقد طفولي لاعنًا اميرة بداخله ولكنهُ سُرعان ما ابتسم عندما طرأت لهُ تلك الفكرة عن اخبار ريم لتُفسد هي كُل شيء ويجلس هو بدون حراك مُدعيًا البراءة كالذئاب فأن كان هو ان يتزوج فسيحرص علي عدم زواج احد مُتبعًا مثل "انا ومن بعدى الطوفان"
************
في المساء جلس سليم في غُرفته مُمسكًا بجهاز الأيباد يُشاهد تلك الفساتين الرائعة من تصميم اشهر مُصمم ازياء في باريس حتي يختار احداهُم ليليق بأميرته عندما دخلت تلك الزوبعة وهي تصرخ به بقوة :
سليم هو انت شايفني رجل كرسي ولا شايفني فازة في بيتك
ترك سليم الجهاز من يده ونظر لها نظرة مُرعبة جعلت الأخرى تتلعثم في الحديث ولكن غضبها لم يهدأ:
ان انت بتبصلى كده ليه انت كمان مش عايزني ازعق لما اعرف انك بتخطط لفرحي وانا اخر من يعلم
لم ليظهر علي ملامحُه اي تعبير ولكنهُ حين تحدث خرج صوته هادئ ومُرعبً :
انتِ بتزعقي لمين كده
اجفلت للحظات وخافت من نبرته ولكنها تماسكت وهي تقول بثبات:
هو انت بس اللي مسموحلك تزعق فيا وانا لا حد قالك انك شاريني
وقف سليم قُبالتها بطوله الفارع فأحست هي بالفزع في قلبها وارتدت خطوتين للخلف
فأقترب هو منها ببُطء جاعلًا منها تشعر بالأرتباك وبتيبُس قدميها من الخوف بينما اقترب هو منها بشدة وهو ينحني ليكون بمستواها وانفاسهُ الغاضبة تلفح صفحات وجهها الحليبي :
الفرح هيتعمل في معادة وعلي الله اشوف منك اي اعتراض
استفزتها نبرته فقالت بصوت غاضب رغم خوفها:
علي جُثتي يا سليم ...
************
في اكبر الفنادق بالقاهرة التي يملُكها عائلة الحداد
ظلوا يتراقصون بخفة وكأن ارواحهم تهفوا حولهما من شدة السعادة يُعانق كُلً منهُما بالأخر وكأن حياته متوقفة علي هذا العناق ينظُر لها بعشق وهيام وهو لا يشعر بمن حوله فقد تُحاصرةُ عيناها وكأنه زاب في كوبً من القهوة الحلوة في جوً شديد البرودة مُدفئًا اوردته ومُنبهًا قلبه
ان اكبر احلامه واجمل اُمنياته بين يديه وكأن فرحة كُل اهل الأرض اجتمعت بقلبه وحدة، عصفورته جميلته ابنته وقطعة من روحه تقف امامه بالثوب الأبيض يشعر بالنشوة وكأنهُ اسعد رجال الأرض
من قال ان الأنسان لا يستطيع التحليق ومن اتهم عباس بن فرناس بالجنون ومن ذا الذي قال ان قانون الجاذبية لا يُمكن اختراقة ما تفسيرهم عن حالتهُ الأن لماذا يشعُر انهُ يُحلق في عالمً اخر غير عالمهم مُتبعًا قوانين اخري غير قوانينهم
وضع يدهُ علي خصرها المنحوت وقام بحملها كالريشة وهو مازال يُراقصها قائلًا في اذُنها وهو يُقبل وجنتها بعشق غير ابه بكاميرات الصحافيين التي تترصد لأقل التصرُفاتِ مِنه:
رجلك هاتوجعك من الكعب
ابتسمت بشغف وهي تتعلق برقبته تشعر بسعادة لا مثيل لها كيف كانت ترفُض هذة السعادة انها تشعُر وكأنها فراشة خفيفة بين يدي سليم بينما عينيها تمُر علي ملامحه ببُطء وهيام وكأنه تُعطي لكلِ جزءٍ حقة
اقتربت منه تقول في اُذنه بهيام وبنبرة خرجت وكأنها مُخدرة:
بعشقك
عانقها هو بدورة بقوة وكأنهُ سيطبعُها علي صدره بينما صدعت اُغنية شهيرة من احد الفناننين اللذي يحيُن الحفل
والحقيقي انك معايا وجمب مني دي الحقيقة ولا حلم وطال شوية والكلام الحلو ده بتقولوا عني يعني فعلًا دُنيتي رضيت عليا...وعد مني تعيش معايا سنين ما عشتش زيُهم احلامك اللي حلمتُهم.. انسي الحياة والدنيا دي وتعالي نهرب منهم مابقتش عايز ناس خلاص جالي اللي بيهُم كلُهم .....
يلي سايب ليا روحك ومأمني اللي فاتك من الحياة هاتعيشهُ بيا وفي عيونك الف حاجة مفرحني والحياة بتزيد جمال لو بصوا ليا.......يلي سايب ليا روحك ومأمني اللي فاتك من الحياة هاتعيشهُ بيا وفي عيونك الف حاجة مفرحني والحياة بتزيد جمال لو بصوا ليا
وعد مني تعيش معايا سين ماعشتش زيهُم احلامك اللي حلمتهُم انسي الحياة والدنيا دي وتعالي نهرب منهُم مابقتش عايز ناس خلاص جالي اللي بيهُم كلهُم
كان منظرًا باهرً بحق وكأنهم خرجوا من روايات الف ليلي وليلة وساعد علي ذلك فُستان ريم والذي اظهرها وكأنها اميرة من اميرات العصر الملكي بينما سليم وكأنهُ فارس ايراني بالغ الوسامة واقعً في عشق الأميرة ومُتمسكًا بها وكأنها حلم وسينتهي
نظرت لهم كوثر بدموع فرحة وهي تشعُر بالسعادة تتسرب لأوردتها بينما تعالي تسفيق وتصفير نادر ودموعه تتسابق للنزول مُتمنيًا ان تكون روح شقيقتهُ الحبيبة مُرتاحة وتراهُم الأن
.....يتبع♥️
35 الاخيره
مرت خمس سنوات عليها كالحُلم وهي لا تُصدق إِن حياتِها قد تغيرت ذلك التغيير الجذري
عندما تتذكر كيف تذللت لرجُل لتكون زوجة ثانية له يُصيبُها الخذي والحُزن فأين كان عقلُها لتُهين حالها وتُحقر من كرامتها من اجل حُب زائف حتي وإن كان ذلك الرجل الذي كانت تتوهم حُبه هو "سليم الحداد" كيف سولت لها نفسها لترقُض وراء رجل مُتزوج بل ويعشق زوجته عشق اذلي كيف، لو كانت تعلم ان النصيب حين يأتي سيكون جميلًا بهذا القدر لما وصمت ابيها بوصمة خذي كهذة
زفرت بِبُطء وصوت مُنخفض محاولة اسناء عقلها عن التفكير في الماضي رافعة عينيها لتنظُر لمعشوقها ليدُق قلبها بقوة من مُجرد النظر اليه لا تُصدق انها كان من المُمكن ان تتزوج بذلك الرجل الكريه "عبد القادر"!!
لقد كانت اصعب فترة مرت في حياتها ولكنها هذبتها وجعلت منها شخص اخر لرُبما كانت تحتاجُ لِبعض الحُزن كي يتبدل سلوكها العدواني ذاك
كان يجب ان تُدرك ان والدها لن يسمح بأن يوجعها لدرجة تزويجها لرجل كعبد القادر فهو يعلم مدي خسته وحُبه للنساء!!... كم كرهت في هذة الفترة الزواج والعلاقات وقررت ان لا تتزوج..
ولكن عندما تقدم خليل لخِطبتها وتزوجته شعرت بمشاعر غريبة لم تشعُر بها من قبل وعلمت وقتها ان مشاعرها لسليم ما هي الا انبهار بوسامته ووقاره ولكن الحُب الحقيقي هو ما تشعُر به مع زوجها الحبيب
ظلت تتطلع اليه بهيام وهو يلتهم الطعام بطريقته الفوضاوية المُحببه لها كيف يدُس وِرك الدجاجة بِفمهِ ويأكُله علي مرتين وكيف يُشمر اكمام جلبابه مُظهرًا ساعديه المُعضلتين الذين يتلونان بتلك السُمرة التي تعشقها تنهدت بصوت عاليه وهي مازالت تتأمله بعشق بينما توقف هو عن الأكل ناظرًا اليها وهو يعقد ما بين حاجبية قائلًا بصوته الخشن:
جري ايه يا ام ادم مش بتاكلي ليه اياك
ابتسمت بأتساع وهي تقول:
براجبك وانت بتاكل يا سيد الناس
لم تتغير تعابيره الجامدة وهو يقول بفظاظة مُخالفة تمامًا لما يشعُر به بداخل قلبه بسبب كلِماتها:
بطلي مُحن حريم يا مرا انتي وكلي مش ناجص دلع فاضي
لقد اعتادت علي فظاظته وقلة ذوقه ولسانه السليط ولكن يكفيها انهُ يعشقُها حتي وإن لم ينطق بها صريحة فهو يعشقها حد الثمالة وهذا ما هي مُتأكدة منه
تحدثت وبسمتها مازالت ترتسم علي وجهها واضعة يدها اسفل ذقنها تتأمله قائلة بحالمية:
واه واللي تجعد تراجب جوزها وابو ولدها وهو بياكل تبجي بتدلع اياك
حاول ان يتحاشي النظر اليها وهو يقول بنبرة مهذوذة من اثر المشاعر التي اختلجت صدره:
ادم فين يا ولية
تحدثت نوارة بعشق عن ابنها الذي لم يتعدي السنتين:
نايم يا جلبي فوج في جوضته
ذفر بقلة صبر من سيطرتها عليه والتي لا يتقبلها ابدًا رغم زواجهم الذي تعدت مُدته الثلاث سنوات الا انهُ لا تستهويه تلك المشاعر السخيفة من وجهة نظره:
وكلتيه بجا ولا انتِ كل اللي يهمك تجعدي تبصيلي بصاتك الماسخة دي
لم تُعر اهتمامً لفظاظته وهي تقتربُ منه مادده يدها لتلتقط قطعة صغيرة من الدجاج تُدسها بفمه بتروي جاعله منه يبتلع لعابه بتوتر من قُربها الذي يُدمنه..
**************
دخل الي القصر وهو منهكً للغاية كل ما يُريده هو حمامًا ساخن ونومة هادئة
لم يكد يدلف من باب القصر عندما انقض عليه كلًا من طفلتيه الغاليتين بالعناق والقبلات ضحك بصوت عالي وهو يعانقهما بحب قائلًا:
اللي يشوفكوا كده يقول اني كنت مسافر مش سايبكم انهاردة الصبح بس
قبلت ريم وجنته بدلال قاتل وهي تقول:
وهي ساعات الشُغل دي قُليلة يا حبيبي
نظر لها بعشق جارف وهو يُتابع دلالها المُمتع ذاك بعينين هائمتين
بينما نظرت لها ريم الصغيرة بحنق وغيرة وهي تُقبل وجنة والدها الأُخري قائلة بدلال مُماثل:
بابي انت بتوحش ريمة اكتر صح
ابتسم بحنان وهو يحمل كُلًا منهُما مِن خصرها متجهًا الي الأريكة :
صح يا روحي
شهقت ريم بتذمُر وهي تلكذة في صدرة بقوة:
صح ايه انت بتوحشني اكتر منها
نظرت ريم الصغيرة الي والدتها بحنق وهي تتعلق بعُنق سليم قائلة بتملك:
لا بيوحشني اكتر وهو بابي بتاعي انا بس
ثم احاطت بوجنتيه لتجذُب رأسه لها ناظرة لهُ بعينيها البريئتين الشبيهتان بعينا والدتها:
بابي انت بتاع ريمة بس صح
قهقه سليم قهقهات رجولية بسبب هذة الصغيرة الخبيثة فهي تعلم انهُ انه لن يكسر بخاطرها ابدًا
قبل وجنتها بعشق جارف قائلًا:
يا روح بابي طبعًا انا بتاع ريمة بس
ضحكت الصغيرة بمرح ناظرة لوالدتها بأنتصار طفولي
بينما تأملتهُما ريم بقلب مُنفطر وكأنها كمشته بالجُرم المشهود وهو يقوم بخيانتها.... نظرت لهُ نظرة حزينة لم ينتبه هو لها بسبب نظره ومغاذلته لابنته ثُم قامت تجُر اذيال الخيبة مُتجها الي غُرفتها وهي تُداري دمعاتِها التفت سليم يُراقب رحيلها بحنان وارتسمت علي محياة بسمة عاشقة وهو يعلم ان تلك المُدللة الأن ستتجه الي غُرفتها لتبكي بسبب غيرتها من ابنتهُم الصغيرة
التفت لأبنته قائِلًا بحنان وهو يُمسد خصلاتها الناعمة بأنامله:
حبيبتي بابي جاي من الشُغل تعبان وهيدخل ينام ماشي
عقدت الطفلة حاجبيها بتذمُر طفولي وهي تتعلق به قائلة بدلال:
بليذ يا بابي ريمة تنام في حضنك بليذ
تأملها بحنان وعشق فكم بدت تُشبه والدتها في هذة اللحظة كم اكرم الله عليه ليرزُقه بِنُسخة صغيرة من معشوقته لتُذكره بطفولتها معه
-لا يا روحي اقعدي انتِ اتفرجي علي الكارتون عشان لما اصحي نلعب انا وانتِ مع بعض ماشي
اومأت بسعادة وهي تقول بحماس:
حاضر يا بابي
ثُم عقدت حاجبيها مرة اُخري رافعة احدي سبابتيها في وجهه وبنبرة بغيرة واضحة قالت:
بس تلعب مع ريمة بس مش تلعب مع مامي
حاول سليم ان لا يضحك فتلك الصغيرة لم ترث وجه والدتها فقط لقد ورثت تملُكها ايضًا
ولكنه قال بجدية حين تحدث:
ريمة حبيبتي عيب كده مش انتِ بتحبي مامي
اومأت الصغيرة وهي تقول بصدق:
انا بحب مامي كتير اوي بس بحبك انت اكتر
من المُفترض لأي اب ان يشعُر بالأنتصار والسعادة عِند سماعِه مثل ذلك الكلام البريئ ولكنهُ تضايق في داخله فلو استمعت ريمتهُ الحساسة لتلك الكِلمات ستحزن
فنظر لطفلته بجدية قائًِلا:
ريم حبيبتي اياكي تقولي لماما كده عيب مامي بتحبك اوي وانتِ لازما تحبي مامي اكتر حد في الدنيا
حركت الصغيرة رأسها بنفي وهي تقول:
يا بابي انا بحب مامي كتير اوي بس انت بحبك اكتر
هز سليم رأسه بنفي وهو يقول بتروي:
لا يا ريمة انا كده هزعل منك ومش هكلمك لو قولتي كده تاني
برمت شفتيها وهي تُناظره برفض بينما قال هو بتأني:
ياروحي مامي بتحبك اوي ولو سمعتك بتقولي كده هتزعل منك
نظرت الصغيرة للفراغ بشرود قبل ان تقول:
ماشي يا بابي بس بردوا انا بحبك اوي خالص
قبل وجنتها بحب مُتنهدًا بابتسامة وهو ينهض للحاق بطفلته الكبيرة ليُراضيها
***********
دلف من باب غُرفتهما وكما توقع كانت مُنكمشة علي سريرها وهي تبكي فذهب لها علي الفور وهو يجذبها لحضنه بحنان قائلًا بِرفق :
يا روحي ليه العياط بس اهدي طيب في ايه
حاولت ان تبتعد عنه فتشبث هو بها مُمررًا يده علي ظهرها بحنان:
طب في ايه ايه اللي حصل لكُل ده
ابتعدت عنه مرة اخري
ناظرة لهُ بِحُزن وعينيها لا تكُف عن ذرف الدموع :
انت بتحب مين اكتر وهتقول دلوقتي والا هسيبلك البيت وامشي ومش هاتلاقيلي مكان ياسليم انا بقولك اهو
نظر لها بصرامة وهو يقول بتحزير:
ريم مش اي خناقة تحصل بينا تقوليلي هسيبلك البيت وامشي في ايه
وضعت يدها علي ثغرها تمنع شهقاتها وهي مازالت تبكي:
يبقي بتحبها اكتر مني صح انت بتحبها اكتر
اقترب منها يحتضنها بحنان مُربتاً علي كتفها قائلاً بنبرة عاشقة:
عمري ما احب حد اكتر منك ياريم بلاش الكلام ده
ذمت شفتيها وهي تنظر له:
بس هي قالتلي انك قولتلها بتحبها اكتر مني
ضحك بصمت وهو يحتضنها فمهما مرت السنوات ستبقي ريم طفلة صغيرة وبريئة حتي ابنتهُم ذات الاربعِ سنوات مُتعقلة عنها ويُمكنها التحكم في عقل والدتها الصغير ذاك
قال بحنو وهو يُزيل دمعاتها عن وجنتيها الحمراوين:
يا حبيبتي دي طفلة صغيرة
نفت برأسها وهي تتمسك في جاكيت بذلته قائلة بصوت خافت وعيناها تبعث له نظرة حزينة مُترجية :
طب انت قولتلها فعلا انك بتحبها اكتر مني
رفع احدي حاجبيه وهو يقول بخبث:
قولتلها
تهدلت اكتافها وهي تحل يدها المُتمسكة ببزلته ناظرة لهُ باتهام وانكسار
هزت رأسها بحُزن وهي تلتفت لتُغادر الغُرفة قبل ان يجتذب يدها ليتلفقها في حضنه قائلًا بهمس في اذنها:
قالتلي اكتر حد بتحبه في الدنيا مين قولتلها ريم بس ماحددتش عشان دي طفلة يا روحي ممكن قلبها يتكسر انما انا من جوايا كنت اقصدك انتِ
برمت شفتيها وهي تقول بتذمر:
يعني انت بتحبني اكتر
ابتسم بعشق وهو يقول بنبرة صادقة:
انا مابحبش حد قدك ولا عُمر حد هيشاركك في قلبي حتي ريم بنتنا سبب حُبي الكبير ليها هو انها نُسخة منك
ابتسمت بعشق من بين دمعاتها وهي تتعلق بعُنقة بفرحة بينما هو اعتصرها في احضانه شاعرًا بسعادة شديدة لأنها تغار عليه حتي من ابنتهُم لا تعلم ان الاب يعشق الابن الأول عشقً خاص عن باقي اولاده لانه اول من رأي واول من اشعره بشعور الأبوة، وهي اول من شعر معها بهذا الشعور الجميل، لا يعد نفسه زوجها فقط بل والدها ايضًا فكيف تقارن حالها باي احد حتي وان كانت ابنته وحبيبته والنسخة الصغيرة منها انه يحمل لابنته عشق خاص ولكن مهما بلغ مقدار حبه لها لن تصل لمقدار حبه لوالدتها فكيف تقارن تلك الحمقاء نفسها باي احد انه يكاد يعشق عيوبها قبل مميزاتها عصبيتها المحببة لقلبة وقلبها النقي وملامحها ورائحتها وعيناها حتي سذاجتها وعقلها الصغير يعشقهم، لقد تملكته بالكامل
قال بحنو مرح وهو مازال يحتضنها:
شكلي مش هعرف اناملي ساعتين قبل عزومة بليل بسببك انتِ وبنتك
ابتسمت وهي تتمسح بصدر بدلال:
عادي نلغيها
ابتسم بأتساع قائلًا:
انا ذات نفسي ماعنديش مانع
ثم تجهمت ملامحه وهو يقول بغيظ:
خاصة ان الاتنين اللي جايين بليل دول بعزهم جدًا
**********
-طلااااقني
-ده عند الحاجة اعتماد امك يا بنت المبقعة
صرخ نادر بتلك الكلمات وهو يُلقي كل ما تطاله يداه عليها بينما هي لم تتواني عن اخذ حقها وهي تُلقيه بأي شيء يقع في يدها بوجهه
صرخت به وهي تُلقي عليه تلك التحفة الزُجاجية
بينما هو انحني برأسه مُتفاديًا اياها بسهولة:
بقي مامي انا مبقعة يا تافة يا سافل يا زبالة
كذ علي اسنانه بغيظ متناولًا برواز يحمل صورة لزفافهُم ليرميها به وهو يقول باستهزء:
مامي!!
الله يرحم ابوكي يابت كان فاكر الكروسان شتيمة
شهقت بغيظ وهي تتلفت حولها بهيستيريا الي ان وجتت سكين حاد فالتقتطه وهي تنقض عليه فصرخ هو بزُعر مُمسكًا كلتا يديها بيديه:
يابنت المجنونة
حاولت الأفلات من يده بضراوة وهي تنعته بأفظع الشتائم بينما هو لم يتوانى بشتمها
-سيبي السكينة يا اميرة عشان ماتغباش عليكي
حاولت الأفلات من يده قائلة بأستنكار :
تتغابي يا بجح يا زبالة وليك عين
صرخ في وجهها هو الأخر:
وانا عملت ايه لكل ده
حاولت ركله بأحدي قدميها بمعدته وهي تقول بشراسة:
بتعاكس البت قدامي يا ابجح خلق الله وجاي تسألني عملت ايه يارتني سمعت كلام بابا لما قالي انه مش مرتاحلك
اصدر نادر صوت مُستهزء وهو يحاول تكبيل قدميها بقدميه :
لأ وانتِ ابوكي اللي شيخ جامع اوي
-ماتجبش سيرة بابا علي لسانك يا خاين يا سافل طلقني عشان تروح للملبن اللي كنت بتعاكسها
قال وهو مازال ممسكًا بها محاولًا نزع السكين من يدها:
انا ماكنتش بعاكسها انا كنت ببدي اعجابي بس
ضغضت علي اسنانها بقوة وهي تنظر له بعنف وغيظ:
بتقولها في وشي بتبدي اعجابك يا حنين الا ما قولتلي مرة يا ملبن يا ناقص يا رمرام
عقد حاجبيه ومازالت عينيه علي السكين في يدها:
اخدعك يعني
صرخت في وجهه بشراسة شاتمه اياه وهي تُحاول افلات يدها فقال هو بصرامة:
اميرة لو سمحتي ماتشتمنيش البنت تسمع
**************
في المساء جلس سليم يترأس طاولة العشاء تجاوره ريم بينما جلست ريم الصغيرة التي تُناظر والدتها بأنتصار علي قدمه وكوثر تكبت ضحكاتها بصعوبة بسبب النظرات المُتبادلة بين ريم ووالدتها قائلة لسليم بخفوت :
انت السبب الأتنين دول بيبقوا زي السمن علي العسل وانت في الشغل
ابتسم سليم علي كلمات والدته وهو يوزع انظارة بين ريم وابنتها بحُب
اما الجو بين نادر واميرة فكان مشحونً وكلًا منهُم ينظر للأخر بأمتعاض
قالت ثُرية بأستغراب بينما تنظر لساعتها:
هي نورا ومعاذ اتأخروا كده ليه دول مكلمني من ساعة وقالوا انهم علي وصول
كادت كوثر ان ترد عليها عندما استمعوا لصوت نورا الصارخ وهي تقتحم غرفة الصالون بهمجية:
شوفتي يا ماما طلع بيخوني الزبالة
اتي صوت معاذ من خلفها وهو يصرخ بقوة اكبر:
انتِ ليه مش قادرة تصدقي بقولك واحد صاحبي بيعمل فيا مقلب
قالت نورا ببكاء:
انت كداب وخاين ماتحولش تبرر
قال معاذ بعصبية:
اهو انتي اللي بنت كدابة
ثم التفت الي ثرية وهو يقول:
ماتصدقهاش يا طنط انا ماخنتهاش
نظرت له ثرية بحنق ضاربة يدها علي السفرة بعنف وهي تقول بصوت عالي:
الكدابة دي تبقي امك يا ابن هناء
رفع معاذ يده في وجهها وكأنه يُسكتها:
انا بقولك ليه اصلًا مانتي اكيد عايزة تخربيها وتقعدي علي تلها
وقف سليم قائلًا بشراسة:
احترم نفسك وانت بتتكلم مع عمتي يلا انت
ثم التفت الي نورا صارخًا:
شايفة الأشكال اللي بتدخليها العيلة يا محترمة ياما قولتلك ونصحتك مفيش فايدة
قالت ريم بصوت مُنخفض وهي مُتضايقة علي ابن خالتها:
سليم لو سمحت
التفت لها سليم يرمقها بنظرة شرسة جعلتها تنكمش علي نفسها وتصمط بينما قال معاذ بحنق:
وانت مالك انت اصلًا حد دخلك في الكلام
اندفع سليم ناحيته وهو مُستعد للشجار معه فهو لم ولن يصفي من ناحيته فانتبه نادر علي تقدمه فوقف قبالته محاولًا منع الشجار الذي سيحدُث:
سليم ماينفعش كده ده في بيتك
زفر سليم بقوة وهو يكور يده بعُنف وهو يحاول ان يُهدئ من عصبية بينما سحب نادر مُعاذ للحديقة ليتحدث معه
**************
وقف قبالته في الحديقة وهو يقول بصوت حاد:
ينفع كده يا مُهزق انت مش عارف تسيطر علي مراتك لدرجة انها تيجي تهزقك قدامنا
عقد معاذ حاجبيه بقوة وهو ينظر لنادر:
جري ايه يا نادر يعني ايه مش عارف اسيطر ماتحترم نفسك
ثم اخفض رأسه بخجل وهو يقول بخفوت:
وبصراحة بردوا انا اللي ضايقتها
ابتسم نادر بأستهزء وهو يقول بفخر مُشيرًا علي نفسه:
ياض يابن الخايبة، انت مش وارث اي حاجة مني خالص ده انا اميرة ماتقدرش تتنفس في وجودي ده انا مربيلها الرعب بخليها تتلفت حوالين نفسها بمجرد ما تسمع اسمي
نظر له معاذ ليُكمل نادر وهو يُحرك رأسه:
ايوة عشان انا مسيطر في البيت مش زيك يا تربية امك
رمقة معاذ بعصبيه وهو يقول من تحت ضرسة:
انت بتنصح ولا بتشتم
وضع نادر يده علي كتفه وهو يقول:
وهي النصيحة توصل ازاي لحلوف زيك من غير شتيمة
ازاح معاذ يد نادر من علي كتفه بحنق فقال نادر وهو يشمله بنظرات ساخرة:
ما انت اللي غلطان سايبلي كل بنات الدنيا وماجتش تاخد الا البت الملزقة دي
قال معاذ بحدة:
نادر ماتجبش سيرتها
حرك نادر يديه في الهواء وهو يقول بنبرة ساخرة:
كمان بتدافع عنها طبعًا ماهي الحقيقة بتزعل جتك خيبة دي اكيد البت مقطعة في فروتك جوا وجايبة سيرتك وبتقول كلام حصل وماحصلش عشان تجيب الغلط عليك
رفع معاذ حاجبية وكأنه يسأله اتفعلها
فأومأ نادر برأسه وهو يقول بتأكيد:
دي اكيد شتماك بالأم والأب كمان تقدر بقي اميرة تجيب سيرتي بكلمة واحدة في وجودي ولا في غيابي كنت قتلتها
****************
في غرفة نورا في القصر
تحدثت اميرة بنبرة قاطعة لريم ونورا:
هما الرجالة كلهُم زبالة اسأليني انا عايشة مع واحد بصباص وخاين وعنيه يندب فيها رصاصة ده انا لولا بنتي كان زماني مطلقة منه
تحدثت ريم معترضة:
لا طبعُا يا اميرة خالو مايعملش كده ابدًا اكيد انتِ فاهمة غلط
بينما تحدثت نورا مؤيدة بشدة:
ايوة الرجالة كلهم زبالة عندك معاذ ده قعد يتسحلبلي لحد ماوفقت عليه واول ما اتجوزته بان علي حقيقته الخاين
قالت ريم معترضة:
لأ يا نورا معاذ كويس مايخونش ابدًا
نظر لها كلًا من نورا واميرة بحنق فبادلتهم النظر بتوتر فقالت لها اميرة وهي تبرم شفتيها مُشيرة اليها بسبابتها:
الرجالة كلهم عنيهم زايغة ومش بعيد جوزك يكون بيستغل هبلك وبيلعب بديله
قالت نورا مؤيدة:
ده اكيد بيخونك ومصاحب عليكِ اتنين
نفت ريم برأسها بقوة وهي تقول بنبرة خافتة:
لأ طبعًا سليم مايعملش كده
رفعت لها اميرة احدي حاجبيها مُتحدثة:
وايه اللي يخليكي واثقة كده بتفتحي موبايله ولا بتقلبي فيه
قالت ريم بعد لحظات من التفكير:
وانا افتح موبايله ليه
ضربت نورا مُقدمة رأسها بحنق:
ده انتِ لقطة يا بنتي ده اكيد جوزك هايص
توسعت عيني ريم وهي تقول ببوادر بُكاء:
لأ طبعًا سليم مُستحيل يخوني انا متأكدة
اصدرت اميرة صوت ساخر بفمها قائلة:
مستحيل يخونك ده مش بعيد يكون متجوز عليكي اتنين
شهقت ريم ببكاء وهي تضع يدها علي فمها لا تُصدق ما تقولانه
بينما تابعت نورا بصرامة:
انتِ لازمًا ماتبينلوش انك عرفتي حاجة انتِ تراقبيه من غير ماياخد باله وتمسكي موبايله وهو نايم وتجيبي اكتر اسم بيكلمه
اكملت اميرة:
واكيد هتلاقيه مسجله بأسم واحد صاحبه عشان ماتشُكيش
نظرت نورا لأميرة بتفكير:
طب ولو بيخونها مع بنتين
اشارت اميرة بيدها قائلة :
يبقي تجيب اكتر رقمين و..
قطع وصلة حديثهم خروج ريم من الغُرفة وهي ترقض باكية
فنظرت نورا لاميرة بتوجس:
هو احنا خربنا الدنيا ولا انا بيتهيقلي
عضت اميرة علي اناملها وهي تقول بنبرة مماثلة:
يا شيخة لأ احنا عملنا ايه يعني
****************
اقتحمت غُرفة المكتب الخاصة به بعدما بحثت عنه في القصر وهي تبكي برقة:
سليم
التفت لها سليم الذي كان يتحدث بالهاتف وما ان رأي دموعها حتي اعتذر من المتحدث وهو يتجه لها بقلق:
مالك يا ريم في ايه
قالت ريم بتأثر:
سليم هو انت بتخوني؟
رفع كلتا حاجبيه بتعجب قائلًا:
بخونك!!..انتي مجنونة يا حبيبتي
حركت رأسها وهي تذم شفتيها بحنق:
اصل اميرة ونورا قالولي ان كل الرجالة خاينة وان انت بردوا اكيد بتخوني
توعد بداخله لهؤلأ الثعابين وهو يسحب ريم من يدها ليُجلسها علي الأريكة الجلدية التي بالمكتب ثم جلس كالقرفساء امامها وهو يضع يده علي وجنتها الناعمة يُزيل دمعاتها برقة قائلًا بعتاب:
وانتِ تصدقي اني اعرف ابص لغيرك بردوا ؟
حركت رأسها نافية
فتابع كلامهُ بِروية :
طب تصدقي ان سليم حبيبك ممكن يعمل حاجة زي دي
عضت شفتيها بخجل وهي تتحاشي النظر اليه قائلة بخفوت:
لأ
وضع يده تحت ذقنها ليرفع عينيها في مواجهته قائلًا بصوت مُنخفض وانفاسه العطرة تلفح وجها:
ماتنزليش راسك لتحت ابدًا لأي بني ادم
رفعت عينيه في مواجهة عينيه ناظرة لهُ بِحُب وهي مازالت خجله من نفسها:
انا اسفة يا سليم مش عارفة ازاي صدقت كلامهم ده وجيت قولتلك كده
ابتسم ممرًا اصبعه علي شفتيها برقة وهو يقول بمحايلة وكأنهُ يُحادث طفلة في السادسة من عُمرها:
ماتعتذريش بالعكس يا روحي اي حد يقولك حاجة زي كده ويحاول يوقع بينا ابقي تعالي قوليلي ماتخبيش علي بابا حاجة اتفقنا
اومأت برأسها بسعادة وهي تنظر له بفخر وعشق فدائمًا ما يحتوي نوبات غبائها واستهتارها وشكِها في بعض الأحيان
وقف سليم يجذبها من يدها لتقف قُبالته
ليقول بأبتسامة:
بتضحكي علي ايه
لم تُجبه وهي تقترب منه واقفه علي اصابع قدميها تتعلق بعنقه لتحتضنه بشده فرفعها هو من خصرها بدوره مُبادلًا اياها العناق بحنو ممررًا يده علي ظهرها وهو يدفن رأسه في عنُقها مُقبلًا اياه وهو يستنشق عبيرها الذي يعشقه بتروي
فهمست هي بجانب اُذنه وهي تُمرر اناملها الرقيقه علي عُنقه تتلمس بشرته القمحيه بحنو:
سليم انا بحبك اوي انت بتستحملني دايمًا وبتحتويني ومش بتزعلني زي اي حد مابيعمل مع مراته ودايمًا صابر عليا، انا بشكر ربنا عليك كل ثانية في عُمري
دق قلبه بسعادة وهو يشدد علي احتضانها بعشق وهيام قائلًا بتخدر:
بعشقك يا ريم بحبك فوق الوصف ماتحسيش بالأمتنان ليا ابدًا يا روح سليم عشان انتِ بنتي وحته مني مستحيل ابدًا افهمك غلط ولو ماحتوتكيش ابقي ماستحقكيش ولا استحق حضنك اللي بياخدني من الدنيا ده
ضحكت بدلال وهي تطبع قبلات رقيقة علي كامل ملامحه بينما هو ظل ثابتًا يتطلع بها بتروي وعشق لم ولن يتغير
"احببتُكِ طفلة واحببتُكِ يافعة وساُحبكِ وانتِ في عامكِ التِسعون وسأبقي احُبكِ الي امد الضهر والي ان يفني الوجود "
تمت بحمد الله ♥️
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا