رواية وليدة قلبى الفصل 26-27-28-29-30بقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله
رواية وليدة قلبى الفصل 26-27-28-29-30بقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله
26*27
26
هوي بيده علي وجنتها بقوة وهو يقول بغل :
وطيتي راسي وطيتي راسي يا بنت الكلب خلتيني جاعد في نص هدومي جدام سليم وامه
نظرت له بزُعر وهي تحاول ان تبتعد عن مرمي يديه :
ياابا اني بدافع عن حجي في جوزي اااه
صرخت من اثر يدة الخشنة التي هوت علي وجنتها بعُنف :
جوزك مين يبنت الرفضي اشحال ماكنتِ عارفة سبب الجوازة اييه بتحطي عينك علي راجل متجوز يا جليلة الرباية
وضعت يدها مكان الصفعة وهي تقول بحُرقة وحقد:
متجوز ولا لاه وومهما كانت سبب الجوازة دي بس هو جوووزي
انقد عليها عبد الرحمن بالصفعات وهو يتزكر كلمات سليم وكوثر وكيف شعر بالخذي والحرج :
-يبنت الكلب يا عديمة الكرامة حتيطي راسي في الطين واني اللي طول عمري راسي مرفوعة جدام الخلج كُلاتهم
- اه يا با سيبني بالله عليك هموت يابا اني عملت اكده عشان هو جوزي ما..اااه
قطع كلامتها بصفعة اخري وهو يُمسك خصلاتها بعُنف ويقول مُستهزئاً:
بردوا هتجول جوزي !!
طب ارتاحي بجى لأن سليم طلجك رسمي وورجتك هتوصلك في اي وجت
برزت عيني نوارة بصدمة قبل ان تلطم خديها بقوة :
يا نصيبتي يا نصيبتي طلجني يعني ايه ارجوك يابا جولي انك بتجول اكدة عشان اللي عملته وان سليم ماطلجنيش
القي بها ارضا وهو يقول بأشمأزاز :
انتِ من ميته كرامتك بجت معدومة اكده مستعدة تفضلي مع واحد مش شايلك من ارضك وعيحب واحدة تانية انتي مصنوعة من ايه انتي مستحيل تكوني بتي اللي اعرفها ابدا
لم تستمع نوارة لكلامة وهي تستمر بالنواح والصراخ وهي لا تتخيل ان فرصتها في الحصول علي سليم ذهبت ادراج الرياح
لم يُشفق عليها والدها وهو يُكمل بغل :
لاه ومش اكده بس ده اني هاخدك البلد وهجوزك اجل غفير عندي انتي ماتستحقيش اللي اني بعمله عشانك
اقتربت منه وهي تحاول تقبيل يده وهي تقول بتوسل :
لاه يابا وحياة الغاليين عندك ماتعمل فيا اكده ماتكسرنيش بالطريجة دي
نفض يدهها وهو يقول بحسم :
اني خدت جراري خلاص انتِ زي اعمامك عجربة مالكيش الا واحد صعيدي يشكمك ويمشيكي عالعجين ماتلخبطيهوش
*************
علي الجانب الأخر
ظلت جامدة في حضن سليم لا يظهر علي معالم وجهها اي رد فعل علي ما نطق به بخلاف قلبها الذي يدق بعنف وسعادة كانت نبرتهُ صادقة من دون ان تسأل كوثر او اي احداً اخر هو لن يكذب ولكن رغم سعادتها بأنه لم يقم بخيانتها مازالت تلك الغصة في حلقها كالعلقم فقد خدعها وكذب عليها جعل امرآة اخري تنعم بحقوقها وتحمل اسمه الذي تملُكة هي، لمذا يتعامل معها وكأنها طفلة لا يحُق لها معرفة شيء عنه او سؤاله عن اي شيء وبالمُقابل هو يعد انفاسها
انتظر سليم اي رد فعل منها علي كلامه ولكنها ظلت صامتة تستند برأسها علي صدره بجمود رفع رأسها في مُقابل وجهه وهو يحاول ان يتبين من معالم وجهها تأثير ما قاله لكن لم يظهر شيء لدرجة انهُ ظن انها لم تسمعه ،حدق بها بقلق وهو يقول بأستفسار:
ريم انتِ سمعتي انا قولت ايه ؟
نظرت في عينيه مُباشرتاً بملامح جليدية :
لو كنت مستنيني بعد كلامك ده اقوم احضنك واقولك خلاص يا حبيبي ماحصلش حاجة تبقي غلطان انت بعد كلامك ده اثبتلي ان انا ولا حاجة بالنسبالك بتتصرف من دماغك ولا كأن فيه حيوانة متجوزها ومن حقها تعرف عنك كل حاجة ،بديت شهامتك ورجولتك عليا كأني حاجة رخيصة ولا ليا لازمة عندك
حدق بها بصدمة متي اصبحت حبيبته هكذا لقد ظن انها بعد سماعها للحقيقة ستعود الأمور لمجراها وستتفهم لما اقدم علي هذا الفعل ، هل تقول انها لا شيء بالنسبة له لماذا اذا يشعرُ بأن قلبه قد كُسر بمجرد ابتعادها لعدة ايام قليلة !!
وقف سليم بصمت وهو يقول ببرود لا يُعبر عن الحزن الذي يختلجُ جنبات صدرة :
تقصدي ايه بكلامك ده
-اقصد ان انا مش هرجعلك ومش هرجع البيت ده تاني
حرك رأسة عدة مرات وهو يميل عليها ويُمرر يده علي رقبتها الناعمة بخفة وهو يُحدق في عينيها بثبات تحت نظرات عينيها الخائفة من فعلته،حولت عينيها لموضع يده بتعجب سُرعان ما زاغت عينيها و غابت عن الوعي بسبب ضغطه علي عرقها النابض وهو يُحدق بها وفمه يُفتر عن ابتسامة مُرعبة :
اه وماله يا روحي براحتك خالص
ثم شملها بنظراته يتأكد من انها ترتدي ملابس مُناسبة وحملها بخفة وهو يحتضنها بحرص ويخرج بها خارج الغرفة
************
في الخارج جلس نادر وهو يحدق في اميرة بتسلية والأخري كادت ان يُغشي عليها من الخجل
-الا قوليلي يا اميرة
اجابته اميرة بصوت خافت وهي تتحاشي النظر اليه :
نعم
ابتسم نادر بتسلية علي خجلها وهو يقول بعبث:
هو انتِ مُرتبطة ؟
اشتعل وجهها من الحجل:
احم...لأ
-غريبة يعني الجمال ده كله ومش مرتبطة
-بصراحة ماليش في شغل المشاعر والاحاسيس ده
-اهو ده اغرب يعني صاحبة ريم ومالكيش في المشاعر دي ريم بنت اختي دي بتحب سليم من وهي قد كده
رفعت اميرة وجهه باستغراب :
وهو حضرتك عرفت منين انها بتحبه من زمان
ضحك نادر بقوة :
هي اللي قالتلي البجحة
-اكيد مصاحبها عشان ريم بطبيعتها كتومة ومش بتحكي حاجة الا للناس القريبين منها بس
لمعت عينيه بحُب لأبنة اخته:
ريم دي اختي وصاحبتي مش بس بنت اختي
ابتسمت اميرة بحزن :
-علاقتكوا جميلة اوي بجد كنت بتمني يكون عندي اخ ولد ونكون متصاحبين كده
حرك نادر حاجبية وهو يبتسم بعبث :
لازما اخ ماينفعش عمو نادر
عقدت حاجبيها بأستغراب :
عمو!!
ليه هو حضرتك عندك كام سنة
مرر يده في شعره بخفة وهو يُجيبها :
٣٥ سنة
فغرت شفتيها بزهول :
بتهزر ده انت شكلك مايديش فوق ال٢٧
اجابها بغرور :
اه عارف انا بطبيعتي وسيم ومايبنش عليا سن
رفعت حاجبيها بتعجب من هذا المغرور الوسيم قبل ان تنتفض بسبب خروج سليم الحامل لريم الفاقدة للوعي فصرخت بزُعر :
ريم ريم فيها ايه
قال نادر بصدمة وهو يحاول اللحاق به :
عملت في البت ايه الله يحرقك خد يلا
لم يُعرهم سليم اهتمام وهو يخرج من باب الشقة سريعا
بحث نادر بقلق عن مفاتيح سيارته لكي يلحق به :
اقف يا مجنون انت البت فيها ايه
دلف سليم سيارته وامر منصور بأن يقودها سريعا
نزل نادر من البناية فوجد سليم قد اختفي فاتجه لسيارته يقودها بسرعة تجاوره اميرة القلقة علي صديقتها
**********
بعد مرور بعض الوقت توقف منصور امام قصر الحداد فترجل سليم من السيارة وهو مازال يحملها بين يدية
بحنان
دلف داخل القصر وهم بالصعود لغرفته عندما اوقفه صوت كوثر المزعور :
انت شايل ريم كده ليه هي حصلها حاجة
-ماتقلقيش يا ماما هي نايمة بس
رمقته كوثر بحنق:
نايمة ولا انت جايبها غصب عنه يا ولد
زفر سليم بقلة صبر :
لا مش وقت ولد ولا بت انا طالع
تابعت صعوده بعدم رضي :
ولد قليل الأدب
***********
دلف غرفته وهو يضعها علي الفراش بحرص وقد رقد بجانبها يحتضنها ويتأمل ملامحها الساكنة بعشق وهو يُقبل كامل وجهها بشوق شديد :
وحشتيني وحشتيني يا عمر وروح سليم حاسس ان روحي ردتلي تاني
دفن وجهه وجهه في تجويفة عنقها يستنشق رائحتها بهيام وكأنه مُدمن لم يأخد كفايته من الهيروين مُنذ فترة
يستطيع الأن النوم بسلام وهو يأخذها في حضنه ويشتم رائحتها العطرة
لم يكد يُغمض عينيه حتي انتفض من مكانة بعصبية عندما استمع لتلك الطرقات القوية المُزعجة علي باب غُرفته وصوت نادر يصرخ به :
افتح يلا افتح يا جبان عملت في البت ايه افتح بدل ماشرشحلك هنا افتح يا روح امك ..
التفت لكوثر الواقفه بجانبه:
لمو اخذة يا طنط كوثر
رمقته كوثر بحنق:
ولازمتها ايه طنط بقى
قام سليم بفتح الباب بقوة وهو يصرخ به بعُنف جري ايه يا عم هو انا خاطفها دي مراتي يا بني ادم
-مراتك تاخدها برضاها مش غصب عنها يا تور انت
حدق به سليم بحنق :
بقولك ايه ماتخلنيش امد ايدي عليك
لكذة نادر بقوة في صدره:
مد مد يا محترم مانت فجرت خلاص
صرخت بهم كوثر بقوة :
باااس انتوا الأتنين علي تحت
-يا ماما ..
-بلا ماما بلا زفت انزل انت وهو وانا هدخل لريم تعالي يا اميرة معايا
دلفت كوثر لريم بصحبة اميرة وهي تغلق الباب بوجه نادر وسليم الذين يتبادلون النظرات الحانقة
************
بحثت كوثر بعينيها عن ريم فوجدتها قد افاقت وهي تنكمش علي نفسها مُتخذة وضع الجنين وتبكي بصمت فأتجهت اليها بقلق تحتضنها :
حبيبتي اهدي ماتعيطيش يا روحي والله سليم مظلوم اسمعيه
تشبثت بها ريم بدورها وهي تقول بشهقات :
عرفت يا ماما بس علي قد ما فرحت انه ماخنيش حزنت ان انا بالنسبالة حاجة قيمتها صُغيرة لدرجة انه مايقوليش حاجة كبيرة زي دي
-سليم غلط يا ريم بس مش الغلطة اللي تبعدكوا عن بعض سليم بيحبك يا حبيبتي بلاش تخربوا الحب ده وتبعدوا عن بعض
-امال اعمل ايه يا ماما
تدخلت اميرة في الكلام وهي تقول بشر :
انتي تعلميه الأدب الأول دوخية وخليه يلف حوالين نفسه عرفية ان الله حق
ضحكت كوثر علي كلماتها:
لاحظي انك بتتكلمي عن ابني يا بنت
ضغطت اميرة علي شفتيها بخجل :
اسفة يا طنط بس انا متغاظة منه
ابتسمت كوثر وهي تقول بحماس:
بس انتي عارفة فعلا عندك حق مش هو ابني اهو بس الرجالة مالهمش الا كده انا عيزاكي تدوخيه يا بت ياريم
رفعت ريم عينيها بجهل لهما :
ازاي يعني اعمل ايه
تحدثت كوثر بتفكير :
ماتقلقيش انا هخليكي تفشي غلك فيه
يتبع ♥️
27
في احدي النوادي بالقاهرة
-انت هتفضل واخد اجازة لأمتى يا عم معاذ سراج باشا كده كده مش طايقك وماهيصدق يعملك مشكلة
اجابه الأخر وهو يُمسك هاتفه بلامبالاه :
يا عم بلا سراج باشا بلا قرف
رمقه صديقه بحنق:
يا معاذ متفقين انه مُقرف ومايطقش بس لو ليك عند الكلب حاجة قوله يا سيدي
قال معاذ وهو مازال ينظر في هاتفه :
طب يا سيدي انت عارف سراج باشا ده لو رجعت الشغل اول واحد هينشكح وهيشمت فيا ومش بعيد يوزع شربات لما يشوف ملعب الكورة اللي في وشي ده وانا مستحيل انولهاله
-الا قولي صحيح يا معاذ مين اللي علم عليك كده
-ماتنقي الفاظك يا بجم انت ايه مين علم عليك دي محدش يقدر يعملها
-ياعم اسفين بس احكيلي مين اللي عمل فيك كده ده انت وشك متشلفط خالص
رفع معاذ عينيه في مواجهته وقد ارتبك لجزء من الثانية قبل ان يقول بثبات :
مفيش يا سيدي موقف شهامة كده انت عارف صاحبك شهم ودمه حامي
عدل الأخر جلسته وهو يقول بحماس :
طب ماتحكيلي يا عم
اشاح بيده وهو يقول :
-الواحد مابيحبش يحكي عن بطولاته بس عشان ماتقولوش ده مغرور وبيحب يتباهي
-ياعم عيب عليك انا هقول عليك كده بردوا احكي بس
تنهد معاذ بقلة حيلة لصديقه قبل ان يقول بثقة شديدة:
ولا حاجة ياعم كنت ماشي بليل واضطريت اجي في طريق مقتوع عشان الطريق اللي متعود عليه فيه تصليحات وكنت هتأخر المهم يعني وانا ماشي سمعتلك صوت صريخ لست جاي من بعيد وكل ما اقرب الصوت يقرب كل ما اقرب الصوت يقرب فزودت سرعة العربية لحد ما وصلت لمصدر الصوت لقيتلك ست باين عربيتها عطلانه وتلات بلطجية الواحد قد ضرفة الدولاب بيفتشوا العربية وماسكين البت بيضربوها وبيقولولها فين الفلوس يابت والبت تصوت زيادة قومت انا الدم غلي في عروقي وروحت جريت ناحيتهم بعزم ماعندي ودورت فيهم الضرب كلهم وقومت خالع الحزام لافه علي ايدي ونزلت فيهم لحد ما كانوا هايموتوا في ايدي والبت بقي قعدت تعيط وتقولي ايوه يا بطل تسلم شبابك يا مصر وانا مدور الضرب لحد ما حسيت بحاجة جامدة بتنزل علي دماغي اتاري يا عم الحراميه دول معاهم ناس تانيه في المكان ودي بينها منطقتهم اتجمعوا عليا وهما يضربوا فيا وانا اضرب فيهم بس انت عارف بقي الكترة بتغلب الشجاعة بس ايه صاحبك خرشمهم بردوا
لمعت عيني صديقه:
طول عمرك شجاع يا معاذ
قلب معاذ عينيه بنفاذ صبر :
اهو انا بقي ماكنتش عايز احكيلك عشان نظرة الفخر دي انت عارف مابحبش المنظرة اياك تقول لحد يا سعيد
-عيب عليك يا جدع انت عمرك حكتلي حاجة وانا قولت لحد
ابتسم بثقة وهو يعلم ان كل كلمة قد قصها عليه ستنتشر بالأضافة لبعض البُهارات:
طبعا يا سعيد امال انا حكتلك ليه
ثم عاد للنظر في هاتفه بملل قبل ان يصل لأذنيه صوت انثوي يبغضه بشده :
معاذ تؤتؤ ايه اللي عمل فيك كده تصدق قلبي بيتقطع عليك
التفت معاذ لنورا وهو يكذ علي اسنانة بغيظ:
عربية بِجو سبعة راكب داستني عقبالك
رفعت نورا حاجبيها وهي تشمله بنظرة تحمل في طياتها السُخرية:
دي مش عربية بِجو ابدا ده قطر دايس علي وشك رايح جاي
-عقبالك بردوا
نظرت له بأمتعاض بادلها اياه قبل ان يُقاطعه نظراتهم تلك صوت سعيد المُتحمس :
لا يا انسة معاذ بس مابيحبش يحكي بطولاته دول شوية بلطجية اتكاتروا عليه في طريق مقطوع لما كان بيحاول ينقز بنت من تحت اديهم، كانوا حداشر راجل ومعاذ قام بيهم لوحده
نظرت نورا لهم لثواني معدودة بصمت قبل ان تنفجر ضاحكة بهيستيريا لوقت لا بأس به قبل ان ترحل وهي مازالت تضحك بقوة
التفت معاذ بشراسة لصديقة :
انت ليه عيل كده ياد انت
قال سعيد بدفاع عن نفسه :
انا قولت كده عشان انفخك قدام صاحبتك يا عم
رمقه معاذ بغيظ قبل ان يهم بالوقوف وهو يقول بكُره :
صاحبتي !
صاحبتها عقربة هي وابن خالها في يوم واحد عيلة زبالة
************
جلست كوثر تُحادث سليم بهدؤ يُنافي تماماً ما تنويه له :
يا سليم يا حبيبي ريم عنيدة وانت بردوا اللي عملته مش هين بلاش تكرهها فيك
نظر لها وهو يعقد حاجبيه :
يعني ايه يا ماما هتفضل كده لحد امتا يعني مش قبلالي كلمة ولا بتقعد معايا في مكان واحد كأنها مش طيقاني
-ما هي مش طيقاك فعلاً
ظهرت ف عينيه نظرة حزينة ومكسورة ألمتها وكادت ان تتراجع عن خطتها ولكنها يجب ان تؤدبة وتُعلمه درسا للمُستقل ف سليم شخص ديكتاتور مُنذ صغرة يُخطط لأي قرار في حياته بمُفردة وكأنهم سراب ليس لهم وجود في حياته
اكملت بتروي:
يا حبيبي مش بقولك كده عشان اضايقك بس انا بقولك ماتخدهاش بالعند الحل انك تسايسها مش تعند معاها
زم شفتيه وهو يقول بضيق ظاهر:
وهي المُسايسة يا ماما اني اسمحلها تخرج وتروح هنا وهناك زي ماهي عايزة
-من غير سياسة ولا محايلة اصلا هي من حقها تروح جامعتها وتخرج مع صحابها انت اللي مقفلها عليها زيادة عن اللزوم بصراحة
التفت لها وهو يُشير بأصبعة علي نفسة بتعجب:
انا يا ماما مقفلها عليها
رفعت حاجبيها مُندهشة منه :
المشكلة انك حتي مش مُعترف انك فعلا مقفل عليها اول خطوة للعلاج هي الأعتراف بالمرض وانت مش مُعترف
-اه وانا مريض بقي
-يابني مقولتش كده انا بقولك مثال
رمقها بغيظ وهو يهتف:
-خليكي انتي مشجعاها وموفقاها علي كل حاجة كده
بس انا صبري ليه حدود سايبها عشان انا فعلا غلط بس هتستهبل فيها وخروجات كل يوم ،هقلبلها عالوش التاني وهتبقي انتِ السبب يا ماما
هتفت به كوثر بدورها:
يعني هي بتخرج فين يا عيني عليها دي اخرها الجامعة ولو راحت عند نادر او راحت مع صحابها نادي ولا كافية محسسني انها مقضياها سهرات برا البيت ده انت اوفر
اشار علي نفسه مره اخري بغيظ:
انا يا ماما!
انا اوفر ؟
-ماهو انت مش بتشوف نفسك ولا تصرفاتك
-بصي انا اوفر ووحش وكل الصفات فيا ياست بس كلميها انتي وانصحيها طالما مش طيقاني ولا طيقالي كلمة ،عشان انا جبت اخري منها بجد ،تقدري تقوليلي هي فين دلوقتي الهانم وبرن عليها مش بترد
-قالتلي انها رايحه عند نادر اكيد مش سامعه الموبايل ولا عملاه سايلنت
هتف بحقد فور معرفته بمكان تواجدها:
نادر وزفت اهو انتِ ونادر ده اللي هتبوظوها
رمقته بخُبث وهي تقول:
خلاص يابني انا مش هتدخل فيها طالما انت شايف انا ببوظها ولما تحاول تسيبك بقي عشان تحكماتك الي تخنق دي ماتبقاش تزعل
قال مستهزئاً:
عايزة تسيبني ! خيالك واسع اوي يا ماما
-انت شايف نفسك كده ليه وايه مخليك واثق انها مش هتسيبك يعني دي حتي مش طيقاك ولا بتديك وش من ساعت ما رجعت البيت بلا وكسة
ضغط سليم علي شفتيه بقوة وغيظ من كلمات والدته:
انا مش واثق غير ان انا اللي مش هسيبها لو اتقلبت قرد قدامي
قال كلماته ثم وقف بهيبة وهو يهم بالخروج بثبات لا يُظهر كم الغيظ اللذي يشعر به
انتظرت كوثر حتي تأكدت من خروجه ثم اخرجت هاتفها وهي تلتفت بعبنيها في المكان وكأنها تقوم بجُرم ما
-الو ايوه يا ريم سليم لسه خارج اكيد جايلك
صمتت لبرهه تستمع للجانب الأخر ثم قالت :
لا هو ماقليش بس انا متأكدة انه جايلك يلا زي ماتفقنا بقي
***************
في شقة نادر
انهت ريم مُكالمتها مع كوثر وهي تلتفت لنادر الجالس بجانبها يُتابع احدي المُباريات
-انا خايفة يا خالو
قال لها نادر وعينيه مازالت تُحدق في التلفاز:
خايفة وانا معاكي والله عيب
تطلعت فيه بقلق:
سليم مجنون ممكن يتهور منك لله يا اميرة انتي السبب
ما ان سمع اسمها حتي التفت لها بأبتسامة مرحة:
هي اميرة صاحبة الخطه دي
اومأت له بخوف وهي تقضم شفتيها بقلق
هتف وهو يضع اصبعيه تحت ذقنه دلاله علي التفكير :
شوفي البت لأ ويبان عليها انها طيبة ومُسالمة ،طلعت سهُنة
قالت بخوف ظاهر :
خالو ماتسبنيش عشان خاطري ده مجنون بجد لايقوم يُغزني بسكية ويقتلني ابقي لا لحقت اغيظة ولا اتجوزه
قال نادر وهو ينظر اليها ببساطة :
فاجر ويعملها
توسعت عينيها بزُعر :
يعملها صح يعملها لا لا انا مش هقوله كده ابدا
امسك نادر رأسها وهو ينظر لها بثبات :
You are a strong girl
قالت له وعينيها تزرُف الدموع:
انا لا استرونج ولا زفت انا خايفة اوي
-بت بطلي الخوف ده محسساني انك متجوزة مصاص دماء هو اينعم عيل قادر ومابيعملش حساب لحد بس لازم تاخدي موقف حازم وتعلمية غلطة ماتبقيش مهزوزة قصادة عشان هيعيد الغلطة تاني وتالت لو سامحتيه بسهولة اسأليني انا احنا صنف نمرود
نظرت له بتردد ثم سُرعان ما هتفت بعزم وهي توميء برأسها :
فعلا يا خالو مش لازم ابقي ضعيفة قصادة كده لازما اورية ان انا قوية
-صح يا حبيبة خالو وريه ريم جديدة
في هذه اللحظة رن جرس الباب فنظرت ريم لنادر بزعر وهي ترقض وتحاول الهروب لأحد الغرف بخطوات مُتعثرة
نظر لها نادر بقلة حيلة وهو يهمس :
والله انتي ما فيه منك امل
ثم هتف بها بقوة :
تعالي يا هبلة تعالي ده اكيد بتاع الدليفري سليم مالحقش ييجي في خمس دقايق يا اخرة صبري
جائت ريم وهي تتحاشي النظر اليه بخجل :
اه ما انا عارفة طبعا، اصلا كنت داخله اشوف حاجة جوا وجاية بسرعة
امأ لها بسخرية وهو يُشير لها بيديه :
علي يدي
************
بعد فترة بسيطة وصل سليم امام بناية نادر وهم بالصعود للطابق المُقيم به علي الأقدام بنية اخذ الوقت الكافي للتحكم في غضبة كي لا يتعامل معها بأسلوب سيء فتتأزم الأمور اكثر خاصة وهو متأكد من وجود شخص يقوم بتوجيهها لتكون بهذا الثبات والتمرد وفي الأغلب يشك في نادر ذلك البغيض فحبيبته رقيقة ومُسالمة ومن المستحيل ان تكون تصرفاتها في الأسبوع الأخير من تمرد لعدم اهتمام وتجاهل من عقلها، ريم طفلة لو غضبت منه ستُظهر له ذلك وتغضب وتثور وعلي اقل تقدير ستظهر مشاعرها علي ملامحها البريئة ولكن لا تتصرف بهذا الدهاء لتُثير اعصابة وتجعله يجن بهذه الطريقة
وصل امام الشقة وهم بدق الباب بهدؤ حتي فتح له نادر وهو ينظر له بتعجب مُصطنع :
ايه ده سليم في حاجة ولا ايه ايه اللي جابك
زفر انفاسه بهدواء وهو يقول ببرود :
ريم فين
قال نادر بأستفزاز:
جوا عايزها ليه
فقد سليم اعصابه وازاحه عن طريقة وهو يُنادي يهدواء :
ريم يا ريم
جائت ريم له وهي ترتعد خوفا من داخلها ولكنها اظهرت الثبات وهي تقول ببرود :
نعم عايز ايه
مرر يده علي وجهه كي يُهداء من روعه:
يلا نروح عايزك في البيت
عقدت ساعديها بعناد وهي تدعي الثبات فهي تحفظه وتعلم انه يُجاهد كي لا يفقد اعصابه:
عايز تقولي حاجة قولهالي دلوقتي انا لسه قاعدة مع خالو شوية روح انت وانا هاجي وراك
تحولت عينيه للون قاتم وهو يكذ علي اسنانه بعنف :
بقولك قُدامي علي البيت بدل ماعمل حاجة مش هتحبيها
-قولتلك مش هاجي معاك الا بمزاجي انت مين عشان تتحكم فيا اصلا
هتف بصوت جوهري وقد استفزه حديثها:
لا بقولك ايه ماتسوقيش فيها انا ماسك نفسي عنك بالعافية ومش عايز آزيكي يعني ايه ماليش اتحكم فيكي يا هانم ماتعدلي كلامك بدل ماعدلك
وقف نادر امامه وهو يقول:
ولا تقدر تعمل حاجة واحترم نفسك بقي وماتزعقلهاش وانا واقف
وقفت ريم تتمسك بقميص نادر بأيدي مُرتعشة وهي تحاول تهدأت ضربات قلبها المُرتعدة بسبب خوفها منه
عزمت علي ان تُكمل الخطة كي لا تضعف امامة فقالت بصوت مُهتز:
ايوه مالكش تتحكم فيا من دلوقتي عشان تخليك عارف وانا مابقتش ريم بتاعة زمان اللي هتزعق فيها هتخاف منك انا بقيت ريم جديدة
هتف بسُخرية وهو يري كيف تتشبث بنادر بخوف:
طب يا ريم يا جديدة اقفي قدامي وبطلي خوف الأول وبعدين اتكلمي
استفزتها جملته فتركت قميص نادر وهي تُشير بأصبعها بتحزير:
انا ماسمحلكش انا مش بخاف
- اه اه طب تعالي بس نروح ونشوف الموضوع ده بعدين
-طب ايه قولك بقى اني مش رايحة معاك في حته ومش هروح اصلا
هتف بها بعصبية:
بت ماتستفزنيش
-قولت اللي عندي وبعدن لازم تتعود علي غيابي اصلا
عقد حاجبية بريبة وهو يقول بأستفهام:
يعني اييه؟
زجرته بحدة ثم قالت بجمود :
يعني عايزة اتطلق
تعالت دقات قلبه بعنف وهو يرمُقها بنظرة قاتله :
بتحلمي يا ريم عشم ابليس في الجنة
-مش طيقاك يا اخي هو بالعافية
-اه بالعافية وطول ما انا عايش علي وش الدنيا هتفضلي مراتي ادعي بقى ربنا ياخدني عشان تخلصي مني لأني طول مانا عايش مش هبعد عنك
شعرت بوخزات مؤلمة في قلبها بسبب كلماته ولكنها قالت ببرود وملامح ثابته :
بص من الأخر انا فيه عريس متقدملي وانا موافقة عليه
احست بجمودة لجزء من الثانية قبل ان يتوسع بؤبؤ عينيها بهلع وزعر وهي تري تلك المزهرية التي مرت بجانب رأسها وقد ارتطمت بالحائط بعُنف تعالت دقات قلبها وهي تلتفت للمزهرية المحطمة ثم حركت عينيها بعدم تصديق في مواجهة سليم الذي وجدته يتحرك بأتجاهها بخطوات بطيئة ومُرعبه وهي تُقسم ان عينيه تنبثق منها نيران
صرخت بزُعر وهي تحاول ان ترقض في اي مكان بعشوائية ولكن قد فات الأوان وهو يُمسكها من مُقدمة ملابسها ويرفعها بيد واحدة ويقول بفحيح مُرعب :
لولا اني عارف انك بتقولي كده عشان تغيظيني الفازة دي كانت هتبقي في نص دماغك
قال نادر المُتجمد مكانه وهو يحاول ابتلاع لعابة بصدمة :
يابن المجنونة
يتبع ♥️
28*29
28
لم يكد يصف سيارته امام القصر عندما اندفعت هي تفتح الباب وتترجل من السيارة بعصبية وخطوات سريعة للداخل نظر لها سليم بقلة حيلة وهو يتنهد بحزن
ترجل هو الأخر من سيارته واتجه خلفها وقد طفح الكيل به يُريد وضع حد لهذا الجفاء بينهُما
صعد لغرفتها فورا وقام بفتح الباب وجدها تجلس علي طرف السرير وهي تزم شفتيها بحنق
ابتسم داخليا علي تعبيراتها الطفولية ولكنه تظاهر بالصرامة وهو يجلس بجانبها يحاول انا ينزع عنها الحجاب :
وشك احمر كده ليه اتنفسي
ازاحت يده من عليها بجفاء وهي تحاول كبت دموعها بقوة :
ماتدخلش فيا بقى وسبني في حالي
زفر انفاسة بقوة وهو يقول بنبرة حزينة :
لحد امتي لحد امتي ياريم
نظرت له وقد سمحت للدموع ان تتحرر من اسر عينيها:
يعني انت تتجوز عليا وتروح تجبلي دُرة في نفس البيت وعايزني اسامحك عادي
امسك وجهها بحنو وهو يقول بتروي:
يا روحي اسمعيني عشان الموضوع ده خد اكبر من حجمة قولتلك دي ماكنتش جوازة وانا ماكنتش بعتبرها كده انتي بس اللي مراتي وحبيبتي مستحيل حد غيرك ياخد اللقب ده صدقيني
قالت بنشيج رقيق باكي :
بس انت عطيته اللقب ده لواحدة تانية خلاص وضحكت عليا وكمان استغليت اني بصدق كل حاجة بتقولها وكدبت عليا وقُولتلي ان البنت دي مُجرد بنت صاحب بباك
نظر في عينيها بندم وهو يقول بأسف :
انا اسف اني كدبت عليكي واسف اني خليت صورتي تتهز في نظرك بس صدقيني الدافع الوحيد لكدبي عليكي هو خوفي من اني اخسرك انتي اغلي حاجة في حياتي ياريم صدقيني
-ولما انا اغلي حاجة في حياتك عملت كده ليه
-عشان الراجل ده كان اكتر من اخ لابويا ووقف جمبي في اكتر وقت كنت محتاج مُساعدة فيه ،ماقدرتش اشوفه مكسور كده ولا ضميري سمحلي اني اشوف بنت هتتأذي واقف اتفرج صدقيني كنت هسقط من نظر نفسي جدا
صمتط وهي تُدركت بداخلها صدق حديثة وتعلم علم اليقين مدي رجولته وشهامته ولكن جزء بداخلها يشعُر بالمرارة والخيانة حتي ولو لم يخُن بالمعني الحرفي للكلمة ولكنها لا تتقبل تلك الفكرة فكرة ان اخري حملت اسمه بل كانت تعيش معهم تحت سقف واحد وهي زوجته نيران الغيرة تتأكلها بضراوة
تأمل تعبيرات وجهها بقلق :
ياريم حرام عليكي بلاش علاقتنا تبقي فيها الفجوة دي
رفعت عينيها في مواجهته وهي تقول ما يجوب داخلها بدون ان تشعر بتأثير كلماتها علي ذلك العاشق:
مش عارفة يا سليم صدقني مش هعرف اصفي من ناحيتك مهما حاولت فكر فيها انت لما الشخص اللي يبقي بيمثل في حياتك الأمان والسند يخون ثقتك صدقني حاجة صعبة اوي
تجمدت عيني سليم كان وقع كلماتها علي قلبه مؤلم جدا
تشنج فكه لثواني وهو يُفكر ان الوضع قد تأزم بينهما لدركة اكبر من تصوره اكبر بكثير
خرج من جموده وهو يقول بنبرة شديدة الحُزن:
وقلبك هايصفالي امتي يا ريم؟
نظرت له بحزن وهي تقول بضياع:
صدقني مش عارفة
اخفض عينيه بعجز ثم نظر اليها ولم يستطع منع نفسه من احتضانها حاوطها بيديه بقوة وشعور غريب يتسرب الي اوردته وكأنه لن يراها مرة اخري
ارادت ان تُحرك يديها لتُبعده عنها ولكنها لم تستطع منع دقات قلبها المُتلهفه للقرب منه فأستكانت في حضنه حتي ابتعد هو نظرت له بتعجب فرأت في عينيه نظرة تحمل حزن العالم ،اشاح عينيه عنها وخرج من الغرفة بخطوات بطيئة وقلب مُثقل
*************
هبط الدرج بثقل وكأن قلبه قد اصابته غُمة ، تمني طويلا ان تُبادله عشقه وهيامهُ ولو بالقليل من المشاعر وعندما علم بحُبها له كاد قلبه ان يخرج من مكانه من فرط السعادة شعر بأنهُ يستطيع الطيران
راودة احساس بالأنتصار وكأنهُ انتصر في اكبر معاركه واصعبها ،اما الأن يشعر وكأن لا قيمة لحياته، كلماتها وقعت كصخرة قاسية علي قلبه حتي وان لم تكن تعقل ما ما تقوله ولكنها اوجعته وبشدة ،احيانا يكره حُبه لها ذلك الحُب الذي يُشعرة دائما بالعجز والضعف امامها، صدق من قال ان الحب هو الشيء الوحيد الذي بمقدورة ان يزل صاحبه وهو يكره ان يكون كذلك ،فهو سليم الحداد الذي يهابهُ الجميع ويحترمه يُصبح امام عينيها كالقطة الوديعة ،تنهد بتعب وهو ينفض تلك الأفكار عن رأسه ولو مؤقتاً كي يرتاح من هذه الحالة ...عندما استمع لرنين هاتفه بأسم صديقة فتذكر ذلك الأجتماع الهام الذي يتوجب ان يتواجد به الأن فرحل متوجها للشركة محاولا ازاحة حُزنه جانبا
*************
اما عندها ففور خروجه اجهشت في بُكاء مرير وقلبها يؤلمها بسبب نظرة عينيه الحزينة انها تعشقة ولكنا مجروحه منه عقلها يرفض مُسامحته ولكن علي الجانب الأخر قلبها يأن وجعا علي جفائها معه، تشعر بالتخبط والضياع ولأول مرة تشعر بذلك في وجود سليم وجود سندها بل والأقسي انه من تسبب لها بهذه الحالة
وضعت يدها علي قلبها في محاولة فاشله منها لتهدائة دقاته المُلتاعة وهي تتسطح علي السرير وبدون ان تنتبة غطت في نوم عميق من فرط التعب ..
*************
جلس امام صديقه في المكتب بعد انتهاء الأجتماع وهو شارد ومهموم
شعر ادم بالحزن علي صديق عمره فقال بنبرة مُتأثرة:
انا عارف قد ايه انت بتحب ريم بس حاول تخرج من الحالة اللي انت فيها دي انا اول مرة اشوفك كده يصاحبي صدقني قلبي بيوجعني عليك
رفع سليم عينيه في مواجهته وهو يقول بنبرة هادئة لا تصف كم الحزن بداخله:
سبني لوحدي يا ادم لو سمحت
نظر له ادم بأستنكار وهو يقول برفض قاطع :
مش طالع يا سليم انت مش شايف حالتك عامله ازاي
وضع كفيه علي وجهه بصمت و قلة حيلة فلا وجود بداخله مجهود ولو بسيط للجدال معه
تنهد ادم بقوة وهو يقول :
بص يا صاحبي ريم بتحبك انت ماشوفتهاش لما كانوا بيحققوا معاك كانت مُنهارة ازاي دي حتي ما سألتش عن ابن خالتها جراله ايه حبها ليك ظاهر لأي حد
-عارف انها بتحبني يا ادم بس الخب مش كفاية
عقد ادم حاجبية بأستغراب :
يعني ايه مش فاهم مش دي ريم اللي انت طول عمرك كان نفسك ان هي تحبك!
نظر له سليم بخواء:
قالتلي انها عايزة تطلق بكل سهولة يا ادم نطقتها عادي حطت عينها في عيني وقالتلي كلام كسرني ريم مابقتش بتحس معايا بالأمان حتي لو بتحبني انا طول عمري قبل ما اعرف انها بتحبني مُكتفي بأنها بتحس معايا بالأمان بتحسسني اني ابوها وانا كنت راضي بكده بس انهاردة وهي بتبصلي حسيت انها فقدت كُل المشاعر دي ريم مش مراتي ولا حبيبتي ريم بنتي يا ادم تخيل انت اب بنته تقوله انها مش حاسه بأمان معاه شعور وحش وحش اوي
-ياه يا سليم انا عمري ما اتخيل ان فيه حد بيحب حد كده خاصة لو الحد ده انت
-هتصدقني لو قولتلك اني بقيت بكره مشاعري وقلبي عشان بتخليني ضعيف ومهزوم كده
ربت صديقة علي كتفة بمؤازرة :
انت عمرك ما كنت ضعيف يا سليم ولا حبك ليها ضعف
وصدقني ريم اكيد ماتقصدش اي كلمة قالتها وبعد كام يوم هتلاقيها بتكلمك عادي دي فيها طيبة مش في حد
تكلم سليم بحدة :
ماتحترم نفسك انت بتتكلم عليها ليه اصلا
رمقه ادم بصدمة وهو يقول له بحنق:
تصدق انك واطي ما تولعوا انتوا الاتنين انا مالي اصلا
وقف سليم وهو يستعد للمغادرة:
-طب يلا بقي بدل ما اولع فيك انت
امسك ادم بعض المستندات :
اطلع انت طيب استني في العربية انا هودي الملفات دي لمكتبي
-طيب تمام
*************
توقف المصعد عند الطابق الأرضي فخرج منه وهو يبحث عن هاتفه بشرود
امسك هاتفه قبل ان يدلف للسيارة يُريد سماع صوتها لا يعلم لما اشتاق لها شعور غريب يراوده بأنه سيفتقدها ضغط علي رقمها وقلبه يُمنيه بأنه ستُجيبه انتظر لثواني قبل ان يصل اليه صوت انفاسها استغرب ردها علي اتصاله ولكنه قال بنبرة مُتلهفة:
ريم
ردت عليه بحدة:
نعم في ايه انا مش لسه شيفاك
ابتسم وهو يقول بخفوت وصوت غريب :
مش عارف حاسس انك هتوحشيني
شعرت بالتوجس وهي تقول بقلق:
سليم انت كويس في ايه
تنهد وهو علي وشك الأجابة عندم وصل لأُذنيه صوت صُراخ ادم بأسمه التفت له وهو يعقد حاجبية بأستغراب سُرعان ما تشنجت ملامح وجهه بألم من اثر تلك الطلقة النارية التي اخترقت جسد بعُنف تشبث بالهاتف بقوة وهو يقول بصوت مُتألم خافت:
بب بح بك
وكان اخر ما سمعه قبل ان يفقد الوعي هو صوت صراخها الباكي بأسمه:
سليييييم
************
في صعيد مصر
دلف المدعو ناصر علي والدة وهو يهتف بسعادة :
البجية في حياتك يا ابوي
نظر له والده "حامد" بعدم فهم :
البجية في حياتي في مين ؟
رمقه ناصر بثقة:
-في جوز بنت اخوك يا حاج
برقت عيني حامد بصدمة:
بنت اخوي مين يا مجنون انت اتهببت وعملت ايه
برقت عيني ناصر بنصر :
بعت رجاله يطخوه ونخلصوا
هتف به بشراسة وهو يُمسكه من ياقة جلبابه :
انت اتجنيت يا ولد المركوب حد يجف في وش سليم الحداد
حاو ان يُفلت يده وهو يُجيبه بحدة :
مش ناصر الصعيدي اللي تتاخد منيه حاجة هو عاوزها يابوي، خلي اخوك المحروس يفرح بجوز بنته بجى لما بنت تترمل
رمقه والدة بأمتعاض وهو يهدر به :
يابجم انت ماعتفكرش خالص، عجلك ده فيه اييه طين
هتف به بحنق :
جري ايه يا بوي اهو اللي حوصل، عشان بت اخوك المصون تبجي تفضله عليا
-مانت لو صبرت حبه كنت هتعرف ان عمك رجع البلد هو ونوارة من مدة ومش بتخرج من بيتهم واصل وكأنه مخبيها
برقت عينيه بصدمة :
ايه يعني ايه كلامك ده
-ماهو انت لو ولدي بحج هتفكر بعجلك بدل مانت حمار اكدة ،اني بعت حد يتجصت عن حياة سليم الحداد من اول ما عمك جال انه طالب يد نوارة وعرفت انه خاطب بنت عمه وعيحبها ومن غير مفهمومية اكده لو عايز يتجوز تاني هيسيب بنات مصر كلاتهم وييجي ياخد بنت عمك ليه ، الموضوع ده كان فيه حاجة مش مفهومة
-تجصد ان ممكن عمي يكون جوزهاله عشان مايجوزهليش
نظر له حامد وهو يرفع احدي حاجبيه:
او عشان تهديدي ليه بيها عاوز يأمنها منينا
-واه واه ده عمي ده طلع واعر جوي
قال حامد مستهزئا :
مش عمك اللي واعر ده انت اللي غبي تجدر تجولي لو سليم الحداد طلع عايش هتعمل ايه
اشاح ناصر بيده بحنق:
هعمل ايه يعني وهو هيعرف امنين ان احنا اللي ورى الموضوع ده حتي الرجاله اللي بعتهم املثمين
استند حامد علي عصاه وهو ينظر له بسخرية:
يبجي ماتعرفش سليم الحداد يا جحش ده راجل واعر في السوج جوي واللي يبجي واعر في السوج يبجي واعر في الحجيجة، ده مفيش حد من الحيتان اللي حواليه يجدر يهوبله انت عايز تجف جصاده
ارتبك ناصر داخليا ولكنه قال بصوت لامُبالي واثق :
انت ليه بتتكلم وكأنه هيعيش يعني دي الطلجة جات في صدرة يعني مش هيجوم منيها واصل
تنهد حامد وهو يحرك عصاه بغير هوادة والقلق ينهش في قلبه علي مصير ولده لو كان سليم الحداد علي قيد الحياة :
ربنا يستر منك لله يا ناصر دايما جايبلي وجع الدماغ منك لله ياخي
يتبع ❤
29
لم يستطع الحراس اللحاق بتلك السيارة السوداء التي كان يتواجد بها اولائك المُلثمون بينما صرخ ادم برُعب بأسم صديقة وهو يركض بأتجاهه بعدم تصديق وقد تسابقت دموعه في النزول
هبط في مستواه وهو يقول ببكاء :
سليم فوق يا صاحبي ماتغمضش عنيك خليك مفتح ارجوووك
حاول ان يحمله بمساعدة احد افراد الحراسة وهو يقول بصراخ وصوت باكي :
سليم سليم رد عليا بالله عليك سلييم ماتغمضش عينك خليك صاحي .....حد يسوق العربية بسرعة يا بهااايم
************
كان كل هذا تحت انصات ريم الذاهله وهي تحاول انكار ما وصل لأُذنيها حياتها وروحها سليم خاصتها هي ابيها وعُمرها هل يمزحون!....حركت رأسها بعدم تصديق وقد وقع الهاتف من يدها وتيبس جسدها بالكامل وقعت تستند برُكبتيها علي ارض الغُرفة قبل ان تصرخ بهيستيريا وهي تضرب الأرض بيديها بعُنف بينما تسابقت دموعها الساخنة بالنزول تحرق وجنتيها :
سللييييم لا لا ....سليييم سليييم حبيبي سليييييم
لا مستحيل انتوا بتقولوا ايييبه سلييبم
اجتمع من بالقصر علي صوت صُراخها المُرعب وهم ينظرون لحالتها المُخيفة تلك بهلع
نظرت كوثر لها برُعب وهي تستمع لمُنادتها علي سليم بهذه الطريقة نزلت لمستواها وهي تُمسك كتفيها وتهزهم بغير صبر وقد تحولت نبرتها للصراخ :
ريم ريييم بصيلي سلييم ماله انطقي سليييم فيه اييه اتكلمي ياريم
رفعت ريم رأسها اخيرا وهي تنظر لها بتيه وتقول بضياع:
سليم ...سليم سليم يا ماما عايزة سليم اااه هاتولي سليم
قالت اسمه بلوعة وقلب مُنفطر وقد ارتمت في احضان كوثر وانخرطت في بُكاء مرير وعقلها غير مُتقبل لتلك الفكرة التي ستودي بقلبها
شخصت عيني كوثر من ردة فعل ريم وهي تقول بهلع علي فلذة كبدها :
ريم قوليلي سليم في ايه حرام عليكي ابنيي ابني جرالهه ايه يا حبببيبيي جرالك ايه يا قلب امك
اقتربت ثرية من كوثر التي تبكي بأنهيار وتُنادي بأسم ابنها وهي تحتضن رأس ريم :
يا كوثر اهدي احنا منعرفش ايه اللي حصل وايه وصل ريم للحالة دي اكيد سليم ماجرلوش حاجة مستحيل يجراله حاجة
كوثر ببكاء :
ايه اللي وصل ريم للحالة دي يا ثرية غير ان سليم جرالة حاجة انا قلبي من الصبح بيوجعني هاتولي ابني يا ابني يا حبيبي
-طب نرن علي ادم ونطمن ولا ا..
-ماما
قطعت ثرية كلماتها عندما استمعت لصوت نورا الباكي الأتي من خلفهم
التفتوا جميعا لحالتها وقد ازداد قلقهم
قالت نورا بعد بُرهه بصوت باكي :
ماما دُرية زميلتي اللي شغالة في شركة سليم اتصلت بيا وقالت ان سليم اتضرب بالنار ونقلوه المستشفي
صرخت كوثر بهلع علي ولدها بينما قالت ثرية بدموع :
مستشفي ايه يا نوراا انطقي
-قالتلي ان ادم اللي وداه وهما مايعرفوش حاجة
اخرجت ثرية هاتفها تبحث عن رقم ادم بأيدي مُرتجفة وهمت بالأتصال به
بكت ريم بصوت يفطر القلوب لقد كان لديها امل ان تكون قد فهمت خطأٍ والأن تأكدت بسبب حديث نورا تشعر بالموت بل الموت اهون من ان يُصيب سليم مكروة
**********
تحرك ادم بغير هوادة وهو ينظر برُعب ودموع لغرفة العمليات التي دخلها صديقة من فترة قصيرة
مازال لا يُصدق ان سليم بالداخل مُصاب يصارع الموت قلبه يؤلمه بشدة علي فكرة فقدانه، لا يا الله اتوسل اليك لن يتحمل سيموت لا محالة سليم ليس صديقة انه قطعة من روحة اخية وعائلته وكل ما يملكه في هذا العالم لا يحب احد بمقداره، ان حدث له شيء سيتحطم لا محالة
جلس بثقل وكأنه يحمل هم الدنيا علي عاتقه
صدع صوت رنين هاتفه فأبعده من افكارة السلبية
اخرج هاتفه من جيب بنطالة بغية قفلة ولكنه وجد عمة سليم من تطلبه زفر انفاسه بألم قبل ان يُجيب بصوت اجش :
الو
اتاه صوت ثُرية القلق :
ادم سليم فين جراله ايه
-حضرتك عرفتي ازاي
-مش وقته يا ابني احنا هنتجنن طمنا عليه هو في مستشفي ايه
اجابها بصوت خافت:
لسه داخل العمليات من شويه يا طنط ادعيله
ثرية ببكاء:
مستشفي ايه يا ادم رد عليا
- مستشفي ال***** اتمني حضرتك ماتقوليش لريم ولا لطنط كوثر لحد مانطمن
-البيت كله عرف يا ادم خلاص
اغمض عينيه بقلة حيلة وهو يغلق الهاتف ويوجه انظارة لغرفة سليم بحزن
****
بعد فترة من جلوسة سمع صوت بكاء اتي من اخر الرواق فتنهد بحزن فهو لا يتحمل ضغط علي اعصابة اكثر من ذلك
وقف مواجهتهم حالما وصلوا اليه وهو يقول بتوتر :
يا جماعة الوضع مش مستحمل والله الدكتور لسه ماطلعش اهدوا
بكت كوثر وهي تجلس بقهر علي ولدها وسندها في الحياة
نظرت ريم لغرفة العمليات وهي في حالة ذهول وقهر سليم حبيبها في الداخل يُصارع الموت وحده هل سيموت ويتركها؟... ولكن هل يوجد حياة بدونه من الأساس !
انخلع قلبها من فكرة الموت وقد داهم عقلها الدوار ولكنها حاولت تمالك نفسها بقوة تريد رؤيته ستموت ان لم تفعل عضت شفتيها بعنف تريد ان تتماسك ولكن الدوار قد زاد وقد زاغت عينيها واصبح كل شيء ضبابي امامها لم يستجب جسدها لفكرة الصمود وقد اصبح ثقيلا سُرعان ما تهاوي ووقعت ترتطم بأرضية المشفي بعُنف
انتفضوا جميعا مُلتفين حولها
تلفقتها كوثر في حضنها بجزع وبكاء :
يا ريم حرام عليكي مش انتي وهو في يوم واحد حرام عليكوا فوقي يا حبيبتي
لم تستمع اليهم وقد غرقت في تلك الدوامة السودا وتم نقلها لأحد غرف المشفي تحت بكاء كوثر علي اولادها
***********
مرت ساعات واخيرا خرج الطبيب من غرفة العمليات فهرع الجميع اليه
ادم بقلق :
سليم عامل ايه يا دكتور العملية اتأخرت كده ليه
قال الطبيب بعملية ونبرة مُتعبة:
الحمد لله المريض اتكتبله عمر جديد
تنهد ادم براحة
بينما بكت كوثر بفرحة :
طب هو احنا نقدر نشوفه يا دكتور
-لا مش دلوقتي خالص هو هيتنقل لأوضة العناية لمدة ٢٤ ساعة لحد ماحالته تستقر الأول
-مش حضرتك قولت انه كويس يا دكتور
- قولت ان العملية عدت علي خير ونجحت بس هو خارج من عملية صعبة الطلقه كانت قريبة جدا من انها تصيب القلب لولا ستر ربنا
جلسوا بحزن لم يمروا بهذا الموقف قبلا لقد كان سندهم جميعا الحائط الصلب الذي لا يميل
ان يروه في هذة الحالة لهو اشد الأمور حزنا علي قلوبهم جميعا
*************
مرت اربعة وعشرون ساعة علي الجميع بصعوبة شديدة مرت بقلق وبكاء وحزن ،اصرت كوثر علي ثرية ونورا لييذهبوا للقصر لكي لا يبقي عدد كبير في المشفي
بينما افاقت ريم من اغمائها وظلت تبكي بقهر علي حبيبها خاصة عندما لم يسمحوا لها بزيارته ظلت تنتظر بقلب مُنكسر وقد اصابها الهوان وبهتت ملامحها في تلك الساعات ، جلست مُنفصله عنهم جميعا فقد تنتظر بقلب مُضطرب ان يسمح لها الطبيب بزيارته ،فقط من عدة سعات بدونه زبلت بهذة الطريقة واصبحت بلا روح انها لا تستطيع الحياة بدونه حتما الحياة بدون سليم كابوس سيء ولا تتمني ابدا ان تحياه
خرج الطبيب بعد فترة من غرفة سليم
فنظر الجميع اليه بقلق
ادم بتعب:
ها يا دكتور حالته عامله ايه دلوقتي
-الحمد لله الحالة استقرت وباين ماشاء الله سليم بيه جسمة قوي وصحته كويسة
تنهد ادم وكوثر براحة بينما قالت ريم بدموع:
طب ينفع اشوفه لو سمحت
نظر لها الطبيب سُرعان ما ابتسم عندم رأها فرغم بكائها الا ان مظهرها ذكرة بأبنته الصغيرة بريئة ولطيفة بشدة تكلم بحنو :
حاضر تقدري تدخليه دلوقتي حالته استقرت جزئيا بس مافقش ان شاء الله هايفوق في اي وقت
ابتسمت ريم بدموع وكاد قلبها ان يخرج من مكانه من اللهفة والشوق :
الحمد لله يارب الحمد لله
رحل الطبيب بينما دخل ثلاثتهم غرفة سليم
اتجه كوثر وادم اليه بينما تمتمت كوثر بدموع وهي تقبل جبينه بحب:
الحمد لله يارب الحمد لله
ابتسم ادم لها :
ماتقلقيش يا طنط هيبقي كويس ماتخفيش
-يارب يابني يارب
بينما ريم اول ما وقعت عيناها علي جزعه العلوي المُغطي بتلك الأشياء الطبيه بكت بصمت لم تراه قبل هكذا ان مظهره مؤلم لقلبها مؤلم بشده توجهت نحوه بخطوات بطيئة، وقفت علي الجانب الأخر من السرير تُمسك بكف يده لتشعر بوجوده حولها ظلت تقبل باطن يده وجبينه بحب وهي تقول ببكاء:
حبيبي ارجوك اصحي انا اسفة اني زعلتك ارجوك اصحي ومش هزعلك تاني ياروحي كلنا مانسواش حاجة من غيرك يا عمري كله ارجوك ماتسبنيش يا سليم ارجوك
كوثر بحزن :
اهدي ياريم يا حبيبتي بلاش نتعبه
-مش قادرة يا ماما مش متعودة اشوفه كده انا بموت حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة اتخيل اني كان ممكن اخسرة
نظر لها ادم وهو يتذكر حديث صديقه معه قبل الحادث عن حزنه من عدم مُسامحتها له فلو يعلم الأن كم هي مُنهارة وكادت تموت من اجله .
مرت عدت ساعات وقد اتي نادر بعدما علم بأصابة سليم اما ادم قد خرج ليأتي لهم بالطعام بينما جلست ريم وهي مازالت تتمسك بكف يدة وكأنها تُطمئن حالها بوجودة
حاول نادر التخفيف عنها فقال بمرح :
يابنتي انتي مش الدكتور قالك انه كويس ولا انتي مصرة تفضلي عيوطة طول عمرك
نظرت له ريم بحنق رغم دموعها وهمت بالرد عليه الا انها سمعت ذلك الصوت المُتعب الذي اخترق قلبها :
ماتقولش علي مراتي عيوطة يلا
توسعت عينيها سُرعان مالتفتت له ولم تمهله الفرصة وهي تمسك به تحتضنه وتقبل كامل وجهه ودموعها تهبط بغزارة :
ياروح قلبي انت بجد صحيت انت بتتكلم بجد انت فوقت ماتعملش فيا كده تاني يا سليم ربنا يخليك ليا ربنا مايحرمنيش منك ابدا
انكمش ملامحه بألم :
ااه يا مجنونة حاسبي
سحبت يدها سريعا من علي جانبة المُصاب واقتربت بوجهها تقبل عينيه ووجهه بأعتزار ودموع :
اسفه ياروح قلبي ماخدتش بالي والله
تحدث نادر بمرح وسعادة لسلامة سليم :
ماتحترمي وجودي شوية يا بت ده انتي عيارك فلت
خرجت كوثر من ذهولها وهي تتقدم منه ببكاء :
يا حيبي يابني كنت هموت عليك ربنا يخليك لينا
تحدث سليم بصوت مجهد:
طب بتعيطوا ليه دلوقتي
امسكت ريم كف يده تقبله:
انت ماكنتش عارف ايه اللي حاصلنا احنا كنا بنموت عليك مش عايزنا نعيط كمان
نظر لها بعشق وهو يجزب يدها له ويقبلها هو :
ماتقلقيش يا روحي والله انا كويس
قال نادر بحب :
حمد الله عالسلامة يا بطل
ضحك سليم عليه بتعب:
بطل ايه هو انا خارج من حرب الاستنزاف
نظرت ريم لنادر بحنق :
خالو ماتضحكهوش لو سمحت عشان شكله تعبان
رفع نادر حاجبية بذهول:
اه يا مجرمة
رمقته بجانب عينيها بأمتعاض وهي تتجاهل كلامه
و تلتفت لسليم بلهفة :
حبيبي انت مرتاح اعدلك المخدة
حرك رأسه وهو مازال يتأمل ملامحها بهيام:
لا يا روحي كده تمام ماتقلقيش
حدق بهم نادر بغيظ :
تصدقوا ان انا راجل مهزق ان انا جيت اساسا
نظرت له ريم بسُخرية
:نينينينيني
ضحك سليم بقوة علي تعبيراتها الطفولية
في نفس الوقت الذي دخل به ادم فاستمع صوت ضحكاته المُتعبه
نظر له بسعادة يقترب منه وهو يحاول أحتضانه :
سليم انت كويس يا صاحبي حرام عليك يخي كنت هتموتني
صرخت ريم بوجهه وهي تتمسك بسليم بقوة :
انت هتحضن مين انت مش شايفه تعبان
حول ادم انظارة لها وهو يقول بحنق طفولي وكأنها ستسرق منه قطعة حلوي:
ده صاحبي
ردت عليه بصوت عالي :
وجوزي
قال ادم بصوت حانق :
شايف يا سليم
ضحك بخفه وهو ينظر لريم :
اه شايف مالكش دعوة بمراتي يلا
ابتسمت ريم وهي تنظر لأدم بأنتصار
بينما تقدم نادر من ادم يجزبه من يده :
تعالي اركن جمب اخوك احنا مالناش مكان هنا
لم تعرهم ريم اهتمام وهي تمسد علي خصلات سليم :
خالو ممكن تنادي علي الدكتور وتقوله ان سليم فاق
اشار لها بيده وهو يهم بالخروج من الغرفة لينادي للطبيب:
ايوه ماهو نادر ده الخدام اللي سي سليم شراه لحضرتك
عقدت ريم حاجبيها وهي تنظر لسليم بتعجب:
هو زعل ليه
ابتسم لها بحب :
عشان قموصة ياروحي
ثم وضع يده علي وجهها يمررها علي ملامحها بحنو :
حبيبتي ممكن تطلعي برا ثواني انتي وماما عايز ادم في كلمتين
قبلت كوثر جبينه :
حاضر يا حبيبي انا قدام الأوضة
بينما شهقت ريم بأعتراض :
ومش معنا ادم بقي
ابتسم بعشق علي تصرفاتها الطفولية :
معلش يا ريمة ممكن بس خمس دقايق عايزة في حاجة مهمة
اومأت له بغيظ وهي تخرج بخطوات مُتزمرة تحت ضحكات كوثر
وجه انظارة لأدم وقد تحولت تعبيرات وجهه تماما عن المرح:
معرفتوش مين اللي عمل كده ؟
-ماتقلقش يا سليم اللي عمل كده هانجيله وهايدفع التمن غالي ..
يتبع ♥️
30
لطمت صدرها بقوة وهي تقول برعب :
يالهوتي يا ستي ده الحاج عبد الرحمن يجطع خبري
رمقتها نوارة بعصبية وهي تقول بصوت منخفض:
بجولك ايه يا مخبلة يلي اسمك جواهر انتي ،انتي تسمعي كلامي بدون نجاش وبعدين مانا جولتلك محدش هياخد باله من حاجة
نظرت لها المدعوة جواهر بخوف :
طب افرضي الحاجة ابوكي سأل عليكي هجوله اييه
تأفأفت الأخري بضجر منها قبل ان تقول بثقة:
ابوي ما سألش علي من ساعت ما جينا من مصر هيسأل علي دلوجتي، ماتبجيش غبية اياك
-طب طب جدر يا ستي راح يزور سليم بيه وشافك اهناكه
رمقتها بنفاذ صبر :
جري ايه يا هبابة البرك انتي بتجفليها في وشي اكده ليه
انكمشت جواهر وهي تقول بخوف:
ياستي اني خايفة عليكي
-لا ماتخفيش يا حزينة اكده ولا اكده ابوي مش هيكلمه واصل وده اللي اني واثجة منيه ،وبعدين لا ليه في جراية جرايد ولا ليه في الفرجة علي التلافزيون هيعرف منين اياك ان سليم متصاوب
تحدثت جواهر بريبة:
طب جدر حد جفشك من الغفر اللي برا هتعملي ايه
ردت نوارة ب لامُبالاة وهي تشيح بيدها:
اني مرتبة لكل حاجة بطلي جر انتي بس
توقفت جواهر عن مجادلتها فالجدال معها بدون فائدة، ولكن قلبها يرتجف من الخوف،فلو علم عبد الرحمن سيقتلها لا محالة ولكن ليس باليد حيلة..
************
رمقته بحنق وهي تحاول اخذ الهاتف من يده عنوة :
اف يا سليم بقي انت مش بتزهق من الشغل سيب التليفون ده من ايدك انت تعبان
ابعد يده عنها وهو يمنعها من اخذ الهاتف قائلاً:
حاضر يا روحي ثواني بس
متط شفتيها بحنق وهي تنظر له :
طب انا عايزة اقولك حاجة
نظر لها باهتمام :
نعم يا حبيبي
دارت بعينيها في الغرفة تتأكد من انهم بمفردهم قبل ان تخفض رأسها وتهمس في اُذنه:
الدكتور قال مفيش الا مُرافق واحد يبات معاك وانا عايزة ابات ممكن تقول لماما كوثر انها ماينفعش تبات معاك عشان علاجها
ضحك علي كلماتها وهو يقول:
يا جزمة عيزاني اكدب علي ماما
حاوطت وجهه بكلتا كفيها وهي تتحدث معه بتروي ومحايلة وكأنه طفل تحاو اقناعه :
يا روحي دي كدبة بيضة صغننة
فقال ليُشاكسها:
طب ايه رأيك بقي اني هقولها علي الكلام ده
شهقت فاغرة شفتيها وهي تنظر له بعدم تصديق :
تصدق انك فتان
رفع كلتا حاجبيه :
انا فتان!
دلفت كوثر في هذة اللحظة تحمل بعض الأكياس فقامت ريم بوضع يدها علي فم سليم وهي تنظر له برجاء قابله هو بنظرات مُتسلية
عقدت كوثر حاجبيها بريبة:
ايه ده انت حاطة ايدك علي بق سليم ليه
هزت رأسها بقوة وهي تجيب بتلعثم:
لا يا ماما ان انا بس ب بعمله مساج في وشه
نظرت لها كوثر بتعجب :
مساج ايه اللي في الوش ده يا بنتي
-ها.... اه نوع مساج جديد
صدحت ضحكته تحت يدها بسبب حديثها الساذج
فرمقته ريم بحنق قبل ان تنزع يدها من علي فمه وتقوم بتربيع ساعديها وتوجه انظارها للجانب الأخر بتزمر
بينما هو تأمل تعبيراتها الحانقة بعشق وهو يشكر ذلك الحادث الذي ارجعها لحضنه فبعدها عنه كأن يفوق عشرات المرات ذلك الألم الذي شعر به عندما اُصيب بذلك الطلق النارى
قطع استرسال افكارة صوت كوثر الحانق :
علي فكرة عمتك ونورا زعلانين جدا انت مش سامحلهم بزيارتك، طب الناس الغريبة قولنا ماشي انما عمتك تمنعها ليه
-يا ماما انا مقصدش اي حاجة بس وجودكوا كلكوا لا هيقدم ولا هيأخر حاجة يعني
وضعت الحقائب علي المنضدة وهي تقول بقلة حيلة:
الجدال معاك مش نافع اصلا انت دماغك ناشفة
وجه انظارة اليها بحب :
خلاص بقي ماتزعليش وبعدين ايه ده كله ماكنا نطلب الأكل من برا ليه تتعبي نفسك
اقتربت منه تُقبل خده وجبينه بحب :
لازما تاكل اكل صحي يا روح ماما وانا عارفة انك مابتحبش اكل المستشفيات
ابتسم بمحبة وهو يُقبل يدها بتقدير:
ربنا يديمك في حياتي يا حبيبتي
لمعت عيني كوثر بدموع وهي تنظر له بتأثر :
كنت خايفة اخسرك يا روحي كنت هموت وراك لو كان جرالك حاجة، انت كل حاجة في حياتنا يا ابني سندنا وضهرنا مالناش غيرك بعد ربنا، ربنا مايحرمناش منك ابدا
ترقرقت الدموع في عيني ريم هي الأخري قبل ان تعض علي شفتيها محاولة عدم اخراج شهقاتها
فوزع سليم نظراته بينهم وهو يقول بمواساه محاولاً التخفيف عنهم وكأنه ليس هو من يحتاج لرعاية:
طب مانا كويس قدامكوا اهو ليه الدموع دي كلها انتوا مش بتشبعوا عياط
ثم تابع بصرامة مُصطنعة عندما لم يجد رداً منهُم:
علي فكرة بقي كده ماينفعش انا هطلب ادم دلوقتي يوديكوا القصر ومش عايز حد يزورني لحد ماخرج من هنا
نظرت ريم له بصدمة واستنكار ودموعها تهبط كالشلال وهي تميل برأسها علي الجانب الأيمن من جزعة :
لا يا سليم وحياتي لا مش هعيط خلاص بس ماتعملش كده ارجوك خليني معاك
قالت كوثر بصرامة رغم دموعها:
ومين هايسمحله الأستاذ اصلا انت دايما قرارك من دماغك كده مستحيل ومش هتحرك من هنا لو علي موتي
نظر لها بقلة حيلة وهو يمسد علي رأس ريم التي تبكي علي كتفه:
بعد الشر عليكي يا ماما ماتقوليش كده ،بس انا اتحسنت وانتوا مش مبطلين عياط كده مينفعش
تمسحت ريم في كتفه وهي تقول بحزن:
سليم انت متخيل ان احنا كنا هنخسرك انت مستوعب ده
-بس ماحصلش ياروحي يبقي ليه العياط بقي
وجهت ريم انظارها لكوثر وهي تقول بحنق:
ماما ابنك ده هايفضل مُتحكم كده حتي وهو تعبان بجد زهقت
قرب رأسها منه وهو يُقبل رأسها بحنان قائلاً بهمس :
هتسكتي ولا اقول لماما انك بتشجعيني اكدب عليها
قضمت شفتيها بغيظ مخفي سُرعان ما تحول لمكر وهي تنحني عليه موجهها عينيها في عينيه فبادلها الأخر النظر بهيام قبل ان يتأوه بألم وهو يشعر بأسنانها التي غرذتها بوجنته
ابعدها عنه بغيظ وهو يضع يده علي وجنته يُمسدها :
يبنت المجنونة
تحدثت كوثر بصرامة :
ريم انتي مش شايفة سليم تعبان
لم تُجبها وهي تشيح بنظرها في الجهه الأخري تحاول كبت دموعها
فأكملت كوثر بتأنيب وصوت حاد بعض الشيء :
ينفع كده ،ده هزار بردوا قدر كان اتحرك كده ولا كده وتعب دلوقتي بسببك
نظرت ارضا وهي تؤنب حالها فكوثر مُحقة تماما فهذا ليس الوقت المُناسب للمُزاح معه بتلك الطريقة
بينما نظر سليم لوالدته بعتاب ثم قال لريم بحنو وهو يمد يده لها :
تعالي يا ريمة
لم تُجبه وهي تنظر للجانب الأخر تُخفي دموعها
فتنهد وهو يحاول مُسايستها:
طب انا عايز انام
رمقته بطرف عينيها وهي تقول بجفاء مصطنع:
طب ماتنام هو انا مسكتك
رد عليها بنبرة عاشقة:
اتعودت انام في حضنك ممكن يا ريم هانم تتكرمي وتحني عليا وتيجي بقي
تظاهرت بقلة الحيلة وهي تقترب منه محاولة ان تُظهر له انهُ ليس لديها خيار اخر، نظرت ارضاً بجمود مُصطنع ثم رفعت عينيها في مُقالته قبل ان تشهق مُتفاجأة ف أثر عضتها علي وجنته ظاهر بشدة فشهقت وهي تضع يدها علي ثغرها ببُكاء:
سليم انا اسفة انا مقصدش
قاطعها بحنو وهو يدفن رأسها في عنقه :
ششش انا كلي فداكي يا ريمة ماتعيطيش
رفعت رأسها عن عنقه واقتربت منه تقبل وجنته عدة مرات بأعتذار وقد ملأت الدموع وجهها:
انا اسفة انا غبية اسفة
ابتسم ابتسامة بسيطة :
بس انا استفزيتك الأول انا اللي اسف
ضحكت كوثر عليهم وهي تقول بمرح :
يعني اخرج انا منها بقي
ابتسم لها واحتضن ريم بصمت وبدأ يشعر بتعب سُرعان ما اغمض عينيه وراح في سبات عميق
*************
في شركة الحداد جلس ادم امام بعض الحُراس الذين عينهم للتقصي عن الحادث
تحدث احد الحُراس:
جبنا كل الكاميرات اللي محاوطة المكان يا باشمهندس
تحدث ادم بحزم :
ووصلتوا لأيه مفيش حد منهم ملامح وشه باينة
تحدث الحارس بجدية:
لا ياباشا كلهم كانو مُلثمين بس فيه كاميرا كان ظاهر فيها بوضوح نمر العربية وعرفنا ان العربية دي تبع مُحافظة سوهاج حتي المُلثمين كانوا لابسين جلابيب صعيدي
وقف ادم بأستغراب:
طب وسليم هيكون ليه اعداء هناك ليه
***************
في اخر النهار
استيقظت ريم من نومها بكسل نظرت بجانبها وجدت سليم مازال نائماً بينما لم تجد كوثر بالغرفة
قامت من مرقدها مُتذكرة عدم تناول سليم للطعام قبل نومه فاتجهت للحقائب التي جلبتها كوثر لتضع له بعض الطعام ثُم اتجهت له لتوقظه برفق :
سليم حبيبي ... اصحي يلا
همهم بنعاس فمررت يدها علي وجهه برفق وهي تُنادية بصوت رقيق :
يا سليم
فتح عينيه وهو يقول بأنهاك:
حبيبتي سبيني انام نعسان اوي
-لا قوم عشان تاكل الأول انت ماكلتش الا حاجات بسيطة من الصبح
تنهد بتعب:
مش قادر صدقيني خليها شويه كده
تركت الطعام من يدها وهي تتجاهل حديثه مُتقدمه منه ثم قامت بأحتضانه وهي تحاول رفع جزعه العلوي فضحك عليها بشده :
بتعملي ايه يا عصفورة انتي
ابتعدت عنه وهي تنفخ خديها بحنق:
اف انت تقيل كده ليه ،ايه كل العضلات دي
ضحك وهو يتحامل علي نفسه لتُسرع هي بوضع وسادة وراء ظهره
ريم وهي تعدل من وضع الوسادة:
ها يا سولي كده كويس
-اه يا حبيبتي تمام
احضرت الطعام وجلست امامه تُطعمه بيدها تحت نظراته الهائمة بها الي ان انتهت ونزعت الوسادة من وراء ظهرة برفق
ابتسم لها بنعاس:
محسساني انك بتتعاملي مع بيبي
ابسمت وهي تقترب منه تُمرر يدها علي وجنته بدلال :
احلي بيبي في العالم
قبل يدها التي تضعها علي خده بحنان ثُم اغمض عينيه مرة اخري بنُعاس
نظرت له بأستغراب فهو لم يكن يوما ينام لساعات طويله هكذا، ثُم رجحت ذلك للعلاجات التي يأخُذها
قامت مُتجهه للباب قاصدة كافيتريا المشفي لتجلب كوب من النيسكافية لها
**********
دخلت غرفته مُتسللة بعدما تأكدت من رحيل ريم التفتت ورائها تتفحص المكان ثم اقفلت الباب سريعا خلفها وجهت انظارها للسرير فوجدت مُبتغاها يغط في نوم عميق وقفت مكانها تتطلع اليه بهيام حتي وهو في هذة الحالة يبدوا جذاباً بل شديد الجاذبيه بعضلات صدرة الظاهرة من تحت الغطاء ولون بشرته القمحية وشعره المُشعث، حتي ذلك الشاش اضاف اليه جاذبية ورجولة خطفت انفاسها
اقتربت منه بخطوات مُتمهله محاولة عدم اصدار صوت
وضعت كف يدها علي عضلات صدره الصلبة تُمررها بِبُطء وهي تنظر اليه بتخدر وانبهار
اقتربت بوجهها منه بشدة تتأمل ملامحه لتلفح انفاسها وجهه
عقد هو حاجبيه بأنزعاج وهو يقول بصوت مُنهك:
بس يا ريم سبيني انام
ضغطت علي اسنانها بغيظ وهي مازالت تُمرر يدها بِبُطء علي صدره ففتح عينيه بأنزعاج سُرعان ما توحشت عيناه وهو يُمسك يدها بعُنف يُبعدها عنه قائلا بشراسة :
انتي بتعملي ايه هنا
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا