رواية لاافهمك من الفصل الثالث والرابع 3-4بقلم الاءاسماعيل البشري
رواية لاافهمك من الفصل الثالث والرابع 3-4بقلم الاءاسماعيل البشري
بارت 3
* ماشي تعدِل على الناس و تحاسب ده و تحاسب دي و عامل فيها ملاك أبيض و شيخ ؟! ... شكلك نسيت انك ابن حرام اتولدت عن طريق الز*نا... يا اخويا !!
وقف آسر كأنه تسمَر مكانه... عيناه بدأت بالاحمرار من الغضب... إلتفت ل معاذ و على وجهه غضب العالم كله... اكمل معاذ بإستفزاز
* هتقولي ما اللي بتتكلم عليهم دول اهلك انت كمان هقولك اني اتولدت بعد ما اتجوزوا... مش زيك اتولدت قبل ما يكتبوا الكتاب حتى... ف انت لو نسيت نفسك انا هفكرك انت ايه...
غلى آسر من داخله... اقترب منه و امسكه من ملابسه و قال بغضب
" لو قولت كلمة زيادة تاني مش هخرجك... و هتفضل مرمي زي الگلب هنا...
* كلامي وجعك ؟ اخص عليا... بس يا آسر انت مبسوط بالسلطة اللي في ايدك و ماشي تحرك الناس على مزاجك... كان لازم افكرك انت مين... انت ابن حر*ام يا آسر !!
بمجرد ما انهى جملته لكمه آسر في وجهه بقوة حتى وقع على الأرض... ضحك معاذ و مسح الدم الذي بجانب فمه...
* مهما عملت و مهما اتعصبت مش هتغير الحقيقة... هتفضل من ناتج ز*نا...
" معاااااااذ اخررررررس !!
قالها آسر بغضب شديد... وقف معاذ و اقترب منه و قال
* لو مخرجتش من هنا... هوصل لرئيسك و هقوله... و شوف ساعتها بقى منظرك هيبقى عامل ازاي قدامه و قدام المنظمة كلها !
لم يتحمل آسر سماع ذلك... كان سيضر*به مجددا لكن تراجع... إلتفت ليذهب... ضر*ب معاذ القبضان بيديه و قال
* هتخرجني غصب عنك يا آسر !!
ركب آسر سيارته و اقفل الباب... كان يتنفس بغضب لدرجة ان نفسه مسموع... صرخ و ضر*ب الدريكسيون كذا مرة... ظل على هذا الحال بعض دقائق ثم اسند رأسه على الباب بتعب و اغمض عينيه... بعد مرور نص ساعة فتح عينيه... اخذ، منديل مسح به العرق على وجهه... شغل السيارة و ذهب...
كانت رنا جالسة على السرير... هاتفها في يدها مفتوح على صورتها هي و ياسين و آسر... عملت zoom على وجهه آسر و ابتسمت تلقائيًا...
' ضحكته حلوة اوي...
إتكأت على الوسادة و ظلت تتأمله في الصورة و ابتسامتها مازالت موجودة... فجأة اختفت ابتسامتها و اغلقت الهاتف
' ايه اللي انا بعمله ده!! .هو اول واحد في العالم يضحك يعني؟ ما الممثلين التركيين الحلوين بيضحكوا برضو... انا سرحت ليه في صورته كده ؟ يمكن عشان مبيضحكليش زي ما ضحك مع ياسين ؟! ... استغفر الله العظيم يارب... و انا منتظرة منه يضحكلي ليه ؟ انا مين بالنسباله اصلا ؟ انا مراته بالاسم... مش بشوفه غير ساعة واحدة كل يوم كأنه المستر بتاعي.
ليه يا ربي متجوزتش واحد اجنبي مثلا و كان فضل لازق فيا مش يسيبني لوحدي أبداً... مش زي آسر باشا كده اللي بشوفه بالصدفة هنا... جوازة النحس دي والله...
وصل آسر القصر... نزل من سيارته و دخل... وجد والداه جالسان في الصالون... قالت فاطمة
• نورت يا ابني... كويس انك جيت عشان نتعشى سوا... متبقي بس معاذ يجي...
" مش هيجي...
• ليه ؟
" اصل انا سجنته...
اتسعت عينا فاطمة من الصدمة... قام محمد و قال بذهول
* انت بتقول ايه ؟!
" بقول اللي عملته... انا رميت ابنك في السجن !!
* ايه اللي انت عملته ده ؟! ده اخوك ازاي تعمل فيه كده !
" ده مش اخويا... و انتوا مش اهلي...
• آسر في ايه ؟؟... انت بتتكلم كده ليه ؟ ما تهدى و قولنا ايه اللي حصل.؟؟
قالت ذلك فاطمة ثم امسكت يده... سحب يده من يدها في الحال و نظر لهما بغضب
محمد * معاذ عمل ايه عشان ترميه في السجن ؟
" انا هقولك... بعد ما شرب خم*رة و سهِر مع بنات الليل المرة اللي فاتت و خرجته عشانك... عمل نفس القذ*راة ل تاني مرة و قولتلك ساعتها انه لو كررها يبقى متلومنيش على اللي هعمله فيه...
اهو كررها تاني... حطيته في السجن بدم بارد و مهمنيش انه يبقى اخويا...
* انت ازاي تعمل كده ؟ ماشي هو غلط بس كنت جبته هنا انا احاسبه بنفسي...
" تحاسبه ازاي قولي هاا ؟ ااااااه هتقوله زي كل مرة عيب كده يا معاذ ما يصحش... متعملش كده تاني ؟! هتكرر نفس اللي عملته المرة اللي فاتت و اللي خلاه ميهتمش و يرجع يروح البا*ر تاني...
يا محمد مصطفى بيه... واجه الحقيقة... انت معرفتش تربيه و ابنك معاذ واحد صا*يع و قذ*ر...و زبالة كمان
غضبه والده و رفع يده ليصفعه لكن امسك آسر يده و قال
" اتعصبت طبعا لما غلطت فيك و في ابنك... بس دي الحقيقة... انت معرفتش تربي... و متبصليش كده... انت مربتنيش... و وجودك في حياتي لحد الآن ملهوش اي لازمة... تعرف ليه ؟ لانك مهما حاولت تظهر قد ايه انك أب حنين... هفضل انا الغلطة اللي عملتها انت و هي...
حط محمد عينه بإنكسار * انت بتفتح ليه في القديم ؟ مش احنا قفلنا الموضوع ده من زمان.؟
" متقفلش يا محمد بيه... متقفلش .......
بدليل ان ابنك المدلل معاذ فتحه من تاني... تعرف قالي ايه ؟ قالي انت ابن حرا*م يا آسر... هددني كمان انه هيقول رئيسي اني ناتج غلطتك معاها و اترفد في الحال...
* معاذ مستحيل يقول كده...!!!
" لا قال... قال كده و هو بيبص في وشي بكل بجا*حة كمان... مش مكسوف من اللي عمله لأنه شايفني اقذ*ر منه لا و بيهددني كمان !!
بس انا مش هخاف من كلام حشر*ة زيه... و اللي عنده و عندكم اعملوه...معاذ مش هيخرج من السجن غير بأمر مني... اعتبر اني بطلع فيه كل الغِل اللي جوايا ناحيتكم... عارف انك روحك فيه... عشان كده هيفضل في السجن...
نظرت فاطمة للارض... ف ابنها لم ينسى ما حدث و لن ينسى و لن يسامحهم.
قال محمد بضعف
* اطلب اللي انت عايزه و هعمله... بلاش تاخد معاذ بذنب غلطتي... ارجوك يا آسر خليه يخرج...
ضحك آسر بسخرية و ظل يضحك بهستيرية
" تصدق اتأثرت... ياااه محمد مصطفى بنفسه بيترجاني اخرج ابنه !! اما الزمن ده غريب فعلا !! للأسف انا قلبي مش بيشتغل و مش بحس... معاذ مش هيخرج...
• آسر متعملش كده...
قالت فاطمة ذلك بحزن... تغلغت الدموع داخل عينا آسر و قال
" انتوا عملتوا فيا كده ليه ؟ ما تردوا عليا عملتوا فيا كده ليه هااا... ليه انا اشيل غلطكم انتوا ؟ ( نظر ل فاطمة ) مقت*لتنيش ليه ؟ مقت*لتنيش ليه لما كنت في بطنك ؟ ليه خلتيني اعيش ؟ مبسوطة بيا يعني ؟ مبسوطة لاني مش عارف اعيش طبيعي زي بقية الخلق؟ مفكرين انكم لما تز*وروا تاريخ قسيمة زواجكم يبقى كده عملتوا اللي عليكم بزيادة و كده غلطتكم اتصلحت ؟؟ طالما كان عندكم القدرة تتجوزوا... متجوزتوش ليه من الأول ؟
بكت فاطمة و اقتربت منه لكنه رجع للوراء
" متقربيش مني... انا مش بحبك... انتي مش امي و هو مش ابويا... كفاية تمثيل أنت و هو... كفاية تظاهر انكم بتحبوني... من و انا طفل شايف بعيني كُرهكم ليا... دايما معاذ و رغد هم المُفضلين عندكم... مش عايز تعاطف منكم و لا عايز اي حاجة منكم...
نظر له محمد بحزن لكن نظراته لهم كانت كلها غضب و كُره...
إلتفت آسر و صعد لغرفته... قبل ان يدخل مسح دموعه و اخذ نفس عميق و دخل
كانت رنا تشاهد التلفاز... رأت آسر دخل الغرفة... لكن ما حالته تلك ؟ عيناه حمراء و عروق يديه و جبهته بارزة...
' هو حصل حاجة ؟
لم يرد عليها و توجهه للحمام... سمعت صوت المفتاح و هو يغلق به الباب...
' هو اتخانق مع اهله تاني ؟ ان شاء الله لا...
وقف آسر أمام المرآة... نظر لنفسه و تذكر كلام معاذ
" شكلك نسيت انك اتولدت عن طريق الز*نا... انت ابن حر*ام يا آسر...ف انت لو نسيت نفسك انا هفكرك "
فلتت دموع آسر من عينيه... فتح الحنفية و غسل وجهه... لتختلط دموعه بالمياة و يكرر
" متعيطش... متعيطش... انت كويس... مفيش حاجة...
قفل المياه و جفف وجهه بالمنشفة... فتح الباب و خرج فوجد رنا أمامه...
' هو في حاجة حصلت ؟ شكلك مضايق...
لم يرد ف قالت
' ممكن تركن خلافاتنا على جمب و نتكلم عادي ؟
" ابعدي عني...
' حصل ايه بس؟ متعصب ليه؟
" بقولك ابعدي عني !!
قالها آسر بزعيق... ابتعدت من أمامه و قبل ان يذهب قالت
' على فكرة انا معملتش حاجة تستاهل انك تزعق فيا بالشكل ده... الغلط عليا لاني بحاول اتكلم معاك...
إلتفت لها و امسكها من يدها بقوة و قال بغضب
" ايوة انتي غلطتي لما حاولتي تتكلمي معايا... و متحاوليش تاني... انا مش بحبك ولا عايزك و انتي آخر وحدة افكر اتكلم معاها... اختصريني و متحتكيش بيا بأي شكل...
نظرت له بحزن و قالت
' سيب ايدي... انت بتو*جعني... سيب ايدي يا آسر...
لاحظ آسر نبرتها الباكية... ترك يدها و ازاح شعره للخلف و يتنفس بغضب... نظر لها ف قالت
' انا كمان مش بحبك ولا عيزاك... و مش هحاول تاني اتكلم معاك... انت بني آدم غريب و لا تُطاق بالمرة... و بتعاملني وحش دايمًا... عندك مشاكل مع اهلك فهمنا .. متحاسبنيش انا و تطلع اسوأ ما فيك فيا انا... انا مليش ذنب و متحاسبنيش على حاجة مليش ذنب فيها...
نظر لها لوهلة ف اكملت
' انا حاولت و مش قادرة اعيش معاك... أنا عايزة اطلق يا آسر...
ضحك بسخرية و قال
" و يا ترى لما نطلق... هتعرفي تكملي علاج اخوكي ؟ و لو نفترض انك عرفتي تتدبري علاجه... هتعرفي كمان تتدبري ثمن إقامته في المستشفى ؟ هتعرفي توفريله احتياجاته الشخصية ؟ مش هتعرفي تعملي كل ده... يبقى متقوليش طلقني يا آسر بقلب اوي كده... و متقلقيش انا كده كده هطلقك بس لما انا اقرر يحصل ده... لكن طالما انا مقررتش يبقى متطلبتيش الطلاق من نفسك...
سقطت دموعها و قالت
' انا غلطت لما اتذليتلك... غلطت لما وافقت اتجوزتك...
" ايوة غلطتي... لاني قولتلك قبل كده انا مش عايزك... لكن انتي وافقتي على الجواز المهبب ده يبقى تستحملي...
' وافقت عشان ياسين و بس... يارب يا آسر تتحط في نفس الضيقة اللي كنت فيها... يارب تحس بالعجز اللي كنت فيه و انا بلف ب ياسين على المستشفيات عشان يتعالج و ملقتش ولا مستشفى رضيت تقبله بسبب اني مكنش معايا فلوس...
" مش عايز اسمع قصة حياتك...
قالها آسر بلامبالاه... نظرت له رنا بإشمئزاز و قالت
' أنا بكر*هك !!
اقترب آسر جدا منها حتى لا يفصل بينهم اي مسافة... نظر لعيناها و قال و هو يبتسم بشَر
" أحب اقولك اني بكر*هك اضعاف ما بتكر*هيني... صدقيني مهما كر*هتيني... انتي بالذات كُرهي ليكي أكتر !!
ابتعد عنها و خرج... وقفت رنا في نص الغرفة تستوعب ما قاله لها الآن... سقطت دموعها بشدة
' واحد وحش و كلامه اوحش... الغلط عليا لاني سمحت لنفسي ابقى تحت ايدك...
جلست على الاريكة و ظلت تبكي...
خارجا
* آسر ممكن نتكلم شوية ؟
" بعدين يا رغد...
* هم كلمتين بس...
قالتها ثم امسكت بيده و اخذته على غرفتها و اغلقت الباب
" عيزاني في ايه ؟
عانقته و قالت
* هو غلط اني اقعد مع اخويا شوية... وحشتني... بقالي يومين مش عارفة اشوفك...
سعد آسر بوجودها... عانقها هو أيضا و قال
" كويس انك موجودة...
ابتعدت عنه و قالت
* آسر خلاص متزعلش...
" مزعلش ازاي يعني... انا وجودي في الدنيا غلط أساسا... كل ما بقول خلاص مش مهم و احاول انسى... يجي حد لازم يفكرني.. ما خلاص بقى انا عارف اني ابن حر*ام...
* لا لا متقولش كده... مهما حصل انت اخويا الكبير... انا بحبك و بفتخر بيك قدام الناس كلها لان عندي اجمل اخ في الدنيا كلها... و ده مش مجرد كلام...
ابتسم و مسد على شعرها بحنان...
" عاملة ايه في دراستك ؟
* يقطع الدراسة على اللي عايزها...
قالت ذلك بإنفعال... ضحك آسر و قال
" ايه اللي حصل ؟
* القانون المدني مش راضي يتلم و متبقي يوم واحد بس على الإمتحان...
" متبقي يوم اهو... لسه قدامك وقت...
* بجد المادة دي غتتة كده و مش عارفة ألمها...
" استهدي بالله يا سيادة المستشارة... خُدي رِست كده اتفرجي على مسلسل بتحبيه و بعد كده ابدأي برواقة...
* ماشي... انت رايح فين دلوقتي ؟ عندك مشوار ؟
" معنديش... بس مش طايق اقعد هنا...
* آسر... بطل تبقى قا*سي على رنا...
" انا مش عايزها...
* و هي كمان مش عايزاك... بس برضو مش ذنبها المشاكل اللي بينك و بين بابا و ماما... بعدين رنا دي نسمة... عمرها ما عملت مشكلة مع حد هنا ولا بنسمع صوتها و لا طلبت حاجة زيادة... بس ده مش معناه اننا ندوس عليها... بالعكس انا بحبها جدا و بعتبرها اختي... انت كمان حِبها...
ضحك آسر
" احبها !! اممم... رغد تقريبا كده المسلسلات لحست دماغك... احب مين ؟
* تحِب رنا... طب ايه رأيك هتحبها... بكتب هنا اهو... الثنائي الامور " آسر و رنا " واااو الإسم حلو بجد...
" بقولك ايه يا رغد ؟
* اها ؟
" متتفرجيش على مسلسلات تاني... روحي لمِي القانون المدني بدل ما تسقطي...
* ماااا خلاص يا آسر... دي مكنتش كلمة قولتها... طب عِندًا فيك اهو... انت و رنا هتحبوا بعض... و انا هبقى عمتو قريب...
" روحي نامي يا رغد... و اتغطي كويس...
قالها ثم خرج... ضحكت رغد و عدلت النظارة على وجهها
* عمتو رغد المنتظرة... والله هبقى عَمة قمر...
تاني يوم....
ذهب محمد القسم عند معاذ... دخل عنده في الزنزانة... ابتسم معاذ و قال
• بابا حبيبي... هتخرجني صح ؟
نظر له والده بغضب ثم صفعه على وجهه... تفاجىء معاذ
* مكنتش متخيل انك ق*ليل الادب للدرجة دي...
• عملت ايه انا ؟
* كمان بتسأل ؟! ( مسكه والده من ملابسه و اكمل بزعيق ) ازاي تقول لآسر الكلام ده في وشه !!
• اااه هو جه اشتكالك... شكله زعل جامد... بس احسن يستاهل...
* انت معندكش دم !! كل اللي عملته اتهد بسبب كلمة هو بيحاول ينساها... ازاي تقوله كده !!
• عشان دخلني السجن بنفسه...
* انت غلطت و هو عايز مصلحتك...
• مفيش اخ يسجن اخوه... كده كده اصلا عمري ما حبيته... كُرهي زاد له لما عمل اللي في دماغه و قبض عليا كأني مجر*م و قَل بيا قدام صحابي...
* يعني انت مغلطتش خاالص ؟
• لا مغلطتش... كله بيعمل كده و كله بيروح الاماكن دي... ميعملش فيها شيخ عليا...
* آسر عمره ما مسك سجارة حتى... ولا يعرف الاماكن الز*بالة دي اصلا... بقالي سنين بحاول اخليه يحبني... جيت انت خربت كل حاجة...
• خلاص عرفنا ان آسر ملاك و طيوب... خرجني من هنا يا بابا...
* آسر طلع أمر بخروجك اصلا... بس هتدفع كفالة للقسم...
• مش مهم... المهم اخرج من المكان المعفن ده...
اقترب منه والده و أشار له بإصبعه بتحذير
* تعرف لو رئيس آسر وصله كلمة من اللي قولته ده... في اللحظة دي هتلاقيني انا بنفسي في وشك... هتبقى لا ابني ولا اعرفك... و هوقف الڤيزا بتاعتك و اطردك بره الشركة... هتبقى على الحديدة يعني و ابقى وريني هتصرف على نفسك ازاي....
• لا خلاص مش هقول حاجة والله....
* تعالى معايا نكمل إجراءات الخروج...
• ماشي...
ثاني يوم
في القصر... كانت رنا جالسة على ركبتيها على الأرض في الحديقة... ترتدي قفازين بلاستيك... و تزرع الورد في الأرض و تسقيهم... و في نفس الوقت آسر يقف في شرفة القصر يشرب قهوته ينظر لها...
من خلال الفترة التي عاشها معها لاحظ حُبها الشديد للورود...
' بس كده اثبتت في التربة كويس...
شمَّتهم بحب: حلوين اوي.
- "صح حلوين فعلا
.نظرت خلفها فوجدت آسر واقف يضع يداه داخل جيوبه... لم تهتم و ظلت تلمس الورود بيداها... جلس آسر على ركبتيه بجانبها...
" بتحبي الورد ؟
' انا فاكرة كويس انك قولت اختصريني... بتكلمني ليه دلوقتي ؟
" انا بسأل سؤال مش أكتر...
' متسألش احسن...
" شايفك بتقلدي طريقة كلامي؟
' عشان تعرف انها مزعجة و بتضايق...
نظر لها بتعجب ف اكملت ' بعدين انت جاي هنا ليه ؟
كان سيرد لكن قاطعته و قالت
' اه نسيت اني مش حقي اعمل حاجة هنا ولا اقعد في الجنينة لاني مجرد شحاتة بتتذل لحضرتك عشان علاج اخوها... انا مين عشان اقعد في الجنينة اشم شوية هواء ؟ انا اتعديت حدودي بزيادة... معلش آسفة... هرجع للاوضة احبس نفسي فيها...زي العادة
انهت جملتها و نهضت... ذهبت للداخل... هنا أدرك آسر ان كلامه معها امس أثر عليها كثيرا...
* بقالي ساعة برن الجرس...
• كنت نايمة... ادخل...
دخل معاذ البيت و اقفلت ريناد الباب...
• تشرب ايه ؟
* مش عايز...بعد اللي عمله آسر ده هيجيلي نفس اشرب يعني؟
• اه... بس هو حذرك من الأول... كان مفروض تسمع كلامه...
* انتي بتقولي كده عشان بتحبيه... اتحجبي بالمرة طالما بتحبيه كده...
• ملهوش لازمة كلامك ده... خلاص انا فقدت الأمل ان آسر يحبني...
* ايه ده ؟ انتي استسلمتي ؟
• يعني اعمل ايه يعني... مش راضي يبصلي بأي شكل...
* مش عارفة عاجبك في ايه أساسًا...
• تعرف مراته محظوظة بيه أوي... يعني آسر أمين اوي و مش بيخو*ن... عملت اكونت فيك... اكونت اي حد يشوفه يقول مستحيل ده يكون فيك... دخلت كلمته منه و قعدت اشده للكلام... عملي بلوك... و دي حاجة حلوة اوي... يعني لو آسر كان جوزي انا... مستحيل يخو*ني... بس خلاص اهو متجوز... هعمل ايه يعني...
* هو مش بيخو*ن بس مراته تخو*نه...
• يلهوي... هي رنا بتخو*ن آسر ؟؟
* لا طبعا... دي طيبة لابعد حد... مرة لقيتها بتلعب المزرعة السعيدة على تليفونها... ساعات بحسها طفلة بسبب طيبتها
• اومال ايه قصدك بقولك ان هي تخو*نه ؟
* احنا نخليها تخو*نه... مسرحية يعني... طبعا آسر لما يعرف هينهار و عُقده النفسية تزداد أكتر للأسوأ... ف انتي تدخلي و تبقي معاه... ساعتها هيحبك جدا...
• و هي رنا ايه ذنبها ؟
* مذنبهاش حاجة... انا عايز او*جعه هو عن طريقها هي... هاا قولتي ايه ؟
• لا مش موافقة... يعني رنا اخوها مريض... لو ده حصل آسر هيتخلى عن علاجه و الطفل هيمو*ت... و غير كده رنا معملتش حاجة وحشة ليا عشان اطلعها خا*ينة قدام الكل... بالعكس دي بتعاملني كويس جدا...
* كده آسر عمره ما هيبقى ليكي... بس براحتك يا ريناد...
تشوش تفكير ريناد بكلامه هذا... لكن نفضت تلك الفكرة بعيدًا...
في الليل الساعة 2....
كانت رنا نائمة... تتقلب على السرير كل دقيقتين... لم تستطع النوم....
' اوووف... خلاص بقى نامي يا رنا... مكنش يعني خمسة عشرين سبعين كلمة وحشة قالهم ليكي!! ما هو دايما كده ايه الجديد؟
اوووف منه لله... كلامه الغتت ده مش راضي يخرج من دماغي و مش عارفة اتخمد بسببه... و انا قال هتكلم معاه و ابقى صديقته... والله خسارة اصبح عليه حتى... واحد نطع...
دخل آسر الغرفة... اغمضت رنا عيناها في الحال... نظر لها آسر وجدها نائمة... خلع البلوڤر و نظر لظهره في المرآة و قال
" والله لدفعكم ثمن ظهري اللي تشو*ه بسببكم يا ولاد الگلب!
تعجبت رنا بعد سماع هذا و قالت في سرها
' هو في حد عَذبه ؟ معقول يكون وقع تحت ايدهم؟؟ عشان كده غاب شهر عن البيت ! شكله حوار كبير.
دخل آسر استحم و وضع المرهم على ظهره... خرج اخد وسادة من جانب رنا... وضعها على الاريكة و استلقى على بطنه...
بعد دقائق اعتدلت رنا و نهضت من السرير... نظرت إليه... الجر*وح التي بظهره كثيرة و منظرها صعب... فكيف يشعر الآن ؟ مشت رنا على طراطيف أصابعها حتى لا تصدر صوتًا يُوقظه...
" مش لازم تمشي زي الخنفسة كده... امشي عادي... انا لسة صاحي...
وقفت رنا مكانها بعد سماع صوته... لكن كيف... عيناه مُغلقتان امامها !
'صاحي ؟
" لا بلعب في الحلم ضد كريستيانو... غلبته بهدفين و داخلين على ضربة جزاء دلوقتي...
ضحكت رنا ثم اختفت ضحكتها في الحال و قالت بجمود
' متهزرش معايا...
" انتي اللي بتهزري... يعني بتكلم اهو و بوقي بيتحرك قدامك و ابقى نايم ازاي ؟!
' اوماال مش مفتح عيونك ليه ؟
" يمكن عشان انتي لابسة بادي كات و هتتكسفي لو شفتك !!
..
نظرت رنا لنفسها... اللعنة كيف نسيت ان ترتدي الجاكت... سحبت الجاكت و ارتدته بسرعة...
' خلاص فتح عيونك ( اخفضت نبرة صوتها جدا و اكملت ) عامل فيها مؤدب يعني... ما اكيد الساعات و الأيام اللي بتغيبها دي بتروح للتانية...
" لا يا رنا مفيش تانية...
تفاجئت رنا... كيف سمعها ؟! فتح عينيه و قال
" ما انا لو متجوز... مش هخاف منك يعني و هجيبهالك هنا... اروحلها أنا ليه ؟
' انت سمعتني ازاي ؟
" محدش قالك قبل كده ان سمعي قوي ؟ بعدين صوتك واضح اصلا...
احست بالاحراج و قالت
' خلاص تمام... نام انت... كده كده مش بنكلم بعض اصلا عشان تفضل صاحي...
قالت بهمس: و انا اللي كنت حابة اتكلم معاك
إلتفت لتعود للسرير ....فأجاب" حابة نتكلم عن ايه بالضبط ؟
ابتسمت رنا و اخذت وسادة... وضعتها على الأرض بجانب الاريكة... نظرت له و قالت
' عايزة اعرف اللي حصل في آخر مُهمة روحتها...
" دي معلومات سرية مش بتخرج بره المنظمة...
' طيب على الأقل اعرف... اتصابت في ظهرك كده ازاي ؟
" هقولك بس من غير تفاصيل واضحة...
' ماشي... يلا اتكلم...
تعجب آسر من إصرارها ذلك... تنهد و قال
" كنت رايح انا و فريقي الإمارات... نقبض على شخص مستخبي هناك بشخصية مزيفة... روحنا و عرفنا مكانه و حصل اشتباك... نتيجته اني اتاخدت رهينة عنده... طبعا هو عمل الواجب معايا بزيادة زي ما انتي شايفة كده... زعلان مني كل ده عشان ايه؟ أثناء الاشتباك قطعتله ايده... زي ما انتي شايفة هو عمل فيا كده ردًا لايده اللي اتقطعت.
بهَت لون رنا بعد سماع هذا و قالت
' قطعت ايده ؟
" كان نفسي اقطع رقبته... بس للاسف تصويبي مكنش صح...
' انت بتقول ايه !
" مش انتي اللي عايزة تعرفي ؟
' بعد اللي قولته ده حاسة اني جوه فيلم رعب...
" يعني انتي مفكرة اني بروح مُهمات ألعب فيها ببجي ؟ بعدين آخر مُهمة روحتها دي من اسهل المُهمات... لولا انه عرف يقبض عليا كان زمان رقبته تحت رجلي...
' هو هرب ؟
" للأسف اه... بس هعرف اجيبه تاني... غبت شهر لاني اول ما عرفت أفلت منه... مكنتش كويس ولا قادر اقف على رجلي حتى...
قعدت أسبوعين في المستشفى... و لما عرفت اقوم جيت هنا...
' ليه مقولتش لأي حد فينا ؟
" مبحبش استعطاف من حد... و لا اظهر ضعيف قدام اي حد...
و ياريت الكلام ده يفضل ما بينا احنا الاتنين بس...
' ماشي.... مش هقول حاجة لحد...
نظرت له ثم وضعت يدها على ذقنه و قالت
' حاسس بأ*لم ؟
تفاجئ آسر من يدها الموضوعة على ذقنه... نظر لها في عيناها و قال
" بطلت احس من زمان...
' ازاي ؟
" دي مش اول مرة اتصاب فيها... تقدري تقولي اني اتعودت...
' شغلك ده صعب فعلا... و خطر عليك
نظر ليدها... لاحظت و ابعدت يدها عنه...
' هتفضل مستمر في كده لغاية امتى ؟
" لغاية ما استشهد...
' ليه ؟
" وجودي في الدنيا غلط اساسا.. خليني امو*ت و انا بعمل حاجة كويسة...
' ازاي وجودك في الدنيا غلط ؟
" مش ملاحظة اننا رغينا كتير ؟ ( قفل نور الاباجورة ) نامي...
' ايه البرود ده ؟!
" بتقولي حاجة ؟
' لا مش بقول... هو انا اتكلمت !!!
" اه اتكلمتي...
' بيتهيألك...
ذهبت للسرير نامت عليه... نظر لها آسر و هي تعطيه ظهرها و ابتسم... قالت رنا في سرها
' يعني آسر قطعله ايده و هو اخده رهينه عنده و عمل فيه كل ده... و آسر قاعد عادي جدا !! و انا لما صباعي اتلسع في حلة الرز قعدت يومين ابكي عليه !! يلهوي انا مش مصدقة... بحاول استوعب بس مش مصدقة برضو...
تاني يوم....
' هتفطر معانا ؟
" لا...
' ليه ؟
نظر لها بحدة فتذكرت والداه
' اه خلاص افتكرت... اجبلك الفطار هنا ؟
" لا... كده كده هخرج دلوقتي...
' رايح فين ؟
" بتسألي ليه ؟
' عادي...
" لا مش عادي... و لا انتي بدأتي تتقمسي دور الزوجة المُهتمة ؟
' لا طبعا... انت فهمتني غلط خالص... بسأل عادي...
" متسأليش...
' ليه ؟
اقترب منها و قال
" هو انتي نمتي في حضني قبل كده ؟
' ايه علاقة سؤالي بسؤالك ده ؟
" ردي بس...
' لا منمتش في حضنك قبل كده يا آسر باشا...
" يبقى اخرجي بره دور الزوجة ده لانه مش لايق عليكي...
' استغفر الله العظيم... ما تقول و انتي مالك و خلاص... لازم يعني اللفة دي.؟؟
" حبيت اوصلك ردي بطريقة كريتيڤ أكتر...
نظرت له بضيق و خرجت...
ضحك آسر و اكمل إرتداء ملابسه و خرج... وجدهم مجتمعين على السفرة جميعًا... نظرت له والدته على أمل انه يأتي و يجلس معهم لكن تفاداهم و ذهب..
.
في المستشفى
" البطل عامل ايه ؟
* عمو آسر !!
قالها ياسين بتفاجىء... عانقه آسر و ربت على ضهره... ابتعد عنه و قال
" ايه الأخبار ؟
* انا تمام اوي... فين رنا ؟
" انا جيتلك من وراها...
* ليه ؟
" عايز اسألك كام سؤال كده...
* اتفضل...
جلس آسر بجانبه و قال بصوت منخفض
" اختك امبارح ضر*بتني...
* رنا ضر*بتك !!
" ايوة... تخيل ليه؟
* ليه ؟
" عشان نسيت اجيب شيبسي بالطماطم.. و جبته بالجبنة... راحت المفترية ضر*باني.
* شوف الوحشة... والله لوريها... فين التليفون؟
" لا لا متتصلش ..اصلك لو اتصلت هتضر*بني تاني.
* طب هساعدك ازاي ؟
" بس أنا باعترف اني غلطت.... كله إلا الشيبسي بالطماطم... انا عايز اصالحها و عايزك تساعدني أعرف ايه الحاجات اللي بتحبها ؟
* اممم... بتحب الشيبسي طماطم... و الفراخ و البطاطس المحمرة و ...
" سيبك من الأكل... قصدي بتحب ايه ك هدايا ؟
* بتحب الكتب و السلاسل... بيني و بينك كده يا عمو... مرة اسمعتها بتقول انها محتاجة لاب توب...
" اشمعنا لاب توب ؟
* عايزة تشتغل عليه... رنا معاها لغة ألمانية ف كانت عايزاه هتشتغل عليه مترجمة...
" اه فهمت... طب بُص انا هروح اغسل ايدي في الحمام و اجيلك تاني نفطر سوا...
* اوك يا عمو...
خرج آسر و توجه للحمام... فتح الحنفية يديه و وجهه... نظر لنفسه في المرآة و قال
" اول مرة اعرف انها محتاجة لاب توب... اول مرة كمان اعرف انها معاها ألماني و تقدر تشتغل مترجمة... غريبة مطلبتش مني اجبهولها ! حتى تليفونها قديم اوي و شاشته مكسورة و مع كدة مطلبتش مني اجبلها واحد جديد ! عمرها ما طلبت مني حاجة اصلا ! معقولة مش عايزة حاجة لنفسها عشان علاج ياسين ؟
في تلك اللحظة تذكر كلامها حين تزوجا :
" انا مستعدة اعمل اي حاجة ف سيبل ان اخويا يعيش... مش هقعد ايديا متكتفة و اتفرج عليه و هو بيتأ*لم و يمو*ت قدامي... مش عايزة حاجة لنفسي... المهم ياسين يخف "
تنهد آسر... مد يده ليأخذ منديل يجفف به يديه لكن العلبة فارغة...
" بيحطوا فين المناديل ؟
ظل آسر ينظر يمينًا و يسارًا فلفت انتباه درج صغير... فتحه و عيناه اتسعت عندما وجد قُنبلة بداخله !!
يتبع ..
لا افهمك
بارت 4
تنهد آسر... و مد يده ليأخذ منديل يجفف به يديه لكن العلبة فارغة...
" بيحطوا فين المناديل ؟
ظل آسر ينظر يمينًا و يسارًا فلفت انتباه درج صغير... فتحه و عيناه اتسعت عندما وجد قُنبلة بداخله !!
رجع آسر للوراء بخوف... اخرج اللاسلكي من بنطاله و قال
" نداء للدائرة م.ج... لقيت قُنبلة في مستشفى سر*طان الأطفال الغربية... عايز خبير متفج"رات هنا بسرعة... قدامنا عشر دقايق بس...
تفاجىء خالد و أشار للفريق بأن يتحرك
* آسر اعمل إخلاء للمستشفى بسرعة...
" المستشفى فيها 300 اوضة... يعني بالدكاترة و الممرضين يطلعوا 400 واحد... هخرجهم ازاي كلهم... ؟
* طب اهدى و اوعى تعمل حاجة لغاية ما يجي خبير المتفجرات...
" تمام...
اغلق آسر اللاسلكي... مسح وجهه بيده... خرج و اخبر آمن المستشفى بوجود القُنبلة...
كانت رنا جالسة في غرفتها تشاهد مُسلسلها المفضل فجأة قطع المسلسل و جاءت الاخبار
- ننقل لكم الآن خبرًا عاجلاً في غاية الخطورة... تم الآن العثور على قنبلة موقوتة في مستشفى سرطان الأطفال الغربية... الشرطة حاصرت المستشفى و يتم الآن فَك تلك القنبلة...
نزل الخبر كصاعقة على رنا... نزلت دمعة من عيناها و قالت
' ياسين !!
بسرعة ركضت اخذت عبائتها و طرحتها و نزلت... قابلتها رغد على السلم و قال
* في ايه يا رنا ؟ بتجري ليه ؟
لم ترد عليها و اكملت طريقها... خرج معاذ من غرفته و قال
* بيقولوا لقيوا قنبلة في مستشفى سرطان الأطفال الغربية...
* دي نفس المستشفى اللي فيها ياسين !!
اومأ لها... ركضت رغد و اخبرت والداها...
بعد دقيقتين وصل خبير المتفج"رات و بحذر بدأ في فَك القُنبلة... آسر يقف بجانبه و قلقه يزيد... ياسين هنا في المستشفى... لو انفجرت هيمو*ت هو و كل الاطفال اللي هنا...
" باقي اد ايه وقت و تفكها ؟
* لسه يا آسر باشا...
تنهد آسر بضيق... بعد دقيقتين اخرى... قطع خبير المتفج"رات السلك الأسود... اغلق عداد الوقت... تنهد آسر براحة و قال
" اخيييرا...
لم تكمل فرحته عندما اشتغل عداد وقت القُنبلة مجددا... تفاجئ آسر و قال
" العداد اشتغل تاني ازاي ؟!
* مش عارف... شكلها من نوع القنابل اللي مش بتتوقف غير عن طريق الريموت... كل الاسلاك دي ملهاش لازمة و اتحطت عشان نضيع وقت في فكها...
" جاي تكتشف ده دلوقتي !! محسوبين علينا مهندسين على الفاضي !!
أزاح آسر شعره للخلف و توتره زاد و راح يفكر مع نفسه
" اروح اخد ياسين بسرعة من اوضته و اخرجه من هنا ؟ لا ازاي... و بقية الاطفال اسيبهم يمو*توا !!
مسح وجهه بيده و اخذ نفسًا عميقًا... متبقي 4 دقائق و 30 ثانية... امسك آسر القنبلة و خرج بها من الباب الخلفي...
* يا آسر باشا !!
اخرج اللاسلكي و قال
* نداء للدائرة م.ج... خالد باشا... آسر اخد القنبلة و مشي بيها !
• انت بتقول ايه !!
* زي ما سمعت... كلمه بسرعة... كلها دقايق و هتنفجر فيه...
اغلق خالد اللاسلكي و ضرب يده على المكتب بغضب
• يا آسر قولتلك بلاش تهور... هتمو*ت نفسك على كده...
وصلت رنا المستشفى و جاءت تدخل اوقفها الأمن
* ممنوع الدخول...
' ارجوك خليني ادخل... اخويا هنا... سيبني اروحله...
* معلش يا مدام... دي أوامر...
بعدت رنا عن الباب و امسكت رأسها بكلتا يداها
' ياسين لا... ياسين مش هيمو*ت...
نظرت للعسكري الذي يقف بجانبها... جزت على أسنانها بغضب و بحركة سريعة سحبت المسد*س من بنطاله... وجهت المسد*س عليهم و قالت
' دخلوني المستشفى دي... اخد اخويا و امشي... لو مدخلتونيش هقت*لكم كلكم !!
* اهدي يا مدام و نزلي المسد*س ده...
' مش هنزل حاجة... لو مدخلتنيش هقت*لك... انا عايزة اخويا يخرج من هنا حالاً !!
في تلك اللحظة جاء خالد... نزل من السيارة... سمع صوت بنت تصرخ و الأمن أمام الباب ملتفين حولها... اقترب منهم
* في ايه ؟ لقيتوا آسر ؟
• لا ملهوش أثر هنا... خالد باشا... الست دي عايزة تدخل المستشفى...
تفاجىء خالد عندما رآها... انها زوجة آسر...
' مش هعمل حاجة بس خلوني ادخل اخد اخويا من هنا...
• مينفعش حد يدخل... في قنبلة جوه...
' ارجوكم خلوني ادخل...( نظرت للاعلى و علت صوتها ) ياسين... مش هسيبك يا حبيبي...هاجي اخدك... سااااامعني !!!
* خلوها تدخل...
قال ذلك خالد... نظرت له و ابتسمت وسط دموعها... افسحوا و دخلت... ركضت على السلالم حتى وصلت للطابق المطلوب... ركضت الممر كله و دخلت غرفته...
* رنا !!
عانقته بقوة
* بتعيطي ليه ؟
' مش مهم... ياسين... احنا هنمشي من هنا... بسرعة...
قالتها ثم بدأت في فك الاجهزة الطبية التي عليه... حملته بين يداها و ركضت به للخارج و وضعته في السيارة
* طب استني... فين عمو آسر ؟
' معرفش... احنا لازم نخرج من هنا...
* عمو آسر كان هنا من شوية...
وقفت رنا و قالت
' انت بتقول ايه ؟
* جه من شوية هنا... هو قالي هغسل ايدي و اجي افطر معاك... اكيد هو هنا...
نظرت له بشدة مما يقوله ثم سمعت صوت انفجار كبير احدث الكثير من الدخان... لكن الانفجار لم يكن في المستشفى... بل كان بعيدا عنها... اتسعت عيناها و وضعت يدها على فمها و قالت و هي تبكي ' آسر !!
نظر خالد الى الدخان... اتصل عليه من هاتفه العادي
* الرقم الذي تطلبه غير متاح حاليًا *
مسك اللاسلكي و قال
* آسر... رد عليا يا آسر... يا آسر...
لم يعطيه إشارة...
* اوعى تكون عملتها يا آسر... يارب لا... !!!!
مسح خالد وجهه بيده بتعب... ثم نظر للجنود و قال
* اتحركوا ناحية الانفجار اللي حصل هناك... اعرفوا اللي حصل و هل في ضحايا ولا لا... مترجعوش غير و آسر في ايدكم....
• اوامرك يا باشا...
رنا واقفة في مكانها لا تستطيع التحرك و تنظر للدخان و دموعها تزداد أكتر... شد ياسين طرف عبائتها و قال
* بتعيطي ليه يا رنا ؟ و ايه الدخان ده ؟
لم تستطع الرد عليه... و ظلت تنظر للدخان
جاءت سيارة وقفت امام المستشفى... نزل منها معاذ و رغد و والدا آسر... و جدوا رنا واقفة في منتصف الطريق ولا تتحرك من مكانها...
تقدمت منها رغد و قالت
* رنا ايه اللي حصل ؟ بتعيطي ليه ؟
نظرت رغد على الدخان المنتشر في السماء و قالت
* هي القنبلة انفجرت ؟
اومأت رنا لها ف قالت رغد
* الحمد لله ان هي انفجرت بعيد عن المستشفى...
' آسر كان هنا من شوية... آسر مش موجود... رئيسه بيدور عليه...
احتمال آسر يكون هو اللي خرج القنبلة من المستشفى...
- بتقولي ايه؟! قصدك ان القنبلة اللي انفجرت هناك دي انفجرت في ابني !!
قالتها فاطمة بصدمة و هي تبكي... قالت رغد و هي تهدأها
* اكيد لا... آسر كويس...
قال معاذ
* انتي شوفتي آسر ؟
' لا مشوفتهوش... ياسين قالي انه كان هنا جوه المستشفى...
• ابني !!
قالها محمد بقلق و فقد توازنه لكن اسنده معاذ
• فين آسر يا معاذ !!
* لسه منعرفش حاجة عنه... اكيد آسر كويس...
* رنا هم بيعطوا ليه ؟ ايه اللي حصل لعمو آسر ؟
نزلت رنا لمستواه و قالت
' مفيش حاجة... عمو آسر كويس و هيجي دلوقتي... مينفعش انت تقعد في الشارع كده... تروح البيت تقعد مع الدادة شوية... هجيب عمو آسر معايا و اجيلك...
اومأ لها... طلبت رنا من السائق ان يأخذ أخاها للقصر... ركب ياسين السيارة و ذهب...
نظرت رنا للدخان الأسود المنتشر... وضعت يدها على قلبها و قالت في سرها
' هترجع يا آسر انا متأكدة...
من الجانب الآخر... كان آسر مسطحًا على الأرض... كتفه مجر*وح بشكل بالغ و ينز*ف بشدة... كان يأخذ شهيقًا و زفيرًا متتاليًا حتى لا يفقد وعيه بسرعة و صدره يعلو و يهبط... امسك كتفه بيده الثانية محاولاً السيطرة على دمه الذي ينهمر على الأرض... نظر بجانبه فرأى جهاز اللاسلكي على بُعد مسافةٍ منه... ظل يزحف إليه لكن طاقته المتبقية استنزفت للاخر و فقد وعيه في الحال...
وصلت عربات القوات المسلحة الى مكان الانفحار و معهم خالد...
نزل خالد من السيارة و قال
* آسر يطلع من هنا انتوا فاهمين ؟! و اطفوا النار دي...
اومأوا له و اطفأوا النار و بدأوا بالبحث عنه...
* روحت فين يا آسر بس... قولتلك اوعى تتهور... برضو عملت اللي في دماغك...
بعد ساعة من البحث... جاء أحد من الجنود و قال
• خالد باشا... لقينا آسر وراء السور... فاقد وعيه و مجر*وح في كتفه...
* هاتوا الاسعاف بسرعة !!
اومأ له و بعد دقائق جاءت الاسعاف... وضعوا آسر على السرير و اخذوه... تنهد خالد براحة... رن هاتفه و كان محمد... رد عليه و قال
* متقلقش... الحمد لله لقينا آسر عايش... بس نقلناه على المستشفى لانه اتصا*ب. إصابة بالغة .. هبعتلك العنوان في رسالة...
اغلق خالد معه و أرسل له مكان المستشفى...
* الحمد لله آسر عايش...
قال ذلك محمد موجهًا كلامه إليهم... نظروا إليه بفرح ثم قال
* اتنقل على المستشفى لانه اتجر*ح. جرح خطير.. يلا نروحله...
اومأوا له و ذهبوا جميعًا...
في المستشفى....
وصلت سيارة الاسعاف... نقلوا آسر لداخل المستشفى...
بعد دقائق وصل والدا آسر و معاذ و رغد و رنا... لكن لم يسمحوا لهم بالدخول للغرفة التي بها آسر... و بعد ساعة خرج الدكتور
* يا دكتور... آسر كويس صح ؟
* اصيب بإصابة بالغة في كتفه و عنده ڪ.سر في ايده و نزف كتير... وقفنا النزيف بس لازم نعوضه حتى بـ 50% من الدم اللي فقده... هروح اشوف فصيلة دم موجودة في بنك الدم ولا لا...
تركهم الطبيب و ذهب... جلس محمد على الكرسي و قال بحزن
* ياريتها جات فيا ولا جات فيك انت... يارب قومه بالسلامة...
بعد دقائق رجع الطبيب عليه و ملامح وجهه ليست جيدة... اقتربوا جميعًا منه و قال محمد
* هاا يا دكتور... لقيت دم بديل ؟
* للأسف فصيلة دمه مش موجودة في بنك الدم... محتاجين متبرع ضروري...
عاد الطبيب لغرفة العمليات... قالت فاطمة
• هو آسر فصيلة دمه ايه ؟
ردت رغد و قالت
* فصيلته او سالب...
رد معاذ
* للأسف انا او موجب...
رغد * و انا كمان...
محمد * اووف انا A موجب...
قال ذلك محمد بحزن... استقر الحزن عليهم جميعًا... من اين سيأتون بمتبرع في أقل وقت ممكن... قالت رنا
' انا فصيلة دمي او سالب... انا هتبرعله...
نظروا إليها و قالت فاطمة
* بجد يا رنا هتعملي كده ؟
اومأت لها ف عانقتها فاطمة و قالت
* الحمد لله انك موجودة... والله مش هنسالك الجميل ده لطول عمري...
' ده واجبي... في النهاية آسر جوزي... المهم عشان منضيعش وقت... اروح فين عشان اتبرع بالدم ؟
* انا اعرف... تعالي معايا يا رنا...
قال ذلك معاذ... اومأت له و ذهبت خلفه... نزلوا للطابق الارضي... دخلت رنا الغرفة و جائت الممرضة
* بتعاني من اي مرض ؟ ضغط او سكر او الكبد...
' لا... انا تمام... سحبت الممرضة الدم منها ...
* ابقي كُلي كويس عشان تعوضي الدم اللي اخدناه...
' ماشي...
قامت رنا و ذهبت مع معاذ... ركبوا الاسانسير... كانت رنا تنظر امامها و صامتة... قال معاذ
* بتحبيه...
' افندم ؟
* بتحبي آسر ؟
' ليه السؤال ؟
* شايفك قلقانة عليه... و دلوقتي اتبرعتي بدمك عشانه...
' اي وحدة مكاني هتعمل كده...
* مش اي وحدة تعمل كده غير لو بتحبه... بتحبه اوي كمان...
' تقصد ايه يا معاذ ؟
* قصدي لو بدأتي تحبي آسر... ابعدي منه بسرعة...
' ليه ؟
اقترب منها و همس في اذنها
* عشان آسر مريض نفسي... هيخليكي مريضة زيه...
' انت بتقول ايه ؟؟
* بقولك الحقيقة اللي كله مخبيها عنك... و عشان يبقى ضميري مرتاح قولتلك اهو... ابقي خلي بالك على نفسك...
فُتح باب الاسانسير... خرج معاذ... ظلت رنا واقفة في مكانها تستوعب ما قاله لها الآن...
* فين رنا ؟
قالت ذلك رغد بتساؤل... قبل ان يرد معاذ جاءت رنا
' انا هنا...
إلتفت لها رنا و عانقها
* شكرا جدا ليكي... آسر هيبقى كويس بفضلك انتي...
ابتسمت لها رنا و جلسوا... ذهب معاذ و بعد دقائق جاء و معه سندويتشات و عصائر... مرر ل رنا سندويتش... نظرت بريبة و اخذته منه و بدأت في أكله... رن هاتفها و كانت الدادة وفاء...
ردت عليها و قالت
' في حاجة يا دادة ؟ ياسين حصله حاجة ؟
* لا ياسين كويس... هو طلب مني اتصل عليكي... قلقان عليكي انتي و أستاذ آسر... خديه كلميه...
' نعم يا ياسين يا حبيبي ؟
* في الأخبار على التليفزيون بيقولوا انهم لقيوا عمو آسر مجرو*ح... صح الكلام ده يا رنا ؟
' اه صح... بس هو كويس دلوقتي...
* بجد ؟ طب اديه التليفون عشان اكلمه...
' لا مينفعش...
* ليه ؟
' هو نايم دلوقتي... لما يصحى هخليه يكلمك... المهم انت خلي بالك على نفسك و كُل كويس...
* حاضر...
' يلا سلام يا روحي...
اغلقت رنا الهاتف... جاءت ريناد و قالت بقلق
* آسر كويس ؟
معاذ* اهدي يا ريناد... آسر كويس بس هو في العناية و ممنوع حد يدخله...
* المهم انه كويس... الحمد لله...
جلست ريناد بجانب رنا...
قالت رنا ' تاخدي سندويتش ؟
نظرت لها ريناد بإستغراب
* ماشي...
اعطتها رنا سندويتش... نظر معاذ ل رنا و قال في سره بسخرية
* طيبة بزيادة... صديق اليوم سيتحول إلى عدو غدًا...
تاني يوم....
خرج آسر من العناية و تم نقله إلى احد الغرف في المستشفى...
* صحته اتحسنت عن امبارح بكتير خصوصًا بعد تعويضه بالدم اللي فقده... ساعتين بالكتير و هيفوق...
* تمام... شكرا يا دكتور...
خرج الطبيب... جلست فاطمة بجانبه... نزلت دموعها عندما رأته هكذا... رأسه مربوطة بقماش طبي و كذلك يده... قَبلت جبينه و لمست على خده
* الف سلامة عليك يا حبيبي... ربنا ياخد اللي عمل كده... الحمد لله ربنا سترها...
* الحمد لله...
كانت ريناد عيناها على رنا... تنظر لملابسها المحتشمة ثم تنظر لنفسها و قالت في سرها
* هو آسر بيحبها عشان بتلبس واسع ؟ ولا بيحبها عشان شكلها حلو و مش بتحط ميكب ؟ ولا عشان مش بتعمل مشاكل مع حد و هادية... مسمعتش انهم اتخانقوا قبل كده... ده معناه ان هي مريحاه و بتسمع كلامه... عشان كده بيحبها... يعني مستحيل يحبني...
بعد مرور 3 ساعات... رجع آسر لوعيه... تحرك بأ*لم و فتح عينيه... وجدهم هم ال 6 ملفتين حول السرير ينظرون إليه
" بسم الله الرحمن الرحيم... انا بتحاسب ولا ايه...
ضحكوا جميعًا... حاول آسر في النهوض... وضعت رغد المخدة خلفه و اسند ضهره عليها...
• اخيرا صحيت يا ابني...
اقتربت فاطمة لتعانقه لكنه قال
" متقربيش...
وقفت و تغلغت الدموع في عيناها و قالت
• آسر... انا خوفت عليك بجد...
لم ينظر لها و ظل صامتًا...
قال محمد
* قلبنا اتقطع من الخوف عليك... ارجوك متتعاملش معانا كده
لم يرد عليه و وقعت عيناه على معاذ...
" كمان ليك عين تيجي هنا !! امشي اطلع بره...
قالها آسر بإنفعال عليه
* انا غلطان لاني خوفت عليك و...
طُرق الباب و دخل الطيب هو و الممرضة... صمت معاذ و نظر لآسر بغضب... ركبت الممرضة محلولاً جديدا لآسر...
* حاسس بأي ألم في ايدك... كتفك...
" لا انا كويس... بس رأسي مصدعة شوية...
* شكلك اتخبطت فيها جامد... على العموم متقلقش... تاخد حباية صداع و هيروح... و تاخد كمان الأدوية اللي هكتبها... بعد اسبوعين تغير جبس ايدك... هو ك.ـسر بسيط بس لازم يتجبس برضو... رأسك مجر*وحة من وراء كمان... القماش الطبي اللي على رأسك يتغير كل يوم بالليل...
" تمام...
* سمعت انك ضابط في المنظمة الوطنية...
" ايوة صح... انا شغال هناك...
* نشكرك على التضحية اللي قدمتها عشان تنقذ الاطفال اللي كانوا هيمو*توا من وراء القنبلة دي... بس للأسف لازم ترتاح في البيت كويس... فبلاش شغل خاالص الأيام دي... خد إجازة...
" ماشي هشوف...
* اهي ورقة بكل الأدوية اللي هتحتاجها... ( وضع الورقة على الطاولة ) خلي بالك على نفسك...
" شكرا يا دكتور...
خرج الطبيب هو و الممرضة... امسكت رنا الورقة التي مكتوب فيها الأدوية و خرجت لتشتريهم... تفادى آسر نظرات اهله له... نظر للجانب الآخر و قال
" اخرجوا بره كلكم... ما عدا رغد...
تفاجئوا من كلامه... خرج معاذ و هو يلعن آسر في سره و تبعته ريناد...
" قولت اخرجوا انتوا كمان...
* ليه ؟
" مش عايز اشوفكم... وصلت ولا اوضح أكتر ؟
كان محمد سيرد لكن فاطمة امسكت يده و أشارت له بعيناها ان يخرجوا كمان يقول... خرجوا... جلست رغد بجانب آسر و ظلت تنظر له
" لو سمحتي متتكلميش معايا في حوارهم و تقوليلي ليه طلبت منهم يخرجوا ليه و كانوا قلقانين و العبط ده
* مكنتش هتكلم في كده اصلا... مبحبش اضغط عليك... المهم انت كويس ؟
" اه تمام...
* عايزة اقولك حاجة مهمة اوي...
" قولي...
* رنا مراتك...
" مالها ؟
* بتعشقك...
" اممم... مش انا قولتلك امبارح بطلي تتفرجي على مسلسلات ؟
* انا بتكلم بجد... اصل انت مشوفتهاش بدري... كانت هتقطع نفسها من العياط عليك... ده حتى كمان اتبرعتلك بجزء كيير من دمها لانك نزفت كتير...
تعجب كثيرا مما سمعه منها...
" انتي بتقولي الحقيقة ؟
* اها... حتى اهي جريت تجبلك الأدوية...
نظر لها لوهلة و صمت... أشارت رغد بيدها لعروق آسر
* كده دمها بيجري جواك... يعني هي تبقى مراتك و شريكة حياتك كمان بقى بينكم صلة دم... حاجة آخر كريتيڤ زي ما بتقول..
ابتسم آسر ابتسامة خفيفة... نظر ل رغد و قال
" هي فين ؟
* مين ؟
" مراتي... قصدي رنا... رنا فين ؟
ابتسمت رغد و قالت بهمس : مراتك ! يبقى السنارة ابتدت تغمز
' بتقولي ايه !!
* ااممم بقول نزلت للصيدلية تشتري أدويتك... كام دقيقة كده و هتيجي...
طُرق الباب ف قالت رغد
* عدت الدقايق... اهي جات...
فتحت رغد الباب... دخلت رنا وضعت كيس الأدوية على الطاولة... قالت رغد بمكر
* يلهوي يا بطني...
رنا بخوف ' مالك ؟
* مش عارفة يا رنا... شكلي كده تقلت جامد في الفطار... هروح الحمام...
' ماشي روحي... لو احتجتي حاجة اتصلي عليا...
* ماشي يا سكر...
اغلقت رغد الباب... بقيا هم الاثنان بمفردهم في الغرفة... آسر نظر الى رنا الجالسة على الاريكة و تقرأ التعليمات المكتوبة على كل دواء بكل هدوء
" احم... عايز اشرب...
اومأت له و فتحت الثلاجة الصغيرة التي بالغرفة... فتحت زجاجة المياه و ملأت له الكوب... اخذه منها و شرب...
" شكرا...
' العفو... جعان ؟ اجبلك تاكل ؟
" مفيش مشكلة... اكل
اومأت له و خرجت و بعد دقائق عادت و معها طبق شوربة خضار...
كان ينظر اليها ...انتبهت الى ذلك فقالت بتعجب
' مش بتاكل ليه ؟ مش بتحب شوربة الخضار ؟
" لا بالعكس بحبها جدا... بس ايدي مكـ.ـسورة و متجبسة زي ما انتي شايفة...
' و ايدك التانية ؟
" وجعا*ني شوية...
' وجعا*ك ؟! هروح انادي على الدكتور...
" لا استني بس... و*جع بسيط... مش مهم.... يعني شوية ....بس.. المهم اني مش هقدر أكل بيها...
نظرت له لوهلة و تسائلت...
هل يعقل أنه يقول تلك الحجج حتى تطعمه بنفسها ؟
سحب كُرسي و جلست عليه... اخذت معلقة من الشوربة و مررتها له... اكلها من يدها و هو ينظر ل عيناها و هي احست بالحرج و تفادت نظراته... ظلت تطعمه حتى انهى الطبق... اخذت منديل و مسحت به فمه و عيناه لم تنزل من عليها...
" الدكتور مقالش هخرج امتى ؟
' قال هتقعد يومين هنا...
" يومين ايه... انا باتخنق من جو المستشفيات ده... انا عايز اخرج
' بس انت لسه تعبان...
" ما كده كده هقعد في البيت... معلش خليه يكتبلي على خروج... انا كويس و هبقى كويس اكتر لما اخرج اشم هواء نظيف .
اومأت له و ذهبت للطبيب... و وافق على خروجه تحت مسؤوليته الشخصية فامضى الموافقة فعلا و خرج
في القصر ليلاً......
* كويس انك قولتلي انك في البيت... كنت هروح على المستشفى... الف سلامة عليك يا وحش...
" الله يسلمك يا خالد... في حد اتضرر غيري ؟
* لا...
" الحمد لله...
* لولا انك تعبان و لسه خارج من المستشفى كنت هتخانق معاك...
" ليه ؟
* مش تستنى أمر مني ؟ ازاي تاخد القنبلة و تهرب بيها ؟
" عايزني اعمل ايه ؟
* كنت هجيب خبير متفج'رات تاني...
" و لما يوصل تكون القنبلة انفجر*ت فيا و في المستشفى كلها...
* طب المهندس وائل ازاي معرفش يفكها ؟
" وائل ده فِستك... لسه جاي يكتشف ان في قنابل عداد الوقت بتاعها من بيوقف غير بالريمورت بتاعها... اخدت القنبلة و جريت بره المستشفى... لحسن الحظ ان المنطقة اللي وصلتلها كان معظمها طرق بس و مفيش ناس ولا مباني... سيبتها هناك و انفجرت...
طلعت القنبلة دي قوية بشكل... كنت على بعد 20 متر منها و حصل فيا كده... ما بالك لو قدر الله انفجر*ت في المستشفى اللي كلها متقفلة و إزاز و اجهزة كهربائية... الحمد لله سُترت و الاطفال بخير... و انا كلها اسبوع و هقوم زي القرد عادي...
* آسر انت كل مرة بتثبتلي اد انت واحد شجاع و شهم ( وضع يده على كتفه و اكمل ) انا فخور بيك...
ابتسم له آسر بسرور... في تلك اللحظة طُرق الباب... دخلت رنا و معها مشاريب الضيافة... وضعتها على الطاولة و ذهبت...
* تعرف يا آسر... انت محظوظ بمراتك دي...
" ما تلم نفسك يا خالد !! في ايه مالك ؟
قالها آسر بإنفعال .. ضحك خالد و قال
* مقصدش حاجة غلط... ما انا متجوز و مخلف كمان... قصدي يعني ان مراتك شجاعة زيك... عملت المستحيل عشان تدخل تاخد اخوها... مهتمش لكوم الجنود اللي واقفين و سحبت سلاح واحد منهم و هددتهم تاخذو بالقوة ولا اهتمت بوجودي... و دخلت اخدت اخوها...
آسر " عشان بتحبه و متعلقة بيه... دي حتى خايفة ترجع اخوها المستشفى... خايفة ان الحوار ده يتكرر تاني...
خالد" لازم نعرف مين الگلب اللي دخل المستشفى و حط القنبلة دي.. انا حطيت حراسة مشددة قدام المستشفى دي و مستشفيات الاطفال اللي في نفس الخط... حتى الأطفال مش سايبنهم في حالهم... ربنا يحر*قهم...
آسر " يارب...
خالد* يلا انا همشي... هجيلك تاني...
آسر بامتنان" تنور في اي وقت...
ابتسم و ذهب... جاءت رنا و اغلقت باب الغرفة... اعطت آسر ادويته...
" ياسين كويس ؟
' اه كويس... الحمد لله...
" طيب انتي عارفة ان ياسين عنده جلسات... يعني مينفعش يقعد هنا...
' بس انا خايفة عليه...
" اممم... طب بصي هشوف لو ينفع يروح على معاد الجلسات بس يبقى خليه قاعد هنا معاكي...
' بجد هتعمل كده ؟
" اه... ياسين خلاص بقى صاحبي...
ابتسمت رنا و نهضت لتذهب... امسك يدها و قال
" رايحة فين ؟
' هروح انيمه...
" تنيميه و تيجي بسرعة... ما تتأخريش
تعجبت رنا من كلامه و تسائلت في نفسها... لماذا كلامه اصبح غريبًا بهذا الشكل ؟ نظرت ليده المُمسكة بيدها ف لاحظ و تركها باحراج ذهبت لياسين...بينما قال آسر بضجر
" من الصبح مش عارف اتكلم معاكي كلمتين على بعض... كذابة... بتتحجج بياسين عشان تهرب مني... بس ماااشي... مش نايم غير لما نتكلم...
الساعة 1 ليلاً....
فتحت رنا باب الغرفة و رأت آسر ثم قالت في سرها
' يوووه ده لسه صاحي زي البومة اهو...و انا اللي اتأخرت قصدًا عشان لما اجي يكون نايم.!!
وجدت آسر اخذ وسادة و وضعها على الاريكة و سينام... جاءت بسرعة و اخذت الوسادة
" في ايه ؟
' انت هتنام على الكنبة ؟
" ايوة...
' لا مينفعش... انت تعبان و لسه خارج من المستشفى... نام انت على السرير و انا هنام على الكنبة...
" مش هتعرفي تنامي عليها...
' لا هعرف مادمت انت بتنام عليها دايما يبقى هأعرف بالتأكيد... يلا روح انت نام على السرير...
نظر لها لوهلة فقالت
' انت لسه هتبصلي ؟ روح نام يا حضرة الضابط...
ابتسم و اومأ لها... ذهب للسرير و استلقى عليه لكنه نهض مجددا...
' في حاجة مضيقاك ؟
" ايوة .....التيشيرت ده مضايقني اوي...
و بيد واحد حاول خلعه لكنه لم يستطع... اقتربت منه رنا و قالت
' خليني اساعدك...
اومأ لها و ساعدته في خلعه... ثم إلتفت ناحيتها فدخلت مسرعة الى الحمام... تنهد آسر و قال في نفسه
" بتهربي مني ليييه... هعُضك يعني... اوووف زهقت...
بعد دقائق خرجت بعد ان لبست ملابس النوم... فتحت الدولاب و وضعت فيه الملابس التي بدلتها... اغلقت الدولاب و إلتفتت... فوجدت آسر من خلفها
'ايه !!!! محتاج حاجة تاني اجبهالك ؟
" انتي بتهربي مني ليه ؟
' اهرب ليه ؟!! مش فاهمة...
" من الصبح بحاول اتكلم معاكي... مرة حد يدخل علينا و مرة انتي تمشي...
رنا بتوتر و هي بتحاول ما تبصش عليه' و انت عايز تتكلم في ايه ؟
اقترب منها اكثر حتى إلتصق بجسدها و قال
" صحيح اللي سمعته ده ؟
' اللي هو ايه ؟
" انك ادتيني من دمك عشان اعيش...
' ايوة
" عملتي كده ليه؟
حمحمت بتوتر بعدين قالت' عادي يعني ... الدكتور ملقاش فصيلتك في بنك الدم... فكنا هندور على متبرع من بره... لما عرفت فصيلتك من رغد لقيتها نفس فصيلتي... لسه يعني هنشوف من بره و ناخد وقت ؟
" ايوة برضو عملتي كده ليه ؟
' مش فاهمة قصدك...
" يعني بالرغم اني ساعتها قولتلك اني بكر*هك في وشك... بالرغم من كل الكلام الوحش اللي قولته ليكي... ساعدتيني برضو... ليه ؟
' عشان انت كنت هتضحي بنفسك عشان ياسين و عشان بقية الأطفال يعيشوا... طالما ياسين بخير يرجع الفضل ل ربنا ثم ليك انت... ف حوار اني اديك من دمي دي اقل حاجة اعملها قصاد اللي انت عملته امبارح...
فور انهاء كلامها عانقها في الحال... تفاجئت رنا و بدأت تتوتر و العرق يتصبب منها... مسد على شعرها برفق و قال
" اشكرك...
ظلت يداها مكانها... لم تبادله العناق... لاحظ آسر ذلك ف ابتعد و قال
"أحم تصبحي على خير...
' و انت من أهله...
استلقى آسر على السرير و نام... استلقت رنا على الكنبة و لكن لم تستطع ان تنام... ظلت تتقلب على الجمب اليمين مرة و الشمال مرة... حتى استقرت ان تنام على ظهرها...
' يلهوي ايه الكنبة دي !! ازاي بينام عليها ؟ ده انا طلعت ظلماه و اخدت السرير كله لوحدي من اول ما اتجوزته... ازاي. كان بينام عليها ده كله !!!
قالت ذلك في سرها ثم نظرت إليه وجدته نائم... تذكرت عناقه لها و ابتسمت تلقائيا... اختفت ابتسامتها و قالت
' مااا خلاص يا رنا متفرحيش كدة ... ده اسر الى عمره ما قالك كلمة حلوة ...و بعدين الاتراك حلوين برضو
" سمعتك...
اتسعت عيناها من الصدمة... كيف سمعها... أدركت انها لم تكن تتكلم في سرها...شهقت و وضعت يدها على فمها و قالت في نفسها ' يا وقعتي السو*دة يا فضيحتي ده سمعني !!
إلتفت لها آسر و نظر لها بحدة و هو رافع حاجبه: مش قلتلك سمعي قوي!!
... تقلبت على الجانب الآخر و اعطته ظهرها فورا ..
ضحك آسر على خجلها ذاك... بعد دقائق ناما
مرت ساعات... استيقظت رنا على صوت سُعال آسر... نهضت و اقتربت منه... جلست جانبه... كان نائمًا و وجهه متعرق... وضعت يدها على جبهته لتعرف حرارته... تفاجئت عندما وجدت حرارته عالية و جسده كله ساخن...
قلقت جدا عليه و اخذت حبة من الشريط...
' آسر قوم اشرب دي هتنزل حرارتك...
عدلت رأسه و جعلته يشربها... كان في حالة الوعي و اللاوعي...
' ايه اللي حصلك بس... ما انت كنت كويس من شوية... ايه اللي حصل... طب اتصل على دكتور ؟ بس الوقت متأخر... هيجي ازاي..؟؟
لم تعرف رنا كيف تتصرف... تذكرت انها عندما ارتفعت حرارتها... امها عملت لها كمادات... خرجت و بعد دقائق أتت بحلة ماء باردة و فوطة... جلست بجانبه و وضعت الفوطة في المياه ثم وضعتها على جبهته... ظلت تفعل هذا كثيرا لكن لم يتغير شيء و هذا جعلها تبكي... فتح آسر عينيه بتعب... وضع يده على وجنتها و قال و هو ينظر لعينيها
" ما تعيطيش ...عيونك حلوة اوي...انتي كلك رقيقة
ابتسمت وسط دموعها... ظل ينظر إليها و يتأملها حتى اغلقت عيناه ثانية و غَض في نومٍ عميق... ظلت جانبه تُحاول جاهدة إنزال حرارته بالكمادات و سهرت جانبه طوال الليل
تاني يوم صباحًا.....
فتح آسر عينيه بتثاقل... وجد فوطة على جبهته... نظر بجانبه تفاجىء عندما وجد رنا نائمة بجانبه... رأسها على كتفه و مُمسكة بيده... ظل ينظر إليها و يسأل نفسه ماذا حدث ليلة أمس و كيف نامت بجانبه؟؟ ارتسمت الابتسامة على شفتاه تلقائيًا و شد الغطاء عليها حتى لا تبرد و ظل يراقبها... بعد ساعة بدأت رنا بفتح عيناها... اتسعت عيناها عندما وجدت نفسها نائمة بجانبه و قريبة جدا منه و هو مستيقظ ينظر إليها... ابتسم لها و قال
" نمتي كويس ؟
لم ترد عليه و نهضت مسرعة دخلت الحمام و اغلقت الباب... سمع آسر صوت المفتاح و هي تغلق به الباب... ضحك و قال
" هو انتي لقيتي حد غريب نايم جمبك ؟ ما انا جوزك يا هبلة!
في الشركة... كان معاذ جالسًا على مكتبه و يلعب على هاتفه... دخلت ريناد و قالت
• يا بني ارحمني... شيل شوية عني في شغل الشركة ده...
* حاضر... اخلص اللعبة دي بس و هشتغل...
سحبت ريناد منه الهاتف و قالت بزعم
• معاذ... على شغلك يلااا...
* اوووف انا زهقت... مش عايز اشتغل... مش فاهم حاجة في شغل الشركة دي... بعدين مالك بتزعقي فيا ليه ؟
• عشان متعصبة منك...
* مني ولا من آسر ؟
جلست على الكرسي و وضعت يدها تحت خدها و قالت ببكاء
• منه هو... مش عارفة اعمل موڤ اون... شاغل عقلي و قلبي و مش قادرة انساه... حتى خايفة مراته تخلف منه... في اللحظة دي هيحبها أكتر... ولا هيفكر يبصلي ساعتها
* و انا قولتلك ده هيحصل طالما انتي قاعدة كده زي الجرجيرة ملكيش لازمة و لا بتعملي اي حاجة عشان يكون ليكي...
• هعمل ايه يعني ؟
* بتثقي فيا ؟
• اكيد...
* يبقى اسمعيني كويس و تعملي زي ما هقولك بالضبط.......
........................................( مد يده و اكمل ) هاا قولتي ايه ؟
نظرت ليده ثم نظرت إليه... مسحت دموعها و صافحته بيدها
• و انا موافقة !!
في القصر... كان آسر جالسًا مع ياسين... يعلمه الرسم
* حلوة دي يا عمو آسر ؟
نظر إليها آسر و قال
" اوباااا... ده انت بقيت بترسم احسن مني.!!!
* بجد عجبتك ؟
" جميلة زيك...
ابتسم له ياسين... قال آسر
" شايف الشجرة اللي هناك دي ؟
* ايوة...
" عايز منك بقى ترسملي شبها... و انت و شطارتك بقى.. خُد اهو اللون الأخضر...
* حاضر...
بدأ ياسين في الرسم... آسر ينظر إليه و سعيد من داخله... كيف احب ذلك الطفل و تعلق به بهذه الطريقة... امسك آسر مج النسكافيه و شرب منه... فُتحت بوابة القصر و دخل منها بوكس الشرطة... نزل منه خالد و بقية الفريق... نهض آسر و تقدم منهم... قال لهم
" نورتوا يا شباب... جايين كلكم كده مرة وحدة تتطمنوا عليا ؟ كتر خيركم والله... مش عارف جمايلكم دي هردها ازاي...
* لا يا آسر... الفريق مش جاي عشان يتطمن عليك...
" يبقى جايين ليه يا خالد ؟
* جايين عشان يقبضوا عليك !!
نظر له آسر بصدمة ف خالد اكمل
* انت مُتهم في قضية محاولة تفجير مستشفى سرطان الأطفال الغربية...
وضع الكلبش في يده
* هاتوه على البوكس يا شباب !!
يتبع
تكملة االرواية هنااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا