القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 

سكريبت قمر كامل وحصري لمدونة قصر الروايات 





سكريبت قمر كامل وحصري لمدونة قصر الروايات 




_شايف القمر شكله قد إيه حلو إنهاردة ، بسم الله ماشاء الله. 


_مُذهِل.


إبتسمت وأنا بتأمل القمر بفرحة كعادتي وبتابع بنفس اللهفة زي الأطفال:

_حاسة إني عاوزة أقعد أتأمل فيه طول العمر، المنظر الطبيعي ده يغنيك عن اي صورة و 100 جرافيك وحاجة حقيقي.


فضل على نفس وضعه وقال:

_تبارك الله فيما خَلق.


لفيت براسي له عشان أتفاجئ بيه لا بيتأمل في القمر ولا حاجة وكل اللي مركز معاه هو أنا وبس ، فضيقت عيني بشك وأنا بسأله:

_أنتَ بتعمل إيه؟؟


إبتسم بمشاكسة وهو بيرد ببساطة وبيقول:

_بتأمل القمر!


اتنفست بقلة حيلة نظرًا لإني إكتشفت إن كل الوقت اللي فات ده كنت بكلم نفسي!:

_يا باسم أنا مبهزرش.


اتكلمت بإنفعال فضحك على ريأكشناتي قبل ما يجاوبني بحب واضح:

_ولا أنا كمان بهزر والله ، لو شايفة فيه قمر غيرك في القعدة يبقى المشكلة فيكِ.


وكعادتي إني في الثبات مبهزرش ، كلامه أسرني يا جماعة فإبتسمتله بخجل:

_لو حد سمعك هيقول سحراله.


فتح عينيه بصدمة قبل ما يبعد عني بدرامية وهو بيقول:

_إخص عليكِ يا قمر وأنا أقول مالي بقيت مهووس بيكِ ليه!؟؟.


ضحكت على طريقته في أنه بياخد كل حاجة على سبيل المرح والضحك ، قبل ما إبتسامتي الخجولة تتحول لواحدة مغرورة:

_ما هو أنا مينفعش أتحب بصراحة بشكل تقليدي أو بطريقة مش كريتيڤ ، ولا أنتَ إيه رأيك؟.


أيد كلامي بإقتناع تام ورد بسرعة:

_أنا شايف إن ده منتهىٰ الصح.


مكنتش مستغربة من سرعته اللي قادرة دايمًا تتماشى مع هرموناتي، باسم دايمًا عنده خلفية يعمل إيه لو تقلباتي المزاجية خرجت عن السيطرة ، بس ده كله اتبخر بمجرد ما لقيته بيهز كتفي بضيق وبيقول:

_طب إيه هنقعد نتأمل في القمر وننسى العشا ، أنا واقع من الجوع يا ست أنتِ. 


وشي اتشنج بصدمة وأنا بتابعه بذهول:

_يا ساتر يا رب ، هيجرى إيه يعني لو فضلت مكمل بنفس الطريقة. 


ضيق عينه بتعب وإتنهد وهو بيتكلم بطفولية:

_جعان طيب.


ضحكت غصب عني :

_عيوني حاضر دقيقتين بالظبط والعشاء يبقى جاهز.


وفعلًا اتحركت بسرعة للمطبخ ؛ عشان أحضرله العشا بكل حُب، أما هو ففضل في البلكونة اللي بنقضي فيها وقت أكتر من أي مكان تاني في البيت وده لأن كل واحد فينا إختار كل حاجة فيها بشغف وحب .


أكلنا في جو هادي وإحنا بنشارك بعض بخططنا وكل واحد فينا بيحكي للتاني يومه مشي إزاي زي ما متعودين بدون ملل ، باسم عملنا الشاي من إيده وساعدني انضف المطبخ ورجعنا البلكونة تاني وفي الوقت ده إتكلم فجأة وقال:

_القعدة دي مريبة حبتين!..


_ايه اللي خلاها مريبة؟!


سألته بإستغراب فبص حواليه قبل ما يثبت عيونه عليا ويتكلم بهدوء:

_كل حاجة ، عشا رومانسي ووجه حسن ، وغير ده كله فيه قمرين في الصورة، بذمتك بقى دي حاجة مريبة ولا لأ؟!.


سألني في آخر كلامه بجدية صدمتني ، فرمشت بعيني وأنا بحاول استوعب ، بس في الأخر رديت عليه بمراوغة:

_أنت عارف؟؟...بستغرب جدًا من الناس اللي بتقعد تلف على دكاترة نفسيين وتبلبع في أدوية ومهدئات، وهي حلها مش في أكتر من مجرد قعدة بسيطة زي دي والتأمل وبس.


ساب كباية الشاي من ايده وبصلي وقال:

_بس ده مش حقيقي .


_اللي مش حقيقي ومش منطقي إننا اللي بنعقدها على نفسنا ، مع إنها والله بسيطة وأسهل بكتير من كل الكركبة اللي شايفنها. 


ضحك على طريقتي اللي خرجت منفعلة بدون سبب ، ولما ضحكته هديت إتنهد قبل ما يرد عليا بِحكمة:

_لا ، بصي يا حبيبتي ، ربنا خلق كل إنسان مختلف ومميز عن اي إنسان تاني ، ولكل إنسان من الناس دي له ميول طبيعي تكون مختلفة عن اللي حواليه، زي ما هو من الطبيعي إن يكون له كمية تحمل تختلف عنهم ، وده ربنا قاله "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها " ، فأنا شايف من المنطقي جدا إن قمر لما تبقى مخنوقة أو تعبانة بتهدأ لما بتتأمل في الكون وفي جمال مخلوقات ربنا ، عكس بعض الناس فيه اللي بيرتاح من سجدة وفيه اللي بيرتاح بالخروج وفسحة صغيرة بتنسيه نفسه.


كلامه خلاني نوعًا ما أعيد حساباتي وقدر يقنعني بصراحة:

_ده بالنسبة ليا وبالنسبة لبعض الناس ، بالنسبة لأهم الناس بقى إيه اللي بيريحه ؟.


سألته وأنا بغمزله بمشاكسة فرد ببساطة شديدة:

_دي حاجة بسيطة خالص ، ضحكة قمره بتنسيه الدنيا كلها مش بس أي حاجة وحشة.


***********


في اليوم التاني وفي عز ما أنا مندمجة جدًا وأنا بحضر الأكل، فُقت على صوت باسم وهو بيسألني بصدمة:

_بتعملي إيه يا قمر..؟!


قلبي وقع من الخضة بسبب إني محستش بيه رِجع أمتى بس إتعدلت بسرعة بعد ما كنت قاعدة قدام الفرن ولا كأن حاجة حصلت وقلتله بفرحة:

_أنا عملتلك مكرونة نجرسكو، إنما إيه أورجانيك. 


ضحك بتريّقة وربع إيديه الأتنين وقال:

_تسلم إيدك يا قلبي.


إبتسمت بغرور وبصيتله بإستخفاف:

_لا ، أنت الأول تدوقها بنفسك ، وبعدها لا أقبل بأقل من ديوان شعر ، تمدح فيه في قد إيه المكرونة بتاعتي تحفة ومحصلتش.


والغريب إنه ولا كأنه سمع حاجة من اللي قولتلها وعلى غير عادته لقيته بيتجاهل كلامي وبيشدني وبيقول:

_سيبك من المكرونة دلوقتي، وخلينا في المفيد ، أنتِ تتحركي كده وتخشي تجهزي نفسك عشان عندنا طالعة كريتيڤ.


وقفت مكاني بصدمة قبل ما أرجع أراقب الفرن بحماس وأنا بقول:

_طالعة إيه دلوقتي ، بقولك عاملة نجرسكو ! ، خُش أنتَ حضر نفسك عشان تدوق التحفة الفنية دي!


رجع سحبني من إيدي تاني وخرج بيا من المطبخ وهو بيقول:

_يا ستي اجهزي بس ، أنتِ لسة هتجادلي؟


حاولت أوقفه عشان افهم منه فيه إيه بس مفيش فايدة ساحبني زي شوال البطاطس بالظبط:

_أفهم بس سر السربعة بتاعتك دي ، طب فاهمني طيب! ، يعني أنا برضه المفروض ألبس إيه دلوقتي؟


فتح عينيه بصدمة وذهول:

_والله؟! ، ده كل اللي فارق مع حضرتك؟! تلبسي إيه!!!


_الله مش أعرف يا باسم طبيعة مشوارك دي إيه، ما جايز حفلة تنكرية. 


عض على سنانه بغيظ قبل ما يقرب مني ويبوس رأسي وهو بيتكلم برجاء:

_أنا بدأت أفقد شوية الأكسجين اللي حيلتي ، فأبوس إيدك يا حبيبتي انجزي. 


تجاهلت إنفعاله عن قصد ووقفت أسأله بتوهان:

_يعني برضه ألبس إيه؟!


وقف مكانه وهو بيتنفس بإنفعال وكأنه بيلوم نفسه على حاجة أنا لسة مش فهماها، لكنه بسرعة قَلب ورد عليا بتريّقة:

_أقولك ألبسي أراجوز، حلو ده وهيليق عليكي جدًا .


وشي امتعض بقرف :

_بايخة دي على فكرة .


إبتسم إبتسامة سمجة وشاورلي بإيده وهو بيفتح باب الدريسنج وبيقول بإستفزاز:

_مقبولة منك يا روحي ، خلصينا بقى. 


قفلت باب الدريسينج بغيظ وأنا بتمتم بضيق وعصبية:

_بني آدم بارد.


******


_ها يا ست قمر ؟! ، إيه رأيك بقى؟


فتحت عيني ببطء في اللحظة اللي رفع فيها كف ايده عنهم ، عشان أتفاجئ بأروع منظر طبيعي ممكن أشوفه في حياتي ، باسم جابني لمكان قمته عالية وإحنا حاليًا في أعلى نقطة فيه ، كان القمر جميل ومكتمل خاصًة إن شكله يخطف وهو بالقرب ده ، وشكل النجوم حواليه خلته شبه اللوحة الفنية بجد ، مكناش لوحدنا في المكان ، بالعكس كان فيه ناس كتير وكأنه مكان مميز فعلًا، ده غير إن كان فيه تليسكوبات للي حابين يشوفوا المنظر عن قرب أكتر .


عيوني دَمعت بفرحة وأنا بتكلم بتأثر:

_الله المنظر من هنا أحلى بكتير وألذ ، بسم الله ماشاء الله. 


باسم إبتسم لي بحب وقال وهو بيراقب فرحتي بفخر حسيته في صوته:

_كنت واثق إن المفاجأة هتفرحك ؛عشان كده مترددتش لحظة أعملها. 


ضحكت بإستغراب وأنا برجع ابص للمكان بعدم تصديق:

_يا خبر تفرحني بس! ، دي تخبل!.


خلصت كلامي ورجعت بصيتله تاني وساعتها ضحكتي اختفت وحل محلها دموعي المتأثرة من تاني وكأن حصل عندي لخبطة في مشاعري ومبقتش فهماها !:

_أنتَ إزاي جميل وكل حاجة فيك حلوة كده بجد !


كنت بسأله بجد وأنا حرفيًا مش مصدقة إنه إزاي ممكن يكون طيب وحنين كده معايا ، إزاي قدر يغير من نفسه بالشكل ده عشان مهتم يفرحني ، حتى ولو كان على حساب إنه يقعد يراقب القمر!ودي حاجة مش من هواياته!.


_ده وسام شرف يا فندم أعتز بيه.


وبدون ثانية تفكير حضنته وأنا بتكلم بصوت شبه مسموع:

_أنا حقيقي بحبك أوي أوي بجد ، ربنا يقدرني وأقدر اقدملك كل السعادة والحب اللي تستحقهم، لأني واثقة إن مفيش فرحة كتيرة عليك!


ضحك وهو بيربت على راسي بحنان وبيقول بحب:

_ده أنا اللي المفروض يقول كده ، تعرفي يا قمر أنا في كل صلاة بدعي ربنا أنه يقدرني ويزرع دايمًا اللين في قلبي تجاه كل حاجة تخصك ، وده لأن أنا مهما أعمل عمري ما هقدر أوفي رصيدك الحلو عندي.


بعدت عنه بإحراج قبل ما أسأله بتهرب:

_إيه أحلى من وجهة نظرك النجوم ولا القمر؟


كنت بسأله وأنا ببص للقمر وبتابعه بشغف وضحكتي مرسومة ، أما هو فكان بيبص على قمره ، وكانت اللوحة منطقية تمامًا فكل واحد فينا بيتأمل في قمره ..


هز كتفه ببساطة ورد وقال:

_ضحكة قمر.

                                                ************

متنسوش تقولوا رأيكم🐣🩷.


#تمت.

تعليقات

التنقل السريع