القائمة الرئيسية

الصفحات

 

سكريبت زواج ونصيب كامل بقلم حور حمدان 





سكريبت زواج ونصيب كامل بقلم حور حمدان 



بقولك إيه، انتي أي حاجة يقولها لك أو يعملها وافقي عليها. انتي سنك بقى 31 سنة، هتقعدي تاني أكتر من كده؟! إحنا عايزين نخلص بقى من همّك.

ـ يا ماما يا حبيبتي، افهميني الله يبارك فيكي.


ـ لا، مش هفهمك يا حور، ومش عايزة أسمع كلمة كمان منك، كفاية لحد كده، واحمدي ربنا إن في واحد وافق يتجوزك أصلًا.


بصّيتلها بذهول، مش متوقعة إنها تقولي كده. أو يمكن متوقعة، ما هي دايمًا كانت بتفرّق في المعاملة بيني وبين أختي، عشان أنا طالعة شبه عيلة بابا، وأختي شبهها هي.

بس دا مش ذنبي! خصوصًا كمان إني مش وحشة، بالعكس، ملامحي جميلة جدًا وفيّ مميزات حلوة.

ربنا خلق كل إنسان فينا فيه جمال مختلف عن التاني، وكلنا حلوين، عشان ربنا مبيخلقش حد وحش أبدًا.


ولا ذنبي إني اتأخرت في الجواز شوية أو مكنش بيتقدّملي حد، دا نصيب! ونصيبي لسه مجاش.

ليه بيعايروني بحاجات مليش أي يد فيها؟


قمت وسِبت ماما بتتكلم في التليفون مع أختي وبيتمسخروا عليّا كعادتهم، ودخلت أوضتي، اتوضيت وصليت.

مع كل ركعة كان قلبي بيبكي من القهرة.

صعب أوي كل دا ييجي من عيلتك، من أكتر ناس مفروض يدعموك.


قعدت أعيط وأنا ساجدة، وقلت بكل الوجع اللي فيا: ياااارب.

خلصت صلاتي، ولقيت تليفوني بيرن على طول.

ردّيت بزهق، عشان كان محمود خطيبي، لقيته بيقول:

ـ بقولك إيه، أنا خلّصت الشقة كلها، لو عايزة تيجي تشوفيها تعالي.


ـ مش عايزة عنك.


قال كلمته دي وقفّل في وشي.

قعدت على السرير بحزن، ونمت مكاني.


نمت لتاني يوم، صحيت على صوت أمي وهي بتزعق كعادتها وبتقول:

ـ قومي يلا عشان تروحي تشوفي المخروبة اللي هتعيشي فيها.


بصّيتلها بضيق، بس ما بقاش فيا طاقة للنقاش أصلًا.

قمت ولبست ونزلت.


رُحت البيت اللي هتجوّز فيه، والمفروض إنه بيت عيلة.

طلعت شقتي وفتحتها، كان معايا نسخة من المفتاح.


أول ما فتحت الباب، لقيت منظر خلاني أزغلل، استغفر الله العظيم!

العفش لا حول ولا قوة إلا بالله، والديكور... لا إله إلا الله بجد!


في الوقت دا قعدت أستغفر ربنا وأحاول أهدّي نفسي عشان ما انفجرش، بس مقدرتش.

طلعت تليفوني وكتبتله مسدج وبعتها له بكل قرف:


إيه العكّ دا والقرف دا بجد؟! إيه دااا؟!


بس هو رد بكل برود المعتاد:

انتي اللي مقرفة، واختارتي حاجات تقرف، فعملت على ذوق أمي، أحسن من ذوقك بمليون مرة.


ردّيت عليه بعصبية:

أمكككك؟!!! لا، انت أكيد بتهزر؟ هي اللي هتقعد في الشقة ولا أنا؟!


بس هو قال جملته المعتادة:

ما انتي مش هتقعدي في شقتك أصلًا غير على النوم، انتي ناسية إنك هتتجوزي في بيت عيلة ولا إيه؟

ساعتها حسّيت إن ربنا بيديني إشارة، إن دا مش مكاني، ولا هو الشخص اللي هقدر أكمل معاه.


عدّى يومين وأنا مش طايقة أكلمه ولا أرد على مسدجاته.

وفي اليوم التالت، قلتله بكل هدوء:

محمود، أنا مش هكمل. انت إنسان مش مرتحلي، ولا أنا هرتاح معاك. كل حاجة بينا خلصت.


اتصدم شوية، بس كالعادة رد ببرود:

براحتك، في ألف غيرك.


من بعد اللي حصل بيني وبين محمود، كنت حاسّة كإني خرجت من كابوس طويل.

بس برضو، الوجع مكانش سهل.

فضلت أيام كتير مش قادرة أتكلم مع حد، ولا أخرج، ولا حتى أضحك.

كنت كل ما أفتكر كلامه، أو نظرة ماما وهي بتعايرني، قلبي يتوجع أكتر.


بس مع الوقت، بدأت أقول لنفسي:

لأ يا حور، مش كده. لازم تقفي على رجلك. محدش هيشيلك غير نفسك.


قمت، وبدأت أدور على شغل.

روحت كذا مقابلة، واترفضت في أول كام مرة، بس في مرة حسّيت إن ربنا بيسهّلها.

اتقبلت في شركة كويسة، ناسها محترمين، والدنيا بدأت تمشي.


في الأول كنت رايحة الشغل ومش بتكلم مع حد، ساكتة دايمًا، بخاف أفتح قلبي لأي شخص.

لكن بمرور الأيام، بدأت الناس تحبني.

كنت بشتغل بضمير، وكل اللي حواليا لاحظوا دا، خصوصًا عمر.


عمر... كان مختلف.

مش من النوع اللي بيتكلم كتير، بس كل تصرف منه كان بيقول "أنا راجل محترم".

كان بيساعد أي حد من غير ما يستنى شكر، ولو شافني مضايقة ما كانش يسأل، بس يقول كلمة بسيطة تخفف عني:

ربنا كبير، وهتعدي يا حور.


الكلمة دي كانت بتديني طاقة غريبة، تخليني أكمل.


ومع الوقت، بدأت ألاحظ اهتمامه الصغير بيا — يسأل لو غبت، يسيبلي قهوة على المكتب الصبح، يضحك لما يشوفني متوترة ويقول:

خديها بالراحة، محدش بياخد الدنيا غصب.


الاهتمام دا كان بيكبر يوم عن يوم، بس كان كله في حدود الأدب والاحترام.

ولأول مرة من زمان، حسّيت إن في راجل بيشوفني كإنسانة، مش مجرد لقب "بنت لسه ما اتجوزتش".


عدّى حوالي سنة وأنا في الشغل، في يوم المدير ندهني وقاللي إن في حد طالب يقابلني في المكتب.

دخلت، لقيت عمر قاعد، وشكله متوتر.

قاللي بهدوء وهو بيبص في الأرض:

يا حور، أنا جاي النهارده مش زميل شغل... أنا عايز أتقدملك رسمي. ولو في قبول ممكن والدتي تجيلكم بكرة إن شاء الله.


الكلام نزل عليّا زي المطر بعد عطش طويل.

مكنتش مصدقة، بس دموعي نزلت من غير ما أتكلم.


ولما فعلاً جمّ، أمي وافقت من غير نقاش.

وقالتلي وهي مبتسمة:

هو باين عليه طيب، وبيخاف ربنا.


واتجوزنا، والحمد لله من أول يوم وأنا عايشة راحة عمر ما حسّيتها قبل كده.

أهله ناس محترمين جدًا، بيحبوني وبيقدروني، وعمر نفسه...

كل تصرف منه بيأكدلي إن ربنا بيعوّض، وإن الصبر عمره ما بيروح هدر.


كنت كل يوم أبص للسما بعد ما ينام وأقول:

يا رب، إنت فعلاً كريم... أخدت مني وجع، وبدلته بسعادة.


تفاعل اشبه بدرجة الحرارة الحمدلله، ليش كدا ليشش كدا بجد وحشني تعليقاتكم وكلامكم العسل صدقا


#تمتت

#زواج_ونصيب

#حكاوي_كاتبة

#حور_حمدان


تعليقات

التنقل السريع