القائمة الرئيسية

الصفحات

 

سكريبت كامل وحصري لمدونة قصر الروايات 





سكريبت كامل وحصري لمدونة قصر الروايات 




الشارع كان زحمة والناس ماشية بسرعة كأنهم بيجروا ورا وقتهم، وأنا كنت ماشية من الشغل للموقف، ماسكة الموبايل في إيدي وبقلب فيه من غير تركيز.

نسمة هوا خفيفة عدّت على وشي، بس البرد الحقيقي كان جوايا… إحساس قلق مش لاقيه تفسير.


فجأة الموبايل رنّ بإشعار جديد على الماسنجر.

اسم رائد ظهر قدامي، والقلب اللي جنبه كالعادة.

اتنفست بعمق وأنا بفتح الرسالة، يمكن أول مرة أكون متوترة من مسدج منه بالشكل دا.


كانت رسالة فيها صورة.

شدّتني الصورة من أول نظرة — كانت لإيده، باين فيها العروق بوضوح، لكن اللي خلاني أتجمد في مكاني إن في حرف R واضح جدًا، كأنه محفور أو طالع من جوه جلده!

وفوق الحرف، حاطط فيونكة صغيرة لونها بينك.


وتحت الصورة كتبلي:

"من حبي فيكي يا رضوى، اسمك بقاا جوة عروقي."


الناس حواليّا كانت ماشية وبتتكلم، بس أنا ما كنتش سامعة غير دقات قلبي اللي بقت سريعة جدًا.

كتبتله بخوف وأنا صوابعي بتتهز:

"اي الهبل دا..؟ اي دا أصلًا؟ وازاي تعمل حاجة مقرفة زي دي بجد!!"


رد عليا بسرعة، بسرعة كأنه كان عارف إني هقول كده:

"مقرفة اي؟ دي لوحدهاا ظهرت ف إيدي من كتر حبي ليكي. محدش بيحبك زيي يا رضوى."


فضلت أبص ف الكلمة اللي كتبها…

يعني إيه “ظهرت لوحدها”؟

كتبتله وأنا نفسي بيطلع متقطع:

"ظهرت لوحدها ازاي يعني؟ لا طبعًا، أكيد في حاجة غلط!"


بعد ثانيتين بالظبط، جالي الرد:

"هو انتِ دايمًا كل حاجة شايفها غلط؟ أنا زهقت منك أصلًا."


وقفت في نص الشارع، ببص في الصورة تاني، وكل ما أقرّب منها أحس إن شكل الحرف بيتحرّك جوه جلده ببطء…

زي ما يكون بيتنفس.

اتسمرت مكاني، مش قادرة أحرّك رجلي خطوة واحدة. حسّيت الدنيا بتلف بيا، والوشوش حواليّ بقت مشوّشة، الأصوات بعيدة، كل حاجة بقت ضباب.

الكلمة اللي محفورة في إيده كانت بتتحرك فعلًا… أنا مش بتخيل!

الحرف كان بينبض… كأنه قلب صغير بيخبط جوه جلده!


قلبت الموبايل بسرعة وقفلت الشات، بس الصورة فضلت مطبوعة في دماغي، ومهما حاولت أشيّلها، كنت شايفاها قدامي كأنها مرسومة على شبكية عيني.

أخدت نفس عميق، حاولت أهدى. يمكن دي لعبة… يمكن فوتوشوب؟

بس رائد مش من النوع اللي بيهزر كده… بالعكس، كان دايمًا بيقول إني مش بصدقه لما يعبر عن حبه.


فضلت ماشية بخطوات سريعة، كل ثانية ببص ورايا، حسّيت كأن حد ماشي ورايا بنفس السرعة.

مكنتش عايزة أبص، بس غصب عني بصيت.


مفيش حد.


وصلت الموقف، طلعت الميكروباص وقعدت في أول كرسي جنب الشباك.

كنت محتاجة أهرب من الزحمة، من صورته، من نفسي حتى.


الموبايل نَوّر تاني، إشعار جديد منه.

افتكرته بيعتذر، أو بيبرر اللي حصل… لكن الرسالة كانت مختلفة، أقرب لكابوس.


كانت صورة جديدة، نفس الإيد… بس المرة دي، تحت الحرف “R” كان في حرف تاني…

حرف “D”.


رضوى.


اتجمد الدم في عروقي.


كتبلي تحت الصورة:

"هو مش المفروض إن الاسم يكون كامل؟"

وبعدها إيموجي قلب أحمر، ووش بيضحك.


إيدي كانت بتترعش، قلبي بيدق بعنف، ولساني عاجز عن التفكير.

كتبتله بسرعة:

"رائد، انت بتخوفني. كفاية لعب! انت عملت ايه في نفسك؟"


الرد جه بعد دقايق…

بس المرة دي ماكانش كلام.

كانت ڤويس نوت.


ضغطت عليها بإيدي المرتعشة، وطلعت همسة خافتة جدًا… صوت حد بيتنفس بصعوبة وبيقول:

"مش أنا اللي عملت كده يا رضوى…

هو… اللي بيحبك أكتر مني."


الڤويس وقف.

بس أنا فضلت سامعة النفس ده في وداني…

بيقرّب.

كأن اللي ورا الموبايل مش بعيد…

كأنه قاعد جنبي في الميكروباص.


السواق بصلي من المراية وقال:

ـ "انتي كويسة يا أختي؟ وشك شاحب كده ليه؟"

ماعرفتش أرد.

كل اللي عرفته إني فتحت الشات تاني…

ولقيت آخر رسالة وصلتلي مكتوب فيها:

"دوري في إيدك الشمال… يمكن تلاقي حاجة ظهرت هناك كمان."


ببطء… رفعت كم الجاكيت…

ولما شُفت اللي على إيدي، صرخت.


كنت سامعة صوتي بيصرخ، بس وداني كأنها قافلة. السواق وقف الميكروباص فجأة، والناس كلها بصت عليا.

واحدة ست صرخت:

ـ "يا بنتي فيكي إيه؟ وشّك أبيض زي الورقة!"


مشيت بسرعة من غير ما أرد على حد، نازلة من العربية كأني بهرب من حاجة ورايا.

الشارع كان فاضي غير من صوت كلب بعيد، والهوا بدأ يعصف بطريقة مرعبة، ورق الشجر بيتطاير حواليا كأنه بيحاوطني.


قلبي كان هيطلع من صدري وأنا ببص لإيدي…

كان في حرف "R" صغير، لسه بينزف، نفس شكل اللي في صورته.

ما فهمتش، أنا ما اتجرحتش، ولا لمست حاجة!

لكن الدم بيخرج ببطء من شكل الحرف، ومعاه وجع غريب، مش وجع جرح… وجع بيدق جوا العضم.


جالي إشعار جديد.

من رائد.


"شُفتي؟ قلتلك إننا واحد دلوقتي… كل اللي فيا بقا فيكي."


كتبتله وأنا نفسي بيطلع متقطع:

"رائد، انت بتعمل إيه؟ دا مش طبيعي! أنا همشي من حياتك خالص، افهم بقى!"


ما لحقتش أكمّل، الموبايل اتقفل لوحده.

النور اختفى من الشاشة، بس انعكاس وشي في الزجاج كان باين…

وكنت شايفة ورايا في الانعكاس "وش تاني"، وشه باين نصه، عينه سودة تمامًا، مبتتحركش.


اتجمدت. حرفيًا، جسمي اتصلّب.

لما التفت ورايا، مكنش في حد.

بس صوت همس جالي من ناحية ودني:

ـ "ما تسيبينيش يا رضوى… أنا وعدتك إن اسمك هيبقى في دمي."


صرخت، جريت بأقصى سرعة على الشارع الكبير، داخلة أول كافيه لقيته مفتوح.

الناس بصّتلي باستغراب، وأنا قعدت في الركن، ماسكة إيدي اليسار بإيدي اليمين، بخبي الحرف.

بس الوجع كان بيزيد، وكان في نغزات كهربا بتجري في جسمي كله.


الموبايل اشتغل لوحده.

شاشة الماسنجر فتحت…

الكونڤرسيشن مع رائد كانت بتتمسح قدامي، الرسالة ورا التانية بتختفي، لحد ما آخر حاجة فضلت:

استنيييني ف البيت، محتاج أشوفك قبل ما أكمل الاسم."

بيت؟!

أنا مش ناوية أروّح أصلاً، بس رجلي خيانتني…

كأن في قوة بتشدني ناحية البيت، غصب عني.


وأنا ماشية، كل نور شارع بعدي من تحته بيطفي فجأة، كل قطة بشوفها بتبصلي بثبات غريب، لحد ما وصلت للباب.

المفتاح وقع من إيدي وأنا برجف، بس الباب فتح لوحده، ببطء، من غير ما ألمسه.


جوه الشقة مكنش فيها ضوء غير نور خفيف جاي من أوضة النوم.

خطواتي كانت تقيلة، وكل ما أقرب، أحس بحرارة بتزيد، كأن في نار مشتعلة ورا الباب.


لما فتحت…

شُفته.


كان رائد قاعد على السرير، من غير قميص، وكل جسمه مليان حروف محفورة، دمها لسه طري.

اسم "رضوى" كان مكتمل… لحد آخر حرف.

بس المرة دي، الحروف بتتحرك فعلًا، ببطء، وبتنزف كأنها بتتنفس.


رفع وشه وبصلي…

عنـيـه مش زيه، كانت سودا بالكامل، وبريق أحمر خفيف بيطلع منها.

ابتسم، وقال بصوت مش صوته:

ـ "خلاص… بقتي جزء مني. الدم اتبدّل، والحب اتحقق."


صرخت ووقعت على الأرض، حسّيت بحرارة رهيبة في إيدي، ولما بصيت…

الحرف “R” كبر أكتر، وبقى يلمع بلون أحمر غامق، وبدأ يمتد على دراعي زي شُريان بيمشي تحت الجلد.


فضلت أصرخ، وهو قام ناحيةّ بخطوات بطيئة جدًا، كل ما يقرب، النور بيطفي.

ـ "رائد، ابعـد عني بالله عليك!!"

ـ "مش رائد… هو اللي جوايا دلوقتي."


مد إيده نحوي، ووقتها الحيطان بدأت تتهز، والمرايا اللي على التسريحة اتشقّت، ونور أحمر غطّى الأوضة كلها.

حسّيت كأني بتغرق في وجع، والدم في جسمي بيتقل، بيتغير…


آخر حاجة سمعتها قبل ما أفقد الوعي، كانت الهمسة دي في ودني:

ـ "دلوقتي بقى اسمك في عروقي… وعروقي جواكي.


تاني يوم الصبح، الجيران لقوا الباب مفتوح، والدنيا مكركبة.

لكن رضوى ماكانتش موجودة.

كل اللي لقوه…

كان موبايلها واقع على الأرض، مفتوح على آخر رسالة من رائد.


الرسالة كانت فاضية…

بس بعد ثواني بسيطة، الحروف بدأت تظهر ببطء على الشاشة:


الدور الجاي… هيكون فيك إنت."


بخخ 

الاكونت نايم بشكل صعب اكيد عشان الميدترم صح، ياعيني عليا وعليكم بجد... 


#تمت

تعليقات

التنقل السريع