رواية أغوار عزيز الفصل الحادي عشر العاشر 11بقلم سارة الحلفاوي حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية أغوار عزيز الفصل الحادي عشر العاشر 11بقلم سارة الحلفاوي حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الحادي عشر
- ريحتك برفان حريمي!!! إنت كنت فين يا عزيز!!
قالها بيبصلها بسخرية:
- كنت بتجوز!!!!
وقفت تبصلُه و كإنه قذفها بـ نيزك، عيونها بتتوسع .. و الدموع بتتجمع فيها، بتحاول تلمح في عينيه أي لمحة هزار بايخ، صدرها إبتدى يعلى و يبهط و كإنها بتغرق، غمضت عينيها من قوة النغزات اللي بقت حاسة بيها في قلبها، رجعت بصتله و قربت منه بتقول و نفَسها بيتقطع .. و الحروف بتخرج منها بالعافية:
- هو .. هو إنت بتهزر ولا .. بتتكلم .. جد؟
إبتسم ساخرًا، مُتلذذ برؤية الوجع في عينيها .. حَب يزودُه أكتر فـ قرّب منها .. مسك كفيها بقسوة شديدة بيشدها على صدره و بيقول بحدة:
- شمي كدا ريحتي و هتعرفي أنا بهزر و لا بتكلم بجد .. أنا لسه جاي من عندها .. و على فكرة هي تحت مع أمي وحابب أوي .. أعرفكوا على بعض!!!
إنتفضت و محسِتش بنفسها غير و هي بترفع إيديها الصغيرة .. بتديله قلم قوي خلاه يغمض عينيه بيحاول يتحكم في أعصابه و مينهالش عليها بالضرب و تموت في إيديه، مهربتش و هي شايفة ملامحه بتتوحش .. مكانتش مُدركة أصلًا للي بيحصل، ضربته على صدره عدة ضربات بتقول و صدرها بيتهدج بعنف:
- بتتجوز عليا!!! أنا قاعدة هنا قلبي بيتقطع عليك و إنت هناك في حضن مراتك الجديدة!
شدت شعرها لـ ورا بتصرخ فيه و هي بترجع خطوات لـ ورا:
- لاء .. لاء أنا مـش قـادرة أتحمـل!!!! طلقني .. طلقني دلوقتي!!!!
كان لسه مغمض عينيه أسنانه بتصتك ببعض من شدة غضبُه، صوت التكسير اللي حواليه خلاه يفتح عينيها و هو شايفها فقدت صوابها .. بتكسر كل اللي تقابله قدام عينيها، وشها أحمر و شعرها أشعث و أنفاسه مبعثرة، فضل واقف بيبصلها حاطت إيديه في جيبه .. لكنه قطب حاجبيه و هو شايفها بتضرب على ودنها و شعرها يجنون هيستيري، قرّب منها و بعنف مسك رسغيها بينزلهم من على ودنها و منتصف وشها اللي بقى كتلة من الدم من شدة إحمراره، هدر فيها بقوة و هو مقربها ليه:
- بطلي بقى شغل الجنان ده .. أنا ماسك نفسي عنك بالعافية!!!
نفت براسها بتقول و هي بتنهار و قدميها بتخونها فـ بتحاول تبعد عنه عشان تقعد على الارض بتقول بهمس لعدم قدرتها على الحديث:
- سيبني .. سيبني أقعد رجلي مش شايلاني!!!
حاوط خصرها بيسند جسمها اللي تقل على دراعه، بيراقب ملامحها اللي بترتخي و كإنها على وشك أن يغشى عليها، بتهمس بألم:
- سيبني .. شيل إيدك .. أنا بكرهك!!
حملها بين ذراعيه و حطها على السرير فـ غمضت عينيها بتعب بتحط إيديها على قلبها بتتآوه بألم:
- آآآه .. آه قلبي!!!!
بصت حواليها بفزع، و قامت و هي بتقول بهيستيرية:
- أنا بعمل إيه هنا .. أنا عايزة أمشي من هنا!
دخلت غرفة تبديل الثياب، و طلعت شنطة سفر تخصها و حطت فيها هدومها كلها بعشوائية بترميهم في الشنطة، دخل وراها و وقف على إطار الباب بيتمتم بهدوء:
- لو فاكرة إني هسيبك تمشي عادي كدا تبقي غلطانة؟
غمضت عينيها و رمت آخر قطعة كانت في إيديها جوا الشنطة بتلتفت ليه و بتقول بحدة:
- عايز إيه .. عايز مني إيه ها؟!!
إلتمعت عينيه بغل و قال بحدة:
- عايز أرجع حق أخويا منك!!!
ضحكت من قلبها .. ميّلت لُقدام من شدة ضحكاتها، و رجعت وقفت قُدامه بتقول بقوة:
- طب و حق يزيد يا أخويا .. ولا نسيتوه!!!
تابعت بحدة:
- أنا لما إتجوزتك .. مفكرتش أبدًا أخد حق يزيد منك عارف ليه؟ عشان عندي مُــخ .. و عارفة إن ملكش ذنب، إنت عايز تنتقم مني ليه في حاجة ماليش ذنب فيها!!!
صرخت في في آخر جُملتها فـ مقدرش يتحمل، قبض على فكها بنعنف بيقربها منه هادرًا في وشها:
- صوتك ميعلاش بدل ما ورحمة أبويا أجيبك تحت رجلي و يا عالم هتطلعي عايشة ولا ميتة! أنا هاخد منك حقي عشان إنتِ السـبـب في موته، إنتِ اللي جيبتي الوسخ اللي قطعله الفرامل و كنتي بتتواصلي معاه أول بأول .. مـــش كــــــدا!!!
تغاضت عن فكها اللي هيتكسر في إيدُه، و قالت مصدومة:
- إنت بتقول إيه!!! مين اللي قالك الكلام الفارغ ده!!!
نفضها من إيدُه و صوته بيعلى بجهورية:
- إخـرسـي بقى بطلي كدب .. إنتِ إيه مبتشبعيش!!!
سندت على إحدى الطاولات مغطية وشها بكفها، رفعت عينيها ليه و قالت:
- إنت ليه مبتصدقنيش .. ليه طول الوقت شايفني شيطانة أوي كدا!!
قرب منها و صرخ في وشها قائلًا:
- طب مـ إنتِ فعلًا شيطانة!! الوش البريء ده بتخدعي بيه كل اللي حواليكِ و إنتِ في الحقيقة .. رخيصة!!!
إتسعت عينيها مصدومة من اللي بتسعه، و مقدرتش تتحمل كلامه فـ هدرت في وشه بقسوة:
- ماشي يا عزيز .. أنا بقى شيطانة .. و أنا اللي دبرت موتة أخوك!!! مبسوط كدا؟ و أحب كمان أعرفك إنك مبقتش فارق معايا .. تتجوز تطلق إعمل اللي تعملُه .. و إوعى بقى من سِكتي عشان أنزل أبارك للعروسة الجديدة!!!
و ضربته في كتفه عشان تعدي، وقف مذهول من كلامها، مش قادر يصدق إنها إعترفت بلسانها، و إن على كلامها مبقاش يفرق كعاه، مشي وراها بخطوات بتطوي الأرض فـ لاقاها بترتب خصلاتها، و بتحُط أحمر شفاه قاني .. بتعدل ثيابها و بتنثر عطرها، و سابت الجناح و مشيت، فاق من صدمتُه و مشي وراها، لاقاها بتنزل على السلم بتمَخطُر، وقفت قدام أمه و مراته الجديدة التي تُدعى ندى، ذات الخصلات القصيرة و القوام المكتنز برشاقة على عكس نادين اللي كانت أشبه بالقوام الفرنساوي، كانت مختلفة في كل حاجة عن نادين .. نادين بشرتها مرمرية بيضاء .. و قمحاوية مايلة للسمار، عينيها غامقة عكس نادين اللي عينيها عسلي، كانت مختلفة عنها في كل حاجة و كإنه قاصد يدايقها، وقفت ندى قُدامها بضيق بينما نادين رسمت إبتسامة صفرا على ثغرها بتردف:
- إزيك يا .. معلش عزيز نسي تقريبًا يقولي إسمك!!
هتفت و هي بتمد إيديها عشان تسلم عليها، فـ مدت ندى كفها بتقول بحنق:
- ندى!!!
- أهلًا يا ندى!!
قالتها بترحاب، بينما حدجتها ثرية و كإنها بأربع أذرع مُندهشة من طريقتها، سابتها ندى و راحت لـ عزيز، إحتضنت خصرُه و قالت بخبث:
- عزيز بردو مقاليش إسمك .. أصلُه بينسى كل حاجة و هو معايا!!
في لحظة .. كل حصونها إتهدمت .. كل برودها إختفى، قناع القوة اللي ككانت لابساه وِقع و فضحها، لما شافتها لامساه و محاوطه خصرُه .. حركتها المفضلة مبقتش بتاعتها، كتمت شهقة ... و عياط و أهات لما لقته هو كمان بيحط إيده على كتفه .. بيلمسه صعودًّا و هبوطًا، بردو دي الحركة اللي كان متعود يعملها ليها، حسـت بنفسها بيضيق .. مقدرتش تكمل المسرحية دي فـ قالت بهدء بتحا ط تبان طبيعي:
- نادين رفعت يا ندى!!
و إتحركت نِحية السلم بتعدي من جنبه بتطلع و هي بتقول بصوت قوي زيفته ببراعة:
- أنا في جناحي بقى لحد م الغدا يجهز!!
وقفها لما ندهلها بعد ما كانت إتخطتُه، فـ وقف مغمضة عينيها:
- عايزك تفضيلي الجناح يا نادين!!!
خنجر فضل يزقه في قلبها لحد م غرقت في بحور دمها .. هيناموا على السرير اللي كانت بتنام معاه عليه .. هيستخدموا نفس الحمام اللي كانت بتسخدمه معاه .. هيسحمها زي ما عمل معاها؟ و هيلسها زي ما لمسها؟ تساؤلات كان ليها الفضل في نهش دماغها، لكنها إلتفتت له و قالت بقوة و إتزان تُحسد عليهم:
- حاضر .. بس كدا!!
و رجعت جناح بخجوات سريعة، دخلت و أول ما قفلت الباب قعدت على الأرض و إنهارت في عياط قاسي و اللي حمدت ربنا عليه إن جناحهم عازل للصوت، قعدت على العرض بتعيط من قلبها و شهقات بكاءها قاتل، غطت وشها بكفيها بتبكي بحرقة غلبت يكاءها على موت أبوها، ضربت الأرض بكفيها بتتآوه بصوت عالي رافتة راسها لفوق و مغمضة عينيها
- آآآآه يـــارب!!!! يـــارب شيله حبه من قلبي يارب كرهني فيه يا ربي أتوسل إليك!!!!
فضلت على الأرض دقايق، و حاولت تقوم بتسند على الحيطة، راحت لشنطتها اللي كانت فيها لبسها بالفعل و غادرت الجناح بعد م بصتله للمرة الأخيرة و دموعها بتنزل بصمت، بتفتكر اللحظات الجميلة اللي عاشتها معاه، طلعت من الجناح و دخلت جناح تاني، حاولت تلهي نفسها عشان ميجرالهاش حاجة و إبتدت ترص هدومها في الدولاب، مشيت بعدها بتعب غريب ضرب جسمها و إترمت على السرير و نامت من غير مقدمات، هي اللي كانت حارمة نفسها من النوم ٣ أيام من خوفها عليه!!!
نامت كتير .. يوم كامل نايمة و كإنها بتهرب من الواقع، لحد مـ فاقت على لمسات حنونة، فـ قتحت عينيها بلهفة تظنه عزيز، لكن غمضت عيننيها بحزن لما لقتها أم حمادة .. جايبة صينية و حاطها على الطاولة. و بتحاول تصحيها قائلة برفق:
قومي يا حبيبتي .. قومي كليلك لُقمة!!
هي فعلًا جعانة، قامت من غير كلام و قعد قصاد الطاولة و إبتدت تاكل .. و في وسط الأكل سألتها بجمود:
- عزيز فين يا أم حمادة؟
تنهدت أم حمادة مشفقة عليها، بتقول بحرجٍ:
- هو .. هو مع المدام في الجناح!!
أومأت لها بهدوء، و كملت أكلها، لحد ما شبعت و لفت ليها بتقول بإمتنان:
- تسلم إيديكِ!!!
- الله يسلمك يا قلبي!!
قالتها أم حمادة بحنان فائض و خدت الصينية مغادرة، قامت نادين تستحم و ترتدي شورت بالكاد يصل لما قبل منتصف فخذها من خامة الجينز، تعلوه كنز و كتفها اليمين ساقط، لملمت خصلاتها بـ كعكة فوضوية فـ يدت شهية، خرجت من الجناح و لا تعلم لِم قصدت جناحه، و ليتها لم تفعل، لم يكن الباب مغلقًا بالكامل، قدرت تشوف اللي بيحصل جوا، كانوا واقفين بيتكلموا لكن مقدرتش تسمعهم، لكنها إرتد جسمها بصدمة لما لقته بيقرب منها و ضهرها ضد الحيطة .. و شفتيه بتسير على طول عنقه بقبلا راغبة تقسم أنها تماثل تمامًا تلك التي كان يقبلها به، حبست أنفاسها برئتيها و هي شايفة ججوزها يفعل مع إمرأة أخرى مثلما كان يفعل معها، شعور القهر اللي حاسة بيه دلوقتي ملهوش مقارنة، فضلت واقفة شايفاه إيديه بتمشي على جسمها فإنهمرت دموعها بألم شديد، شايفاه بيفتح زرار قميصها فـ مقدرتش تتحمل اللي بتشوفه و جريت بتنزل على السلم برؤية مشوشة لدرجة إنها كانت هتُقع أكتر من مرة، خرجت الجنينة و هي حاسة بـ ضيق في نفسها، و قعدت على كنبة تشبه المرجية، شاردة قدامها و دموعها بتنزل بصمت تام و كإنها فاقدة النطق
*********
نفضها من إيديه لما لاحظ إن نادين مشيت، فـ إهتاج صدر الأخرى مما فعل و تجاوبها معه بتقرب منه تاني ماسكة قميصه قائلة بإغراء:
- وقفت ليه؟!!!
أبعد إيديها بإشمئزاز .. و كإن لمسة أي ست تانية على جسمه غيرها بتكويه!! و قال و هو بيبعد عنها موليها ضهره بيمشبطي في الأوضة ذهابًا و إيابًا:
- نادين كانت واقفة .. عملت معاكي كدا عشان متشكش إن جوازنا صوري .. و ياريت متنسيش ده!!
مشيت نِحيته بتتأمل ضهره العريض بإعجاب شديد، حاوطت خصرها ساندة راسها على ضهره فتشنج جسده بتقول بصوت رقيق مغوي:
- بس أنا عايزاك يا عزيز .. جوازنا بالنسبالي مش صوري و نفسي نتممه دلوقتي!!!
نفضها عنُه كالخرقة المُتسخة، و إلتفت لها بيرفع سبابته في وشها هادرًا بها بعنف:
- إياكي تاني مرة تلمسيني، و إوعي دماغك الوسخة دي تجيبك إني ممكن ألمسك!! أنا لا طايقك و لا طايق صنفك كلُه!!!
بصتله بعيون حارقة، بتصرخ بحدة:
- متجمعنيش معاها .. أنا مش كدابة ولا خاينة زيها!!
محستش بعدها غير بصفعة بتنزل على وجنتها، ملحقتش تدارك القلم لما شدها من شعرها بعنف بيهزها بقسوة:
- إخرسي و سيرتها متجيش على لسانك النجس ده!
نفضها من دراعه فإرتدت خطوات لورا حاطة إيديها على خدها متسمرة بصدمة، سابها هو و خرج بخطوات عنيفة، و بلهفة كان بيدور عليها في كل مكان، راح للجناح ملقهاش، إتجنن و بدأ يدور عليها بهيستيرية، مشاعر مختلطة إجتاحتُه ما بين خوف و قلق و غضب و رُعب من فكرة إنها سابتُه، خرج للجنينه ناوي على معاقبة الحراس اللي ظن إنها هربت من وراهم زي المرة اللي فاتت، لكنه لمحها قاعدة على المرجيحة، شِبه نايمة و رجليها كلها باينة بسبب الشورت القصير اللي لابساه، مغمضة عينيها، بصلها .. الشوق كان بيتقافز من عينيه، فضل لثواني و فجأة إتحول الشوق لغضب ناري بعد مـ أدرك إنها مش في أوضتهم و إنها نايمة في وسط الجنينة و جايز عين الحرس تُقع عليها!!
راحلها بعصبية، مسك دراعها فـ شهقت بخضة فـ قال بعنف:
- نايمالي في الجنينية بـ شورت مخلي فخادك كلها بـرا!!! حد قالك إني مركبهُم!!!
نفضت دراعها من قبضته بتقوم و تقف بتصرخ في وشه:
- إنت مالك بيا!!! مالك بـ لبسي و جسمي!! مـ تروح تشوف مراتك اللي جاية بـ لبس أتكسف ألبسه قدامك!!!
مردش .. هو فعلًا ملاحظ لبس ندى المبالغ فيه لكنه متكلمش يمكن لإنها متفرقلوش في حاجة، مسك إيديها و جرها وراه بضيق، فقدت أعصابها و صرخت بصوت عالي فيه بتضرب ضهره اللي طايلاه:
- إبعد .. إبعد بقى سيبني!!!
دخلها القصر و منه للجناح و مافيش قُدام عينيها إلا صورته و هو بيبوسها، غلي الدم في عروقها و إبتدت ضرباتها تبقى أعنف و من غير وعي رددت:
- إنت مش في كنت في حضن مراتك!! جايلي ليه م تسيبني في حالي!!
زقها ع الحيطة و قال بمكرٍ:
- آه كنت في حضنها .. عندك مشكلة!!!
بصتله بإحتقار حقيقي، و رفعت كفيها تضربه بقسوة على صدره مرددة بهيستيرية:
- طب روح .. روح كمل بوس فيها!!
- إنتِ زعلانة عشان بوستها و إنتِ لاء و لا إيه؟!!
هتف بهمسٍ يشبه فحيح الأفعى، مما جعلها تنكمش بتقزز مغمغمة:
- إبعد عني مش طايقاك!!
مرة تانية بتمس رجولته، لكن إشتياقه ليها كان أكبر من رغبة في معاقبتها دلوقتي، قرب من لدرجة خطيرة و قبض على كفيها معًا ورا ضهرها و بالكف التاني حاوط عنقها بيقول بخبث حقيقي:
- خلاص متزعليش أوي .. سيبيني أبوسك زي ما بوست ضُرتك كدا!!!
رفع ذقنها غصب، و مال على وشك إشباع ذلك العنق الطويل قبلات و فعَل بالفعل وسط صراخها و إعترضها الحاد .. و كإن شفتيه باتت مستعملة لا تليق بها، لم تكن قبلة بالنسبة لها، بل كانت بقع من النيران تكوي جسدها بدون رحمة!
مكانتش قادرة تشيل إيديها من إيده و تبعدُه من شدة قبضته على كفيها، لكن بعزم قوتها ضربت بقدمها كاحلُه ضربات عنيفة مأثرتش أبدًا فيه، لكنه قرر يبعد عنها، بصلها و ياريته ما عمل كدا .. عيون حمراء غاضبة و نظرات بترتكز في صدره تخبره بأن الموت أهون لها م موضع شفتيه، ساب إيديها و إبتلع رمقه و هو حاسس إنها إبتدت بالفعل تكرهُه!!، أول ما ساب إيديها و حررها من قبضته بعدت عنه، و راحت للحمام بتصفع الباب خلفها، قعد على الأريكة متجهم الوجه، حاسس بنغزات غريبة في قلبُه، إزدادت أكتر لما رفع عينيه و لاحظ رقبتها الندية .. عِرف إنها غسلتها! بقت تقرف منُه؟! تسائل مصدومًا .. هي اللي كانت بتتمنى قُربه و لمساته، دلوقتي بقت تغسل موضع شفتيه، إتجنن و خرج من الجناح قبل ما يتهور و يندم على اللي ممكن يعمله، خد عربيته و مشي من غير وجهَه، للحظة ندِم .. هو حقيقي وجعها، برغم وجعه من الأمر برمتُه لكنه وجعها أضعاف،
قطب حاجبيه بيتخيل إحساسها لما شافته بيقبل ندى بتلك الحميمية اللي زيفها ببراعة .. لو كانت الأدوار إتبدلت .. و شافها مع حد يمكن كان خرب الدنيا على دماغها، مجرد تخيل الأمر شوش تفكيرة و كان هيبط في عربية، صف بسيارته جانبًا بيحاول يلملم شتاته، بيفكر أد إيه إنساق بغضبُه لأفعال جنونية ضيعتها من إيديه، قادر العربية تاني و رِجع للقصر، مش عايز حاطة غير إنه ينام في أحضانها، إبتسم بألم متذكرًا حنانها معه قبل تلك النكبة، متذكرًا لحظاتهما معًا، دلف للقصر فوجد والدته تتسامر مع ندى و يبدو أنهما تآلفا بشكل كبير، إستغرب لكنه طلع للجناح اللي بقت تقطن فيه من غير تفكير، فتح الباب بلهفة و دخل الأوضة لكن مالقهاش، فتح باب المرحاض بهمجية لكن بردو ماقالهاش، تسرب القلق لقلبُه، و للحظة شعر بقلق لا مثيل له، و كإنه شعر بأمرٍ ما إستاء له قلبه، كان بيدور عليها زي التايه من أمه .. المجنون اللي عاش عمره كله ضال طريقه و بعد ما لقاه .. نسيه!! مافيش بني آدم إلا و سألُه في القصر، كلهم أكدولُه إن محدش شافها من وقت جلوسها في الجنينة الصبح، ركب عربيتُه و بجون ساق للڤيلا بتاعت أبوها، سأل الحرس لو كانت جات لكنهم نفوا، قطب حاجبيه مصدوم بيحاول يفكر فين راحت .. مالهاش مكان غير بيته و بيت أبوها .. متعرفش حد تروحله!! شد شعره لـ ورا بجنون، و هنا أدرك إنه خسرها .. بالكامل!!
حاول كتير يتصل بيها لكن تليفونها كان مقفول، راح مكتبُه و شغل كُل الكاميرات اللي في القصر و اللي قدام كل البوابات لكن ملقاش ليهة أثر، أخد تليفونه و إتصل بمن يُدعى نادر بيهدر فيه بصوت عالي كلُه قلق:
- أنا مراتي إختفت من بيتي يا نادر!! دورلي عليها .. متسيبش فندق .. مستشفى!!!
سكت مغمض عينيه و قلبه بيوجعه من مجرد فكرة إن ممكن تبقى جرالها حاجة، كمل بعنف و فقدان أعصاب:
- و لا قِسم غير لما تدور فيه يا نادر .. أنا عايز بكرة الصبح عنوانها يبقى عندي!!!
أتاه صوت نادر بتهذيب:
- حاضر يا عزيز بيه .. فيه بس شوية معلومات لازم تبقى معايا عن الهانم عشان أعرف أجيب لحضرتك مكانها بالظبط!
- ماشي يا نادر .. قولي عايز تعرف إيه و أنا هعرفهولك!!
أنهى مكالمته معاه بعدما أعطاه المعلومات الاازمة كإسمها الثلاثي و مواصفاتها، جلس بعدها واضع رأسه بين كفيه محني الظهر لأول مرة، أنفاسُه بالكاد يلتقطها، مش قادر يتخيل إنه ممكن ميشوفهاش تاني، سمع طرقات على الباب فـ قال بإرهاق:
- إدخل!!
دلفت أم حمادة بتوتر، بتقول منكسة رأسها:
- ممكن يا عزيز بيه لو حضرتك فاضي أتكلم معاك في حاجة!!
رفع عيناه لها بتعب و أسند ظهرها على المقعد بيقول:
- أجلي أي كلام دلوقتي يا أم حمادة!
قالت بنظرات ذات مغزى:
- حتى لو كلام يخُص نادين هانم!!!
إنتفض من على مقعدُه، قرب منها بخطوات هرِعة بيقول بلهفة:
- نادين!!! إنتِ عارفة مكانها؟!!!
نفت أم حمادة برأسها مغمغمة بأسف:
- لاء يا بيه مش بالظبط!!
- أومال .. إنطقي يا أم حمادة أنا فيا اللي مكفيني!!
قال بعد ما مسح على وشه بعنف و عروقُه بارزة، هتفت الأخيرة بهدوء:
- حاضر يا باشا .. أنا كنت عايزة بس أقول لحضرتك إني سمعت ثُرية هانم بتتكلم في التليفون مع واحد .. الظاهر إن هو نفسه اللي جابته هنا و هو اللي قتل شريف بيه، كانت بتقولُه إنها عايزاه يبعتلها تسجيل بصوته بيقول فيه إن نادين هانم السبب و بتتفق معاه على مبلغ معين .. مقابل الكلام ده!!
جحظ بعينيه مصدوم من اللي سمعه، و قال بحدة:
- إيه اللي إنتِ بتقوليه ده!!!
هتفت الأخيرة بإرتجافٍ:
- و حياة إبني حمادة يا بيه ده اللي حصل .. و أنا مقدرتش أشوف نادين هانم مظلومة و أقف ساكتة كدا! عشان كدا قررت آجي أقول لحضرتك!!
- يعني .. نادين مظلومة؟!!
قال و هو بيدور في الغرفة مش قادر يتمالك أعصابه، بيضرب على سطح المكتب قائلًا بعنف:
- ليه .. ليه مقولتيليش! من بدري قبل م أبهدلها معايا بالشكل ده!!! ما ترُدي!!
هتفت أم حمادة بحزن:
- والله يا بيه كنت خايفة الهانم لو عرفت تقطع عيشي، كنت خايفة أوي يا بيه أعذُرني أرجوك!!!
- طب إطلعي .. إطلعي برا!!!
قال و هو بيشاورلها بأنفاس متقطعة، قاعد على حرف المكتب بقدمين متعبتين، خرجت بالفعل مسرعة، ضرب هو على جانبيه فوق سطح المكتب بكفيه بعنف بيصرخ:
- غـــبـــي!!! غــبــي غـبـي!!! إزاي أصدق إنها ممكن تقتل! إزاي أعمل فيها كدا!!
غصب عنه نزلت دموعه، بيقوم و بيميل على المكتب بيقول بألم:
- خسرتها .. للأبد، خلاص مش هشوفها تاني!!
************
الساحل الشمالي، في أحد الشاليهات بإسم رفعت محمد
قفلت باب الشاليه وراها، خطت بقدميها الحافية و خلخالها الرنان بتغمر قدميها في الرملة الناعمة، و لأن الوقت في شروق الشمس فـ كان مظهر البحر حابس للأنفاس، ركلت بعض الرمال مُبتسمة، و قعدت على كُرسي قُريب من البحر، مُبتسمة بإتساع، بتضم قدميها لصدرها و بتتنفس بحُرية كبيرة، السعادة مرسومة على وشها لسه بتحاول تُدرك إنها هربت .. هربت بلا عودة، مشيت و سابتُه و إتحررت من سجنُه اللي كان مقيدها، مترددتش لحظة في الهرب، مبصتش وراها .. ندمانه على كل لحظة قررت فيها تصبر على اللي بيعمله و تكمل معاه، و أول ما هربت بمساعدة أم حمادة اللي كانت عارفة كل الأبواب السرية اللي في القصر قررت تغير رقمها و تبدأحياة جديدة كُليًا!! قامت من على الكرسي وفردت ذراعيها جوارها و هي بتقرب من البحر رافعة راسها لفوق بتردد بإمتنان:
- الحمدلله .. أحمدك يارب .. أحمدك يارب!!!
**********
شهر .. إتنين .. تلاتة من اغير ما يعرف عنها حاجة، بقى عصبي بشكل غريب، مبينامش غير ساعة أو ساعتين في اليوم كله .. بيقضي باقي يومه بيلف عليها في الشوارع أو بيشتغل، لكن مافيش نتيجة، حتى نادر مقدرش يلاقيها، حياته إتغيرت بعد ما سابتُه، كإن روحُه إنطفت و ملامحه بقت باهتة، طلّق ندى بعد ما عرف الحقيقة مُباشرةً، و مبقاش بيتكلم مع أمُه إلا للضرورة القصوى، مبقاش طايق يشوف وش ست غيرها .. ولا يلمس غيرها، كان قاعد في مكتبه داخل الڤيلا، لحد ما طرقات على الباب قطعت شروده، سمح للطارق بالدخول فـ دلفت أم حمادة بـ وجهٍ شاحب، بصلها بإستغراب و قال:
- مالك يا أم حمادة .. حصل حاجة؟!
هتفت أم حمادة بـ رجفة:
- مـ .. مافيش يا بيه في واحد .. قاعد برا عايز حضرتك!!!
قطب حاجبيه و قام بيقول بحيرة:
- واحد مين!
سكتت و مقدرتش تنطق فـ خرج من المكتب، و لقى راجل لابس نضاره في إيدُه بعض الأوراق، قرب منه و قال بغطرسته العتادة:
- خير؟!
هتف المُحضر بضيق من أسفل نظارته:
- عزيز القناوي؟
- أيوا!!
هتف الأخير و قدر بدأ القلق يدغدغ قلبه، فـ هتف الأخير يمد له ورقة قائلًا بشماته شعر بها نحو ذلك الطاووس:
- طيب إمضيلي هنا يا حضرت، مراتك مدام نادين رفعت رافعة قضية خُلع عليك و الجلسة يوم ١٢\٩
يُتبع♥
أي خدمة يا حبايبي♥😉
#أغوار_عزيز ♥
أو يغور عزيز أيهما أقرب😂😂😭
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا