رواية بين احضان العدو الفصل الحادي عشر 11بقلم سارة علي ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية بين احضان العدو الفصل الحادي عشر 11بقلم سارة علي ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
الفصل الحادي عشر
جلست فوق السرير تبكي بصمت ...
لماذا يحدث هذا معها ..؟!
ما الذنب الذي إرتكبته لتعيش هذا الكم من المأساة ..؟!
وضعت كفها فوق فمها تكتم شهقاتها بينما العبرات تنهمر فوق وجنتيها بحرارة ...
هوت بجسدها فوق السرير وهي تنتحب بمرارة ...
الحياة ظلمتها كثيرا وهي لم يعد بمقدورها التحمل ...
والدها نبذها منذ طفولتها ووالدتها تركتها ورحلت بلا رجعة ...
لم تجد يوما من يحتضنها ويربت فوقه قلبها المحطم ...
عاشت طوال حياتها ذليلة خاضعة لا حول لها ولا قوة بشيء لكنها حقا تعبت من هذه الحياة ولم تعد قادرة على المواصلة بهذه الطريقة ...
إنتفضت من مكانها فجأة تدور بعينيها في المكان حوّلها قبلما تندفع خارج الغرفة لتجد الشقة فارغة وعلى ما يبدو إنه غادر المكان وتركها وحيدة ..
إتجهت نحو الباب تحاول فتحه لكنها بالطبع كانت مغلقة فضحكت بيأس وهي تلعن غبائها الذي صوّر لها للحظة عكس هذا ...
تحركت نحو المطبخ الذي كان مرتبا بعناية ...
فتحت أحد الأدراج لتجد مجموعة من السكاكين فسحبت إحداهن وعادت تغلق الدرج مجددا قبلما تغادر المطبخ والسكين بيدها ...
عادت إلى غرفتها تخفي السكين تحت مخدة السرير ثم تعاود الجلوس مكانها بصمت تبحث عن أي طريقة للتخلص والهرب من هذا المجنون الذي لا يريد أن يتركها وشأنها ...
**
كان يهم بمغادرة القصر عندما وجد كريمة تنادي عليه وهي تركض نحوه …
طالعها مستغربا عندما وقفت قباله تهتف :-
" زينة ليست هنا يا بك … "
" ماذا تقولين أنتِ …؟! كيف يعني ليست هنا …؟!"
سأل بدهشة لتجيبه :-
" بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها … أخشى إنها تعرضت لمكروه ما .."
وجمت ملامحه غير مصدقا ما يسمعه قبلما يخطر هاشم فورا على باله فيهتف بنبرة جادة :-
" سأبحث عنها … لا تقلقي أنت …"
" أرجوك يا بك فهي لا مكان لديها لتذهب إليه … أخشى أن يصيبها مكروه ما …"
قالتها بنبرة راجية ليربت فوق كتفها وهو يخبرها ببسمة مقتضبة :-
" لا تقلقي … سأجدها سالمة بإذن الله …"
ثم تحرك خارج المكان وهو يجري إتصالا بأحدهم يخبره بنبرة آمرة :-
" أريدك أن تراقب هاشم و تخبرني أينما يذهب …. لا أعلم تصرف أنت … دع أحدهم ينتظر عند القصر فربما يعود إليه … "
أنهى إتصاله وأخذ يلعن هاشم وهو متأكد بأنه وراء إختفاء زينة المفاجئ …
قرر العودة إلى الداخل ليجد الجميع مجتمعا على مائدة الإفطار …
شملهم بنظرة باردة قبلما يسأل عوف الجالس مكانه يتناول طعامه :-
" أين ولدك يا عوف …؟!"
تغضنت ملامح عوف وهو يجيب بإقتضاب :-
" لا أعلم …"
مال نحوه يهدر بحدة :-
" أخبره أن يتوقف عن حماقاته قبلما أتصرف معه بنفسي وبشكل لن يروقه أبدا …"
" ماذا تقصد …؟! ماذا فعل هاشم …؟!"
تسائل عوف بحدة بينما هدر رعد به :-
" ما بالك تتحدث معه هكذا …؟! وما شأنك بهاشم …؟!"
إستدار نحو رعد يصيح به محذرا :-
" أنت إخرس ولا تفتح فمك … بالمناسبة إبنتك ليست هنا … لا وجود لها هنا …"
تمتم رعد بدهشة :-
" من تقصد …؟! زينة …؟!"
" جيد إنك ما زلت تعتبرها إبنتك…"
قالها بسخرية ليهدر رعد بحزم :-
" لا شأن لك … وماذا يعني ليست هنا …؟! أين ذهبت ..؟!"
" لا علم لدي …"
قالها باسل ببساطة عندما هتفت ضحى ببرود :-
" ربما هربت … هربت منك …"
طالعها باسل بنظرات باردة ليرد عليها :-
" هربت مني أنا أم من جحود عمك وقسوته …؟!"
صاح رعد بنظرات حادة :-
" أخبرتك ألا تتدخل فيما لا يعنيك …"
هتفت رشا وهي تنتفض من مكانها بضيق :-
" توقف يا رعد … اترك باسل الآن وابحث عن إبنتك … أين ستذهب …؟! ربما أصابها مكروه …"
" فلتذهب إلى الجحيم …"
قالها رعد ببرود وهو يندفع مغادرا المكان تتابعه نظرات رشا الغير راضية عن تصرفاته كعادتها …
**
فتحت عينيها على صوته وهو يهمس بإسمها بصوت مرتفع قليلا …
إنتفضت من مكانها وهي تستوعب إنها غفت مكانها دون أن تدري …
طالعت هاشم الذي كان يطالعها بنظرات حارة بتوتر قبلما تنزوي على نفسها وهي تسأل بقلق :-
" ماذا تريد …؟!"
" الطعام …"
قالها وهو يرفع الكيس الذي يمسكه بيده لتجيب بوجوم :-
" لا أريد شيئا منك …"
تنهد بضيق ثم قال بجدية :-
" تناولي طعامك يا زينة كي لا تموتي من الجوع …"
ثم وضع الكيس أمامه لتصيح بحنق :-
" ليتني أموت وأرتاح من هذه الحياة …"
صاح بها هادرا :-
" لا تقولي هذا … إياك أن تكرريها مجددا …"
طالعته بتجهم بينما هم هو بالمغادرة لتوقفه فجأة وهي تسأله بسخرية :-
" هل تخاف علي…؟! هل تخشى موتي ..؟!"
" بالطبع …"
قالها وهو يستدير نحوها وهو يضيف بصدق :-
" بالطبع أخاف عليك وبشدة فأنا لا أستطيع أن أحيا بدونك …"
سألته بتهكم مرير :-
" تخاف عليّ لدرجة أن تنتهك جسدي مرارا …"
تنهد بتعب ثم قال بخفوت :-
" أخطأت وأعترف بذلك .. ربما وقتها لم أستوعب إنني أحبك … ظننت إنني منجذب فقط لجمالك المثير و …"
قاطعته بحدة :-
" هذا ليس مبررا … أنت تصرفت بقذارة لا يمكن لأي شخص أن يتقبلها أو يغفرها …"
" فقط امنحيني فرصة … فرصة واحدة … سأجعلك تنسين ما عشته معي … أعدك .."
أشاحت وجهها جانبا دون أن تجيبه ليتنهد بعمق ثم يتقدم نحوها منحنيا بجسده أمامها مرددا برجاء :-
" مرة واحدة فقط …. جربي يا زينة … لن تخسري شيئا … أعدك بهذا …"
بقيت ثابتة على وضعيتها دون أن تصدر أي ردة فعل منها ليطالعها للحظات بصمت آملا أن ترد على حديثه قبلما ينهض من مكانه مغادرا المكان بملامح حزينة …
**
مساءا …
كان يصيح بغضب :-
" ماذا يعني لم يظهر …؟! ابحثوا عنه في كل مكان … لا أريد أن تمر الليلة دون أن تجدوه …"
أغلق الهاتف بعنف هم بالمغادرة عندما فوجئ برشا زوجة خاله في وجهه تسأله بخفوت :-
" لا خبر لديك عن زينة …؟!"
هز رأسه نفيا لتضيف بقلق :-
" أين ستذهب مثلا ..؟! أنا خائفة عليها جدا …"
قال بجدية :-
" لا أعلم .. أبحث عنها منذ الصباح دون فائدة …"
" اسمعني يا باسل … أنا لا أعلم نواياك الحقيقية التي تكمن خلف رغبتك للزواج منها لكن ما أعلمه إن هذه الفتاة المسكينة عانت كثيرا … أكثر مما تتخيل .. أتمنى حقا أن تنصفها الحياة ولو لمرة واحدة … زينة بريئة وصغيرة ولا تستحق حياة ذليلة كالتي تحياها …"
" هل يمكنني أن أسألك سؤال …؟!"
" بالطبع .."
قالتها على الفور ليسأل باسل مجددا :-
" ما سبب تصرفات رعد معها ..؟! لماذا يكرهها هكذا…؟!"
طالعته رشا بتردد عندما قال بجدية :-
" أريد معرفة الأسباب وأعدك بأنني لن أخبر أحدهم بما ستقولينه .."
" ما تطلب مني قوله يعد سرا خطيرا يا باسل …"
قالتها رشا بجدية وهي تضيف بتردد :-
" وأنا لا أعرفك للدرجة التي تجعلني أثق بك وأفشي لك سرا كهذا …"
" لكنني وعدتك بأنني لن أخبر أحدا بما عرفته …"
قالها بجدية لتتنهد وهي تطالع المكان حولها بحذر عندما قالت بعد لحظات :-
" والدتها السبب … خانت رعد وهربت وبسببها كره رعد زينة ورفضها …"
" وأين والدتها الآن …؟!"
تسائل باسل غير مصدقا ما يسمعه لتجيب رشا بضيق :-
" ماتت فيما بعد …"
" إذا يكرهها بسبب خيانة والدتها … غريب أمره حقا …"
قالها باسل مندهشا مما عرفه لتخبره رشا بخفوت :-
" كان يعشق والدتها بجنون وتزوجها رغم أنف الجميع لذا خيانتها له كانت طعنة قاسية دمرته تماما …"
أنهت كلامها وغادرت بينما شرد هو فيما سمعه مقررا البحث جيد عن تلك الحقيقة التي عرفها لتوه والتي تخص رعد وزوجته السابقة والدة زينة فهو يشعر بوجود أسرار كبيرة خلف هذا الأمر …!
**
أنهت زينة تناول طعامها لتنهض من مكانها وتتحرك مغادرة الغرفة …
إتجهت نحو صالة الجلوس لتجد هاشم متمددا بجسده فوق السرير بشرود تام …
" هاشم …"
تمتمت بها بنبرة خافتة بالكاد وصلته لينهض من مكانه بسرعة غير مصدقا قدومها إليه ..
" نعم يا زينة …"
قالها بلهفة غير مسبوقة عندما أخذت تطالعه بتوتر قبلما تسأله :-
" هل تحبني حقا …؟!"
" أقسم لك إنني أحبك …"
قالها بسرعة لتبدأ بفرك يديها بذات التوتر وهي تضيف :-
" هل ستحميني من والدي وتبعده عني وعن حياتي …؟!"
" سأفعل لك ما تريدينه وعندما تتزوجيني ستبتعد عنهم جميعا ونعيش لوحدنا ولن أسمح لوالدك ولا لغيره بأذيتك أبدا …"
قالها وهو يضيف بنبرة آملة :-
" أنت تسأليني لأنك وافقت … أليس كذلك …"
أضاف برجاء
"قولي إنك وافقت … هيا …"
أخذت نفسا عميقا ثم قالت بعد لحظات :-
" أنا موافقة يا هاشم … لنتزوج طالما ستحميني من والدي والبقية … "
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا