رواية لعنه الصعيد الفصل الثامن 8 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية لعنه الصعيد الفصل الثامن 8 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الثامن
لعنه الصعيد
في صباحٍ خافت ، جلس شهاب على الكرسي الخشبي في ركن غرفته، عيناه معلقتان على جسد عالية المستلقي فوق السرير، شاحبة، ساكنة كأنها بين اليقظة والغيبوبة. يده متشابكة أمامه، ووجهه جامد، يملأه الشرود، وكأن عقله غارق في هاوية لا قرار لها حتي أغمض عينيه للحظة، ليعود إليه مشهد الأمس، يتفجر أمامه كالرصاصة
فلاش باك
كانت عالية نائمة، رأسها على صدر كمال، والأنفاس هادئة، والمشهد… قاتل فجحظت عيناه، وانكمشت عضلات وجهه، لكن جسده لم يتحرك. لم يصرخ، لم ينهار… فقط وقف، يتأمل المشهد بصمت ثقيل حتي قاطعه صوت أمين الخافت الذي مزق السكون مرددا :
اهدى يا شهاب... بلاش تتسرع
لكن شهاب لم يرد، فقط اقترب من السرير، يمد ذراعيه ببطء كأنما يرفع ثقل الدنيا… ثم حمل عالية بين ذراعيه برفق، وكأنها زهرة لا يجب أن تجرح..... والتفت لأمين وهمس بصوت منخفض:
خلي حد ييجي يشيل كمال… يرجعه البيت… وانا هشيلها
فلااش بااك
فتح شهاب عينيه مجددا، ليجد المشهد أمامه كما تركه… عالية، مستلقية بنفس الوضعية، كأن الزمن لم يتحرك، إلا في صدره. وفجأة، صدر منها صوت خافت، أنين متقطع، ثم بدأت تتململ، وفتحت عينيها ببطء، تبحث عنه بنظرات مرتعشة، وحين رأته، شهقت وسألته بلهفة:
اي ال حوصل؟! أنا… أنا حوصلي اي
اقترب منها شهاب وجلس على حافة السرير، وعيناه تحاولان أن لا تفضحا اضطرابه، ثم قال بصوت هادئ على غير عادته:
محصلش حاجه… بس انتي كنتي صوح... كمال عايش
رفعت رأسها فجأة، كأن صدمة كهربائية اجتاحت جسدها، ثم جلست وهي تلهث:
كمال.... عايش؟! أنا كنت رايحة هناك امبارح... بس مش فاكرة حوصل إي… مامتك كانت عارفة مكانه يمني شافتها جسما بالله
أومأ شهاب برأسه ببطء، ثم خفض نظره وقال:
أنا آسف... أنا غلطت في حقك جامد... وال عملته فيكي ده... مستحيل أسامح نفسي عليه
رفعت عالية نظرها إليه، وعيناها تلمعان من الدموع، لكنه لم يتمهل ليستمع لأي رد، فقط نهض من مكانه، وتابع:
لو عايزة تطلجي… هطلجك. ولو عايزة تمشي… ليكي كل الحق. … أنا مستعد أعمل أي حاجه علشان تسامحيني، حتى لو هضحي عمري كله
ثم دار على عقبيه، وخرج من الغرفة بخطوات بطيئة، ثقيلة، يترك خلفه امرأة مذهولة، وقلبا يرتجف من وقع الحقيقة، ونارا تتأجج في صدرها... ليس فقط من الصدمة، بل من الحزن أيضا وفي غرفةٍ اخري لا يسمع فيها سوى صوت أنفاس ثقيلة، كانت سعاد تجلس إلى جوار كمال، وجهها مشدود، ويديها ترتجف وهي تمسك بكوب ماء لم تشرب منه. تنظر إليه بعينين مليئتين بالغضب والخذلان، ثم صاحت:
خطة فاشلة… زيك..... ازاي تعمل اكده؟! أنا ما صدجت خرجتك من البيت… كنت هحميك من كل حاجه لحد ما تسافر… بس بغبائك ضيعت كل حاجه
رفع كمال رأسه بحدة، عينيه تشتعلان من الغيظ والمهانة، ثم صرخ:
ليه مجولتليش ان شهاب وعالية بيحبوا بعض؟! كان لازم أعرف… بس إنتي كدابة! وإنتي السبب في كل دا… بس أنا مش هسكت!"
نظرت إليه سعاد بعينين مشتعلتين، وصرخت بعنف:
حب إي وزفت إي؟! أخوك مستحيل يحبها… مستحيل! إنت فاهم غلط… لازم تهرب من اهنيه وتختفي قبل ما الفضيحة تكمل و
وفجأة… انفتح باب الغرفة بقوة ودخل شهاب، يقف شامخا كخيل هائج، عيناه تلمعان كأن بهما نارا من غضب لا ينطفئ و التفت إليهم ببطء، وصوته خرج أجشا، مخنوقا:
وبعدين؟! كملوا… سكتتوا ليه؟!"
لم يرد أحد. فـ اقترب شهاب بخطوات بطيئة، ثم مد يده فجأة إلى المرآة المعلقة على الجدار، وصفعها بقبضته بقوة، حتى تكسرت شظاياها وتناثرت في أرجاء الغرفة، ويده بدأت تنزف بغزارة، لكن وجهه لم يهتز. فـشهقت سعاد ونهضت تصرخ:
يا شهاب! إنت بتعمل إي؟! انا كنت خايفة عليه يا ابنب والله على كمال! مكنتش عايزة يوحصله حاجه
استدار شهاب نحوها بحدة، وصرخ بكل ما فيه:
وكل ال أنا عملته في عالية؟! مين هيحاسبني عليه؟! إنتي متعرفيش أنا عملت فيها إي…!ذنبها إي في كل ده!
صمتت سعاد، ووجهها شاحب من الصدمة فتدخل كمال، وصوته ممتلئ بالغيظ:
وأنا؟! وأنا مالي؟! أنا كنت هموت بسببها
التفت شهاب إليه كمن لا يراه، ثم قال ببرود جليدي:
موت… وريحنا. ال زيك اصلا لازم يموت
ارتجف وجه سعاد، واقتربت منه تتوسل، وهي تبكي:
يا ابني… دا أخوك… متعملش اكده بالله عليك … أنا همشيه، والله همشيه من البلد كلها
نظر إليها شهاب، وبصوت أكثر هدوءا لكنه مشحون كقنبلة:
الاسبوع الجاي… هيكون برا البلد. انا لحد دلوجتي أنا بدفع تمن غباؤه. بس لو قرب من عالية تاني… هجتله واها جولي لعزه تمشي من البيت علشان انا ناوي اجتلها وكفايه خطط فاشله بحا وتركيب صور وفيديوهات انا عرفت كل حاجه وان الفيديو ال شوفته متركب
القي شهاب كلماته ثم استدار وخرج من الغرفة ويده ما زالت تنزف، يترك وراءه رائحة الدم والندم، ويتركهم في صمت ثقيل، كأن لعنة قد حلت بهذا البيت… لعنة لا نجاة منها وفي المساء...
كان الليل ثقيلا كالغصة، والأنوار الخافتة تتسلل من خلف الستائر لتلقي ظلالا باهتة على الغرفة التي يغمرها الصمت...
حيث جلست عالية على الأرض وحقيبة مفتوحة أمامها، ويديها ترتجفان وهي تطوي ثيابها واحدة تلو الأخرى وتضعها داخلها.
الدموع انهمرت بصمت، ثم تتابعت كالسيل، حتى أصبحت شهقاتها مسموعة. و يمنى تقف قرب الباب، تحتضن نفسها بذراعيها، وعينيها تمتلئان بالقلق، قبل أن تهمس بتردد:
هتمشي؟!
لم ترد عالية، فقط واصلت الطي، حتى سقط قميص من يدها على الأرض، ولم تحاول أن تلتقطه، بل انحنت برأسها وبكت أكثر فـ اقتربت يمنى وجلست بجوارها على الأرض، وهمست برقة:
عالية… حرام عليكي.. انتي بتعيطي ليه؟! ده كويس إن شهاب عرف الحقيقة خلاص… الموضوع انتهى.
رفعت عالية عينيها نحوها محمرة ومنتفخة، ثم تمتمت بصوت مبحوح:
انتهى؟! بعد إي يا يمنى؟ بعد ما خسرت كل حاجه؟! بعد ما كل الناس بصتلي كأني خاينة
ثم دفنت وجهها بين كفيها وهي تبكي بحرقة:
أنا اتظلمت… اتكسرلي ضهرى جدام الناس!… وال عمله كمال فيا ده ميتغفرش… ده لازم يموت، والله العظيم لازم يموت وكمان مش هسامح شخاب علي ال عمله معايا
وضعت يمنى يدها على كتفها برفق وهتفت :
انسيه يا عالية… انسيه وابدئي من جديد. شهاب صدجك ومصدجش ال شافه بعينه… وده في حد ذاته معجزة! انتي فاهمة؟! أي راجل تاني كان زمانه خلص عليكي
هزت عالية رأسها، تحاول التماسك، لكنها فجأة توقفت عن الحركة، وأمسكت برأسها كأنما داهمها دوار مفاجئ فـ انتبهت فورا واقتربت منها:
مالك؟!
عالية تمتمت وهي تضع يدها على بطنها:
مش عارفة… حاسة بدوخة… جلبي بيرف بسرعة غريبة
أمسكت يمنى بمعصمها، تتحسس نبضها بأناملها، ثم نظرت في عينيها بجدية:
انتي شكلك تعبانة جامد… لأ، ده مش تعب عادي. أنا شاكة في حاجه… جومي معايا
مرت دقائق مشحونة، ويمنى تقف في الغرفة وحدها، تنتظر، وتقبض يديها ببعضهما بقلق واضح، وعيناها معلقتان بالباب ثم…
فتح الباب ببطء، وخرجت عالية، في يدها اختبار حمل، ووجهها شاحب كأن روحها خرجت لتوها…فـ نظرت إلى يمنى بعينين مذهولتين، ثم همست وكأن صوتها لا يكفي لحمل الصدمة:
يا يمنى… أنا حامل
وفي الاعلي كان كمال واقفا في شرفة مكتبه، يمسك بهاتفه المحمول بقوة وصوته يرتجف بالغضب:
النهارده.... عايز أسمع خبر موته النهارده... مفهوم
ثم أغلق الخط بعصبية وألقى الهاتف على الأريكة خلفه، وعيناه تتقدان حقدا لا يروى وبعد فتره قصيره إلى الطريق السريع، حيث كان شهاب يقود سيارته بجنون ووجهه شاحب، وعيناه تائهتان، ويده اليسرى تنزف دما يبلل المقود..... كانت أنفاسه متقطعة، وملامحه مضطربة، وكل شيء من حوله يتلاشى أمام صور تتكرر في رأسه بلا رحمة. تذكر عندما وقف أمام عالية، وهي تبكي بحرقة، بعد أن اعتدى عليها… تذكر الصراخ وتوسلاتها، والخذلان الذي سكن عينيها حتي ضرب المقود بقبضته وهو يتمتم بمرارة:
أنا حيوان... إزاي عملت فيها اكده... ازاي اظلمها بالطريجه دي
أدمعت عيناه، وبدأت السيارة تهتز تحت قبضته المرتعشة وفجأة، لمح في مرآة السيارة الخلفية مركبة سوداء تطارده بسرعة، فأدار رأسه بذعر وهو ينظر حوله، لكنه ما إن أعاد نظره إلى الأمام حتى اتسعت عيناه هلعا... شاحنة ضخمة كانت تندفع من التقاطع بسرعة جنونية نحو سيارته لم يمهله الوقت حتى ليتنفس وارتفع صوت الفرامل... واصتدمت السياره و
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا