رواية لعنه الصعيد الفصل الرابع 4 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية لعنه الصعيد الفصل الرابع 4 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الرابع
لعنه الصعيد
كانت المياه تنهمر على جسده.... لكن لم تكن تبرده... بل تزيد من احتراقه.... كان واقفا تحت الدش.... يداه مسنودتان على الحائط وصدره يعلو ويهبط مع كل نفس والغضب يأكل روحه كالنار في الهشيم....يهمس بكلمات ممزقة:
اي ال أنا عملته دا؟ إزاي... إزاي أوصل نفسي للغل دا كله... ازاي اعنل فيها اكده
ضرب شهاب الحائط بكفه وصوته ارتد في الحمام الضيق:
انا حيوان... وغبي... ومهما كانت عملت... مكنش ينفع أعمل اكده... كنت جتلتها بإيديا وخلاص.. كان هيبجي احسن بطتير من ال عملته
ثم صمت لثواني وصرخ بصوت مشبع بالمرارة:
بس هي كمان... هي جتلت كمال... جتلت أخوي وتستاهل... تستاهل العذاب دا كله
أغلق شهاب المياه بعنف وخرج يلف المنشفة حول خصره وقطرات الماء تتساقط من شعره. توجه لغرفته، وهو يشد على عضلات فكه من العصبية لكن فجأة وقف في مكانه كأنه اصطدم بجدار.... كانت هي نائمة على الفراش... جسدها مائل للانكشاف متغطية بالكاد... شعرها مبعثر ووجهها شاحب جدا فـاقترب منها وردظ بعصبية:
يلا... جومي. جومي خلصينا انتي فاكره نفسك فين عاد... جومي
مد شهاب يده يهزها بلطف، لكنها ما تعطي ساكنا فـزفر بضيق وقال بسخرية:
اي بتمثلي؟ فاكرة إنك هتعرفي تلاعبيني اكده.... جومي بجى يا بنت الناس
اقترب شهاب منها مجددا ومد يده وهز جسدها النحيل بنفاد صبر ولكن لم تستجب فـ هزها مرة أخرى لكن شيئا ما في ملمس جسدها أثار الرعب في صدره... كانت باردة بشكل غريب فـ نظر إلى وجهها وتجمد الدم في عروقه....كان وجهها أزرق شاحب كأن الحياة انسحبت منه تماما فـ شهق وهو يتراجع خطوة إلى الخلف وعيناه تجولان في الغرفة حتى استقرتا على زجاجة فارغة بجوار الوسادة واندفع بسرعه يبحث عن هاتفه بأصابع مرتجفة واتصل بأقرب طبيب يعرفه من العائلة وصوته كان ممزوجا بالخوف والارتباك:
تعالى حالاً... بسرعة البنت مغمي عليها... شكلها أخدت حاجة... يمكن تكون اتسممت! بسرعة
لم تمضِ دقائق حتى امتلأت الغرفة بصمت مشحون بالتوتر. كان الطبيب قد وصل يجلس إلى جوار الفراش يفحص النبض والتنفس، بينما يقف شهاب إلى جانبه، كتمثال بلا روح. عيناه مسمرتان على جسدها الراقد، وملامحه غارقة في مزيج من الذنب والذهول.... وأنهى الطبيب فحصه ثم نهض وقال بصوت جاد يحاول فيه أن يخفي قلقه:
واضح إنها أخدت جرعة كبيرة من مهدئ أو مسكن... المفروض كانت تتنقل المستشفى فورا، بس الحمد لله حالتها مستقرة نوعا ما دلوجتي. لازم ترتاح وترجع تاخد أدوية تحت إشراف، عشان المرة الجاية ممكن تموت بجد
لم يرد شهاب فقط أومأ برأسه في صمت وظلت عيناه معقودتين على ملامحها الزرقاء، الشاحبة، وكأنها تطالبه بإجابة عن ذنب لا يستطيع أن يغفره لنفسه وغادر الطبيب الغرفة بعد أن دوّن بعض التعليمات. وفور خروجه، علت خطوات ثقيلة، تبعتها نظرة حادة ووقفت والدته عند باب الغرفة، نظراتها تقطر سمّا وغضبا مكبوتا وهتفت :
كنت سيبتها تموت ونخلص... دي نجست البيت... جتلت أخوك وخربت كل حاجة
استدار شهاب إليها ببطء، وصوته خرج مبحوحا بالغضب:
اسكتي... كفاية سكوتك السنين اللي فاتت. إنتي السبب... آه والله، إنتي السبب في كل ال حوصل.... انتي ال دلعتي كمال وسكتي على قرفه... خليتيه يتمادى، لحد ما بجا زباله .. وبعدين جايه تلومي البنت دي.... انا لو مكانها كنت عملت نفس ال عملته
تدخلت زوجة عمه محاولة تهدئة الموقف وصوتها منخفض ومذعور:
شهاب... اهدا يا ابني، دي أمك...مينفعش اكده و
لكنه قطع كلامها برفع يده وصوته انفجر من صدره كبركان:
أنا سايبكم... البيت دا بجى سجن... مليان سم. أنا بجيت شبهكم وعلي فكره انا هتجوزها علشان اصلح الغلط ال عملته
القي شهاب كلماته وخرج من الغرفه تاركا البيت باكمله وبعد عدت ساعات في مكان ناءٍ تحيط به الأشجار الكثيفة، كان الصمت سيد الموقف. لا صوت سوى نباح بعيد لكلب مجهول وهدير خافت لمحرك سيارة سوداء اللون توقفت أمام بوابة حديدية صدئة...... ترجلت سيدة من المقعد الخلفي، تغطي شعرها بطرحة داكنة وتضع نظارة سوداء تخفي ملامحها. كانت أم شهاب.التي نظرت حولها بحذر ثم طرقت الباب ثلاث طرقات متتالية بنمطٍ متفق عليه وفجاه فتح رجل غريب الباب بصمت فأومأت له برأسها ودخلت دون أن تنطق بكلمة و عبرت ممرا ضيقا.... صاعدا بسلم خشن حتى توقفت أمام باب خشبي عريض.... فتحه الرجل الذي يرافقها ودخلت الغرفة بخطوات متوترة..... كان الضوء خافتا ورائحة المعقمات تملأ المكان. وعلى السرير في منتصف الغرفة، كان هناك جسد ممدد... موصول بأسلاك وأجهزة مراقبة قلب وتنفس... ذلك الوجه الذي يعرفه قلبها أكثر من أي وجه آخر.... كان كمال... حيا. فاقتربت منه بسرعة وانهارت بجواره وهي تضمه إلى صدرها كمن احتضن روحه من جديد مردده:
واحشتني يا ضنايا... واحشتني جوي يا كمال
فتح كمال عينيه بتعب واضح ونظر إليها بنظرة مشوشة، وقال بصوت منخفض متقطع:
حد... حد عرف إني عايش؟
هزت رأسها سريعا وقالت بصوتٍ هامس:
لع.... محدش يعرف غير مرت عمك... وأنا... وإحنا هنخلص أوراجك بسرعة ونسفرك قبل ما شهاب يشك ولا يكتشف أي حاجة
تنهد كمال في مرارة، وقال بعينين تحترقان غضبا:
أنا... أنا لازم آخد حقي... عالية لازم تدفع التمن... زي ما خليتني أعيش اكده زي الكلاب
أمسكت يده وربتت عليها وهي تحاول تهدئته:
انساها بجا.... كفاية ال حوصل. شهاب هيعرف يتصرف معاها .. المهم دلوجتي إنك تفضل مستخبي، ولازم محدش يعرف إنك لسه عايش
أدار وجهه عنها، ثم همس بجفاف:
انا عايز فلوس... فلوس كتير.. محتاجهم ضروري
أخرجت أم شهاب ظرفا ثقيلا من حقيبتها ووضعته في يده وهي تقول بسرعة:
خد دول بس أوعى تخرج من اهنيه ... ولا تتكلم مع حد ولا حتى تفتح الشباك. أنا همشي دلوجتي، علشان ميبانش إني اختفيت كتير... وابجى طمني برسالة بس
انحنت عليه وقبلته على جبينه، ثم خرجت من الغرفة بنفس الحذر الذي دخلت به، وأغلقت الباب خلفها بهدوء وبمجرد أن غابت خطواتها عن الممر... نظر كمال إلى المرافق الجالس في زاوية الغرفة، ومدد إليه الظرف قائلاً بنبرة خبيثة:
خد... زي ما اتفجنا... خلصلي الموضوع دا بسرعة، مش طايج أستنى أكتر من اكده
أومأ الرجل برأسه دون أن يعلّق، ثم نهض واتجه إلى حقيبته بهدوء مريب... وفي الجو بدأ يتكاثف شيء ثقيل، كأن رائحة الخيانة بدأت تملأ المكان وفي المساء كان الليل ثقيلا يشبه ذلك الوجع المخبأ في الصدور... الغرفة مظلمة إلا من نور خافت يتسلل من المصباح الجانبي، يرمي بظلال مرتجفة على الجدران. حيث دخلت عالية الغرفة ودموعها تسيل بصمت، ووجهها منهك، وعيناها متورمتان من البكاء.... كانت خطواتها مترددة، كأنها تسير نحو ساحة معركة لا خلاص منها خلفها دخل شهاب، ملامحه جامدة، صوته خرج كالسيف وهو يقطع الصمت:
أنا كتبت الكتاب... مش علشان جمال عيونك، ولا علشان بحبك...
أنا كتبت الكتاب علشان أنا راجل محترم... مش زيك
توقفت عالية في منتصف الغرفة، ثم التفتت إليه بعينين تشتعلان، وصوتها خرج كصرخة موجعة:
محترم..... إنت متعرفش حاجه عن الاحترام يا ابن الحديدي.... إنت أبشع من أخوك... إنت أسوأ منه..... انت اسوء واحقر انسان انا شوفته في حياتي كلها..... أنا أصلاً قرفانة من نفسي إني بجيت مرتك...عااار... والله عار إني اتربطت فيك... واحد زيك... ميستاهلش حتى نظرة
لم يرد شهاب... فقط أخرج من جيب سترته رزمة من النقود وعلبة قطيفة صغيرة، ووضعهما على الطاولة أمامها بصوت بارد:
انا همشي لحد ما تهدي...الفلوس دي مهرك... والعلبة دي شبكتك.
نظرت عالية إلى المال والعلبة نظرة اشمئزاز، ثم خطت نحوهما فجأة وقذفتهما على الأرض بقوة وصوتها يرتجف بالغضب:
انا مش عايزة حاجه منكم.... لا دهب ولا فلوس ولا حتى اسمكم النجس.... أنا عايزة أمشي...عايزة أهرب من الكابوس دا بس والله... ما أنا سايباك أنا همشيوبس هفضل لعنة في حياتك...
هخليك تدفع تمن كل حاجه عملتها غالي جوي و
وفي تلك اللحظة... اقترب منها شهاب فجأة بسرعة أربكتها، مد يده وأمسكها من ذراعيها، ولفها بقوة حتى التصقت بصدره.. أنفاسه حارة، وعيناه تشتعلان بغضب دفين وصوته خرج خافتا لكنه حاد كالنصل:
أنا ساكت... وصابر...علشان أنا عارف إني غلطت في حقك...بس أوعي تنسي...انك إنتي ال جتلتي أخوي..... وكلمه كمان وهجتلك! فاهمه
صرخت عالية من صدمتها وخوفها:
ابعد عني... إبعد.. اوعي تلمسني تاني بدل جسما بالله العظيم هجتلك وهجتل نفسي
أفلتها شهاب ببطء، تراجع خطوة، أخذ مفاتيح سيارته من فوق الكومود، واستدار لينصرف، لكن فجأة...وهو في منتصف الطريق إلى الباب، وضع يده على رأسه و ملامحه تغيرت فجأة... كأن الدنيا دارت به وارتعشت أطرافه، ثم سقط على ركبتيه، قبل أن يهوي تماما على الأرض...فصرخت عالية وهي تهرع إليه:
انت... انت مالك اي ال حوصلك
ركعت بجانبه و أمسكت وجهه... وإذا بقطرات دم تنزل من زاوية فمه، وبصره غائم، ووجهه شاحب كشبح.
شهقت عالية، وأصابها الذعر وفجاه و
توقعاتكم ورأيكم وتفاعل ويا تري اي ال حصل لشهاب وهل فيه امل ان عاليه ممكن تسامحه ولا لا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا