رواية سيطرة ناعمة الفصل الثالث والثلاثون 33بقلم سوما العربى (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)
رواية سيطرة ناعمة الفصل الثالث والثلاثون 33بقلم سوما العربى (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)
#سيطرة_ناعمة٣٣_سوما_العربي
في اجتماع سري هام ومغلق جلس عزام وشقيقه فاخر مع المحامي الخاص بهم،ينظرون له بترقب وهو يقرأ مابيده من أوراق ويحتسي قهوته، وضع الفنجان وهو يهز رأسه بهدوء:
-هممم، لا تمام تمام.
فسأله فاخر بوجه يشع لهفه:
-ايه متر؟؟ في أمل نكسب القضية.
-وامل كبير كمان؟
-بجد؟!
اعتدل المحامي في جلسته وقال بهدوء:
-في خطين ممكن نمشي فيهم أولهم القانوني والمضمون، وهو ان الوصية دي باطله وغير واجبة النفاذ لأنها بتتعارض مع احكام الشريعة الإسلامية، وتعتبر تعسفيه وظالمه وان أبوكم من حقه يوصي ويوزع بس مش اكتر من التلت والباقي يروح للأبناء والزوجه لو كانت الزوجه موجوده، وفي حالتكم دي هنقدم طلب طعن في المحكمة وإن شاء الله هيتحكم فيها لصالحكم.
-وناخد كل الورث من تاني؟
-لأ، هتاخدوا التلتين والتلت تتنفذ فيه الوصية.
-نعم؟!
خرج اعتراض قوي من كل من عزام وفاخر في آن ويكمل احدهم:
-تلت ايه وتلتين ايه ؟ احنا عايزين الورث كله؟
وأضاف الاخر مؤكداً:
-دي فلوسنا احنا مش هنتنازل عن تلت لحد.
ابتسم المحامي يقول:
-لا ده كمان لونا بنت رحيل هتشاركم التلتين الي خارج الوصيه.
-نعم؟! كمان؟! يعني تورث من التلتين وتورث من الوصيه؟! لا طبعاً مش موافقين شوف حل غيره يا متر؟ فلوسنا وفلوس أمنا تورثها البت دي بتاع ايه؟! اتصرف يامتر، أكيد عندك حل غيره.
تنهد المحامي يقول:
-الحل التاني ان شروط الوصية ماتتنفذش وساعتها نقدم بطلان بيها وكل واحد ياخد حقه.
خرجوا من عنده مصممين عاقدين النيه، نظر كل منهما للأخر فقال عزام:
-كده لونا وماهر مش متجوزين،مافضلش غير جنا وابنك.
-جنا وكمال أمرهم سهل،جنا لسه صغيره وكمال عربيد وبتاع ستات، الخوف الكبير من المدلدق ابنك الي وراث طبع جده في حب الخدامات، واختفاء القسيمة من السجل مش قضيه ممكن يروح يكتب عليها من اول وجديد، ده واقع في حبها من الدور الحداشر.
فكر عزام وسأل بخوف:
-تفتكر؟!
أكد له فاخر:
-انت مش شايف، كانت هتجلطه ورقدته في المستشفى وقايم من تحت الأجهزة يسأل فين زفته، وخد الكبيره.
-إيه؟
-البيه واخد ميعاد من صلاح ابو العينين النهارده شكله رايح يفسخ معاه الخطوبه.
فكر عزام في تلك المصيبه قليلاً لكن ضربت عقله فكره أخرى ليسأل:
-وانت عرفت منين؟! فااااخر، انت بتجسس على ابني!!
-بذمتك ده وقته.
-اه وقته رد عليا.
-بقولك ايه يا عزام، دماغك بقااا وكفاياك تمثيل ده احنا لسه نازلين من عند المحامي ومتفقين عشان مانخليش عيالنا يورثوا فماتعيش الدور الله يباركلك.
ثم تركه وغادر غير مهتم بهتاف عزام او غضبه.
__________سوما العربي__________
وقف من على كرسيه بغضب بطيء يثير الخوف يسألها:
-عيدي تاني يا روحي كده قولتي ايه؟!
ابتلعت لعابها في خوف وحاولت البيان بالجلد فردت بعزم مزعزع:
-زي ماسمعت، رفعت عليك قضية طلاق.
عض على شفتيه بقوة، يجاهد ألا يفتك بها ولو فتك فالمكان غير مناسب.
لكنه ما فلح، انتفض بغتتة بطريقه ثارت رعبها يقول:
-اتجننتي يا لونا ولا انا الي دلعتك بزيادة، طلاق ايه ده الي بتتكلمي فيه.
استفزها لأقصى حد فصرخت فيه:
-بطل استفزاز وبجاحه بقا، دلعتني!! هو الذل وقلة القيمة والمعايرة بقت دلع وانا ماعرفش وبتبطر! انا من ساعة ما عرفت وانا بقف قدام المرايه اعيط وأسأل نفسي ازاي هونت عليه؟! ازاي اصلا في حد ممكن يهون عليه حد ويهمل معاه كده؟! ده انت كل يوم كنت بتعايرني! كنت بتحفظني فكرة اني سافلة وقليلة الأدب، أنت نجحت لدرجة انك زرعت جوايا الشك في نفسي، انا جه عليا وقت بقيت بردد الكلام الي بتقولوا عليا.
رغم تعاطفه الكامل معها والخوف من خسارتها الا انه رد:
-خلصتي؟!
بقيت ثابته ليتقدم منها، ببطء...بطيء مثير، اندهشت وهي تراه يقترب منها يحاوط خصرها ويلفح بأنفاسه بشرتها، قريب أكثر من الممكن لدرجة الخطورة.
وضع يديه حول عنقها والأخرى تحكم في رأسها وألتهمها في قبلة شرهة إجتاحت مشاعرها، إختبرتها وأججتها.
أبتعد عنها يلهث، ينظر لها بأعين لامعه من نشوة الإنتصار، همس أمام ملامحها الناعسة بصوت رجولي:
-طلاق مش هطلق، انتي بتاعتي وهتفضلي بتاعتي، ومش هعاقبك المرة دي على الي عملتيه، شكلك دلوقتي وانتي بين إيديا يغفرلك.
إتسعت عيناها وقد مسكت بالجرم المشهود ذائبة،متسيبة المفاصل أمامه، لم تنفر ولم تصرخ وتبتعد، فابتسم بسعاده ونجاح، لقد دمغها وانتهى.
رفرفت بأهدابها، عقلها يعنفها وهو يدرك لقد باتت (مدام ماهر الوراقي) ، فإلى أين هي ذاهبه.
مال من جديد بأريحيه يدفن رأسه في تجويف عنها يتعمق في تقبيله مطمئناً، يعلم بإنتهاء الرفض.
أبتهد يبتسم بتلذذ ونجاح مردداً:
-لسه عايزه تطلقي؟!
قالها وعيناه تجوب بشغف على ما تخبئة من أجزاء يحفظها، يلتهمها إلتهاماً ، ضايقها بتجريده لها وتعرية ضعفها، هتفت بنبرة باكية مهزومة:
-أيوة لسه عايزه.
ضحك بحنان وقرص مقدمة انفها ثم ردد:
-مممم طب عايزه كام للمحامي،هههههه.
تمادى كثيراً بثقته في نفسه مقابل ثقتها، ماكان عليه ان يستفزها ويضخم إنتصاره لكبريائه ورجولته على حساب كبريائها وأنوثتها خصوصاً بعدما صار ولم يمر عليه الكثير.
وحتى ذلك هو لم يدرك، انغمس في كبره وما يحبه ويحتاجه، إثبات انها له وانه هو المسيطر سيطر عليه فمد يده يزيح فستانها من على كتفيها ليظهر نهديها المنتفخان أمامه بسخاء سخنه وهتف:
-ماتيجي يا لونا نرجع البيت ندخل أوضتنا بدل ما نتشاف في الشغل بوضع مخل كده.
كانت لحظة مضيئة توقفا عندها........
صراع السلطة والسيطرة كان على أشدة هي تحاول وهو يحاول، لكنها خسرت جولة أمامه ولم تنكر، بل كانت صادقه مع نفسها، بات لماهر سيطرة كبيرة عليها وهي التي ظنت انها وحدها من تملك السيطرة الناعمة.
ابتعدت عنه وهي ترفع ثوبها على صدرها ببطء في محاولة لاستعادة الثقه وإضافة الغواية فتقول:
-مش هرجع ومش هنفضل في اوضه واحده تاني،أنا عندي دلوقتي شغل وحاجات لازم أعملها.
التفت لتخرج فتحرك خلفها يقبض عليها يمنعها من فتح الباب، ثم لفها يستند بها عليه وقبض على فكها بعنف ظهر فيه الشبق وسيطرتها هي عليه ليهتف:
-هعلمك كل حاجه بكره، تعالي معايا نروح، انا مش عارف اعمل حاجة ولا اشتغل، انتي مسيطره على دماغي وتفكيري.
ابتسمت بفوز لو انه ضعيف لكن صبرها، أبعدت يده عن فكها وقالت مش محتاجه تعليمك، هشوف حد يعلمني.
أبعدت يده بنجاح ثم همست مضيفه:
-لونا مش مجنونة عشان تسيب صابعها تحت ضرسك.
ابتسم معجباً لتغمز له بعينها:
-كبرنا بقا واتعلمنا.
عض شفتيه ومن عينه يققز المجون والجنون والهوس:
-يخربيتك، لو كنتي قبل كده عجباني قيراط كل يوم بتعجبيني أربعه وعشرين، بس ماشي.
أبتعد عنها خطوة يقول:
-العبي يا لونا. عاجبني لعبك قوي بجد والله انا حقيقي عايز اقعد اتفرج واشوف لونا ال...
لم ينطق الكلمه لكن فحواها واضح كان سيقول(العبيطة أو الساذجة) وهي تعلم.
أكمل مراده:
-هتعمل ايه؟! ويا تسلميلي يا أسلم لك.
نجح في إثارتها فردت:
-موافقه.
-اتفقنا.
تقدمت لتخرج ليقول:
-ماقولتليش صحيح يا عسوله، هتقولي ايه للمحكمة، ايه سبب طلب الطلاق، همم، معاكي قسيمة جواز ليا، ولا فيديو مع واحده ولا يمكن بضربك!!!!!
فكرت بتيه لثواني ثم لملمت شتات نفسها تجيب:
-المحامي مش هيغلب، هما شطار قوي في الحاجات دي.
رد بثقه وقوة:
-مش هطلقك يا لونا، مششش هطلقك.
-بااي يا ماهر.
ردت عليه بابتسامة واثقه وبرود ثم غادرت، ليقف يغلغل أصابعها في شعره الكثيف يردد:
-باي يا ماهر؟! والي ولع ماهر مين يطفيه، اه يابنت الجزمه، بس ماشي...ماشي.. انا هوريكي انتي لعبتي بمين.
تقدم من مكتبه يجلس عليه ثم يرفع سماعة تليفون مكتبه يهاتف سكرتيرته:
-دينا، كلمي بهاء يجيلي حالا ومعاه الورق الي قولت عليه، حالا يا دينا واطلبي لي قهوة.
اغلق الهاتف معها ومازال دمه يغلي وهو يردد:
-أنا يحصل معايا كده، على اخر الزمن ماهر يحصله كده،والله لاربيكي يا لونا.
___________سوما العربي__________
جلس يحتسي قهوته يضع قدم فوق الاخرى، هاتفه يدق متواصل، نظر للهاتف بضيق شديد، فتاة تلاحقه منذ عودته،غبي غباء لا يوصف، كان عليه أن يعلم ان ما كان يفعله ومعتاد عليه بالخارج لا يسير بالداخل كما المعتاد، فهنالك فتاة تعرف عليها حينما سهر لليلة بالساحل مع أصدقائه القدامى ومن يومها وهي تطارده ولم ينفع معها الحظر ولم تردعها الرفض.
بص القهوة من فمه وانتفض جسده مره واحده وهو يرى جنا، الصغيرة تنزل من على الدرج وجسدها يهتز معها بهكذا لبس.
وقف بغضب يصرخ فيها:
-يانهار اسود ومهبب، ايه الي انتي لابساه ده.
اتسعت عيناها بغضب منه وردت:
-انا عايزه افهم انت مابتنزلش تروح شغلك ليه بدل ما انت قاعد وشغلتك تقفلي يومي من اوله؟؟ ده أنا كنت جايه اقولك صباح الخير ياقفيل .
اللتهبت عيناه من الغضب و رد عليها:
-صباح الخير؟! وهييجي منيم الخير بالفستان الأحمر ده؟! أحمر يا جنا؟ لابسه أحمر!!
نظرت له كأنها تخبره انه مختل أو معتوه ثم تلفتت حولها تسأل:
-ايه؟! قي تيران بتعدي من هنا وانا ماعرفش.
اغمض عيناه بغضب وردد بأمر لا يقبل النقاش:
-هغمض عيني وافتحها الاقيكي طلعتي غيرتي الزفت ده يالااا.
-خليك مغمض بقا سلام.
فتح عيناه بصدمه وزاد غضبه وهو يراها تخرج وبالفعل تجاوزت الباب فصرخ فيها:
-جنااااااااااا.
لحقها يلزم يدها وبغضب أستوقفها:
-بكلم نفسي انا؟! ايه ماحدش قادر عليكي.
حاولت نفض يده عنها تردد:
-انت مالك انت، الفستان ده اساساً اشتريته مع ماهر وماما شافتني وانا نازله، انت دخلك ايه؟!!!!
-عافيه وافترا، وهتطلعي تغيري الفستان يعني هتطلعي تغيري الفستان سواء بالذوق او بالعافيه.
-بقولك ايه جو انتي مراتي يابت ده مش هيخيل عليا ده انا عارفه كل نرواتك يا كمال.
هاهي تعيد سد الطريق في وجهه ، وجهه رغماً عنه لان يتحايل عليها بطريقه أخرى؛ لذا عمد للبرود وردد:
-شاطره برافوا عليكي ذاكرتك حلوه، انا رجعت في كلامي ومش عايز انفذ الوصيه، انا مش هعرف ادخل عيش الزوجيه بعيله بعد كل الستات اللي من كل شكل ولون الي عرفتهم دول، هتكلم معاكي بصراحة بس من غير زعل.
صمت لحظتين يثير أعصابها ثم كمل بوقاحه فجه وثقه لا متناهيه:
بصراحه كده واحد زيي محتاج ست كامله مكملة، بلاش اظلم نفشي واظلمك؛ فقولت يا واد يا كمال بلاش تخسر جنا وخلينا ولاد عم احسن.
صمتت ببلاهة، تشعر انها وهي أنوثتها وكبرها قد تم سحقهم للتو لكن لا تملك رد.
بس ده ما يمنعش انك هتطلعي تغيري الفستان ده عشان انا بنت عمي مش فرجه يالا يا چنچونه يا قمر.
حسها بلطف متنافي مع نواياه الداخليه لها بعدما مل من هدهدتها، نظرت له بصمت لمدة دقيقة كامله ثم تحركت بغضب وعزم تجاه سيارتها تقودها وهو خلفها يغلي من شدة الغضب بعدما خرجت بتلك الهيئة اللافتة، فهرول ناحية سيارته مسرعاً كي يلحق بها ويوقفها.
سارع بسيارته يلاحقها، هي تقود وهي تقود حتى ضيق عليها الخناق وصرح في الشارع بصوت عالي:
-قدامي على البيت بدل ما الم الشارع علينا، يالاااااا.
صوته كان عالي سبب فضيحه وبدأت سيارات الجيران تقف تتطلع عليهم، كمال متبجح لدرجه عاليه ولن يصمت الا بعودتها معه.
_________سوما العربي___________
عادت في المساء بجسد مثقل متعب تجر قدميها جراً، كادت تدلف لغرفتها لولا صوت الخادمه التي أوقفتها تقول:
-ست لونا.
-نعم.
-نسرين هانم عايزاكي.
أااااه، والدة ماهر تريدها وهي الشخصية الوحيدة بذلك المنزل الذي لا تحبذ مواجهته، كيف وبأي وجه ستقابلها بعد ما فعلته بوحيدها؟!
وقد تهربت كل تلك الفترة المنصرمة من رؤيتها أو زيارتها رغم تعودها على فعل ذلك منذ قدمت للعيش معهم.
حكت رأسها وهي تردد:
-أنا لازم يبقى لي بيت لوحدي بقا، او اخد بيتي من عمي.
تقدمت بخطوات مرتبكة تتقدم من غرفة نسرين تفتح الباب لتراها تنام كما المعتاد وعيناها على الباب تنتطرها:
-كل ده عشان تجيلي يا لونا؟!
تقدمت لونا تجلس بصمت لكنها ماعادت تنكس رأسها بل ردت بلا مراوغة:
-كنت بتجنب نتواجه.
ابتسمت نسرين وقالت:
-اتغيرتي يا لونا، رفعتي راسك وعينك مابقتش في الأرض.
-دي حاجة تضايقك؟!
ضحكت نسرين عالياً بطريقه خطفت بال لونا ثم ردت:
-بالعكس، كنت احب ان مرات ماهر الوراقي تبقى مخربشه، زي مابتحاولي تبقي كده.
-بحاول؟!
-أه لسه، بس هتوصلي طالما بتحاولي يبقى أكيد هتوصلي إن شاء الله.
تلاشت بسمتها فجاءة وتحدثت بغضب تردد:
-لكن وانتي بتحاولي بلاش تدوسي على ابني، بلاش تخليني اندم، لو كنت اعرف ان البنت الي هربتها عشان تروح لحبيبها هتتجوزه وتجيب منه البنت الي تعذب ابني ماكنتش هربتها.
ضحكت لونا بحزن ودموع مكتومة تردد:
-يااااه.
أنا أم يا لونا وعمر ماحد هيبقى أغلى عندي من عيالي.
تنهدت ثم قالت:
-ماهر بيحبك يا لونا، خليكي في طوع جوزك أحسن، وانا هنسى الي عملته ولو انه لا يتغفر ولا يتنسي.
-والي ماهر عمله معايا بيتغفر ويتنسي عادي؟!
-لأ، بس الي قبلينا قاله ايه؟! الراجل بحر والست سد، يعني الست هي الي بتحلق وتحافظ، وماتبصليش البصة دي انا مش هاجي على أواخر عمري وابقى ظالمة، ماهر غلط وغلط كتير، كتير قوي ياستي، بس في النهاية ايه؟ هو متجوزك وعرف الكل والنهاردة رايح يفشكل خطوبته وبعد اربعين جدك هيعمل إشهار وفرح ، في النهاية هو متجوزك قدام الكل، خليكي محترماه قدام الكل وبينك وبينه ابقي قصقصي ريش طيرك.
-ريش طيري؟!!!
رددتها بعدم إستساغة أو أقتناع. وانما جلست تفكر فيما قالته تعرضه على عقلها.
وتفاجئت بفتح الباب وماهر يدلف منه يردد بإبتسامة جذابه تليق برجل ماهر:
-مساء الخير على قطاقيطي الحلوين.
كان لذيد بما يكفي لأن تلف نسرين رأسها بإبتسامة للونا كأنها تسألها بعينها(بقا ده يتحسر بذمتك؟!)
نظرة جعلت عينا لونا تتعلق بماهر الذي مال يطبع قبله عميقه على رأس والدته ثم يقول وهو يخرج مغلف شيكولاته فخم من جيب جاكيته:
-احلى شيكولا لأحلى نسرين في الدنيا.
أبتسمت له ومدت يدهل تجذب يده تقبلها ثم قالت:
-ربنا مايحرمني من دخلتك عليا يا حبيبي .
نظرت للمغلف ثم للونا وله تقول:
-أخس عليك؟! أمال فين بتاعت لونا مش تجيبها زي ما عودتني أنا وجنا.
ضحك ماهر وتقدم يلتصق بلونا يضمها له مردداً:
-انتو كتاكيت يا حبيبيتى انما هي خلاااص بقت إسترونج إندبندنت لونااا.
وقفت من مكانها تنوي المغادرة فناداها:
-لونا.
التفت على مضض لأجل خاطر نسرين فقط فابتسم بسماجة يردد:
-حضريلي الحمام يا حبيبي.
تماديه في البرود كان كفيل بجلطتها، كورت قبضت يدها وردت:
-مش بعرف.
نظر لوالدته بحزن مصطنع وهو يزم شفتيه ويقول:
-أنا أسف يا ست الكل بس مضطر أسيبك دلوقتي وأقوم أخدها واريها الحمام بيتحضر ازاي.
ابتسمت نسرين تردد:
-روح يا حبيبي ربنا يهدي سركم.
خرج من غرفة والدته وهي كادت ان تتحرك لغرفتها لكنه لم يترك لها الفرصه، بات يعلم كل أفكارها فلم يسمح لها وحملها بغتتة وذهب بها تجاه غرفته فصرخت:
-نزلني يا ماهر
-لأ.
-نزلني يا ماهر بقولك.
-لاأاا بقولك.
صار بها لحد غرفته ودلف للمرحاض يوقفها في حوض الإستحمام ويفتح عليهما الماء، وشرع في خلع ملابسها عنها والماء قد بلل كليهما وبدأ في تقبيلها قبل صغيرة :
-بس بقا واسمعي كلام جوزك.
-ايه الي بتعمله ده.
قالتها بأعين متسعه لما يفعله بتصميم شديد غير مبالي بكل ما مرا به من أحداث ليجيب:
-لاقيت مراتي راجعه من الشغل تعبانه وجسمها مخشب قولت أفكوهولها تحت الدش.
حميمية لمساته فصلتها ورويداً رويداً تسلل لعقلها فكرة أن لماهر سيطرة عليها، سيطرة جامحة وقوية وليست ناعمة مثلها.
ورغم كل ذلك يحسب لها انها لازالت تقاوم سحر تلك اللحظة وسحر رجل كماهر الوراقي.
مظهرها اسفل المياه كان مغري ومغوي لدرجة لا تقاوم فجذبها من خصرها لتلتصق به وهمس أمام شفتيها:
-كفايه هجر بقا، وحشتيني.
رفعت عيناها له ليردد:
-والله بحبك، وأنا اسف، على فكرة أنا لسه راجع من عند أبو جميلة وفسخت الخطوبة، لو بلعب بيكي ماكنتش هضحي بجوازة زي دي، بلاش بقا سيرة الطلاق، أنا كنت هروح فيها.
همت للتحدث وتعد له بلاويه معها لكنه ابتلع شفتيها بقبله تمنعها عن الكلام نهائياً.
أغلق صنبور المياه وجذب منشقه بيضاء كبيره لف بها مفاتنها ثم حملها ليخرج بها من المرحاض.
وضعها بدلال على الفراش وجلس لجوارها يمشط لها شعراتها المبللة وهو يقول:
-هممم، هتسامحيني بقا؟
-لا.
ردت بصراحة فقال:
-عجيبه قوي، جسمك أبيض قشطة وقلبك بلاك أسود.
-قلبي أسود على أد الغلطة يا ماهر.
التفت له بيطئ ونظرت له ثم قالت:
-أقولك حاجة وبصراحة؟
هز رأسه يحسها على الحديث فقالت:
-أنا مش بصدق انك بتحبني، برغم اني عارفه انا أد ايه حلوه ودايماً بسمع الكلام ده، بس مش قادرة أصدق ان واحد زيك بيحبني.
-ليه يا لونا! والله العظيم بحبك.
هزت رأسها والدموع بعيناها ليقول:
-اهدي يالونا، أهدي وتعالي نامي.
مسحت عيناها كطفلة وقالت:
-لا هروح أنام في أوضتي.
ضربها بخفه على رأسها وقال:
-أوضتك هي أوضة جوزك ومش عايز تخلف، يالا نامي.
نظرت له بحذر فقال:
-مش هعمل حاجه عايز انام في حضنك بس، يا مفتريه لسه خارج من دبحه ومحتاج رعاية.
لانت ملامحها كأنها موافقة لكنه قال:
-بس البسي حاجه ماتناميش جنبي كده انا لحم ودم بردوا وانتي وحشاني أصلاً.
وقفت تبدل ملابسها بعيد عن عيناه التي تأكلها أكلاً لتعود وتنام بأحضانه بضمير يؤنبها فهي لم تستمر في موجة ثورتها ليوم كامل وبالنهايه رضخت لماهر.
صبرت نفسها وطيبت كرامتها انها ستفعل فقط الليله لأنه مريض ولن يتركها وبالصباح ستعود لونا التي تريد أن تكون عليها.
أما ماهر فعودة لونا لأحضانه سربت الدفئ لخلياه وسقط في النوم بسرعه أكبر مما يتخيل.
__________سوما العربي___________
كانت تجلس على سريرها منهارة من البكاء، نفس الدرس ونفس الكف، كلما ظنت انها كبرت وماعادت تلك الفتاة الصغيرة يعود القدر ويفعل فعلته معها، وها هي قد رفضت من جديد، رفضها ماهر وفسخ خطبتهما.
نيران الكرامه المهدورة والخذلان يقتلانها وما ضاعفهم أضعاف مضاعفة هو انها هي من خطبت وده هي و والدها، لازالت تتذكر مظهر والدها وهو يدخل من البيت مدلدل الكتف مثقل الكاهل وهي كانت تنزل الدرج كي تحظى بالعشاء مع والديها لتتوقف أقدامها على الدرج مع صوت والدتها التي أستقبلت زوجها تسأله:
-مالك يا صلاح في ايه؟!
-إرتمى بثقله على الأريكه يردد:
-ماهر الوراقي كان لسه عندي في المكتب، كان جاي يفسخ خطوبته من جميله.
اتسعت عيناها وشهقت والدتها تسأل :
-ليييه؟!
-ماعرفش، ماعرفش…مش عارف اقول لجميله ايه، دي هي الي كانت متحمسه وملمحه لي.
صمت أثنتيهم لتتفاجأ بوالدها يضيف بعجز وكأنه يأس:
-رشيد كان مكلمني عايز يتجوزها وبيقول انه..
قاطعته زوجته وهي تضرب صدرها بعويل:
-يانهار أبيضّ، رشيد الي متجوز وعنده عيل.
رد وكأن بضاعته قد بارت ويبحث عن حل:
-بيقول بيحبها بجنون لدرجة بيحلم بيها كل يوم وانتي فاهمه بقا.
-انت بتقول ايه يا صلاح، هو عشان ماهر رفضها نقوم نرمي البنت، انت لو عرضت عليها عرض رشيد أصلاً يبقى كأنك شتمتها وبتقول لها العيب منك.
هز صلاح رأسه يضربه بيده كأنه يفوق حاله:
-صح، صح، استغفرالله العظيم ايه الي بفكر فيه ده.
عادت من شرودها على صوت رسالة على هاتفها، عيونها مغرورقة بالدموع وأنوثتها مبعثرة وإذ بها تتفاجأ برسالة نصيه من رشيد عبر رسائل إلSMS يطلب منها و يرجوها أن تقبل عزيمته على العشاء .
نظرت للهاتف بأعين مشوشة من الدمع وعقل غير متزن من الصدمه التي تلقاها في الحال.
__________سوما العربي__________
تقدم بخطى تغلي من الغضب تجاه غرفة الإجتماعات ، صباح يوم جديد محمل بكل أنواع المشاكل والمفاجآت صنعتها له مصيبته المتدلعه.
بداية من إستيقاظه وهي ليست بجواره ثم علمه بمغادرتها للشركه دون إذنه أو حتى إنتظاره، وصولاً للأن فالهانم تعقد إجتماع هام مع كل رؤساء الأقسام.
اقتحم الغرفة ليجد لونا تترأس طاولة الإجتماعات والكل يهمس مبتسماً هاتفاً بأسمها، صمّت أذنيه وهو يسمع بهاء مدير الحسابات والذي من المفترض أنه ذراعه اليمين يردد بحماس وشكر وحرارة:
-يااااه، أخيراً حد حس بينا، شكراً يا لونا هانم، احنا بنشكر حضرتك على زيادة المرتبات دي.
-زيادة ايه الي بتتكلموا فيها.
قالها صاحب المال الذي يوزع دون علمه الان
فوقف بهاء يرد :
-لونا هانم، عملت لنا زيادة على المرتبات عشره في الميه على المرتب.
-نعم؟!!!
قالها بحده وهو ينظر ناحية لونا التي أضافت مبتسمة:
-مش بس كده، أنا كمان هقلل ساعات العمل يعني بدل ما بتخلصوا عشره هتخلصوا تسعه.
-نعم؟؟!
لم يسمع أحد أعتراضه فقد وقف الكل يحلف ويتحالف بلونا وما فعلته.
اوقف الكل وهتف بصوت جهوري:
-بس، كفايه فوضى.
تقدم منها يردد بغضب:
-مين الي سمح بالكلام الفارغ ده.
-انا.
-ازاي؟!
-بالتفويض الي معايا.
-التفويض، أه عظيم قوي، طيب، التفريض الي معاكي بيحدد مهامك في بعض قطاعات الشركه مش كلها+ ان الميزانية الي تحت تصرفك في التفويض مش هتكفي الزيادة الي حضرتك ماشيه توزعيها، ودلوقتي كل واحد على شغله.
علت علامات خيبة الأمل على وجوه الموظفين وخرجوا من الاجتماع فبقت معه وحدها.
أخذ يقترب منها وهي تردد بغضب:
-تاني بتلعب معايا تاني؟ مديني تفويض مالوش لازمه.
-قولت لك ماهر مش بيريل في أكل عيشه، عايزه تلعبي هسيبك تلعبي بس في حدود المعقول، عايزه تقلبي علينا الموظفين.
-ماشي يا ماهر، هعمل ميزانية جديدة بزيادة جديدة وهزودهم بردو.
همهم بتوعد ثم قال:
-طيب حيث كده بقا، روحي على مكتبك هتلاقي بهاء سايب لك أوراق صفقه جديدة لينا مع شركة إماراتية عشان مشروع رأس الحكمه عايزك بقا كده زي الشاطرة تراجعيه وتجهزي بريزنتيشن على مستوى عالي نقدمها لهم، يالا يا ست الشريكه ورينا شطارتك.
ناظرته بأعين ناريه وقابلها هو بنظره مستخفيه، تبادل نظرات أعلن الحرب لنرى لمن ستكن السيطرة
تحركت تجلس على مكتبها لتعلم حجم التحدي المميت، ماهر يضربها فوق دماغها، فالأوراق الموجودة أمامها كلها أرقام ومصطلحات لاتفقه منها شيء.
حاولت التوصل لحل والا تنهار وتهزم، رفعت هاتفها وقررت الإستعانة ببهاء ذاته لكن توقفت أناملها أمام تلك الرسالة المرسلة لها من رقم محاميها وما تحتويه بداخلها.
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا