القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عودة الذئاب الفصل الثاني وعشرون 22بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات

 

رواية عودة الذئاب الفصل الثاني وعشرون 22بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات






رواية عودة الذئاب الفصل الثاني وعشرون 22بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات





رواية عودة الذئاب الفصل الثاني وعشرون 22بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات



#حكايات_mevo

#عودة_الذئاب... وقف براء أمام نديم، متشدِّقًا، وكأن الكبرياء يقطر من بين حروفه:

"أنا كمان من عيلة كبيرة... من أكبر عائلات الصعيد... وعندي شركات وأطيان... أنا براء سلطان أبو الدهب، صاحب شركات أبو الدهب العقارية!"


شعر نديم كأن صاعقة انشطرت داخله... تجمّد في مكانه؛ كأن جسده انشَلّ، وروحه تنزف من صدمة لا ترحم.

دقّ قلبه بعنفٍ، كطبول حربٍ تدوي في صدره، لكنه تماسك... جلد نفسه، وكتم نيرانًا توشك أن تحرقه حيًّا.

هتف ببرودٍ مسموم:

"مين؟ قولت مين؟"


قال براء، باستعلاءٍ تفوح منه رائحة الفخر المسموم:

"براء... براء سلطان أبو الدهب."


كأن الاسم انغرز في صدر نديم كسكين، لم يحتمل... أحسّ أن عروقه ستنفجر، وأن الهواء صار سمًّا في رئتيه.

استدار مسرعًا، يهرب من على شفير الجنون، لكن براء اندفع خلفه، وأمسكه من ذراعه.

قال بتوترٍ لم ينجح في إخفائه:

"إنت مشيت ليه؟ أنا طالب الحلال!"


ضحك نديم ضحكة مُرّة، كأنها نُزِعت من قاع وجعه:

"لا معلش... الحلال كده هيقلب حرام... وفوق الحرام مسخرة!"


صرخ براء، بصوتٍ يمزّقه الغيظ:

"كل ده ليه؟! فاكِر إيه؟! إنت هتديها لمين أحسن مني؟!

لو على الفلوس... أنا سداد، جول رايد إيه؟

أنا ما اترفضش... اطلب طلباتك، وأنا أنفّذ... بس آخدها!"


نظر إليه نديم، والنار تتأجج في عينيه كأنها لهبٌ خرج من أعماق روحه، لكنه زاد بروده قسوة:

"إيه؟ هتشتريها بفلوسك؟طب العيلة بتاعة البيه، هتيجي لحد رجل أختي وتطلبها؟"


كان براء يعلم أن هذا مستحيل مو اجل عمه ، فابتلع مرارته، وقال بشيء من التردد:

"أنا لحالي دلوك... العيلة صعب تيجي، إنما أنا كفيل أنفذ شروطها.

لو على المال... معايا كتير.إنت لو هامّك أختك، إديني إياها... ونخلّص الجصة كلها.إنت أصلاً مش عايزها، وعايز ترميها لأي حد... يبقى أنا أولى!"


ابتسم نديم... ابتسامة موجعة، كأنها تُخفي خنجرًا مسمومًا:

"ياااه... إنت أولى؟ وأنا هرميها؟!دي حاجة جميلة والله...

بقى العيلة صعب تيجي، طبعًا...وفعلًا، أكيد المال الكتير هيغريني... ماهو مال سايب!"


استدار، وتركه... ثم توقف فجأة، والتفت بعينين كأنهما تقذفان بالاحتقار:

"عموماً... شجن اتخطبت خلاص.وآخر مرة أشوف وشّك قدّامي... إنت فاهم؟شجن ما عادتش موجودة في عينيك... ولا هتكون."


ومشى، دون أن يعطيه فرصة، وترك خلفه رجلًا ينهشه القهر كذئبٍ مسعور.


دخل نديم الشقة، ورزع الباب بعنفٍ، كأنّه يثأر من العالم كله.

ظل يدور فيها كوحش جريح، قبض على رأسه بشراسة، وأحس أنها ستنفجر من شدّة الضغط.


تمتم بنبرة مشتعلة:

"هي حصلت؟!

يجولي لحد بيتي؟!

يخططوا... ويوصلوا لبيتي؟!

إزاي؟!"


كان صدره يعلو ويهبط، كأنه يصارع زلزالًا داخليًا...


"إيه عرفهم مكاني؟ عرفوا أنا مين؟

عرف البت؟ آه... عرفها هناك...

وجه وراها، ماهي هبلة، وقعها عشان يزلّني،

عشان رقبتي تيجي تحت دروسهم...

طب إيه؟ عرف تخطيطي؟ ولا..."جلس على أقرب كرسي، ووجهه بين كفّيه، أنفاسه متلاحقة، وحرارة الغضب تعلو وجهه كأن الدم صار بركانًا.

تمتم بصوت مبحوح: يطلعوا بيخططوا ورا ضهري؟

يبعتوا واحد منهم، ومين؟ ابن سلطان أبو الدهب؟!"


رفع رأسه فجأة، وعيناه تقدحان شررًا، كأن الظلام نفسه ارتعد من نظراته.


"وجايلي... بكل بجاحة الدنيا... يطلب أختي؟

أختي؟ شجن؟يطلبها واحد زي ده؟ يطلبها على أساس إنها صفقة؟"


نهض فجأة، دفع الكرسي بعنف حتى ارتطم بالحائط،

راح يمشي في الشقة كأنه يطارد شبحًا... كأن جدران المكان تخونه.


"ماهو كان لازم... كان لازم أخفيهم أحسن،كان لازم ما أسيبش ولا طرف...اتجه نحو احد الادراج.سحب درجًا قديمًا، وأخرج منه صورة باهتة...

صورة لوالده، عامر، وملامحه فيها ما زالت نقيّة، على الرغم من تعب الأيام.


همس بندم غائر:


"لو كنت سمعتك من زمان يا بوي...لو كنت سبت الحقد...كان ايه هيسيبونا،،

بس كان لازم... كان لازم آخد حقي."


سكت لحظة، ثم تابع بصوت خفيض، لكنه مسموم بالحسم:


"بس لا... مش هيكسبوني...

مش هخليهم يفرحوا، لا بشجن، ولا بيا.

اللي دخل حياتنا دلوقتي منهم... هيطلع منها مكسور."


وضع الصوره بوجع والغليان بداخله  كأن قلبه بيتخبط في صدره زي طير مذعور محبوس في قفص ضيق.

حاسس إن روحه بتتسحب من ضهره، وإنه بيتكسر من جواه في صمت مايعرفوش غير اللي اتوجع بجد.

ملقاش قدّامه غير رفيقة روحه، نصه التاني، ظهره وسنده، وظله لو مال بيه الزمن… 

المهرة...رفيقه النديم في تعاسته...اللي كأن ربنا خلقها مخصوص عشان تشيل معاه تقله وتواسيه في كسراته.

صرخ فيها من جوف روحه الموجوعة، صوته طالع زي طلق الخرطوش:


ـ "الحقيني... هموت، هموت يا مهرة!"


بهتت من صرخته، ، وقالت بصوت ملهوف بيترعش:

ـ "فيه إيه؟ مالك يا حبيبي؟ بيك إيه؟"


صرخ وهو بيكتم الوجع في صدره:

ـ "فيه... حاسس بجلطة... عروقي بتمشي جوّاها نار... نار بتلسعني... هموت."


قالت برعب، وصوتها اتكسر كأنها بتحاول تلحق قلبه من الوقعة:

ـ "حبيبي، فيه إيه؟ طيب قول، أنا معاك أهو... اهدي، بالله عليك."


صرخ كأن روحه بتتحشرج في حنجرته:

ـ "أختك! أختك الهانم اللي جولت تتربى! بس انتِ سيبتيها تطيح لوحدها... أختك... عرفت براء أبو الدهب!"


رجف قلبها، كأن الكلام ضربها على رأسها :

ـ "إيه؟ براء؟ براء ابن سلطان؟ ودي عرفته فين؟ ومالها بيه؟ وعايز منها إيه؟!"


صرخ بحرقة، كأن الجرح بينزف من كل ضلع بداخله:

ـ "عايز إيه؟ عازها الكفن! البيه جاي يتجوزها، جاي ياخدها ويرميلنا قرشين! أختك الفاجرة جايبالنا براء لحد بيتي!"


بهتت مهرة، كأنها فقدت القدرة على التنفس:

ـ "براء؟... براء جاي يتجوز شجن؟! إزاي؟ إنت بتقول إيه؟ ده... ده هيتجوز بنت عمه! إزاي جاي ياخد شجن؟! هو فيه إيه؟ ده ملعوب ولا إيه؟ إحنا انكشفنا يا نديم... أنا خايفة..."


فصرخ بصوت مجروح، كأن الدنيا كلها طاحت فوقه:

ـ "يا نهار أبوها اسود! إيه؟ هيتجوز بنت عمه؟! أمال جاي ليه؟ وجاي فارد عضمه ومتاكّد؟ وجاي يرميلي فلوس؟! أختك حبت البيه! جابها من قلبها! الحقيني! حاسس إني هموت! طب ليه؟ إزاي؟ عرفوا بعض إزاي؟! وكلمها؟ وتليفونات؟ وقابلو بعض؟! نهار طين! مثل عليها الحب، وناوي يطفّش بيها؟! أه! ما أختك هبلة وطايشة! كان ممكن تطفش وتحرقلي قلبي! وياخدها ويحطوا جزمتهم على رقبتي!"


زاد صوته بحشرجة الموت:

ـ "عايش عمري أخطط، وتيجي الهانم توطّي راسنا؟! أروح أقتلها؟ أعمل إيه؟! اتكشفنا؟! ليا سنين بخطط! ودا جاي يرميلي فلوس، مفكرنا كلاب فلوس! ولاد الغازية؟! مش قادر أتنفس... صدري طابق عليّا!"


قالت بخوف، صوتها بيترعش كأن القلب نفسه بينطق:

ـ "أعصابك... اهدي."


صرخ، وكأن كل اللي جوّاه بيولع نار:

ـ "والعه! أعصابي والعه يا مهرة! انتي ما شفتيهوش، جايلي بفُجر وش، بيقولي: (هديك فلوس)!

فاكرني بعمل ده كله... كل الوجع، كل الجري، كل الضهر اللي اتقطّع، عشان شوية فلوس؟!انبسط...!

انبسط إنه هياخد أختي، ويتجبي علينا بقرشين...أختي؟!

اللي ربيتها بنفسي؟بنت الحرامي والغزيه يقبلوا بأي حاجه منهم!

إنما أنا؟!أنا اللي عشت العمر شايل جبل على ضهري؟!

حاسس دمي بيغلي...السم بيجري في عروقي...حاسس إني هتشل...

هنجلط يا مهرة...هموت، وربنا هموت!"


قالت بوجع، كأن الكلام طالع من قلبها

ـ "اهدى... طب عملت إيه؟"


صرخ، وصوته كان زي جدار بيتصدّع:

ـ "عملت؟! هاخد أختك... واطفش!سنين... سنين وأنا بخطط، وأنا بابني خطّة موتهم،وفي الآخر... يفقسونا! نطلع احنا ولا حاجة؟!"


أردف بجديّة، نبرة فيها الموت قبل الفعل:

ـ "مهرة...ماعتيش تروحي الشغل.ماعتيش تفتحي بابك حتى.

اطفي النور، واختفي.أنا شمم ريحة مصيبة جاية،مصيبة لو شبّت، هتلبسنا من فوق لتحت...ماشي؟"


تنهدت وهي بتحاول تدفن خوفها في صوتها:

ـ "حاضر... بس اهدي."


صرخ، وكأن الهدوء بقى لعنة مايعرفهاش:

ـ "اهدي؟!آه... أما أموت بإذن الله، هو ده الهدوء!اسمعي يا مهرة...

أنا خلاص قررت.هنفّذ.وإنتِ...تخرجي من عندك، بأي تمن، وتختفي.

إحنا كلنا هنتبخر،هنضرب ضربتنا، وتخلص القصة.قصة عيلة أبو الدهب!ييجوا يلمّوا الباقي...بس بعد إيه؟!بعد ما آخد اللي ليّ، وأدفن اللي علينا!"


سكت لحظة، صوت أنفاسه تقيل كأن كل نفس بيجرّه من تحت الركام، ثم أردف بصوت فيه رجفة حزن وغضب:

ـ "مهرة...اللي قولت عليه يتنفّذ بالحرف.أنا مش عارف عرفوكي ولا لأ...بس والله...مش هتحمّل يتعمل فيكي حاجه، لا والله.فاهمه؟

وابقي كلمي الهانم!قرّريها، عشان أنا هدخل أقتلها...

يمين الله... هدخل أقتلها بإيدي!"


قالت بصوت مبحوح بالحزن، كأن روحها بتنزف بهدوء:

ـ "طب... اهدي... هكلمها."


بوجع .....طب اهدي واناهكلمها اعرف كل حاجه ...


قفل مع مهره وظل يدور وراسه ينفجر من الغليان... تمتم بجنون: الواد بيتجوز؟! وجاي ياخد البت؟! طب ليه؟! إيه الفُجر ده؟!


هبّ محترقًا، كمن اشتعل صدره ببركان، وهجم على حجرة أخته، صرخ بصوتٍ كالرعد: إنتِ عرفتي الواد ده منين يا زبالة؟!


ارتجفت هيا، وانكمشت كعصفور بريء: إيه؟! فيه إيه؟!


اقترب منها كالإعصار، شدّها بعنف: فيه مصيبة سودا نزلت على دماغك! سحبتي روحنا، حطّيتيها تحت جزمة ولاد أبو الدهب يا بنت عامر! يا اللي أبوكي مات مقهور بسببهم!


أمسكها بعنف وصاح كمن ينهش من الألم: انطقي! عرفتيه منين؟ وجابك إزاي؟!


كانت ترتعش كشمعة في مهب الريح، وبدأت تقطع بأنفاسها: مين؟ مين إيه؟ ماعرفش...


صفعها بقسوة، صوته يتقطر نارا: براء ابن سلطان يا بنت عامر! عرفتيه منين؟! هو ده اللي كنتِ بتكلميه في التليفون وتلاغيه؟ صح؟! هو ده اللي قابلتيه في الخلا؟! انطقي! لَأمَّا هدبحك! يمين الله لأموتك في إيديا!


انهارت من الرعب، بدأت تحكي كل شيء... لكن غفلت عن جزء الزواج.


قبض على شعرها بعنف، يهدر: يعني عرف انتِ مين من الفندق! وأكيد سأل عليكي... طب جاب اسمك إزاي؟ شجن بنت عامر! جه لحد بيتنا؟! يا مصيبتك السوده يا نديم في أختك! البيه جاي يتجوزك؟! الجنازة شالتك وشالته!


رجف قلبها من الفرحة، همست بسعادة مُكسورة: براء... عايز يتجوزني؟


صرخ فيها كأنما يحترق بجنون: منك لله! فرحانة؟! فرحانة يا زبالة؟! آه! افرحي يا بنت عامر! باعتينه ياخدك؟! خدك ربنا يا بعيدة! عشان راس نديم تنزل الأرض؟!


همست بانكسار: باعتينه؟ مين اللي باعته؟ يا نديم، إنت بتقول إيه؟


صرخ بقهرٍ : اللي قتلوا أبوكي! اللي قهرونا! اللي يتموكي يا بنت عامر! يا بنت الغازية! وبنت الحرامي!


ابتلعت ريقها، رعبها يتصاعد: إنت... إنت بتقول إيه؟!


دفعها، فوقعت أرضًا، انكمشت على روحها، وهو يدور في الغرفة كمن يلاحقه الشيطان...


هدر كالمجنون: براء ابن سلطان! البيه اللي شقطك هناك! وجابك! ولف عليكي! جاي ياخدك مني بسهولة؟!


ابن الفجرة... جاي يقولي "ادّهالي"... عايز يشتريكي بفلوس؟!


عنده فلوس واطيان؟! فلوسنا بيتجبى علينا بيها؟!


إنتِ رخيصة في نظره! ما يجيش ياخدك ليه؟ وأنا أوافق؟! مش هيديني فلوس؟!آه، ابن الحرامي يبيع أخته بفلوس، عادي!


زمجر: أنا مش فاهم! جابونا إزاي من الفندق؟! عرف البيت إزاي؟!


ارتجفت وترددت... فاندفع كالثور الهائج: إنتي قولتيله؟! قولتيله على البيت؟! انطقي!


انهال عليها ضربًا وهي تصرخ وتتوسل... صرخ بجنون: لمسك انطقي! لأموتك!


هزّت رأسها، وقلبها يقطر دمًا، فصرخ بها: براء جاي يعلم على أخوكي! يا فاجرة!


سهمت، وجهها تغشاه غشاوة القهر... تذكرت كلماته: "أنا هعلّم على أخوكي"... تذكّرت نظراته، ووعوده... كان بيضحك عليها ؟


همست بوجع: لا، براء ماعملش كده... لا، هو طيب... والله طيب...


كان قلبها ساذجًا، لا يُصدّق الغدر.


احمرت عينا نديم بجنون، صاح: طيب؟ منك لله! بخت كنت دفنتك قبل اليوم ده!


هاه؟! هو مين اللي طيب؟! مايعملش؟!طب اسمعي بقى... الطيب ده خاطب بنت عمه! بنت جابر!


انشلت شجن، جحظت عيناها...


صرخ بقهر السنين: إيه رأيك؟! يا رخيصة! يا بت الحرامي! هاه؟! هيتجوز الغالية، بنت العز، بنت عمه!وإنت؟! جاي ياخدك بفلوس! جاي ياخد الهانم اللي راحت معاه الخلا! وطيتي راسي! منك لله!


جالي: ماينفعش العيلة تيجي؟! أصلِك واطية! أقل من إنه يعلّيكي!


جاي يقولي: أنا سداد... البيه جاي يشتريك يا غالية!


وهناك؟! مجهز لفرح يتحاكي عليه الصعيد! بنت الغالي! النسب العالي!


ما بتتحضّنش في الخلا!ربنا ياخدك! يا شيخة منك لله!


انهار قلبها... انشق نصفين... جاء على ما بداخلها من نفس سمحة.


نظرت إليه، دموعها شلالات، وقلبها يقطر دما...


همست: ليه؟ ليه كل ده؟ عشان الفلوس؟! عشان الانتقام؟!


صرخ من أعماقه: إحنا ماعملناش فيهم حاجة! هما اللي عملوا! واللي بيعملوا! فاكر هيضحك عليا؟! وييجي يرميلي قرشين؟!


ماحنا تحت الجزمة!أحس بروحه تُسحب منه...


همس وهو يرتجف: اسمعي... من بكره تسيبي البيت... تخطيطي السنين مايروحش هدر... عشان واحدة رخصت نفسها... يا أرخص خلق الله!


دفعها، فوقعت أرضًا، لا تنطق... قلبها تمزق لأشلاء.


كانت ترتعش، الخوف يلبسها كالرداء... براء بيضحك عليا؟! هيتجوز بنت عمه؟! كل ده؟ بيضحك عليا؟!


براء... كان بيوقعني؟! أنا اللي كنت فاكرة إنه فارس أحلامي؟!


خلاص؟! 


كل الكلام ده؟! كل الحب ده؟! لا... ما تقوليش حب! هو ماقالش حب!


قالها في لحظة غلط!


براء مابيتربطش!


صح! هو صعيدي! ياخد بنت عمه اللي ما خرجتش معاه، ولا اتفسحت، ولا مشت من ورا أهلها!


وإنت؟! بنت غازية، زي ما بيقولوا... رخيصة!


ليه؟! ليه يا جاحد؟! منك لله... هموت يا رب!


لطمت وجهها، تصرخ كمن نُزع قلبها: دا... دا كُتب عليّا!


أحست بالذعر... لو عرف أخوها؟!


لا! لا! هو قطعها... أكيد نديم لو عرف... هيموتني!


صرخت بحرقة: ليه؟! عملت إيه؟! لكل ده؟! ليه؟! منك لله! منك لله!


قامت مترنحة، فتحت دولابها، وجدت أشياءه... تلك الهدايا... تلك العروسة... احتضنتها وانهارت على الأرض...


كل ده وهم؟!


وهم...


ضحّى بيا... عشان أنا رخيصة؟!


وهم يا براء؟!


عشتُّهولي...


حلم صحيت منه مقتولة!


حسبي الله... دانا غلبانة... ماليش حد!


قلبي؟! حاساه بينتش! هيموتني!


ليه كل ده؟!


عشان التار؟! عشان الورث؟!


هتتجوز بنت عمك؟! وهتعملها فرح؟!


طب وأنا؟! زي ما نديم بيقول؟! هترميلي قرشين؟!


وتجيب راس أخويا تحت رجلك .مانا هبلة! بصدق!


مش هسيبك يا شجن! انتي بتاعتي!آآآه قلبي! آآآه يا رب!


ليه؟...


...

سقطت ارضا  زحفت الي الركن البعيد من الأوضة، كانها تخاف من وسع المكان ضهرها للحَيط، والدموع نازلة من غير ما تحاول تمسحها...

بتعيط، وبتترعش، وكل نَفَس بيطلع منها كأنه طعنة فـ صدرها.


"إزاي؟!"

ده السؤال اللي مش بيبطل يرن فـ دماغها...

إزاي ضحك عليها؟

إزاي بصّ في عينيها وقالها "مش هسيبك" وهو بيحب غيرها؟

؟إزاي خلاها تحس إنها الوحيدة، وهي آخر واحدة؟


بتفتكر ضحكته... طريقته وهو بيقولها:

"أنا مش زي أي حد، أنا جنبك للآخر..."

ياااه، كانت بتصدق، كانت بتطمن وهي فـ حضنه،

.


بتفتكر كلماته الحلوة، اللي كانت تسندها وقت الضعف،

وكل كلمة منهم دلوقتي بتكسر ضلع في قلبها،

زي ما يكون الحب اللي وعدها بيه… كان خنجر.


كانت بتحبه ببراءة، بس هو كان بيلعب…براء اللي مالوش من اسمه نصيب وهيا الشجن ليها الف نصيب .

كانت بتحلم بمستقبل، 


 موجوعة، مكسورة…

بتضحك على غبائها، وبتكره طيبتها،

:

"أنا اللي صدّقت، وأنا اللي كنت عميانة…

بس والله ما كنت أستاهل كل الوجع ده.

أنا مش قادرة...


مش قادرة أوقف إيدي من الرجفة...


جوايا حاجة بتتكسر... حاجة مش هتتصلّح تاني.


ضحكت بشرخه بقلبها :

"إنتي ملاكي... إنتي هدية ربنا لقلبي"


واهمني انه شالني فـ عيونه... وهو شايل غيري فـ قلبه؟


كنت بسند عليه وأنا مش عارفة إني بتسند على كذبة.


كل تفصيلة بينا بقت سم...

ضحكته اللي كنت بحبها، بقت تلسعني.

كلامه الحنين بقى كأنه سكاكين في وداني.


ليه؟

ليه تعمل كده فـ حد حبك بصدق؟

ليه توجعني وأنا عمري ما وجعتك؟

ليه تخليني أعيش فـ حلم وتصحيني بكابوس؟


إيدي بردت…

قلبي برد،

ويمكن عمري ما هسخن تاني. فتحت تليفونها بوجع تكتبله رساله 


 رسالة من قلبها المكسور، اللي لسه مش مصدّق، ولسه بيرتعش وهو بيكتب:


"ليه؟"


كنت دايمًا ببدأ رسايلي ليك بـ"صاحبي"وانت في القلب حبيب 

بس دلوقتي مش عارفة أناديك بإيه…

ولا حتى عارفة أكتبلك منين!


أنا مش بكتب عشان ترجع،

ولا حتى عشان تندم…

أنا بكتب عشان أطلّع الوجع اللي ساكن صدري،

اللي كاتم على نفسي، واللي مش راضي يرحم قلبي.


كنت كل حاجة ليا.

كنت أماني في الدنيا اللي خوفتني،

كنت حضني اللي بدوّر عليه،

كنت حبي، وضهري، وضحكتي…

وطلعت كذبة.


ليه وعدتني؟

ليه قلتلي "أنا جنبك"، وانت أول واحد مشيت؟

ليه حضنتني… وكان حضنك لغيري؟


أنا مش زعلانة عشان مشيت،

أنا موجوعة عشان كنت بتمشي من زمان… وأنا مش شايفة.

أنا مش مكسورة بس،

أنا مخلّوعة من جوّه،

إزاي هآمن تاني؟

إزاي هاصدّق 

يمكن الرسالة دي توصلك… ويمكن لا،

بس لو قريتها، اعرف إني

مش هغفر،

ومش هنسى،

بس هحاول أعيش…من غيرك ..انبسط يابن ابو الدهب وافرح خدت تارك من اغلب خلق الله تار ماعملتش فيه حاجه غير اني حبيت .عارف ...

في يوم قلتلك اني بخاف اتعود علي وجود حد في حياتي وفجاه يختفي وبرغم ان انت عارف مشيت وخلعت قلبي ..خلاص لاانا هكون ليك ولا انت ليا .

مدت يدها تضغط علي زر الارسال ..تراجعت يدها ترتعش ..حتي الكلام لا يستحقه منها ..العتاب لا يناله الا من  معه الود والقلب وهو خلع القلب ودعس الود ..رمت التليفون وتكورت علي روحها تضع وجهها في الوساده تان بصمت حتي لا يخرج صوتها لا خوفا ولكن لا يستحق ان تخرج وجعها من اجله كتم الوجع وانكسار الروح موت وشجن ماتت الف مره بطعن حبيب ظنت انه فارسها واميرها ..امير السندريلا .


اما نديم بالخارج يعد لرحيلهم عن البيت بأسرع وقت. حتي لا ينكشف خططه . توهم انهم عرفو مكانه واتو ليلعبو عليه فجأة... رنّ هاتفه.


نظرة سريعة على الشاشة جعلت عروقه تشدّ من التوتر:

"براء بيتصل".


ضغط زر الرفض، ورمى الهاتف بعيدًا...

لكن بعد ثوانٍ، ظهرت رسالة على الشاشة:


"لو مفتكر إنك كده هتمنعني عنها، تبقى بتحلم.

أنا بوصل اللي عايزه... بأي طريق.

وافتكر ده كويس."


ضحك نديم ضحكة ساخرة، لكنه شعر أن الدم يتجمّع في صدره ككتلة نار.


همس بكلمات وكأنها قسم:


"هتشوف يا ابن أبو الدهب...

هتشوف يعني إيه تلعب في منطقة فيها نديم عامر...

وهتشوف يعني إيه... الرجوع مش اختيار."


رفع الهاتف واتصل برقم محفوظ تحت اسم "مهره"...

رنّ مرتين، ثم ردّت بصوت حاد:


"إيه؟"


قال بندم يختلط بالغليان:


"جمعيلي الناس... اللعبة بدأت." وبدات تنفيذ الخطه ..خلاص راجعين راجعين يا مهره....الديابه راجعه تنهش الغيلان.. غيلان عيبه ابو الدهب... 

مر يوم ونقل هو الي شقه اخري مجهزه وامرها ان تنتقي كل ماتحتاجه ولملمت اشياؤها بقهر واختها واخذها ورحل من ذلك المكان بلا عوده  .


عاد براء للبيت يقابله لعله يقنعه فوجدهم انهم غادرو البيت .احس بكويه في قلبه لم يتحملها ان تلك الجميله راحت من حياته عاد الي بيته وقفل علي نفسه واخرج ورقتها ووضعها علي قلبه يحس انها هيا التي تعيد له أنفاسه بعد ان خلع أخيها قلبه عن جداره وكل منهم يظن ان الاخر غدر به 


تكملة الرواية من هناااااااا 

 لمتابعة باقى الروايه  زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع