سكريبت سر الدكتور الفصل الثاني الأخير بقلم حور حمدان كامله حصريه في مدونة قصر الروايات
سكريبت سر الدكتور الفصل الثاني الأخير بقلم حور حمدان كامله حصريه في مدونة قصر الروايات
فضلت أبص في الورقة بحالة بين الصدمة والرعب.
الكلمتين بالعربي كانوا واضحين جدًا، رغم الدم اللي شبه منقط على الحروف:
بوابة اللعنة.
إيديا بتوجعني، بس الوجع بقى أهون من اللي جوه قلبي.
اللي عمله معتز، وضحكة سهى، وكلام الدكتور كلهم كانوا زي سكاكين بتقطع فيا حتة حتة.
قمت بالعافية، لمّيت هدومي، وقررت أروح ليه تاني
المرة دي مش عشان علاج المرة دي عشان أعرف الحقيقة
نزلت وركبت أول تاكسي، وقلبي بيدق بسرعة غريبة
لما وصلت العيادة، كانت مقفولة
دُهشت ازاي؟! ده كنت عنده امبارح
بصيت على الباب لقيت ورقة صغيرة مكتوب فيها:
"العيادة اتنقلت، العنوان الجديد: شارع العزبة - بيت رقم ١٣"
الاسم يخض من غير سبب بس قلبي قالي:
روحي
وصلت المكان بعد ساعة
بيت قديم، مافيش لافتة، ولا أي حاجة تدل إنه تابع لطب أو علاج
بس الشباك مفتوح، وفي نور خفيف طالع من جواه
خبطت على الباب
بعد لحظات، فتحلي راجل مختلف، عينه مافيهاش نظرة دكتور، فيها ريبة
سألته:
"الدكتور هنا؟"
قاللي بنبرة باردة:
"اتفضلي، مستنيكي."
دخلت وأنا حاسة إني داخلة مقبرة مش بيت
المكان من جوه ريحته بخور تقيل، وضلمة مش مريحة، والمرايات اللي على الحيطان كلها مغطّاة بقماش أسود.
دخلت أوضة واسعة، ولقيته قاعد، نفس الراجل، بس شكله متغير
كان لابس عباية سودا طويلة، وعلى إيده وشم غريب نفس شكل العلامة اللي كانت في الورقة!
قربت منه بصعوبة، وسألته:
"انت عملت فيا إيه؟!"
ابتسم ابتسامة باردة، وقال:
"أنا؟ أنا فتحتلك باب، انتي اللي دخلتي بإرادتك."
قلتله وأنا بتشنج:
"إرادتي؟! أنا كنت جاية أتعالج!"
مد إيده ناحية إيديا، وقال:
"اللي في إيدك ده مش مرض، ده كائن. استدعاء، تميمة، وِرد واللي اتكتب، خلاص اتربط."
رجعت خطوة لورا، حسيت قلبي هيوقف للحظة ، صرخت فيه:
"انت مش دكتور انت دجّال!"
ضحك، وقال:
"مش أول مرة أسمع الكلمة دي، بس انتي أول واحدة تقوليها وقلبها عارف الحقيقة."
سكت لحظة، وبصلي نظرة خلت جسمي كله يقشعر:
"بس الغريب مش أنا الغريب اللي عرفك بيا
اسألي أختك هي اللي جابتك."
اتجمّدت
الكلام وقع عليا زي القنبلة
"سهى؟!"
قال ببساطة:
"أيوه سهى
من أيام، ذكرت اسمي قدامك بالعافية، بالهمس، وهي كانت عارفة إنتي هتسألي، وهتيجي."
قمت أجري، ودموعي نازلة على خدي، وقلبي بيصرخ:
ليه يا سهى؟!
رجعت البيت، ودماغي مولعة
سهى كانت قاعدة بتتفرج على مسلسل، ولا كأن في حاجة
دخلت أوضتنا، قفلت الباب بالمفتاح، وقعدت على الأرض
دموعي كانت على خدي، وقلبي كله متكسر
مسكت موبايلها
كانت سايباه على السرير، بتشحنه.
مكنتش ناوية أتجسس بس قلبي قالي:
ابحثي، يمكن تلاقي الحقيقة
الموبايل اتفتح ، وفتح بسهولة
لان كنت عارفة الباسورد تاريخ وفاه بابا وماما
دخلت الواتساب
ولقيت الصدمة
شات طويل بينها وبين معتز.
الصورة الأولى كانت ليهم قاعدين في كافيه، بيضحكوا، وهو ماسك إيدها
الصورة التانية كانت لإيديا!
آه إيديا وهي متورمة، والمصيبة، إنهم بيتريقوا.
ولقيت رسالة منها ليه:
سهى:
"الوش اتحفر، والختم شغال."
معتز:
"كويس، ماتنسيش تبعتي الورقة معاها."
سهى:
"بعتها شوفنا إمتى نخلّص منها نهائي."
قفلت الموبايل، وقعت على الأرض وأنا مش حاسة بحاجة
الخيانة لما تيجي من اللي جنبك، بتكسر كل عضمة جواك
لكن فجأة قلبي نطق، ولأول مرة من أيام
قال: "روحي لربنا."
طلعت أجري من البيت، دموعي مغرقاني، وكل خطوة برجلي كانت تقيلة كأني شايلة همّ الدنيا على ضهري.
كنت حاسة إني لو فضلت لحظة واحدة تانية في البيت ده، هنهار أكتر.
أقرب جامع كان عند ناصية الشارع.
دخلت من غير ما أبص لحد، قلبي بينبض بسرعة، وروحي بتصرخ.
قعدت في الركن الهادي من مصلى الستات، ووشي في الأرض، وكل حاجة جوايا بتنهار.
حطيت إيديا على حجري
شكلهم مكنش طبيعي.
النبض اللي بيتحرك جوه الجلد كان واضح أكتر، كأن في مخلوق صغير بيتنفس تحت جلدي!
دموعي نزلت، وبصوت مكسور قلت:
"يارب أنا تعبت، والله تعبت
أنا مش عارفة مين معايا ومين ضدي
مفيش غيرك، ومش طالبة غير إنك ترجعني زي ما كنت
أنا ماليش غيرك، يا رب، إشفيني
ما خدتش بالي إن في واحدة ست كبيرة كانت قاعدة قُصادي، بعباية سودا ووشها كله نور
قربت مني وقالت بهدوء:
"انتي اللي اسمك حور؟"
رفعت وشي ليها بخضة، وقلبي اتقبض:
"أيوه انتي عرفاني منين؟"
ابتسمت وقالت:
"الشيخ مستنيكي.
تعالي معايا، فيه كلام لازم تسمعيه."
مشيت وراها بخوف، لحد ما دخلنا جزء صغير جنب المسجد.
كان في راجل كبير قاعد بيقرأ قرآن، وصوته كله طمأنينة.
بصلي وقال:
"انتي اللي اتسلّط عليك؟
اللي دخلتي من باب الطب وخرجتي من باب السحر؟"
دموعي نزلت غصب عني، وقلت:
"أنا ما كنتش أعرف، والله ما كنت أعرف!
أنا كنت رايحة أتعالج بس الدكتور دا طلع دجّال، وعمل فيا حاجة غريبة، حاجة بتتحرك فيا!
وخطيبى وأختى طلعوا بيضحكوا عليا!"
الشيخ قفل المصحف بهدوء، وقال:
"اللي فيكِ دا طِلسِم انزرع في الجسد، معمول بقَسَم مكتوب، ومرهم فيه خُدام.
بس ربنا أقوى من أي سحر.
هبدأ أقرأ، وانتي ما تقطعيش الدعاء، قولي معايا كل ذِكر وكل آية، وخلي يقينك في ربنا."
قعدت قدامه، وبدأ يقرأ:
"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"
كل آية كان بيقولها، كانت بتنزل جوايا زي الميّه الباردة على نار مولعة.
حسيت بإيديا بتوجعني أكتر، كأن الحاجة اللي جوا الجلد بتتلوّى، بتصرخ، بتتحرق!
وفجأة
صرخة خرجت مني من غير قصد، وجسمي كله وقع على الأرض.
بس وأنا على الأرض حسّيت بشيء غريب
النبض اللي كان تحت جلدي اختفى!
قمت بصعوبة، وبصيت لإيديا
الجلد رجع لطبيعته، الصوابع بقت عادية، والعروق باينة زي أي إيد بشرية.
النتوءات اختفت.
فضلت أبص، وابص، وابص
مش مصدقة اللي حصل.
الشيخ قال بهدوء:
"اللعنة اتفكّت بس الحرب ما انتهتش
لسه اللي أذوكي، موجودين
ولازم تعرفي إزاي تنتقمي بحق، مش بس لنفسك، لكن للحق."
بصيت له، وقلبي كله قوة لأول مرة:
"أنا مش هسكت... وسهى ومعتز لازم يدفعوا التمن."
خرجت من الجامع وقلبي خفيف لأول مرة من أيام
الراحة اللي حسّيتها بعد ما الشيخ قرالي كانت أكبر من أي دوا، أكبر حتى من الأمل
بس رغم كده الغلّ اللي جوايا لسه موجود.
أنا اتأذيت
اتخانت
اتسحرلي
ومين؟ أختي وخطيبي
وقفت تاكسي وركبت، وقلت للسواق:
"قسم الشرطة، بسرعة لو سمحت."
دخلت القسم، وقلبي بيخبط، بس المرة دي مش من خوف، من عزيمة
دخلني العسكري لمكتب ضابط شاب، شكله في التلاتينات، عينه فيها ذكاء وتركيز، واسمه كان مكتوب على المكتب:
النقيب ليل فؤاد.
رفع عينه وبصلي باهتمام:
"اتفضلي، خير؟"
قعدت قدامه، وقلت وأنا بمسك الورقة اللي لقيتها في شنطتي:
"أنا مش جاية أشتكي حد قريب، ولا حد معروف
أنا جاية أبلّغ عن شخص بيقول إنه دكتور، بس هو دجال.
عمل فيا حاجة غريبة، ومكنتش فاهمة لحد ما شيخ في الجامع شال اللي فيا
اسمه محفوظ، وعنوانه هنا في الورقة."
ليل خد الورقة، وبدأ يقرا فيها، وحسيت بعينه بتضيق وهو بيقرأ
سألني بشك:
"انتي متأكدة إن دا العنوان؟ والمعلومات دي صح؟"
هزيت راسي بثقة:
"أكيد ودي مش أول مرة يضر فيها حد
أنا مكنتش هاجي، بس أنا شوفت الموت، وبالقرآن بس ربنا نجاني."
سجل ليل البلاغ، وقالي:
"هنتحرك عليه، ولو في صحة في كلامك، مش هنسيبه، بس لو البلغ كدب صدقيني مش هيحصلك طيب.
و أنصحك لو حد من قرايبك ليه علاقة بيه، ابعدي عنه."
هزيت راسي، وسكت
مرت أيام
الدجال اتقبض عليه، والنيابة بدأت التحقيق
لكن أنا كنت خلاص قررت أختفي من حياة الناس دي
سيبت الشقة اللي كنت قاعدة فيها انا وسهى ، غيرت رقمي، وروحت أعيش في شقة صغيرة في حي بعيد، بدأت شغل من جديد، وركّزت في حياتي
وفي يوم
وأنا داخلة العمارة، لقيت ظابط واقف تحت، شكله مألوف
"آنسة حور؟"
اتجمدت مكاني
"أنا النقيب ليل فؤاد، فاكرة؟ أنا اللي سجلت بلاغك."
هزيت راسي:
"أيوه، حضرتك إزاي عرفت مكاني؟"
ظهر حد من وراه
كانت سهى
وشّي اتغير، لكن سهى سبقت الكلام وقالت:
"أنا اللي قلتله.
أنا غلطت، واعترفت.
معتز سبني، ومفيش حاجة نفعِت، و وأنا ندمانة، والله العظيم ندمانة
كان معاه حق قالي، الي ملوش خير في اهله ملوش خير في حد وانتِ بعتي اختك وكان عندك استعداد تموتيها عادي ازاي هأمن ع نفسي مع واحدة زيك.
والله كل يوم كنت بدعي ربنا ترجعيلي، أختي، حتة مني."
السكوت طال، وأنا ببص في الأرض
ليل قال بهدوء:
"ممكن نطلع نتكلم فوق؟"
طلعنا، وقعدنا في الصالة بس سبنا الباب مفتوح
كانت لحظة مشوّشة، مليانة مشاعر كتير
وفي الآخر
أنا سامحت
مش نسيان، لكن غُفران عشان أعيش، مش عشان أنسى
مرت شهور.
ليل كان بييجي يطمن عليا كل فترة، وفي كل مرة كنت بحس بأمان
الكلمة اللي مفتقداها من سنين.
لحد ما في يوم، قالها لي بصراحة:
"أنا من أول يوم دخلتي القسم، حسّيت إنك مختلفة.
قوية، رغم اللي حصل لكِ
ولو تسمحيلي
أنا عايز أكون في حياتك، مش كظابط كزوج."
انا بحبك
رديت بأبتسامة، يبقا تطلب ايدي من اختي الكبيرة، سهى.
#تمت
#سر_الدكتور
#حكاوي_كاتبة
#حور_حمدان
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا