القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية سفينة الخلاص الفصل الخامس 5الاخير بقلم شيماء طارق (حصريه في مدونة قصر الروايات )

رواية سفينة الخلاص الفصل الخامس 5الاخير بقلم شيماء طارق (حصريه في مدونة قصر الروايات )





رواية سفينة الخلاص الفصل الخامس 5 بقلم شيماء طارق (حصريه في مدونة قصر الروايات )




#سفينة_الخلاص 

#الفصل_الاخيرة 

الكاتبه شيماء طارق 


سمع ياسين اسم الشركة، وكان قريبًا جدًا من خديجة، ثم دخل فجأة على أمه وخديجة وقال لهما: الشركه بتاعتي انتي عرفت اسمها منين يا خديجه؟!


خديجة بدهشة : انت عندك شركه؟!


ياسين: ايوه أنا ياسين الجارحي صاحب شركه يو جي للتعمير؟!


خديجة تُكمل بحزن وتقول له: دي الشركه اللي جوزي السابق كان بيشتغل فيها؟!


ياسين يشعر بالصدمة:بجد يعني هو كان شغال عندي؟!


خديجه: ايوه لحد دلوقت هو شغال عندك في الشركه!


في تلك اللحظة، شعر ياسين بمسؤولية أكبر تجاة خديجة، وأدرك أنه لا بد أن يكون إلى جانبها في هذه الفترة، رغم أنه لا يليق به الاقتراب منها، فهي أدنى منه في المكانة الاجتماعية، وهذا أمر لا يصح لرجل أعمال في مكانة ياسين الجارحي لكنه كان يشعر أن كل شيء قد تغيّر في تلك اللحظة.


ياسين: عادل زيدان... موظف عندي 

في شركتي مسؤول عن مواد البناء؟!


منال (رأت القلق في عيني ياسين فاستغربت وسألته):  في حاجه يا ياسين عايز تقولها؟! 


ياسين (يتحدث وهو في غاية الضيق):  

الكل'ب ده كان بيسرق من الشركة! اكتشفنا من شهر إنه سرق ملايين من صفقات مواد البناء وكان بيجيب مواد قليله جدا وكان السبب في مبنى كامل تقع !  


خديجة(تعود إلى الوراء من شدة الصدمة): لا مش ممكن يكون للدرجه دي يعني هو ممكن يضحي بارواح ناس علشان مصلحته هو كان طول عمره وحش معايا وبيحب الفلوس قوي بس مش للدرجه دي  بس هو هيكون معاه فلوس كيف وهو اصلا مرتب على القد خالص وحماتي هي اللي كانت بتصرف على الدار من معاشها وفلوس المحصول اللي بيجي كل سنه والمحلات اللي بتاجرها هو ده اللي كان مخلينا عارفين نعيش ده أنا حتى كذا مره كنت اقول له رايده فلوس عشان اروح للدكتور ما كانش يرضى يديني بعت ذهباتي ودار أبوي وكل حاجه حيلتي وفي الآخر الدكاترة قالوا إن أنا ما عنديش حاجه بس هو ما صدقش! 


ياسين (يُخرج الهاتف من جيبه ويُريه لخديجة وهو يقول لها): انا معايا نسخه من كل المستندات اتفضلي شوفيها بنفسك هو عمل إيه وعلى فكرة وهو معمول له محضر وفي قضيه بس أنا عايز أجيب آخره علشان ما يهربش!


خديجة(تمسك الهاتف ويديها ترتجف ):  يعني هو كان معاه فلوس كثيره يعني كل اللي أنا كنت عايشاه ده كان كذبه ده كان بيضربني ويذلني علشان يديني الجنيه وأنا ما كنتش بطلب حاجه إلا الحاجات الصغيره اللي اي حد ممكن يطلبها ويوصل بيه ان هو يموت ناس بسبب الفلوس ؟! 


ياسين(غاضب): هيتحاسب... مش هسيب الموضوع ده يعدي!


خديجة (بصوت مليء بالغضب والحزن):  ياريتني عرفت من زمان... وانا اللي كنت حزينه عليه بعد كل اللي عمله وياي ربنا يجيب حق كل من جه عليهم وكان السبب في اذيتهم !


منال( أخذتها في حضنها وقالتلها) :يمهل ولا يهمل يا بنتي شوفوا هو عمل فيك إيه وعمايل السوداء وقعته في شر أعماله ؟!


  كان ياسين واقفًا حزينًا جدًا على خديجة، وقلبه يتقطع عليها كان يشعر بمشاعر تجاهها، لكنه لم يكن قادرًا على فهم ما إذا كانت تلك المشاعر شفقة، أو إعجاب، أو حب ولكن أكثر ما كان يشعر به في تلك اللحظة هو المسؤولية تجاهها.


أما في منزل عادل، دخلت نجلاء، زوجة عادل الجديدة، وهي حزينة لأنها مرّت عدة أشهر معه دون أن تنجب، وكان الجميع يهمسون ويتسائلون عنها بينما كانت تقوم بترتيب الدولاب، عثرت على التحاليل والتقارير، ففهمت كل شيء.


تتحدث نجلاء بصوت مشبع بالغضب الشديد: تعالي اهنا يا حماتي وانت يا عادل بيه كنتم بتغفلوني وتضحكوا عليا والله لاخذ كل اللي حيلتك ولا هخلي وراكم ولا قدامكم ده أنا قاعدة اهنا وهخليكم تشحتوا في الشوارع وما هتعرفوا تجيبوا اللقمه لحاف و أنتي يا زبيدة يا مره يا ضلاليه انتي ومراة ولدك  تضحكوا عليا والله لاوريكم بت الحاج سباعي هتقدر تعمل إيه الورق والتقارير كلها اللي البيه كان مخبيها عني وبهبلوا حطها على الرف في الدولاب بتاعي  !


الحاجة زبيدة تشعر بالخوف والقلق:في إيه يا نجلاء بتزعق اكده ليه يا بتي وتقارير وورق إيه اللي انتي بتتحدتي عليهم ومش عيب تتحدتي وياي بالطريقه دي وأنا كيف امك؟؟؟!


نجلاء تقول ضاحكة بسخرية: ابنك راح كشف وعمل التحاليل وعرف أن هو معيوبه مش راجل وخبيته عليا هو ده اللي مفروض تعملوه في بنات الناس يا وليه مش المفروض ابنك كان قالي الحقيقه وغير اكده اللي انتم عملتوه في مرته الاولانيه  وكنت مخبيين عليا عرفت من أهل البلد وقلت يلا هنعديها بس الناس تتكلم عليا وتقول عليا حديت بطال كيف اللي كانوا بيقولوه على مرته الاولانيه لا والله لافضحكم في البلد كلها وخلي اللي ما يشتري يتفرج ويعرف أن العيب مش مني أنا وأن هو اللي معيوب  !


كانت منى وزبيدة تنظران إلى بعضهما البعض وهما مرتاعتان، بينما كان وجه عادل شاحبًا، وبدت عليه علامات الخوف والقلق، فقال لها محاولًا تهدئتها:  

ايه اللي أنتي بتقوليه ده يا نجلاء مش عيب أن أنتي تقولي اكده على جوزك حتى لو عندي حاجه أو بتعالج إيه المشكله يعني مش المفروض تفضلي وياي لحد ما أبقى كويس وربنا يرزق بالعيال لأن ده حاجه بتاعه ربنا وأنتي لو ريداني كيف ما كنت الأول هتفضلي وياي ومش هتهمليني واصل !


الحاجة زبيدة(تنهار وتقول لها): كيف يا ولدي اللي أنت بتقوله ده انت زي الفل يا ولدي أنت راجل من ضهر راجل كفايه حديت ماسخ يا مره هو كيف عاش معاكي وكنت بتقولي له يا سبع الرجال ودلوقتي بتقولي عليه مش راجل؟! 


نجلاء تصرخ وتقول لها: كنت رايداك اما كنت راجل بس دلوقت أنت بقيت مره أنا هتطلق 

وهاخد كل اللي حيلتك وهوريكم وهفضحكم في البلد كلتها!   


قالت منى بخوف من الفضيحة: ليه اكده يا نجلاء ده أنا كنت بقول أن انتي اكتر من خيتي ينفع تعملي اكده واللي انتي رايداه كله هنديهلك  مش رايدين فضايح يا خيتي؟!  


نجلاء وهي تحمل ابنها بين يديها وتقف أمام الباب قالت لهم: ابدا يا منى البلد كلها هتعرف كل اللي حصل وياي؟!


سقطت الحاجة زبيدة على الأرض وهي تقول لها: حرام عليكي يا بتي ما تفضحيناش قدام الناس تعالي اهنا واديك اللي أنتي رايده  كله خذي الفلوس اللي انتي  رايداها بس ما تفضحيناش؟!


نجلاء: لا الناس لازما تعرف كل اللي حصل وياي في دار دي يا اهل البلد تعالوا شوفوا تعالوا اتفرجوا ولد الحاج زيدان طلع مش راجل ضحك عليا على اساس أن هو بيخلف ومراته هي المعيوبه هو اللي طلع معيوب وهي ما فيهاش حاجه واصل ضحكوا عليا والله لاخذ اللي وراهم واللي قدامهم ما هو ما ينفعش أن واحده ست تعيش مع ست كيفها؟!


أمسكت منى بيدها بشدة وقالت لها: خش جوة يا نجلاء بطلي بقى فضايح البلد كلها اتفرجت علينا ايه الحديت الماسخ اللي انتي بتقوليه ده واعر قوي أنتي اكده هتطلق يا محروقه؟!


نجلاء بصوت عالٍ: وفيها إيه يعني أما تطلق أنا رايدة اكده وكمان هم لسه شافوا مني حاجه تعالوا شوفوا وانظروا يا أهل البلد على عمايل ولاد الحج زيدان وفضايحهم وابنهم الكبير عادل اللي طلع كيف النساوين يعني ما ينفعش لحاجه واصل؟!


عادل فضل جالسًا على الكرسي، لا يعرف ماذا يفعل فهذا المشهد ليس جديدًا عليه؛ فقد عاشه من قبل مع خديجة عندما طردها من المنزل وقال عنها إنها لا تصلح، واصفًا إياها بالأرض البور قال عنها كلامًا لا يليق برجل أن يقوله لزوجته، ولم يكن من اللائق أن يخرجها في منتصف الليل ويلقي بها خارج البيت ولكن كما قال الله: يمهل ولا يهمل".


أما في قصر الجارحي، فقد كان ياسين واقفًا أمام خديجة بإصرار، وقال لها بكل قوة: انا هساعدك ترفعي قضيه على جوزك السابق وتاخدي تعويض ... و ده حقك الشرعي والقانوني.


خديجة تهز رأسها رفضًا: لا... خلاص مش رايده حاجه منهم واصل رايده ابدا حياتي من جديد وابعد عن كل حاجه كانت في حياتي السابقه؟!

  

منال(بتحتضنها): أنتِي ست قوية، وربنا هيعوضك باللي احسن منه يا روحي!


ياسين (يبتسم): وبالنسبة للشغل بكره إن شاء الله هنبدا شغل وهتكوني مساعده سكرتيرتي الخاصه وهديك مرتب كويس جداً ما تقلقيش ؟!


خديجة كانت دموعها تتساقط ولم تصدق ما يحدث، وهي تنظر إليه بشكر وامتنان.


خالد ذهب ليحضر لياسين ماله، وعندما دخل ورآى خديجة أمامه، نظر إليها بإعجاب ولكن بنظرات غير لائقة، كما اعتاد مع أي سكرتيرة أو موظفة في الشركة، حيث يعاملهن بطريقة قاسية لكن خديجة كانت مختلفة عن الجميع، وقال لها وهو يضع يده على كتفها : أنتي السكرتيرة الجديدة يا قمر ما كنتش عارف انك مزه كده؟!


خديجة (تدفع يديه عنها بغضب وتقول له ): عيب اكده إيه اللي انت بتسويه وياي ده أنت لو 

سويت الحركه دي مرة ثانيه هقطعلك ايدك رايد إيه من اهنا! 


نظر إليها خالد بنظرة حقيرة جدًا وقال لها: أموت أنا في اللهجه الصعيدي يا قمر؟!


ياسين يدخل فجأة بصوتٍ عالٍ ممتلئٍ بالغيرة: إيه اللي انت بتعمله ده يا متخلف وازاي تقرب من خديجه لو قربت منها تاني هنهي على حياتك خديجه خط أحمر أحترم نفسك دي مش زي الزباله اللي انت تعرفهم يا قذر !


خالد خائف:هو أنا عملت حاجه أنا ما كانش قصدي أنا بسالها هي مين بس؟!


صرخ ياسين بغضب: غور من قدامي دلوقتي روحي القصر وأنا أما اجي هتصرف معاك على اللي أنت عملته كله؟!


نظر خالد إليه، ثم غادر الشركة متجهًا إلى القصر حيث تقيم والدته جلس معها وأخبرها بكل ما حدث في الشركة، معبرًا عن مدى انزعاجه من ياسين.


فاطمة: احنا لازما نمشي البنت دي اللي اسمها  خديجه علشان نعرف هنعمل إيه مع ياسين البنت دي لازما تغور من طريقنا؟!


قال خالد بحقد: انا هشيلها  خالص من طريقك يا ماما ما تقلقيش سيبي الموضوع ده عليا البنت دي مش هتاخد معايا غلوة!


فاطمه بغل :ماشي يا حبيبي قولي بس انت هتعمل إيه علشان ابقى عارفه كل حاجه؟!


خالد يُفكّر بطريقة شيطانية، وقال :كده كده البنت دي ملهاش حد هاخدها في الشقه بتاعتي واظبط معاها وبعد كده ابقى ارميها؟!ولا من شاف ولا من دري؟!

 

فاطمة خائفة: لا يا خالد بلاش القت'ل وبلاش تاذيها  حرام إحنا مشكلتنا مع ياسين مش معايا د'م لا وكمان أنا مستغنيه عنك أنا ما ليش غيرك في الدنيا ؟!


خالد يثق في نفسه: ما تخافيش يا ماما خليكي واثقه فيا ما فيش حد هيعرف حاجه؟!


فاطمة تغضب بصوت عالٍ :خالد قلتلك دمي لا ما تجيش جنب البنت أحنا ممكن نعمل اي حاجه إلا اننا تلوث ايدينا بد'م حد إحنا مش كده إحنا مشكلتنا في الفلوس مش اكثر وأنا برجع حقي اللي أبويا اداه لاخويا وابنه مش اكتر؟!


خالد قال بهدوء :خلاص يا ماما ما تخافيش اللي هتعوزيه كله أنا هعمله ما تقلقيش اهدي؟!


فاطمة:ربنا يكملك بعقلك يا ابني أنا والله مش عايزه اؤذي ياسين أنت ليه مش فاهم اللي ياسين انا مش بكرهه بس مشكلتي مع جدك لأن هو ادى حقي لخالك هي دي مشكلتي الوحيدة أنا عايزة حقي يرجعلي تاني وخليها حلقه في ودنك ياسين لا د'مي لا بعيدها لك للمره ال 20؟!


خالد بأس على رأسها وقال لها :ما تقلقيش يا أمي حقك هيرجع وده وعد مني ومن غير أي نقطه د'م؟!


أما منال فقد أخذت خديجة وقدمَت لها كورسًا في الكمبيوتر، كما أخذتها إلى أفخم المولات لتشتري منها ملابس أنيقة فور دخولهما المحل، اختارت خديجة فستانًا لونه أبيض مائل إلى البيج وكان واسعًا جدًا وعليه الطرحة الخاصة به كان الستايل مناسبًا للمحجبات، ولكنه كان جميلًا جدًا على خديجة.


منال نظرت إليها بإعجاب وقالت لها:إنتِ جوهرة من جواهر الصعيد ! 


خديجة غير مصدقة، وكانت تنظر إلى نفسها في المرآة وتقول: أول مرة أشوف نفسي حلوة اكده بجد هي دي أنا؟!


منال ذهبت إليها وقالت لها: ايوه يا حبيبتي أنتي زي القمر ما شاء الله عليكي ربنا يحفظك ويخليكي يا رب يلا بقى بسرعه نخلص بقيه الحاجه علشان نروح؟!


خديجه :بس أنا خرجت من الشركه النهاردة بدري لا ياسين يزعل مني وهو زعله  واعر قوي؟!


منال بتبصلها باستغراب: لا ما تقلقيش أنا استأذنت من ياسين وهو موافق وعارف أن أنتي مش هترجعي الشركه تاني النهاردة؟!


كان ياسين جالسًا في مكتبه في القصر، أمامه مجموعة كبيرة من الأوراق فجأة، دخل عليه خالد وقال له: 

خلاص يا ياسين انا جبت الفلوس كلها اللي كنت واخدها من خزنه الشركه رجعت كل حاجه اتفضل الشنطه قدامك اهي! 


ياسين بصوته الهادئ: تمام لو عملتها تاني هسجنك ؟  


خالد بهدوء وهو يحاول أن يهدئ نفسه قال: لا.. لا.. ما تقلقش أنا ما كنتش عايز أعمل كده بس حضرتك اللي بتجبرني أعمل الحاجات دي!؟


فجأة، بدأ ياسين يضرب بيديه على الطاولة قائلاً بصوت عالٍ وعصبي:  أنت فاكر هتضحك  عليا؟ فيه 50 ألف ناقصين من حساب الصيانة!


خالد بخوف وقلق بيقول: ازاي الكلام ده أكيد في حاجه غلط في حساب الصيانه لازما تكلم الحسابات الأول ما تتهمنيش من غير ما تعرف حاجه أنا ما اخذتش حاجه من الحسابات وكمان انا مرجعلك 5 مليون جنيه جاي تسالني على 50000 انت بتهزر ؟!

  

ياسين يقوم ويمشي بهدوء حول خالد مثل الأسد الذي يهاجم فريسته، وكان خالد واقفًا مرعوبًا حرفيًا وقال له بصوت عالٍ : آخر فرصة.. بكرة الصبح الفلوس تكون هنا.. ولا ما جتش يبقى استنى بقى البوكس هيجي ياخدك من قدام باب القصر أنا مفيش حد يستغفرني وياخد مني جنيه غصب عني وأنت عارف كده!

  

خالد يرفع صوته قائلاً: أنا ما عملتش حاجه أنت على طول كده ظالمني أنا رايح وهجيب ال 50 الف واجيبهم لك على هنا مش عشان انا اخذتهم علشان مش عايز مشاكل بس معاك يا ياسين بيه؟!


ياسين بعصبيه: في 60 داهيه أهم حاجه الصبح تكون الفلوس عندي مش ياسين الجارحي اللي ينضحك عليه من عيل صغير؟!


عندما عادت خديجة ومنال من الخارج، دخلت خديجة المطبخ وهي في غاية الإرهاق قامت بإعداد طعام صعيدي، وعندما انتهت، ذهبت لغسل الصحون، ولم توافق على أن يساعدها أحد من الخدم في تلك اللحظة، كان هناك شخص يقف أمامها، وفجأة :

ازيك يا قمر هو أنتي بقى خديجه ده أنتي قاعدة عندنا هنا في القصر ده أنا لو أعرف كده ما كنتش تعبت نفسي خالص ؟بس قوليلي إيه الحلاوة أنتي بقى بنت الصعيد اللي ياسين واخدها تحت جناحه وبيخاف عليها من الهوا الطاير ؟


خديجة ترفع رأسها بسرعة وبخوف وقلق: انت رايد مني إيه اللي جابك اهنا ؟!  


يبص إلى جسدها ويتحدث بطريقة قذرة: يا جميلة.. أنا ممكن أخليكي تبقي ست البيت هنا بس خليكي معايا ده انا هبسطك على الآخر  !  


خديجة: سيبني في حالي.. مش رايده اتشاكل وياك انكشح يلا غور مش رايده اتحدت وياك خالص أنت ما تعرفش الأصول ؟!  


كان ياسين متوجهًا إلى المطبخ لأن خديجة، بعد أن انتهت من تناول الطعام، دخلت المطبخ وظلت هناك لفترة طويلة دون أن تخرج فور أن رأى المنظر، بدأت عينيه تحمر وظهر الغضب على وجهه وقال بصوت عميق مثل الرعد: أنت يا حيوان ايه اللي جابك أنا ليله اهلك سوداء النهاردة! 


خالد يضحك ضحكة زائفة: في إيه يا ياسين البنت صعبت عليا وكنت بساعدها في المواعين ! 


اقترب ياسين من خالد ووقف أمامه، وبدأت عضلاته تبرز، وكان القميص على وشك أن ينقطع من شدة الغضب، وقال له: إنت مش عارف إن ده آخر يوم ليك في الشركة؟ بكرة.. هتستلم كل أوراقك.. وممنوع تدخل الشركه تاني وبالنسبه للقصر ده أنت الفترة دي مش هتقعد فيه هترجع شقتك القديمه تاني لحد ما تحترم نفسك؟؟؟


خالد يحاول التهديد: ماما مش هتسيبك تعمل كده ما تنساش يا ياسين أن انا ليا حق بتاع أمي اللي أبوك خده من جدي واكل على امي الست المسكينه حقها وانت بقالك سنين بتوعدها أنك هترجعه لحد دلوقتي ما رجعتلهاش جنيه واحد  !


ياسين يضحك ضحكة باردة: امك؟ هي كمان لو حسيت منها بغدر هتحصلك قريب وانت وامك ما لكوش حاجه عندي يلا غور اطلع بره القصر خالص ما اشوفش وشك في الشركه بعد النهاردة !

  

خرج خالد من القصر وهو غاضب جدًا، وكانت فاطمة تراقب اللحظة بقلق وألقت عليه نظرة مليئة بالغل والحقد، ثم اقتربت منه وقالت له:

في إيه يا ياسين ماله خالد متعصب كده ليه عملتله ايه ثاني ياسين؟!


ياسين ينظر إليها بضيق ويقول لها: اسألي ابنك الننوس وهو يقول لك؟!


فاطمه بعصبيه: أكيد عملتله حاجه هو هيزعل كده وهيمشي من غير سبب؟!


ياسين تركها وخرج إلى الحديقة، وأمسك الهاتف وكان يتحدث فيه، بينما كانت هي واقفة خلف الزجاج تراقبه.


منال جالسة مع خديجة في غرفة الطعام، أمامهما شاي وكعك.


منال (بضحك): خديجة.. إنتِ ذكية جداً.. ليه ما خدتيش كورسات الكمبيوتر  دي من زمان ؟


خديجه تنظر إليها بحزن: أنا بعد ما أخذت الدبلوم على طول اتجوزت عادل ومين بعدها ما كنتش بعمل أي حاجه غير أني احلب البهايم وانظف الدار واخبز العيش هو ده اللي كنت بعمله في حياتي كلها يعني ما كانش عندي أي حاجه واصل غير أني كنت نفسي في حته عيل وربناما قراتش ؟ 


منال: بكره ربنا يرزقك بابن الحلال وربنا يديك إن شاء الله وأنا واثقه أن انتي هتكوني ام كويسه جدا وبالنسبه الكورسات كلها كم شهر وهتخلصيها وهتقدري تساعدي ياسين في شغل  وممكن كمان تسافري معايا بره مصر !


ابتسمت خديجة لأول مرة، ودموع الفرح تملأ عينيها أخذتها منال وأوصلتها إلى الكورس، وبعد ذلك عادت منال إلى القصر وقد علم السائق بموعد خروج خديجة من الكورس وكان متوجهًا لأخذها، ولكن للأسف تأخر عليها، وفي ذلك الوقت كانت خديجة في الشارع وفجأة، توقفت سيارة سوداء أمامها.


كان شخص مجهول يرتدي قناعًا على وجهه: تعالي هنا أنا مش وعدتك أن أنتي هتكوني معايا يا قمر !  


خديجة، أول ما تسمع الصوت، تخاف وتبدأ في الركض لكنه يركض وراءها ويتمكن من الإمساك بها : تعالي يا قمر أنا هعلمك الأدب النهاردة ! وهخليكي تندمي على كل حاجة عملتيها معايا وطول لسانك كمان عليا! 


عادت خديجة مسرعةً نحو الوراء، لكن أحد أفراد العصابة أمسك بها وأخذوها، ثم وضعوا كيسًا أسود على وجهها واقتادوها إلى مستودع الرجل المقنع.  


عندما وصلوا إلى المستودع، كان المكان غارقًا في الظلام، وكانت خديجة مرعوبةً حقًا، وهي تقول له: 

ابعدوا عني رايدين مني إيه حرام عليكم أنا ما سوتش حاجه ليه بتعمله فيا اكده ؟! 


الرجل المقنع يضحك وهو يحلُّ الحزام: محدش هينقذك.. أنا اللي هربّيكي النهاردة ما كنتش اعرف اللي بنات الصعيد جامدين قوي كده اموت أنا في السمنه البلدي!


فأقبلَ عليها خديجةُ باستغرابٍ وخوفٍ من الصوت، فقالتله :صوتك مش غريب عليا أنا سمعته قبل اكده؟!


فجأةً، وفي لمحة بصر، انتزع الملثم القناع عن وجهه بيد باردة لا ترتعش وفي اللحظة ذاتها، انهار الباب الخشبي الثقيل تحت ضربة عنيفة أحدثت دويًا كالرعد، فتهاوى شظايا الخشب في كل اتجاه.  


وظهر ياسين في المدخل كظل ق'اتم عيناه تتقدان بشرر الغضب، وقد عرف مكان خديجة بفضل الساعة الذكية التي أهداها إياها، والتي كانت تخفي بداخلها جهاز تتبع دقيقًا.  


اندفع ياسين إلى الداخل كالإعصار، بسرعة خاطفة جعلت الهواء يزمجر حوله انفتح قميصه الحريري تحت قوة حركته، فانكشفت عضلاته المفتولة بينما وقفته القتالية توحي بقدرة خارقة على الدمار.  


في الزاوية الأخرى، وقفت خديجة شاحبة الوجه، عيناها تتسعان من الرعب، بينما كان الملثم يتراجع خطوة للخلف، ويده ترتعش وهو يمسك بسلاحه، مدركًا فجأة أنه واجهة لرجل لا يعرف الرحمة.  


الجو كان مشحونًا بالتوتر، كل ثانية تمر كساعة، والأنفاس محبوسة في انتظار الشرارة التي ستشعل المعركة الحتمية: انت حابب تمو'ت على ايدي النهاردة على ايدي يا خالد؟!


خالد يرى ياسين، لكنه يحاول أن يبدو قويًا: ياسين أنت إيه اللي جابك هنا وعرفت مكانها ازاي؟!


ياسين (بغضب): أنا كنت عارف أن أنت عينك على خديجه من أول يوم شفتها فيها علشان كده يا خالد كنت مامن خديجه ملبسها ساعه فيها جهاز تتبع شفت بقى أن أنت غبي؟! اما السواق راح الكورس وما لقيهاش والكاميرات اللي كانت في الشارع كانت جايبه رقم العربيه وأنا طبعا كان من سهل عليا اني أعرف مكانك جهز نفسك الشرطه في الطريق؟!


(ظل ياسين يضرب رجال خالد حتى أسقطهم جميعًا على الأرض، ثم هربوا بينما وقف خالد مرتعدًا كدجاجة مبلولة، فتوجه ياسين إلى خديجة واقترب منها، وبدأ بفك الرباط الذي كان على يديها ثم جثا على ركبته وقال لها بصوت ناعم مشوب بالخوف):

ما تخافيش.. أنا معاكي.. حد جه جنبك أو عمل لك أي حاجه يا خديجه انطقي؟


قالت خديجة وهي تملأ الدموع عينيها:لا.. بس.. ليه بيحصل لي كل ده؟ أنا ما سوتش حاجه لحد، أنا مش رايدة أقعد اهنا في مصر تاني، أنا هرجع بلدي، أنا مش قادرة..

  

وقف ياسين يحدِّق في خالد بنظرة ثقيلة، كأنما يحملق في عدوة اللدود ثم اندفع نحوه فجأة، وانهال عليه بضربات قوية متتالية كالمطرقة التي لا تُرحم كل ضربة تُسمع صوتها في المكان، وياسين يزمجر بينها وهو يقول له:

دي علشان خاطر بصيت على حاجه ملك غيرك، ودي علشان فكرت بس تلمس خديجة، ودي علشان ما تقربش على أي حاجه تخص ياسين الجارحي!


(في ذلك الوقت، وصلت الشرطة وقبضت على خالد، بينما حمل ياسين خديجة برفق ووضعها في السيارة، وقال لها بصوت حازم وقوي) : ما تقلقيش يا خديجة ما فيش حد هيقدر يقربلك طول ما أنا عايش على وش الدنيا؟!


خديجة كانت تنظر إليه بحب، ولأول مرة شعرت بمشاعر تجاه ياسين، إحساسٌ بأنَّه السند، والحماية التي كانت بحاجة إليها طوال حياتها ثم عادا إلى القصر.


أما عادل، فقد كان يسير في الشارع، بينما كان الناس يشيرون إليه، وهم يجلسون على المصاطب ويتبادلون الحديث فيما بينهم.


أم أحمد:مش ده عادل ولد الحاج زيدان؟ اللي مراته فضحته في البلد كلها وقالت عليه إنه مش راجل؟ هو إزاي رجع اكده وقادر يمشي وسطينا؟!


أم نورا:أيوه عندك حق يا خيتي هو رمى خديجة بت الحاج إسماعيل، اللي كانت متربية بت حسب ونسب، بت الناس الطيبة، وكان بيعملها معامله عفشه ورماها في نصاص الليالي في الشارع، وقال عليها حديت عفش! شفتِ؟ ربنا ما بيسيبش حق الولاية!


أم محمد:فعلاً يا خيتي، ربنا سلط عليه ست تانية تفضحه يعني اللي عمله اترد ربنا ما بيسيبش حق حد المفروض الناس تتعظ من اللي بيحصلهم، بس تقولي إيه، عايشين في الدنيا علشان يظلموا وياخدوا حق مش حقهم

والحاجة زبيدة؟ جات على مراة ولدها، مراة ولدها التانية جت عليها وخدت حق ضرتها!


(عادل دمعت عيناه، وكان غير قادر على رفع عينيه في وجه الناس، لأن كلامهم لا ينتهي، وقد أصبحت البلدة بأسرها تعرف كل شيء. وإذا أراد أن يتزوج بعد ذلك، فلن يستطيع ورفعَت زوجته عليه قضية، وأخذت كل مستحقاتها، وقالت عنه إنه غشها والان الحق يعود إلى أصحابه مهما طال الزمان، لأن الله لا يضيع حق أحد)


(خالد في الزنزانة، وفي تلك اللحظة جاءت أمه لزيارته، وأبلغ العسكري بذلك، فخرج خالد ليقابلها وعندما رأته فاطمة...)


فاطمة (بعصبية):

إيه اللي حصل لك يا خالد؟ مش قلتلك ابعد عن ياسين؟! أنا كنت خايفة عليك يا ابني، شفت آخرتها ؟!


خالد:اللي حصل حصل يا ماما، وأنا مش هسيبه لحد آخد حقي!


فاطمة:وهتاخد حقك إزاي يا ناصح؟ ده إنت هتاخد فيها سنتين ولا تلاتة!


خالد:ادفعيلي الكفالة لحد ميعاد الجلسة، لو سمحتي؟


فاطمة:اليومين دول أجازة مش هعرف ادفعلك الكفالة أصبر اليوم الأحد علشان أقدر أدفع وتخرج!


خالد:تمام، بس ما تتأخريش عليا؟؟


فاطمة: وبعد كده مش عايزة غلط زي ده تاني أنا قلتلك د'م يا أبني من الأول لا بس برده أنت ابني ما بحبش حد يجي عليك واللي عمله ياسين هو والسنيوره بتاعته مش هعديهله على خير ؟!


أما ياسين، فقد كان يعتصره القلق على خديجة، هو الذي  وأوصلها إلى الكورس بعناية، هو الذي بذل جهدًا مضاعفًا ليذهب ويجلبها كانت خديجة تغمرها السعادة، وكأن كل خطوة تخطوها تحمل فرحة لا تُوصف وعندما صعدت، ارتسمت على وجهها ابتسامة ملؤها البهجة، ليبتسم ياسين بدوره، وقد تألقت عينيه بلمعة إعجاب شديد، ثم توقفت خديجة وقالت له، والفرحة تنبض في صوتها:ياسين! الدكتورة قالت إن مستوايا بقى كويس، والموضوع بقى سهل جدًا بالنسبه لي، أنا مبسوطة قوي!


(ياسين بيقدم لها هدية)


ياسين:

ده لأب توب جديد.. علشان تقدري تذاكري كويس من عليه وهيسهل عليكي حاجات كثيرة جداً ودي ساعه بدل اللي اتكسرت هتقدري توصليها بالتليفون يعني التليفون كله هيكون على الساعه دي؟!


خديجة تفتحه، فتجد عليه ستيكر مكتوب عليه: "إلى قطعة من قلبي".

تبتسم خديجة له، وتخجل، ثم تنظر إلى الأرض، فيشعر ياسين بأنها تحبه كما يحبها هو.


في بيت عائلة زيدان، كان عادل جالسًا على الأريكة، ممسكًا بهاتفه، ودخلت عليه والدته الحاجة زبيدة وهي تحمل ظرفًا في يدها، وقالتله:


افتح الظرف ده يا عادل جالك من المحكمة!


عادل (بياخد الظرف وبيفتحه بتوتر): من المحكمه دي هو انا عملت إيه؟


(عينه بتتوسع): استدعاء؟ قضية اختلاس؟ ياسين الجارحي رافع عليا قضية؟!


الحاجه زبيده (مرعوبة وقلت بخوف وهي تترعش):

ـ نعم؟ اختلاس كيف يا ولدي؟ هو الدب اياك؟ ده أنت اشتغلت معاه سنين جاي دلوقت ويقول عليك اكده؟؟؟


خالد (واقفٌ حائرٌ ولا يعرف كيف يقول لها.):

... أنا فعلاً خدت فلوس من فلوس الخامات اللي كنت جايبها للمبنى القديم بس هو عارف كيف والله بعد كل اللي صار وياي  كنت ناوي هرجع كل قرش اخذته من حد ما كنتش هقبل حاجه حرام بعد اليوم !


زبيدة (بصدمة):يعني كنت بتسرق؟ يا ولدي إنت هتودينا في داهية هروح وين دلوقت أعمل إيه واتصرف كيف مش كفايه مرتك واللي سويته فينا هنعمل إيه تاني وهنودي وشنا من الناس وين تاني!


عادل بحزن شديد:والله ما خابر ياما أنا تعبت ده الجلسه الصبح كيف المحضر يجيلي النهاردة وتبقى الجلسه بكرة؟!


اما في قصر عائله الجارحي كان ياسين واقف مع خديجه وبيقول لها على كل حاجه على الجلسه بتاعك عادل.


ياسين:خديجه بكره الجلسه بتاعه عادل علشان الفلوس اللي سرقها من الشركه؟!


خديجه تنظر له بحزن وقالت: اللي عمل حاجه عفشه لازما ياخذ جزاءها؟!


ياسين بتساؤل: هو انتي لسه بتحبيه يا خديجه؟!


خديجه وهي تشعر بالحزن: أحبه كيف وهو اللي بهدلني أحبه كيف وهو اللي خلاني من غير كرامه أحبه كيف ده أنا ما بقتش واثقه في نفسي من بعد اللي حصل وياي جاي دلوقت وتسالني السؤال ده خلاص ما بقاش في حاجه في قلبي من ناحيه الدار دي ولا البلد كلها أنا كرهت كل حاجه بسبب اللي شفت منيهم!


كان ياسين يشعر في داخله بمزيجٍ من الفرح والحزن؛ فرحٌ خفي لأنها لم تعد تحب عادل، وكأن قلبها بدأ يخلو من ماضيه، وربما أصبح مستعدًا لاحتواء حبٍ جديد، وحزنٌ على حالها وما مرت به. كان يشعر أنها تقترب منه دون أن تدري، وأنه بات أقرب من أي وقتٍ مضى إلى قلبٍ طالما تمنى أن يسكنه

:خلاص تمام بكرة إن شاء الله ربنا يقدم اللي فيه الخير اتفضلي بقى اطلعي اوضتك علشان ما تتاخريش أكثر من كده وعايزك تنامي بدري عشان عندنا شغل يا مدام خديجه ؟؟؟


خديجةُ وابتسامةٌ هادئةٌ: حاضر من عيني!


استيقظ عادل من نومه، وكذلك والدته وأخوه محمد، وتوجهوا جميعًا إلى القاهرة من أجل حضور جلسته. وعندما بدأت الجلسة، وقف عادل أمام القاضي وبدأ في الحديث:

ـ يا سيادة القاضي، أنا ما كنتش ناوي أسرق، أنا كنت بس بحاول أغطي خسارة... وأنا مش مجرم والله كل مليم وياي أنا كنت ناوي ارجعه لياسين بيه!


محامي ياسين: معانا مستندات تثبت تحويلات بنكية بملايين لحسابك الشخصي... ده اسمه احتيال!


زبيدة (بتصرخ من ورا):

ـ ابني اتظلم! ده كان بيشتغل عندهم بإخلاص!


القاضي: هدوء يا ساده!


قال المحامي عادل: لو تكرمت يا سيدي القاضي، هل يمكن تأجيل القضية لعدة أيام حتى أتمكن من جمع كافة الأدلة التي تُثبت أن موكلي لم يكن يقصد السرقة أو ارتكاب أي فعل مخالف، وأن ما حدث كان مجرد سوء تفاهم بين السيد ياسين والموظف عادل؟


القاضي: الجلسه اتاجلت الى يوم 12 سبتمبر رفعت الجلسه؟!


دفع عادل الكفالة وعاد مع أهله، وكانت والدته حزينة جدًا ومهمومة مما يحدث لابنها، وبدأت تُدرك أنها كانت مخطئة منذ البداية:

فوق يا عادل، لازم تفوق لنفسك، اللي حصل حصل وخلاص  لازما ندور يا ولدي على خديجة ونرجعها دارها لاننا ظلمناها كثير أنا رايده اكفر عن ذنبي قبل ما اواجه ربنا رايدة تسامحني يا ولدي ؟


عادل (بصوتٍ مفعمٍ بالحزنِ واليأس): كيف تسامحني يا مايا إحنا عملنا اللي ما فيش حد يقبله أنا مش خابر اوريها وشي كيف وكمان أنا دورت عليها كثير لحد دلوقت ما اعرفش مطروحها يمكن لو شافت الندم في عيني، تسامحني... أو حتى تفهم إني اتعذبت ؟!


قالت الحاجة زبيدة بحزن: روح يا ولدي ربنا يحنن قلبها عليك وعلينا يا رب وترضى ترجعلنا ؟!


بعد عدة أيام، جاء أحد أصدقاء عادل وأعطاه عنوان خديجة، وقال له إنها تعيش في قصر عائلة الجارحي.


أمام بوابة القصر.


عادل (للحارس):

ـ قل لخديجة إن عادل واقف بره ورايد يتحدت وياها دقيقتين لو سمحت ؟!


(بعد قليل، خرجت خديجة إليه مرتدية ملابس بسيطة وأنيقة جدًا، وكان يقف بجانبها ياسين. وكانت تنظر إلى ياسين بنظرات كانت جميلة جدًا، بينما كان ياسين ينظر إليها وهو يشعر بالخوف من رد فعلها، متسائلًا إن كانت ستعود إلى عادل أم لا، لكن خديجة كانت قد حسمت أمرها)


عادل (بصوت مرتجف):

ـ خديجة... أنا جايلك مكسور... خابر إني دمرتك... ضربتك، وأذيتك، وقهرتك... بس صدقيني، ندمان لان كل اللي انا سويته فيكي اترد لي ربنا ما بيهملش حق حد وجابلك حقك مني بس أنا من بعد ما سبتيني ما شفتش يوم حلو يا ريت تسامحيني وترجعي؟!


خديجة (بهدوء شديد):

ـ ندمك مش هيرجعلي اللي راح، ولا هيصلح الجروح اللي في قلبي 

ـ إنت نسيت إني كنت بنام تحت رجلك، وأنا ببكي من الضرب والإهانة!

ـ كنت بقول يمكن يتغير... بس انت عمرك ما كنت بني آدم شفت ربنا بس أنا هقول لك إيه انا من ضمن عبيد ربنا هو اللي بيسامح ربنا يهنيك 

بحياتك وبمرتك الجديدة؟!


عادل (يبكي ويقول لها بحزن):

ـ أنا دفعت تمن غلطتي والله نفس اللي أنا سويته فيكي مراتي سويته فيا واتطلقت مني ومرمطتني في المحاكم في البلد كلها وقالت عليا مش راجل  خابره انا جاي دلوقت مش علشان اصعب عليكى 

جايه دلوقت علشان تسامحيني يا بت الناس وانا اسف وانتي خابرة الكلمه دي عمري ما قلتها لحد قبلك اكده!


خديجة (بشفقه): ربنا اللي بيسامح يا عادل روح هو ربنا خد حق في الدنيا انا مسامحاك مش رايده منك حاجه بس مش هقدر ارجعلك تاني

وأنا دلوقت في أمان، وسط ناس بيحبوني 

وكرموني، وعرفت يعني إيه كلمة "ست محترمة"

إنت بقيت من الماضي، وأنا قفلت الصفحه دي من زمان من يوم ما رمتني بره الدار؟!


عادل (أشعر بانكسارٍ داخلي):أنا خسرت كل حاجة... حتى نفسي!


خرج من القصر وهو لا يدري ماذا سيفعل ولا إلى أين يذهب، لكن خديجة أخيرًا وجدت العوض الذي كانت تبحث عنه طوال حياتها.


(بعد فترة في القصر، يتحدث ياسين إلى خديجة)


ياسين (بهدوء):

ـ خديجة... أنا مش جاي أعرض عليكي شغل ولا أعمل دور البطل... أنا بحبك ومش جايه اعرض عليكي الجواز انا بقول لك أنا هتجوزك؟


خديجة، بعينين تملؤهما دموع الفرح ووجنتين احمرّتا حياءً، خفضت بصرها قليلًا ثم رفعت رأسها بخجل وابتسامة صغيرة على شفتيها، وقالت له بصوتٍ خافت: وانا كده كده موافقه!


"كان ياسين يتحدث بحب وكأن كلماته تنبع من أعماق قلبه، تحمل معها لحنًا خاصًا لا يُسمع إلا منه. صوته كان كالسحر، يتسلل إلى الأذن ويترك في الروح أثراً لا يمحى:شفتي بقى انا كنت حاسس برده؟!


خديجه وهي تشعر بخجل: ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك واصل؟!


ذهبت منال إلى خديجة وأخذتها في حضنها وقالت لها:كان عندي ولد واحد ربنا رزقني ببنت شفت ربنا كريم ازاي؟!


خديجة ابتسمت لها وقالت لها : انتي احسن ام في الدنيا كلها ربنا يخليكي لينا وما يحرمنيش منك واصل؟!


منال كانت تشعر بسعادة غامرة، قلبها مليء بالفخر والفرح ابتسامتها كانت تتسلل إلى وجهها ببطء، كأنها تخفي فرحة كبيرة وراء نظراتها الهادئة لم تستطع أن تخفي الارتياح الذي شعرته عندما رأت ابنها يختار البنت التي ستصبح شريكة حياته. كان ذلك اختيارًا يرضي قلبها، وترى فيه بداية جديدة، مليئة بالأمل والمستقبل المشرق

: ايوه القمر الصعيدي بتاعنا ده يلا عيله الجارحي دخلها اثنين صعايدة؟!


ياسين نظر إليها بابتسامة وقلبه كان يقفز من الفرح، وقال :فعلا صدق اللي قال اجمل بنات هم بنات الصعيد ربنا يخليهم لينا ويطول لنا في عمرهم يا رب؟!


منال :حبيب قلب أمك أنت والله يا ياسين انت ابن عمري ربنا يخليك ليا؟!


مرت الأيام وجاء يوم فرح ياسين وخديجة كان القصر مليئًا بالناس والضحك، والفرحة والموسيقى تملأ المكان كانت خديجة ترتدي فستانًا أبيض وياسين يمسك يدها بحب، ونظراته مليئة بالعشق.


في تلك اللحظة، دخل خالد القصر فجأة 

أمسك خالد المسدس ووجهه موجهًا نحو ياسين، كانت عيناه مليئة بالدموع، بينما كان قلبه مليئًا بالحقد والغل، مع لمحة من الغضب في نظراته.


خالد (بعصبية):

ياسين!  أنا هخلص عليك النهاردة مش هخليها يوم دخله اخليها يوم خارجه  بدل ما تبقى جوازه هتبقى جنازة!


فاطمة ( تتوقف أمامه وتصرخ):

ـخالد! إنت بتعمل إيه ياسين لا؟!

ـ كفاية خراب! كفاية د'م! أنا كنت عايزة حقنا، مش عايزه اخسر حد من عيلتي أعقل يا خالد!

ـ ياسين ده ابن اخويا مش عدوي أنا مشكلتي عايزة فلوسي مش عايزه د'م !


خالد (ببكاء): خلاص أنا لازم اخلص منه أنا ما بقتش طايقه لازما انتقم لعذابك والحرمينك طول عمرك!


أطلق خالد رصاصة، وفجأة وقفت فاطمة في وجه ياسين، فتلقّت الرصاصة في صدرها، وسقطت على الأرض وهي تقول: امشي يا خالد مش عايزة حد يعرف أن أنت اللي عملت كده علشان خاطري يا ابني؟!


أمسك ياسين بيدها وهو يبكي، ثم قال لهم وهو يصرخ بأعلى صوته :ما تتكلميش يا عمتو اطلبوا الإسعاف بسرعه حد يجيبلي الإسعاف دلوقتي عمتو بتمو'ت؟!


حضرت سيارة الإسعاف، وكان خالد واقفًا مذهولًا لا يدري ما الذي فعله، وهو ينظر إلى والدته الملقاة أمامه، غارقة في دمائها. نُقلت إلى المستشفى على وجه السرعة، وبعد ساعات طويلة، خرج الطبيب من غرفة العمليات ليخبرهم أن الرصاصة كانت سطحية، وأن حالتها الآن مستقرة، وقد نُقلت إلى غرفة العناية.


دخل خالد وجلس إلى جوارها، ممسكًا بيدها في صمتٍ ممتزج بالخوف والندم، بينما قضى يومًا كاملًا لا يبرح مكانه بجانب سريرها، وكان الجميع جالسًا خارج غرفة العناية المركزة، يترقبون أي خبر يطمئنهم عليها.


خالد (بدموع):

ـ سامحيني يا أمي... كل اللي فات غلط، وهبدأ من جديد بس سامحيني انا مش عايز حاجه خالص بس عايزك ترجعيلي تاني.


فاطمة (بدأت تستعيد وعيها وقالت له بصوت خافت وممتلئا بالتعب): خالد حبيبي أنا مش هسيبك يا خالد أنت ما لكش غير وانا ما ليش غيرك وياسين مش وحش يا خالد الكبار هم اللي كانوا وحشين بس هو ملهوش ذنب في حاجه يا حبيبي!


خالد :سامحيني يا امي وانا والله ما هعمل حاجه تاني تزعلك !


فاطمة بابتسامة هادئة وبإرهاق :سامحتك يا حبيبي بس اوعدني أن أنت ما تعملش حاجه غلط تاني؟!


خالد بحزن ودموعه تنهمر:حاضر يا أمي ما تخافيش مش هعمل اي حاجه تزعلك تاني؟!


(بعد شهور)


بدأت فاطمة تشعر بتحسن ملحوظ في صحتها، فقد استعادت قوتها وعافيتها بعد فترة من المرض والتعب كانت أيامها الماضية مليئة بالتحديات لكن حالتها الصحية الآن أصبحت أفضل بكثير وكأن الحياة بدأت تبتسم لها من جديد في الوقت نفسه قام ياسين برد حق فاطمة وخالد فقد أعاد إليهما ميراثهما الذي كان قد ضاع في الماضي بسبب بعض الظروف الصعبة ولم تكن مجرد تصحيح لخطأ بل كانت أيضًا رسالة من قلبه بأن الحق يجب أن يعود لأصحابه مهما طال الزمان.


أما خالد فقد اختار أن يفتح صفحة جديدة في حياته فقد خطب فتاة محترمة وذات خلق كانت كالشمس التي أضاءت حياته وأعادت إليه الأمل بدأ مع زوجته فصلاً جديدًا من الحياة مليئًا بالحب والاحترام بعيدًا عن أي صراعات أو مشكلات.


فيما يخص خديجة وياسين فقد منحهم الله عز وجل نعمة عظيمة حين رزقهم بتوأم جميل: ولد سمّياه "عدي" وبنت اسمّياها "ملك" أصبح البيت مليئًا بالفرح والضحك وكانت أيامهم تعج بالسلام والطمأنينة لم يعد هناك مكان للهموم أو الأحزان في هذا المنزل فقد استبدلت بالبهجة التي لا تنتهي.


وقد علم الجميع أن الحياة رغم قسوتها في بعض الأحيان تمنح الأمل والتعويض لأولئك الذين يعيدون الحق إلى أصحابه أما أولئك الذين ارتكبوا أخطاءً في الماضي فقد وجدوا أن نتيجة خطاياهم قد ظهرت لكن في النهاية كانت الحياة تحمل لهم تعويضًا أجمل وأكثر رحمة من الله فقد عاشت حياة ياسين مع خديجة في سعادة وهناء وكان الله قد عوضهما بما هو خير مما فقداه.


🎬 النهاية🎬  


💕 شكرًا لمتابعتكم روايه "سفينة الخلاص!

📢 شاركونا رأيكم.. أي مشهد كان الأفضل بالنسبة لكم


لمتابعة  الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع