القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بحر ثائر( الجزء الثاني) الفصل الثالث 3بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)




رواية بحر ثائر( الجزء الثاني) الفصل الثالث 3بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)






رواية بحر ثائر( الجزء الثاني) الفصل الثالث 3بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)








تزعجني  المسافة


بين رمشي ورمشك...


اقتربي بلا حد....


عيشي الهوى بلا حد...


أتدرين مالحلو في حبنا وما المُرُّ....


الحلو أنك حلوة جدا....


والمرُّ  أني أشتاقك جدا...


ولا يملك شوقي دليلا....


وحلاوتك تزيد الطين بلًّا


ولا تعطيني أبدا حلًّا...


قَصِّرِي المسافة بين رمشي ورمشك....


لا معنى للأشياء دونك


كل انتصاراتي صار لها معنى


لأجل عينيك... أحبك بلا حد...


انت انتصاري الأعظم


( بقلم فيروزة)


❈-❈-❈



بعض الأشخاص جاؤوا إلى حياتنا كرزق وبعضهم كتجربة وبعضهم كدرس وآخرون كعبرة

تعامل مع الرزق باهتمام ليدوم

وتعامل مع التجربة بحذر لتسلم

وتعامل مع الدرس بذكاء لتفهم

وتعامل مع العبرة بحكمة لئلا تسقط

وكن على يقين أن الله يحبك ويدبر لك الخير دومًا مهما تعددت الأسباب،كل ما عليك فقط أن تحرر عقلك من سلبياته وسترى النور الساطع من داخل كل نفقٍ مظلم ( بقلم آية العربي)


لاحظ رشدي ثورته التي اندلعت في عينيه فتنهد وأردف موضحًا بهدوء  :


- اهدى يا ثائر وافهم  ،  تحرياتنا عن ديما بتقول إنها أنسب واحدة للمهمة دي  ،  أولًا عندها انتماء كبير لبلدها  ،  تاني حاجة عندها همزة وصل حتوصلنا لتوماس وهي رحمة اللي هي جارة صديقتها المقربة  ،  ده غير إنها مراتك يعني هتكون تحت حمايتك وتدريبها هيتم على ايدك  .


لم يقتنع بأي سببٍ مما قال بل ظل مشدوهًا كما هو ليزفر رشدي ويستطرد  :


- صعب إن إنت توقع توماس خصوصًا هنا في مصر  ، وإلا هتكون بتعرض نفسك للخطر لإنه فاهم كويس ومدرب على الكلام ده  ،  بس سهل إن واحدة توقعه خصوصًا لو مرات ألد أعداؤه  ، الموضوع محتاج ذكاء وخطة محكمة  .


كلمات رشدي ما زادته إلا غضبًا وأشعلت نيران الغيرة والحقد داخله لذا نطق بنبرة صلدة قوية  :


- يا رشدي بيه شوف لك حد تاني  ،  أنا مهمتي اللي اتكلفت بيها من 13 سنة كانت استقطاب معلومات من مكتب إرتوا وده نفذته من سنين واللي جه بعد كدة نفذته بردو حبًا في بلدي  ،  إنما توصل أني أقبل بتجنيد مراتي؟  ده كدة لا مؤاخذة أبقى  ****  .


تلك المرة ظهر الغضب على ملامح رشدي ونطق بحدة موضحًا  :


- يابني آدم افهم  ،  إنت مش واعي للي بتقوله ولا إيه  ؟  اللي بتفكر فيه ده في فرنسا مش عندي  ،  الخطة اللي معايا هو حكايات ستات وصداقة مزيفة تصدقها رحمة وتخلي توماس يطمع في معلومات عنك  ،  ولما ييجي يصيدنا نصيده إحنا  .


أُغلقت أقفال عقله ونطق برفضٍ قاطع  :


- ديما لاء يا رشدي بيه  ،  ديما هتخرج برا المعادلة دي تمامًا  ،  مش هتعرف أي حاجة عن شغلنا  ،  موضوع توماس أنا اللي هحله  .


- ولو ماعرفتش  ؟  ولو اتكشفت  ؟


تساءل بها رشدي حينما لمح تصميمه ليردف ثائر بتأكيد  :


- شغلنا مافيهوش لو يا رشدي بيه  ،  انا وانت عارفين ده كويس  ،  مدّني إنت بس بالمعلومات اللي عندك والحل عندي  .


قالها بثبات يواري إرادة راسخة وغضبًا مستترًا من نفسه  ،  أخطأ حينما أخبرها بحقيقته وخطأه فادح لذا عليه أن يصحح مسار كل شيء وإلا سقط في بئر العجز  ، ليزفر رشدي بضيق ثم نظر له يسترسل  :


- الوقت قدامك مش كتير  ، معاك صقر وخالد وانت بس  ، المهمة دي محدش تاني هيعرف بيها لإن لو اتأكدوا من شكهم فيك وقتها حياتك هتكون في خطر  .


باغته ثائر بنظرة محتدة ونهض لينهي النقاش الذي يطبق على صدره ليذهب إلى عائلته وإليها عله يهدأ  ،  سيجد حلًا لا محالة  .


❈-❈-❈



يجلسان حول طاولة يضعان خطة تأسيس مشروعهما وكيفية التنفيذ  ،  كلاهما يمتازان بالمهارة في هذا المجال لذا فصعودهما يسير بشكلٍ مثالي  .


حينما قالوا اختر الصديق قبل الطريق كانوا على حق  ،  قبل أن تخطو خطوة واحدة نحو مستقبلك توقف قليلًا وفكر جيدًا هل تمتلك الصديق الذي سيدفعك للأمام  ؟  أم أنك تحت سلطة من يدعي محبتك وكل ما يريده هو عرقلتك حتى لا تمضي قدمًا  ؟  فكر جيدًا واتبع إحساسك  .


تململ صالح يتمطأ بإرهاق ونطق وهو يدلك وجهه  :


- خلص يا داغر بكفي لليوم  ،  خلينا نكفي بكرة ياخو  .


زفر داغر بتعب هو الآخر ونطق بإيماءة صغيرة وهو يتثاءب  :


- تمام يا صالح  ، بس لازم نبعت نجيب المعدات بسرعة بقى ، مش عايزين نضيع وقت ،  هي الساعة كام دلوقتي  ؟


قالها بشكلٍ مفاجئ وهو يلتقط هاتفه وينظر إليه ليتساءل صالح بترقب  :


- الوقت اتأخر راح تنام هان ولا بدك تروح  ؟


تحمحم داغر بحرجٍ ونطق مراوغًا من نظرات صالح  :


- لا هروح واجيلك الصبح  .


تساءل صالح مباشرةً بترقب  :


- إنت ليش بتتقصّد تروح مأخّر  ؟


ازدرد ريقه بتوتر ولكنه تنفس باستفاضة ونطق موضحًا لصديقه  :


- يعني بردو يا صالح البنت لسة ماخدتش عليا أوي وكتب الكتاب فجأة كدة ومش عايزها تبقى متكتفة قدامي  ،  أنا بقول لما تنام أروح  ،  لحد ما تاخد عليا بس  .


أقترب صالح منه وصفعه على ذراعه يغمز له وينطق بنبرة مرحة متسائلًا ببعض الخبث  :


- وبعد ما تاخد عليك  ؟  راح تترك أخوك وتروح بكير  ؟ ماكنش العشم  .


لم يعتد داغر السكوت عن حقه حتى لو كان من أمامه أعز أصدقائه لذا بادله بصفعة أقوى ونطق بغيظ مرح  :


- مالكش دعوة باللي هعمله بعد كدة  ،  وبعدين عشم إيه إنت عايزني أفضل قاعد معاك وسايب شقتي اللي لسة هظبطها ومراتي  ؟  بأمارة إيه يعني  ؟


ضحك صالح ونطق معاتبًا بمحبة  :


- ياعم الله يروق بالك بس ما تنسى أخوك  .


نهض داغر ونطق مبتسمًا بتلقائية  :


- بكرة نشوفك لما تتجوز  ،  ابقى قابلني لو عبرتني  .


جملة عادية ولكنها فتحت أبواب قلبه فرأى دينا تقطن فيه وعادت تحتل عقله لذا زفر بقوة وأسرع يراوغ حتى لا يلاحظ داغر الذي لم يخبره بقراره في طلبه بعد  ،  على ما يبدو أنها رفضت الارتباط به فأردف  :


- شو راح تعمل مع دقدق  ؟


لم تغِب عن داغر حالته وتهربه ولكن هو أيضًا تجاهل ذلك وأجابه بهدوء  :


- ولا حاجة يا صالح كدة كدة الورشة هتتباع  ،  وللأسف مش هعرف أثق فيه تاني بس ممكن ناخده في المصنع ويبقى تحت عنينا  ،  فاهمني طبعًا  .


أومأ متفهمًا ونطق مؤيدًا  :


- فاهمك ياخو وعين العقل  .


ربت داغر على كتفه وتحرك يغادر ناطقًا قبل أن يغلق الباب خلفه  :


- يالا تصبح على خير  .


غادر وتركه وتحرك يخطو في الحارة عائدًا إلى منزله  ،  من المؤكد أنها قد غفت فهي قد أُنهكت في العمل نهارًا حتى تعيد الشركة كما كانت وتسعى لتتواصل مع المستثمرين الذين يثقون بها  ،  منهم من قبل ومنهم من لم يقبل ولكنها تحاول  .


وصل إلى منزله بعد دقائق وصعد ثم دلف بهدوء وأغلق خلفه وتحرك يقصد غرفته ولكنه تفاجأ بشقيقته تطل من غرفتها وتطالعه بتوترٍ بالغ فسألها بتعجب  :


- إنتِ صاحية ليه لحد دلوقتي  ؟


أردفت بذريعة عله يهدأ ويسمعها  :


- كنا بنتكلم أنا وبسمة  .


تفاجأ وتساءل وقد التفتت عيناه تلقائيًا نحو غرفة شقيقته  :


- هي بسمة كمان لسة صاحية  ؟


أومأت تجيبه بغيظ من اهتمامه ببسمة وتجاهلها  :




- أيوا ياخويا صاحية ومش بتنام غير لما بتطمن إنك جيت  ،  خلاص ارتحت  !  ممكن تسمعني بقى  ؟  عايزة اتكلم معاك  .


برغم سعادته بهذا الخبر وفشل مخططه في عودته بعد نومها إلا أنه ادعى التجهم وهو يلكمها على مؤخرة رأسها قائلًا بحنق  :


- ماتسبيها تطمن على جوزها زعلانة ليه  ؟  اللا  ،  امشي قدامي لما أشوف  .


دفعها أمامه بخفة فأبعدت يده عنها تطالعه بنظرات طفولية مشتعلة جعلته يبتسم ويتحرك خلفها نحو الشرفة ليرى ماذا تريد برغم أنه يستشعر ما بها  .


جلست على المقعد وجلس أمامها يترقب حديثها الذي جعلها تفرك كفيها بتوتر وتتنفس بشكلٍ متتالٍ لذا زفر ونطق يطمئنها  :


- قولي يا دينا سامعك  ،  احكي كل اللي في نفسك  .


- أنا عايزة ارجع اشتغل  .


نطق لسانها مالا يريده قلبها  ،  كانت ستخبره بأمرٍ آخر تمامًا  ،  كانت ستخبره بموافقتها على طلب صالح ولكنها خجلت وألقت جملة مختلفة تمامًا لذا فهي حزينة وخجلة منه وتجلى ذلك على ملامحها حيث يطالعها بثقب للحظات قبل أن يزدرد ريقه ويجيبها  :


- مهو إنتِ هتشتغلي يابنتي بس اصبري لما نخلص المشروع واوعدك إنك أول واحدة هتتعيني ،  عايزة إيه تاني  ؟


ازداد توترها وهزت رأسها بلا تنطق بحزن لأنها لم تستطع نطق ما تريد  :


- مافيش يا داغر  .


نهض بخبث وادعى الالتفات ولكنه عاد يطالعها حيث شردت فنطق متسائلًا بترقب  :


- اللا من حق يا دينا  ،  كنت عايز اسألك في موضوع صالح  ،  بقول يمكن فكرتي كويس ولا حاجة، أنا لسة ماعرفتوش إنك رفضتي علشان موضوع القضية واللي حصل  ،  بس أنا هتكلم معاه بكرة فقولت اسألك بردو قبل ما اعرفه  !


تربصت عيناه بها لكي تلتقط أي ردة فعل منها وبالفعل وجد انفراجة ملامحها وتوردهما بحمرة الخجل وهي تطالعه بلمعان غلف مقلتيها وتنطق بادعاء لم يغفل عنه  :


- إيه ده بجد  ؟  يعني لسة ماتكلمتش معاه  ؟


أومأ بخبث فتحمحمت وشعرت بالحماس يقفز داخلها وباتت ضربات قلبها تطرق فرحًا وهي تسترسل متسائلة بعبوسٍ زائف  :


- هو إنت مرتاحله أوي كدة يا داغر  ؟


عاد إليها وللمرة الثانية يصفع رأسها بخفة وجلس ينطق باستفاضة وحنان مبهم  :


- يابت اتكلمي وقولي اللي جواكي وسيبك بقى من مرتاحله ومش مرتاحله  ،  إنتِ عايزاه ولا لاء  ؟  وفكري كويس يا دينا  .


نظرت له بوداعة فدومًا يكشف نواياها لذا نطقت بخفوت وخجل  :


- فكرت  ،  أنا استعجلت لما رفضت يا داغر  ،  أنا موافقة  .


جلس أمامها يطالعها لبرهة من الزمن  ،  صغيرته كبرت وعلى وشك أن تذهب لرجلٍ آخر يحتويها  ،  صغيرته التى تولى مسؤوليتها وحمايتها وكل ما يتعلق بها  ،  صغيرته التي تسكن في غرفة داخل منزل قلبه الذي يتسع للأحبة  ،  لولا أنه يثق في صديقه لما سلمها لرجلٍ بهذه السهولة فهو يعلم طباعها المندفعة ولكنه يعلم أنها تمتلك قلبًا خلق من جواهر فقط من يقدره هو من يحق له الفوز بها  .


حينما أطال النظر إليها أكلها الخجل فنطقت بتساؤل  :


- فيه إيه يا داغر بتبصلي كدة ليه  ؟


ضحك ليسيطر على دمعتين كادتا أن تظهران ونطق وهو يعتدل ويتحمحم  :


- متأكدة  ؟ يعني أقوله إنك موافقة ونقرأ الفاتحة وخطوبة كدة لحد ما نظبط أمورنا  ؟


أومأت تبتسم وتجيبه بنعومة  :


- ماشي  .


زفر بارتياح وأومأ ونهض يتجه إليها فاتحًا ذراعيه ليعانقها فارتمت داخله على الفور تغمرها السعادة وبادلته عناقًا لم ولن تشبع منه قط  ،  هو لم يكن فقط شقيقها الأكبر بل كان عالمها الصغير وسيظل كذلك مهما حدث  .


ابتعد عنها وتحركا سويًا نحو الصالة يوصلها إلى غرفتها التي وقف على عتبتها ينظر للداخل بخبث ونطق  :


- ماتشوفي كدة بسمة صاحية ولا نامت  ؟


أومأت وفتحت الأمام أمامه فرآها تتمدد على الفراش وتنام بسلام بعدما اطمئنت لعودته  ،  شرد فيها وتمنى لو يزيح هذه التي تباغته بنظراتٍ حانقة ويدلف إليها ليتمدد بجوارها وينعم بهذا السلام ولكنه سينتظر لذا زفر بقوة ونزل بنظره إلى دينا يطالعها بتجهم ليجدها تنطق بخفوت وتشير بكفيها نحو الغرفة  :


- اتفضل يا اخويا ادخل أوضة البنات اللي ماكنتش بتعتبها من وقت ما بسمة جت هنا  ، ماخلاص مانت كتبت الكتاب بقى حد هيقدر يحوشك  .


حدجها بغيظ ونطق وهو يدفعها ويدخلها غرفتها عنوةً  :


- يابــــــــــاي عليكي بني أدمة  ،  قال وبتقولي نسكن مع خالتو منال ودينا  ،  اتهبلت أنا  .


أغلق الباب واتجه يدخل غرفته لينام أو ليحلم بها فقد حفظ صورتها وهي نائمة في ذاكرته  .


❈-❈-❈



في الثانية منتصف الليل رن جرس منزل أمجد  ،  الجميع نيام عدا ديما التي باتت تعاني من الأرق والتفكير  .


سمعت صوت الجرس فتلمكها شعورًا بأنه هو  ،  شعورًا استحوذ عليها وجعلها تسرع في ارتداء حجابها وتخطو نحو الخارج ولكنها تفاجأت بأمجد الذي استيقظ يطالعها ويتساءل بتعجب  :


- مين ده اللي جاي دلوقتي  ؟


أخبرته بنظرتها أنها تشعر به ولكنها لم تنطق حينما ظهرت علياء فجأة تركض نحو الباب وتردف بقلب أمٍ مشتاق استشعر وجوده  :


- ثــــــــــائر  .


حاول أمجد إيقافها ليتولى هو مهمة فتح الباب ولكنها كانت بالفعل فتحته لتجد أمامها طفلها الصغير ثائر فلم تتمالك نفسها وإلا وهي تصرخ باسمه وتسحبه لحضنها مباشرةً مع بكاءٍ حاد جعل الجميع يبكون  .


أحكم قبضتيه عليها يعانقها باشتياق مماثل وأخفى تفاصيله داخلها وهي كذلك وسحبته للداخل تردد كلمات الاشتياق والدموع تنهمر من كلٍ منهما وأمجد وديما يقفان مشدوهان وكلاهما يبكيان تأثرًا بهذه اللحظة الفارقة  .


اجتمعت الأم وابنها بعد سنوات من الغربة والفقد والحرمان  ،  رأته وعانقته برغم تأثير الغربة والوحدة على ملامحه ولكنه ابنها الوسيم الحنون الثائر  ، رائحته كما هي  ،  حنين عيناه كما هو  ،  وصوته كما هو وهو يردد على مسامعها كلمات الاشتياق جميعها  .


ظلت تحتضنه ولم يعترض قط بل يبادلها ويردد بنبرة مختنقة من قوة المشاعر  :


- وحشتيني أوي يا أمي  ،  وحشني حضنك أوي  .


ربتت على ظهره ولم تتحدث بل أجابته بعناقٍ آخر وهي تبكي ليحاول أمجد فصلهما مردفًا  :


- طب سبيني بقى أسلم عليه  ،  مهو واحشني أنا كمان  .


ابتعدت عنه بصعوبة بالغة بعدما أصبح وجهها محتقنًا بالدموع وعلامات السعادة والشوق شقت تجاعيدها ليعانقه أمجد بحفاوة عالية وسعادة كبيرة مردفًا بمغزى وخفوت :


- حمدالله ع السلامة يا بطل  ،  نورت مصر  .


سمعته ديما فابتسمت ووقفت تطالع ترحيبهما به وتقدر اشتياقهما له  ،  سعيدة من أجلهما وسعيدة بعودته  ،  ها هي الأيام العجاف مرت على خير وعاد ثائرها وما بعد ذلك هين ومريح  .


تنهدت بعمق ووقفت تنتظر دورها لترحب به لذا ما إن ابتعد أمجد حتى اتجهت هي الأخرى تعانقه وتتعلق به قائلة  :


- حمدالله ع السلامة يا حبيبي  ،  مصر نورت  .


بادلها  ،  عانقها  ،  احتواها  ،  ارتاح في كنفها  ،  شعر أنه أفضى كتفاه من الأحمال وتعمد أن يتناسى كل شيءٍ الآن  ،  ليعيش هذه اللحظة دون أي تعكير  .


يداه تقبض عليها وتسبح على ظهرها  ،  بالفعل اشتاق كثيرًا لها  ،  شعرت بالحرج خاصةً أمام والديه لذا حاولت التملل من عناقه فسمح لها أن تتحرر وقبض على يدها واتجه يجلس معها على الأريكة وتجاوره علياء لم تحِد أنظارها عنه لحظة  ،  يقابله أمجد الذي بدأ يسأل بتروٍ  :


- ماعرفتناش ليه يا ثائر إنك جاي النهاردة  ؟  مانا كنت بكلمك الصبح وماقولتش  ؟


ابتسم ثائر وقفز قلبه سعادةً نسى طعمها ونظر لهم جميعًا ثم أردف وتساءل  :


- قلت أعملها مفاجأة  ،  أومال معاذ فين  ؟


- نايم يا حبيبي ،  خليني أقوم اعملك أكل اكيد جعان


أجابته علياء فأشار لها برفضٍ يردف  :


- لا لا لا مش هاكل أي حاجة أنا أكلت في الطيارة  .


أومأت وتنهدت ثم بدأت تسترسل بحنين  :


- أنا أول ما أمجد قال لي إن القضية بتاعتك خلاص اتحلت واسمك اترفع توقعت ألاقيك داخل عليا في أي وقت  ،  النهاردة فرحتي ماتتوصفش  ،  عقبال رجوع أحمد وتتجمعوا في حضني تاني  .


حاول ثائر ألا يظهر حزنه ولكن هل تتحق أمنية والدته مع كل هذه الصراعات التي تحدث من حولهم خاصة علاقته بشقيقه  ؟


أجابتها ديما بوجهٍ بشوش  :


- إن شاء الله يا ماما علياء وقريب جدًا هيحصل  ،  أنا متأكدة من ده  .


مدت علياء يدها تربت على كف ديما ليدوم حوارهما لعدة دقائق قبل أن ينهض ثائر ويردف بتنهيدة  :


- أنا هدخل أشوف معاذ وبعدين هاخد شاور وأنام  ،  اليوم كان مرهق جدًا لو نمت هرتاح والصبح عايز أفطر من إيدك يا ست الكل وماتنسيش المسقعة بتاعتك  ،  عن اذنكوا  .


نهض ووقف ينظر للمنزل باشتياق  ، هجمت عليه الذكريات لذا ابتسم وتنهد ولولا التشتت الذي يشعر به لكان قد جلس معهم حتى الصباح ولكنه حقًا يريد أن يستريح وينعم بها ليفكر جيدًا في ماهو مقبلٌ عليه .


خطا نحو غرفة صغيره وأثناء مروره غمز لهذه الجالسة تتبعه بعينيها  ، غمزة ذات مغزى جعلت وجنتيها تتوردان لذا أطرقت رأسها بخجل وازدردت ريقها إلى أن غاب فرفعت رأسها لتجد علياء تتحدث مع أمجد وتشرح له سعادتها وأمجد يشاركها ولكنه التفت ينظر إلى ديما ثم قال بخبث مغطى بالجدية  :


- قومي يا حبيبتي إنتِ كمان نامي يالا  ،  تصبحي على خير  .


نهضت تبتسم لهما برقي وأردفت بهدوء  :


- وانت من أهله يا بابا  ،  عن اذنكوا  .


اتجهت نحو غرفتها ودلفت تتهيأ قبل مجيء ثائر  ،  فاجأها ولكنها كانت تجهز لاستقباله ولهذه الليلة لذا أسرعت نحو خزانتها تستل منها فستانًا باللون الأسود بكتفين منسدلين ليظهر منطقة الصدر والرقبة كاملة  ، قصير بعض الشيء تنسدل من خصره جونلة واسعة تصل إلى الركبتين  .


مناسب تمامًا لاستقباله  ،  يضخ بالأنوثة والشغف لذا أخذته وأسرعت نحو الحمام لتبدله قبل أن يأتي  .


دقيقتان أو ثلاث وكان قد اقتحم الغرفة يبحث عنها  ،  يسحب بيده حقيبته وحينما لم يجدها رفع الحقيبة على المقعد الجانبي واتجه يبحث عنها ليفرغ اشتياقًا مؤقتًا لذا  قام بالنداء عليها  :


- ديما  ؟


كانت قد انتهت للتو من ارتدائه ووقفت تضع مستحضرات تجميل خفيفة وعطر شرقي أخاذ  ،  كادت أن تجيبه حينما سمعت نداءه ولكنه فاجأها باقتحامه الحمام لتجده أمامها لذا هزت رأسها بيأس فيبدو أنه اعتاد اقتحام خلوتها فنطقت بهدوء ملغم بالسعادة والحماس :


- بردو بتدخل فجأة  ،  ينفع كدة  ؟


اقترب منها حتى التصق بها  ،  أسقط ثوب همومه ورطم أحماله في عرض الحائط وحاوط خصرها وأسرتها عيناه ،  ينظر لكل إنشٍ بها برغبة وحبٍ بالغ  ،  تفوقت على درجات الجمال  ،  تخطت حُسن الملامح  ،  واجتازت اختبار النعومة والأنوثة  ،  يعلم جيدًا تميزها ويدركه جيدًا حيث يكمن في سلامها الذي يحاوطها باستمرار  ،  وحينما لم يتحمل الاقتحام المباغت لمشاعره ازدرد ريقه وهمس وهو يدنو منها ويغمض عيناه سابحًا في زاوايا عُنقها  :


- ينفع طبعًا  ،  اللي قدامي مراتي اللي بموت فيها واللي غايب عنها بقالي كتير ،  لابسة فستان أسود علشاني  ،  وبتحط روج أحمر ورشة برفان يهبل  ،  ده معناه إنها قاصدة تجنني الليلادي ،  يبقى لازم ادخل واتغدى بيها قبل ما تتعشى بيا  ،  ولا إيه  ؟


ابتسمت  ،  انتعشت  ،  توردت  ،  وانتقلت لها مشاعره فارتعشت تحت لمساته وهمست مخدرة بالحب الكبير له  :


- معاك حق   .


احتل شفتيها بموجب تصريح من التفاتتها له وبدعمٍ من كفوفها التي وضعتها على صدره وتمويل صارخ من مشاعره واشتياقه لها  .


يقبلها بنهم  ، وتعزف أوتاره ألحانًا على كل إنشٍ بها  ، وكلما صدر لحنًا منها تضخمت متعته وتضاعف حماسه وتعمقت قبلاته خاصةً حينما تهمس باسمه  .


لم تكن تهمس ليتوقف فهذا آخر ما تريده  ، إنها تعيش ما كانت تنتظره وأكثر  ، بل لتخبره بأنها تحلق   ، لم تعد تشعر بقدميها يلمسان الأرض  ، هنا تشعر بأنوثتها  ، معه تكتمل أركان متعتها  ، في كنفه تستكشف كل مرة شغفًا لم تكن تدرك أنها تمتلكه  ، هذا الرجل حطم أسوار تحفظها وجعلها متطلبة وهذا يثيرها بشدة  ، لقد كانت تظن أنها فاقدة لهذه المشاعر  .


ولكنه رجلٌ مميزٌ بصفاتٍ نادرة  ،  يعطي أكثر مما يأخذ ومع ذلك يعطيها شعورًا بأنها تعطيه بوفرة  ،  شيئًا يصعب فهمه يحدث بينهما  ، تناقضات تتسبب في فوضى عارمة من العشق  .


شيئًا يحدث معه يجعله يدمن الحالة التي يعيشها معها هي فقط  ،  هل الحب من يفعل ذلك أم أنها المرأة التي وصفها القدر كعلاجٍ فعال لجميع آلامه  ؟


وضعها على الفراش برفق فأيقنت أنها بالفعل كانت تحلق ولم تعلق بل ناولته زمام الأمور ليقودها إلى سبيلٍ سري ممتليء بالزهور يؤدي إلى جنتهما الخفية ليسكناها بحبٍ كان لهما المكافأة بعد تعبٍ وعناء  .


❈-❈-❈



هؤلاء الحرس اعتادوا على الصخب والجنون في هذا المنزل  ، فمن ذا الذي سيمكث مع مارتينا في مكانٍ واحد وينعم بالسلام  .


منذ أن علمت بعودته لوطنه بشكلٍ مفاجئ وهي في حالة جنونية تامة  ، لا شيء يقف أمامها  ، باتت كصاروخ فضائي مشتعلٍ يخترق أي شيء يعترض طريقه  .


الفوضى أصابت الفيلا ولم يجد والدها بدًا من طلب المساعدة من توماس الذي جاء يشاهد جنونها بسعادة وانتشاء  .


كانت قد هدأت لتوها بعد جولة عارمة من الجنون ولكن أنفاسها لم تهدأ  ، النيران والحقد يتغذيان داخلها باستمرار   .


استنزفت طاقتها لذا توقفت تنظر حولها ولا تستوعب فكرة أنه قد عاد لوطنه  ، عاد دون أن تشعر  ، هل انتهى كل شيء  ؟ هل انتصر هو هذه المرة  ؟ كيف ومتى ولِم عاد  ؟ أولم يكن ممنوعًا من دخول بلاده  ؟ أولم يكن يكرهها ويكره كل ما هو عربي  ؟ أيعقل أنه عاد من أجل تلك المسلمة  ؟ هل أحبها  ؟


فقد عقلها اتزانه ولم يعد جنونها يكفيها  ، تريد قتل أحدهم الآن لذا التفتت تنظر حولها فلم تجد سوا إرتوا الذي ظهر للتو فحاولت تجاوزه لتغادر ولكنها لمحت من خلفه شخصًا آخر ظهر للتو  .


دققت النظر حيث المشروب مسيطرًا عليها لتجده توماس  ، أتى إليها بنفسه وفي الوقت المناسب تمامًا لذا كشرت عن أنيابها ونطقت بمغزى عدائي سافر  :


- أووووه  ، ها قد جئت بنفسك توماس  ، أين كنت تختبيء  ؟


ابتسم باستفزاز ونطق ببرود جليدي :


- نعم جئت لأرى وجهك بعدما ضحك عليكِ ذلك المسلم وعاد إلى بلده  .


نطقت من بين أسنانها وهي تستل سكين الفاكهة من فوق الطاولة وتشهره متجهةً نحوه  :


- سأقتلك أيها الحقير  .


وصلت إليه ولكنه أوقفها وتصدى لها ثم نزع السكين من يدها ودفعها ينطق بغضبٍ  :


- وهل سأسمح لكِ  ؟ أنتِ امرأة بلا عقل  ، مجنونة  .


أوقفه إرتوا ونطق بتجهم  :


- يكفي سخرية لاذعة أنتما الاثنين  ، دعونا نتحدث ولنضع حلًا سريعًا  ، هذا المسلم ربما يكون قد سرق معلوماتٍ هامة لبلاده ويجب أن تعلما هذا  ، وأنتِ مارتينا كفى جنونًا لأنكِ بتِّ مثيرة للشفقة  ،  اجلسي واستمعي  .


نظرت له بغلٍ والتفتت تحدق بتوماس ببغضٍ وأردفت  :


- أنتما المثيران للشفقة  ،  هل خططت معه لتفسدا زواجي منه  ؟ نعم هذا ما حدث أليس كذلك  ؟


تحدث توماس متباهيًا  :


- فعلتها ولست نادمًا  .


تدخل ارتوا سريعًا لينهي هذه السخافة  :


- كفا عبثًا واجلسا لنتحدث بجدية  ، أنت توماس جهز أمتعتك لترحل إلى مصر  .


حينما سمعت ذلك قررت أن تجلس وتستمع  ، جلسوا جميعهم وبدأ ارتوا يسرد ما لديه من مخاوف وشكٍ تجاه ثائر وبرغم أنها لا تصدق وأعماها غرورها عن الشك به إلا أنها ابتسمت ونطقت بخبثٍ بعدما انتهى والدها  :


- حسنًا أنا أيضًا سأسافر مصر  ، إن كان حقًا استغلني للوصول إلى معلومات كما ذكرت فيجب أن انتقم  ، وحينها سيرى ثائر ذو الفقار الوجه الآخر لي  ، سأقضي عليه من نقطة ضعفه الكبرى  .


نظر لها والدها وأراد أن يصدقها بينما التزم توماس الصمت يحاول استكشاف نواياها ليتساءل الأول  :


- ما هي  ؟


جلست بغرورٍ مضاعف وابتسمت وهي تنظر في عينيهما وتجيب بشرود  :


- معاذ  ، سآخذه وأعود  ، يجب أن نضع الخطة المناسبة  ، إن كان معاذ في قبضتنا فثائر سيصبح تحت حذائنا وإن كان خائنًا لنا سندوسه ونقضي عليه  .


للمرة الأولى يجداها محقة  ، نقطة ضعف ثائر هي ابنه لذا ابتسم توماس بشرٍ ونطق  :


- حسنًا لنسافر سويًا إذًا  .


استطرد ارتوا بهدوء  :


- حسنًا  ، ولكن لنتصرف بهدوء  ، أي خطأ أو تسرع سيكلفنا الكثير فكما تعلمون المخابرات المصرية ستكون مستيقظة   .


❈-❈-❈



ينام عندها بوداعة  ،  تركها تحتويه وغفا ولم تغفو هي  ،  تعلم أنه متعب لذا تركته يستريح ولكنها للمرة الأولى تكون فضولية وتريد أن تستمع إلى حديثه المُفصل الذي سيشرح لها به كل شيء كما وعدها  .


ستتأنى وتهدأ حتى الصباح ثم ستستمع إليه  ،  وهل تخلّص من تلك المارتينا إلى الأبد ؟ هل أتم مهمته بسلام ؟  وهل سيعيشان في هدوء ؟ هل وهل وهل ولا إجابة تمتلكها لذا ستنتظر ولهذا هي مستيقظة تشغل عقلها تلك الأسئلة  .


أما هو فقرر الهرب بالنوم  ،  هذه الليلة يجب أن تحتفظ بسلامها  ،  لن يحطم جدار المشاعر والثقة الذي شيداه الليلة لذا غفا قبل أن تسأل عن أي شيء  .


ولكنه شعر بأرقها ويعلم أن عقلها يركض بلا هوادة في ساحة أسئلة يمتلك إجابتها ولكنه بات مجبرًا على إخفائها لذا قبّل وجنتها بحبٍ وهمس من بين نومه ويداه تتوغلانها  أكثر  :


- نامي يا ديما  .


تنفست بعمق ودثرت نفسها والتفتت تعانقه وتنام لتستعد للغد  .


❈-❈-❈



اقتحم الفيلا وخلفه والده الذي يحاول تهدأته ووالدته التي تسكب الوقود على نيراته


ارتد على المقعد يتلوى ويردف بحقدٍ مستنكرًا  :


- أنا  ؟  أنا ماجد الراوي اترمي في الحبس طول الوقت ده بسبب واحد مايسواش  ؟ أنا يحصل لي كدة  ؟


جلس والده يتلوى غضبًا ولكنه يحاول تهدأته فقال بملامح متجهمة  :


- اهدى وخلينا نشوف هنتصرف ازاي  ،  الشركة على وشك انها تنهار والسوق فرحان فينا  ،  وبعدين دي غلطتك  ،  لو كنت سمعت كلامي وتمالكت نفسك قدامهم مكانش حصل كل ده  .


باغتته زوجته بنظرة غاضبة ونطقت موبخة  :


- يعني إيه يا نبيل  ؟  عايزه يسكت لواحد ** زي ده  ؟  علشان يفكر أنه انتصر ويتطاول على أسياده تاني  ؟  ال* ده لازمه قرصة ودن صح والمرة دي لازم نخطط كويس ومايبقاش فيه أي دليل ورانا  .


أومأ ماجد مشتعلًا يؤيد حديثها بينما نطق نبيل بغضبٍ معنفًا  :


- أيوة برافو خليه يسمع كلامك علشان المرة الجاية تكون لبساه لبساه ومانلاقيش حد يشيل الليلة زي المرة دي  ،  خديلك ساتر وابعدي عن الليلة دي  ،  انتِ فاهمة  .


وضعت ساقًا فوق الأخرى ونطقت بتجبر  :


- لا مش فاهمة  ، سيبتك طول الوقت تتصرف وفي الآخر الشركة بتضيع وابنك كان هيتحبس  ،  المرة دي أنا اللي هخطط وأول حاجة الواد ده لازم يتربى ويتذل ويمشي حاطط راسه في الأرض علشان يفكر مليون مرة قبل ما يعمل اللي عمله ده  .


جلس يطالعها بحنق بينما نطق ماجد مستفسرًا  :


- صح يا ماما  ،  بس ده هيحصل إزاي  ؟  والشركة اللي وقعت دي هنعمل فيها إيه  ؟


تحلت بملامح ثعبانية محكمة ونطقت وهي توزع نظراتها بينهما  :


- سيبكوا من الشركة دلوقتي وخلونا نهدى كام يوم كدة لحد ما الناس تنسى  ،  وكدة كدة الشركة هترجعها بنت عمك زي الأول ويمكن أحسن  ،  دي دماغها سم  ،  المهم في الواد ده لما تذله مش هتقوم له قومه تاني ووقتها نسحب منه بسمة ومش هتقدر تقولنا تلت التلاتة كام لإنها هتكون السبب في اللي حصله  .


وضع نبيل وجهه بين إصبعيه يطالعها بترقب بينما تساءل ماجد مشدوهًا  :


- بتفكري في إيه يا ماما  ؟


هزت كتفيها وابتسمت بمكرٍ سافر تردف  :


- أكيد ليه نقطة ضعف  ،  أي حد من عيلته مثلًا أمه أو  ....  أخته  .


هز نبيل رأسه برفضٍ قاطع يردف مستنكرًا  :


- إنتِ اتجننتي  ،  إنتِ كدة عايزة تودينا ورا الشمس رسمي  .


ضحكت بشرٍ والتزمت الصمت هي وابنها الذي شرد يفكر في حديثها  ،  بالفعل نقطة ضعف ذلك الداغر هي عائلته  ،  كشقيقته الصغيرة مثلًا  .


❈-❈-❈



صباحًا


استيقظت على ندائه الخافت  ،  يوقظها باهتمام بالغ بعدما جهز لهما الفطور  ،  منذ أن تأكدا من خبر حملها وهو يعاملها باهتمام مضاعف عن ذي قبل  .


هذا الرجل هو الأروع من بين أبناء جنسه على الإطلاق  ،  حقًا بات يدللها بشكلٍ مفرط لم تستطع مواكبته  .


تململت من نومها تطالعه بحبٍ وتبتسم قائلة  :


- صباح الخير يا حبيبي  .


مال يقبلها قبلة صباحية منعشة ويجيبها وهو يضع الصينية جانبًا  :


- صباح الحب كله على عيونك يا قلب حبيبك  ،  يالا علشان تفطري وتاخدي أدويتك  .


تنهدت بسعادة وملست على بطنها تصبح على جنينها ثم عادت تنظر إلى دياب وتسترسل  :


- هتفضل تدلعني كدة كتير  ؟  أنا عايزة أدخل مطبخي بقى يا ديبو وبعدين إنت لازم ترجع شغلك  .


مد يده يلتقط كفها فناولته اياه فسحبها لتنهض ففعلت ووقفت أمامه تحدق به بامتنان بلغ عنان السماء ليطالعها بحبٍ توغل لأعماقه وامتدت يده تزيح خصلاتها للخلف ثم نزل يتحسس رحمها وأردف بصدقٍ  :


- مهو أنا مش عايز أضيع لحظة بعيدة عنك وعن ابننا يا يسرا  ،  عايز أعيش معاكوا كل دقيقة من دلوقتي لحد ما تولدي بالسلامة  ،  عايز ابني أو بنتي يكونوا واثقين إني بستناهم وفرحان أوي أوي بيهم  ،  عايز أعمل حاجات كتير أوي ولحد دلوقتي مش مصدق إن ربنا رزقني وأنعم عليا بالحمل من الإنسانة الوحيدة اللي اتمنيت ده منها هي  ،  ده رزق كبير أوي عليا  .


عانقته ولفت ذراعيها حول خصره تميل برأسها على صدره وقد انشرح فؤادها من كلماته فأردفت بردٍ لطيف  :


- إنت اللي رزق كبير أوي علي&


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


 

تعليقات

التنقل السريع