رواية ثأر الحب الفصل الواحد وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
رواية ثأر الحب الفصل الواحد وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم زينب سعيد القاضي كامله
الفصل الواحد والعشرون
رمقته بمكر وقالت :
-وه دودي ؟ ودود كأنك أتچنينت وعايز طلجتين في نفوخك يفوجوك يا ابو عمو.
جحظت عين الآخر بصدمة وكاد فاهه أن يلامس الأرض أغلق عينه وفتحها عدة مرات مغمغا بتساؤل :
-يخربيتك أنتي مين ووديتي نايا البسكوتة فين ؟
إبتسمت بخفة وقالت:
-وه يا أبو عمو ما أنا جدامك أهو.
ردد بعدم تصديق ونبرة أشبه بالبكاء :
-جدامي أيه بس أرجعي لطبيعتك كده بتفكريني بشريف إبن عمك وده وشه عامل زي خميرة البيت هيطلع ليا في كوابيسي.
لم تتمالك نفسها وضحكت بصوت مرتفع جعل قلب الاخر يرفرف من السعادة وهو يصقف بيده ويقول :
-الصلاة علي النبي أحسن أيوه كده ضحكت يعني قبلها مال يا قطتي مخبية الضحكة الحلوة دي فين.
توقفت عن الضحك فجأة وقالت بإحترام:
-علي فكرة كده مينفعش أنا لو بتكلم معاك أو بتعامل معاك فده عشان أنت أخو جوز أختي وفضلت هنا مع أختي لما يوسف أصر بس مش معني ده أني واحدة سهلة وملهاش حد تتسلي بيها ما هي قاعدة في بيتكم لازم تدفع التمن أنهت آخر كلمتها وإنهارت باكية ودلفت سريعا إلي الداخل.
وقف هو مصدوم من حالتها فماذا تقول هذه ولما تفوهت بهذا الحديث هوأحبها بالفعل وهذا سبب حديثه معها كي يقترب منها ويتقدم لخطبتها لكن لو كان الأمر مختلف لم يكن ليتحدث معها بهذه الأريحية من الأساس وهو لم يخطئ معها وتعامل معها أمام الجميع هكذا ماذا حدث الأن…
❈-❈-❈
ظل واقفا في الشرفة يستمع إلى صوت شهقاتها وبكاءها وهو يشعر أن نصل حاد ينغرس داخل طيات قلبه .
لم يقدر أن يظل واقفا هذا صعد فوق سور شرفته وقفز للجهة الآخري ألقي نظرة عليه وجدها مازالت بحجابها تنهد براحه وتحرك تجاهها هاتفا بأسف :
-أنا أسف والله كنت بهزر معاكي بس..
ليتك لم تآتي الي هنا نهضت بفزع ما أن رأته وضمت نفسها بخوف ورددت بخوف وإنهيار:
-أنت بتعمل ايه هنا ؟ عايز مني ايه اطلع بره ظلت تتراجع إلى أن اصطدم جسدها في الجدار من خلفها.
إقترب منها بحذر وهو يقول بحنان:
-إهدي بس والله ما هعمل حاجة انا بس كنت عايز أقولك أني مقصدتش حاجة من الي أنتي قولتيها ولو حابة مهزرش معاكي تاني أوعدك مش هعمل كده تاني وده بيتك يا نايا وأنا الي ضيف فيه ولو حابة أسيب البيت خالص عشان خاطرك مش هتأخر.
تطلعت له برهبة فهي لم تستمع لحديثه من الأساس فعقلها عاد إلي ذكري مماثلة عادت بذاكراتها إلى الخلف منذ سنوات مضت.
أنهت مذاكرتها في الحديقة وصعدت إلي غرفتها تمددت على الفراش بحزن فهي إشتاقت إلى نورسيل ولكنها مازالت في القاهرة تخضع لإمتحانها في الجامعة تنهدت بأسي فهي في أشد الحاجة لها فشهاب وشريف لا ينفكوا عن إذلالها وإشعارها أنها عالة عليهم سابقا كانت ترمي هي وشقيقتها أحزانهم علي بعضهم لكن الأن هي بمفردها دونها حاولت اغلاق أعينها كي تنعم ببعض النوم من أجل أن تستيقظ مبكرا تراجع مذاكرتها فآخر مادة بالغد وبعدها ستدخل الجامعة وتمكث بالقاهرة برفقة شقيقتها هذا ما كانت تمني نفسها به.
ما كادت أن تسقط في نوما عميق إلا واستمعت الي صوت فتح باب الغرفة وغلقه ببطئ لم تفتح عينها ظنتها زوجة عمها أتت كي تطمئن عليها أكملت تظاهرا بالنوم وما هي الا ثوان وشعرت بأنفاس دافئة تلفح بشرتها البيضاء ويد خبيثة تسلسل فوق الغطاء تقوم برفعه وتتحسس جسدها بتقزز الي هنا وفتحت عينها وجدته هذا الحقير شهاب حاولت الصراخ أو النهوض لكنه فطن ذلك ووضع يده علي فمها وإقترب من أذنها هامسا بفحيح ورائحة الخمر تفوح منه جعلها تشعر بالنفور والغثيان :
-اوعاكي عجلك يوزك يا جطة وتصرخي وجتها هدبحك بيدي سمعاني هشيل يدي ولوصوتك طلع متلوميش غير حالك رفع يده بحذر.
شدت هي الغطاء على جسدها وتحدثت بدموع:
-أنت عايز مني ايه يا شهاب حرام عليك إبعد عني واطلع بره ؟
حرك هو يده على وجهها هاتفا بخبث:
-هكون عابز منيكي أيه يا جطة عايز مزاجي هكون عايز أيه ولا أنتي فاكرة جعدتك أنتي وخيتك جاعدين شاربين واكلين ببلاش لاه يا حلوة يبجي لازم تدفعوا نظر لها بتفحص وهتف بخبث وبصراحة مفيش حاچة أخدها منيكي أحسن من إجده.
إستمعت الي حديثه وهي تشعر بالغثيان من حديثه القذر ورائحة الخمر التي تفوح منه تحدثت برجاء:
-سبني في حالي يا شهاب أنا بنت عمك لحمك ودمك يعني عرضك اذا كان علي قعادنا هنا هنسيب البيت.
ألتمعت عين الآخر بخبث وهو يقترب منها :
-حتي لو هتسيبي البيت يبجي تدفعي تمن الي فات يا حلوة.
في لمح البصر كان كبل يدها ويقترب منها بجوع ووحشانية ينهل من جسدها بدونية غير عابئ بشرفه الذي يدنسها ولا الفتاة التي سيدمر حياتها …
عادت من ذكرياتها الأليمة وهي تضع يدها علي أذنها وتحرك رأسها بهذيان.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
وقع قلب الآخر من حالتها وإقترب منها محاولاً تهدأتها ولكن بدل من أن تهدأ إزداد الأمر سوءا سقطت أرضا وبات جسدها يتشنج وهي تهذي بكلمات غريبة بإنهيار:
-لا حرام عليك هسيب البيت والله سيبني أبوس إيدك .
لا يدري ماذا يفعل قرر المغادرة سريعا لعلها تهدأ إلى أن تفهوت بشئ واحد جعله يفطن أنها ليست خائفة منه بل تسارع شئ مضي سابقا.
-ابعد عني يا شهاب ابوس إيدك سيبني بلاش تعمل فيا كده حرام عليك…
مهلا علي دوي صوت كسرة قلبا الأن نعم فقلبه قد إنشطر الي نصفين وأصبح قاب قوسين أو أدني بعد أن علم ما عانته صغيرته هل ما سمعه حقيقة أم أنه يتوهم ؟ هل حاول هذا الحقير أن يعتدي عليها ولكن كيف وهو كان سيتزوج شقيقتها بالفعل ظل واقفا مكانه لا يدري ماذا يفعل يود أن يتجه اليه ويضمها داخل أحضانه حتي تهدأ وتستكين ولكن ليست تحل له الأن وهو لن يغضب ربه مهما حدث حتى لو أنها ستكون إمرأته علي كتاب الله وسنته في يوما من الأيام ظل واقفا يطلع لإنتفاض جسدها وهذيانها الي أن لمعت في ذهنه فكرة أخرج هاتفه سريعا وقام بتشغيل سورة البقرة ووضع هاتفه جوارها أرضا وإبتعد عنها وخرج الي الشرفة في مكان منزوي حتي لا يراها أحد حتي لاحظ إستكانة جسدها علي صوت القرآن الكريم دقائق مرت كالدهر وسكنت تماما ووقعت في ثبات عميق نهض هو بحذر وإتجه لها إطمئن من نومها رغم إنتفاضة جسدها سب في سره هذا الحقير وإتجه الي الفراش وأحضرالغطاء ووضعه عليها بحرص دون أن تلامس يده جسدها وآخذ هاتفه من جوارها ونظره اليها نظرة اخيرة وبداخله عازما علي أن يمسح نظرة الحزن من يعنها الي الأبد وغادر الغرفة سريعا بخفة من الشرفة كما دخل بعد أن قام بإغلاق الباب من الداخل بالمفتاح حتي لا تدخل شقيقتها صباحا وتراها هكذا …
❈-❈-❈
دلف الي غرفته وبداخله بركان ناري لا يستطيع إخماده لم يجد حل سوي أن يهبط إلى الآسفل يركض قليلا في الحديقة لعل الرياض تستطيع إخماد النيران في قلبه لو ذرة يشعر انه بركان نشط علي وشك الإنفجار لت هذا الحقير مازال علي قيد الحياة يقسم أنه سيقتله بيده لا محالة علي ما فعله بصغيرته.
❈-❈-❈
صباحا هبط الدرج بخفة مرتديا نظارته الشمسية تخفي أعينه من شدة الغضب فهو لم ينم من الأساس طوال الليل يشعر بالغليان داخل قلبه جلس في الصالون بشرود تام .
بعد قليل هبط شقيقه وإتجه له عندما لاحظ شروده مغمغا بتساؤل:
-مالك يا عدي أنت كويس ؟
أومئ عدي بهدوء:
-كويس الحمد لله.
قطب يوسف جبينه وقال:
-متأكد ؟ شكلك مش كويس خالص عمتا لم تحب تتكلم أنا موجود يلا نفطر ؟
هز رأسه بإيجاب ونهض برفقة شقيقه متجها الي طاولة الطعام ريثما يجهز الإفطار.
❈-❈-❈
طرق عالي علي باب الغرفة أيقظها من نومها فتحت عينها بضعف وهي تشعر بآلم بثائر جسدها اعتدلت في جلستها ونظرت حولها بحيرة والي هذا الغطاء الذي يحيط جسدها .
ثوان وعاد الي ذهنها ما حدث أمس إنتفضت بفزع وتحسست حجابها وملابسها وتنهدت براحة لكن مهلا هل ظل بالغرفة وإستمع إلى هذيانها وعلم حقيقة ما حدث معها هنا وإبتلعت ريقها بمرارة ولكن فاقت علي صوت شقيقتها القلق من الخارج نهضت علي الفور ووضعت الغطاء علي الفراش وفتحت الباب قابلها وجه نورسيل القلق وهي تتفحصها :
-أنتي بخير ؟ وشك ماله وقافلة الباب ليه ؟
تحدثت نايا بإرتباك:
-إهدي متقلقيش إفتكرت بابا وماما وكمان مكان جديد قلقت وقفلت الباب عليا.
تنهدت نورسيل براحة وعقبت :
-أطمني هما كويسين هنا علي فكرة وعدي متزعليش منه هو بيحب يهزر مش أكتر لكن من معاملتي معاه محترم جدا .
إبتلعت ريقها بتوجس وصمتت لكن عاجلتها نورسيل متسائلة:
-أنتي لسه مغيرتيش من إمبارح ؟ نمتي بهدومك ؟
هتفت بتهرب:
-هغير هدخل أهو أدخلي أستنيني .
أومأت لها نورسيل بصمت ودلفت الغرفة وجلست في انتظارها..
بينما آخذت نايا ملابسها وإتجهت الي المرحاض تأخذ حماما بارد تنعش به جسدها وتزيل عنه التشنجات وما عاشته بالأمس.
خرجت بعد قليلا مرتدية ملابسها وأدت صلاة الصبح فلم تستطيع أن تؤدي صلاة الفجر في وقتها …
وما أن إنتهت هبطوا سويا وهي تدعي بداخلها أن يكون عدي غادر إلى عمله فهي ليست في حالة تسمح لها بمواجهته.
❈-❈-❈
إرتسمت خيبة الأمل علي محياها بوضوح ما أن وجدته يجلس يتناول إفطاره بصمت مرتديا نظارته الشمسية السوداء.
إبتلعت ريقها بصعوبة وقالت :
-صباح الخير.
رد الجميع عليها الصباح بما فيهم هو جلست جوار شقيقتها تتناول الإفطار وهي تتحاشي النظر له فهي تشعر أنها محاصرة بنظراته من أسفل نظارته السوداء.
تطلعت صفاء إلي الجميع وهتفت ضاحكة:
-أيه جماعة وحدوه مالكم ساكتين ليه ؟
ضحك الجميع بخفة وعقب يوسف بنبرة ذات معني:
-هو في العادي كلنا نبقي ساكتين ودودي هو إلي بيتكلم لكن النهاردة ساكت كده مش عارف ليه ؟
رد عدي بهدوء :
-عادي يا چو تغيير .
إبتسم يوسف وقال:
-حلو التغيير برودا بس يبقي للأفضل ولا آيه ؟
أومئ عدي بإيجاب وقال:
-أنا خلصت هتمشي ولا أسبقك أنا؟
رد يوسف بإيجاب :
-أه يلا بينا محتاجين حاجة ؟
هزت والدتها رأسها نافية :
-لا يا حبيبي تسلم.
نهض عدي ويوسف وتحركوا الي الخارج بصمت تام.
هنا واستطاعت نايا أخيرا ان تتنهد براحة بعد أن هربت من حصار نظرات عدي.
❈-❈-❈
بعد قليل إنتهي الإفطار ونهضت صفاء صعدت الي غرفتها تستريح قليلا.
بينما جلست نايا ونورسيل في الحديقة بعد قليل حضرت عليا وأطفالها وتعرفت علي نايا وكذلك حضرت عهد وجلسوا البنات سويا تبادلوا أطراف الحديث…
❈-❈-❈
مساء عادت عهد مبكرا برفقة عليا فقد أوصلتها بسيارتها بعد أن أخبرت شادي بذلك.
دلفت الي المطبخ وأعدت الغداء بعناية ببعض المأكولات التي يفضلها شدي وعلمتها هي من نورسيل ونايا.
إنتهت من إحضار الغداء وإتجهت الي غرفتها وإنتقت دريس من اللون الموف بحملات رفيعة من قماش الدانتيل به تطريز من منطقة الصدر آخذت حمام دافئ وقامت بإستشوار شعرها وإرتدت الدرس دون بضي أو طرحة وأطلقت العنان الي شعرها وقامت بوضع الطعام في غرفة النوم وقامت بإشعال بعض الشموع وجلست في إنتظاره تقلب في التلفاز بملل كي تقلل من إرتباكها.
عاد هو من عمله بحث عنها في المطبخ لم يجدها دلف الي غرفة النوم وما أن دلف ورأها وشاهد تجهيزاتها الاي أعدتها من أجله صفر بإعجاب شديد متمتما بإعجاب وهو يتجه لها مسك يدها وجعلها تدور وسط خجلها:
-الجمال ده كله بتاعي أنا يا ناس ؟
إبتسمت بخجل وقالت :
-بجد ؟
نظر لها بعدم فهم وقال:
-بجد ايه ؟
هتفت بخجل :
-أنا حلوة ؟
ضحك الآخر ملئ فمه وقال:
-أنتي حلوة ؟ ده سؤال أصلا يا روحي أنتي تقولي للقمر أقوم وأنا أقعد مكانك بس سيبك انتي أيه الدلع ده كله أنتي زي القمر زيادة والأكل الي بحبه أيه الرضا ده كله ؟ هو النهاردة العيد ولا آيه ؟
إبتسمت بخجل ولم تتحدث ضحك هو الآخر وضمها الي احضانه مغمغا بخفة:
-ربنا يديمك في يا حياتي يا روح قلبي.
❈-❈-❈
إنتهي العشاء ودلف يوسف الي مكتبه وجلس عدي في الحديقة بمفرده بيننا جلست نايا برفقة نورسيل وصفاء أمام التلفاز بضجر تود أن تنهض وتذهب إليه تسأله ماذا قالت هي في هذيانها فشتان بين عدي المرح الذي قابلته أمس وهذا الشخص الغامض الذي قابلته هي اليوم.
فاقت من شرودها على صوت صفاء ألتفتت لها بلهفة وأجابت:
-أيوة يا طنط معاكي حضرتك بتقولي ايه ؟
إبتسمت صفاء بحنان:
-بقول شكلك زهقانة ومش حابة تتفرجي علي التلفزيون ممكن تقومي تتمشي شوية .
كادت أن ترفض ولكن وجدتها فرصة فقالت:
-تمام كملوا أنتوا المسلسل وأنا هتمشي شوية.
هتفت نورسيل بتساؤل :
-تحبي أجي معاكي ؟
ردت نايا نافية:
-لأ يا حبيبتي خليكي أنتي مع طنط شوية وجاية بعد إذنكم.
تحدثت صفاء بإبتسامة:
-أتفضلي يا حبيبتي.
❈-❈-❈
جلس مستندا علي ظهر مقعده ناظرا للسماء فوقه يتأملها بشرود تام يفكر في حوريته الصغيرة فيبدو أن خلف إبتسامتها الجميلة حزن يغلف قلبه لكنه يقسم داخله أنه سيمحي هذا الحزن مهما كلفه الأمر.
ممكن أقعد معاك ؟ جملتها قالتها نايا بتوتر جعلته يعتدل ويشير لها على المقعد الآخر قائلا:
-أه طبعا أتفضلي.
جلست علي إستحياء وإعتدل هو في جلسته مستندا بمنكبيه علي الطاولة التي أمامه يتأملها بصمت .
تحدثت بإرتباك :
-بتبص ليا كده ليه ؟
إبتسم بهدوء وقال:
-مستنيكي تسألي شكلك عايزة تقولي حاجة صح ولا غلط ؟
هزت رأسها بحرج وقالت:
-أيوة هو أيه الي حصل إمبارح أنا قولت حاجة ؟
تطلع لها قليلا وتنهد بهدوء وقال:
-لأ فضلتي تترعشي وبعدين وقعتي علي الارض شغلت ليكي قراءن لغاية ما نمتي وحطيت الغطاء فوق وقفلت الباب عشان نورسيل متشوفكيش كده وبعدين مشيت صمت قليلا ثم أكمل بصدق لما نطيت من البلكونة عشان سمعتك بتعيطي كنت عايز أقولك إهدي أنا كنت بهزر معاكي وأوعدك مش هيتكرر تاني وأطمني يا نايا أنا بصلي وعارف ربنا كويس وعارف حدودي ايه ولما نطيت من البلكونة عشان خوفت عليكي .
نايا…..
الفصل الثاني والعشرون
تنهدت نايا براحة وتحدثت بإمتنان:
-شكرا ليك بجد.
إبتسم بخفة وقال:
-مفيش شكر بينا .
صمت كلاهما إلي أن تحدث عدي بحذر :
-أنا لو قولتلك أني معجب بيكي وحابب ارتبط بيكي هتوافقي؟
تطلعت له بعدم تصديق وقالت:
-معجب بيا ؟ أزاي ؟ أنت أصلا لسه شايفني إمبارح !
عاد بظهره الي الخلف مستندا علي ظهر مقعده بأريحية مغمغا بإبتسامة عابثة:
-ومين قالك أنا أول مرة أشوفك إمبارح ؟ أنا بقالي شهرين صورتك مش مفارقة خيالي.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت :
-شوفتني إمتي وأزاي أنا مش فاهمة حاجة ؟
إبتسم بهدوء وأجاب :
-شوفتك يوم ما جيت عندكم البلد أنا ويوسف وقتها شوفت بنوتة جميلة ماسكة ورد أبيض وقتها خطفتي قلبي وعقلي وروحي كمان ومن وقتها وأنا مش قادر أشيلك من دماغي.
أشتعلت وجنتي الآخري بخجل ونهضت بإرتباك :
-أنا هدخل جوه بعد إذنك ..
نهض هو الآخر بلهفة ووقف أمامها قاطعا عليها الطريق هاتفا بتساؤل :
-لو أتقدمت ليكي توافقي تتجوزيني ؟
تصنم جسدها ونظرت له بعدم تصديق فهذا آخر سؤال قد يخطر علي بالها أن يسألها أحدا عنه في يوما من الأيام فاقت من شرودها علي صوته وهو يتحدث برجاء
هتف برجاء:
-قولي يا نايا ريحي قلبي لو أتقدمت ليكي توافقي ؟
سالت دموعها بصمت فهي لا تدري بما تجيبه من الأساس فهي أصبحت لا تصلح له ولا غيره من الأساس .
ردد بقلق:
-بتعيطي ليه بس ؟ ردي عليا ريحي قلبي ؟
إبتلعت ريقها بمرارة وهتفت بإنكسار:
-أنت تستاهل إلي أحسن مني يا عدي أنا منفعكش أكملت داخلها ولا أنفع غيرك.
تطلع لها متحديا وقال:
-لا يا نايا أنا مش عايز الي أحسن منك أنا عايزك أنتي وبس طالما مافيش حد غيري في قلبك يبقي أنتي هتكوني ليا وبمزاجك كمان يا قلبي وده وعد من عدي المغربي في أقرب وقت هكون عند عمك في الصعيد وهطلب إيديك منه ألقي جملته وتحرك من أمها وقفت هي مكانها بصدمة منا تتفوه به ولا تجرأ علي التحرك.
❈-❈-❈
وقف خلف زجاج مكتبه يشاهد شقيقه وهو يتحدث مع نايا وكذلك بكاء الآخر يبدوا أن هناك خطب نا بها فهي وشقيقه ليسوا علي ما يرام منذ أمس تنهد بضيق وتحرك خارج مكتبه متجهاً إلى الحديقة تزامنا مع دخول عدي من الباب الخارجي بوجه عابث .
وقف في مقابلته هاتفا بتساؤل:
-خير مالك ؟ وهي بتعيط ليه ؟
مسح عدي علي وجهه بضيق وقال:
-مفيش حاجة .
رمقه يوسف محذرا وقال:
-متأكد ؟
تنهد عدي بقلة حيلة وأجاب :
-أنا قولت ليها معجب بيها وعايز اتقدم لها .
تطلع يوسف إلى شقيقه بصدمة من هذا المختل اذا كان يعرفها هو سابقا فالبنسبة لها لم تلقاه سوي أمس فمن المؤكد سوف ترفضه تنهد بقلة حيلة وقال:
-طيب بلاش تتكلم معاها كام يوم كده ممكن ؟
أومئ عدي إلي شقيقه بقلة حيلة وتحرك متجها الي الداخل بينما خرج يوسف كي يطمئن علي الأمانة التي في بيته.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية
جلست علي الأرجوحة ودموعها تتساقط بصمت فاليوم الذي تحلم به الكثير من الفتيات أصبح يوم هلاكها أغمضت عيناها بحزن تتمني بداخلها أنا ما عاشته لم يكن سوي كابوس وتوفيق منه أچلا وغير عاچلا.
إقترب منها ووقف أمامها وحمحم بخشونة كي تنتبه له.
فتحت الآخري عيناها بلهفة ونهضت علي الفور.
إبتسم بهدوء وقال:
-وقفتي ليه أقعدي ؟
جلست بخجل أكمل هو ضاحكا :
-ينفع أقعد أتمرجح معاكي ؟
إبتسمت بخجل :
-أه طبعا أتفضل.
إبتسم بوقار وجلس علي الطرف الآخر من الأرجوحة يحركه بقدمه بصمت تام الي آن قرر أن يقطع هذا الصمت :
-مرتاحة معانا هنا ولا في حد ضايقك ؟
هزت رأسها نافية وأجابت علي الفور:
-لأ طبعا مفيش حد ضايقني هتصدقني لو قولتلك أني مرتاحة هنا أكتر من بيت عمي ؟
إبتسم براحة وقال:
-طيب الحمد لله ريحتيني اصل شوفتك واقفة مع عدي دلوقتي خوفت يكون ضايقك ؟
هزت رأسها نافية وقالت :
-لأ أبدا.
تنهد براحة وغمغم متسائلا :
-طيب هو قالك أيه ؟ ليه كنتي بتعيطي ؟ أظن أني قولتلك إنك أختي الصغيرة زيك زي عهد أتمني بقي أنتي كمان تعتبريني أخوكي الكبير وتردي عليا .
عضت علي شفتيها بخجل وقالت:
-هو عايز يتقدم ليا.
أومئ بتفهم مغمغما :
-طيب وأيه إلي يزعل في كده بصي يا نايا عدي معجب بيكي فعلا ولو أنتي موافقة ده شئ هيسعدنا طبعا ولو رفضتي أنا بنفسي هقف في صفك متقلقيش بس أعرف أنتي رافضة عدي فعلا ؟ وأيه السبب لده ؟ في حد تاتي مثلا ولا أنتي إلي محتاجة وقت تفكري !
ردت هي بحزن :
-لأ أنا رافضة بس مش رافضة عدي ذات نفسه رافضة الجواز بصفة عام.
صمت مطبق من كلا الطرفين حتي آخذ يوسف نفس عميق والقي نظره حوله وجد الحرس علي بعد منهم وتحدث بصوت خافت :
-الحيوان ده قرب منك ؟
تطلعت له بصدمة وقالت :
-أنت قصدك مين ؟
رد بإيجاز :
-الحقير إلي إسمه شهاب ؟
جحظت عين الآخري بعدم تصديق وتطلعت حولها بإرتباك وقالت :
-ليه بتقول كده ؟
أجاب ببساطة :
-لأنه حقير إلي يفكر ينهش في أي بنت في الشارع ما بالك في واحدة في قلب بيته .
نظرت له بعدم فهم وتسألت :
-قصدك أيه مش فاهمة ؟
تغاضي عن سؤالها وهتف بإصرار :
-ردي عليا قرب منك ؟
تطلعت له قليلا وتذكرت ما حدث معها سابقا…..
بدأ جسدها يفقد قواه شيئا فشئ حتي شعرت أنها علي حافة الهاوية لكن ألهمها عقلها وإستطاعت فك آثر إحدي ذراعيها وجذبت الأبچورة الصغيرة وقامت بخبطه في رأسه.
أتسعت عين الآخر بصدمة وإبتعد عنها وهو يتحسس الدماء التي تسيل من رأسها نظر لها متوعدا وقال:
-عايزة تجتليني يا بت الرفضي طيب جسما بالله ما هرحمك غادر سريعا وهو يحاول كتم نزيف رأسه وغادر الغرفة نهضت هي علي الفور وقامت بإغلاق الباب بالمفتاح عليها من الداخل وأنهارت باكية علي ما كان سيحل بها ….
ظلت علي وضعها إلي أن أذن الفحر نهضت بتثاقل ودلفت الي المرحاض ووقفت أسفل الماء بارد تدلك جسدها بقسوة كي تنزع لمسات هذا الحقير من فوق جسدها خرحت بعد فترة من المرحاض وأدت صلاة الفجر وجلست بعدها تراجع مادتها قبل أن تذهب الي الإمتحان وما أن أشرقت الشمس إرتدت ملابسها وفرت هاربة الي مدرستها ومنذ ذلك الوقت تتحاشي التواجد مع شهاب في مكان واحد وتغلق الباب عليها بالمفتاح بإستمرار وإذا صادف ورأته تري نظرات ذئب ضاري يتوعد لها بالهلاك في عينه وعندما تقدم الي خطبة نورسيل كانت الصدمة الكبري لها حاولت إفساد تلك الخطبة لكن هددها هذا الحقير بصور قد قام بفبركتها لها أنه سيقوم بإفضاحها وتدمير مستقبلها هي وشقيقتها فإختارت أن تصمت فهما يتيمتين قد تركهم والداهم بمفردهم في غابة ذئاب تنهش بهم ليس لهم سوي الله .
فاقت من شرودها علي صوت يوسف القلق ألتفت له بإنتباه :
-معاك .
هتف يوسف بقلق:
-ردي عليا قرب منك ؟
إبتسمت بهدوء وقالت:
-أطمئن ربنا سترها معايا.
تنهد براحة وأكمل :
-طيب الحمد لله ليه بقي رافضة الجواز بقي ؟
ردت بإنكسار:
-لأني مليش ضهر مليش حد يقف جنبي ويبقي سند ليا .
نظر لها بعتاب وقال:
-بجد طيب أنا أخوكي أزاي بقي طالما كده ؟
ردت بلهفة :
-مش قصدي والله بس..
قاطعها أمرا :
-ما بسش أنا أخوكي يا نايا وأتمني تتعاملي علي الآساس ده فكري في موضوع عدي لأنه بيحبك بجد ولو وافقتي أنا الي هبقي في ضهرك قدامه ولو رافضتي وجه الوقت الي ترتبطي به فيه بحد تاني برضوا هبقي في ضهرك.
تطلعت له بإمتنان وهتفت بإبتسامة:
-متشكرة أوي يا يوسف ليك وعلي وقفتك جنبي ويا بخت نورسيل بيك وبحنيتك هي محظوظة بيك جدا وواثقة أنها سعيدة معاك.
ضحك الآخر بشدة حتي أدمعت عيناه قائلا:
-ياريت أختك تبقي نص عقلك ده يا نايا لكن أعمل أيه نصيبي أتجوز واحدة هبلة.
ردت بدفاع:
-هبلة بس طيبة .
أومئ ساخرا وقال :
-بس دبش.
ردت نايا معترضة :
-لا طيبة.
ضحك وهو ينظر الي يده المضمدة وقال:
-أوي هتقوليلي.
نظرت بصدمة وقالت:
-هي الي ؟
هز رأسه ضاحكا .
ثواني وإنفجروا ضاحكين من صدمتها مما فعلته شقيقتها به….
❈-❈-❈
وقفت تطالع شقيقتها هي والمدعو زوجها وهم يجلسون علي الأرجوحة ويضحكون بصوت مرتفع لا تعلم لما شعرت بنيران تشتعل داخل قلبها ظلت قليلا تتأمل ملامحه وجهه الرجولية الجذابة لا تنكر أنه رجلا بالفعل في زمن أصبح الرجال فيه قليلون وأي فتاة تتمناه بما فيهم هي ولكن وليس في تلك الظروف التي هي بها فهو ليس سوي قاتل من كان سيكون زوجها ولهذا السبب تزوجته من أجل هذا تزوجته هي فاقت من شرودها علي صوت ضحكاتهم إمتعض وجهها وإتجهت لهم ووقفت أمامهم واضعة يدها بخصرها مغمغة بغيرة إستشرها هو بصوتها:
-ممكن أعرف أيه سبب الضحك ده كله طيب ما تضحكوني معاكم ؟
ردت نايا ضاحكة:
-مفيش يا ستي بنضحك عليكي .
رمقتهم نورسيل بغيظ وقالت:
-بتضحكوا عليا ليه هو أنا ضحكة ولا أيه ؟
نهضت نايا هاتفة بمكر وهي تقترب من شقيقتها :
-لا يا قلبي أصل يوسف كان بيقولي الجو حلو ياريت أختك تيجي تقعد معايا تحت النجوم وفجأة أنتي جيتي يلا بقي أقعدي مع جوزك وأنا همشي ألقت آخر كلمتها وقامت بدفش الآخري علي الأرجوحة في أحضان الآخر الذي إبتسم بإتساع.
تحدثت نايا بإبتسامة:
-تصبحوا علي خير.
رد يوسف بإبتسامة :
-وأنتي من أهله .
غادرت نايا وحاولت نورسيل أن تبتعد عنه ولكن شدد من إحتضانها وهتف بمكر:
-راحة فين بس أقعدي معايا يا نوري نستمتع بضوء القمر ونعد النجوم.
إبتعدت عنه وهتفت ساخرة:
-لأ شكرا ليك أنا بعد النحوم في عز الضهر سلام تحركت من أمامه حتي أوقفها سؤاله.
كنتي غيرانة ؟ كنتي تتمني إنك أنتي قاعدة جنبي ؟
ألتفتت له وهتفت بعدم فهم:
-قصدك أيه مش فاهمة ؟ هغير من أيه ولا من مين ولا علي مين ؟
نهض هو الآخر وضعا يده بجيبه وإقترب منها هامسا في أذنها :
-غيرتي من أختك وأني بهزر معاها وأتمنيتي تكوني أنتي الي قاعدة جنبي بس في حضني يا قطتي أنا مش معترض لا ده أنا هكون أكتر من سعيد بده يا قلبي .
رمقته شذرا وتحركت الي الداخل وقف هو مكانه متنهدا بقلة حيلة :
-ربنا يهديكي يارب وتعقلي صبري بدأ ينفد عليكي ياريت تعرفي حقيقة الحقير ده لكن مع الأسف مقدرش أتلكم في عرض ناس ….
❈-❈-❈
خطت بخطي مترددة الي الشرفة وجدته يقف يحتسي فنجان قهوة ويضع سماعات الأذن بأذنه وقفت تتأمله قليلا لا تنكر أنها إرتاحت اليه لكن ما باليد حيلة فبسبب هذا الوغد جعلها تفقد الثقة بجنس أدم بأكمله تحركت الي الداخل متجه الي المرحاض عازمة علي أن تتوضئ وتودي صلاة إستخارة لعل الله يلهمها ماذا تفعل فهي قد تركت أمرها لله فهو القادر علي أن يرشدها الي الصواب…..
قررت عدم إغلاق الشرفة ولا باب الغرفة بالمفتاح كسابقك عهدها فهي تشعر بالأمان هو وإذا كان يدبر لها عدي سواءا لكن إستغل وضعها بالأمس.
❈-❈-❈
دلفت الي الجناح وجلست علي الفراش واضعة يدها علي قلبها الذي يطرق بعنف هل ما شعرت به حقيقة وأصبحت تغار علي هذا المغرور من المؤكد لا فكيف ستحب من جاءت كي تثأر منه هل من الممكن أن يتحول الثأر الي حب ؟
ولكن كيف بالتأكيد لا هي لم تحبه بل تكرهه وعصبيته تجاهه بس تقرب شقيقته منه لا أكثر وهي لا تود ذلك.
هذا ما أوصلها إياها عقله تنهدت بقلة حيلة وقررت أن تخلد إلي النوم فهو الشئ الوحيد الذي تريده الأن.
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد تململت عهد في نومها فتحت عينها بنوم وجدت وجه زوجها يقابلها وعلي وجهه إبتسامة.
أغمضت عيناها بخجل ضحك هو بخفة وقال:
-غمضتي عينك ليه يا قلبي فتحي عينك شوفتك خلاص .
فتحت عيناها بخجل وهتفت بهمس:
-صباح الخير .
رد بإبتسامة:
-صباح الورد والفل والياسمين علي أجمل عروسة في الدنيا.
إبتسمت بخجل وغمغمت بتساؤل :
-هي الساعة كام ؟
مد يده ورفع هاتفه ونظر للساعة ووضعه مرة آخري بالامبالاة :
-الساعة 11.
إنتفضت الاخري بفزع:
-11أنت كده اتأخرت اوي علي شغلك ثواني أقوم أحضرلك الفطار.
أعادها مرة آخري وقال نافيا:
-خليكي يا قلبي أنا مش رايح الشغل النهاردة حابب أخد بريك ونسافر أي مكان نروح نقضي يومين فيه.
إبتسمت بفرحة وقالت:
-بجد ؟
رد ضاحكا :
-بجد يا قلبي حابة نسافر فين ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-بره مصر ولا جوه مصر ؟
ضحك بخفة وقال:
-لأ جوه مصر طبعا يا قلبي صعب بره مصر حاليا.
أومئت برأسها موافقة وقالت:
-خلاص يبقي نسافر شرم أيه رأيك ؟
رد بإيجاب :
-أوك يا روحي قومي يلا نجهز قدامنا طريق طويل يا حبيبتي.
إبتسمت بخفة ونهض كليهما إستعداد للسفر الي شرم الشيخ.
❈-❈-❈
دلفت الي غرفة إبنتها وجدتها تجلس واضعة يدها علي خدها كمن سكب طعامها إقتربت منها متسائلة وقالت:
-كيفك يا بتي ؟ شاردة في أيه ؟
ردت حنين بضجر:
-مفيش حاچة يا أماي أنا زينة أهو .
تنهدت والدتها بحزن وقالت:
-زينة إزاي بس يا بتي دخلتك كمان سبوعين ولساتك ما چيبتي قشاية في شوارك يا بتي إكده ما يصحش عريسك شيع فلوس من عشية .
زفرت حنين وقالت:
-أنا مش هاخد حاچة يا أماي من الفلوس ديه واصل رچعيها ليه.
ضربت الآخري علي صدرها بصدمة هاتفة بإستنكار:
-وه يا بتي كأنك أتچنيتي إياك يا بتي رايدة أرچع الفلوس لعرسيك يا بتي بزيداكي وكفياكي وشوفية راسك دي كلاتها أيام وتبجي مرته أتجي شره أحنا غلابة وملناش غير ربنا جومي يا بتي أتسبحي وروحي شوفي رايدي تچيبي أيه جومي يا بت الله يرضي عنيكي……
يُتبع..
الفصل الثالث والعشرون
زفرت حنين بضجر وقالت بأسي :
-حاضر يا أماي أمري لله..
تنهدت والدتها براحة وربتت علي ظهرها بحنان:
-ربنا يرضي عنيكي يا بتي هروح أشجر علي أبوكي بالإذن يا بتي .
أومئت الآخري بصمت وعادت لشرودها مرة آخري من جديد.
ثوان وإستمعت الي صراخ والدتها نهضت بفزع تركض لتري ماذا هناك وجدت والدها جثة هامدة ساكنا لا يتحرك.
❈-❈-❈
بعد ساعتين في إحدي المستشفيات الحكومية تجلس والدة حنين أرضا تجلس بحسرة وجوارها حنين تقف مستندة علي الجدار ودموعها تتساقط هي الآخري في إنتظار الطبيب أن يطمأنهم عن حالة والدهم بعد ان تم نقله الي هنا بمساعدة الجيران.
وصل الي المشفي وترجل من سيارته ودلف سريعا الي الداخل بد آن إستمع الي ما حل بحماه المنتظر بحث عنهم حتي وجد ضالته ركض تجاههم هاتفا بلهفة :
-خير أيه الي حوصل لعم سليمان ؟
رمقته حنين بضيق ولم تتحدث بينما أجابت والدتها بحسرة:
-والله ما عارفة يا ولدي لجيته واجع من طولة لا حس ولا حركة .
آومئ بتفهم وقال:
-أطمني إن شاء الله خير.
تطلع الي عروسه المصون التي تجاهله عن عمد وهتف بحنان:
-خير إن شاء الله أدعيله انتي بس انا اول ما چالي خبر من الغفير چيت طوالي.
ألتفت له بحزن وهمهمت بدعاء:
-يارب .
وقف علي بعد منها ودقائق وفتح الباب ركضت حنين وشريف تجاهه بلهفة.
تحدث الطبيب بعملية :
-أطمنوا هو بخير هي غيبوبة سكر مش أكتر.
تنهدوا براحة وهتفت حنين متسائلة:
-يعني هو زين يا دكتور ؟
أجاب بهدوء :
-بخير بس من الأفضل يفضل معانا هنا في المستشفي عشرة أيام نظبط فيهم السكر والضغط.
إمتعض وجه شريف فمعني حديثه سيتم تأجيل زيجتهم بالتأكيد فهتف بلهفة:
-طيب ما ينفعش ننجله علي داره ومرته وبيته يراعوه ؟
هز الطبيب رآسه بآسف :
-لأ الأفضل ليه الرعاية الصحية هنا السكر كان عالي جدا ومحتاج اكل وعلاج طبي يمشي عليه لغاية ما يتظبط تاني.
تنهد شريف بقلة :
-إلي حضرتك شايفة صوح أعمله يا دكتور طيب هيبجي معاه مرافج ولا لحاله ؟
رد الطبيب بعملية :
-لا الافضل مرافق طبعا بعد إذنكم.
غادر الطبيب ونظر هو لحنين مغمغما :
-طيب محتاچين تجيبوا حاچة من الدار؟
هزت حنين رأسها نافية وهتفت بضجر :
-لاه متشكرين بس كان عندي رجاء عندك نأجل الفرح شوية أديك شايف الظروف.
تنهد بقلة حيلة :
-أكيد طبعا نأجلة جد ايه ؟
ردت علي الفور :
-شهر .
رمقها بصدمة:
-شهر ايه ؟ الحكيم جال عشرة تيام تجولي أنتي شهر مسح علي وجهه بضيق وقال تمام أنا هجعد في عربيتي تحت إحتاچتي حاچة هتلاجيني.
ردت ببرود :
-لا شكرا روح أنت إرتاح .
رمقها بتحذير:
-أنا جاعد تحت بالإذن التفت الي والدتها التي تراقب الحوار الدائر بصمت بالإذن يا خالة.
ردت بحزن:
-أتفضل يا ولدي.
غادر شريف ونظرت الي حنين بعتاب:
-ليه إكده يا بتي الراچل عداه العيب وجالنا لحد إهنه وهيبيت في عربيته كومان عشان يبجي جارنا.
زفرت بحنق:
-يعني انا كنت قولتله ايه يعني .
صمتت والدتها وكذلك صمتت هي متنهدة براحة رغم حزنها لمرض والدها لكن بداخلها سعيدة لتأجيل تلك الزيجة.
❈-❈-❈
مر آسبوعين حدث بهم الكثير تحسنت حالة والدة حنين وغادر من المشفي وكان شريف معهم بإستمرار رغم مقط حنين منه ورفضها لتواجده ، وكذلك جاء سالم ووصفية لزيارتهم بالمشفي وأعطي والدة حنين بعض الأموال كوجب للزيارة رغم رفض حنين هذا الأمر.
ويوم عودة سليمان الي المشفي وصل شريف لهم مبكرا وقام بدفع تكاليف الإقامة والعلاج رغم رفض حنين هذا لكن نظرة من عينه جعلتها تصمت.
وكذلك قام بتوصليهم الي المنزل وغادر بعد أن أطمئن عليهم وعاد بعد فترة محملا بالخضروات والفاكهة والأرز واللحوم والدواجن وكافة الزاد وكالعادة لم يعجب هذا الأمر حنين ولكنه لم يعبئ بحديثها كالعادة.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
بينما في القاهرة عاد عهد وشادي من سفرتهم الي شرم الشيخ والسعادة والفرحة بادية علي وجههم فبراءة عهد وشقاوتها الفطرية إستطاعت أن تخرج شادي من صومعته وجعلت منه إنسان جديد عاشق ومحب للحياة.
❈-❈-❈
بينما نايا فقد توطدت علاقتها مع صفاء وعليا كثيرا فقد أحبوا طيبتها وخفة دمها .
أما عن علاقتها بعدي فأصبح يتحدث معها بحذر تاركا لها المجال كي تفكر مليا بأكر زيجتهم فعدي لن يتركها تكون لغيره شأت أم أبت لكن فضل أن تكون برضاها لا يرغب أن تكون نسخة آخري من نورسيل وشقيقه لكن رغم هذا لا ينفك عن مشاكستها في بعض الأحيان وعلي الرغم من أنها تغضب منها كثيرا لكن داخلها سعيدة بذلك.
❈-❈-❈
القط والفأر يوسف ونورسيل علاقتهم كما هي يوسف يترك لها المجال والحرية تفعل ما تشاء رغم أن أفعالها مازالت هوجاء لكن كان هو يتحمل هذا بطيب خاطر ويشاكسها في بعض الأحيان.
أما عن نورسيل فهي أصبحت تميل الي يوسف بالفعل فهي أنجذبت له والي شخصيته فهو ناجح بعمله بارا بأمه سندا لأشقائه لا يتواني في مساعدة أحد حنون مع الجميع متواضع لأبعد حد رأته أكثر من مرة يتحدث مع حرسه والعاملين لديه بأخوة ليست رب عمل وحاشيته كل هذا جعلها تنظر له نظرك آخري كانت تجهلها به بعد أن رأت الجانب الإيجابي به ولكن مع ذلك لم تتراجع عما تنتوي فعله به فسيظل قاتل بعينها لا أكثر.
❈-❈-❈
في أحد الأيام يلتف الجميع علي السفرة يتناولوا الإفطار هتفت صفاء متسائلة :
-يوسف أيه رأيك نعزم عهد وشادي وعامر وعليا النهاردة علي الغداء ؟
تطلع لها وقال:
-ماشي يا أمي وأعزمي معاهم علي وبيت عمي بقالنا كتير معزمناهمش.
إبتسمت صفاء بهدوء:
-حاضر يا حبيبي كويس والله نتجمع كلنا زي زمان ومعايا بناتي الحلوين دول الي نفسي أسمع منهم كلمة ماما أوي منهم بس سيباها تيجي منهم.
هتفت نايا بلهفة :
-يا خبر بس كده لو أعرف كده كنت قولت ليكي ماما من زمان ياماما
ضحكت صفاء بحب:
-أحلي ماما سمعتها يا قلب ماما .
ظلت نررسيل تتناول إفطارها بصمت لا تنكر أنها تحب هذه السيدة وشعرت بحنانها عليها وعلي شقيقتها ولكن كيف تناديها بأمي وهي تخطط لقتل إبنها.
بينما يتابع عدي الحديث الدائر وعلي وجهه إبتسامة رضا وكذلك يوسف الذي مال علي أذن زوجته هاتفا بهمس:
-أيه يا شويش عطية مفيش آي إحساس سينس أي حاجة يا حظي ؟
رمقته بتهكم وهتفت ساخرة بصوت خافت هي الآخري:
-في محشي أغرفلك ؟
نظر لها بإشمئزاز:
-محشي لا أطفحيه يا حياتي.
مسح فمه بالمحرمة الورقية ونهض هاتفا بإبتسامة موجها حديثه إلي نايا :
-نايا عمي ومراته بلاش تركزي معاهم ولا مع كلامهم ولا تفكري تزعلي من حد عايزة تزعلي في البيت ده تزعلي مني أنا وبس تمام ؟
أجابت بإبتسامة:
-أطمئن يا يوسف أنا عاقلة وبقدر أمتص غضب الي قدامي متقلقش عليا.
إبتسم ساخرا وهو يلقي نظرة ذات مخزي الي زوجته المصون:
-ربنا يكملك بعقلك يا نايا وعقبال ناس .
رمقته نورسيل شذرا وتحدث عدي مستفسرا :
-هتروح المصنع النهاردة ؟
أومئ بهدوء:
-أه هاخد جولة علي المصانع وبعدين هطلع علي الشركة خلي الحرس والسواق يروحوا علي الشركة هسوق آنا .
تحدث عدي بتفهم:
-تمام يلا هاجي معاك.
هتفت صفاء بقلق:
-سوق علي مهلك يا يوسف يا حبيبي.
ألتفت الي والدته مقبلا رأسها بحنان:
-متقلقيش يا ست الكل الرب واحد والعمر واحد سلام عليكم.
ردت صفاء بحنان:
-وعليكم السلام.
غادورا وتحدثت نورسيل بلهفة :
-هو يوسف بيروح المصنع من غير السواق والحرس ليه ؟
ردت صفاء بعفوية :
-لأنه بيمر علي كل المصانع ومش بيحب يتحرك بالحرس يعني فبيروح لوحده بتبقي مرة في الشهر بيفضل قلبي بيتنفض من الخوف.
تحدثت نايا بإبتسامة:
-أطمني يا ماما إن شاء الله خير .
إبتسمت صفاء بحب:
-يارب يا روح ماما يلا بقي نقوم نجهز للعزومة التفت الي نورسيل الشاردة يلا يا حبيبتي ؟
انتبهت نورسيل لها ونهضوا سويا ليعدوا الطعام من أحل العزومة المنتظرة .
❈-❈-❈
مساء وصل يوسف وعدي مبكرا من أجل إستقبال الضيوف وبعد فترة وصل الجميع وترأس يوسف السفرة ولم تمر الزيارة مرور الكرام .
نظر عوني الي نورسيل ونايا شذرا وقال موجها حديثه الي يوسف ساخرا:
-شايف بيتك بقي ملجئ لعائلة الشافعي ولا ايه ؟
تطلع يوسف اليه نظرة تحذيرية وقال:
- عمي بلاش كلام ملوش لازمة.
تحدث علي مهدئا :
-إهدي يا يوسف بابا ميقصدش.
إبتسم يوسف بثقة وقال:
-عارف طبعا يا علي عمي وهزاره.
رمقه عوني بضيق وصمت لكن زوجته تحدثت بمكر :
-أيه عهد يا حبيبتي أنتي ويوسف مفيش حاجة جاية في الطريق تفرحنا ؟
ردت صفاء معاتبة:
-كله بأوانه يا أم علي أكيد لما يبقي في حاجة هنعرفكم أكيد أحنا أهل.
إندمج الجميع في طعامهم الشبه كارثي ومرت الأمسية علي خير وغادر الجميع الي منازلهم…
❈-❈-❈
وصل عهد وشادي الي شقتهم وضع شادي مفاتيحه وإتجه الي غرفة النوم بصمت تام.
تحركت عهد خلفه متمتمة بحيرة :
-مالك يا شادي ساكت ليه ؟
رد بإقتضاب :
-مفيش حاجة.
قطبت جبينها بحيرة وهتفت متسائلة :
-أزاي مفيش حاجة من وقت العزومة وأنت ساكت وكمان مكملتش أكلك أنت أضايقت من عمي ومراته ؟ بس يوسف وقفهم عمي طبعه كده وكمان مراته حشرية شوية بس عادي هي سألت سؤال وماما ردت عليها .
الي هنا وألتفت اليها صائحا بغضب:
-بس مش عايز أسمع كلمة تانية في الموضوع ده سامعة ولا لا .
تطلعت له بصدمة وترقرقت الدموع بعينها مما إستمعت إليه وغضبه الغير مبرر.
ردت بدموع :
-أنا أسفة مقصدتش أضايقك .
رمقها بضيق وغادر الغرفة متجها الي الغرفة الآخري صافعة الباب خلفه بعنف .
تهاوت هي أرضا تبكي بصمت لا تدري ما أغضبه من حديثها من الأساس.
❈-❈-❈
في جناح يوسف…..
تجلس نورسيل ونايا في الشرفة يتناولوا بعض الفواكهة ويتحدثون سويا بمرح .
هتفت نورسيل ضاحكة :
-بس الست دي فظيعة الصراحة حساها كده عقربة .
تطلعت نايا حولها وهتفت موبخة :
-يا بت وطي صوتك حد يسمعنا وبعدين عيب كده وهي سألت سؤال عادي جدا علي فكرة بس بطريقة خبيثة .
تنهدت نورسيل بملل وقالت:
-سيبك أنتي عارفة القاعدة دي نقصها شوية شيبسي ولب وشوكلاته ونسهر في الجنينة.
إبتسمت نايا بحماس:
-عندك حق بس المشكلة هنجيب الحاجات دي أزاي ؟
ردت نورسيل ضاحكة :
-مش عارفة الصراحة مش متخيلة أني اخد العربية والسواق وأقوله عايزة أجيب شبسي.
ضحكوا كلتهما لكن توقفوا عندما رأو يوسف الذي تحدث بأسف:
-خبط علي الباب كتير بس أنتوا مسمعتوش فدخلت.
نهضت نايا بخجل :
-لا ولا يهمك والله قولت لنورسيل نقعد في أوضتي عشان لم تطلع ترتاح بس قالت انك سهران بتشتغل .
هز رأسه بإيجاب ورد بوهن:
-فعلا المفروض كنت قعدت أخلص شغلي بس دماغي مصدعة.
أومئت بتفهم:
-الف سلامة عليك تصبحوا علي خير بعد إذنكم .
رد عليها بوهن:
-وأنتي من أهله.
غادرت نايا بينما دلف هو الي الداخل وجلس علي الفراش واضعا رأسه بيه كفيه بآلم.
نهضت هي وإقتربت منه متسائلة :
-مالك في أيه ؟
رفع رأسه بآلم وقال:
-صداع جامد حاسس أني دماغي هتنفجر اليوم كان صعب وطويل وختم بعزومة عمي.
غمغمت بتساؤل :
-أخدت أسبرين ؟
هز رأسه نافيا :
-لا مش بحب آخد حاجة .
أنهي جملته وتمدد علي الفراش بوهن شديد وهو يدعك رأسه بآلم.
إقتربت منه هاتفة بحذر :
-تحب أعملك مساچ لراسك يمكن الآلم يقل ؟
تطلع لها بأمل:
-ياريت تعالي.
جلست علي الفراش وإعتدل هو علي الفراش واضعا رأسه علي فخذها.
إنتفض جسدها علي حركته ولكن هدئت عندما وجدته أغمض عينه ويأن بآلم.
تنهدت بقلة حيلة وقربت يدها من رأسه ووضعت يدها بين خصلات شعره الأسود الغريز وبدأت في تدليكها برفق وهي تقرأ بعض آيات الذكر الحكيم ظلت هكذا الي آن مر نصف ساعة وهو يطلق أهات آلم تدل علي راحته نوعا ما الي آن هدأ وإستكان جسده تماما وترخي جسده فوق فخذها وسقط في نوما عميق.
"الحب ليس كل ما نشعر به يسمي حبا ، فإذا أحببت مرة ، ووقعت في الحب مرة ثانية ، فأعلم أن الحب الآول لم يكن حبا من الأساس "
ظلت هي تتآمله بصمت وتتأمل ملامحه الرجولية الجذابة وهتفت بهمس :
-عارف إنك راجل كويس وإبن حلال وألف واحدة تتمناك وتتحب يا يوسف أيوة تتحب وأنا حبيتك أزاي وإمتي مش عارفة أزاي قدرت تخليني أنسي حبي لشهاب وأحبك بس الحب ده مش هينفع أنا كده خاينة لشهاب ولحبه ليه لو مكنتش قتلته كان زمانه عايش وعايشين أجمل أيام حياتنا لكن أنت قتلته وحرقت قلبي عليه بس أزاي شخص بطباعك وقربك لربنا تقتل كده أنا بحس بيك وأنت بتقوم تصلي الفجر وتقرأ قران كمان أزاي تعمل كده تنهدت بآلم وأنزلت رأسه بخفة من فوقها ونهضت متجهه الي الشرفة جذبت هاتفها وكتبت رساله الي شريف فحوها إخباره بموعد خروج يوسف كل شهر في نفس هذا اليوم ضغط علي زر الإرسال بأيدي مرتعشة وإتجهت مرة آخري للداخل تتطلع اليه بأعين دامعة لا تدري من أين أتتها الجراءة أن تتمدد جواره وتضع رأسها فوق صدره مستمتعة بنبضات قلبه التي تستمع لها بوضوح وتشبست بأحضانه كطفلة صغيرة تتشبس بوالدها خوفا من المجهول ولآول مرة تشعر براحة وأمان هكذا وتسقط في نوما عميق.
شعر هو بثقلا فوقه فتح عينه بوهن وجدها هكذا إبتسم بفرحة ومد بده ضمها الي أحضانه بقوة وسقط هو الآخر في نوما عميق.
"عندما يطرق الحب قلبا ، لا يختار شخصا ، ولا مكان ، ولا زمان ، فهمو يطرق عندما يشعر بالراحة والأمان ، فليس علي القلب سلطان"
"الأمان ، كلمة نستمع لها كثيرا ، لكن القليل منا من يحظي بها ، فإذا وجدت من تشعر معه بالأمان ، فتمسك جيدا به ، لإنك إذا فرط به ، لن يعود لك مرة آخري "
❈-❈-❈
ظل يجلد حاله في الغرفة الآخري علي غضبه لها ولم يستطيع تحمل هذا نهض علي الفور متجها الي الغرفة الآخري وجدها تتمدد أرضا ودموعها مازالت علي وجنتيها سب نفسه بداخله وإقترب منها واضعا إياها برفق علي الفراش وقام بفك حجابها برفق وتمدد جوارها ضاما إياها بقوة خوفا من أن تتركه وتهرب منه.
"تمسك بمن تحب فلا تقسي إليه وتجعله يحاول الفرار منك وإذا حاول فأتركه إن عاد إليك فمازال قلبه ينبض إليك وإذا لم يعد فأصبح نبضه طليقا من أسرك "
الفصل الرابع والعشرون
يتمدد علي العشبة الخضراء واضعاً يده أسفل رأسه يتأمل النچزم في السماء يفكر في ذات النقاب التي أصبحت تشغل باله كثيراً بتلك الفترة لا يدري لما أصبحت محل تفكيره هكذا هو قرر فقط أن يتزوجها حتي يتسني له أن ينجي طفلاً يكون وريث له وكبير عائلته قبل أن تنجب تلك الحقيرة طفلا لشقيقه ويكون كبير العائلة نسلا من تلك العائلة.
فاق من شروده علي صوت رسالة أخرج هاتفه بملل وتطلع إلي الإسم وسرعان ما إعتدل وفتح تطبيق الواتساب ورأي محتوي رسالة نورسيل التي تخبره مات يحين وقت اصطياد الفريسة…..
❈-❈-❈
يقف في الشرفة يدخن سيجاره بشرود تام حتي أنه لم ينتبه إلى تلك التي خرجت إلي الشرفة الخاصة بها هي الآخري ووقفت تتأمله إقتربت منه علي حين غفلة وإستندت علي الجديد الحديدي الفاصل بين الجناحين وقامت بمد يدها وشدت السيجار من بين أصابع هذا الشارد.
إنتفض هي بفزع وألتفت لها تري ولسيجاره التي بين أصابعها تاره آخري.
قامت بإطفائها ومدت يدها لها مرة آخري نظر لها بإستنكار وهتف قائلاً:
-نعم أيه ده ؟
ردت ببساطة وهي ترفع كتفيها لأعلي بالامبالاة :
-السجاير مضرة ما بالك بصباع البقسماط ده ؟ يا راجل روح سقيه في كوباية شاي بحليب أفضل.
ضحك عدي ملئ فمه وهو يهز رأسه بيأس آخذها منه وقام بوضعه في الباسكت جواره ووقف كلاهما بصمت بعض الوقت إلي أن قرر أن يقطع هذا الصمت هاتفها بتساؤل:
-قررتي أيه يا نايا ؟
تطلعت له بخجل وتهربت من نظراته لها لا تدري بما تجيب عليه هي بالفعل موافقة عليه ولكن ما يؤرق عقلها عقدتها النفسية فيما بعد فاقت من شرودها علي صوته.
هتف بإصرار جعل الآخر تنظر له بإستنكار:
-ردي يا نايا بس خليني صريح وافقتي أو رفضتي هتجوزك يعني هتجوزك مش هسمح تكوني لراجل غيري مهما كان الثمن.
تطلعت له بإستنكار وغمغمت ضاحكة :
-بجد يعني هتتجوزني غصب عني ؟ هتقبل علي نفسك ده ؟
أماء مؤكداً وقال:
-المهم تكوني مراتي وبعدها أن قادر أخليكي تحبيني وأكتر ما بحبك كمان وتحسين معايا بالأمان كمان.
نظرت له قليلاً وردت بحذر:
-ماشي يا عدي موافقة.
تطلع لها بعدم تصديق وهتف:
-بتتكلمي بجد موافقة كده عادي ؟
رمقته بغيظ وتمتمت بأسف:
-تصدق أنا غلطانة أني وافقت أنا مش موافقة دلفت إلي داخل الغرفة صافعة الباب خلفها.
لم يستمع إلي ما قالته من الأساس لم يستطع سوي إلي موافقتها فقط لا غير…..
❈-❈-❈
تملمت في نومها صباحا وجدت نفسها مكبلة داخل أحضانه إنتفضت بهلع وكادت أن تعنفه ولا تذكرت أنها هي من توجهت لأحضانه كي تنعم ببعض الأمان ، لكن هذا الأمان ستفارقه هي بالقريب العاچل عندما تتخلص منه وتقتله وتأخذ بثأر شهاب.
ظلت تتأمله عن كثب ملامحه توحي بالخير والقرب إلي الله يكفي صوته العذب في تلاوة القرآن الكريم وخشوعه في صلاته هي رأت كل هذا بعينها وأيضاً بره ومعاملته لوالدته وأشقائه ومعانته معهم كيف له أن يكون قاتل ؟ وإذا لم يكن هو القاتل لما أعترف عن نفسه وقتها وقام بإبلاغ الشرطة فكان بإمكانه أن يفر هارباً فلم تكن له أي بصمات إنما كانت بصمة شهاب فقط.
تنهدت بأسي وهي تحرك يدها علي جبينها بقلة حيلة لا تدري بما يجب أن تفعله فبعد أن يقوم شهاب بقتلها ماذا سيحل بها هي ونايا وقتها ؟ هل سيعودا مجدداً إلي معاناة الذل من شريف في بيتهم مرة آخري أم سيقومون بتزويجها عنوة مرة آخري لشقيق زوجها مراعاة للتقاليد.
هنا وجحظت عيناها بصدمة تتزوج من ؟ لن يحدث هذا حتي لو إضطرت هذه المرة أن تفر هاربة منها عدي في مثابة شقيق لها وهي تري بعينها مدي إعجابه بنايا عليها أن تهرب إلي بعيد فهذا الخل الأمثل فقلبها لم يعد ملكها الأن كي تسلمه إلي رجلاً الآخر فقد ملك قلبها هذا القاتل وإنتهي الأمر لا تدري كيف أحبته ؟ ولا متي ؟ فهو آخر شخصاً من المفترض أن تكن له أية مشاعر حبا ، والأغرب أنها كانت تحب شهاب بالفعل عندي هذه النقطة تألم قلبها فهي وافقت علي خطبة شهاب بعد أن رأت تغير معاملته معها إلي اللطف وإطراب أذنها بالكلام المعسول فما كان بيدها وقتها إلا أن توافق على هذه الزيجة…..
والأن إتضحت الرؤية فهي لم تري الحب ولم تعشه سوي مع هذا اليوسف تطلعت إليه نظرة آخيرة ونهضت هاربة من كي لا تضعف الأن وترتمي في أحضانه من جديد وتتراجع عما تنتوي فعله فقد فات الأون وبدأ العد التنازلي شهر لا أكثر وينتهي يوسف من حياتها إلي الأبد وتعود مرة آخري يتيمة ذليلة بدون سند بدون ضهر فهي لم تشعر بالأمان والحماية إلي بكنف عدوها.
❈-❈-❈
شعر هو بإستيقاظها وتأملها به لكن ظل نائماً حتي يترك لها المجال أن تفكر وتأخذ هي خطواتها بمفردها يعلم جيداً أنها مشوشة لو كان بيده لكان أخبرها بحقيقة هذا الحقير الذي تدافع عنه ، لكن ما باليد حيلة فلن يذكر شئ عن تلك الفتاة حتي لو كان لا يعلم هويتها ولا أي شئ عنها هو علي يقين أنها مع الوقت ستنسي أفكارها الهوجاء تلك ويعيشون حياة عائلية خالية من المشاحنات تلك…..
❈-❈-❈
بعد ساعة علي طاولة الطعام يتناول الجميع الطعام بصمت بإستثناء عدي الذي لم يهبط حتي الأن وثوان وإختفي هذا الصمت عندما هبط عدي بمرحه المعتاد وإتجه إلي والدته مقبلاً جبينها قائلاً بمرح :
-باركيلي يا ست الكل.
تطلعت له صفاء بحيرة وقالت:
-أبارك ليك علي أيه بس يا دودي ؟
إبتسم بإتساع وهو يلقي نظرة علي التي تنظر في طبقها ووجها يشع حمرة من كثرة الخجل:
-هخطب نايا يا ست الملا بعد إذنك واذن الكبير طبعاً.
إبتسمت بفرحة وكذلك يوسف ويا للعجب نورسيل كذلك.
نظرت والتع له بلهفة وكذلك لنايا وهتفت بلهفة:
-بجد يا عدي ؟
رد بإيجاب:
-بجد يا ست الكل.
نهضت صفاء وضمته بحب متمتة بحنان:
-الف مبروك يا حبيبي مبروك.
واتجهت كذلك إلي نايا التي نهضت احتراما لها :
-مبروك يا حبيبتي ألف مبروك متعرفيش فرحتي بيك أد أيه من آول مرة شوفتك فيها أتمنيتك لعدي فعلاً.
إبتسمت بخجل وقالت:
-الله يبارك في حضرتك يا رب .
جلست صفاء مرة أخري وكذلك عدي ونايا بعد أن تبادلو المباركات والتحية من يوسف ونورسيل.
هتف يوسف بهدوء:
-نايا كده المفروض ترجع عند عمها مؤقتاً.
تطلع الجميع له بصدمة عقب هو موضحاً:
-مينفعش أخطبك لاخويا من عمك وأنتي في بيتنا فهمتي يا نايا ومتقلقيش بكره الصبح هنسافر وأنتي معانا ونخطلك من عمك متقلقيش هتقعدي فترة صغيرة حابين الميعاد أمتي ؟
تحدث عدي بلهفة :
-بكره لو حبيت .
رمقه يوسف ساخرا:
-بجد أروح أقوله الفرح بكره كده عادي مينفعش طبعاً ممكن أسبوعين شهر .
رد عدي بلهفة:
-حلو أسبوعين ده.
تطلع يوسف إلي نايا متسائلاً:
-موافقة يا نايا ؟
هتفت بخجل:
-إلي تشوفه وإلي عمي يوافق عليه.
إبتسم يوسف براحة :
-تمام علي خيرة الله.
❈-❈-❈
الرواية مسجلة بإسمي زينب سعيد القاضي ممنوع نسخ الرواية أو نقلها إلى بيدج أو جروب أو مدونة ومن يفعل ذلك قد يتعرض إلي المسألة القانونية.
إسيقظت من نومها وتفاجأت بنفسها فوق الفراش قطبت جبينها بحيرة فمن أحضرها إلي هنا فهي كانت تنام أرضاً ألتفت إلي جوارها وجدته نائماً الان أتضحت الرؤية لها هو من أحضرها إلي هنا نهضت بحذر وقامت بتغيير ملابسها وإتجهت إلي خارج الغرفة وقامت بتحضير الإفطار ووضعته علي السفرة بصمت تام.
تململ هو في نومه آثر رنين هاتفه فتح عينه بنوم وجد الفراش خالياً جواره نهض متثاقلا واتجه إلي المرحاض كي ينعم بحمام بارد ينعش جسده خرج بعد قليلاً مرتدي ملابسه العملية وآخذ آغراصه وإتجه إلي الخارج وجد الإفطار علي السفرة بينما هي غير موجودة بحث عنها وجدها تجلس في المطبخ بمفردها ودموعها تنساب على وجنتيها.
سب حاله بداخله وإقترب منها مربتا علي ظهرها بحنان وقبل جبينها بأسف:
-حقك عليا يا حبيبتي أنا آسف غصب عني كنت مخنوق شوية وجت فيكي.
رمقته بعتاب ولم تتحدث رد بمرح:
-كده بقي أنتي زعلانة مني أوي طيب يرضيكي أيه طيب وأنا أعمله عشان تسامحيني ومش أشوف الدموع الحلوة دي نازلة من عيونك تاني.
ردت بإقتضاب :
-مش زعلانة بس بعد إذنك حابة أروح أقعد عند ماما شوية.
وقع قلبه أرضاً وإستقام قائلا بجفاف:
-لأ يا عهد مفيش بيات بره البيت ولا هتروحي كمان عند مامتك النهاردة أظن أنا جيت أراضيكي وأنتي إلي رفضتي يبقي الموضوع إنتهي بعد إذنك تركها وترك الشقة بأكملها وهي في حالة ذهول مما قاله بدلاً من أن يواسيها تركها هذا تفعل ما تشاء وتضرب رأسها بالجدار إذا اردت حتي…
❈-❈-❈
مساء عاد يوسف من عمله حاملاً مجموعة من الأكياس البلاستيكية المغلفة ورفض إعطائها للخدم قام هو بنفسه بوضعه بغرفته وجد والدته ونايا يجلسون أمام التلفاز إقترب منهم متسائلاً عن نايا أخبروه أنها بالمطبخ.
اتجه إلي المطبخ ودلف وجدها منهمكة في إعداد شئ ما بداخل الفرن الكهربائي أشار إلي الخادمتين بالخروج.
خرجوا علي الفور حتي أنها لم تنبته لهم إقترب منها مغمغما بتساؤل:
-بتعملي أيه ؟
إنتفضت بفزع واضعة يدها على قلبها وهي تتمتم:
-بسم الله الرحمن الرحيم.
تحدث بأسف:
-أسف خضيتك .
رمقته بضيق ولم تتحدث هتف هو بفضول:
-مالك بقي مركزة مع أيه أوي كده ؟
زفرت بملل وقالت:
-بعمل بسبوسة نفسي فيها عندك مانع ؟
هز رأسه نافياً وغمغم بخبث:
-لأ طبعاً ألف هنا يا جميل بس بلاش نفسي فيها دي يا حياتي ليفتكروا إنك حامل ولا حاجة.
تطالعته شذرا ولم تتحدث وقامت بفتح الفرن وأخرجت الصينينة بالقفازات السليكون قامت بوضعها علي المطبخ ووضع السيرب الخاص فوقها وقف هو يتأملها بصمت.
إنتهت وقامت بتقطيع قطعة ووضعها في الطبق وبدأت في تناولها بالمعلقة بنهم شديد.
رمقه هو بحيرة:
-أستني لما تبرد وكليها.
ردت بإستمتاع:
-بالعكس طعمها كده جنان وضعت المعلقة بفمها تتناول ما بها بتلذذ وأشارت له تحب تدوق ؟
أماء بابتسامة:
-ياريت.
قامت بقطع قطعة صغيرة بمعلقتها وقامت بإطعامه إياها بيدها.
فتح فمه يتناول ما بها بتلذذ شديد ليس تلذذ بطعم البسبوسة وإنما بطعم المعلقة التي تناولت بها قبله يبدوا أنها حركة عفوية لم تنتبه لها.
هتفت بفضول:
-حلو صح ؟
أجاب كالمسحور:
-تحفة جداً ممكن تاني ؟
أماءت بتأكيد:
-وبدات اطعمه تارة وهو تارة آخري ظلوا علي وضعهم هذا إلي أن أنتهت صينينة البسبوسة كاملة دون أن ينتبهوا حتي وكلاهما مسحور بسحر اللحظة التي تمني كلاهما أن لا تنتهي من الأساس.
لكن ثوان وشهقت نورسيل بصدمة:
-الصنية خلصت ؟
❈-❈-❈
إبتسم يوسف وهو يضع يده على بطنه:
-طبيعي تخلص أصلاً طعمها كان تحفة أنا رايح أشوف شغلي خلي حد من الخدم يعمل واحدة غيرها كفاية سكريات عليكي عشان صحتك صحيح في شنط فوق ليكي أطلعي شوفيها أتمني تعجبك.
ألقي جملته وغادر تاركاً إياها تقف واضعة يدها على قلبها الذي ينبض بقوة عضت علي شفتيها بخجل ونظرت إلي الصنية الفارغة والمعلقة التي بيدها وهنا وتوقف عقلها تماماً فقد تناولوا البسبوسة بنفس المعلقة أحمرت وجنتيها عندما وظل عقلها إلي هذه النقطة وغادرت المطبخ سريعاً بعد أن غسلت وجهها بالماء البارد يخفف من شدة خجلها.
❈-❈-❈
غادرت إلي الخارج وجلست جوار شقيقتها وحماتها بصمت تحدثت نايا متسائلة:
-فين البسبوسة ؟
ردت بعفوية:
-خلصت أكلتها أنا ويوسف.
تطلعت لها صفاء بعدم تصديق:
-يوسف ؟
أومئت نورسيل بإيجاب:
-أيوة .
مطت صفاء شفتيها بحيرة:
-يوسف مش بياكل البسبوسة أصلا ملوش في الحلويات غير الكيك وبس وخصوصا الكيك الشكولاه.
تطلعت له نورسيل بعدم إستيعاب:
-أزاي دي عجبته جدا ؟
إبتسمت صفاء ضاحكة :
-يبقي عجبته عشان من إيد مراته حبيبته أكيد.
عضت علي شفتيها بخجل ونهضت مستأذنة:
-طيب هطلع أخد شور بعد إذنكم.
فرت هاربة من أمامهم وصعدت إلي غرفتها بينما إبتسمت صفاء براحة داعية الله أن يهدي سر إبنها وزوجها ويرزقهم الذرية الصالحة.
❈-❈-❈
ولجت إلي غرفتها سريعاً وعلي وجهها إبتسامة لا تدري مصدرها من الأساس لفت نظرها الأكياس البلاستيكية المغلفة إتجهت لها سريعاً تقوم بفتحها فهو أخبرها أنها خاصتها إبتسمت بسعادة ما أن علمت محتواه وجدت العديد من أنواع الشيبسي بأطعمة مختلفة وكذلك أنواع مختلفة من الشوكلاته واللب والسوداني إيتسمت بسعادة وقامت بآخذهم وتناولت إلي الأسفل متجه إلي مكتبه.
دقت علي الباب وإنتظرت أذنه بالدخول وبعدها دلفت الغرفة.
رفع رأسه عن أوراقه مغمغما بتساؤل:
-خير يا نورسيل ؟
ردت بإبتسامة لأول مرة تبادله إياها:
-شكرا علي الحاجة.
إبتسم بهدوء وقال:
-عجبوكي ؟
أومئت بإيجاب وقالت:
-مين إلي جبهم ؟
رمقه بعدم فهم:
-أنا إلي جبتهم.
هزت رأسها نافية:
-عارفة بس قصدي مين الي راح اشتراهم ؟
أشار إلي نفسه وقال ببساطة:
-أكيد أنا إلي هنزل اشتريهم من نفسي واجيب لمراتي إلي نفسها فيه مش اغلي واحد غيري يشتري ليها.
ردت بإبتسامة عفوية ونطقت بما لا يحمد عقباه:
-بجد ؟ تعرب اني لما كنت بطلب من شهاب كان بيتريق عليا ويرفض يقولي أنتي فاكرة نفسك عيلة ولا فكراني عيل عشان أجبلك الهبل ده أنا راجل وكان بيرفض يشتري ليا ومانعني اجيبه بس كنت بجيب لنفسي الصراحة.
لم تري هذا الذي اصبح وجهه لا يبشر بالخير وتحدث بحزم:
-أظن قولت سيرته متحيش علي لسانك يا نورسيل تاني ؟ كمان بتقارنيني معاه ؟
ردت بإربتاك:
-أنا..
❈-❈-❈
رد بمقاطعة:
-مفيش اسم راجل تاني يجي علي لسانك يا نورسيل جول ما أنتي علي زمني سمعاني وخصوصاً شهاب ده أنسيه يا نورسيل أحسنلك وأخسنلي أكيد طبعا بتصلي وعارفة ذنب إلي تفكر في واحد غير جوزها ولا ايه ؟
تطلعت أرضاً بخزي ولم تتحدث هي تعرف هذا بالتأكيد ولكن ما باليد حيلة.
تحدث هو بهدوء:
-شكرا علي المساچ إمبارح الصداع مشي فعلاً وإرتحت.
ردت بهدوء:
-الف سلامة عليك بعد إذنك.
نهض وأمسك يدها وردد هو بمشاغبة:
-ايه هتمشي كده من غير ما تشكريني علي الحاجة ؟
تطلعت له بإرتباك وتراجعت للخلف:
-أنت عايز ايه وأشكرك أزاي وبعدين عمال بتقرب كده ليه ؟
ضحك بخفة:
-إهدي يا ستي بهزر معاكي يا ستي مش عايز غير فنجان قهوه ساده من إيدك الحلوة ينفع ؟
تنهدت براحة وقالت:
-تمام وقعت قلبي .
إبتسم بخبث وقال:
-ايه بس انتي دماغك راحت فين أوعي تفهميني صح.
إبتسمت بخجل وغادرت سريعاً ، تنهد براحة وقال:
-ربنا يهديكي وينور بصيرتك يا نوري.
جلس مرة آخري يكمل عمله وبعد قليل قامت بتقديم القهوة له وفرت هاربة سريعاً.
❈-❈-❈
وقف أمام باب الشقة يطالع باقة الزهور تارة والباب تارة آخري تنهد بحذر وقام بفتح باب الشقة ودلف وجدها تجلس علي الأريكة وعيناها كتورمة بشدة جلس جوارها وأمسك يدها مقبلا إياهم بحب وهتف بأسف:
-حقك عليا يا حبيبتي أوعدك إلي حصل ده مش هيحصل تاني.
رمقته بعتاب رد بأسف:
-حقك عليا بقي يا روح قلبي أسف ممكن بقي سمو البرنسس عهد نقبل إعتذاري وتقبل الورد ده مش قادر أقولك كان شكلي عامل أزاي وأنا ماشي شايل ورد احمر في إيدي بس كله يهون عشان ضحكة حلوة من عيون عهد روح قلبي قالها وهو يحمل باقة الزهور ويمد يده لها .
إبتسمت بخفة وأخذت الباقة منه تشتم عبيرها بحب ….
الفصل الخامس والعشرون
رنين هاتف شادي أخرجهم من حالتهم أخرج الهاتف ونظر لها :
-ده يوسف .
قطبت جبينها بحيرة:
-رد يمكن في حاجة.
أومئ لها وأجاب:
-ألو أيوة يا يوسف أخبارك الحمد بجد طيب ألف مبروك مقدما بكره أن شاء الله تمام خلاص مسافر معاكم ماشي الله يسلمك وعليكم السلام.
رددت عهد بفضول:
-في ايه ؟ بتبارك ليه ليه ؟
شادي بتوضيح:
-مش ليه عدي هيخطب نايا .
صقفت عهد بفرحة:
-بجد ده أحسن خبر أنا كنت شاكة أنه معجب بيها.
رقمها شادي ساخرا:
-متجوز المفتش كرمبوا يا ناس.
خبطته في صدره بخفة:
-ايه مش عاجبك ولا أيه ؟
ضحك بتراجع:
-لأ عاجبني الصراحة إيدك تقيلة أصلا .
تطلعت له عهد بغيظ:
-بقي كده ؟ طيب شوف مين هيحضرلك العشاء.
أمسك شادي يدها بلهفة:
-خلاص يا وحش حقك عليا ها عاملة ليا عشاء أيه ؟
إبتسمت ساخرة وقالت:
-بطاطس وبتنجان وبيض .
جحظت عين شادي وهتف قائلاً:
-نعم بطاطس أيه يا اختي بتهزري صح ؟
هزت رأسها نافية:
-توء توء بتكلم جد عشان تبقي تزعلني تاني.
رمقها بإستعطاف:
-دودوي حبيبتي أنا شادي حبيبك عشان خاطري قومي اعملي أي حاجة تانية أنا قعدت خمس سنين مش بأمل غيرهم ماصدقت أنتي جيتي تجيبي ليا بطاطس وبتنجان أنتي كمان.
مطت شفتيها بحيرة:
-تصدق صعبت عليا خلاص هقوم اعمل ليك مكرونة وبانية أيه رأيك ؟
إبتسم ساخرا:
-موافق يا روحي هو أنا عندي اختيار.
❈-❈-❈
جلست بأريحية علي الأرضية الخضراء وأمامها أكياس الشيبسي وبعض الفواكه والعصائر التي أحضرتها من المطبخ وجلست جوارها نايا يتناولوها بنهم.
دقائق وإقترب منهم عدي بعد أن أشار للحرس بإخلاء المساحة التي يجلسو بها وإقترب منهم بمرحه المعتاد:
-الله عاملين حفلة من غيري ؟
هتفت نورسيل ضاحكة:
-حفلة أيه دي شوية شيبسي وتسلية.
نظر تجاه نايا وقال:
-وأنا بعشق الشيبسي جدااااا.
ضيقت نورسيل عيناها وقالت:
-طيب تعالي كل معانا واقف ليه.
أذعن علي الفور وجلس مربعا قدميه جوار نايا وسقف بمرح:
-في شيبسي خل وملح ؟
أومئت نورسيل بإيجاب:
-اه أخوك جايب كل الأطعمة.
رمقها عدي بخبث:
-مممممم أخويا قولتيلي بقي يجيب شيبسي ويأكل صنية بسبوسة لا كده نقول بركاتك يا شيخة نورسيل.
رمقته بغيظ وقامت برميه بكيس الشيبسي الذي تلقاه بخفة وهتف بإستفزاز:
-تسلم إيدك يا مرات أخويا.
❈-❈-❈
كان يشاهدهم بابتسامة بشوشة من وراء زجاج مكتبه عندما وجد عدي يجلس معهم خرج هو الآخر متجهاً لهم هاتفا بابتسامة:
-تسمحوا ليا أقعد معاكم ؟
رد عدي ونايا في نفس واحد:
-أكيد طبعاً أتفضل.
لم ترد نورسيل وأنشغلت بما تتناوله جلس هو جوارها ومد يده يتناول من الكيس الذي تأكل منه:
-بتحبي الشطة ؟
هزت رأسها بإيجاب:
-أيوة.
أومي برأسه:
-مممم أعملوا حسابكم تصحوا بدري هنتحرك ٦الصبح هنروح نريح وبالليل نروح لعمكم صحيح عهد وشادي جايين معانا.
ردت نايا بعفوية :
-كويس إنك كلمته بس هو وافق يجي هو أصلا يوم الفرح لما أتخانق مع شريف وعهد أغمي عليها قال مش رايح هناك تاني.
أظلمت عين يوسف ونظر إلي شقيقه الذي إمتعض وجهه هو الآخر وهتف بإقتضاب:
-أيه إلي كان حصل من سي زفت ده خلي عهد يغمي عليها ؟
عضت نايا علي شفتيها بخجل وهي تعنف نفسها علي ما قالته.
هتف عدي بإصرار:
-ايه إلي حصل يا نايا أنطقي.
تطلعت نايا إلي نورسيل بإستنجاد فتنهدت الأخري وإقتربت الآخري من آذن زوجها بخجل تسرد عليه ما سردته نايا لها سابقاً .
أحمر وجه يوسف وهتف بتوعد:
-اه يا خسيس يا واطي الواد ده شكله عايز يتربي من جديد.
تحدثت نايا برجاء:
-يوسف لو سمحت الموضوع خلص وشادي أتخانق معاها والدنيا كانت بايظة عشان خاطري بلاش .
تنهد يوسف بضيق:
-اطمني يا نايا ومتقلقيش مش هتدخلي أنتي في حاجة.
هتف عدي مستنكراً:
-طيب ممكن أفهم أنا كمان لو سمحتم ؟
نظر يوسف إليه بحزم :
-خلاص يا عدي أنا هتصرف.
زفر الآخر بضيق وصمت ثوان وصرخت نورسيل:
-ايه يا أبني في أيه خلصت الكيس بتاعي كل واحد تاني.
رد يوسف بإستفزاز:
-يا روحي أنا عندي ٣١ ستة آخر مرة كلت فيها شيبسي كان عندي ١٤سنة ومش هقعد أكتشف الأطعمة فأنا واثق في ذوقك وهاكل إلي هتاكلي منه..
ردت ساخرة:
-بجد أيه مكنش معاك تمن كيس شيبسي ساعتها.
توقف عن تناول الشيبسي وتركه في الكيس مرة أخري:
-اه وقتها مكنش معايا حقه وورايا مسؤوليات كبيرة أكبر من أني طفل نفسه في كيس شيبسي تصبحوا علي خير نهض يوسف وغادر.
وكذلك نهض عدي بضيق:
-بعد إذنكم هطلع أنام.
رمقة نايا نورسيل معاتبة:
-ليه عملتي كده يا نورسيل أحرجتيه قدامنا الشيبسي كتير أهو.
لا تعلم سر هذا الآلم الذي تملك من قلبها نهضت وقامت بآخذ ثلاثة أطعمة مختلفة وهتفت قائلة:
-لمي باقي الحاجة يا نايا تصحبي علي خير .
تنهدت نايا بقلة حيلة:
-وأنتي من أهله يا نورسيل ربنا يهديكي يارب يا حبيبتي.
نهضت هي الاخري تقوم بضب الأغراض عاد إليها عدي هتفت بحيرة:أنت مطلعتش ؟
حرك رأسه نافياً:
-لأ يلا خليني اساعدك…
❈-❈-❈
دلف إلي الغرفة وألقي بثقل جسده علي الفراش مغمضا عيناه بآلم ثوان وفتح الباب وجدته كذلك وضعت ما بيدها جانباً وجلست جواره بخجل وربتت علي ذراعه بخفة:
-أنا أسفة مقصدتش والله كنت بقولها كده هزار.
رد ومازال علي وضعه مغمض العينين:
-حصل خير.
هتفت بخجل:
-طيب ممكن تقوم أنا جبت شيبسي بالأطعمة إلي بحبها ممكن تقوم تأكل معايا ؟
رد نافياً:
-لأ شكرا بالهنا ليكي .
نهضت وقامت بإمساك يده وتجره فتح عينه بحيرة هتفت بإصرار:
-هتقوم يلا عشان مش هسيبك قوم يلا .
رمقها بتسلية وقام بشدها هو لتسقط فوق الفراش جوارها ونهض هو فوقها وأشرف عليها بجسده يداعب وجهها بإصبعه هاتفه بهمس:
-فارق معاكي زعلي أوي كده ؟
إبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهتفت:
-أنت إلي جايب الحاجات دي أصلا أنا كنت بهزر بس ؟
غمغم باصرار:
-ردي علي سوالي الآول فارق معاكي زعلي ؟
تطلعت في عينه وإنهارت حصونها وقالت بإستسلام:
-أيوة فارق معايا.
إبتسم بهدوء وإبتعد عنها مفسحا المجال كي تنهض نهضت علي الفور.
تحدث بإبتسامة:
-تعالي نأكلهم في البلكونة أوك ؟
ردت بإرتباك:
-أوك.
جلسوا سويا في الشرفة يتناولوا الشيبسي بنهم شديد وهم يتبادلون الأحاديث حتي إنتهت الامسية وخلدوا كلاهما إلي النوم وسعادة يوسف لا توصف بإعتذار نورسيل منه.
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد يقف الجميع بالخارج أمام السيارات تحدث يوسف:
-نورسيل ونايا هيركبوا معايا وأنت وماما في العربية التانية.
رد عدي متسائلاً:
-شادي وعهد هيقابلونا فين ؟
أجاب يوسف وهو يضع يده بجيب بنطاله:
-علي مدخل البلد هناك.
هز عدي رأسه متفهما وإقترب منه هامسا في أذن شقيقه:
-اعزم شادي يجيي معانا عندنا بلاش عدي تقعد هناك عشان إلي إسمه شادي ده .
مسح يوسف علي وجهه وهتف بهمس مماثل:
-مش هينفع كده هيعرف أننا عرفنا وده مش هينفع وأطمئن نايا معاهم + أننا نقول ليك كده أننا مش مأمنينه عليها ولا أنه قادر يحميها وده تقليل منه فهمت يا خفيف.
أومئ عدي بفهم:
-فهمت.
صاحت صفاء متسائلة:
-ايه يا ولاد في أيه ؟
ألتفت يوسف إلي والدته بابتسامة:
-مفيش يا ست الكل روح يلا لماما.
هز عدي رأسه بإيجاب:
-تمام.
تحرك عدي تجاه والدته بعد أن غمز نايا بخفة ركب جوار والدته.
فتح يوسف الباب الخلفي ودلفت نايا وإلي جوارها نورسيل كاد أن يغلق الباب وهتفت نورسيل بلهفة:
-أنت هتسيبنا نركب لوحدنا ؟
كاد أن يخبرها أنه سيركب في الأمام لكن لا بأس يا لها من فرصة ذهبية يجب أن يغتنمها:
-لا هركب معاكم دلف هو الآخر وجلس جوارها.
تحدث السائق بإحترام:
-أتحرك يا باشا ؟
هز يوسف رأسه بإيجاب:
-أتحرك يا عم صالح.
❈-❈-❈
علي الجانب الآخر يقود شادي سيارته وإلي جواره عهد .
تحدث شادي متسائلاً:
-محتاجة نجيب حاجة ؟ الطريق طويل.
مطت شفتيها بحيرة:
-ممكن نجيب شوية تسالي بس عشان الطريق.
أومئ شادي بإيجاب:
-تمام هقف في أي سوبرماركت نجيب إلي أنتي عايزاه يا حبيبتي.
هتفت عهد بخجل:
-هو ينفع لو هبات أفضل مع ماما وأخواتي ؟
ألتفت لها مغمغما بتساؤل:
-يعني أيه مش حابة تفضلي معايا ؟
هزت رأسها نافية علي الفور:
-لأ مش قصدي بس أخوك بصراحة خايفة منه.
إبتسم بهدوء وأمسك يدها قبلها بخفة:
متخفيش من حاجة يا عمري طول ما أنا موجود لأن خوفك ده بيقلل مني ممكن ؟
أومئت بإبتسامة:
-حاضر أوعدك مش هيتكرر تاني.
إبتسم بحبور:
-يسلملي الفهمان.
❈-❈-❈
بعد مرور خمس ساعات من القيادة المتواصلة في سيارة يوسف غفت نايا مستندة علي زجاج السيارة ونورسيل مستندة علي كتفها بينما يوسف يتابع عمله علي الأيباد الخاص به.
وصلت السيارات إلي مدخل البلد وقابلهم شادي وكانت برفقته عهد النائمة هي الآخري سلم علي يوسف وعدي وأخبرهم أنه سيذهب إلي منزل عائلته يمهد لهم بالزيارة.
وبعدها غادر بسيارته وهم غادروا بسيارتهم متجهين إلي قصرهم.
❈-❈-❈
توقفت السيارات وقام بهز نورسيل برفق فتحت عينها ببطئ.
هتف بحنان:
-أصحي وصحي نايا لأن المفروض تروح لعمها شادي سبق علي هناك.
هزت رأسها بإيجاب وعقبت:
-طيب أنا هروح معاها.
تنهد بقلة حيلة:
-تمام زي ما تحبي هنزل أقول للجماعة وهاحي أوصلكم صحي نايا.
أومئيت بإيجاب وقامت بإيقاظ نايا وترحل هو وعام بعد دقائق.
في غضون خمسة عشر دقيقة توقفت سيارة يوسف أما منزل سالم شافعي هبط يوسف أولا وهبطت نايا ونورسيل الباب الآخر إقترب منهم يوسف متسائلاً :
-أنا ماشي محتاجين حاجة ؟
هزت نورسيل رأسها نافية:
-شكرا.
اومئ يوسف بتفهم وقال:
-أعملي حسابك نورسيل هترجعي معايا بالليل يلا سلام عليكم.
نايا ونورسيل:
-وعليكم السلام ورحمة الله.
❈-❈-❈
في الداخل تضم وصفية عهد وشادي بلهفة تحدث سالم مداعبات:
-بزيداكي عاد يا حاچة وأجعدي.
إبتسمت وصفية وجلست جوار عهد مربتة على ظهرها بحنان:
-الدار نورت بيكي يا عروستنا.
تحدثت عهد بخجل:
-ده نورك حضرتك يا طنط.
هتف سالم معترضا:
-بس ليه مجولتش من عشية إنك چاي يا ولدي كنا چهزنا الدار لإستجبالك أنت وعروستك.
غمغم شادي بهدوء:
-الزيارة چت فچأة يا أبوي.
ردت وصفية بإبتسامة:
-وآحلي مفاجأة يا ولدي أنا هجوم أجهز ليك كل الوكل إلي بتحبه أنت وعروستنا الجمر دي.
رد شادي بلهفة:
-أستني يا أماي في حديت لازم أجوله وتسمعيه.
جلست وصفية مرة آخري بحيرة:
-خير يا ولدي.
أجلي حلقه وقال:
-خير يا أماي هو الموضوع بخصوص نايا.
علي ذكر إسمها رن جرس الباب صمت الجميع وذهبت الخادمة تفتح الباب .
❈-❈-❈
فتحت الخادمة الباب ودلفت نايا برفقة نورسيل نهضت وصفية علي الفور تضمهم بلهفة وترحب بهم وكذلك سالم ونايا لكن نورسيل إكتفت بسلام عابر معه فهي لم تنسي ما فعله معها يوم زفافها جلسوا سويا.
تحدث سالم متسائلاً:
-خير يا ولدي يخص نايا في أيه وليه ما جولتش أنها چاية هي ونورسيل ؟
رد شادي:
-هجولك يا حاچ بصراحه أكده نايا چاي ليها عريس.
إنتبه سالم متسائلاً:
-صوح يا ولدي مين ده وزين يعني أنت تعرفه ؟
نظر عدي إلي زوجته ثم إلي والده وقال:
-أيوة يا أبوي عدي خي عهد مرتي لما شاف نايا وأدبخا وأخلاجها أصروا يدخلوا البيت من بابه وچاين الليلة بعد العشاء عشان يخطبوها رسمي منيك .
تطلع سالم إلي شادي وإلي نايا الخجلة وغمغم متسائلاً:
-ايه رأيك يا بتي ؟
ردت نايا بخجل:
-إلي حضرتك شايفه يا عمي.
أومئ سالم بإيجاب:
تمام يا بتي نهض مستندا علي عصاه وقال تعالي يا ولدي رايدك شوية في مكتبي.
نهض شادي باحترام:
-أوامرك يا أبوي.
❈-❈-❈
دلف شادي برفقة والده إلي المكتب وكذلك نهضت وصفية تعد لهم الغداء بكل ما لذ وطاب فاليوم ليلة عيد لديها بتجمع الأحباب.
ظل الثلاثة فتيات بمفردهم يتبادلون الأحاديث إلي أن فتح باب وولج هادم اللذات الذي رمقهم ساخراً:
-الله الله وأنا بحول الدار منورة ليه بنات عمي ومرت أخوي إهنه في دارنا أشرقت الأنوار.
ردت نورسيل بإقتضاب:
-نورك يا شريف.
إبتسم ساخرا وقال:
-أمال وينه ديك البرابر وينه.
زفرت نايا بحنق:
-قصدك مين ؟
أجاب ساخرا:
-خيي شادي ؟
أجابت نورسيل:
-مع عمي في المكتب .
أومئ بتفهم وقال :
-رايدك في كلمتين يا بت عمي.
نهضت نايا ووقفوا جانباً هاتفه بضيق:
-خير ؟
تطلع حوله وهتف بصوت خافت:
-متأكدة من الرسالة إلي بعتيها ؟
إنقبض قلبها وإنجلي عليها غصة مريرة أبتلعتها بصعوبة:
-متأكدة.
ضيق عينه وهتف ساخرا:
-شايف الحزن ملئ عيونك يا بت عمي حبتيه ولا أيه ؟ نسيتي إلي عمله فيكي نسيتي جتله لشهاب حبيبك ليلة كتب كتابكم وسلمتي لولد المغربي عاد يا خسارة يا بت عمي يا ألف خسارة خنتي حبك لشهاب.
ردت بضيق:
-أظن اني بساعدك أهو عايز ايه تاني أنا ولا خنتك ولا خونت شهاب.
إبتسم ساخرا:
-ماشي يا بت عمي هعمل نفسي مصدجك بالإذن تحرك شريف وترك نورسيل تقف وعينها بها غمامة من الدموع هاتفة بهمس:
-مع الأسف هخون جوزي مهما عمل الحقيقة واحدة.
❈-❈-❈
ما أن دلف شريف وإستمع إلي الحديث الدائر حتي صاح مستنكراً :
-نعم بتجول أيه مين دي إلي هتتجوز في العيلة دي تاني أنتوا چنيتوا ولا أيه ؟
ضرب سالم علي مكتبه بعنف:
-أتأدب يا ولد طول ما أنا فيا نفس أني بس إلي أجول أيه إلي ينفع وأيه إلي مينفعش وطالما البنته موافجة والواد أخلاجه زينة أنا موافج ومفيش حديت تاني بعد حديتي.
خرج من المكتب كالطوفان وجد نورسيل تقف في انتظاره نظر لها بشر لو كانت النظرات تقتل لوقعت صريعة الأن.
تحدث بشر:
-رايدة أيه يا شؤم أنتي أكيد أنتي إلي مخططة لإكده ؟
ردت نورسيل بإقتضاب:
-وافق علي الجوازة يوسف لو مات وقتها في عرفنا هيجوزني أخوه يبقي أسلم حل يتجوز نايا….
شريف….
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا