رواية معدن فضة الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)
رواية معدن فضة الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)
#معدن_فضة
#لولي_سامي
البارت ٣٦
الاقناع ليس دوما بالمنطق
احيانا يكن بأسلوبك في طرح مسألتك.
برغم تأكده من قدراته في إقناع أي فتاة به
وبكل ما يتفوه به بفضل حديثه المعسول
الذي يعلم كيف تعشقه الفتيات
كما يعلم كيفية العزف على اوتار قلبهن.
إلا أنه قد اكتشف قدراته في إقناع السيدات كبار السن
فبرغم اعتراض والدة غرام على تزويج غزل بهذه السرعة إلا أن يزن استطاع أن يقنعها
بل وازاح عنها هم إقناع غزل نفسها
عندما تحججت برغبتها في العمل قبل الزواج
ليتفق معها فور حضور خالهم ليتم الاتفاق علي كل شيء
وإتمام زواجه هو وأخيه بنفس اليوم .
بعد أن أنهى زيارة والدة غرام والتي كانت بالصباح فور ذهاب غزل لجامعتها
توجه مباشرة الي جامعة غزل ليهاتفها وهو بطريقه إليها
ظل ينتظر أن تجيب عليه ولكن كالعادة
لم تجيب من المرة الأولى ليجز على أسنانه ويتغاضى حاليا عن غضبه ويكرر مهاتفتها مرة أخرى لتجيب عليه بكل هدوء وبرود قائلة / خير يا يزن .......... عايز ايه ؟
يزن وهو يجيب عليها عبر مكبر الصوت حيث أنه كان يقود سيارته ويوزع نظراته بين الطريق يمينا ويسارا سائلا / ايه يا غزل مردتيش ليه من اول مرة عندك محاضرة ولا ايه ؟
قلبت غزل عيونها من الجهة الأخري لتجيب بنبرة تحمل الملل قائلة / لا .. ابدا .... بس كنت بكلم واحدة زميلتي........ خير .
_ طب اطلعي انا مستنيكي برة عايزك في موضوع ضروري.
نطق بها يزن وهو يصف سيارته أمام كليتها لتجيب عليه غزل بلامبالاه / عارفة عايز ايه .........وبلغت غرام رفضي......
انا مش مستعدة لاي حاجه دلوقتي.
سحب يزن نفسا عميقا لا يعلم لماذا يصبر عليها ؟
ولا يعلم لماذا يصر عليها أيضا رغم عنادها الصريح معه؟
كل ما يعلمه أنها بالنسبة له مميزة.... مميزة جدا...
عن جميع من قابلهن
فهي فقط من أشغلت تفكيره وحركت مشاعره التي ظن أنها ملك يمينه يحركها كيفما يشاء وينهيها إذا أراد أن ينهي أي علاقة سالفة.
ولكن هذه لم يستطع فعل ذلك معها بل ويجد نفسه يهرول خلفها .
يعشق إثارة غضبها وروح التحدي بينهم
زفر أنفاسه ثم قال بهدوء وكأنه يطلب منها وباحترام بطريقة لم تعتاد هي عليها منه / طب اخرجي نتكلم شوية لو سمحت
ولو معجبكيش الكلام بعد كدة براحتك........
هعمل اللي انتي عايزاه.
عقدت حاجبيها ونظرت للهاتف للتتأكد أنه هو من يحدثها ثم أعادت الهاتف مرة أخرى تشعر بخيفة من هذا الهدوء لتجيبه بريبة قائلة / استناني .......... انا خارجة حالا.
وما هي إلا لحظات وظهرت أمام بوابة الكلية ليبتسم يزن داخليا ويخرج من سيارته لاستقبالها فازداد تعجب غزل من حركته تلك ليتقدم يزن ماددا يده ليسلم عليها ثم فتح لها باب سيارته ليزداد تعجب غزل وتعقد جبينها ولكنها تسلم أمرها وتستقل السيارة بالمقعد المجاور له ليتوجه يزن ويستقل السيارة بدوره ويتوجه مباشرة الي كازينو وبعد أن جلسا سويا أرادت غزل أن تفهم سبب كل ذلك لتبادر بسؤالها قائلة / جيت عند الكلية...........
وكلمتني بهدوء على غير العادة .........
وتفتحلي باب العربية.............
وتجبني كازينو!!
عايزة اعرف كل ده ليه وانت عارف اجابتي ؟
ظل ينظر لها يزن بتمعن بل ويهيم بكل تفاصيل وجهها وكأنه يقيم ملامحها الذى يحفظها عن ظهر غيب ليستند بذراعه على الطاولة ويقرب جزعه ورأسه ويقول بنبرة هائمة /
مش يمكن علشان بحبك ؟
مش يمكن بحاول معاكي بكل الطرق علشان متضعيش مني ؟
مش يمكن شايف أن عنادنا ممكن يبعدنا عن بعض برغم أننا بنعاند علشان نخبي حبنا!؟
رمشت غزل باهدابها لا تصدق ما تفوه به يزن ،
هل حقا يشعر بها وبمشاعرها تجاهه ؟
اذا لما كل هذا العناد !؟
ظلت تنظر له لا تصدق ما يتحدث به يزن ولكن كل ما تشعر به اضطراب حالها بل ورجفة قلبها التي لم تعتاد على رجفته الا بصحبته هو فقط .
انتهز يزن تشتت أفكارها وحالها ليمد كفه ويضعها على كفها الموضوعه على الطاولة لترتعش يدها وتحاول سحبها ولكن امسك يزن بها جيدا ليقول بنبرة حانية / مش عايزة تصدقي ليه يا غزل ؟
ليه مش عايزة تسمعي لقلبك وقلبي ؟
_ خايفة .....
خايفة اوي وبحاول ابعد........
ولازم ابعد .....
علشان متوجعش .........
اللي زيك ملوش امان .
نطقت بها غزل وكأنها تذكر حالها بما يستوجب عليها فعله
ليبتسم يزن ويربت على كفها قائلا / الله يكرمك .............
اللي زيي ملوش امان !!
وبتقوليها كدة في وشي عادي !!
_ الله مش بقول الحقيقة مانت بصباص وبتاع بنات .
نطقت غزل بمحاولة للدفاع عن نفسها ليرفع يزن حاجبيه قائلا بتعجب / وانتي عايزة ايه من بتاع الرجالة ؟؟
_ نعم!!
_ لا متاخديش في بالك......
قصدي يعني مش يمكن كنت بدور بين البنات اللي عرفتهم عليكي ........
على اللي خلتني مبطلش تفكير فيها طول الوقت.........
ابتسمت غزل وبدأت تصدق حالها لتسأله بابتسامة هائمة / يعني مش هتبص لبنات تاني .
تحمحم يزن ثم قال / بصي هو انا متعودتش اكدب يعني موضوع عدم البص ده صعب شوية ........
بس بالنسبة لتهور الجواز اوعدك مش هكررها تاني ......
جذبت غزل كفها بقوة من أسفل كفه وتبدل حالها كليا لتهب واقفه قائلة / وعلي ايه تتهور من الأساس...........
ولا تتجوز اول ولا تاني .
خلي البص علي البنات ينفعك .........
كادت أن تلتقط حقيبتها لولا امسك يزن بذراعها محاولا اجلاسها قائلا / اقعدي يا غزل انا بهزر .........
والله بهزر .
معدن فضة لولي سامي
حاولت سحب يدها مرة أخرى وهي تقول / انا بقى مبهزرش
والجوازة ده مش هتم يا يزن .......
وابقى قابلني يا بتاع البنات .
_ طب عند على عندك الجوازة هتم يا غزل ولما تروحي البيت ابقي قولي لوالدتك سبب وجود برفاني في دولابك وسط هدومك ايه ؟
الا اذا كنتي بدوبي فيا ؟؟
وساعتها ولا هتعرفي تنكري ولا ترفضي ايه رايك بقي!؟
وقفت مصدومة أمامه عقلها لا يسعفها على ما تفوه به كل ما أدركته أن ما فعله منذ البداية كانت مجرد خدعة وقد تمت كما خطط لها لتهوى جالسة على مقعدها أمامه تتسائل بعقل مغيب / يعني انت كنت مخطط لكل ده؟؟
تاخد البرفيام وتبدله بالبرفيام بتاعك علشان تعمل كل ده ؟؟ طب ليه ؟
ثم شهقت وكأنها تذكرت أمرا ما لتجحظ عيونها قائلة / واخوك كمان كان بيضحك على اختي؟؟
انتوا عايزين ايه بالظبط ؟
عقد يزن حاجبيه وشعر أنها تهزي ليربت على كفها قائلا / في ايه يا غزل مخطط ايه وبتاع ايه ؟
الموضوع كله صدفة
واكيد لو مخطط مش هخطط لتجريحك لعربيتي مثلا .
_ امال عرفت منين أن البرفيام في دولابي !؟
ابتسم يزن وهندم من لياقة قميصة قائلا بفخر / حاجه بديهية يعني.
يا بنتي هي خبرتي مع البنات ده من شوية.
توقعت يعني تكوني مخبياه وسط هدومك مش اكتر.
_ طب وقولت لماما ليه؟
سألته غزل بهمس وكأنها تريد أن تصدقه فقال لها بنبرة حانية ليطمينها / انا مقولتش حاجه لسه ،
الفكرة جت في بالي بس............
ولما العفريت ركبك قولت الحقك قبل ما العند يرجع تاني.
تنهد بصوت عالي ليربت على كفها قائلا / خلاص بقى يا غزل انتي تعبتيني معاكي جدا ،
دانتي خلصتي ذنب البنات اللي عرفتهم كلهم.
استوحشت نظراتها ثانية لتسحب يدها وتضربه على كفه قائلة / ما تبطل بقى سيرة البنات اللي عرفتهم دول ،
كل شويه تقولها واكنك بتتباهى بيها !!......
ثم إن ايه ؟
شايفاك واخد راحتك قوي وعمال تمسك ايدي وتطبطب عليها عيب كدة على فكرة .......
اقترب يزن برأسه ونظر بداخل عيونها قائلا / بطبطب على ايدك علشان اطمنك ثم إني كدة ماخدتش راحتي ،
لو اخدت راحتي هطبطب بس في مكان تاني خالص.
فهمت غزل مقصده لتجحظ عيونها ليضغط هو على عيونه ليؤكد ما توصل إليه عقلها ثم قال بتعجب / ثم تعالي هنا ايه هو يا بتاع بنات يا بتاع بنات !؟
ده حاجه تفرحك على فكرة .........
مش هيفيدك بحاجة بتاع الرجالة اسمعي مني .
شهقت غزل وكادت أن تتفوه لولا أغلق يزن فمها فور إدراكه لرد فعلها قائلا / بس هتفضحينا انا بقول نعجل الجواز علشان اكتر من كدة والموضوع هيفلت من ايدي .
...............................................
استيقظ عدي ومسح بكفه على وجهه ليتذكر من ترقد بجواره فالتفت إليها ليجدها غارقة في نوم عميق ومازالت يدها مكبلة بالاصفاد فنظر لها نظرة شمولية والإبتسامة تعلو ثغره متذكرا ليلة أمس والتي كانت بالنسبة له ذات ذكريات مبهجة لتزيد رغبته واثارته فور رؤياها هكذا في منظر غاية الاغراء بالنسبة له وخاصة وهي كل ما يسترها مئزرا خفيفا يكشف عن مفاتنها بسخاء نظرا لعدم تمكنها من تغطية حالها بسبب تكبيل يدها .
بدأ في إزالة المئزر عنها لتستيقظ هي على شئ صلب يطبق على انفاسها وبعض النكزات واللدغات المؤلمة ثم تطور الأمر للقضم والصفعات لتتألم بصوت عالي والدموع تتجمع بمقلتيها تتذكر ما حدث بالأمس وتموت رعبا من تكراره فتقول باستجداء وسط نحيبها / اااااه.... عدي كفاية ابوس ايدك بتوجعني بجد .........
جسمي كله وجعني اوي.
اعتدل عدي من فوقها وابتسم قائلا / ايه يا قمر مانا هادي معاكي اهو ومرضتش اصحيكي على عزيزة .......
وعامل اعتبار أن النهارده الصباحية .......
علشان زيارة اهلك متكونيش قدامهم تعبانة .
قضبت غادة حاجبيها لتتسائل / كل ده ومكونش تعبانة !؟
دانا مكسرة ......
ثم مين عزيزة دي ؟
انا مش حمل حاجه تانية ابوس ايدك.
ابتسم عدي وهو يرى نظرة الرعب في عيونها فيقول/ عزيزة لحقتي تنسيها أوام .
ثم أشار بعيونه تجاه عصاته فنظرت تجاه ما ينظر له لتعرف ما يقصده بعزيزة لتحرك رأسها بالرفض والدموع تنساب على وجنتيها ليربت على وجنتها قائلا / متخافيش بكرة تتعودوا على بعض وتطلبيها كمان ،
تحبي افكلك ايدك ولا كدة احسن؟
ظلت تبكي وتنتحب وتومئ بالرفض ليجيبها مبتسما / انا برضه شايف انك كدة افضل
وبدأ يقضم شفتيها حتى ادماها وسط بعض الصفعات والتي بالطبع بعيدة عن الوجه حتى لا يترك علامة واضحة ليستمع لصوت صراخها مع كل صفعة وكأنه يعزف لحنا حتى أنهى ما بدأه ليفك قيودها قائلا / تقدري تقومي يا جميل تاخدي الشاور بتاعك لحد ما اريح شوية .
ثم وضع وسادة أعلى رأسه بينما هي حاولت جاهدة النهوض من الفراش وهي تشعر بأن كل جسدها يأن عليها زاد نحيبها وعلى صوت بكاءها ليرفع عدي الوسادة التي وضعها أعلى رأسه قائلا بعصبية / لا .........
لما اقول هريح شوية مسمعش صوت. ........
عايزة تكملي عياط يبقى في الحمام .........
وبعد ما تخلصي جهزي الاكل وصحيني .
انتفضت غادة اثر نهرته لها لتومأ برأسها وتكتم شهقاتها بيدها وهي تلملم الملاءة حولها كمحاولة فاشلة لستر ذاتها تتحامل علي ذاتها لتستطيع السير متوجهه للمرحاض لتجهش بالبكاء فور غلق بابه عليها ثم توجهت لحوض الاستحمام وجلست بداخله واشغلت الصنبور ليتساقط منه قطرات المياة على رأسها
ومع كل قطرة تتذكر كيف كانت تتوق للحياة الزوجية .
مع قطرات أخرى تذكرت كيف كانت تحلم بعدي وهو ملك يمينها تأمره فيستجيب .....
مع تساقط القطرات فوق رأسها تذكرت كيف كانت تحسد ميار لمجرد أنها تزوجت بسن مبكر عنها ......
مع تكرار تساقط القطرات تذكرت كيف كانت تقف متفرجة بل ومستمتعة وهي تشاهد أخيها يضرب زوجته ضربا مبرحا.....
ولكم ابتسمت بل ووصلت الابتسامات الي الضحكات مع محاولة كتمها بيدها عندما كان يسحلها أمامهم ولم يتدخل أحد ليخلصها منه لا هي ولا والدتها برغم علمها أنها لم تخطئ.
أغلقت صنبور المياة وكأنها أرادت أن تغلق صنبور الذكريات فقد اكتفى عقلها مما تذكرت بل وجلست بالمياه تفكر
هل هذا ذنب ميار ؟
هل هذا ذنب مشاهدتها وصمتها على عذابها ؟
هل هذا ذنب شهادتها الزور التي شهدتها عليها ؟
ظلت تبكي وعيونها تزرف الدمع حزنا على حالها ندما علي ما وصلت إليه .
بعد فترة خرجت من المرحاض لتبدأ بتجهيز بعض الطعام كما أخبرها عدي قبل نومه فأخذت تتذكر كيف كانت تجبر ميار على إعداد الطعام فور قدومها من العمل وتعللها بالنوم أو بالإرهاق.
أعدت الطعام وايقظته ليجلسا يتناولون معا الطعام ثم توجه إلى المرحاض وقبل الدلوف به استدار ليقول لها / نضفي الاوضة دي قبل ما حد يجي ........
ونصيحة مني اللي يحصل هنا ميطلعش برة .
دلف للمرحاض وبدأت بالفعل تعيد ترتيب الغرفة حتى جاءت والدتها تزامنا مع ولوجه من المرحاض فاستقبلها واستأذن ليتركهم سويا لبعض الوقت ونزل هو عند والدته .
فور ولوجه من المنزل ارتمت غادة بأحضان والدتها ولم تستطع اخفاء ما حدث لها عنها ربما وجدت عندها العون أو الحل لما هي به
لتخرجها انوار من أحضانها قاضبة حاجبيها وتتحدث بكل استهانة / وماله يا خايبه اعرفي مزاج جوزك ودلعيه .....
مش كنتي هتموتي علي الجواز ......
اهو حب من اول ليلة يعرفك مزاجه .
مسحت غادة دموعها بعصبية وعدم تصديق لتنظر لوالدتها سائلة / بتقولي ايه يا ماما !؟
بدل ما تقوليلي هتاخديني معاكي أو تقولي لاخويا وابويا وتطلقوني منه !؟
شهقت انوار قائلة / طلاق ايه وناخدك ايه انتي اتهبلتي يا بت؟
فوقي يا بت ده النهارده صباحيتك يعني لو رجعتي معايا تبقي معيبوبة......
ثم ايه يعني شوية وهتتعودي على طبعه ......
_ طبع ايه يا ماما دانا ممكن اموت في أيده في مرة !؟
مازالت غادة لا تصدق ما تستمع له من والدتها لتحاول إقناعها أن ما تم ليس بالطبيعي كما تحاول والدتها ان تبث هذه الفكرة لها ولكن انوار كانت لها رؤية أخرى فقالت لها وهي توكزها بفخذها / يا عبيطة اللي زي دول بيشتغلوا بمزاج يعني عارف بيعمل ايه وفين ........
مفيش موت يا اختي أن شاء الله .........
انتي بس حاولي تستمتعي معاه والموضوع قدام هيعجبك اوي وهتيجي تقوليلي كتر خيرك يا اما ......
قال تطلق قال!!!
بعد فترة وجيزة ظلت غادة بها صامته تنظر لوالدتها ببغير تصديق لا تستطيع أن تتفوه بكلمة بعد أن استمعت لمنطقها وكأنها أصابها الخرس رحلت انوار ليأتي عدى ليجد غادة تجلس وكأنها تفكر بأمر ما فنظر لها سائلا / مالك قعدة مسهمة كدة ليه ؟
وكأنه أشار لها بحل المعضلة التي كانت تشغل بالها وهي كيف تعاقب حالها؟
بل وتتقبل عقابها جراء ما فعلته بميار وصمتها على ما لم تفعله!
لتنظر له وكأنه أهداها الحل فتهب من مكانها وتذهب حيث توجد عزيزة لتسحبها من مكانها وتقدمها لعدي ليبتسم قائلا / مش قولتلك هتحبي الموضوع وتطلبيه .
...............................................
وصل كلا من نضال وچواد أمام شقة توفيق ولكن هيهات فالفرق بين حالتهم بدا على وجههم فنضال يشعر بالثقة والإبتسامة تملئ ثغره لا يعرف من أين يأتي بكل هذه الثقة برغم أنه مخطأ من وجهة نظر هذه العائلة ولكنه يشعر بالثقة التامة لتحقيق هدفه .
بينما چواد يشعر بالاضطراب العارم لا يعرف من أين يأتي كل هذا العرق الذي يملئ جسده
يشعر وكانه تتلبسه حاله من التيهه لا يعلم من أين يبدأ ولا كيف يبدأ يقف أمام بوابة منزلهم التى وقف أمامها من قبل وخرج منها مكسور القلب والخاطر .
فتح محمد الباب ليواجه چواد الذي وقف كلا منهم أمام الاخر وكأنهم يستعيدا نفس الموقف السابق مع اختلاف المشاعر فالمرة السابقة كانت كلاهما فرحين ولكن الآن كلا منهم يشعر بالخجل والخزي من الاخر لينتبه چواد بمن يربت على كتفه قائلا / احنا هنقف كدة كتير ؟
تحمحم چواد وادعى الابتسامة ليفسح لهم محمد فدخل چواد والذى يعرف الطريق جيدا ليتجه مباشرة الي الصالة ويتبعه نضال الذي كانت عيونه تدور بالمكان كخصلة من خصال عمله حينما يدخل اي مكان يدور بعينه ويلتقط أدق التفاصيل لما لديه من سرعة الملاحظة ليلفت نظره ظل اختباء أحد خلف ستارة فيبتسم داخليا ويتاكد من أنها هي من تقف هكذا.
دخل للصالون لترجع ماجدة الي غرفة اختها وهي تدور حول نفسها قائلة / شوفتي البجح .......
البجح جاي لحد هنا ولا همه.......
اعمل معاه ايه ده؟
حركت ميار كتفها للأعلى بلامبالاه قائلة / وانتي مالك مش يمكن جاي يعتذر لاخوكي !؟
معدن فضة لولي سامي
ضحكت ماجدة باستهزاء قائلة / يعتذر !!!
هو ده صنف يعتذر ابقي قابليني .
ضيقت ميار عيونها وسألت بخبث / طب تتوقعي يكون جاي ليه ؟
تفتكري هيتقدملك تاني .
رمشت ماجدة باهدابها واضطربت انفاسها قائلة / ها ..... معرفش .... يمكن ...... تفتكري؟
نطقت ماجدة اخر كلماتها بتمني لتربت ميار على كتفها بابتسامة قائلة / ربنا يقدم اللي في الخير يا حبيبتي ،
ثم وكزتها لتغمز لها بعيونها قائلة / قومي بقى علشان نشوف هنقدم قهوة ولا شربات!؟
اشتعلت وجنتي ماجدة احمرارا ثم تذكرت شيئا ما لتنظر لمليار فجأة قائلة /نسيت اقولك مش چواد جاي معاه !!
ثم وكزتها ماجدة بدورها قائلة / يا ترى مين فينا هيقدم القهوة ومين هيقدم الشربات.
فور استمعت ميار لهذه المعلومة حتى ازداد دقات قلبها لتتذكر حينما جاء للتقدم لها وانتظرت لعل والدها يدعوها لتقدم له العصير او ما شابه ذلك
دليل على موافقة ابيها
ولكن لم يحدث حينها شيئا فهل سيحدث هذه المرة ؟؟
لينتبها كلاهما على نداء والدتهم والتي طلبت منهم اللحاق بها للمطبخ.
أما بالصالون فجلس چواد يفرك بيده بينما نضال أخذ ينظر حوله وينتظر عودة محمد حتى وجد توفيق يدخل بصحبة ابنه ليجلس ويرحب بهم ليبدأ نضال بالتحدث قائلا / انا طبعا بعتذر عن طلب الزيارة المفاجئ....
بس حبيت اوضح الموقف بتاع امبارح قبل ما يعدي عليه وقت .
نظر محمد لوالده وكلا منهم يشعر بالخزي تجاه نضال فاستطرد الاخير قائلا/ انا طبعا قبل اي حاجة بقدم اعتذاري على طريقتي امبارح ...
الموقف بتاع أهل العروسة وترني شوية وخلاني اسئ التصرف.
شعر محمد أنه يتهرب ولا يريد الإفصاح عن سبب غضبه ليزيد احترامه له وشعر أنه هو من سيحافظ على أخته حتى من أهلها
ولكن أراد محمد أن يخبره أن ابنتهم لا تخفي عنهم شئ ربما شعر بالغيرة منه وربما أراد أن يرسل له رسالة انك لم ولن تزل اختي بأي طريقة فقال له قاطعا حديثه / استاذ نضال أو نضال باشا انا عارف حضرتك اتنرفزت ليه امبارح.
ماجدة مش بتخبي عن أهلها حاجه وخاصة عليا ......
وكون انك مش راضي تتكلم ده يخليني احترمك بزيادة
وانا اللي بقدم اعتذاري علشان اتهورت عليك شوية قبل ما افهم الموضوع بس لما ماجدة فهمتني الموضوع قدرت خوفك عليها ...
قطع نضال استرسال محمد وكأنه يريد تصحيح حديثه ليقول / غيرت ... انا فعلا ساعتها غيرت جدا عليها........
وده اللي دفعني اني اتقدملها بالطريقة ده .
ولما انت وضحتلي أن ده مش طريقة تقديم لحد فجيت النهارده علشان اتقدم للآنسة ماجدة واطلب أيدها منكم واتمنى اكون المرة دي أحسنت الطريقة.
نظر كلا من محمد وتوفيق لبعضهم البعض بينما جلس نضال محافظ علي ابتسامته وينظر لنظراتهم لبعضهم بينما چواد جلس بجانب نضال ينظر له ويمني نفسه ،
يحسده على شجاعته وثباته حتى شعر وكأنه يستمد الشجاعة منه فانتبه على صوت توفيق الذي قال وهو مبتسم / احنا طبعا اتشرفنا بيك يا ابني
وبصراحة مكناش متوقعين انك هتكرر طلبك تاني
فخليني دلوقتي اشكرك على موقفك اللي كان بالفرح
وبالنسبة لطلبك هعرضه على بنتي وابلغك بقرارنا أن شاء الله.
ثم التفت توفيق لابنه مستطردا وكأنه يرسل موافقة مبطنة ومؤجلة / خلي ماجدة اختك تعملنا قهوة يا محمد .
ثم استدار تجاه نضال يسأله بوجه بشوش / قهوتك ايه يا ابني .
قبل أن ينطق نضال كان چواد ناطقا وكأنه اتخذ قراره واستمد شجاعته ليخرج عن صمته ناظرا لتوفيق قائلا بنبرة مستجدية / عمي..... انا بطلب ايد ميار ...... واتمنى متردنيش المرة دي مكسور الخاطر .
فوجئ توفيق بطلب چواد ليلتفت إليه جاحظ العينين لم يستطيع النطق وكأن المفاجأة ألجمت لسانه
فلم يستطيع التفوه بينما محمد الذي كان يقف استعدادا لإبلاغ ماجدة بطلب نضال ثبتت أقدامه وبرغم سعادته لهذا الطلب الا انه فوجئ بتوقيته ،
وقف محمد لا يعلم ماذا يفعل تاره يبتسم وتاره يتعجب ثم نظر لوالده الصامت يريد أن يحثه على اتخاذ القرار الصائب ولو مرة واحدة
لينظر له توفيق ويرى الابتسامة على وجه ابنه ليعي معناها فابتسم ليطمئنه ثم التفت بنفس الابتسامة لجواد وكأنه يريد اصلاح ما فات قائلا / احنا يسعدنا ويشرفنا انضمامك لينا يا ابني .....
وان شاء الله تخلص عدتها بس ....
واللي فيه الخير يقدمه ربنا
ثم التفت لمحمد الذي ابتسم واومأ برأسه وكأنه يشكره ثم توجه مسرعا لغرفة اخوته فلم يجد أحدا بها ليسمع صوتهم قادم من المطبخ ليذهب مسرعا وفور وصوله وقف صامتا يوزع نظراته بينهم مبتسما فتعجبت ماجدة من ابتسامته وصمته لتسأله / مالك يا محمد في ايه ؟؟
بينما ميار بحكم انها الأقرب لمحمد قرأت بعيونه خطب ما ولكنها حاولت أن تكذب احساسها،
ظلوا ينظرون لبعضهم فأراد محمد أن يؤكد احساسها فاقترب منها واحتضانها لتشدد ميار من احتضانه ثم أخرجها من أحضانه تسأله بعيونها
لم تستطيع أن تنطق بسؤالها ليطمئنها محمد ويؤمأ برأسه مؤكدا احساسها لترتمي باحضانه وتجهش بالبكاء بينما ماجدة بعد لحظات أدركت سبب نظراتهم تلك لتقترب منهم وتسحب ميار لاحضانها قائلة / مبروووك مبروووك يا ميرو مبروك يا حبيبتي.
مسحت الام دموعها لتقترب خاجلة من ابنتها تقول بخجل / مبروك يا بنتي ربنا يهنيكي يا رب .
تأوهت ماجدة فور سقوط صفعة بخلف رأسها لتلتفت لمحمد بغضب وقبل أن تتفوه قال محمد / نسيت اقولك يا قردة أن نضال كمان طلب ايدك .
ليتفاجأ الجمع فتتبدل الأدوار وتبدأ التهاني والقبلات لماجدة التي حاولت مداراة خجلها فقالت / انا لسه موافقتش يا جماعة بتباركولي على ايه بس؟
لينظر لها محمد مضيقا عيونه ثم قال بخبث وهو يدعي الخروج من المطبخ/ شايفك مش مبسوطة لو مش عايزاه اطلع أبلغه رفضك عادي جدا.
_ لا مش قصدي.....
نطقت بها ماجدة بسرعة للحاق بمحمد ثم تحمحمت قائلة بتصحيح / انا قصدي متبلغوش حاجه....
لسه هصلي استخارة يعني.........
نظر محمد لها بطرف عيونه وابتسم ساخرا ثم قال/ طب ياختي متخافيش مش هنطفشه دلوقتي،
واعملي قهوة .
معدن فضة لولي سامي
ثم التفت تجاه ميار مردفا بابتسامة / بس ميار تقدمها .
ثم غمز لماجدة قائلا / وبعد كدة هتقعدي مع الاستاذ نضال يا هانم ربنا يستر وميرجعش في كلامه بعد كدة .
ثم قال موضحا / لكن ميار مش هينفع تقعد مع جواد لحد ما العدة تخلص أن شاء الله.
تقدمت ميار حاملة صينية بها قداحين من القهوة وكأنها المرة الأولى لها
تتبعها ماجدة وكأنها تشد من ازرها .....
تشعر بارتعاش أناملها وتخبط مفاصلها وازدياد نبضات قلبها عن المعتاد ،
تشعر وكأنها بحلم تخشى الاستيقاظ منه ،
ويا له من حلم رائع تتمنى أن لا ينتهي .
وصلت أمامه تقدم قدح القهوة بايديها وكأنها تقدم قلبها هامسة بكلمة واحدة / اتفضل.
ليستمع لها چواد رغم انخفاض نبرة صوتها والتي تكاد تصل للهمس الا انه سمعها أو بالأحرى شعر بها
ليرد بسعادة بالغة تكاد تقفز من عيونه وهو ينظر لها ويتمنى لو يحتضنها بين ضلوعه قائلا / يقبرني قلبك وعيونك.
بعد فترة وجيزة جلس چواد مع توفيق ومحمد بينما ميار جلست بغرفتها تحاول تهدأة حالها برغم شعورها بالتوتر الزائد ظلت تقف أمام المرآه تعدل من حالها وتصفف شعرها وهي مبتسمة وتتذكر كل الذكريات الجميلة السابقة ثم اتجهت لخزانتها لتخرج السلسة وارتدتها لتشرد بذكرياتها فيما سبق والإبتسامة تزين قلبها قبل ثغرها.
بينما ماجدة جلست بالمقعد المقابل لنضال تفرك يدها وتنظر للأرض وكأنها تبحث عن شيء ما .......
ظل نضال ينظر لها متعجب من حالتها الخجولة تلك والتي لم يظن أن بها هذه الشخصية الأنثوية فابتسم بمكر ثم قال بهمس / عاملة ايه يا ماجي.
قضبت ماجدة حاجبيها ورفعت نظرها إليه شاعرة أنها سمعت لهمس ما قائلة/ معلش مسمعتش انت قولت حاجه.
هب نضال فجأة من مقعده ليجلس بالمقعد المجاور لها قائلا بنفس الهمس/ ما اكيد مش هتسمعيني وانتي بعيدة كدة.
ازداد اضطراب ماجدة عند اقتراب نضال منها واسرعت من فرك يدها وازداد سرعة انفاسها وعلى صوتها فلاحظ نضال كل هذا ليهمس لها قائلا/ معرفش انك خفيفة كدة ......
انتي ليه قولتي لاخوكي انك رقصتي ؟
وكانه أراد أن يستفزها حتى تخرج من حالة التوتر تلك وبالفعل رفعت وجهها له قائلة بتحدي / انا مبخبيش حاجه عن اهلي.
ابتسم نضال وقرب وجهه منها غامزا لها قائلا بصوته الرخيم / عقبالي .
ابتلعت ريقها بصعوبة وتوقفت انفاسها من قربه المهلك حتى شعرت أنها اخيرا تنفست الصعداء عندما ابتعد برهه عنها فقالت بتوتر / على فكرة انا لسه موافقتش عليك .
ابتسم نضال وقال بكل ثقة / هتوافقي.
_ يا سلام وايه سبب الثقة ده كلها ؟
نطقت بها ماجدة كاعتراض على إجابته ليرفع كتفيه بلامبالاه قائلا بابتسامة / احساسي.
ثم اقترب منها هامسا/ وانا احساسي مبيكدبش .
شعرت ماجدة بتخبط حالها ،
اين شخصيتها العنيفة ؟
اين حدتها بالحديث ؟
كيف استطاع أن يسيطر عليها هكذا ؟
وكانه يستمع لافكارها فوكزها قائلا بغرض اكمال جملته السابقة / ظابط بقى .........
والحاسة السادسة عندي عالية........
................................................
بعد أن انتهت المقابلة طلب توفيق بتجمع عائلته جميعا ليقول بخجل من حاله / انا مجمعكوا دلوقتي علشان اعتذرلكم عن غلطتي اللي عارف ان مهما اعتذرت مش كفاية .
كادت أن تقاطعه ميار قائلة / يا بابا .....
ليسكتها توفيق مشيرا لها بيده ويستطرد مكملا / مش عايز حد يقاطعني .
الاعتذار مش عيب ولا حرام
بالعكس ده اقل حاجه بقدمها يمكن تسامحوني .
ثم التفت لميار قائلا والدمع يتغلغل في حدقتيه / عزائي الوحيد أن نيتي كانت مصلحتك يا بنتي
وربنا العالم
ممكن اكون اسأت التصرف
بس الهدف هو مصلحتك
واللي أن شاء الله هحاول بكل جهدي اعوضك عن اللي فات .
نظرت له ميار وقد اختلط بعيونها دموع السعادة والشفقة. السعادة على حالها فلكم تمنت مثل هذه اللحظة .
والشفقة على احساس والدها بالذنب وهي تراه يعتذر لها. بدأت الدموع تنساب من حدقتيها محاولة التخفيف عنه قائلة/ متعتذرش يا بابا....
كل الي حصلي ده نصيب وانا راضية بيه.....
وربنا ارضاني الحمد لله ........
مكنتش متخيلة اخلص من حسن اصلا.
احتضن والدها وجهها بين يداه ليزيل دموعها من على وجنتها ثم قبلها بجبينها لتنطق ماجدة بنبرة ساخرة محاولة تغيير أحوال الجلسة قائلة / يا سلام يعني ميار جالها عريس تقوم تتباس وتتحضن وانا ايه يعني شفافة مفيش حتى كلمة بالشفاء.
لينطق الجميع ضاحكين ليعلق محمد قائلا / لا لو بالشفا ده نقولها لنضال مش ليكي الصراحة.
ليضحك الجميع بينما تقفز ماجدة مهرولة خلفه كمحاولة لامساك محمد .
......................................
انطلق نضال وچواد بالسيارة للعودة لمنزلهم ليظل نضال يتحدث كثيرا كيف يشعر بتبدل حاله في صحبتها ؟
كيف يرى عيوب شخصيتها كما يقولون مميزات في نظره ؟كيف يراها مميزة عن كل من قبلهم / عارف يا جواد حدتها اللي ممكن متعجبش حد ده عجباني جدا.......
وخاصة لما تكون حادة وهي يتناقش ......
لا ومقنعة بنت الايه وبتحاول تقنع اللي قدامها مهما كان........
والأهم من كل ده أنها مبتصطنعش........
مش زي البنات اللي بيمثلوا وبيكون باين عليهم التمثيل جدا علشان يلفتوا نظري .......
دي بقى العكس بحسها بتحاول تبعد نظري عنها وبالرغم من كدة بتشدني بكل ما فيها ..........
ظل يعيد ويزيد في صفاتها آلتي تجذبه إليها وهو يقود السيارة بينما چواد كان يجلس بجانبه شاردا صامتا يسبح بدنيا الخيال ويمني نفسه بما هو قادم.
يرى نفسه على مشارف السعادة ليدعو قائلا / يارب قرب البعيد.
ليس الحب بأن ترى الجمال فيمن تحب
بل ان ترى القبح به جمالا
#معدن_فضة
#لولي_سامي
البارت ٣٧
يقول الأسلاف دوام الحال من المحال
وقد ينقلب الحال من ظالم لمظلوم في يوم وليلة ولكن الأدهى والأمر هو هل سيتقبل الظالم هذا التغيير ؟
هل سيدرك أن لظلمه نهاية ؟
هل سيعي أن الجزاء من جنس العمل وكل ما يرد له هو من اعماله وردت اليه ؟
قال رسول الله صل الله عليه وسلم (إن لم تستحي فافعل ما شئت فكما تدين تدان ) وقد صدق رسول الله صل الله عليه وسلم عما بلغ عن رب العزة.
بعد محاولات من انوار في إقناع حسن بها وأنها الأنسب وهي من ستعوض كل خسائر الزيجة الاولى ولم يخفى على نورا نية طمعهم فكانت تعي ذلك وادعت عدم إدراكها لنواياهم حتى اطمأنوا لها تمام الاطمئنان فبدت لهم كالبلهاء التي وافقت علي الزيجة بدون اي طلبات جديدة بل وارضت إتمام الزيجة بمنقولاتها مما زاد طمعهم بها ولكن كان لها مطلب واحد فقط مقابل كل هذا التنازل والذي وافقوا عليه فور عرضها لهم مع إحساسهم أنهم حققوا مكسب عال وكان مطلبها هو أن تكتب الشقة باسمها وقد كان برغم اعتراض حسن قائلا / ازاي يا اما وافقتي على شرطها ده ازاي؟؟
انوار بابتسامة خبث كان لها رأي اخر قائلة / يا واد البت شكلها هبلة ..........
وبكلمتين حلوين تبلفها ..............
ده من قبل الجواز ووافقت على كل شروطنا................
ووافقت انها تتجوز بعفشها القديم ومنجبش ابيض ولا اسود
يبقى بعد الجواز لو قولتلها كلمتين حلوين........
وطلبت الشقة تاني مش هقولك بم ..............
ثم إن طول ما البت مقدمة السبت والأحد ............
يبقى لازم نطمنها ونحسسها أننا منبخلش عنها بحاجة ولا ايه ؟؟
حسن وقد بدأ علي مشارف الاقناع / طب ولو مرتحتش معاها ؟
ربتت انوار على قدم ابنها لتطمئنه قائلة / لو مرتحتش نزهقها لحد ما تتنازل عن الشقة........
وعفشها في بيتنا ......
وده هبلة مفيش وراها حد يعمل زي اللي قبلها ......
متخافش .
وبالفعل تم زواج حسن من نورا بعد إلحاح من انوار في الإسراع في هذه الزيجة مادام كل شئ جاهز ومتواجد ليتم الزواج بعد اسبوع واحد ليدلف حسن وبصحبته نورا شقتهم والزغاريد خلفهم معلنة عن زيجة جديدة ببدايات جديدة.
بعد انصراف اهل الطرفين اغلق حسن باب الشقة والتفت ليجد نورا توجهت مباشرة الي غرفة النوم تعجب قليلا فقد تذكر ميار عندما ثبتت مكانها بل وانتفضت فور غلقه للباب رفع حاجبيه مندهشا من جرأتها ولكنه ارجعها لأنها لم تكن زيجتها الاولى ليدلف الغرفة فيجد نورا تعطيه ظهرها قائلة فور دلوفه بنبرة ناعمة وهي تتمايل بدلال / افتحلي سوستة الفستان يابو علي .
عقد حسن حاجبيه وازداد اندهاشا كان يأمل أن يجدها خجولة وربنا خائفة نوعا ما فهو يحبذ هذه البدايات ولكنه توجه لفعل ما طلب منه.
فور فتحه للسحاب كاد أن يساعدها في خلع الفستان ولكنه وجدها قد أنزلته سريعا والتفتت تحيط عنقه بدلال قائلا / ايه يا ابو علي مالك هادي كدة يا خويا ؟؟
ايه ده دانا قولت هتشيلني .
ابتلع حسن لعابه بصعوبة وشعر باضطراب من أفعالها ولكنه ليس أمامه بد من إخفاء هذا التوتر فانحنى سريعا وحملها ثم توجه للفراش والقاها عليه بغرض ارهابها ولكنها اصدرت صرخة مصحوبة بضحكة لعوبة فازداد توتره فسحب نفسا عميقا وبدأ بخلع ملابسه تحت انظارها المنتشية ليعتليها فجاة وسط ضحكات صاخبة منها.
بعد فترة وجيزة جدا اعتدل حسن ليجفف عرقه وابتلع ريقه بينما ضحكت نورا ضحكة ساخرة وبدات بارتداء ملابسها قائلة باستهزاء / مش كنت تقول من الاول انك تعبان .
اعتدل حسن غاضبا وقال بغضب / قصدك ايه يا بت ؟
أطلقت ضحكة هازئة ثم قالت / هيكون قصدي ايه يا ابو علي !! قصدي تعبان من الفرح اكيد !
انا عارفة بختي المايل ضاعت عليا ليلة الدخلة .
ابتلع حسن لعابه وقال بتوتر ظاهر / مضاعتش ولا حاجه يا بت ....... انا بس فعلا تعبان من الفرح وانتي مصبرتيش عليا ...... احنا ننام دلوقتي والصبح هدلعك.
أطلقت ضحكة ساخرة ثم قالت/ الصبح .... نام نام يا خويا قال هدلعك قال لما نشوف .
سحبت الغطاء عليها وهي تمتم بصوت عال / هي خيبة وحلت عليا انا عارفه.... قال الصبح قال.
ادعى حسن عدم استماعه لكلماتها ليندس تحت الغطاء ويصطنع غفوته سريعا .
..........................................
واخيرا انقضت الفترة التي طلبتها ماجدة لصلاة الاستخارة لتحسم أمرها المحسوم منذ للوهلة الأولى.
ما اجمل أن تجد من يفهمك من الداخل
ولكن يترك لك قرار النهاية برغم علمه به
إلا أنه يتركك لتتخذه بنفسك.
جلست ماجدة على الفراش ممسكة بهاتفها تتصفحه وهي مبتسمة تستعيد كل المحادثات السابقة بينها وبين نضال قبل أن تبلغه بقرارها النهائي .
تذكرت بداية اتفاقهم حين ألح نضال في اتصاله بعد اليوم الذي تقدم لها به لترسل له رسالتها الاولى بهذا الحوار دونت بها / ( متحاولش تتصل كتير علشان مش هرد 🙄🙄 )
( مش هتردي ليه ؟ 🤔🤔)
( علشان مفيش حاجه تأثر على قراري 😏😏،
انا واخدة وقت افكر فيه وعايزة افكر بدون تأثير عوامل خارجية😎😎)
ليرسل لها وجه تعبيري عن التعجب عن حالتها🤨🤨
وضعت يدها على فمها تكتم ضحكاتها وهي ترى أنه يكتب الان ولكنه اطال في الوقت قليلا لتتعجب لتصل رسالة منه فحواها ( اولا يا ستي انا مش بتصل علشان اثر على قرارك ،
بالعكس أنا عايزك تاخدي القرار اللي يعجبك وبراحتك خالص انا مش مستعجل.
ثانيا بقى انا لو بتصل فانا اصلا بتصل علشان اقولك اسمحيلي نكون اصحاب واطمن عليكي من وقت للتاني بعيدا عن قرارك )
كادت أن تجيب على رسالته الا أنه الحق رسالته برسالة أخرى وكأنه يعلم جيدا اي وتر يتلاعب عليه دون بها ( ثالثا بقى انا متاكد انك كبيرة كفاية بقدر يخليكي تفصلي بين حوارنا وقرارك ولا ايه؟)
ابتسمت لدهائه فكلا منهم يعلم الآخر فهو أراد أن يتلاعب على وتر الثقة بالنفس التي تتمتع هي به وبالمقابل أرادت أن تجاريه في خدعته لتوهمه أنه خدعها أو ربما أحبت وإرادت هذه الخدعة لذلك إجابته بكل بساطة بكلمة واحدة ( موافقة )
ومنذ وقت ارسال هذه الكلمة وكأنها أطلقت إشارة البدأ لمحادثات كثيرة ليلا ونهارا يسردون احداث يومهم ويتناقشون في ممارساتهم بل ويتبادلون الآراء في قرارات يومهم لتكتشف ماجدة شخصية جديدة لها لم تكن في مخليتها.
والحق يقال نضال لم يسأل عن قرارها حيال موضوع زواجهم ولكن كان يتحايل على الأمر وهي تعي ذلك بل ومستمتعة به.
ظلت تعيد قراءة محادثاتهم من البداية والإبتسامة تملئ وجهها لتتخذ قرارها وتخبره به لتدون بنهاية المحادثات رسالة من كلمة واحدة مبهمة التفاصيل لتراهن على ذكاءه ( موافقة).
لتجده يبدأ الكتابة الان ولكن لم يرسل شيئا طال انتظارها لرسالته لتجده قد أغلق التطبيق لينتابها الاندهاش وتسلل لقلبها الضيق وشعرت بالاختناق قليلا لتحاول تهدأة روحها وإيجاد بعض المبررات له فأخذت تزرع ارض الغرفة ذهابا وإيابا وحدثت نفسها قائلة / يمكن جاله تليفون مهم !
بس يرد ليه على التليفون في الوقت ده ؟ خلاص حبكت !
لتقف أمام المرآه وكأنها تحدث شخص ما لتنظر لانعكاس صورتها تقول / يمكن تليفون مهم ، ولا يمكن حد جاله
ولا يمكن......
ثم نظرت لهاتفها قائلة ودموعها على وشك الانفلات منها / يمكن انا اللي اتسرعت ؟
يووووه انا شاغلة نفسي بيه ليه ؟
انا غلطانة اني قولتله كان المفروض ......
صمتت حين استمعت لطرق على باب غرفتها لتزيل دموعها سريعا وتتوجه تفتح الباب لتجد والدها يقدم لها هاتفه لتعقد جبينها سائلة / نعم يا بابا ؟
والدها بابتسامة عريضة ماددا يده بهاتفه لها / تليفون ليكي وصاحبه محلفني هو اللي يبلغك.
أمسكت ماجدة الهاتف والاندهاش يرتسم على ملامحها ودون أن تنظر لشاشته وضعته على أذنها قائلة بصوت خافت وريبة / الوووو
_ انا قولت بدل ما اقولك بلغي والدك اني جاي بكرة نقرأ الفاتحة واستني تكلميه وترجعي تبلغيني ليه اللفة ده كلها قولت أكلمه انا وابلغك انا برضه ايه رايك؟
فور صمته للحظات أزالت الهاتف من على أذنها غير مصدقة لما تستمع له لتنظر لشاشته وتتاكد أن نضال من يتحدث لتنظر لوالدها والسعادة تكاد تقفز من مقلتيها ثم وضعت الهاتف على أذنها وحركت رأسها إيجابا وهي تبتسم وكأنها فقدت النطق ليلاحظ والدها حالتها السعيدة التي افقدتها النطق فيأخذ الهاتف منها ويجيب على نضال قائلا / هي موافقة يا ابني ، بتحرك رأسها موافقة بس مكسوفة شوية.
ماشي واحنا مستنينك.
يغلق توفيق الهاتف ويفرد ذراعيه لها لتزرع نفسها بداخل احضانة ودموع الفرحة تنساب منها ليربت توفيق على ظهرها هامسا لها / مبروووك يا حبيبتي الف مبروك.
سعدت ماجدة كثيرا بمفاجأة نضال لها ثم توجهت لغرفة اختها تبلغها بكل ما تم ويبدأوا في الاستعداد لهذه المناسبة .
.....................................
جلسا كلاهما يتهامسون وكأنهم يراجعون ما اعدوه من حديث لهذا الموقف ينتظرون المقابلة المرتقبة التي سيحدد عليها كل شيء حتى تقدمت والدة غرام ويتبعها رجل عريض طويل القامة يبدو عليه الهيبة تقدم منهم ماددا ذراعه للسلام لتقدم ام غرام كلا منهم للاخر قائلة / اخويا ابراهيم اللي قولتلك عليه .
ثم أدارت دفة الحوار لتكمل وصلة التعارف قائلة / ده يزيد يا ابراهيم خطيب غرام .
ابتسم ابراهيم وشدد بالسلام قائلا / تشرفت يا يزيد ، غرام حكتلي عنك كتير وعن اخلاقك ، انا فخور انك هتكون جوز بنتي .
شعر يزيد بارتياح مع ابراهيم ليجيب على حواره قائلا/ الشرف إلى يا عمي وانا اللي سعيد بانضمامي ليكم واتمنى اكون عند حسن ظنكم.
اومأ ابراهيم برأسه لاستحسانه للحوار ثم اتجه خطوة ناحية الشمال وقبل أن تقدم ام غرام يزن له تكلم ابراهيم قائلا وهو ماددا كفه ومبتسم/ اكيد انت يزن شرفتنا يا يزن.
ثم نظر بداخل عيونه قائلا بلهجة حادة نوعا ما / غرام حكتلي عنك برضه واتمنى تخيب ظني فيك.
ابتلع يزن لعابه بصعوبة بعد أن فهم أن كل ما تعلمه غرام قد وصل بالفعل لخالها فحاول التبرير لذاته ولكنه لم يجد ما يقوله فبشبه ابتسامة اومأ برأسه ليشير ابراهيم لهم بالجلوس وبدأت الجلسة التي كانت يسيرة جدا على يزيد بعكس يزن الذي جاهد كثيرا من أجل محاولة إقناع ابراهيم في التعجل بالزواج وتقديم كافة الاعتذارات عما تم كما قدم كافة الضمانات للخال لتحسين صورته أمامه واخيرا بعد عناء وافق ابراهيم علي زواجهم معا وتم تحديد موعد الزفاف بعد شهر اي قبل موعد سفره باسبوع ولكن أراد ابراهيم معاقبة يزن أو بالأحرى أراد قياس رد فعله حيال العقاب ليقرر جلوس يزيد مع غرام قبل الرحيل وعدم جلوس يزن مع غزل ليتقبل يزن العقاب على مضض ويخرج ليجلس بصحبة ابراهيم ووالدة غرام يحاول رسم الابتسامة بينما بالداخل يستشيط غضبا بل وحاقدا على أخيه الذي تركوه ينعم مع خطيبته ولو قليلا.
ظل يجلس أمامهم يتبادلون مزيد من السلامات ثم امسك هاتفه وفتح تطبيق الرسائل يدون بها رسالة لغزل دون بها ( عاجبك اللي احنا فيه ده ، عايزة اشوفك ) ثم ضغط على زر الارسال ليستمع لصوت الرسالة يدوي بالقرب منه ليلاحظ ان ابراهيم يدخل كفه في جزلانه ويخرج هاتف ينظر بشاشته ثم ابتسمليزن الذى أدرك الموقف وقد احتقان وجهه خجلا وغضبا بينما ابراهيم ابتسم قائلا / انا نسيت اقولك أن موبايل غزل معايا أصلها تعبانة شوية ومريحه فقولت علشان محدش يزعجها اخدت الموبايل ،
ثم رفع أحدي حاجبيها ونظر له بتشفي كأنه يرسل له رسالة تحدي واردف قائلا / كنت عايزها في حاجة مهمة ؟
أغلق يزن جفونه محاولا تهداة حاله هامسا لذاته / يابن المحظوظة يا يزيد .
ثم فتح عيونه قائلا بابتسامة صفراء لا تتعدى شفاهه / لا ابدا يا عمي كنت بطمن عليها بس .
ابتسم ابراهيم ثم سأله / تشرب شاي .
_ اشرب
اجاب يزن وكأنه أدرك معنى سؤاله ليجيبه بإجابة مبطنة تعبر عن حاله .
بينما يزيد بغرفة الصالون يعيش حالة هيام ممسكا بايدي غرام ويقبلها من باطنها لتغلق غرام عيونها وتطلق تنهيدة حارة ليقول لها يزيد بصوته الرخيم الذى يأثرها / انا مبسوط جدا يا غرامي ، مكنتش متخيل أن خالك هيكون كويس كدة.
يااااه يا غرام بجد كان نفسي اقوم ابوسه من كتر فرحتي بس قولت الحاجات ده خاصة بيكي انتي .
اشتعل وجه غرام خجلا قائلة بخفوت / بس بقى يا يزيد بتكسف الله .
_ كلها شهر ومش هيكون في كسوف ما بينا خالص يا قلبي.
ثم تذكر حال أخيه فسألها قائلا / قوليلي يا غرام هو انتي قولتي لخالك على يزن ليه ؟
حركت غرام كتفيها قائلة / عادة مبنخبيش حاجه عن ماما أو خالي وعلشان كمان اخوك لازم يعرف أن ورانا رجالة ولا ايه !؟
امسك يزيد بكفها بين يديه واقترب منها ناظرا بعيونها قائلا / طبعا وراكم رجالة يا قلبي ولو خالك مش موجود انا موجود عمري ما اقبل حد يمسكوا بسوء حتى لو اخويا اتاكدي ان هجبلك حقكم طول ما ليكوا حق حتى لو هتشتكي مني ، اشتكي مني ليا واتاكدي أن عمري ما هخذلك .
انخفضت نظرها للاسفل وازداد خفقان قلبها لتقول هامسة بصوت عذب / متأكدة من كدة يا حبيبي .
فور استماعه لآخر كلماتها وكالمغيب اقترب منها حتى كاد أن يقطف اولى قبلتها لولا صوت يزن الذي كان كبوق التحذير فانتفض كلا من يزيد وغرام تزامنا مع دخول يزن والذى كان يقصد الدخول مباشرة بعد المناداه وكأنها يريد أن يثبت عليهم الجرم المشهود ليقف ببداية غرفة الصالون واضعا يده خلف ظهره قائلا بسخرية ونبرة حاقدة / مش كفاية كدة ولا ايه !؟ عايز انااااام.
تبعته ام غرام تحاول مداراة ابتسامتها لتقول / ما لسه بدري يا اولاد .
ليدعى يزن التثائب قائلا وهو يجز والكلام يخرج من تحت اسنان / لا انا عايز انام مش قااااااادر.
حاول كل المتواجدين التحكم في انفعالتهم الضاحكة الواضحة وضوح الشمس ليربت يزيد على كفوف غرام ليرى يزن ذلك فيزداد اشتعالا ليلتقط مفاتيحه وهاتفه ويقول حانقا / لا كدة كتير انا نازل تحت يا عندليب ، مستنيك متتاخرش.
وانطلق والجا من المنزل ليتنطلق الضحكات المدفونة من أفواههم وتخرج غزل التي كانت تراقب كل شئ من خلف باب غرفتها لتقترب من خالها فيحتضنها تحت ابطه ويربت على كتفها قائلا / هربهولك من اول وجديد ، هو فاكر بالساهل كدة ياخدك مننا ؟ لازم يطلع عينه.
ابتسمت غزل وقبلت خالها من وجنته قائلة / ربنا يخليك ليا يا احلى خال في الدنيا .
تقدم يزيد ليسلم على ابراهيم ليربت الاخير على يده قائلا / اوعي تزعل علشان اخوك !
ابتسم يزيد وربت بدوره على يدي ابراهيم قائلا بصدر رحب / بالعكس انا معاكم جدا ، اخويا وعارفه لو الموضوع مكانش فيه تشويق وتحدي وصعوبة مش هيحافظ عليه .
ربت ابراهيم علي كتف يزيد ليعيد على مسامعه نفس الكلام قائلا / بقولهالك تاني وبجد انا فخور انك هتكون جوز بنتي.
انصرف يزيد ليهبط ليزن الذي كان يجلس بسيارته يتأكله الغضب وفور رؤيته لأخيه صاح به قائلا / كل ده فوق بتعمل اييييه؟ سايبني وقاعد تحب سيادتك ؟
عجبك اللي حصل ده ؟ عجبك !
ضحك يزيد ليشتعل يزن أكثر واشغل محرك السيارة لينطلقا الي منزلهم وكلا منهم يفكر بتفكير مختلف فيزيد يهيم في محبوبته بينما يزن يتوعد لغريمته.
..................................................
منذ طلبها مجددا وقد شعر وكأن روحه ردت إليه وانتعش الامل مرة أخرى بداخله وبدأت الاحلام بالتنامي وتغير حاله للنقيض فأصبح أكثر مرحا وتسامح وشعر بالثقة بذاته وكأن ذاته كانت غائبة عنه وعادت إليه.
ظل يرسل لها يوميا رسائل في كل الأوقات وبتفاصيل يومه وكأنه يريد أن يشاركها حياته كلها وبرغم عدم تجاوبها معه إلا أنه لم يفقد الأمل بل واصل على ارسال الرسائل واطلاعها على أدق تفاصيل يومه بل وشعر بمعيتها معه ليجد اخيرا رسالة رغم قساوتها إلا أنه وجدها بداية شعاع امل للتجاوب معه رسالة من كلمة واحدة ولكن تحمل لغز عميق لم يستطع ادارك سببها الرسالة كانت / ( خايفة)
برغم أنها كلمة واحدة ولكن اختزلت بداخلها حديث كثير والغاز أكثر .
لأول مرة يشعر أنه لم يفهمها ، حاول كتابة أكثر من رسالة ردا على كلمتها ولكن كان يزيل كل ما يدونه قبل الارسال يريد أن يعى معني كلمتها ، يريد أن يدرك سبب خوفها والأهم مهما كان المقصد يريد أن يطمئن قلبها وروحها.
هل تعني أنها خائفة أن يبتعدا ثانية ؟
ولكن والدها واخيها وافقا على الزواج إذا فلما الخوف ؟
هل تقصد أنها خائفة أن يكون إحساسه تجاهها تغير او حبه قل؟
وهنا ابتسم محدثا نفسه / هو فعلا اتغير عن الاول علشان زاد عن حده يا ميار.
بدأ بتدوين رسالته لها فكتب / ( اول مرة اطلب منك توضحيلي اللي عايزة تقوليه بس اعذريني انا مش لاقي لخوفك مبرر فارجوكي ارحمي جهلي اللي ممكن يكون بسبب بعادنا لفترة وقوليلي خايفة من ايه؟)
تلقت رسالته كما كانت تتلقى جميع رسائلة السابقة تقرا الرسالة أكثر من مرة تريد أن تتجاوب معه تريد أن تعيد روحها القديمة ولكن هيهات فلم يبقى من روحها الا القليل المشوه.
أغمضت عيونها تحدث نفسها واجدة له المبرر قبل نفسها / جهلك مش علشان البعد جهلك علشان انا اتغيرت.
ثم بدأت تدون ما اختلج روحه أكثر /( خايفة تكرهني ، خايفة مطلعش زي ما كنت متخيلني في احلامك ، خايفة )
قرأ رسالتها فازدادت حيرته !
يكرهها ؟! كيف يكرهها وهي من يخفق القلب من أجلها ؟
كيف يكرهها وسر وجوده بالحياه وجودها ؟
كيف يكرهها ونبضات قلبه منها ولها ؟
هو لم يتخيلها باحلامه بل أحلامه صممت خصيصاً عليها.
لم يعى ما ترنو إليه ولكن كل ما توصل إليه أنه عليه طمأنتها مهما كانت الأسباب فدون رسالة مقتصرة يختزل بها كل معاني الامآن ( متخافيش ، ارمي عليا همومك ومتخافيش. مهما كان واللي هيكون انا لا يمكن اكرههك علشان بكل بساطة انتي مني بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ [ الروم: 21] صدق الله العظيم وانا واثق أن ربنا خلقنا لبعض ومن بعض ، بحبك يا ميار مهما كانت الظروف).
قرأت رسالته مرارا وتكرارا والدموع تنساب فرحا من وجنتيها فقد طمأنها حقا وبرغم خوفها المسيطر عليها إلا أنها بدأت تشعر بقليل من السعادة والامآن .
مسحت دموعها بكفها ثم خطت رسالتها التي تمنتها دائما / ( ربنا يخليك ليا )
بدأت الرسائل باتجاه آخر وهو تحديد موعد انتهاء العدة والزفاف فلم يعد للخطبة داعي لتجيبه أنها بعد اسبوعين فيحسم قراره أنه سيأتي غدا من أجل الاتفاق على الموعد وإعداد كل ما يحتاجون إليه لينتبه على اتصال من نضال والذي حاول أكثر من مرة إنهاء اتصاله لاستكمال الحوار مع ميار ولكن نضال لم يكلف أو يمل فيعيد الاتصال مرة أخرى وهكذا حتى اضطر چواد من الإجابة عليه تأخرا اياه فور فتحه للمحادثة قائلا / تصدق انا ملاقتش اتلم منك بتتصل كتير لييه ؟؟
نظر نضال بهاتفه ثم اعاده لاذنه قائلا بحاجب مرفوع / وانت بتكنسل كتير ليه ما ترد على طول.
_ علشان كنت بكلم ميار يا زكي .
قالها چواد بنبرة غيظ ليبتسم نضال قائلا/ طب مانا برضه بتصل علشان بدل ما تقضوها مكالمات نختصر الموضوع.
اكمل چواد بغضب / طب مانا كنت بتفق على أن اروح بكرة نحدد ميعاد الفرح ملحقتش اسمع ردها من زنك يا زنان.
_فرح على طول يا ابن المحظوظة .
نطق بها نضال ليجيبه چواد / وانا اقول الليلة واقفة ليه اتاري امثالك بصللي فيها .
ابتسم نضال وقال / خلاص انت برضه تعبت كتير بص خلاص من غير رد منها بكرة هنروح انا علشان قراية الفاتحة وانت علشان تحدد ميعاد الفرح خلصانة !؟
_ خلصانة يا جن .
أنهى المكالمة ليرسل لها رسالة بالاتفاق لتحتضن ميار الهاتف وتهب من جلستها لتخبر ماجدة وعائلتها لتجد ماجدة تقتحم الغرفة وتحتضنها وتدور بها ثم أمسكت بوجهها قائلة / انا وافقت ونضال كلم بابا واتفقوا يجي بكرة علشان يقروا الفاتحة .
احتضنت ميار اختها ثانية مهنأه إياها ثم وقفت أمامها والخجل يغلفها تفرك بيدها وتنظر للاسفل فرفعت ماجدة رأسها واعتقدت أنها حزينة من أجل عدم انتهاء العدة بعد فقالت ماجدة باستفسار / مالك يا ميرو ؟؟
انا ممكن أجل اي شيء لحد ما چواد....
وضعت ميار يدها على فم ماجدة وقالت بخجل وصوت هامس / چواد جاي بكرة برضه علشان يحدد ميعاد الفرح .
اتسعت عيون ماجدة فرحه وتسائلت بحيرة / وانتي مكسوفة علشان كده ؟؟
اومأت ميار برأسها لتحتضنها ماجدة وتطلق زغروطة تجمع عليها كل من بالبيت لتخبرهم بهذا الخبر ليتهلل الجميع ملتفين حول ميار ويهنئونها ويستعدون من أجل هذا اليوم المنتظر منذ زمن
.....
#معدن_فضة
#لولي_سامي
البارت ٣٨
حبيت انزل البارت وقت ما يخلص حتى لو متأخر افضل من أن أجله للمرة 🌹🌹 يارب يعجبكم❤️❤️
يمهل ولا يهمل
تأكد أن الله لم ولن ينسى حقك ربما أجله لحكمة ما
ولكن المؤكد أنه سبحانه جل شأنه سيجلبه لك .
ولأنه العدل .....
فكما أدمى قلبك حزنا سيرسل من يطمأن قلبك فرحا....
بل وربما يجعلك شاهد على ارتداد حقك اليك
في الصباح وقد اشرقت الشمس بنورها لتنشر شعاع الحق بكل مكان استيقظت ماجدة وميار تتأهب كلا منهم لليوم المعهود
فقد تم الاتفاق على موعد زفاف ميار وجواد والذي سيتم خلاله الاحتفال بخطبة نضال وماجدة
والذي سيوافق نفس يوم زفاف محمد وماسة ليصبح يوم تاريخي في العائلة
كما أنه يوم مجهد للغاية للجميع
ولذلك أصبح الجميع كخلية النحل التي لا تكل ولا تمل
من أجل إنهاء كل ما لديها من مهام
فاتجهت ماجدة للمصممة لمتابعة الفساتين التي اختاروها سويا هي واختها وماسة
بعد أن اختاروا معا التصاميم واثناء ما كانت تلقي بعض الملاحظات على المصممة
جاءت فتاة تلقي السلام والتحية على المصممة ومن طريقة تحيتهم فهمت ماجدة أنها صديقة المصممة القريبة
لتتنحى جانبا وتترك لهم فرصة للسلام ولكن صوتهم كان عاليا فاستمعت للحوار الذي أثار فضولها فانتبهت أكثر له حينما قالوا .
_ عرفتي أن حسن اتجوز نورا.
_ يا نهار ابيض ده لبس مقلب مش هيعرف يطلع منه بالساهل
البنت ده مبتخسرش ابدا ؟؟..........
وأم حسن وقعت الواقعة ده ازاي ؟
ده مش سهلة برضه!!
_ ده أمه هي اللي جوزتهاله.....
أصلها طمعت في العفش اللي معاها .
اقتربت ماجدة منهم مقاطعة حديثهم معتذرة / انا اسفة لقطع كلامكم ........
بس عايزة اسال على حاجة.
اعتذرت المصممة لماجدة معتقدة تأخرها عليها لتجيبها ماجدة قائلة / لا مش قصدي كدة.....
انا سمعت كلامكم بالصدفة فعايزة اسال عن حسن اللي بتتكلموا عنه هو ده حسن ابن انوار ؟؟
نظرا الفتاتين لبعضهم ليومؤا معا أنه هو ثم سألتها المصممة متعجبة / انتي تعرفيه ؟؟
اجابتها ماجدة بملامح مشمئزة من مجرد سيرته قائلة / الا اعرفه ده كان جوز اختي.....
وبهدلها اخر بهدلة .
ضحكت الفتاتين ثم قالت زميلة المصممة / لا لو بهدل اختك ابقي طمنيها ......
وقوللها ربنا جايلك حقك وبزيادة .
عقدت ماجدة حاجبيها ونظرت لكلتاهما ثم تسائلت / ازاي ؟؟
قربت المصممة لها مقعد وأشارت لها بالجلوس قائلة / ده موضوع يطول شرحه اقعدي بقى علشان نحكيلك .
جلست ماجدة ونظرت لهم بفضول جم منتظرة حديثهم بفروغ الصبر لتتحدث المصممة قائلة / قبل ما نبدا احب اعرفك بينا .......
انا اخت مروان اللي كان جوز نورا وده صاحبتي مرام وخطيبة مروان حاليا وجارة نورا من المنطقة.......
بصي يا ستي بقى.
ظلت تستمع ماجدة لما يروه وتوزع نظراتها بين المصممة وصديقتها بأعين متسعه ولسان يردد يمهل ولا يهمل
حتى انتهوا واعترف كلا منهم للآخر أن الان قد ردت الحقوق لأصحابها
وقد جمعهم الله بدون ميعاد ليطمئن كلا منهم الآخر ويؤكد له أنه كان على حق.
عادت ماجدة للمنزل وفي طريقها أجرت اتصال بماسة لتؤكد لها ضرورة الحضور لامر هام.
وصلت ماجدة للمنزل لتجد ميار التي تولت لها مهمة تجميع ملابس بالحقائب لحين عودتها لتجدها تجلس في غرفتها أمام الحقائب بعد أن اعدتهم شاردة الذهن لتربت على كتفها فالتفت لها ميار لتجد مقلتيها مليئة بالدموع الحبيسة لتندهش ماجدة من منظرها المحتقن فسألتها بتعجب / مالك يا ميرو ؟
ضغطت ميار على شفتيها وكأنها تريد أن تخرس نفسها لتنطق بكلمة واحدة / خايفة.
وبدأت تجهش بالبكاء لتحتضنها ماجدة مربتة على ظهرها تحاول طمأنتها وهي تتعجب من حالها فقالت لها / خايفة من ايه بس ؟؟
دانا جايبالك خبر يفرحك ويفش غليلك .
لو تفسريلي خايفة من ايه !؟
ظلت ميار تنتحب عاجزة عن توضيح سبب رهبتها لتحاول تهداة حالها فكفكفت دموعها لتردف ماجدة محاولة تغيير الحوار قائلة / خلاص بقى عايز اشوف عملتي ايه قوليلي لميتي كل الهدوم ؟
هزت ميار رأسها إيجابا لتستطرد ماجدة / كويس علشان ماسة جاية وعندي ليكوا حكاية عجب .
تممت ماجدة على حقائب اختها وجمعت بعض مستحضرات التجميل التي جلبتها لها بحقيبة احضرتها خصيصا من أجلها لتصل ماسة وبعد التحيات يجلسا ثلاثتهم على الفراش ميار وماسة بجوار بعضهم وتجلس ماجدة أمامهم لتسرد لهم ما استمعت له عند المصممة فقالت مثيرة لفضولهم / تخيلوا ندي المصممة تبقى مين ؟
تعجبت ميار وماسة ونظروا لبعضهم لتجيبها ماسة قائلة / انا اصلا معرفش أن المصممة اسمها ندي علشان اعرف تبقى مين !؟
ما تنطقي يا ماجي وخلصي.
اومأت ماجدة ثم قالت/ حاضر حاضر .......
ندي طلعت اخت مروان طليق نورا مرات حسن.
حاولت ميار كتم ضحكتها بينما سخرت ماسة من جملة ماجدة قائلة / والله لا بصراحة وضحتي وبزيادة .
ثم هدرت بها بصوت عالي / ما تتكلمي يا بت وبطلي الغاز عرفنا احنا ندي لما هنعرف كل دول ؟
ضحكت ماجدة وحاولت تهدأة ماسة بينما ميار ظلت تضحك على مشاداتهم لتبدأ ماجدة بتوضيح حديثها قائلة/ اهدوا بس هفهمكوا بس متقاطعونيش .
ثم نظرت تجاه ميار قائلة بابتسامة / ربنا حب يطبطب على قلبك ويقولك أن حقك رجع.....
ومش بس كدة ده رتب الأمور علشان ميعجبناش اي فساتين ونروح للمصممة ده بالذات .
حركت ميار رأسها بعدم استيعاب ونظرت لها بتساؤل لتردف ماجدة قائلة / رحت للمصممة ندي اللي بتظبطلنا الفساتين عرفنها ده!!
وانا بقولها على بعض الملاحظات لاقيت بنت دخلت سلمت عليها جامد عرفت انها صاحبتها المهم لاقتهم بيتكلموا عن واحد اسمه حسن وحسيت من كلامهم أنه حسن طليقك يا ميار .
ازداد انتباه ميار وبدأ قلبها يخفق رعبا من مجرد ذكر اسمه لتكمل ماجدة / وعرفت أنه اتجوز......
واللي اتجوزها كانت مرات اخو ندي المصممة .....
المهم بقي اللي عرفته .
زاد فضول ماسة لتحث ماجدة على الاستمرار فقالت لها / عرفتي ايه كملي؟؟
ماجدة وهي تتابع ملامح اختها المضطربة / عرفت أن مرات حسن من النوع الطماع والقادرة
يعني لما عرفت انها مبتخلفش هددت جوزها أنه لو طلقها يتنازل عن العفش وكل حاجه يا اما هتطلع عليه سمعة أنه مبيعرفش ...
صدرت شهقة من كلا من ماسة وميار .
عقدت ماجدة حاجبيها لتسأل ميار / يعني ايه مبيعرفش يا ميرو ؟
نظرت ميار للاسفل خجلا بينما ماسة حاولت السيطرة على ضحكتها لتقول لها محاولة تغيير الحوار / هبقى افهمك بعدين المهم كملي.....
لتستطرد ماجدة معلقة ومكملة / المهم وافق بالرغم انها مجابتش حاجه في الجواز خالص وكان واخدها بشنطة هدومها
بس جوزها علشان يخلص منها لانها كمان كانت قادرة ومتتعاشرش فرضي وتنازل عن كل حاجه وهي اخدت العفش كله وهو يا عيني هيبدا من اول وجديد ......
طبعا لما ظهرت قدام ام حسن عروسة وشابة وجميلة ومعاها العفش يعني فرصة متتعوضتش
قامت ام حسن خطبتها لابنها وهي متعرفش أنها مبتخلفش .....
الكارثة بقى أن نورا ده علشان توافق تتجوز حسن من غير عفش اشترطت يكتبوا الشقة باسمها .
وبالفعل كتبوا الشقة باسمها وبقالهم شهر ونص بس .
وبتقولك مطلعة عنيهم ومخلية ام حسن هي اللي تعمل كل حاجه وهي حاطة رجل على رجل وتعمل مونكير وباديكير قدامها لما الست هتتنقط وهتتشل قريب ......
وحسن مبينطقش اصلهم لو نطقوا هتطردهم .
نطقت ماسة وهي جاحظة العين سائلة بتعجب / يا سبحان الله طب ده زي ما بتقولي مبتخلفش هيعملوا ايه ؟
ابتسمت ماجدة بسخرية ثم قالت / مانا سألتهم السؤال ده قالتلي مش هيقدروا يعملوا حاجه لان من طمعهم مسألوش وراها وتعرفوا متأخر........
وطبعا بساطة جدا هي معاها الشقة
ده غير أنها بتهدد حسن أنها هتطلع عليه سمعة أنه مبيعرفش الا بالوسائل المساعدة علشان كان متجوز قبلها يعني...
ثم وجهت نظرها لميار مكررة سؤالها بتعجب يعني ايه مبيعرفش؟
وايه الوسائل مساعدة دي يا ميرو ؟
حاولت كلا من ماسة وميار كتم ضحكاتهم لتعقب ماسة / وطبعا محدش هيرضى يجوز بنته لواحد كدة ثم وجهت ماسة سؤالها لميار / هو كان كدة فعلا يا ميرو.
نظرت ميار للاسفل واحمر وجهها خجلا ثم اومأت برأسها إيجابا وهي تغلق عيونها تحاول أن لا تتذكر هذه اللحظات وقد انتابها بعض الذكريات المؤلمة لتنتبه على تربيت ماجدة لها قائلة / لا ما انا كدة مش فاهمة....
ومحدش عايز يفهمني ما تفهموني يا بنات.
لينخرطا كلا من ميار وماسة بالضحك وتشتعل ماجدة غضبا لتعقب قائلة / كدة ؟؟
هو ده جزاتي؟؟
طب مش عايزة افهم منكم حاجه انا هسال نضال هو مبيخبيش عليا حاجه......
وهنا انطلقت ضحكات صاخبة من ميار وماسة ولم تستطع أحد منهم ايقاف ذاتها لتغضب ماجدة وتحاول تركهم إلا أن ميار حاولت اللحاق بها و أمسكت بيدها حتى هدأت من نوبة الضحك الهستيرية التي تملكتهم ثم قالت بوسط ضحكاتها / اوعي تسألي نضال ده حاجه عيب هتفهميها بعدين........
وضحكت قليلا لتعقب ماسة قائلة من وسط ضحكاتها / داهية ليكون نضال كدة .........
وانخرطا مرة أخرى بالضحك لتهب ماجدة غاضبة قائلة / انا هسال ماما .
فيقفزا كلاهما عليها للامساك بها ليقعا ثلاثتهم على الفراش منخرطين بالضحك الهستيري .
....................................
جاء اليوم المنتظر ليهنأ چواد بحفل حناء مميز أعده له اصدقائه على الطراز السوري
كما أعدت اخلاص بعض الأطعمة السورية المميزة لهذا اليوم وبدأت تغني اغاني سورية وچواد ويزيد ويزن ونضال يرقصون الدبكة احتفالا بالحناء
ومعهم غزل وغرام اللاتي استمتعا كثيرا باليوم ثم توجهوا جميعا لمنزل العروس حاملين الحناء ويتقدمهم چواد وإخلاص تغني وتنثر الحلوى والزهور أمامه لتفرش الطريق أمامه بالزهور والحلويات وتلتقط الاطفال الحلوى من الهواء وسط التصفيق والفرحة العارمة التي تعم علي الجميع
حتى وصلوا لمنزل العروس لتتقدمهم اخلاص وتحتضن ميار وتزغرط وتعيد شدو الأغنية التي لطالما تمنت أن تغنيها بفرح ابنها ولكن مع اختلاف مشاعرها فأول مرة تغنيها لميار كان نياط قلبها يتمزق حزنا
ولكن اليوم تشعر وكأنها تطير فرحا .
ظلت تغني وتزغرط وهي محتضنة ميار التي نسيت نفسها بأحضان اخلاص لتشدو بنبرتها السورية الجميلة قائلة
بسك تجي حارتنا .. يا عيوني ..
وتتلفت حوالينا .. الله الله
عينك على جارتنا .. يا عيوني ..
ولا عينك علينا .. دخيل الله
وش جابك ع حارتنا .. يا عيوني
وتتخبا بالقراني .. الله الله
وعرايس ماكو عنٌا .. يا عيوني
ويا عويد الخيزراني .. الله الله
بين بيروت وبين الشام .. يا عيوني
مرقت سياره حمرا .. الله الله
وهاي سيارة حبيبي .. يا عيوني
وانا عرفتا من النمرا .. الله الله
وقف چواد ودمعت عيناه فرحا بل وقف الجميع أمام هذا المشهد الذى لم ولن يتكرر
حتى قطع هذا المشهد محمد الذي صاح قائلا / يا جدعان يالا في عروسة تانية مستنياني......
انتوا مش حاسبني في الليلة ده ولا ايه؟
ضحك الجمع وبدأ يستعدا للذهاب لماسة وبالفعل توجها جميعهم بالسيارات الي منزل العروس ماسة
فأخذ چواد ميار بسيارته واستأذن والدته بالركوب مع نضال فخضعت اخلاص لرغبة چواد واتجهت إلى نضال الذي كان للتو يقنع ماجدة من الركوب معه واخيرا وافقت ليري اخلاص تخبره بمطلب چواد لينظر نضال لچولد الذي نظر له مستعطفا فيتمتم نضال هامسا/ يعني مش قادر تصبر لبكرة فقولت تقطع عليا النهاردة .
ثم التفت لاخلاص مبتسما ابتسامة صفراء قائلا لها من بين اسنانه/ لحظة يا طنط راجع حالا.
واتجه مباشرة الي يزن والذي كان يقدم غزل للجلوس بجواره بالسيارة وقبل أن يفتح باب السيارة الأمامي لها وقف أمامه نضال يستحلفه بأن يستضيف اخلاص معهم بالسيارة بما ان يزيد وغرام معهم إذا فهم لن يظلوا بمفردهم وقبل أن ينطق يزن تسرعت غزل كعادتها لتقول مرحبة / طبعا طنط اخلاص تشرف وهتركب مكاني قدام كمان.......
وانا بنفسي اللي هروح اعزمها.
وبالفعل تركت يزن يكاد يخرج دخانا فينظر لنضال قائلا / شايف .
ليكتم نضال ضحكته ويربت على كتفه قائلا / بالشفا .
وصل نضال الي اخلاص وماجدة ليجد غزل تعرض على اخلاص استضافتها بالسيارة معهم لتوافق اخلاص فهي أدركت الموقف تماما والتمست لهم العذر داعية لهم بالسعادة وهناء البال .
بداخل سيارة چواد استقرت ميار بالمقعد المجاور له وقد ارتفع لديها مستوى الادرينالين من كثرة التوتر التي شعرت به بقربه ظلت تفرك في يدها حتى وضع چواد كفه على يدها قائلا / اخيرا نورتي عربيتي تاني .......
اخيرا ربنا جمعنا تاني مع بعض.......
ثم رفع يدها لفمه وقبلها قبلة طويلة بينما ميار كانت مغمضة العينين تستعيد كافة المشاعر والذكريات لينظر لها چواد ويبتسم ثم يتجه بنظراته للطريق قائلا / انا مش مصدق نفسي .....
اخيرا اطيب واجمل واحدة في العالم بقت من نصيبي .....
يارب قرب البعيد بقى......
ظلت ميار مغمضة العينين تهمس لذاتها / يارب يا چواد متكرهنيش يااارب.
في سيارة نضال كاد أن ينطلق بسيارته وهو يقول / ياااااه اخيرا بقينا مع بعض لوحدنا شوية دانا.......
قطعت ماجدة حديثة عندما رأت اثنان من صديقاتها قد حضرا لتنادي عليهم ثم التفتت لنضال قائلة / استني استنى يا نضال زمايلي هيجوا معانا.
اتسعت نظرات نضال بينما نادت ماجدة على زميلاتها ليستقلوا السيارة بالخلف فيقترب نضال من ماجدة هامسا لها / مش هعدي الموضوع خلي بالك.
لوحت ماجدة له بيدها ثم بدأ ينطلقا بالسيارة وسط الاغاني وصيحات الفتيات والتصفيق وكلما يحاول امساك يدها تتملص منه بحجة التصفيق.
أما يزن الذي باءت خطته بالفشل لتستقل اخلاص بجواره ويستقلا كلا من يزيد وغرام وغزل المقعد الخلفي .
لا ينكر يزيد سعادته باقتراب غرام منه ليمسك كفها ويقبلها تحت أعين يزن الذي يستشيط في الامام فيطلق بوق السيارة بغيظ لتفهمه غزل وتضحك على حاله .
وصلوا بالفعل الي منزل ماسة والتي كانت الاضواء والأصوات تدل على الحال ليتقدم محمد ووالدته واخواته يزفانه بالزغاريد ويتبعونه الشباب حتى وصل محمد امام عروسه ليضمها فجأة أمام الجميع فتشهق ماسة وتختبئ خجلا في صدره ليربت على ظهرها هامسا لها بأذنها / انتي مراتي على فكرة .
لتومأ ماسه برأسها بصدره فيخرج رأسها ويقبل جبينها ويبدأ معا الرقص والاحتفال
لينتهز نضال الفرصة ليسحب ماجدة جانبا ويستقر بها بمكان نائي عن الجمع لتجد نفسها بغرفة من الغرف لتنظر حولها وتشهق قائلة بعدم استيعاب/ يخرب بيت شيطانك......
ايه اللي عملته ده ؟؟
انت عارف احنا فين؟
لم تدرك حالها أنها حرفيا في احضانه
فقد احتجزها بين يديه خلف باب الغرفة
لينطق بصوت رخيم وبنبرة هامسة هزت وجدانها ونظراته تجول على ملامحها من قرب / مش عارف اتلايم عليكي من الصبح ......
نفسي اقولك وحشتيني .......
اتهربتي مني بالعربية لكن هنا مش هتعرفي تهربي .
وكأن صوته تعويذة أطلقت عليها لتدرك حينها مدى قربه ولتنظر حولها فتجد نفسها تقريبا باحضانه فقط يبعد عنها سنتيمترات
ليخفق قلبها بشدة رهبة ورغبة
لا تعرف ماذا تفعل في هذه المواقف
كل ما أدركته أن أسوارها التي تشيدها حول شخصيتها قد انهارت من قربه
قد تحطمت من أنفاسه
حاولت أن تصمد حتي تخرج من هذه الشرنقة
فحاولت التحدث ولكن ذهب صوتها هباءا فتحركت شفتاها بدون أن تصدر صوتا وكأنها كانت دعوة منها له لتقبيلها لتغمض هي عيونها تتخذ نفسا عميقا حتى تستطيع التحدث
بينما هو انتهز الفرصه ليقترب منها ببطئ محبب لتشعر هي بانفاسه الساخنة تلهب بشرتها فتزيد من اغماض عيونها ليلتهم هو شفتاها بتلذذ وبطئ
بينما هي شعرت بنفسها أنها كالثلج تذوب ذوبا من قربه المهلك هذا فلم تستطع الثبات على أقدامها لتكاد تسقط لولا يده التي لحقت بها وامسكها من خصرها ليبتعد عنها قليلا بقلق عليها قائلا / ماجي مالك؟؟
انا اسف مقصدش اوترك كدة .
تحاول ماجدة الوقوف على أقدامها وهي تشعر بأنها تلهث وكأنها كانت بعدو مرهق
ولم تستطع النظر له لتقول بهمس والخجل يزين وجهها/ لو سمحت .....
عايزة أخرج .
يمرر نضال اصبعي السبابة والوسطى على وجنتيها ويبتسم قائلا / مكنتش اعرف انك بيور اوي كدة .....
انا بجد محظوظ بيكي يا ماجي ....
ثم اقترب من أذنها قائلا بهمس / انا بحبك على فكرة.
لتغمض عيونها تلذذا بهذه الكلمة وتطلق تنهيده عالية ليفتح بعدها باب الغرفه ويشير لها بيده قائلا / اتفضلي .
انتهى الحفل وذهب كل فرد لمنزله المؤقت لحين الالتقاء للغد ينعم كلا منهم بأحلام يتمنى تحقيقها بالواقع.
الا ميار فقد شعرت أنها تتقلب على فراشها كالتى تتقلب على جمر من نار
فمنذ انتهاء حفل الحنة وانفرادها بذاتها وهي تفكر وتحاول جاهدة ابعاد هذه الأفكار والذكريات السيئة عن عقلها ...
تحاول طمأنة حالها أن چواد غير حسن
ولكن هيهات فهذا يزيد الطينة بلة
إذا كان چواد غير حسن فهي من ستظلمه معها .
حاولت جاهدة النوم للهروب من هذه الأفكار السوداء تحاول إقناع ذاتها أنها اخيرا ستنعم بقرب حبيب القلب
حتى غلبها النعاس اخيرا ربما من كثرة التفكير
وربما من كثرة المجهود .
استيقظت ميار على صدوح صوت هاتفها فتحسست الكوميد بجوارها والتقطت الهاتف لتجيب بنعاس واضح بنبرة صوتها دون النظر لشاشته / الوو
لتسمع الي المتحدث والذي قال / يا صباح الهنا والسعادة .....
يا صباح القلوب الطيبة .......
يا صباح الجمال كله.....
اعتدلت ميار بجلستها ونظرت لهاتفها لتجد أنه چواد من يحدثها إذا أذنها لم تخطئ
لتبتسم تلقائيا وتجيب عليه بصوت متحشرج من أثر النوم / صباح الخير ، صحيت امتى ؟
_ لسه حالا اول ما فتحت عيني قولت لازم اصحى على صوتك
هانت كلها ساعات النهار وبكرة أن شاء الله اصحى على وشك القمر .....
يااااه يا ميرو انا مش مصدق ده كان حلم حياتي ....
بجد مش مصدق أنه هيتحقق.
لاحظ چواد صمتها وانفاسها العالية ليعقد حاجبيه ويستائل بريبة / انت ساكته ليه يا ميرو انتي نمتي؟
تنحنحت ميار قائلة بخجل وتوتر / چواد.....
توعدني مهما يحصل مني تعذرني ومتكرهنيش.
_ مقدرش اكرهك .....
في حد بيكره نفسه يا ميرو ؟
انتي نفسي وحياتي وقلبي اللي بيدق ده بيدق بسببك .
لا يعرف سبب رهبتها وسؤالها هذا ولكن كل ما أراده أن يطمئن قلبها ليكمل مردفا / وبالنسبة للعذر اللي عايزاني ادهولك احب اقولك انتي تعملي ما بدالك ومتشليش همي خالص .....
انا في حياتك علشان أشيل عنك الهم.......
سامعة يا ميرو....
ارمي همومك عليا ومتشغليش بالك غير بميرو وبس.
شعرت وكان الابتسامة تخط ثغرها والامآن يدق بابها
فقد وجدت الحنان التي تمنته ......
وجدت من يطمئن قلبها دون حتى أن يسألها عن السبب ....
حقا شعرت أنها وجدت السند
لتهمس بصوتها الرقيق دون وعي منها قائلة بهيام تام / انا بحبك اوي يا چواد .......
بحبك اوي .
هب واقفا تتعالى أنفاسه من الفرحة يخبرها أنه سمعها جيدا سمعها ويريد أن تكررها قائلا / قوليها كمان .....
وحياتي عندك قوليها كمان.
رمشت باهدابها عدة مرات حين أدركت أنه سمعها لتحاول الفرار منه / ماما بتنده عليا ......
هروح اشوفها باي.
أغلقت الهاتف ثم وضعت يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط من كم المشاعر الفياضة التي شعرت بها تحاول تهدأة حاله .
ظلت تجلس على فراشها تنظر للاشئ والإبتسامة تزين وجهها ابتسامة عيونها قبل ابتسامة ثغرها .
ظلت تداعب شعرها شاردة باحلامها تعود بذكرياتها لعام سابق تتذكر احداثهم المحببة لقلبها حتى هداها عقلها لذكرى السلسة فاتسعت ابتسامتها واستقامت من فراشها توجهت الي مرآتها لتنظر لنفسها بالمرآه تصفف شعرها بهيام ثم استخرجت السلسلة وارتدتها لتتحسسها على جيدها وكأنها تجدد العهد .
لم اعرف هل عادت الي دلالة حبك ام عدت انا إليها !؟
كل ما اعرفه أن بعودتك قد عادت إلي نفسي.
ولم يعد سبب لاخفاءها
بل حان وقت بزوغها للجميع
لم تشعر بحالها الا حين ربتت والدتها على كتفها لتلتفت إليها لا تعرف متي دخلت أو كيف دخلت غرفتها
لتبتسم الام قائلة لميار / بسم الله ما شاء الله
وشك بدر منور والفرحة هتنط من عيونك.....
ربنا يهنئ قلبك يا بنتي ويبعد عنك الهم والحزن قادر يا كريم .
ثم فتحت ذراعها لتستقر ميار داخل أحضانها فتتحسس عزة على ظهرها قائلا بأسف / سامحينا يا ميار.....
سامحينا يا بنتي.
تخرج ميار من احضان والدتها لتزيل دموع والدتها قائلة بابتسامة وكأنها تصالحت مع نفسها / متعيطيش يا ماما انا مش زعلانة من حد فيكم .....
انا عارفه أن ده نصيب وكان لازم اخده....
وراضية بيه كمان علشان العوض بعده كان جميل جميل اوي يا ماما ......
لم يسعى الام سوى إطلاق زغرودة تعبر بها عن فرحتها وسعادة ابنتها ثم احتضنتها ثانية لينتبها كلاهما على ماجدة التي تقف على باب الغرفة تفرك بعيونها قائلة بصوت ناعس / ايه الزغاريد ده كلها......
مش هنعرف ننام في البيت ده ولا ايه ؟
ضحكا كلا من ميار وعزة لتتجه عزة لماجدة تصفعها على رأسها من الخلف قائلة باستهزاء / اصحى يا اختي......
كفاية نوم النهارده ورانا مليون حاجة .
عبست ماجدة قائلة / طب بتضربيني ليه طيب.....
هو انا عملت حاجه.
لم تهتم عزة لحديث ماجدة بل التفتت لميار قائلة / يالا يا ميرو ادخلي خدي دش بتاعك يا حبيبتي عقبال ما اختك ما تجهزلك الفطار والحق اشوف اللي ورايا قبل ما حد يجي .
وزعت ماجدة نظراتها بين ميار ووالدتها لتدبدب بقدمها متوجهه للفراش متمتمة لنفسها / هو كل مرة هي تستحمى وانا اعمل الفطار .....
امتى بقى استحمى انا وهي تعمل الفطار ؟
_ قريب جدا أن شاء الله.
التفتت ماجدة لترى وجه اختها قريب منها وتبتسم ثم ربتت ميار على كتفها لتكمل جملتها / وساعتها هعملك احلى فطار كمان.
ابتسمت ماجدة ثم هبت واحتضنت اختها بكل سعادة وحب.
..................................
#معدن_فضة
#لولي_سامي
البارت ٣٩
بحياتنا تتكرر الايام والشهور وربما السنين
وقد تتشابه الأحداث
ولكن من المؤكد ستختلف المشاعر وربما الشخصيات فتختفي أناس وتظهر أناس
بعضهم تمنينا بعدهم والبعض الآخر تمنينا قربهم .
تجلس ميار بمركز التجميل أسفل ايدي المصففة التي لا تكل ولا تمل من الثرثرة في كل شئ وبكل شيء.
تذكرت ميار اليوم المشابه لذلك فشردت قليلا في يوم زواجها من حسن
وكيف مع تشابه بعض الأحداث وربما المكان وبعض الشخصيات إلا أن مشاعرها اختلفت كليا .
تخللت الابتسامة حين تذكرت محاولاتها مع ماجدة وماسة وحتى چواد على إتمام الزواج بدون حفل زفاف
كان طلبها أن يقتصر فقط على عقد القران
ولكن الجميع رفض عرضها رفضا قاطعا
لا تنكر أن رفضهم أسعدها كثيرا ولكنها شعرت بالخجل من حالها
كيف يتم لها حفلين زواج ؟
تذكرت حين ارسل چواد رسالة لها يطلب منها تحقيق أمنيته
فهل هذا كثير عليه / ولو قولتلك أن ده أمنية حياتي اللي حلمت بيها طول عمري
حلمت أن ألبس بدلة الفرح وانتي جنبي بالفستان .....
حلمت أن ايدي في ايدك قدام العالم كله
والكل بيهنيني عليكي.....
برضه هترفضي يا ميار؟؟
ولم يقتصر الأمر على الرسالة وحسب بل وجدت اتصال هاتفي من اخلاص يتبع رسالة چواد مباشرة
لتجيب على الاتصال فتجد اخلاص تطلب منها تحقيق حلمها في حفل زفاف چواد
وهو يزف لعروسه التي تمناها طيلة حياته
فلم يسعها سوى الموافقة وكلها سعادة ورضى وشكر لله على عوضه الجميل.
انتبهت على تربيت ماجدة على كتفها قائلة / ها قوليلي مكياجي كدة حلو ولا في حاجة عايزة تتغير .
التفتت ماسه نحوها واتسعت ابتسامتها قائلة / الله اكبر عليكي .....
زي القمر والله مفيش بعد كده .......
قوليلي ماسة وصلت لفين ؟
ماجدة بابتسامه تشير برأسها تجاه ماسة الجالسة على المقعد الذي يليهم قائلة / ماسة يا عيني لسه متزنبة تحت ايد الكوافير
بتظبطلها شعرها زيك لسه .....
مانتوا عرايس بقى لكن انا مجرد خطوبة مكياج واقلب .
رفعت ميار حاجبيها تعبيرا عن الاندهاش لتقول / يا شيخة كل ده ومكياج بس !!
امال شعرك ده ايه ؟
لوحت ماجدة بكفها قائلة بلامبالاه / لا ده حاجه بسيطة كدة علشان مغطيش عليكم.
ثم مالت على إذن ميار واردفت قائلة / المهم .....
يا عيني ماسة واقعة تحت ايد واحدة يا ساتر كشرية.....
على قد ماهي شاطرة على قد ماهي متزمدة اوي ......
بصي مش مخلياها تحود رأسها حتى....
كتمت ميار ضحكتها ثم استأذنت المصففة الخاصة بها لتستقيم وتتجه هي وماجدة الي ماسة لتستاذن ميار من مصففة ماسة لتجيبها المصففة بحدة قائلة / عشر دقائق بس..
عقبال ما اعملي كوباية نسكافية .....
عايزين نخلص بدري.
انسحبت المصففة لتنطلق ضحكة من أفواه كلا من ميار وماجدة وتحاول كلا منهن على كتمها لتنظر لهم ماسة بغضب قائلة / اضحكوا اضحكوا وانا اللي متزنبة تحت ايد انثى العنكبوت ده ......
لتقول ماجدة بوسط ضحكاتها / بسرعة بس قبل ما ترجع...
معاكي بريك عشر دقائق بس.....
جزت ماسة على أسنانها وكادت أن تلكم ماجدة لولا ميار التي أحالت بينهن لتقول لماسة / المهم بس وريني شكلك كدة علشان اطمن علي اخويا ......
امممم مش بطال .
اتسعت نظرات ماسه ونظرت للمرآه ثم نظرت لميار قائلة بخوف / وحشة ؟؟
شكلي وحش بجد يا ميار !؟
تحسست ميار وجنتيها وابتسامة عذبة قالت لها / لا يا قلبي ما شاء الله طالعة زي القمر .....
انتي قمراية من غير حاجة يا ماسة .
ابتسمت ماسة لتحمحم ماجدة قائلة باعتراض / مش اوي يعني لحسن تتغر......
نظرت لها ماسة بنظرات نارية قائلة / عارفه.....
مش هرد عليكي .......
علشان ليكي يوم وكلنا هنكون فاضيلك .
ثم التفتت ماسة لميار قائلة / بس بجد يا ميرو عيني عليكي بارده ......
انتي من غير مكياج وتحسي كدة وشك منور ما شاء الله.
وكزتها ماسة وغمزت بعيونها لتستطرد قائلة / كل ده علشان سي جواد!؟
احمر وجه ميار خجلا وقضمت شفتها السفلية قائلة بصوت خافت وخجل شديد / عارفه يا ماسة.....
انا حاسة اني مكسوفة اوي ومرعوبة.....
مش خايفة بس اكني اول مرة .
تبادل ماسة وماجدة النظرات الاسفه لتنطق ماجدة / ايه اكني اول مرة ده ؟؟
مانتي اول مرة فعلا هي اللي فاتت ده تتحسب ؟
لتكمل ماسة خلف ماجدة قائلة / متفكريش في اللي فات يا ميرو واستمتعي بالموضوع وبس .
نظرت ميار لها وقالت بأسف / بس چواد مش هيستمتع .
لتقطع حديثهم المصففة ليعود كلا منهن الي مقعده ليمر اليوم ويأتي كل عريس لاستلام عروسه لتفاجأ ميار أنهم يبلغوها ان چواد اول من سيدخل
لتذهب ميار لغرفة استقبال العريس وتقف تشعر باضطراب شديد وتوتر زائد ....
ظلت تفرك بيدها حتى وجدت من يحيطها من الخلف ليقشعر جسدها وتغلق عيونها كمحاولة من تخفيف توترها
ليركز چواد رأسه اعلي كتفها ويقبلها من وجنتيها ومازال خلف ظهرها ليهمس بأذنها بصوت عذب / مش مصدق أن اليوم ده اخيرا جه ......
خايف اسيبك الاقي نفسي صحيت من حلم جميل....
قوليلي أن ده حقيقة مش حلم يا ميار ،
ظلت ميار مغمضة العين صدرها يتعالى من ملاحقة انفاسها ......
قلبها يرتجف رغبة ورهبة
لم تستطيع أن تتفوه ولو بكلمة واحدة ......
ادارها جواد ليرى جمالا لم يراه عينه من قبل ....
جمال روح طيبة طاغية على ملامح رقيقة ليعزفا معا سيمفونيه بعنوان الجمال الحقيقي .
وجدها ما زالت مغمضة العين فاقترب منها وقبلها من وجنتيها لتنتفض ميار بين يداه
فيحاول چواد ان يهدأها ليربت على كتفها قائلا / متخافيش يا ميرو .......
متخافيش وانا معاكي ابدا........،
افتحي عينك بقي خلي الجمال يكتمل .
تفتح ميار عيونها ولكنها صوبت نظراتها للاسفل
ليرفع جواد رأسها ويسافر بنظراته علي ملامح وجهها حتى استقر ينظر بداخل عيونها هامسا لها بحرارة / ياااااه معقولة الجمال ده كله من نصيبي ......
بحبك .......
بعشقك ........
بموت فيكي ميرو .......
تقبرني ها الملامح.
انطلق چواد بميار الي السيارة ينتظران دخول محمد لماسته التي وقفت تنتظره كثيرا بينما محمد كان يطمئن على ركوب ميار سيارتها ثم توجه لعروسه التي فور دخوله استدارت لتعطي له ظهرها فتقدم منها قائلا / اخيرا يا ماستي .....
اخيرا جه اليوم اللي هنكون مع بعض فيه......
حركت ماسة كتفها باعتراض قائلة بصوت حزين / لا انا هروح مع ماما علشان زعلانة منك .....
ابتسم محمد واستدار ليأتي لها في الامام ولكنها استدارت عنه قائلا باستهزاء / تروحي مع ماما ده ايه !!.....
لا انسي....
ده لو مش انا اللي همنعك يبقى عمك اللي هيعلقك .
عقدت ماسة حاجبيها سائلة / وعمي هيعمل كدة ليه ؟
انا هخرج أقوله هجي معاكم وهو مش هيرفضلي طلب .
استدار محمد ثانية من الجهه الاخرى حتى يصبح بمواجهتها ولكنها استدارت سريعا لتعطيه ظهرها مرة أخري فقال لها محمد / لا ماحنا مش هنبدا يومنا نلف حوالين بعضينا كدة
هرفهد منك في اول اليوم يا بنت الحلال ....
وبالنسبة لعمك لما نروح هفهمك هو مش هيوافق ليه .
استدارت بعصبية متخصرة امامه قائلة / لا قولي دلوقتي.....
يا اما هروح معاه فعلا .....
كفاية انك سيبني لوحدي مستنياك وانت متأخر.....
فور رؤية محمد لها بالفستان وكامل زينتها اذبهل وظل متسعا العينين صامت أمامها لتعقد هي حاجبيها قائلة / انت مبلم كدة ليه ؟
ليجيبها محمد وهو بحالة تيهه / ايه رايك لو روحنا البيت علي طول ؟
_ لا طبعا والفرح .
_ فرح ايه دانا الفرحة مش ساعياني .....
يخرب بيت جمالك.......
ما تجيبي بوسة .
شهقت ماسة لترفع فستانها وتهم بالانصراف ليوقفها محمد قائلا / استني عندك هتطلعي لوحدك !؟
دانا صارف ومكلف علشان الطلة ده ........
ثم أطلق تنهيدة عالية قائلا / يالا بينا ......
وأمسك ذراعها ليتأبط وسريعا اختطف قبلة من وجنتها شهقت على إثرها ماسة واتسعت نظراتها ليصطحبها محمد قائلا / كدة خالصين ......
انت مثبتاني بجمالك وانا ثبتك ببوسة.....
والباقية تأتي .......
ثم غمز لها بأحدى عينيه لتزم شفتيها وتشتعل وجنتيها احمرارا من الخجل.
دلف نضال ليستلم عروسه فوجدها تقف متأهبة وفور دلوفه تقدمت نحوه رافعه فستانها قائلة / يالا بسرعة لحسن هيمشوا ويسبونا........
ابتسم نضال ونظر لها من أعلاها لاسفلها قائلا / طب مش تستني اشوف الفستان عليكي .....
تحدثت ماجدة بعفوية تامة قائلة / ابقى شوفه في الفرح يالا بسرعة ......
وتأبطت ذراعه تسحبه بجوارها عنوة ليوقفها نضال قائلا/ متخافيش ......
محدش يقدر يمشي من غيري .....
ثم انا حابب اشوف الفستان عليكي لوحدنا .....
بيبقى له طعم تاني.
انزوت حاجبي ماجدة لتجد نضال ممسكا بيد واحدة ويرفع يدها عاليا
ثم يديرها فتستدير معه ماجدة ليتخللها احساس السعادة الممتزج بالخجل وهي تدور أمام نضال بمفردها بالفستان حتى أوقفها نضال لتجد نفسها تقريبا بين أحضانه فنظرت له بريبة قائلة / لو عملت زي المرة اللي فاتت هصوت والم عليك الناس كلها.
ابتسم نضال وادعى النسيان قائلا / هو انا عملت ايه المرة اللي فاتت ؟
فكريني كدة .
اضطربت نظرات ماجدة وشعرت باشتعال وجنتيها لتقول بهمس / نضال لو سمحت هيمشوا ويسبونا .
يقرب نضال وجهه منها ويجول في ملامحها قائلا بصوت خفيض / متخافيش.
وكأنه أعطى أمر الرهبة لقلبها ليخفق قلبها عاليا باقترابه وتغمض هي عيونها فيلاحظ نضال توترها الزائد ليغمض عينه ويحاول التحكم في انفعالاته قائلا بهمس / يخرب بيت البراءة ......
ثم سحب نفسا عميقا وفتح عيونه قائلا/ يالا يا بنتي علشان مضمنش نفسي بعد كدة بصراحة .
فتحت ماجدة عيونها تنظر له باندهاش فقال لها محذرا / لو ممشتيش دلوقتي هعتبره تصريح بالموافقة أن اعمل اللي في بالي ......
شهقت ماجدة وسريعا تابطت ذراعه ساحبة اياه للخارج .
.....................................
بقاعة الافراح وصل الأهل والاحباب منتظرين قدوم العرسان .
جلس يزن وغزل بمنضدة بمفردهم ليملي يزن شروطه على غزل والتي لم يعجبها الحديث قط فيكرر يزن شروطه قائلا / بعيد عليكي تاني يا غزل ......
رقص ممنوع حتى لو بنات القاعة كلهم رقصوا انتي لا ......
سامعه ؟؟
عبست غزل مطلقة نفخة تذمر قائلة / اوف انت جايبني فرح صاحبك تخنقني ؟
اكيد انت هترقص معاه انا بقى اقف اتفرج عليكم ؟
_ لا انتي هتصقفيلي .
أجابها ببرود تام فجزت غزل على أسنانها واطلقت نفخة من منخارها تعبيرا عن الغضب وادارت وجهها للجهة الأخري ليمد يزن إصبعه ليدير وجهها إليه قائلا بلهجة لم تعتاد هي عليها
لهجة بها المزيج من الحنية والغيرة فقال لها / بغير عليكي يا غزل .....
بموت لو حد بصلك بصة مش ولابد .....
ثم مد كفه ليمسك كفها بكل رقة متحسسا بابهامه بشرة كفها وهو مسلط نظراته بداخل عيونها حتى شعرا كليهما أنهما انعزلا عن العالم وأصبحا بعالمهم الخاص بهم
ليقرب يزن كفها من فمه ويلثمه لتبتسم غزل وتنظر للاسفل خجلا حتى انتبهت على ارتفاع صوت الموسيقى التي تنبأ بخبر وصول العرسان.
دلف كل عريس وعروسة للقاعة بوسط زفة مهيبة لكلا منهم ليستقر كل عريس بجوار عروسة بمقعدهم المعد لهم وتبدأ فقرات الحفل والتي دامت لمدة تزيد عن ثلاث ساعات يعمهم السعادة العارمة حتى حانت لحظة الانتهاء ليخفق قلب كلا من ميار وماسه لتميل ماسة على إذن ميار هامسة لها / انا مرعوبة .....
ده طبيعي؟؟
لتهمس ميار بدورها باذن ماسة قائلة / انتي طبيعي بس انا الرعب اللي فيا مش طبيعي ......
بينما قلب كلا من چواد ومحمد يخفق من السعادة .
بينما تترك ماجدة نضال لتنطلق الي ماسة وميار تتوسطهم وتمسك بأيديهم وتتبادل النظر بينهما قائلة / بتقولوا ايه ؟
ثم ابتسعت ابتسامتها قائلة / انا فرحانة بيكوا اوي....
وانتوا كمان صح ؟
نظر كلا من ميار وماسة لبعضهم وازدرأ ريقهم ثم نظرا لماجدة قائلين / عقبالك .
_ يااااارب
نطقت بها ماجدة لينطلق بعدها كل عروس مع عريسها لطريقهم لبيت الزوجية .
وصل چواد وزوجته وصعدا الي شقتهم الكائنة فوق شقة والدته وفور دلوفه هو وميار وبعد توديع الأهل والاحباب افلق چواد الباب
لتنتفض ميار اثر صفق الباب برغم أنه اغلفه ببطئ .
حاولت أن لا تظهر حالتها تلك فسحبت نفسا عميقا ليقترب چواد منها ويحاول أن يحيطها بذراعه لتنتفض ثانية .
رفع چواد ذراعه عنها متعجبا من رد فعلها ليستدير ويقف أمامها ليجدها مغمضة العينين ولكنها تزرف دموعا
عقد چواد حاجبيه وشعر بخطب ما
ليزيل دموعها بابهامه قائلا بفزع على حالها / مالك يا ميرو ؟
مالك يا قلبي ؟
فيكي ايه ؟
فور أن استمعت لصوته الحنون وسؤاله الهالع عليها
حتى اجهشت بالبكاء ليفزع چواد ويقترب يحاول احتضانها ولكن فور لمسها زادت ارتجافا ليبتعد خطوة للوراء رافعا ذراعه لأعلى قائلا بقلق عارم / خلاص بعدت .....
بعدت والله اهدي بقى ....
اهدي وحياتي.
حاولت تهدأة روحها لتفتح عيونها وهي تنتحب
وازالت دموعها لتردد كلمة واحدة / انا اسفة ....
والله اسفة .... مش قصدي .....
انا قولتلك منفعكش بس انت مصدقتنيش .
اقترب خطوة حذرة ليحاول تهدأة روعها فقال / متقوليش كدة .....
انا مستعد استحمل منك اي حاجة.....
المهم انك جنبي ومعايا .
امسك يدها وسحبها برفق ليجلسا على الأريكة قائلا / طب المهم بس تهدي ومتحطيش في دماغك اي حاجة.....
عايزك تحكيلي ايه اللي مخوفك كدة......
واتاكدي اني هعمل كل اللي انتي عايزاه.
أزالت ميار دموعها محاولة اختيار ألفاظها التي ستسرد له بها حالها وبوسط نحيبها بدأت تسرد له كيفية معاملة حسن لها بليلة زفافهم
وكيف تكونت لديها صورة بذهنها عن العلاقة الزوجية الحميمية وأنها تفسرها بجملة واحدة / مش عايزة ده منك انت بذات .....
مش عايزة اكرهك ......
واجهشت بالبكاء محتضنة وجها بكفيها .
احتل الذهول وجه چواد مرددا بداخله سؤال لم يجد إجابة له إلا الان / الهذا السبب كانت تردد كلمة خائفة ؟
اشتعلت عيونه لهبا لو استطاعت السنتها أن تخرج من مقلتيه لاحرقت العالم كله.
امتلأ قلبه غضبا كبركان ثائر لو وزع على البشر جميعا لفاض تنوره .
ظل جالسا أمامها يجهل ما عليه فعله كل ما يعلمه ويدور بذهنة أن يذهب لهذا السئ يبرحه ضربا بل سيمحيه من على وجه الارض .
برغم جلوسه أمامها إلا أنه لم يرى سوى السواد سواد يعم المكان لا يعرف كيف يمحيه .
انتبه من وسط ذهوله على صوت بكاءها الذي لم يتوقف ولكن ربما على نحيبها لدرجة جعلته يخرج من أفكاره السوداوية ....
فاغلق عيونه وسحب نفسا عميقا شعر كأنه حميم يغلى بصدره .
حاول تهدأتها فمد يده تجاهها وكاد أن يحتضنها ولكن تراجع باخر لحظة
لا يعرف كيف يهدأها
والأهم كيف يمحو هذه الذكريات حتى يتسنى له المعايشه معاها بصورة طبيعة.
نطق بصوته الحزين محاولا مخاطبة قلبها وروحها قبل أذنها / متخافيش واطمني .....
انا مش كدة......
وعمري ما هبقى كدة مهما كان.....
عقدت ميار حاجبيها عند سماعها هذا الحديث...
اليس كل الرجال هكذا ؟؟؟
فقد اقنعتها والدتها ان جميع الرجال هكذا !!!
فكيف يحاول إقناعها الان أنه ليس كذلك .......
أزالت كفوفها عن وجهها ونظرت له بعيون مليئة بالدموع نظرة تعجب واندهاش
ليبتسم چواد ابتسامة طفيفة محاولا مداراة حزنه عليها ولكنه اكمل / اوعدك مفيش اي حاجة تحصل بينا طول مانتي مش عايزة .....
حتى لو مش عايزة أي حاجة تحصل خالص.....
يكفيني انك معايا وجنبي ده عندي بالدنيا.
ثم اماء برأسه تأكيدا على حديثه واردف قائلا / وكل اللي عايزاه هيتم ......
مهما كان.....
وبالطريقة اللي تعجبك كمان.
بدأت الابتسامة تشق ثغرها فازالت دموعها بكل فرحه وبدون وعي منها ارتمت هي باحضانه
ارتمت بأحضان الامان التي استشعرته من صدق حديثة ونبرة صوته .
ارتمت بأحضان من اشتاقت روحها لروحه.
ليغلق چواد عيونه ويسحب نفسا عميقا وكأنه تذوق الآن الأكسجين
حاول محاوطتها بذراعه وذرعها أكثر بداخل احضانه
ولكنه تراجع قابضا كفه بغضب جم هامسا لنفسه / يااااا الله.
ثم سحب نفسا وأخذ يربت على ظهرها برفق وحذر
حتى انتبهت ميار من اندفاعها لتتراجع بخجل
ليحاول تغيير دفة الحوار فقال ممازخا / انا جعان اوي ....... هي حماتي معملتش صينية العشا زي ما بيقولوا عندكم بمصر ولا ايه ؟
نظرت له ميار ثم همت قائلة / لا في.....
ماما عملتلك كل اللي بتحبه في اكل المصريين
حتى الملوخية.....
ثواني هسخن الاكل واجيب الصينية .
استقام أمامها قائلا / لا ادخلي انتي غيري وانا هجيب الصينية الاوضة ....
بس لو سمحت طلعيلي هدوم
علشان لسه معرفش مكانها وانتوا اللي رتبتوا الدولاب.
أراد أن يجعلها تتصرف بعفوية فابتسمت ورفعت فستانها عن الأرض قليلا حتى تستطيع السير به لداخل الغرفة .
..........................................
جميل أن تتجاهل حزنا عميقا بداخلك وتقول قدر الله
وما شاء فعل.
دلفت للغرفة وأغلقت الباب خلفها
شاعرة براحة قلب وبال .
لم تتوقع أنه سيتصرف معها هكذا ....
نعم تعلم أن چواد يتسم بالرجولة والشهامة....
ولم ينقض عهد ابدا ....
ولكن هل سيتحمل كل هذا من أجلها ؟
والي متى سيتحمل ؟
شعرت بتأنيب الضمير من أجله فإذا كان تنازل عن حقه من أجل ارضاءها وراحتها
فلابد منها أن تتنازل ولو قليلا من اجل اسعاده
فهو يستحق هذا .
ظلت تدور حول نفسها كيف ستمنحه السعادة الذي يستحقها
حتى خطرت ببالها فكرة
قضمت شفتاها خجلا من أجلها
ولكنها تمالكت نفسها وهمت بتنفيذها.
بالخارج فور دلوف ميار الغرفة سقط چواد على الأريكة التي خلفه من هول الهموم التي به .
شعر وكأن جبل من الهموم يسقط على رأسه .
كيف سيزيل عنها كل هذه الذكريات السيئة ؟
كيف يسعدها ويمحو من ذاكرتها كل ما تم؟
لعن نفسه الآلاف المرات
وتكرر في مخيلته اقتراح يزن له منذ البداية.
أن يخطفها ويتزوجها رغم عن أهلها
ولكنه تراجع عن هذه الأفكار القبيحة ،
نعم قبيحه .....
فهي بالظاهر حل للأمور.....
ولكن عواقبها وخيمة
فمن الممكن أن تزيل اي ذرات حب بينهم .
فلو كان فعل هذا من المؤكد سيكون عقد زواجهم باطلا فلا زواج لبكر دون وليها......
وهو ليس من الشخصيات التي يقبل أن يعيش بالحرام....
كما أنها لم تستحق هذا العار التي سيلازمها طوال حياتها
وحياة ابنائها .....
وربما سيقطع كل الصلة بعائلتها مما سيحول حياتهم لجحيم ولعنة تلازم الحرام دائما.
فحرك رأسه منفضا هذه الأفكار الشيطانية عن رأسه
و اعتبر كل هذا اختبار من ربه فحمد الله على كل ما تم .
ويكفيه أنه جمع بينهم في خير ...
وسيحاول بشتى الطرق على جعلها تجاوز محنتها النفسية
فهي تستحق كل المحاولات الشاقة مهما يكن ....
وربما تكون منحة من الله لتوطيد علاقتهم معا.
خرج من وسط أفكاره على فتح باب الغرفة فتذكر أمر صينية العشاء فهم لجلبها
لولا جملة ميار التي أوقفته جبرا فاستدار لها ليتأكد مما استمعه ليراها حقا مازالت بالفستان وتكرر طلبها قائلة/ عايزاك تفتح لي سوستة الفستان......
لو سمحت.....
...................................................
صعد محمد شقته مع عروسة بعد أن أوصل أخته مع زوجها ليهم أن يغلق الباب لولا أنه وجد ماجدة تعرقل غلق الباب قائلة / استني يا محمد عايزة ابارك لماسة .
فتح محمد الباب عاقدا حاجبيه بتعجب قائلا باستنكار / تباركي لماسة !؟
كل الفرح ده ومباركتيش!؟
ابتسمت ماجدة بسماجة قائلة / مانا كنت مشغوله بشبكتي
معرفتش اباركلها كويس ......
وسع كدة خليني ادخل.....
عبرت من جواره ليتمتم محمد بصوت مسموع / شبكة ايه ؟
دانتي مقعدتيش جنب الراجل نص ساعة على بعض !
انا عارف صابر عليكي ازاي ده؟؟
لوحت ماجدة بكفها ثم وقفت أمام ماسه التي احتضنتها وكأنها لم تراها لسنوات
لتهمس لها ماسة بقلب مرتجف وعيون دامعة / خليكي معايا يا ماجي......
انا خايفة اوي .
تعجبت ماجدة من حوار ماسة لتعقد جبينها قائلة / خايفة من ايه !؟
محمد مش وحش .....
ثم التفتت لتحدث محمد الذي ظل واقفا بجوار الباب وتركه مفتوح عاقدا كفيه أمامه فقالت له / صح يا محمد مش انت طيب ؟
قلب محمد عيونه لأعلى ثم نفخ بفمه قائلا / شرفتي يا ماجدة .....
هنستناكي بكرة يا ماما .....
بس ابقى تعالي على العشا .
عقدت ماجدة حاجبيها متعجبه من رده الفج لتهمس لماسة قائلة / بصي هو المفروض أنه مش وحش .....
بس هو معايا مستفز شوية ......
انا هنزل واطلعلك ماما توصية عليكي .....
هو بيسمعلها اكتر.
مسكت ماسة بيدها بترجي قائلة / والنبي ما تسبيني .....
لو نزلتي مش هيفتح الباب لحد
انا عارفه......
_ ليه يعني ؟
علقت ماجدة باستنكار ثم سحبتها ماجدة لأقرب أريكة وكادت أن تجلس بجوارها ليلاحظ محمد الموقف فهَم نحو أخته وامسكها من كفها ساحبا إياها تجاه باب الشقة سائلا / انتي هتعملي ايه ؟
لتجيبه بكل عفوية / هقعد أهديها شوية......
البنت خايفة منك .
ظل يسحبها حتى أخرجها من الشقة قائلا لها / متخافيش انا مش بعوض ....
انا هعرف أهديها كويس....
اخرجي انتي بس منها ......
ثم أغلق باب الشقة لتقطب ماجدة جبينها بتعجب مما يفعله أخيها لتطرق على الباب قائلة / والله لاقول لماما .
ليجيبها محمد من الداخل قائلا / أيوة قولي لماما والنبي....
يارب تفهمك جتك خيبة في خيبتك.
هبطت ماجدة الدرج لتقتحم شقة والدتها التي تكمن أسفل شقة محمد صائحة بغضب غير مبالية لنضال الجالس والتي استأذنته لبضع لحظات دون أن تخبره ما تنتوي فعله فقالت بكل غضب / شايفة يا ماما .....
شايفة ابنك وقلة أدبه......
البنت معاه مرعوبه من أسلوبه الفج وبقوله هقعد معاها شوية أهديها طردني البيه من شقته .....
ويقولي انا ههديها بمعرفتي .....
اتفضلي اطلعيله بقى .
اتسعت كل العيون تجاهها لا يعرفون ماذا يقولون لها .
بينما نضال حاول كتم ضحكته متمتما لذاته / يخرب بيت السذاجه .....
خام خام يعني.
استقام توفيق وهو يشعر بالخجل محاولا تغيير الحوار ليقول لها / مش تقعدي مع نضال شوية يا حبيبتي ده النهاردة شبكتكم .....
ومعرفتوش تفرحوا بيها علشان افراح اخواتك.
نظرت تجاه والدها وتجاه نضال ثم قالت بتعجب / انا بتكلم في ايه وانتوا بتتكلموا في ايه ؟
ما نضال قاعد اهو هعمل ايه يعني....
المهم البنت اللي فوق ده بجد صعبت عليا .
انفلتت ضحكة من فم نضال جاهد نفسه على كتمها ولكن لم يستطع هذه المرة ليهب واقفا ويحاول الحفاظ على ماء وجهه فقال / طب هستاذن انا يا عمي وهبقى اجي اقعد ما ماجي مرة تانية أن شاء الله.
ثم نظر تجاه والدة ماجدة التي تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها ليقول ليرسل لها برسالة مستترة مكملا حديثه قائلا / عقبال ما طنط عزة تفهم من ماجي أو تفهمها أيهما اقرب .....
عن اذنكوا .
فور انصرافه نظر لها كلا من عزة وتوفيق وضرب كلا منهم كفا على الاخر محركا رأسهم يمينا ويسارا تعبيرا عن اللافائدة وانسحب توفيق لداخل غرفته تبعته عزة ولكن بعد أن أغلقت باب الشقة بالمفتاح وأحتفظت بالمفتاح بحوذتها تاركين اياها بوسط الصالة تستشيط غيظا .
فجلست ماجدة ونفخت نفسا كالتنين الغاضب ناظرة تجاه باب الشقة الموصود عاقدة كفها أسفل وجهها متمتمة / وبعدين هعمل ايه دلوقتي ؟
ماسة مع محمد ومرعوبة.
وميار مع جواد اكلم مين علشان يلحق البنت المسكينة ده ؟
ربنا يهديك يا محمد .
......................................
بعد ان أغلق محمد خلف أخته الباب استدار ليجد ماسة تدلف لغرفتها مسرعا وتغلق عليها باب الغرفه حاول اللحاق بها ولكن لم يستطع .
همس لاعنا ماجدة ثم طرق علي الباب قائلا / افتحي الباب يا ماسة .
_ لا انا زعلانه منك.
_ طب حقك عليا انا غلطان يا ستي....
بس افتحي الباب دانا بحلم باللحظة ده من سنين.
حركت كتفها لاعلي رافضة / لا انت مرضتش تخليني اروح مع عمي وضحكت عليا.
_ والله انا لسه مضحكتش عليكي.....
بس اوعدك هعمل.
همس باخر جملته لتسترق ماسة السمع من الداخل فلم تستمع لشئ فتقول / ايه بتقول ايه مسمعتش ؟؟؟
_ بقول يا حبيبتي أنا وعدتك هقولك عمك مش هياخدك النهارده ليه ...
بس انتي مش راضية تسمعيني ....
بصي افتحي اخد هدومي واقولك السبب اللي عمك كان هيرفض ياخدك علشانه ......
وهطلع على طول.
حركت عيونها يمينا ويسارا تفكر بالأمر فلتسمعه ثم تخرجه مرة أخرى من الغرفة لتسائلة قبل أن تفتح الباب / وعد ؟
ابتسم محمد بخبث وصفف شعره بيده قائلا / وعد اول ما اقولك السبب هعمل اللي انتي عايزاه.
فتحت ماسة باب الغرفة لتنظر له فتجده واقفا أمامها أيقونة من الوسامة والجاذبية يبتسم ابتسامة ماكرة خفق قلبها رعبا فقالت له/ اتفضل اتكلم .
عبر من جوارها غير عابئ بوقفتها واتجه صوب خزينة الملابس وهم يقول / هطلع لبسي الاول.
ثم اتجه ناحية الكوميد وأخرج ورق كوتشينة قائلا / وبعدين هتلاعبيني كوتشينة....
ومع كل مرة تكسبي هقولك على سبب من الأسباب.
لم تفهم خدعته فاستجابت سائلة / ولو خسرت؟
اتسعت ابتسامة محمد قائلا / كرم اخلاق مني لو خسرتي...
برضه هقولك على سبب اتفقنا.
تحمست ماسه لتجلس القرفصاء علي الفراش فتسائل محمد بتعجب / طب مش هتغيري هدومك الاول ؟
نظرت له ماسة بتحدي / لا انا كدة مرتاحة .
ليبتسم محمد قائلا / ولا يهمك براحتك خالص....
انا هتصرف......
لقضب جبينها فهى لم تفهم جملته الأخيرة ليهم هو في خلع قميصة فتشهق ماسة قائلة / انت بتعمل ايه ؟
قال بكل عفوية/ انا سيبتك تقعدي براحتك....
سبيني بقى اقعد براحتي انا كمان .....
ولا تحبي نلعب علي الهدوم قبل الاسباب؟
_ لا لا خلاص براحتك ....
بس.....
بس مش براحتك اوي.
نظرت للاسفل خجلا لييقرر محمد أن يرحمها قليلا من الخجل ويستقر أمامها ببنطال البدلة فقط وبجذع عاري وبدأ بتفنيط الورق وتوزيعه ومع كل دور كانت تذوب المسافات والرهبة كما أنه حاول جاهدا على فوزها
لتقفز فرحة وتصفق ثم تحتضنه وتلف ذراعها حول عنقه قائلة بتحدي / اتفضل اتكلم يا استاذ .
نظر محمد هائما بداخل عيونها فاضطربت انفاسها وزمت شفتيها مما جعلته ينتبه لهم فنظر تجاههم لتقضم هي شفتيها وتحاول أن تبللهم بلسانها ليزدرأ ريق محمد وتتحرك تفاحته قائلا بلهث من جم مشاعره / بصراحة السبب الأول ميتقالش...
بيتعمل بس.
اثار فضولها فقضبت حاجبيها لتسأله / هو ايه اللي يتعمل ؟
ابتلع ريقه بصعوبه وسلط نظراته على شفتيها قائلا/ عمك....
بيعمل كدة .
انقض على شفتاها يلتهمها بنهم ويتذوقها مرارا وتكرارا بينما هي لم تستطع تمالك ذاتها فقد ذابت فعليا كلوح الثلج في طقس حار لا يستطيع الاحتفاظ بجموده
بينما يذوب على مهلا وتروي .
حاولت إزاحته عنها قليلا بقوة واهية حتى لامست بكفيها صدره العاري
فإذا بها تحولت لمستها ارغبة لم تعتادها بعد
فاذداد هو لهيبا من لمستها
ليتخلص بحرفيه من فستانها التي لا تعلم متى وكيف انخلع عنها.
بعد فترة لم تعرف مدتها استراحت من لهثها فوق صدره تريح وجهها وكأنها تستند على وسادة مريحة.
لتلكمه برفق بقبضة يدها فوق صدره اللاهث وتقول بابتسامة تحاول اخفائها من الخجل / ضحكت عليا برضه يا قليل الادب.
ابتسم محمد وشعر بسعادة غامرة وكأنه يلامس عنان السماء فقبل رأسها ويده تداعب شعرها الحريري قائلا ببراءة تامة / انا مضحكتش عليكي يا حياتي.....
انا قولتلك السبب والله....
ثم رفع رأسها لتتقابل الأعين بلهفة وشوق ليكمل غامزا / على فكرة في أسباب كتيرة تانية انا لسه مقولتهاش....
تحبي اقولك على واحد تاني دلوقتي....
قضمت شفتاها ونظرت للاسفل ليحرك رأسها للأعلى فنظر بعيونها وكأنه تلقى القبول
ليقول مازحا وبصوت عالي / أيوة بقى ...............
هو ده ...............
السبب الثاااااااني .
لتطلق هي ضحكة صاخبة لم ينهيها سوى شفتيه.
......................
#معدن_فضة
#لولي_سامي
البارت ٤٠
خرج يزيد من قاعة الفرح بعد انتهاءه ممسكا بيدي يزن ساحبا اياه خلفه كمحاولة للفصل بينه وبين غزل والتي كانت تسحبها غرام خلفها تحاول تهدأتها بينما غزل لا تكل ولا تمل من الرد عليه كمحاولة فاشلة في الدفاع عن نفسها أمام هذا اليزن حتى وصلا للسيارة واستقلا يزيد ويزن بالامام ليستقرا غزل وغرام بالخلف
ويحاول يزن الصمت ولكن مع استفزاز غزل ينظر صوب أخيه قائلا باستشهاد/ شايف يا يزيد!؟
شايف بجاحتها مش عايزة تسكت .
لتجيب على حديثه غزل بالخلف قائلة بغضب / اسكت ليه؟ وانا معملتش حاجه ؟
ثم انا مش بجحة انا بدافع عن نفسي.
يوزع يزن نظراته بين الطريق وبين النظر لها بغضب بالمرآة الأمامية ناهرا فيها بصوتا عال مستنكرا اجابتها / معملتيش حاجه!؟
قايلك مفيش رقص لو بنات القاعة كلهم رقصوا .
_ وانا مرقصتش ...... عشرين مرة اقولك مرقصتش .
_ والله......
لما تهزي اكتافك وتتنططي واللي رايح واللي جاي يبص عليكي يبقى ناقص ايه ؟
_ يبقى ناقص كتير......
الظاهر معلوماتك عن الرقص ناقصة.
يزفر يزن أنفاسه الغاضبة وطرق بقبضته على عجلة القيادة امامه بينما يزيد وغرام يحاولون تهدأة كل طرف فينظر يزن مرة أخرى ليزيد قائلا / شايف مش بقولك بجحة ؟؟
لتكمل غزل استفزازه قائلة / انا برضه اللي بجحه!؟
ولا انت اللي عينك تتدب فيها رصاصة وبتغلوش على الموضوع!!
نظر يزن لها بالمرآه مستلما دفة الدفاع عن الذات قائلا / تدب فيها رصاصة ليه؟
انا اللي جيت وراها وطلبت ارقص معاها ولا هي اللي طلبت مني !؟
ثم تقمص دوره المعتاد والذي يتقنه جيدا وهو دور المغرور والواثق منه نفسه فعدل لياقة قميصة وقال مكيدا لها / هي واحدة عندها ذوق ..... شافت راجل وسيم ولوحده طبيعي تعرض عليه الرقص......
اصل انا بجد متسابش .
استوحشت نظرات غزل لتنظر لغرام اختها قائلة من بين أسنانها / شايفة اللي بتدافعي عنه ؟
شايفة اللي بتهديني علشانه ؟
مش بقولك عينه تدب فيها رصاصة ؟
نظر لها يزن بالمرآه وقد أعجبه حالة الشياط التي بها غزل ليزيد الجرعة قائلا / انا مش عارف انتي مضايقه ليه ؟
هو مش انا عرضت عليكي ترقصي معايا ورفضتي ؟
اضايقتي ليه بقى لما حد جه يرقص معايا ؟
ولا نار الغيرة ولعت جواكي؟
شهقت غزل مدعية نفي الغيرة القاتلة التي تشتعل بجوفها قائلة / غيرة ؟
غيرة من ايه ولا على مين ؟
ولا من مين اصلا ؟
ده حتي بنت صفراء زي شعرها
لا طبعا مكنتش غيرانه .
ابتسم يزن فقد استطاع أن يلامس غيرتها ويخرجها عن صمتها فأكمل مردفا بخبث / اه ...... بإمارة ما زقتيها وقولتلها اني طالبك قبلها للرقص .
هربت بنظراتها منه وتلجلجت قائلة / هو .....
هو انا كدبت؟
مش انت طلبت ترقص معايا الاول ؟
استمر الحوار على هذا النحو حتى وصلا لمنزل غرام وغزل لتهبط غرام ويزيد ليسلم عليها بينما يزن يلتفت ليمسك بكف غزل قبل أن تترجل من السيارة وبصوت رخيم قال لها / متزعليش انا بغير عليكي.
حاولت غزل مداراة ابتسامتها لترفع كتفها قائلا بإنكار بادي عليها / انا مزعلتش ......
انا بس اضايقت من بحاجة البنت اللي كانت بتلف حواليك.
_ بس انا بلف حوالين واحدة بس .
قال يزن جملته غامزا لها بإحدى عينيه لتتسع ابتسامة غزل فيمسك يزن كفها ويلثمها برقة اذابت أوصالها ثم نظر بداخل عيونها قائلا بصوته الرخيم / زي النهارده بعد اسبوعين هتكون ليلتنا .
ثم اقترب منها هامسا لها قائلا بوقاحته المعهودة / دانا هعمل عمايل .
قطبت غزل جبينها سائلة اياه ببراءة / هتعمل ايه يعني ؟ وبتوطي صوتك ليه؟
ابتسم يزن ثم أشار لها بالاقتراب فاقتربت ليهمس بداخل أذنها ما جعلها تجحظ عيونها ثم شهقت ووضعت يدها على فمها لتنظر ليزن وبدون اي تعليق سحبت كفها و فتحت باب السيارة وهبطت مسرعه علي الدرج وكأنها لدغتها عقربة ليضحك يزن بملئ فمه ويضرب كفا على الاخر متمتما لنفسه / كل ده من كلام بس ؟!
امال هتعملي ايه ليلة الدخلة !؟
تعجبت غرام عند رؤيتها لاختها وهي صاعدة الدرج مسرعه لتنظر تجاهها ثم تنظر ليزيد قائلة / مش عارفه خايفة على غزل اوي من يزن......
على طول بيتخانقوا.
يبتسم يزيد مطمئنا لها / بالعكس انا شايف أنهم منسجمون جدا مع بعض وفاهمين بعض جدا ....
وعلى فكره محدش هيحبها اكتر من يزن .....
هما بس يخفوا عند في بعض هيبقوا اسعد اتنين.
_ زيينا كدة .
نطقت بها غرام معلقة على حديث يزيد ليحتضن يزيد كفها ويلثمها قائلا وهو يصوب نظراته داخل عيونها / احنا محدش زيينا .......
عرفنا بعض وحبينا بعض وفهمنا بعض من نظرات عيونا.
ابتسمت غرام ونظرت للاسفل ليقترب يزيد من وجنتيها فشعرت غرام باقترابه منها وبسخونة أنفاسه لتزوغ نظراتها يمينا ويسارا تحاول ايجاد مبرر تهرب به حتى تذكرت اختها فقالت باضطراب / اااااه.... انا ....... انا هطلع بقى علشان اشوف غزل باي باي.
وصعدت مسرعه كحال اختها ليخرج يزيد من العمارة فيجد يزن منتظره بداخل السيارة وحاله ليس كالمعتاد ليستقل بجواره السيارة وينطلق يزن والصمت يعم عليهم كلا بعالمه الخاص .
......................................................
ثم يعوضك الله
وما ادراك ما عوض الله!!
رمش چواد من طلبها عاقدا جبينه بتعجب وتوقف يستوعب قليلا حديثها أحقا تريد فقط مساعدتها بسحاب فستانها ام تقصد مطلب اخر تمناه منذ زمن .
ابتلعت ميار لعابها بصعوبة عندما زاد وقت نظراته إليها وشعرت بالتوتر من جرأتها التي لم تعلم من أين جاءت بها .....
زاغ بصرها فلم تقوى على النظر إليه .
تقدم چواد بقدم خاوية يدعو الله أن يمهله السيطرة والتحكم بذاته .
مع كل خطوة منه للامام كانت تتراجع هي على إثرها للخلف هو يتقدم بقلب مرتجف تحسبا لفهم خاطئ.
وهي تتراجع بقلب منفطر اثر شجاعة زائفة.
دلف چواد الغرفة لتستدير هي معطيا إياه ظهرها وقد أغمضت عيونها بل واطبقت جفونها بقوة .
تقلصت المسافات بينهم حتى كادت تنعدم ومع كل خطوة منه كانت تزيد هي من اطباق جفنيها مع ازدياد خفقات قلبها.
شعر بل سمع لخفقات قلبها ....
علم خوفها وادعائها الشجاعة فلم يعرفها احد سواه .
زفر زفيرا ساخنا يحمل لهيب قلبه حتى كاد يحرق مؤخرة عنقها .
مد يده ليمسك طرف سحابة فستانها ليقشعر جسدها ...
اغمض عيونه وأمسك بالسحاب وبدأ في فتح السحاب ببطئ
لا يعرف لماذا ولكن كل ما يريده إطالة فترة قربهم معا .
تلامست بشرة كفه مع بشرتها الملساء البضة.....
ارتجف قلبه قبل يداه بينما هي زاد ارتجافها الذي لم يتوقف منذ ولوجه للغرفة .
اتم مهمته الشاقة التي ارهقت كافة جوارحه .
فتح سحابها الذي أظهر من أسفله الذي ارهقه حقا .
حاول تمالك أعصابه ليستدير ويهم بالفرار لولا صوتها الرقيق الذي نادت علي اسمه الذي يعشقه منها لتزيد صعوبه موقفه .
علم أنها تجاهد ذاتها من أجل ارضاءه فالتفت إليها مرة أخري مدعى الابتسامه .
أمسكها من كتفيها وقبل جبينها محاولا بث روح الاطمئنان بقلبها المرتجف قائلا / احنا النهارده تعبنا اوي في الفرح محتاجين نريح شويه .
ثم ربت على كتفيها وأكمل مردفا / هجيب الاكل عقبال ما تغيري هدومك.
وانطلق والجا من الغرفه مطلقا تنهيده حارة .
..............................................
أراد أن يعطيها الوقت الكافي لتغيير ملابسها ولم يعلم أنه اهداها حياتها القادمة كلها فقد شعرت اخيرا بالأمان والاطمئنان التي لطالما تمنته حتى أنها غفت بفستانها على الفراش
دلف الغرفة بعد أن طرق الباب عدة مرات ولم تأتيه اي استجابه ليراها بهذا الوضع .
وضع طفلة بريئة غفت بفستانها على فراشها فور شعورها بالأمان .
ابتسم قليلا ليقدم عليها وسحب الغطاء فوقها ليدثرها به فور شعورها بالدفئ ارتخت جسدها أكثر وتوجه هو لتغيير ملابسه وعينه لم تنفك عنها ثم توجه ليستلقي على الأريكة التي تواجه الفراش مقررا عدم الاقتراب منها إلا إذا طلبت هي ذلك
................................................
تجمعت العصافير لتغرد فوق نافذتها ربما لتخبرها بإشراق عهد جديد.
فركت ميار عيونها تحاول حجب أشعة الشمس عنها حتى استطاعت اخيرا أن تفتحهم لترى أمامها چواد يغفو على الأريكة المقابلة لها تمعنت النظر في ملامحه .
اعتدلت بجلستها لتجد أنها مازالت بفستانها .
تذكرت عندما لم تستطع أن تراوغه عن نفسها بصراحة فقد فقدت الشجاعة باللحظة الأخيرة .
ولكنها فكرت في خدعة أخري وهي أن تتدعي النوم بفستانها المفتوح ربما تجرأ هو وتقدم بجوارها ولكنها غفت لا تعلم متى ولا كيف ولم تشعر حتى به وهو يدثرها .
استقامت من فراشها متجهه له وهي تمتم قائلة / هحب فيك ايه اكتر من كدة ؟
جلست بجوار الأريكة تزيد تمعنا بوجهه.....
تمرر كفها على شعره تداعبه برقه هامسة لذاتها/ عارف انت حلو اوي حتى لو شعرك منحكش.
ثم انخفضت يدها قليلا لتلامس ذقنه مكملة بهمس وابتسامة/ دقنك ده مكنتش موجوده بس عارف كدة احلى كتير .
اطالت النظر لوجهه تتملكها رغبة في أن تقبل كل انش به لتبوح بمكنونات صدرها وهي تقضم شفتاها / كنت مستنياك امبارح بس راحت عليا نومه ....
مش عارفه اقولك ازاي اني بحبك اوي ومحتاجة حضنك اوي بس بتكسف ....
يارب تفهم لوحدك بقى وتسهل الموضوع عليا شوية .
شهقت عندما وجدت نفسها ترفع وتستقر أعلاه لتجده يفتح عيونه قائلا / وانا مش محتاج أن أسمع اكتر من كدة ،
انا كلي ملكك .
ثم في غمضة عين وجدت نفسها أسفله لا تعرف كيف ومتى وقبل أن يجعلها وقت للتفكير كان قد انقض على شفتيها بكل رقة ورغبة لتذوب بين يداه كقطعة الثلج على سفح ساخن فيغمرها في انهار حبه .
شعرت وكأنه يزيل اي شائبة عالقة باي جزء بها يمحو اي اثار قديمة من داخل قلبها قبل جسدها .
بعد فترة من ملحمتهم الرومانسية التي لم تخلو من عبارات الغزل التي اذابتها أكثر أغمضت عيونها باستمتاع بينما هو ظل شاردا للحظات يراوده سؤال يريد أن يسأله أو بالأحرى ليطمئن به ولكن راهب رد فعلها تجاه سؤاله.
أزاح شعرها الحريري الذي التصق بوجهها من أثر التعرق وابتلع لعابه بتوتر ثم قال / ميرو ....
_ مممممم
_ انا ....... . انتي ...... اقصد يعني انا اذيتك ... وجعتك يعني في حاجة ؟
ابتسمت ميار وفهمت مغزى سؤاله لتمسح وجهها بصدره باستمتاع كالقطة التي تتمسح بصاحبها ثم اومأت بالرفض واطلقت صوتا تزوم به معبره عن الرفض .
ليكرر سؤاله وكأنه يريد إجابة واضحة تثلج قلبه فقالت بسعادة ظاهرة عليها / انا محستش اني متجوزة أو أن الجواز حلو غير معاك يا چواد .
ثم رفعت رأسها لتقابل وجهه مكملة / انا كنت بحبك اوي...
بس دلوقتي بحبك اكتر......
لا انا بعشقك ومقدرش استغنى عنك ....
ربنا يخليك ليا.
_ قولتيلي بقى انهي حته موجعتكيش؟
كتمت ميار ضحكتها قائلة / چواد انا جعانة .
تمعن چواد النظر فيها وابتسامة ماكرة أجابها / وانا هموت من الجوع .
ليقبل كل انش بوجهها ببطئ وتروي وكأنه يتذوق طعام شديد الحلاوة ليصعدا حتى عنان السماء ويذوبا معا بعالمهم الوردي التي لطالما تمنوه في احلامهم
............................................
استيقظت فاطمة بكسل لم تعتاده بالفترة الأخيرة بحياتها لتنظر بجوارها حيث فؤاد الغافي فتتذكر ما حدث بالأمس فتقضم شفاها السفلية وتطلق تنهيدة ثم تحمد الله.
سحبت هاتفها من على الكوميد لترى الساعة قد تجاوزت العاشرة لتشهق وتحاول أن تهم من الفراش لولا الأيدي التي لحقت بها فاستدارت مبتسمة / صباح الخير.
ابتسم فؤاد وتعادل بجلسته قائلا / صباح الفل والياسمين ، ايه رائحة فين على الصبح؟
سحبت فاطمة مئزرها ترتديه وهي تقول/ هقوم اجهز صباحية ماسة .....
راحت عليا نومة ومش هلحق اعمل حاجه.
امسك فؤاد كفها وربت عليه قائلا بوقاحة / ماسة ايه اللي تروح لها دلوقتي!؟
هو انتي فاكراهم فاضيين الصباحية والكلام الفاضي ده ؟
رفعت فاطمة حاجبيها من وقاحته التي لم تعهدها من قبل ثم ابتسمت قائلة / هما مش فاضيين بس احنا فاضيين علشان نجهزهالهم هما برضه محتاجين يتقوتوا .
سحبها فؤاد للخلف لتقع علي صدره مصححا لها ما قالته / احب بس اوضحلك حاجات مهمة اوي اولا احنا كمان مش فاضيين ......
ثانيا في ناس كتير تجهز الصباحية وحالا هعمل الاوردر بكل اللي تؤمري بيه ....
ثالثا بقى وده الاهم احنا كمان محتاجين نتقوت ولا ايه؟
قال نهاية جملته غامزا بعينه ثم امسك هاتفه يطلب رقم ساخن لاحدي المحال الشهيرة واردف قائلا / اؤمري يا جميل محتاجة ايه في صباحيتك وصباحية ماسة ؟
املى فؤاد علي المسؤولة كل ما طلبته فاطمة ليحدد موعدين لكل أمر فالاول سيحضر بعد ساعة والآخر بعد ثلاث ساعات لتتعجب فاطمة فيوضح فؤاد بعد أن أغلق الهاتف قائلا / الاول لينا علشان انا جعت الصراحة .
ثم غمز بإحدى عيونه مكملا / والتاني لماسة قلبي بعد ما نكون احنا فضينا .
...........................................
تململت ماجدة في فراشها اثر صدوح رنين هاتفها مرة تلو الأخرى لتضع الوسادة فوق رأسها لتمنع وصول أي صوت لها .......
لم يمر سوى لحظات لتجد من يرفع الوسادة عن رأسها وتوقظها قائلة / قومي يا بت علشان تجهزي معايا صباحية اختك .
_ يووووه مش عارفه انام حرام عليكم هلاقيها منك ولا من الموبايل .
وكزتها الام بكتفها ثم همت بالرحيل وهي تقول / قومي وحصليني على المطبخ عايزين نلحق نخلص.
فور ولوج والدتها من الغرفة عادت ماجدة للنوم مرة أخري ليصدح الهاتف بجوارها فتسب وتلعن المتصل ثم امسكت بالهاتف ناوية على تكدير المتصل .
ودون أن ترى اسمه فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذنها صائحة / ميييين البارد اللي بيتصل بدري كدة؟
اندهش نضال من ردها الفج ليرفع الهاتف عن أذنه وينظر بالساعة فيجدها تجاوزت العاشرة فيعيد وضع الهاتف مرة أخرى قائلا بكل رزانة / الساعة عشرة وتلت مش بدري ولا حاجه !!
اتسعت عيون ماجدة فور استماعه هي لصوته لترفع للهاتف ببطئ وكأنه يراها لتجد اسمه يزين شاشتها بالفعل فتشهق وتضع الهاتف مرة أخري على أذنها وتتحمحم لتغيير نبرة صوتها للارفع قائلة بصوت عذب/ صباح الخير.
ليقضب نضال مرة أخرى لاستماع تغيير في نبرة صوتها فيتساءل متعجبا ربما أحد آخر اجاب على الهاتف / ماجي معايا ؟؟
تحمحمت ماجدة مرة أخري لتقول وكان شيئ لم يكن/ ازيك يا نضال عامل ايه ؟؟
صاحي بدري يعني!؟
نضال وهو يرجع ظهره للخلف ويرفع قدمه فوق المكتب / بدري من عمرك انا في الجامعة من ٦ الصبح وعمال اتصل بيكي بس مبترديش .
_ ايه ده انت مش إجازة !؟
سألت ببديهية ليجيبها بصراحة / لا طبعا هاخد إجازة علشان خطوبة؟
انا محوش الإجازات كلها للجواز علشان ميبقاش ورايا غيرك يا جميل.
صمتت ماجدة وكتمت شفتاها واحمر وجهها خجلا لا تعرف بماذا تجيبه فلاحظ نضال صمتها فأراد أن يزيد الجرعة فسألها ببراءة / قوليلي بقى اطمنتي على ماسة واخوكي ؟
_ ابدا ماما قفلت الباب ومرضتش اطلعها خالص ومعرفش البنت عاملة ايه دلوقتي .
تحدثت بكل براءة ليستغل سذاجتها قائلا / هتكون عاملة ايه هتلاقيها سعيدة ومبسوطة وزي الفل واحتمال تشكرك انك سيبتيها ونزلتي .
تحدثت بلا تصديق / يا سلام دانا قلقانة عليها جدا ،اصلك مشوفتش وش محمد وهو بيطردني من الشقة اكنه هيفترسها .
ضحك نضال ملئ فمه ثم قال/ طب ماهو فعلا هيفترسها وبصراحة أنا لو مكانه كنت رميتك من البلكونة .
شهقت ماجدة وقالت بحدة / ليه يعني أن شاء ؟
ابتسم نضال على سذاجتها وعفويتها فبرغم أنها حادة الطباع إلا أنها لم تمتلك المعلومات الكاملة عن بدايات الحياة الزوجية
ليطلق نضال تنهيدة ثم يسألها سؤالا ربما اوصل لها مقصده / قوليلي يا ماجي هو انتي متكلمتيش مع اصحابك عن حاجات قليلة الأدب قبل كدة ؟
شهقت ماجدة ونفت كالذي تبرأ نفسها من ذنب عظيم قائلة / لا طبعا محدش يقدر يتكلم قدامي عن قلة الأدب ده انا متربية على فكرة.
_ لا واضح انك متربية وبزيادة كمان .
ثم أطلق زفيرا عاليا متمتما لحاله / واضح انك هتتعبيني اوي .
ثم غير مجرى الحوار سائلا / هتعملي ايه دلوقتي ؟
_ ماما طالباني اساعدها في صباحية اختي .
انا عارفه بنعمل صباحية ليه ؟
ما العروسة والعريس يبقوا يعملوا مع نفسهم احنا مالنا !!
ابتسم نضال متمتما لحاله / انتي اللي بتجريني للرزيلة وانا بصراحة بعشقها.
ثم قال بصوت مسموع / عقبال صباحيتنا يا جميل ومش هتفضي حتى تأكلي مش تعملي اكل بس .
عقدت ماجدة حاجبيها قائلة بتعجب / ليه يعني هيكون ورايا ايه ؟
دانا حتى هكون فاضية وزهقانة.
_ فاضية وزهقانة وانا معاكي !!
ده حتى عيب في حقي .
تحدث ببجاحته المعهودة ولكنها قابلت حديثة ببراءة تامة لتعقب قائلة/ لا مانت هتكون معايا في المطبخ بتساعدني .
_ مطبخ وبساعدك !!
لا هو بصي اوعدك نجرب المطبخ بس هو انتي اللي هتساعدي علشان انا اللي هكون العنصر الأساسي بالموضوع.
تحدث بواقحة أوضح ولكنها لم تعي حديثة لتعقب بعفوية تامة / واضح انك بتحب الطبخ على العموم انا ممكن اسيبك تعمل كل حاجه انا اصلا مبحبش المطبخ ولا الطبيخ.
صدمته براءتها ليصمت قليلا ثم قال/ ماجي حبيبتي روحي شوفي مامتك .
بدل ما يجيلي الضغط انا لسه بشبابي يا حبيبتي ،
وداخل على جواز.....
الواضح اني هتعب فيه اوي ربنا يقوينا .
عقدت ماجدة حاجبيها فلم تعي لما تذمر لتنهي الحديث وتدخل بعقل مشوش لوالدتها لتجدها تعد أضعاف ما كانت تنتوي فعله فتذكرت قائلة / ايه كل ده يا ماما هنلحق نخلص كل ده امتي ؟
وهما هياكلوه امتى ؟
قطبت عزة جبينها ونهرت ابنتها قائلة / الله اكبر في عينك يا شيخة.......
قولي اللهم صل على النبي.......
ما يحسد المال الا اصحابه.......
ياكلوه بالف هنا وشفاء على قلبهم .....
ثم إنه مش كله لميار .
_ اللهم صل على النبي يا ستي .
بس بتعملي لمين تاني ؟
سألت ماجدة لتجيبها والدتها قائلة / يوه مش اخوكي كمان داخل امبارح والنهاردة صباحيته؟؟
عقدت ماجدة جبينها مندهشة ثم قالت/ مش المفروض أن ام العروسة اللي بتعمل الصباحية ولا انا فاهمة غلط .
ضحكت عزة بملئ فمها ثم خبطت ماجدة علي كتفها قائلة/ يحظك يا ماجدة ضحكتيني ......
لا ما هي امها كمان اتجوزت امبارح فتلاقيها هي كمان مشغولة ومش هتقدر تعمل صباحية .......
داحنا لولا العيبة كنت عملتلها صباحية وبعتهالها بس خايفة لتزعل.
_ تزعل !؟
وتبعتلها هي كمان صباحية !؟
ومشغولة!؟
هو انتي تقوليلي مشغولة ونضال يقولي مشغولين !!
انا عايزة اعرف مشغولين في ايه عن انهم يعملوا اكل ياكلوه !!؟
شهقت عزة واتسعت حدقتيها وهي تنظر لابنتها بخيبة أمل ثم ضربت على صدرها قائلة / لاهو انتي سألتي نضال مشغولين في ايه ؟
يعني البعيدة هبلة وغبية ؟؟
_يوووه كل حاجه تشتموني طب والله ما انا واقفة اساعدك انا تعبانة زيهم من الفرح وهدخل انام .
تحدثت ماجدة بسرعة وهي تهم للخروج من المطبخ لتنادي والدتها عليها قائلة / تعالي هنا يا هبلة تعالي ساعديني .....
طب تعالي وانا اقولك مشغولين في ايه شكلك هتفضحينا يا بنت بطني .
ثم تمتمت بصوت منخفض / وعملالي واعية وفاهمة وبتخانقي دبان وشك وانت اهبل من الهبل .....
فالحة بس تجادلي عشرة قدامك.
تركت ماجدة والدتها بالمطبخ بمفردها ودلفت لغرفتها ثم أمسكت هاتفها تطلب رقم ماسة للاطمئنان عليها ولكنها وجدته مغلق تعجبت من الأمر كيف كانت مرعوبة بالأمس واليوم تغلق هاتفها أو لم تهتم لشحنه.
قلبت شفتيها متعجبة ثم حاولت الاتصال بميار فوجدته يعطي رنينا جلست القرفصاء علي الفراش استعدادا لوصلة حديث طويلة ولكن فجأة الهاتف أغلق فقطبت جبينها ثم نظرت للهاتف في يدها بتعجب لتطلق زفيرا من فمها ثم وضعت هاتفها على الكوميد وعزمت أمرها أن تنام وتنعم بالاجازة فالكل لا يسوى أمام صفاء ذهنها ولم يمر ثواني الا وقد غفت في نوم عميق وكأنها لم تستيقظ بعد.
.......................................
ظلت اخلاص طيلة الليل حتى طلوع الفجر تغدو وتعود بالصالة تريد أن تطمئن قلبها أن ابنها فلذة كبدها بخير وينعم بالسعادة.
نعم تعلم أن ليس من حقها الصعود الان ولكن لم تستطع إسكات قلبها فهو ابنها الوحيد .
نعم تشعر بالسعادة لسعادته ولكن لا تريد أن يبتعد عنها قيد انمله.
فمنذ ولادته لم يبعد عنها يوم او ليلة الا وخفق قلبها قلقا عليه.
والان تشعر أنه سيبعد عنها ايام وليالي ليرتعد قلبها رعبا .
لا تعرف كيف تتصرف فهي حتما تريد له السعادة ولكن الغيرة تنهش قلبها نهشا لاهتمامه واحتواءه لغيرها فهل سينساها وستحل غيرها مكانها.
لا تنكر أنها تحب ميار حبا كبيرا ولكن فور مقارنة حبها أمام حب ابنها حتما سترجح كفة ابنها.
ليخطر ببالها أن تعد القليل من الأطعمة السورية التي تعد في مثل هذه المناسبات .
وبالفعل منذ الفجر وبدأت تعد ما يخطر ببالها حتى إذا انتهت وجدت الساعة أصبحت العاشرة لتحمل ما أعدته وصعدت تطرق على الباب مرة تلو الأخرى .
شعرت بالغضب من حالها عند عدم استجابتهم لها فاستدارت لتهبط لولا أنها استمعت لصوت فتح الباب ومناداة چواد عليها / ماما !! تعالي يا حبيبتي .....
تعالي اتفضلي.
استدارت لتنظر لابنها التي رأت على محياه كل معالم السعادة. دلفت اخلاص للمنزل مطأطأة الرأس فقد شعرت بفداحة فعلتها فور دلوفها للمنزل .....
شعرت وكأنها اقتحمت خلوتهم التي لطالما تمنوها.
وضعت ما بيدها على المنضدة لتجد ما أعد من العشاء ما زال متواجد فشهقت بقلق قائلة / ايه ده يا چواد مأكلتوش من امبارح يا ابني.
ليه كدة يا حبيبي تلاقي الاكل باظ.
علي العموم عملتلك الاكل اللي بتحبه ولو عايز ادخل اسخنلك الاكل بتاع امبارح أو احطه في الثلاجه ....
كانت تتحدث وكادت أن تدخل المطبخ بالفعل ليشعر بها ابنها بغيرتها وأنها تريد أن تشعر أنها مازالت تهتم به ليمسك چواد بيدها ويقبل كفيها قائلا بابتسامة / بصراحة أنا كنت مستني الاكل بتاعك انتي عارفه انا بحب الاكل المصري اه.....
بس برضو الاكل السوري له طعم تاني وخاصة لو من ايدك يا ست الكل.
لا تنكر أنه أثلج قلبها رغم علمها بأنه يريد رحيلها ولكن احتواءه جعل غيرتها تهدأ قليلا لتسأل عن ميار فطمأنها وأخبرها أنها مازالت نائمة رغم استيقاظها بالداخل لولا تأكيد چواد عليها بأن لا تخرج لكانت خرجت لاستقبالها ولكن كان لجواد رؤية أخرى وهي أن لا يظهر اهتمامه بزوجته منذ البداية أمام والدته حتى لا تشتعل نيران الغيرة منذ البداية .
ثم سألته السؤال المعتاد / طمني يا حبيبي عملت ايه ؟
ابتسم چواد وقبل رأسها مرة أخرى قائلا بسعادة / اطمني يا ست الكل كل حاجه تمام الحمد لله.
ربتت على صدره داعية له بالهناء والسعادة .
اطمئنت اخلاص علي چواد وميار ثم همت بالرحيل على وعد الصعود مرة أخرى.
................................................
بعد فترة وجيزة أعدت عزة صينية بها خيرات الله وصعدت تطرق جرس الباب مرة تلو الأخرى ليفتح لها محمد اخيرا مبتسما ويبدو عليه السعادة .
لتطلق عزة زغرودة وتهنئه ثم قدمت له صينية الافطار هامسه له وهي تغمز له / ده حاجه بسيطة عقبال ما والدتها تجيب الصباحية علشان ترم عضمك بيها وترفع راسنا .
ابتسم محمد وتلقى الصينية من والدته مطمئنا لها / متقلقيش يا ام محمد ابنك اسد .
أطلقت عزة زغرودة مدوية أخرى لتربت على صدره قائلة/ اللهم صل على النبي ......
ربنا يهنيكم ويسعد قلبكم يارب ويهدي سركم قادر يا كريم.
قبل وجنتيها ومقدمة رأسها لتهم بالرحيل قائلة / ابقى سلملي على ماسة هبقى اطلعلها تاني بس بعد ما والدتها تيجي ...
علشان متتكسفش ،سلام عليكم.
نزلت الدرج لتوقظ ماجدة مرة أخرى وطلبت منها أن تستعد للذهاب لاختها فما أعدته يزيد عن طاقة حملها .
وبالفعل توجهوا كلاهما لمنزل ميار صاعدين السلم مطلقين الزغاريد .
فور أن استمعت ميار لهن همت بارتداء ملابسها التي لم يسعها الوقت سوى ارتداء قميص نوم ومئزره .
حاول چواد لملمة كافة الملابس المبعثرة أرضا حتى استمعا لصدوح رنين المنزل فتوجه چواد ليفتح بينما أكد عليها عدم الخروج من الغرفة فهي ملكة ويجب أن تقدم لها التهنئة في عرشها .
بالفعل توجه چواد لفتح الباب لتطلق عزة وماجدة الزغاريد ويسلمون عليه ليتوجهوا مباشرة الي غرفة السفرة ليضعوا ما بأيديهم علي طاولة الطعام وتسائلت عزة عن ميار ليخبرها چواد أنها بمخضعها.
ابتسمت عزة بسعادة ونظرت له بفخر واعتزاز وعقلها يقوم بعملية المقارنة بين يوم صباحية ابنتها مع حسن واليوم مع چواد لتربت على صدره داعية له / ربنا يحميك ويخليك ويباركلنا فيك يا ابني .
ثم تقدمت هي وماجدة حيث غرفة ابنتها لتدلف للغرفة لتجد ابنتها كالملكة المتوجة تجلس فوق عرشها معززة مكرمة والسعادة تشع من عيونها قبل شفتاها .
ارتمت عزة بأحضان ابنتها ودمعت عيونها فأطلقت زغروطة صحبها قليل من البكاء متمتمة بصوت لم يسمعه سوى ميار بجملة واحدة / حقك عليا يا بنتي .....
حقك علي راسي يا حبيبتي.
دمعت عيون ميار قليلا وعاتبت والدتها بهمس / قولتيلي الرجالة كلهم واحد مطلعوش واحد يا ماما .....
الحمد لله مطلعوش واحد .
تربت كلا منها علي ظهر الأخرى كلا بهدفه الاولى بهدف الإعتذار والاخرى بهدف الاطمئنان.
لتصبح ماجدة قائلة / انا عايزة اسلم على فكرة .
خرجت ميار من احضان والدتها لتمسك ماجدة بذراعها وتديرها حول نفسها قائلة / ايه يا بت الجمال ده انا مشفتكيش كدة قبل كدة .
ثم وكزتها ماجدة وغمزت بعيونها سائلة / هو ايه الفرق يا بت.
ضربت عزة ماجدة علي ظهرها قائلة بسخرية / اسكتي يا ميرو ده طلعت ابيييييض متعرفش الفرخة بتبيض ازاي .
قضبت ماجدة جبينها وتلفتت بخجل يمينا ويسارا ثم قالت بحياء / بس بقى يا ماما انا مبحبش الكلام في الحاجات ده عيب كدة على فكرة.
كتمت ميار ضحكتها لتحرك عزة شفتاها يمينا ويسارا ساخرة من حال ابنتها ثم قالت وهي تلوح بيدها / بتقولك عيب هتتجوز خلاص وبتقولك عيب اعمل فيها ايه البت ده .
_ يوووه بقى مفيش فايده فيكم انا هقوم احسن.
وانطلقت ماجدة تاركة لهم الغرفة لتؤكد عزة عليها قائلة / جهزي يا بت الفطار لأختك واللي محتاج يتحط في الثلاجة حطيه.
فور ولوج ماجدة من الغرفة اقتربت عزة من ميار تربت على فخذها وعيونها تسال قبل لسانها / ها طمنيني حبيبتي چواد عامل معاكي ايه؟ مرتاحة؟
ابتسمت ميار واطلقت تنهيدة سعادة ثم قالت بخجل /چواد جميل اوي يا ماما ......
وكان خايف عليا من نسمة الهواء ......
وحنين اوي اوي يا ماما .........
انا محستش بالراحة والنعيم غير معاه .
ربتت عزة على كتفها وهي ترى تهلل وجه ابنتها لتدعو لها / ربنا يهنيكم يا بنتي ويجعله زوج الاولى والاخرى ويهدي سركم قادر يا كريم .
امنت ميار بكل تترجي وتمني وانتهي اليوم على خير لتشعر ميار انشغال بال چواد بأمر ما لتقترب منه قائلة / انا عايزة اطلب منك حاجه اتمنى توافق عليها .
انفرجت شفتاه چواد من السعادة فقد بدأت تملئ طلباتها وهذا يدل على ارتياحها له وازاحت ستار الخجل بينهم .
ليقول لها بكل ترحيب / اؤمريني وانا انفذ كل اللي عايزاه مجاب أن شاء الله.
............
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا