سكريبت كامل لا توذوني بقلم ايه محمد الفصل الاول والثاني والثالث
_ هتبقي خـدامتي، مش مراتي!
~ اي!؟
_ أيوا.. هو دا المعني الوحيد لجـوازك من واحد معـا'ق، واحد مشلول، فـاهمه!!
الكـل أخلي مسئوليـته عني بفكـرة الجواز السخيفـة دي، هنجـوزك واحدة وهي تخدمك، يبقي دا معناه انك خدامة هنا مش زوجة..
~ بس.. أنت كنت تقدر توظف حد يخدمك، مكانش هيبقي صعب عليك يعني، دا معناه انك اختـارتني زوجة..
_ الموظف مش بيفكـر في الاستقـالة كتير زي ما الزوجة بتفكر ألف مرة في الطلاق، أومال انتي مفكره عمي اختارك ليـه انتي بالذات وكمان زوجة مش موظفه، لأن بما انك مش موظفـة يبقي مش هيكون عندك الصلاحية تستقيـلي، وبسبب وضعك مش هيكون عند صلاحية تطلبي الطلاق.. صح!!، اظن انك كدا فهمتـي كويس..
~فهمت، شكـرا علي صراحتك يا جاسر بيـة..
ابتسم جـاسر وحرك مقـعده للخلف تجـاه غرفتة بينما لازالت مكانها تمسك بفستانها البسيط..
_ كويس أوي.. مطيعة.. كويس أوي..
جـلست بالخـارج تخلع حذائها الغير مريـح، تجوب بعينيها بالمكـان، منظم بشكل كبير و مساحته كبيرة ليستطيع مالكه التحرك بحريـة بكرسيه المتحـرك..
كـان يراقبـها من شاشـة حاسوبـه وهو يخـلع رابطة عنقـه، لم تتأثر كثيـرا فهي لم تتزوجه لتصبح زوجة، بل لتصبح المتحكمة في أمواله...
_ فـرودس... تعالي هنا..
حملت طرف فستانهـا و تحركت تجاه غرفـته و وقفت منتظرة طلبه الأول منهـا..
_هـاتي التيشـرت والبنطلون الأسود من الدولاب ودخليهم الحمـام، وياريت تبدأي تجهـزي العشاء و العلاج، ولا حابة تاخدي النهاردة اجازة بمناسبة فرحك!!
~ لا.. هجهزلك حاجتك..
وضعـت له ثيابه بمرحـاضه ثم خـرجت من الغرفة واتجهـت للمطبخ تسخن الطعام، اهتز هاتفهـا الذي كان بوضعية الصامت فأجابت بقلق..
_ هـا.. قولتيـله انك تمسكي الشغل ولا لا!!
~ لا.. ابن اخوك اللي كان عامل نفسه غلبان ومكسور مش طايقني قـالي اني هبقي خدامة عنده، يعني تنسوا خالص الموضوع دا..
_ يعني اي بقي احنا هنخيب ولا اي يا فيفي!!
~ أوف يعني انا أعمله اي!؟!
_ معـاكي اسبوعين، اسبوعيـن و تخليـه يمضي علي التوكيل العام، ماشي يا فيفي ولا تحبي اخلف بوعدي معاكي!!؟
~ لا.. خلاص هحـاول أكسب ثقته..
_ تكسبي ثقته بس!! فيفي اتدلعي عليه وخليه خاتم في صباعك انتي مش واحد صاحبه.. انجزي!!
~ اوف، حاضر حاضر..
في غرفـته...
~ ماجـد عاوزك تخلص وتجيبلي الورق اللي قولتلك عليه..
_ ماشي يا جـاسر بس أنت عـار... يا جدع ابعد دا أنت خنيق!!
~ أنا!!
_ لا لا دا الزفت معاذ لازق فيـا.. يا حبيبي مبنتكلمش في حاجه بيسألني في الشغل ابعد عني بقي بطل تلزيق..
معاذ: شغل!!! شغل اي يوم فرحه اديهـولي كدا!!
جاسر بضيق: نعم.. نعم يا استاذ معاذ عـاوز مني اي!!؟ بس خد بالك كل كلمة مش هتعجبني فيها خصم اسبوع من مرتبك..
معاذ: لا لا أنت زي الفـل أنا كنت بس طيب انا هروح بقي اشوف شغلي اصل انا بشتغل ليل ونهار علشان خاطر نوصل الشركة لمكان اعلي و احب ان مديري يكون فخور بيا..
جاسر: تمام اتكـل وسيبني اكلم ماجد علشان اقوله الكلمتين واخلص!!
معاذ بضيق: طيب..
جاسر: ها يا ماجد!!
ماجد بتعب: بكرا بليل هيكون الورق عندك في البيت..
جاسر: في البيت ليه! انا بكرا الصبح هاجي الشركه..
ماجد: نعم! انت عبيط انت كمان!! اه أنت!! ومش بتكلم معاك دلوقتي علي اني شغال في شركتك او اني المحامي بتاعك لا بتكلم معاك كصاحبك و أكبر منك!! شركة اي اللي تروحها بكرا يا ابني!! مش عروستك دي أهلها واهلك هيجوا بكرا يباركولكم و الهيصه دي!! هتسيبها وتيجي!!
جاسر بضيق: ما أنت عارف اللي فيها!! عروسة اي ونيلة اي يا ماجد، هو بس عمي زهق من الخدم اللي بيسيبوا الشغل فقال يجيب واحدة معرفش اخلص منهـا و صمم اني اتجوزها وانت عـارف اني مش قادر ارفضله طلب، في النهاية هو اللي شالني في وقعتي دي..
ماجد: والله!! وأنا يعني معملتش حاجه!!
جاسر: نسيب المشكله بقي و نقعد نشوف مين شال المشلول اللي في حياتكم.. طيب خلاص خلي الورق معاك وانا يومين وهرجع الشركه..
ماجد: يومي...
جاسر: ولا كلمة.. خلاص..
تحـرك بكـرسيه تجـاه باب الغرفـة وبمجرد فتحـها صدع صـوت إحدي الأغـاني الشعبيـة في شقتـه، تحـرك بكـرسيـه للخـارج بأقصي سرعة تمكن منهـا.
فتح عينيـه بصدمه، لم يكـن يتوقع حتي ما يـراه أمام عينيـه...
جاسر بصدمة: اي دا!!
ويتبع..
#التاني
جاسر بصدمة: اي دا!!
فـرح: مش أنا قـولتلك يا جـاسر، قولتلك أني هرقص في يوم فرحك قدام عروستك وقدام كل الناس، بس أنت معملتش فرح علشان كدا جيت هنـا، ما أنا كان لازم أوفي بالوعد دا..
جاسر بغضب: أنتـي مجنـونة يا فرح!! أنتي عارفه الساعة كام دلـوقتي!! اسبقيني علي تحت يا فرح ، انزلي حالا قدامي..
فرح بضحك: وتسيب عروستك يوم فرحـها!!
جـاسر: سمعتي أنا قـولت ايه!!
اقتـربت منـه فرح و ذهبت ضحكاتها وظهرت دموعهـا، جلست علي ركبتيهـا أمامه وأمسكت بيده فسحب يده بعيدا عنها ولكنها لم تتراجع..
فرح: ليه يا جاسر! أنا بحبك وأنت لسه بتحبني، أنا قولتلك إني معنديش مشكلـه مع وضعك دلوقتي لأني بحبك، ليه يا جاسر اختارتها هي وسيبتني أنا..
فردوس بملل: اتأخرتي أوي علفكـرا خلاص احنا اتجـوزنا يعني مفيش حاجه هتغيريها..
جـاسر: إمشي يا فرح.. إمشي حـالا..
فرح بحزن: يعني اتراجعت مش هتوصلني؟
جاسر: لا.. وانسيني يا فرح، سافري وارجعي لمامتك وابعدي عني..
تراجعت للخلف ثم خطت سريعا تجـاه باب شقتـه وركضت للأسفـل، اتجهت فردوس للبـاب وأغلقتـه، نظرت له قليلا ثم سألته وكأن شيئا لم يحدث..
فردوس: أحطلك العشاء!؟
جـاسر: أيوا و هاتي العلاج..
لم يكـن يعنيها الأمر فلم تتأثر ولكنه لم يظهـر عليه اي تأثر مما حدث، استطـاع كتم بداخله ما يتعايش معه من حزن الآن..
بعد قـليل وضعت لـه الطعام و بجواره أدويتـه..
فردوس: تمام كدا ممكن أدخل أنام بقي!!؟
جـاسر: ومين هينضف السفرة بعد لما أخلص أكل!! وبعديـن أنا لازم اشرب شاي بعد الأكـل..
فردوس بضيق: هعملك شاي وادخل أنام وبكرا الصبح هنضفها..
جاسر: لا طبعـا، اسمعي أنا بكره قلة النضافـة ومبحبش الأكل يتساب علي السفرة او برا التلاجه..
فردوس بملل: طيب.. اتفضل كل يا جاسر بيه..
جـاسر: مش هتاكلي!
فردوس بضيق: لا متشكـرة مش عاوزة..
جاسر: لا وهتوفري عليا كمان، لا أنا كسبان بجد في الجـوازة دي..
نظـرت له فردوس بضيق وفضلت البقـاء صامتـه، تفكـر كيف ستقنعـه بأن يسلمها شركـته، كيف وهو لا يثق بها ابدا، لن تستطيـع أن تخدعه بسهـولة، يجب ان تكتسب ثقتـه او تحصل علي هذا التوقيـع بتخديره او ما شابه.. المهم هو أن تحصل علي ذلك التوقيـع بأي طريقـة حتي..
أنهي طعامـه فنظف تلك السفـرة، نظرت له بتعـجب واخذت الأطباق للداخل ثم أحضـرت له كوب الشـاي..
جاسر: يا ساتر وحش أوي، والله ناصر كان بيعمله احسن من كـدا..
فردوس: بجد، لا برافو عليه، تصبح علي خير بقي..
فتحـت الغرفة المقابـلة لغرفتـه و ألقت بجسدها علي الفراش وذهبت في نـوم عميـق...
في الصبـاح البـاكر دق بـاب غرفتهـا فخـرجت منزعجـة تنظر له بضيق أكبر من أمس، ثيـابها غير مهندمـة و شعرهـا غير مرتب أبدا وعيناها شبه مغـلقة..
فردوس بضيق: الساعة سته الصبح!! اي عندك جاموسه عاوزني احلبها وانزل ابيع اللبن!! ما هو انا مش لقيالك وصف غير كدا..
جاسر بإبتسامة: معـاد الفطـار.. ياريت تلمي شعرك..
فردوس بغيظ: يا بـااارد..
جاسر: قولتي اي!!
فردوس: ولا حاجه، ولا حاجة يا جاسر بيـه..
جاسر: لا لا يا فيفي، مش دا دلعك بردو!! اه هـو..
فردوس: وأنت تدلعني ليـه!! تدلعني ليه وأنت نفسك تولع فيا اصلا!!
جـاسر بإبتسامة: ومين يخدمني لما أولع فيكي!! يلا أومليت وتوست و عصير، شوفتي مفيش اسهل من كدا..
فردوس: اي أكل العيانين دا كمان!
جـاسر: اه ما أنتي طبعا عاوزة تفرشي هنا فول وطعمية ومسقعه..
فردوس: مهو دا فطار الشعب المصري عمتا يعني..وأنا مبحبش افطر غير كدا..
جـاسر: مش محتاجـة توضحي..
فردوس: انت قصدك اي!! لا معلش وضحلي كدا!!
جاسر: قصدي انك محتاجه تخسي شويـة مينفعش كدا..
فردوس بصدمة: أنا مسمحلكش ابدا تعلق علي شكلي..
جاسر: ليه متسمحليش ليه انا جوزك..
فردوس: لا.. انت هنا واحد بشتغل عنده.. مش جوزي!
جاسر: طيب كويس انك فاكره، الفطار بقي يا فوفا..
تحرك عائدا لغـرفتـه، لملمت شعرهـا و اتجهت للمرحاض واغتسلت ثم ذهبت لتحضر له ما طلب منهـا، كان يراقبها من كـاميراته ولكن بعد قليـل اغلقه وجلس يراجع بعد اوراق العمل..
بينمـا في الداخل نظرت حولها بحذر وهي تخرج شريط الدواء من ثيابهـا ثم وضعت له حبتين بداخل عصيـره...
وضعـت الطـعام علي الطـاولـة ثم جلسـت بالزاوية تنتظـرة، خرج بعد قليـل و ثبت كرسيه في مكانـه..
جاسر: مش هتاكلي بردو!؟
هزت رأسها نفيا...
جاسر: أنتي حره، ادخلي هاتي العلاج بتاعي وكوباية ماية ممكن؟
فردوس بهدوء: حاضر..
ذهابت لدقـائق وعادت بعده لتجـده علي كرسيـه، أمامه كأس العصير فـارغ، يميل برأسه علي كتفـه ومغمض العينيـن..
وقع كوب الماء من يديهـا، ذهبت تجـاهه بفزع كبيـر..
فردوس بخوف: مكانش المفروض يـغمي عليه، أنا كدا حطيت جرعـة زيادة ممكن تأذيه..
تذكرت كلام ذلك الطبيب اللعين الذي أعطاها الدواء " لو الجرعة زادت ممكن يدخـل في غيبـوبة، وممكن يمـوت "...
شعـرت بثقل أنفـاسه فأمسكت وجهه بين يديهـا بخوف...
فردوس بصـراخ: جـاسر!!
ويتبع.
#آية_محمد.
#لا_تؤذوني.
#الثالث
فردوس بصـراخ: جـاسر!!
جاسر بوهـن: مش عارف اتنفس..
فردوس بخوف: يا ربي اعمل اي دلـوقتي في المصيبة دي، طب حاول تاخد نفسك براحه وأنا هتصـرف.. جاسر!! رد عليا بالله عليك رد..
أخذت هاتفها لتتصل بأحد ما ولكن قبل ذلك رن جرس الباب، فأتجهت له سريعـا برغم خوفهـا، لكن لعل أحد يسـاعدها.. وقد كـان..
ماجد بإحراج: هو.. جاسر كان باعتلي أد...
فردوس بخـوف: جاسر مغمي عليه وأنا مش عارفـة أعمله اي!!
ماجد بقلق: اي!!
دلف سـريعـا واتجـه لجاسر الفاقد لوعيه علي كرسيـة، حاول إفاقتـه ولكن بدون أي نتيجـه، دفع كرسيـه تجـاه غرفته وهو يخـرج هاتفه ليتصل بطبيب ما ليساعدهـم، وضع جـاسر علي فراشـه و جلس يحاول مجددا بإفاقته حتي آتي الطبيب...
الطبيب: خير ان شاء الله، اتفضل خليني أكشف عليـه..
ماجد: اتفضـل يا دكتـور..
الطبيب بتفكير: هو الإغمـاء دا مش طبيعي، يعني واضح إنه شارب حـاجه لكن هو وضعه كويس هيصحي لوحده لكن لو طول عن 24 ساعة انقلوه المستشفي..
فردوس: يعني هو هيبقي كويس!؟
الطبيب: اه سيبـوه بس يـرتاح...
خـرج ماجد ومعه الطبيب وخلفهـم فردوس التي أغلقت باب غرفة جاسر وتركته ليرتاح وهي تحمد ربها بداخلها بأن الأمر مر بسـلام....
في صبـاح اليـوم التـالي....
جاسر بتعب: فـردوس!! أنتي فين؟
اتجهت سريعـا لغرفتـه، رأته يحاول أن يصل ب
لكـرسيه فحركته تجـاهه وأقتربت لتسـاعده حتي جلس عليـه..
جاسر: أنا نمت تـاني ليه؟ هو ايه اللي حصل!!
فردوس: الدكـتور قال إن أنت مرهق شويـة وتعبـان فإدالك دواء ودا اللي خلاك تنام كل دا..
جاسر بضيق: أنا كنت عاوز أكمل شغـلي، طب هـاتي الملفات علي مكتبي.. صحيح هو مش كانوا أهلك هيجوا!!!
فـردوس: أنا قولتلهم انك تعبـان ومش هينفع تقابل حـد...
جاسر: يعني محدش جـه هنا خالص!؟
فردوس: لا..
جـاسر: تمام.
تحـرك بكـرسيه للخـارج يشعـر بالجـوع الشديد، دلف للمطبـخ يبحـث عن شئ مـا وهي خلفه تشعر بالشفقة لأجله، ولكنه لن يحب أبدا ان يري تلك الشفقه بعينيهـا..
فـردوس: اي دا أنت قررت تديني أجازة ولا اي!!
جـاسر: لا اطلاقـا بس أنتي أكلك طعمه وحش، حتي الأومليت استغفر الله وحش أوي...
فردوس: والله!! طب كويس والله ريحتني أنا هروح بقي أطلبلنا اتنين بيتزا نفطـر بيهم..
جـاسر: اي العك دا أنا معدتي متستحملش بيتزا علي الصبـح كدا..
فردوس: طب اعملك اي طيب دلوقتي، خلاص بص أنا هنزل أجيب فطـار ملكي وأجيلك..
جاسر: ملكي آه.. المسقعه بتاعتك دي متدخلش من باب البيت..
فردوس بضيق: يا حول الله يارب، خلاص هدخل أجيب مربي وقشطه و عسل ابيض وحلاوةونعمل احلي سكلانس..
جاسر: أنتي عاوزة تجيبلي السـكر!! وبعدين انا واحد مبتحـركش الأكل دا هيتخنـي.. قولي بقي إنك غيـرانه مني...
فـردوس بغضب: متعصبنيش يا جدع أنت، بص خلاص المطبخ قدامك اهوه اعمل اللي أنت عاوزه..
جاسر: لا اتكلمي معايا بإحتـرام، أنتي هنا بتشتغلي عندي، مش بنهزر مع بعـض..
فـردوس بتعب: تمـام، تمام يا جاسر بيـه، بس أنا بجد تعبانه وشيفاك تعبـان فقـولت أعرض المساعدة يعني مش جايه اتخـانق يعني..
جـاسر: حضريلي لبسي أنا هنزل المكـتب..
فـردوس: تمام.. و كمـان أنا كنت حابة أشتغل يعني لو تشوفلي في شركتك اي شغل يعني...
جـاسر: واسطه وكدا!!
فردوس: اه طبعا، ما انا مش هبقي قـاعدة معاك في بيت واحد ومستغلكش يعني..
جـاسر: طب مش لما تقدري تقفي علي رجلك وتسدي في شغلانه واحده الأول، أنا واخد بالي علفكـرا إنك مش قادرة تقفي وسانده علي الرخامه!!
فـردوس: لا أنا كويسه، واقفه كدا عـادي..
جـاسر: فردوس! إنتي مكلتيش من وقت ما دخلتي البيت دا صح!!
فـردوس: ممكن متهتمش بيا خالص بعد اذنك..
جاسر بضحك: ليه!! خايفه تحبيني؟ برأيي خافي يا فردوس لأني هكسر قلبك..
تحـرك بكـرسيه للخـارج، تاركـها تقف مع حيـرتها بالداخـل، فهي كما تصف نفسها دائما ذات قلب حجـر، لا تعطف علي أحد إطلاقا، لا تشعر بالشفقه، وهي بالطبع لم تقع في حبه ولكنها تكره ان تشعر بالشفقة لأجله...
فـلاش باك...
فـردوس بغضب: يعنـي اي مش هتطـلعي هو بمزاجك!! أنتي فاهمه النهـاردة الشغل هيكون في ميـن!!!
_ مش هطـلع، مش هخرج من هنا إلا علي جثتي فاهمه!!
فردوس: بت أنتي أنا مش فايقه للدلع دا!!
_ ما أنتي في يوم من الأيام اعترضتي زيي، في يوم وقفتي هنا ورفضتي تطـلعي يا فيفي، علشان كدا محدش قدر يوصلك، أنتي فاهمه احساسي دلوقتي، فاهماني بس قلبك بقي حجر من كتر اللي شوفتيه هنا...
فـردوس بضيق: أوف، هو أنتي غاوية وجع قلب ليه!! مأمون خد باله إنك مبتطلعيش، وبحذرك، بحذرك متقعيش تحت إيديه أبدا..
_ وأنا هموت في ايديه بس مش هطـلع..
فردوس بغضب: مش هيموتك يا غبيـه، مش حابه أبدا أقولك اي اللي ممكن توصليله بعنـادك دا..
_ بس أنتـي عاندتي ومحدش أذاكي.. محدش قربلك..
فردوس: بكـرا هتطلعي.. وإلا الخبر هيوصله وأنا آسفه بعد كدا هيخرج من ايدي..
بـاك...
التقطتت أنفاسهـا تستند علي طرف رخامة مطبخـها، اهتزت الصورة أمامها بشكـل أكبر ولم تشعر بشئ آخر، لم تشعر إلا بماء يتناثـر علي وجهها وصوتا ينـاديها..
جـاسر: أنتي كويسه!؟ سامعاني!!
فـردوس بتعـب: أنا كويسه، كويسـه..
جاسر: هسألك لأخر مره، أنتي مكلتيش بقالك قد اي!!؟
فـردوس: تلات أيام..
جاسر بصدمه: ليه!!
فـردوس: مكانش ليا نفس..
جاسر: يعني اي مكانش ليكي نفس!!
فردوس بضيق: الأكل مش بالعافيه، مكانش ليا نفس يعني مش عاوزة آكـل..
جاسر بإستغراب: بس دا مش طبيعي..
فردوس: ملكش دعوه..
جاسر بغضب: أنا هبدأ اتضايق من الإسلوب دا!!
فردوس: لا تضايقني ولا اضايقك، سيبني في حـالي..
تركـته و ذهبت لغـرفتها وأغلقت الباب خلفهـا بغضب، جلست أرضا وهي تتمتم بضيق..
فردوس: بتعملي اي!! بتعملي اي يا فردوس لازم تكسبي ثقـته مش تتخانقي مـعاه هو ملوش دعـوة.. ملوش دعوة بأي حاجه.. هما السبب مش هو..
فـلاش بـاك..
فـردوس: اقفي علي الميزان.. زايدة 3 كيلو؟ أنتي كلتي اي علشان تزيدي كدا!!
_ وأنا هاكل اي غير اللي بتدهولي يا فردوس!!
فردوس بضيق: الأحسن تخسي ال3 كيلو الاسبوع دا..
_ وأنتي زمان كنتي بتخسي 3 كيلو في اسبوع؟!
فردوس بغضب: صدقيني زمان كان ممكن اخسرهم في يوم واحد، وبطـلي تقارني نفسك بيا، عاوزة تمشي من هنا يبقي لازم تقدمي تنازلات، لازم تطلعي علشان تعرفي تهربي، صدقيني انا هبقي اكتر واحدة مبسوطة لو أنتي هربتي..
اللي أنا عملته زمان أنتي مش هتقدري تعمليه، مش هتخليهم يشيلوا عنيهم عنك ولا هتطيقي تعملي زيي وتدوسي علي كل بنت وتشتغلي معاهم علشان خاطر نفسك، صدقيني هتكرهي نفسك ومش هتقدري تبصي في المراية، أنا دوست علي كل بنت جت هنا علشان احمي نفسي ولو انتي مفكـراها سهله يبقي يلا برافو عليكي اعملي كدا..
_ هعمل كدا.. ما أنا محدش اختـارني حتي أهلي، يبقي ليه اختـار حد!! أنا هعمل كدا وزي ما أنتي اشتغلتي مع ابـوه، أنا هشتغل مع مأمون..
فـردوس بتعـب: أنتي حره.. بس صدقيني دي نـار ولازم تستحمليها للأخر..
_ هتبقي معايا!!
اقتـربت فردوس من الفتـاة وضمتهـا بحزن...
فـردوس: متقلقيش.. يمكن يجي يـوم ونقدر نفضحـهم، حتي لو ممكن نتسجن عادي علشان أنا لازم اتعاقب بردو علي كل بنـت أجبرتها تسمع الكلام من سكـات، وانتي هتتعاقبي في النهاية علي اللي هتعمليه، حتي لو غصب عننا، بس صدقيني هيكون أهون من اننا نخضع ليـه.. صح!!؟ صح ولا لا يا فرح!؟
فـرح بشـرود: صـح.. بس احنا مش وحشين يا فيفي!؟
فـردوس: مش عـارفه، ممكن يا فرح احنا وحشين بس مش بإرادتنـا.. بس هو دا الواقع وهو دا اللي قادرين نختـاره..
باك..
مسحـت دموعهـا وأغمضت عينيهـا، أخذت نفسا عميقا تحـاول تخطي تلك الحـالة التي اصابتها، ولكن أبت تلك الذكريات أن تتركها...
فلاش باك..
فـرح ببكاء: مأمون عـاوزني اتجـوز ابن عمه يا فيفي!!
فـردوس: طب ما دي حاجه كويسـه، اللي اعـرفه انه كويس!!
فـرح: كويس اوي، طول الفترة اللي فاتت بمثل اني بحبه علشان أعرف اوصلهم للورق اللي عاوزينه و نعرف نستولي علي شركته، صعب عليا أوي يا فيفي ثقته فيـا، مش هقدر اعمل كدا، مش هقدر صدقيني..
فـردوس: أنتي عبيطـه!! قدامك فرصه علشان تهربي من هنا وكمان تتجوزي واحد محترم وبتقولي مش هقدر!! صعبان عليكي في اي!! انك مش بتحبيه!! لا هتحبيه يا فرح غصب عنك فاهمه!!
فـرح بحزن: انتي أدري بمصلحتي، انا لو كان عندي أخت مكانتش هتخـاف عليا زيك كدا..
..................
فلاش باك..
مأمون بغضـب: مكانش لازم أعتمد علي عيـلة زيك،البيه اللي عامل فيها رومانسي مش عاوز يتجـوزها، قال اي صعبان عليه تضيع عمرها مع واحد مشلول..
فرح ببكاء: طب وأنا ذنبي اي!! بتضربني ليه!؟
مأمون: نعـم!! هتقفي تردي عليا كمان!! نزلوها تحـت، خديها يا زفته..
فردوس: اهدي بس.. قولي اي يتعمل وهنعمله!!
عـادل " عم جاسر ": فـرح كارت واتحرق خلاص، فيفي هي اللي هتتجـوز جاسر، من الأساس أنا مكنتش واثق ان البنت دي هتقدر توصلنا لحاجه، بس فيفي متربيه علي ايدينا وهي اللي هتتصرف في اسرع وقت..
فردوس بقلق: بس.. عمره ما هيقتنع!!
عادل: أنا هقنعـه.. بس عاوزة اسمع موافقه لأني لو سمعت حاجه تانيه غير كدا، هتزعلي أوي يا فيفي..
فردوس بخوف: لا موافقـه بس فرح متنزلش تحت..
مأمون بغضب: انتي هتتشرطي علينا!!
عادل بضيق: خلاص يا مأمون!!! فيفي بردو ليها خاطر عندنا، واللي هي عاوزاه هيحصل و أوعدك لو جبتي الورق هسيبك تمشي من هنا انتي وفرح ومش هأذيكم..
فردوس بلهفه: موافقه، موافقـة..
بـاك...
فتحت عينـيها وأخذت نفسا عميقـا، وقفت واتجهت لفراشهـا تمسح دمـوعها وهي تفكـر بجدية..
فـردوس: أسكت و انفذ اللي هما عاوزينه وافضل متجوزة راجل محترم ولا افضحهم و ادخل السجن، واحرر كل البنات دي!!
وكأنها اخذت ذلك القرار بمجرد تفكيـرها، خرجت سريعا وخطت خطوات واسعـة حتي وجدته يجلس بالصالون..
فـردوس: عمك عـاوز ياخد فلوسك.. عمك بيسرقك يا جاسر..
ابتسم جاسر وكأنه قد ربح رهانا ما..
جاسر: طب ما أنا عارف.
ويتبع..
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا