رواية حياة مريرة كامله من الفصل الأول إلى الفصل العاشر بقلم امل صالح
- نعم!
- هي الحجة مقالتلكيش ولا إيه يا آنسة رغد؟
- تقولي إيه؟ أنت بتقول إيه يا أستاذ سعيد!
- تقولِك إني عايز أشوف شعرِك، فين المشكلة؟
- فين المشكلة؟!! دي رؤية شرعية مش كتب كتاب يعني أنت أصلًا أجنبي عني، تشوف شعري بتاع إيه أنت ؟!
بص ناحية الباب ونادى بسخرية - يا حجة نبيلة، ما تيجي تشوفي الدنيا.
دخلت نبيلة والدتها - في حاجة ولا إيه؟
- أنا مش متفق معاكِ على حاجة، في إيه بقى؟
بصت نبيلة لرغد بنتها - ما تسمعي الكلام يا رغد يا حبيبتي.
رغد عينها وسعت بصدمة من كلام مامتها ووقفت شاورت على سعيد اللي رافع حاجبه بكل بجاحة وبرود - دا عايزني أقلع الطرحة عشان يشوف شعري يا ماما!
بصت نبيلة لسعيد وشدت رغد لبرة، وقفت قصادها - فيها إيه يعني يا رغد، ما هيبقى جوزِك كدا كدا..
قربت شوية منها وكملت بهمس - بعدين دا مهندس يا رغد، لقطة ميتفوتش دا.
زعقت بقهر وعينها دمعت - اتجوزيه أنتِ ووريه شعرِك يا ماما، أصل اللي أنتِ بتقوليه دا جنان مش كلام أم عاقلة لبنتها!
شدت دراعها بسرعة وقالت بصوت يكاد يكون مسموع - وطي صوتِك! بتزعقي كدا ليه؟
كملت - هو أنتِ عجبِك الوضع اللي احنا عايشين فيه دا؟ عاجبِك العيش دي؟
ردت رغد بصوت مبحوح بان فيه مدى رغبتها في البكاء - عاجبني وراضية، الحمد لله على كل حال..
مسكت رغد ايد مامتها بأمل إن تفكيرها يتغير - ماما اللي بتطلبيه مني دا حرام، أنا وأنتِ واللي جوة دا هنشتال ذنبه، ذنب على حاجة تافهة زي كدا، طب ليه؟؟
شدت نبيلة إيدها من بين كفوف رغد - أديكِ قولتي حاجة تافهة يا رغد...
شاورت للمكان اللي قاعد فيه سعيد - خشي لو سمحتِ، خشي عشان حالنا يتغير!
زعقت رغد تاني - أنتِ كدا بتاجري بيا، افهمي أرجوكِ!!
- ادخلي يا رغد عشان مدخلكيش غصب.
مسحت رغد وشها بعنف واتكلمت بحدة وتهديد لعله يكون السبب في تراجع والدتها - همشي واسيبهالِك خالص...
ولكن.....
يتبع....ෆ
#الثاني
- أنتِ كدا بتاجري بيا يا ماما ، افهمي أرجوكِ!!
- ادخلي يا رغد عشان مدخلكيش غصب.
مسحت رغد وشها بعنف واتكلمت بحدة وتهديد لعله يكون السبب في تراجع والدتها - همشي واسيبهالِك خالص.
اتحركت نبيلة مامتها ناحية باب الشقة، شدت المفتاح من على المسمار في الباب وبدأت تقفل الباب بالمفتاح من جوة!
رغد مكنتش فاهمة هي بتعمل إيه لحد ما بدأت تستوعب، جرت ناحيتها وقالت بزعيق - بـس يا ماما، يا ماما لأ!
حاولت تاخد منها المفتاح ولكن بلا نفع، خرج سعيد من الأنتريه - إيه يا حجة امشي أنا ولا إيه؟!
وقفتله رغد - ياريت، ياريت تغور وتسيبنا في حالنا..
رفعت سبابتها - وروح دورلَك على واحدة توريك شعرها، واحدة ماتربتش ولا تعرف حاجة عن دينها.
- وماله يا آنسة رغد وماله..
بص لنبيلة - وسعي كدا بقى يا حجة عشان أمشي.
زقت نبيلة رغد جانبًا - ليه كدا يا باشمهندس سعيد، دلع بنات وأنت فاهم.
ابتسم بسمة جانبية وهو بيبص لرغد - نتقابل بقى لما الدلوعة تنشف، أصل أنا خلقي ضيق.
فتحت نبيلة الباب فخرج سعيد ورغد واقفة مكانها بتبص لأمها، مش عارفة تقول إيه ولا تتصرف إزاي بعد اللي حصل واللي كانت عايزة تعمله!
وواضح كمان إن سعيد ناوي يجي تاني وامها موافقة على دا عادي!
شاورت رغد على الباب - الراجل دا ميخشش البيت تاني.
ولكن رد مامتها صدمها لما زعقت وهي بترزع مادلية المفاتيح في الأرض - عاجبِك كدا؟ أهو مِشىٰ يا فقرية، ميخشش؟! لأ هيخش يا رغد ... هيخش وابقي وريني هتعملي إيه.
- أنا لسة هبقى أوريكِ؟! أنا هوريكِ دلوقتي.
سابتها ودخلت أوضتها وقفلت عليها بالترباص، دورت على أي كيس أو شنطة صغيرة تاخد فيها هدومها ولما لَقَت بدأت تنقل حاجات بسيطة ممكن تحتاجها.
فجأة سابت اللي في إيدها وقعدت على السرير؛ "هو أنا هروح فين؟".
سؤال خطر في بالها فجأة، أعمامها العلاقة بينهم مش أحسن حاجة، قرايبها من ناحية مامتها يدوب يعرفوها، ولو قررت تبات في مكان كام يوم فهي مش معاها المبلغ الكافي!
دموعها بدأت تنزل بحسرة وشعور العجز بدأ يتملكها، غير صدمتها في والدتها اللي مش قادرة تتخطاها، عمرها ما كانت مادية للدرجة دي!
هم مش محتاجين فلوس لدرجة انها تخليها تكشف شعرها لواحد غريب!!
- افتحي الباب دا لأحسن اكسره فوق دماغِك، بتعملي إيه كل دا؟
رفعت رأسها وبصت للباب، أصبح قدامها خيارين؛ إما إنها تفتح الباب مامتها وترجع للسرير تعيط، أو تفتح الباب برضو، ولكن عشان تهرب منها ومن جنونها المفاجئ.
مسحت وشها وبدأت تكمل لملمة هدومها، مش مهم النتيجة المترتبة على خروجها من البيت، المهم إنها مش هتعمل حاجة تغضب ربها.
فتحت الباب..
بصتلها نبيلة بعدين بصت للشنطة في إيدها..
اتحركت ناحية المفتاح المرمي على الأرض ونبيلة متابعاها بهدوء، مسكته في إيدها بقوة وباليد التانية فتحت الباب..
- هتعملي إيه؟
ابتسمت بسخرية وكملت - هتمشي؟ ويترى هتروحي لمين؟
رفعت حاجبها بثقة - هترجعي تاني يا رغد، هترجعي يابنت بطني والجزمة في بُقك، عشان مش هتلاقي حد تروحيله.
ابتسمت - عندي ربنا يا ماما، عندي ربنا.
قفلت الباب بسرعة ماستوعبتهاش نبيلة وبالمفتاح قفلت من برة بتهور..
تمسكت بالشنطة بكل قوتها وبدأت تجري....
مش عارفة هي راحة فين ولا إيه قدرها ولكن بتجري...
يتبع....ෆ
#الثالث
- هترجعي تاني يا رغد، هترجعي يابنت بطني والجزمة في بُقك، عشان مش هتلاقي حد تروحيله.
ابتسمت - عندي ربنا يا ماما، عندي ربنا.
قفلت الباب بسرعة ماستوعبتهاش نبيلة وبالمفتاح قفلت من برة بتهور..
تمسكت بالشنطة بكل قوتها وبدأت تجري....
مش عارفة هي راحة فين ولا إيه قدرها ولكن بتجري..
• نزلت الشارع بتاعها، جيرانها شايفينها بتجري ولكن محدش فيهم جرب يوقفها ويسألها في إيه، دخلت محل بقالة صغير.
- إزيك يا ر.....
قاطعت رغد الراجل صاحب المحل وهي بتحط المفتاح على الفاصل بينهم - افتح لأمي يا عم طلعت..
ومستنتش تسمع رده ولا سؤاله عن سبب إنها تسيب المفتاح عنده فجأة كدا، طلعت بسرعة وأول توكتوك فاضي وقفته، الراجل طلع وهي كل دقيقة والتانية بتطلع رأسها وتبص لورا.
- على فين يا أبلة؟
سألها بعد ما قطع مسافة طويلة وملقهاش قالت حاجة أو العنوان اللي عايزة تنزل فيه، رفعت رأسها بصتله بتوهان..
مش عارفة تديله عنوان محدد ولا عارفة تقف في أي منطقة غريبة وخلاص، حضنت الشنطة في إيدها ومدت رأسها شوية - نزلني هنا.
وقف على جنب وهي أعطته ٢٠ جنيه إكرامًا للمسافة الطويلة اللي قطعها، مِشى وهي وقفت مكانها بجمود يدوب بتبص حواليها بإستكشاف..
"أنا فين؟!!"
السؤال الوحيد اللي كان بيدور في راسها في اللحظة دي، فجأة لقت نفسها في مكان أول مرة تشوفه، مكان جديد و وشوش جديدة، حست فجأة بغربة كبيرة..
"أرجع تاني!"
رجع عقلها يشتغل مرة تانية، بتفكر بالرجوع مرة تانية ومواجهة واقعها المؤلم بإستسلام، "ربنا..." نقطة مضيئة نوّرت في عقلها فجأة وسط كل الكم دا من الحيرة، كانت الجواب على كل سؤال خطر في بالها.
ربنا...
هو سبب هروبها من والدتها وتفكيرها البشع، وبرضو هو هيكون سبب نجاتها في اللحظة دي، هيبعتلها أي حد يقف معاها.
بدأت تتحرك في المكان، في البداية كان التوكتوك موقفها على كوبري البلد دي، بدأت تدخل جوة شوية، بيوت كتير متراصة جنب بعضها، يفصل بين الرصيف والطريق التُرابي ترعة طويلة.
دخلت جوة شوية فبدأت المساكن تقل وتظهر أراضي زراعية، ومع أول التفاتة ناحية الأرض الزراعية كان فستانها وحجابها بيطيروا لورا.
غمضت عينها باستمتاع، أهي بتعيش أي لحظة سعادة وراحة وسط كل اللي بيحصل!
مكنتش مهتمة كتير لنظرات الناس ولكنها كانت محرجة جدًا، خصوصًا إن أهالي البلد بيكونوا عارفين كل فرد في البلد فهي هيئتها هيئة شخص غريب عنهم!
رجعت تتحرك تاني وراسها مرفوعة لفوق، بتبص على البيوت والمحلات، عايزة تسأل أي حد عن أي حاجة ولكن مكسوفة.
- كام كدا يا عمو؟
قالها وهي بتحط كام عبوة بسكوت وكيكة مع ازازة ماية كبيرة وعلبة مناديل، بصلها الراجل شوية بعدين ضحك - أنتِ مش من هنا صح؟
ابتسمت بإحراج - آه.
- طيب، كدا ياستي ١٥ إلا جنيه.
- هه ؟
ضحك - ١٤ جنيه.
مدت إيدها بإحراج بالفلوس، كانت على وشك إنها تمشي لكن وقفها - أنتِ قريبة مين هنا؟
- مش قريبة حد.
بصلها بإستغراب - أومال بتعملي إيه عندنا؟
حطت الحاجة في شنطتها وسابت بس بسكوتة، قطمت قطعة وقال بتلقائية - أنا هربانة يا عمو.
رفعت رأسها لما صمته طال وهو سأل تاني - مالِك؟
ومرة تانية قالت بعفوية - هربانة..
ساب مكانه بسرعة ما استوعبتها ووقف قصاد المحل وبدأ ينادي بصوت عالي ويزعق.
حاولت تعديه وتمشي من المكان...
لكنه وقف قصادها سد منيع..
رافض مرورها.
خافت من نظراته، وخوفها زاد مع تجمع الناس الغير مبرر..
صارت غريبة وسجينة في بلد لا تعرف حتى اسمها، والآن من المفترض أن تهرب من الهروب!!
يتبع....ෆ
#بقلم_أمل_صالح
#حياة_مَريرة
#أمل_صالح
«خلينا متفقين إن تصرف رغد غلط وإن اللي هي فيه حاليًا نتيجة لِتهورها، حبيت أوضحلكم عشان ميبقاش أي لخبطيطة وخلاص، رغد غلط وكان في طرق كتير تقدر تسلكها غير الهروب»
#الرابع
- أنا هربانة.
- مالِك؟
ومرة تانية قالت بعفوية - هربانة..
ساب مكانه بسرعة ما استوعبتها ووقف قصاد المحل وبدأ ينادي بصوت عالي ويزعق.
حاولت تعديه وتمشي من المكان...
لكنه وقف قصادها سد منيع..
رافض مرورها.
خافت من نظراته، وخوفها زاد مع تجمع الناس الغير مبرر..
• - في حاجة يا حج صلاح ولا إيه.؟
قالها واحد من الواقفين فَـ لَف بصلها وقال بعصبية وصوت عالي - هربانة من إيه ولا عملتِ إيه، أنا قولت برضو الخِلقة دي غريبة في البلد، والشنطة اللي معاكِ دي متطمنش برضو، انطقي يابت.
ردت عليه بتقطع وصوت عياطها طاغي على نبرة صوتها - والله مش كدا، أنا ... أنا مش هربانة زي ما حضرتَك فهمت، أنا.....
اتفتحت في العياط وهي مش لاقية كلام تقوله، تقول على الملأ وقصاد كل دول إنها هربانة من أمها اللي بتجبرها على شيء حرام؟!!
حتى لو عايزة تقول....
خوفها وتوترها من الأشكال الغريبة قدامها خلَّوا لسانها وكأنه مربوط!
- أنتِ إيه ما تقولي..
اتكلم رجل من الواقفين - لا حول ولا قوة الا بالله، يابنتي سلِّمي نفسِك وخودي فترتِك واطلعي.
عينها وسعت بصدمة من تفكيره ونفت بسرعة براسها - لا والله لأ!
رجعت تعيط تاني - اسكت ياعمو بالله عليك، اسكت!
واحد تالت اتكلم - أنتِ شكلِك بنت ناس ومحترمة، خُدي فتـ...
- اسكت يا فتحي كدا ووسعلي.
قالها سِت كبيرة واضح إنها زوجة اللي كان بيتكلم وهي بتقرب من رغد، بصتلها بشفقة للحظات قبل ما تلف للتجمع الواقف - والله عيب عليكوا وعلى سِنكم...
حطت إيدها قصاد وش رغد - بقى الكتكوتة دي هربانة؟ دانتم عُمي بصحيح.
مسكتها من دراعها وشدتها لبرة - تعالي يا نن عيني تعالي، سيبك من شوية العواجيز والنسوان الفاضية دي.
وقفها عم صلاح البقال - حسبي يا حجة عزة على نفسِك، دي لسة قايلة بِبُقها إنها هربانة.
اتكلم فتحي جوزها - وخداها على فين يا عزة، إحنا نعرفها ياست أنتِ!
تجاهلتهم عزة بما فيهم جوزها اللي تحمحم بإحراج لفعلتها قصاد الناس، كانت رغد ناسية وراها بتعيط بصوت لافت خلَّى كل المارة يبصولها.
- ما خلاص يا عسولة الناس يقولوا إيه؟ خطفاكِ!
ردت عليه وهي لازالت بتعيط - أنا آسفة.
ضحكت عزة ووقفت قصاد باب مقفول في الشارع، واضح ان المكان محل لحاجة، وقد كان فعلًا..
- معلش بقى الريحة فايحة شوية.
قالتها وهي بتفتح شباك المكان عشان تهويه، مسحت رغد وشها من الدموع وهي بترد عليها - دي حلوة أوي.
- دي ياستِ المحل بتاع فتحي جوزي، محل ساندوتشات زي ما أنتِ شايفة كدا، أنا بنزل أجهز الحاجات واطبخها وهو يقدمها، الواد جابر ابني بقى....
قطعت كلامها فجأة بشكل خلَّى رغد تبصلها بإستغراب، اتفاجئت بيها بتضحك وهي بتخبط على كتفها - يوه! الكلام خدني ونسيت أجبلِك حاجة تشربيها.
- لأ لأ شكرًا، أنا معايا أكلي و...
- لا والله أبدًا لازم تدوقي كبدة طنطِك عزة.
فقالت رغد بتلقائية - مباكلش كبدة من برة والله.
- مش كبدة كلابي متخافيش..
- مش قصدي والله، أ...
- يبقى تاكلي!
اتحركت ناحية الرخام جوة ورغد قاعدة مكانها ساكتة بإحراج، لحد ما عزة رجعت اتكلمت - قوليلي بقى، أنتِ جاية لحد هنا ولا إيه حكايتِك بالظبط. ؟
رفعت رأسها بسرعة - مش هربانة من الحكومة والله، أنا هربانة من ماما..
- من ماما.! لا إله إلا الله.! ليه كدا يابنتي بس؟
حضنت شنطتها وسرحت قدامها من غير ما ترد عليها، بتفكر في اللي عملته والنتيجة اللي تبنت عليه، "هو أنا كان ممكن أتصرف تصرف تاني غير دا؟".
سؤال خطر في بالها فجأة بعد ما لقت نفسها ضايعة وتايهة، الإجابة كانت واضحة للأعمى إنها "آه" لكنها كانت شايفة إن اللي عملته صح، خطأها الوحيد إنها ما خططتش بتفكير..
- خُدي وقوليلي رأيك..
خدته منها - شكرًا يا طنط.
- العفو يا قلب طنط.
قطمت رغد قطمة من الساندوتش وقالت - أنا معملتش حاجة غلط، هي كانت عايزاني اعمل حاجة حرام، وحاولت أقنعها إنه لأ مينفعش بس هي مااقتنعتش، هو أنا غلطت كدا يا طنط؟!
- يلهوي دانتِ لو غلط هقولِك أنتِ صح! إيه يا العسل دا كله بس!
وقف فتحى على أعتاب الباب فوقفت رغد بسرعة...
- الآه! اقعدي يا حبيبتي اقعدي، عمِك فتحي غلبان ماتخافيش.
- عــزة!
قال بصوت عالي مُحذِّر فانتفضت رغد في مكانها بخوف..
- البنت دي مش هتقعد لحظة كمان هنا، أكلت وشربت وعملنا اللي علينا تشوفلها مكان ياخدها بقى، دا اللي ناقص؛ ناخد الهربانين نعيشهم على قفانا.!
كلمات جارحة..
ونظرات مستحقرة..
كانت كفيلة بتجمع الدموع في عينها مرة تانية، حتى المكان الوحيد اللي استقبلها، بشكل مهين بتطرد منه، ولا علم لها بكيفية التصرف....
يتبع....ෆ
#الخامس
- البنت دي مش هتقعد لحظة كمان هنا، أكلت وشربت وعملنا اللي علينا تشوفلها مكان ياخدها بقى، دا اللي ناقص؛ ناخد الهربانين نعيشهم على قفانا.!
كلمات جارحة..
ونظرات مستحقرة..
كانت كفيلة بتجمع الدموع في عينها مرة تانية، حتى المكان الوحيد اللي استقبلها، بشكل مهين بتطرد منه، ولا علم لها بكيفية التصرف....
• سابت الساندوتش اللي خدته منها على الكرسي اللي كانت قاعدة عليه وشالت شنطتها، اتحركت عشان تمشي فوقفتها عزة بمسكها لإيدها - استنى يابت.
بصت لفتحي جوزها وقالت وهي رافعة حاجبها بتحدي - مش همشيها يا فتحي، ومتقولش عليها هربانة..
بصتلها رغد بتوتر وهي كملت وهي بتبص لفتحي جوزها بطرف عينها - اكرم الناس بقى عشان ربنا يكرِمَك! ياخي طول ما نفسك وحشة كدا ربنا مش هيبارك في حياتَك.
اتكلم فتحي فبصتله رغد - يعني إيه يعني يا عزة، قصدِك إيه بكلامِك دا؟
ردت عزة فلفت رغد رأسها ناحيتها - ولا قصدي أي حاجة، أنا كل اللي بقوله ان البت هتفضل معايا لحد ما أشوفلها مطرح تقعد فيه، مش عاجبَك الكلام اخدها وأروح بيت أمي وابويا، ناس عندها أصل وبتكرم الغريب أكنه قريب.
فتحي صوته عِلىٰ - لقحي بالكلام أوي لقحي، خلي حتة بت ولا نعرف عنها أصل ولا فصل توقع بينا.
- وماله ياخويا وماله، بقولَك إيه أنا ... البت هاخدها أأقعدها في شقة جابر، مش داخل الكلام دماغَك هأخدها برضو وأقعدها في البيت فوق..
غمزت - وابقى شوفلك مطرح ياخدك يا حبيبي.
شمرت أكمامها وشاورت لرغد عشان تمشي وراها - يلا.
هزت رغد رأسها بسرعة وهي ماشية وراها، ولما بقت قصاد فتحي بصتله بأسف - أنا آسفة والله هي اللي حبتني، أنا مش وحشة ولا هر...
لفت عزة اللي استغربت إنها مش جنبها - إيه يا عسولة في حاجة ولا إيه.
- لأ لأ؛ وراكِ يا طنط أهو..
بصتله مرة تانية وقالت بهمس - آسفة.
سابته ومشت وهو مكانه بيبص لأثرها بغيظ، كانت رغد ماشية ورا عزة اللي بتبرطم بعصبية، بتبص حواليها بإستكشاف للمكان بدون انتباه لنظرات الناس المتفحصة اللي مستغربين وجودها في بلدهم.
- خُدي خُدي، راحة فين كدا!
نادتها عزة لما لقتها مكملة طوالي فلفتلها - تعالي البيت من هنا.
رغد عينها وسعت بدهشة وهي بتقرب منها - بيتِك؟
- آه بيتي.
رجعت خطوة لورا وهي بتنفي براسها - لأ لأ، مش هعرف أقعد فيه، الأحسن لو يكون فيه شقق تأجير وتشوفيلي مكان حلو أشتغل فيه.
شدتها عزة ليها بعفوية وطيبة - طب بس تعالي بس وبلاش كلام فاضي.
لكن حركتها قلقت رغد، لأنها مش متعودة على الحاجات دي في المكان اللي كانت عايشة فيه، نعم كانت عايشة في قرية ولكنها كانت شبه مدينة، هنا حاسة إنها في فيلم، الألوان زاهية، الهوا لطيف ويرد الروح، ولكن تصرفات عزة خوفتها شوية.
"هتخطفني"..
دا اللي فكرت فيه مع تصرفات عزة، رجعت لورا وبصت حواليها - لأ، أنا همشي.
- تمشي فين بس يابنت الحلال! أنتِ عارفة حد ولا حد يعرفِك.
زقت إيدها بخضة وفكرة إنها عايزة تخطفها سيطرت على عقلها - لأ!
بصتلها عزة للحظات بإستغراب وعدم فهم، قبل ما تقول - أوعي تكوني فاكرة إني هعمل فيكِ حاجة، يابت دانا أم جابر أحسن واحدة في المنطقة الـ** دي، تعالي بقى ماتتعبنيش!
طلعت رغد وراها بقلق، فضلت طالعة وراها لحد ما لقتها بتقف قصاد باب وبعد كدا لقت المكان حواليها مفتوح، استنتجت إنه الدور الأخير قبل السطح.
دخلت ورا عزة اللي بدأت تفتح الشبابيك وهي بتتكلم - دي ياستِ شقة جابر ابني، فيها أوضة جاهزة والحمام والمطبخ مكانه موجود بس فاضي، يعني لا غسالة ولا مواعين. يدوب أوضة فاضية كدا.
لفتلها بعد ما فتحت معظم الشبابيك عشان تنور المكان - الأوضة فيها سرير والماية واصلة لفوق يعني بصي، مش عايزة أقولِك.
- لأ قولي عادي.
قالتها بجدية فضحكت عزة - لأ هي بتتقال كدا.
- مش فاهمة.
- مش مهم!
ورجعت ضحكت تاني، قعدت عزة على كرسي - بصي بقى ياستَ أكل شرب اي حاجة تحتاجيها عليا، وان كان عايزة تشتغلي هقول لجابر يشوفلِك أي حاجة كويسة، بس ماتشليش هم حاجة أنتِ.
- طب .... طب هو أنتِ ليه بتساعديني، مش يمكن أكون وحشة بجد.
- شوفي يا...
- رغد يا طنط عزة.
- شوفي يا رغد، أنا عشت ٥٠ سنة، عدى عليا كل الأشكال اللي تخطر على بالِك، بقى الواحد عنده خبرة كدا، وأنتِ شكلِك بيقول إنك محترمة وبنت ناس، بعدين لو أنتِ وحشة فأنا على الله، ماحلتيش حاجة.
ختمت بضحكة وبعدين وقفت عشان تمشي فابتسمت رغد وهي ماشية وراها - أنا عايزة أشتغل من بكرة لو سمحتِ وأول ما يكون معايا فلوس هدفعلِك وهمشي أش...
- طب بس ماتقوليش كدا عيب! عايزة حاجة يا رغد؟
- لأ شكرًا.
سابتها ونزلت وبدأت رغد تستكشف المكان...
«الساعة ٩ إلا ربع»...
كانت واقفة في البلكونة مبتعملش حاجة، بعد البيت عن الأرض مخليها شايفة البلد كلها من فوق، ولأن البيت قريب شوية من الأراضي، كان الهوا مخليها في عالم تاني.
وفي لحظة كل دا اختفى...
النور قطع..
دخلت بسرعة..
بتخبط في الحيطة وفي الاثاث..
بتجري في الانحاء بحثًا عن تلفونها عشان الكشاف..
وفي لحظة ما هي بتجري شافت إضاءة جاية من المطبخ..
تسمرت مكانها بصدمة، لفت وشها ببطئ..
١
٢
٣
كان صوت صريخها مالي المكان ومعاه صريخ الطرف الذكوري الآخر....
يتبع....ෆ
#السادس
تسمرت مكانها بصدمة لما شافت ضوء خافت جاي من المطبخ وسط الضلمة، لفت وشها ببطئ وبصت ناحيته..
وخلال ٣ ثواني كان صوت صريخها مالي المكان ومعاه صريخ الطرف الذكوري الآخر....
• الإضاءة بدأت تتحرك بعشوائية في المكان بسبب فزع الشاب اللي ماسك الكشاف، كان بينط في اي مكان فاضي وهو بيزعق - يامّـــا، أمّــــا.
وهي قعدت على الأرض وضمت رجليها وبدأت تعيط وهي بتردد كل اللي حفظاه من القرآن وأدعية - اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، اللهم احفظني...
باب البيت اتفتح وظهر مصدر تاني للضوء، ومعاه صوت عزة - بت يا رغد، أنتِ يابت!
لفت لجوزها وراها - شغّل الماطور بسرعة يا فتحي، يا رغد.!
بدأت تنور في المكان لحد ما خبطت فيها فجأة، سلطت الضوء على الأرض وشهقت بخضة لما لقتها رغد اللي متكورة على نفسها وبتعيط - الله! بت يا رغد إيه اللي مقعدِك كدا بس!!
بدأت عزة تشدها من دراعها - قومي قومي اقعدي على الكرسي دهو.
قعدت رغد وفضلت عزة واقفة بتطبطب عليها عشان تهدى - إيه اللي حصل؟ ما النور ياختي بيقطع كل يوم الساعة ١٠ إيه اللي خضِك كدا؟
- هو .. هو كان بيقطع عندنا الـ ... الساعة ٢ بعد الضهر...
شاورت ناحية المطبخ - هو جوة.
- لا إله إلا الله! هو إيه اللي جوة؟
المكان نوَّر فجأة فقالت عزة - أهو عمِك فتحي شغّل الماطور أهو، إيه دِ اللي جوة بقى وريني..
وقفت واتحركت ببطئ نتج عن خوفها وجنبها عزة - لأ يا رغد يا حبيبتي! كدا هنوصل على الفجر، شدي حيلك شوية كدا.
وقفت على أعتاب المطبخ وجنبها عزة - فين؟ ما المكان مفيهوش نملة حتـ....
قطعت كلامها بشهقة طويلة بعد ما رفعت رأسها فوق شوية واتصدمت بإبنها الكبير العاقل جابر، قاعد مستربع فوق دولاب المطبخ - واد يا جابر، جك حزن بتعمل إيه عندك، انزل ياض بسرعة.
مد إيده فساعدته على النزول، وقف قصادها ورد بصوت عالي وواضح على ملامحه الفزع - النداهة، النداهة يامّا الحجة، شوفت بعيني دي.
سايرته عزة ومثلت الصدمة - يلهوي، وندهت قالت إيه؟!
- يارتها ندهت ياما يارتها، دي فضلت تصوت، هي تصوت وأنا أصوت، هي تصوت وأنا أصوت لحد ما ببص لقتني فوق زي ما أنتِ شايفة كدا.
شدته من إيده لبرة - بس لا عبيط يابن العبيطة..
- مش مصدقاني! طب و.... Oh my god ،دعونا نقف دقيقة صمت لهذا الجمال والـ...
قاطعته عزة بتحذير - وقلة الأدب يا حبيبي، وقلة الأدب ها...
بصت لرغد اللي بصتله بإستغراب؛ بني آدم عادي أهو أومال إيه سبب الصويت اللي طلع فجأة دا..
- دا يا رغد جابر ابني ماتخافيش، هو بس عشان ميعرفش إنِك هنا اتخض، المهم ياستِ أديكِ عرفتي إن النور عندنا بيقطع ١٠ عشان تعملي حسابِك بعد كدا، ولو على جابر مش هتشوفيه هنا تاني..
شد جابر كُمَّها وقال وعينه على رغد - وأنا وأنا.
- وأنت إيه ؟
- عرفيني مين دي يا حجة، صباح الفل!
اخدت نفس وبصتله وهي رافعة حاجبها - رغد، هتسكن في شقتَك من النهاردة، ويلا عشان نمشي..
قالتها وهي بتشده ناحية الباب فقال وهو بيبتسم ببلاهة وعدم فهم - يعني إيه؟
- يعني امشي وأنت ساكت يا حبيبي.
- يلهوي! بتموتي فيا يا أمي.
- أوي أوي.
نزلوا وسابوا رغد واقفة مكانها، واقفة مكانها بتبتسم!!
لمجرد إنها شافت ثواني أو أقل من تعامل جابر وأمه سوا حست إنها عايزة تبقى مكانه! مكنش موقف طويل ولكنه مجرد هزار عادي بينهم، ليه هي ماتعيشّ نفس الأحداث اللطيفة دي؟!
أيوا في نظرها إن علاقتهم لطيفة!
وفي لحظة بدأ عقلها يعمل مقارنة بين علاقتهم وعلاقتها هي بمامتها نبيلة، اللي بالكاد جمعتها بيها مواقف طريفة.
دخلت الأوضة وقعدت فيها، المكان الوحيد المفروش بكل حاجة في الشقة كلها، خلعت الطرحة اللي سبق و لبستها قبل ما النور يقطع "لما كانت واقفة في البلكونة" وقعدت فوق السرير.
حطت فوق رجليها مخدة صغيرة وفوقهم ورقة وقلم وفي إيدها تلفونها، بدأت بالتخطيط لأسلوب حياتها الجديد، حياة هتشيل فيها مسؤولية كبيـــرة أوي.
'''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
- مستحيل يا جابر، مستحيل.
- يا رغد بقى!
غمضت عينها ولفت وشها بعيد عنه فقال بقمص - هتبقي تتجوزيني يعني لما المُزة دي تفوتني، ياستِ أنتِ بس هتتعرفي عليها بعدين تيجي تعرفيني عن كل حاجة عنها.
ندت رغد - طنط عزة، لو سمحتِ تعالي ربي ابنك.
خرجت عزة من المطبخ وفي إيدها طبق رز كبير - إيه دا، لسة ماحطتش الطبلية يا جابر، يابني اخلص بقى وخلي عندك دم..
ابتسمت رغد بشماتة وهو وقف عشان يجيب الطبلية..
- كل دا بتعملي طبق سلطة يا رغد، كان زماني عملت خمسة قده!
ابتسامتها تلاشت في حين صدح صوت ضحك جابر اللي قال - اللهم لا شماتة.
بعد مرور 5 شهور!!
حصل حاجات كتير أهمهم؛ رغد لقت شغل و بقت زي فرد من عيلة فتحي اللي لسة لحد دلوقتي مش متقبل وجودها.
- شبعتِ؟ لأ كملي أكلِك اقعدي.
اتكلم جابر - حجة حجة؛ أنا ماشبعتش على فكرة.
- وأنت من امتى بتشبع..
ضحكت رغد - لأ أنا يدوب يا طنط أنزل المحل بقى، عمو عزيز هيقـ.ـتلني على التأخير دا.
- يبقى يتجرأ يعملِك حاجة بس..
نزلت رغد الشغل في يوم روتيني بحت..
ماشية تلقى السلام على الكل تقريبًا..
بتبتسم بشعور من السعادة للي بقت عليه، بقت أفضل بكتير!!
شعور ما دام كتير، وقفت مكانها بل إن صح التعبير تسمرت مكانها، عينها ثابتة على شخص قصادها، بتحاول تكذب عيتها وتصدق صوت عقلها إن دا مجرد خيال، لكن كل دا تلاشى لما تلاقت عينهما..
مش خيال دا حقيقة، سعيد واقف قصادها...
سعيد اللي كان سبب في كل اللي هي فيه..
يتبع....ෆ
#السابع
شعور السعادة ما دامش كتير، وقفت مكانها بل إن صح التعبير تسمرت مكانها، عينها ثابتة على شخص قصادها، بتحاول تكذب عيتها وتصدق صوت عقلها إن دا مجرد خيال، لكن كل دا تلاشى لما تلاقت عينهم..
مش خيال دا حقيقة، سعيد واقف قصادها...
سعيد اللي كان سبب في كل اللي هي فيه..
• لفت بسرعة بمجرد ما شافها هو، مشت عكس اتجاه الطريق وهي بتحاول تتمالك أعصابها، بقت قصاد بوابة البيت بصت وراها وجواها بتدعي يكون ماتعرفش عليها لكن اتصدمت لما لقته وراها!!
بلعت ريقها بخوف..
دقات قلبها زادت وعينها اتملت دموع..
حطت إيدها فوق موضع قلبها ولسانها بيردد بهمس - اهدي اهدي اهدي..
طلعت السلالم..
ولحسن حظها لقت جابر نازل.
بصلها بإستغراب - رجعتِ ليه؟ نسيتِ حاجة؟
لفت عشان تشوف سعيد لسة موجود ولا لأ، كان واقف قصاد البوابة؛ مهو مينفعش يطلع لأن بيت ناس غريبة!
بص جابر ناحية ما بتبص ورجع بصلها - في إيه؟
- مـ ... مفيش، أنا بس نسيت حاجة فوق هطلع أجيبها.
طلعت بسرعة وهو نزل، وقف قصاد سعيد اللي ماشالش عينه من عليها لحد ما اختفت.
- خير يا نجم، عايز حد هنا؟
بصله سعيد من تحت لفوق قبل ما يجاوب - لأ يا أخويا مش عايز حد.
شد جابر بوابة البيت وقفلها - ماشي يا حبيب أخوك، وسعلي بقى عشان أقفل بوابة بيتي..
كان متعمد يضغط على كلمة "بيتي" عشان يوصل رسالة غير مباشرة للغريب "سعيد" قصاده إن المكان مكانه،خصوصًا إنه مكنش مرتحاله ففِضِل واقف لحد ما أخيرًا سعيد بقى عنده دم ومشىٰ.
فتح البوابة وطلع تاني؛ عنده إحساس إن في حاجة حصلت تجمع بين رغد والغريب دا، فتح باب الشقة من معاه كانت رغد قاعدة مع أمه في الصالة، وبمجرد ما شافوه سكتوا ووقفوا كلام.
وقف في نص المكان بيبصلهم بشك - مش مرتحالكم، الحوار داير على إيه؟
- هيكون على إيه ياخويا؟ أنت إيه اللي رجعَك، مش قولت المصنع عايزَك ضروري؟
قرب وقعد على كرسي قصاد الاتنين - فكك من المصنع دلوقتي..
بص لرغد وكمل - الواد اللي كان تحت يقربلِك إيه؟
- يقربني؟ دانا أول مرة أشوفه النهاردة.
نفى براسه وقال وهو قافل عين وفاتح التانية - آه يا كدابة يابنت الكذابة، على جبورة؟
اتكلمت عزة أمه بحدة - جابر.
- نعم.
- يلا يا قلب أمك اتكل وسيبلي رغد عايزاها في كلمتين.
- طب مانا كمان عايزها في كلمتين!
- الكلمتين بتوعي مهمين.
- مش أهم من بتوعي.
- جابــــــر..
- أمَّـــــا.
اتفتح باب الشقة وظهر فتحي، اللي أول ما رغد شافته وقفت بسرعة..
اتحركت ناحية الباب اللي رَزَعه فتحي لما شافها وقالت وهي بتبصله بتوتر - إزيك يا عمو.
بصلها من فوق لتحت قبل ما يرد وهو بيتحرك للأوضة بدون إهتمام أو احترام - بخير.
بصتلهم رغد - أنا طالعة..
بصت لجابر - كلّم عمو عزيز قوله إني مش هعرف اجي النهاردة..
فتحت الباب وخرجت بدون ما تسمع حتى رد حد منهم فبص جابر ناحية الأوضة اللي دخل منها أبوه بعدين بص لأمه بلوم قبل ما يتحرك ناحية الباب ويلحقها.
طلع الشقة اللي فوق ملقاش كوتشها قصاد البيت فعرف بتلقائية إنها على السطح...
- ولما تقعي يا غبية!
لفت - إيه اللي طلعّك؟ مش هقول حاجة ماتحاولش.
كانت قاعدة على السور فوقف جنبها - يعني في حاجة بجد بخصوص الواد ده؟!
بص قدامه للشارع - كنت حاسس، شكله مايطمنش.
- امممم.
- ما تعمليش الحركة المستفز دي، إيه اللي امممم!
نزلت رغد وقفتي قصاده - فكك مني بقى.
اتكلم بجدية - مين دا يا رغد؟
- أنت فاكر إنك قولتلي قبل كدا إنك مش عايز تعرف سبب وجودي في بلدكم ولا هروبي من والدتي؟
بصلها بعدم فهم فكملت - أهو الشخص دا هو السبب الرئيسي لوجودي هنا، بدونك دخول في تفاصيل بقى.
ابتسم جابر - على كدا بقى أنزل أبوسه!
- يا راجل! اللي يشوفَك دلوقتي مايشوفكش وأنت ماشي تذلني عشان قاعدة في شقتَك.
ضحك وهي ابتسمت، قالت وهي بتبص قدامها أو بمعنى أصح وهي بتتحاشى النظر ليه - بمناسبة الشقة بقى، أنا لقيت مكان كويس للإيجار.
- عند أمك.
بصتله بدهشة فقال وهو بيرفع أكتافه ببساطة - أيوة بالظبط زي ما سمعتِ، عند أمك.
- أنا بتكلم بجد يا جابر.
- وأنا برضو بتكلم بجد!
- أنا بقولَك على أساس إنك شخص عاقل هتعرف تقنع طنط، طلعت حتة خرتيت.
بص قدامه وقال بضيق وهو بيتقدم من السور - فكك بقى ماتحرقيش دمـ.ـي!
لفت واتحركت عشان تنزل وهو فضل واقف مكانه، أخد نفس وقال ببسمة ساخرة - عبيطة دي ولا إيه؟!!
كانت لسة هتفتح الشقة وتدخل، لقت فتحي طالع على السلم، بصتله بإحراج وقبل ما تتكلم وتقول اي حاجة هو اتكلم - مش كفاية عليكِ كدا يا رغد؟
بصتله - واكلة شاربة نايمة وعايشة، كل دا على قفايا ومن خيري وفلوسي..
فتحت بقها عشان تتكلم ولكن برضو قاطعها - تتصرفي يا حبيبتي، أنا مش هفضل مقعدك هنا كتير ويا تدفعي إيجار يا تشوفي حد تاني يشيلِك، أنا قادر على أفراد عيلتي لما تيجي أنتِ...!
- بابا..
قالها جابر...
اللي سمع كلامه القاسي..
وشاف سكوتها وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها.
”قل للظالمِ المنافق ذي الشأن في الحياة، إن كُنتَ تُجيدُ التمثيل كملاكٍ أمام هذا وذاك، و إظهار ذاتَك الخبيثة الحاقدة أمام الضعفاء، فالله خير منتقم جبار.“... ♥️ #بقلم_أمل_صالح
يتبع....ෆ
#الثامن
- مش كفاية عليكِ كدا يا رغد؟ واكلة شاربة نايمة وعايشة، كل دا على قفايا ومن خيري وفلوسي..
فتحت بقها عشان تتكلم ولكن برضو قاطعها - تتصرفي يا حبيبتي، أنا مش هفضل مقعدك هنا كتير ويا تدفعي إيجار يا تشوفي حد تاني يشيلِك، أنا قادر على أفراد عيلتي لما تيجي أنتِ...!
- بابا..
قالها جابر...
اللي سمع كلامه القاسي..
وشاف سكوتها وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها.
• نزل جابر الكام سلمة الفاصلة بينهم لحد ما وقف قصاد فتحي - عيب كدا يابا، أنت كبيرنا وعيب لما يطلع منَك الكلام دا، أنت طول عمرك بتكرم ضيوفَك..
بصله فتحي وبعدين لَف نزل، التفت جابر عشان يعتذر لرغد نيابة عن أبوه ولكنها لفَّت بسرعة وفتحت الباب، بصتله ببسمة مهزوزة - معلش يا جابر هقفل.
قفلت وهو أخد نفسه طويل وطلعه وهو بيبص للأرض بيأس وخيبة أمل في أبوه، قفل ما ينزل هو كمان وراه..
وجوة عند رغد، كانت قاعدة فوق السرير بتعيط وهي حاسة بذل كبير، هي مطلبتش مساعدتهم ولا طلبت تعيش عندهم؛ بل بالعكس رفضت المبدأ دا نهائيًا لكن لقلة حيلتها في الوقت السابق واصرار عزة وافقت.
"عدىٰ خمس شهور، زمانها نست"..
دا اللي كانت بتفكر فيه بخصوص مامتها، كانت واخدة قرار إنها تطلع من شقة جابر وتشوف أي شقة إيجار في القرية هنا، لكن بعد كلام فتحي اخدت قرار تاني ... قرار متهور؛ الرجعة لبيتها..
في الشقة تحت، دخل فتحي ورزع الباب ووراه بدقيقتين دخل جابر اللي وقف في نص الصالة وبص لأبوه اللي قعد فوق الكرسي بصمت، وكأنه ماكسرش خاطر بني آدمة فوق من شوية!
- هتفضل مبحلق كدا كتير ولا إيه؟
- ليه يابا؟ حرام عليك! عملتلك إيه الغلبانة دي؟
خرجت عزة من المطبخ - في إيه؟
بصت لجابر - اتكلمت مع رغد يا جابر، روقت كدا ولا لسة زعلانة.؟
مردش عليها جابر وكانت عينه ثابتة على أبوه اللي كان رافع حاجبه لفوق وبكل برود قاعد يدخن، بصت عزة للإتنين - الله! هو في إيه؟
قرب جابر وقعد على كرسي قصاده واتكلم بلهجة شديدة - لو سمحت ماتتكلمش مع رغد بالأسلوب دا تاني، إحنا معاها من ٥ شهور ماشوفناش منها حاجة وحشة ولو قد كدا، ولحد النهاردة لما بتعرف إنك على أول الشارع بتجري تطلع فوق، عشان إيه كل دا؟؟
قربت منهم عزة - إيه اللي حصل ياض يا جابر؟
ابتسم فتحي بسخرية - استني يا عزة البيه بيربيني.
- لأ متقولش كدا يابا، أنا بقولَك الصح واللي المفروض يتعمل، رغد زي اختي ومش هتلاقيها في أدبها ولا ذوقها تاني، عاملها بالحسنة عشان تتردلَك.
قام وقف وخرج برة البيت، ضربت عزة كفوفها في بعض - لا حول ولا قوة الا بالله، مش هتقولي أنت يا فتحي في إيه؟
وقف - أنا داخل أريح ساعتين قبل ما أنزل أفتح الدكان تاني.
جابر طلع لرغد فوق، خبط الباب ٣ مرات..
كانت هي جوة بتنقل هدومها في الشنطة اللي سبق وجَت فيها، نفس الموقف ونفس الاحداث بتعيد نفسها، ولكن مع اختلاف الأسباب.
رفعت رأسها ناحية الباب، وقفت عشان تشوف مين ولما لقت إنه جابر قفلت باب الأوضة عشان مايعرفش..
فتحتله، كان مبتسم بإتساع - رغد!
بصتله بإستغراب - نعم..
-تعالي معايا.
- اجي معاك فين؟
- عايزة أوريكِ حاجة.
- معلش يا جـ...
قاطعها - بنت! يلا بدون جدال.
- بس...
- مابسش، يووه تعالي بقى
قالها وهو بيقفل الباب وراها وبيشدها ناحيته، بصتله بصدمة - يلهوي يا جابر، المفتاح جوة!
غمز - معايا نسخة.
نزلوا.....
كانوا ماشين في البلد بصمت، لحد ما هي اتكلمت بملل - ها! عشر دقايق ماشيين، مش هنوصل؟
- طولي بالِك يا رودي!
- رودي! بلاش قرف يا جابر وقول إسمي عدل.
- أهي أهي.
قالها وهو بيقف فجأة وبيمسك إيدها عشان تقف، بصت قصادها بسرعة - إيه إيه.
- عارفة اللي هناك دي مين؟
- آه، فاتن بنت طنط هنادي، مالها؟
اتعدل وبصلها ببسمة سمجة - ظبطيني معاها.
زعقت - دانت اللي عايز اللي يظبطك يا جابر! بقى منزلني من البيت عشان تقولي....
- آآآآآه
قاطعها قبل ما تقول اسمها، كانوا الناس بيبصولهم بإستنكار وهو بيبتسم ليهم وكأن مفيش حاجة، بصلها بحدة - دانا إبن ** إني قررت أخليكِ تنقيلي حتة.
- حتة يا أبو لسان زفر !؟ حتة؟!
سابته ولفت عشان ترجع وهو ورا بينادي - رغد، يا رغد..
بص للناس حواليه - من يومها وهي قماصة كدهو.
الساعة ١٠ إلا خمسة..
خمس دقايق والنور يقطع، في الوقت دا عادة بتطلع عزة عشان تقعد مع رغد عشان ماتكونش لوحدها، طلعت كالعادة ولكن بعد خبط كتير فوق الباب مفتحتش رغد!
مفيش أحذية قدام الباب ولا إضاءة الكشاف جاية من جوة زي كل يوم!
رفعت تلفونها ورنت عليها، مفيش صوت جاية من جوة، مفيش رغد!!!
على جانب آخر في بلدها، واقفة قصاد باب البيت بتستعد للمواجهة..
يتبع....ෆ
#التاسع
بعد خبط كتير فوق الباب مفتحتش رغد! مفيش أحذية قدام الباب ولا إضاءة الكشاف جاية من جوة زي كل يوم!
رفعت تلفونها ورنت عليها، مفيش صوت جاية من جوة، مفيش رغد!!!
على جانب آخر في بلدها، واقفة قصاد باب البيت بتستعد للمواجهة..
• اخدت نفس طويل قبل ما ترفع إيدها وتخبط على الباب، عارفة إن المقابلة دي نتائجها وحشة! وإن ردات الفعل أسوء واوحش، لكن مفيش قدامها حل غير دا..
فتحت نبيلة أمها اللي كانت بتكلم حد ورا - آه في التلاجة..
لفت وشها عشان تشوف الطارق، كانت بتبتسم ومع رؤيتها لوش رغد ابتسامتها بدأت تتلاشى شوية شوية.
- ماما.
- ماما؟! أنتِ غلطانة في العنوان يا حبيبتي ولا إيه؟ أنا ماعنديش عيال.
"معنديش عيال"، جملة فضلت تتردد في عقلها بشكل مؤلم، ألم مساوٍ لألم قلبها في اللحظة دي، عالمها كله بينهار..
كانت متوقعة إنها تزعق فيها، تضربها على فعلتها اللي عملتها بتهور، توقعت كل حاجة إلا رد الفعل دا.
- في إيه يا نبيلة؟
بصت رغد للراجل اللي جه من ورا أمها اللي ردت - لأ دي بتسال على الحجة انصاف..
بصت لرغد وقالت وهي رافعة حاجبها - الشقة اللي فوقنا على إيدِك اليمين، عن إذنك بقى..
ما اديتهاش فرصة حتى تتكلم وتقول حاجة، قفلت الباب بقوة وتعمد في وش رغد اللي دموعها نزلت بصمت، الباب على إيدها اليمين اتفتح وطلعت منه واحدة سِت بعمر نبيلة تقريبًا..
- رغد! يا ألف نهار أبيض، جيتي امتى؟
بصتلها رغد بدون ما ترد عليها، وبنفس الصمت شالت شنطتها ونزلت..
على الجانب الآخر عند عزة وجابر، كانوا بيدوروا عنها في البلد في عز ما النور قاطع ومحدش شايف قدامه، كل دقيقة والتانية التلفونات بتترفع على ودانهم عشان يرنوا عليها على أمل ترد وتطمن قلوبهم.
قعد جابر على مصطبة المحل بتاعهم بياخد نفسه بتعب، وقفت عزة قصاده - ها يا جابر! محدش شافها.
نفى براسه لعدم قدرته على الرد وبعد دقايق راحة وقف - اقعدي أنتِ يامَّا عشان ماتتعبيش من اللف، النور لساله خمس دقايق ويجي، ويبقى يحلها ربنا ساعتها.
قعدت عزة - لا حول ولا قوة إلا بالله! لا حول ولا قوة إلا بالله! إيه اللي حصل بس ما كنا كويسين!
- الله يصلح حاله أبويا سمعها كلام زي السم، هي أصلًا كانت على تكة قام جه هو زود الطين بلة.
- على إيه؟! على إيه ولا ليه؟ دي كانت نسمة! في حالها لا بتهش ولا بتنش، عايز إيه منها بس!
النور جه، وقفت عزة - يلا يا جابر، أنا مش هعرف أقعد ولا يهدى ليا بال إلا لما الاقيها.
- طب بس خليكِ أنتِ وأنا هتصرف أنا، هتتعبي كدا من اللف دا.
- لا والله أبدًا رجلي على رجلك.
قبل ما يرد عليها كان تلفونه بيرن، بصلها بسرعة - رغد.
- طب رد رد.
رفع التلفون - الو، أنتِ فين يا رغد؟
- أنا رجعت بلدنا يا جابر، معلش معرفتش أرد عليكم عشان تلفوني كان وسط الحاجات في الشنطة، آسفة لو قلقتكم.
- يعني إيه رجعتي بلدكم يا رغد، وازاي من غير ما تعرفي حد فينا؟!
شهقت عزة - رجعت بلدهم..
بصت لجابر - اديهاني بسرعة.
- استني ياما، ماتردي يا رغد!
ردت رغد بتصوت حاولت تظهره طبيعي - معلش يا جابر، أنا بقالي فترة عاوزة أقولكم بس مش عارفة أجيبهالكم إزاي وكنت عارفة إنكم مش هتوافقوا على كدا فمكنش قدامي حل غير دا.
- كلامِك مش منطقي يا رغد!
- هات كدا.
قالتها عزة وهي بتشد منه التلفون قبل ما تكلمها - الــو، بت يا رغد يا متحاشة أنتِ، عملتِ إيه دلوقتي وأمك قالتلك إيه، طب بس لما أشوفِك.
سمحت رغد لدموعها تنزل، صوتها المبحوح ظهر وهي بتقول - قالتلي إنها معندهاش عيال يا طنط، قفلت الباب في وشي وكان معاها واحد غريب، شكلها اتجوزته يا طنط، أنا قاعدة في الشارع بحاجتي يا طنط!
- يا روح قلب طنط!! طب والله لو ما بطلتي عياط لأعيط أنا كمان، تجيبي نفسِك وتيجي الوقتي.
- الشوراع فاضية عندنا ومفيش مواصلة مضمونة، أعمل إيه!
- لا إله إلا الله! طب بس اهدي كدا..
اخد جابر منها التلفون - الو يا رغد، روحي اقعدي عند أي حد مضمون يا رغد، نص ساعة بالكتير هكون عندِك، متخافيش يا رغد!
- حاضر.
اتنهد - وماتعيطيش برضو!
- حاضر.
- حضرلِك الخير يا عسل أنت يا جميل، يلا اقفلي بقى وزي ما قولتِلِك، عند حد مضمون..
قفل وبص لعزة - اطلعي أنتِ بقى وأنا هروح اجيبها.
بصتله بغيظ - يا عسل أنت يا جميل، دا وقته يابن الجزمة.؟
- ياما بحاول اضحكها عشان تشيل الخوف من دماغها.
- قد إيه أنت ابن جزمة حنين.!!
يتبع....ෆ
#العاشر
- متخافيش يا رغد!
- حاضر.
اتنهد - وماتعيطيش برضو.
- حاضر.
- حضرلِك الخير يا عسل أنت يا جميل، يلا اقفلي بقى وزي ما قولتِلِك، عند حد مضمون..
قفل وبص لعزة - اطلعي أنتِ بقى وأنا هروح اجيبها.
بصتله بغيظ - يا عسل أنت يا جميل، دا وقته يابن الجزمة.؟
- ياما بحاول اضحكها عشان تشيل الخوف من دماغها.
- قد إيه أنت ابن جزمة حنين.!!
• شالت رغد شنطتها وبصت حواليها بحيرة؛ هتروح عند مين هنا؟ وهو في حد هيرضى يخليها عنده؟! كفاية نظراتهم اللي بتشوفها من وقت ما رجليها اتحطت في البلد وكأنها أجرمت!
اخدت نفس طويل واتحركت ناحية محل البقالة اللي موجود في المنطقة..
- السلام عليكم..
- وعليـ....
قطع الراجل كلامه بمجرد ما شافها، ابتسمت رغد بتوتر - إزيك ياعم طلعت!
قلب وشه ورجع يكمل اللي كان بيعمله وهو بيرد عليها بدون إهتمام - الحمد لله، بخير.
بصت حوالسها بإحراج؛ كانت هتتطلب منه تفضل قاعدة قصاد المحل هنا على ما جابر يجي، لكن واضح إن وجودها غير مرحب بيه.
وعشان ما يبقاش شكلها وحش، طلعت فلوس من جيبها وقالت وهي بتاخد ازازة ماية من التلاجة - كام يا عم طلعت؟
- ٥ جنيه..
- والمولتو ؟
- معلش يعني لو مش هضايقِك، طلعي حاجتِك كلها مرة واحدة بعدين تعالي حاسبي.
قفل دفتر الحسابات قصاده بصوت وقوة وكأنه متعمد يوصلها رسالة غير مباشرة إنها غير مرحب بيها!
حركت رأسها بإحراج واتحركت ناحية الفاصل عشان تحط حاجتها، ناولته الفلوس - اتفضل.
حاسبها وهي فضلت واقفة عشان يلم حاجتها في كيس لكنه قال - حاجات بسيطة، و الاكياس سعرها غِلىٰ!
اخدت الحاجات ومشت بهدوء، ولكن قبل ما تمشي سمعته بيبرطم بصوت واطي "ناس بجحة بصحيح، تبقى ماشية بطَّال والحارة كلها عارفة وتيجي تخش كدا ولا كأن في حاجة، صحيح اللي اختشوا ماتوا!"
مشت بشرود وعقلها بيجيب ويودي، بتفكر "هو يقصد إيه بكلامه؟! يعني إيه ماشية بطَّال؟"..
- حاسبي يا مُزة.
رفعت عينها بسرعة، كان موتوسيكل معدِّي وبسبب شرودها وعدم تركيزها ماشافتوش، قعدت على سلم من سلالم البيوت في الشارع، دقيقة واحدة وأقل كان نفس الموتوسيكل جاي..
كان اللي سايقه شاب ورا اتنين صحابه، مكنتش متطمنة لروحتهم وجيتهم، وقفت عشان تمشي في طريق عكس اللي راحوا من ناحيته لقيتهم وراها!
- مزة معدية لأ لأ، سلمش عليا..
- إيه يا حلوة، هو حرام لينا وحلال ليه، ما كلنا في الهوا سوا.
كانوا بيضحكوا..
بيبصولها بإستحقار ونظرات حسستها إنها مش كويسة!
بصت حواليها، البيوت مقفولة ومحدش ماشي في الشارع، جابر لسة كتير على ما يوصل، تعمل إيه؟!!
لفت ناحية باب بيت جنبها، خبطت بخوف وبطرف عينها بتبص عليهم ورا، فتحتلها واحدة سِت هي عارفاها.
- طنط وفاء، ممكن أدخل بس كام دقيقة..
بصت وراها - بالله عليكِ مش هطول!
- رغد! وليكِ عين تيجي البلد تاني ولا تطلبي مني حاجة بعد اللي عملتيه؟ أدخلِك فين هنا وسط عيالي؟ عايزة تبوظيهملي؟!!
- في إيه؟ هو كلكم بتعاملوني كدا ليه؟ إيه اللي عملته! هربت من البيت يعني! وأنتوا عارفين السبب!
كانت بتتكلم بصوت عالي والدموع مالية عينها، كتمت وجعها من أمها جواها بس لحد هنا ومبقتش قادرة تسكت وتعدي، وفاء قفلت الباب في وشها بقوة وهي فضلت تعيط قصاد الباب بخيبة، كل الأبواب اتقفلت في وشها، حتى باب أقرب الناس ليها؛ أمها!!
تلفونها رَن، كان جابر..
رفعت التلفون بسرعة - الو يا جابر..
اتخض - حاجة حصلت يا رغد؟ بتعيطي تاني ليه؟
- محدش راضي يقعدني عنده، بيقولوا كلام وحش عني يا جابر.
- طب بس اهدي عشان خاطري، متزعليش..
- في شباب راكب موتوسيكل ماشيين ورايا.
اتخض ومن خوفه زادت دقات قلبه، حاول يهدي ويتكلم بصوت عادي - خشي أي محل ولا أي حاجة اقعدي فيها يا رغد، أوعي أوعي تخلي حد فيهم يقربلِك!
- محدش طايقني، دا حتى أمي طردتني!
- طب اسمعي، اطلعي عمارة بيتكم اقعدي فيها، محدش هيقولك بتعملي إيه وأنا ربع ساعة بس وهكون عندِك..
صوت الموتوسيكل رجع..
رفعت رأسها بخوف...
حطت التلفون في جيبها ووقفت.
وقبل ما تفكر في الهروب حتى كانوا بيوقفوا الموتوسيكل وبينزلوا من عليه مقربين منها...
يتبع....ෆ
تكملة الروايه اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا