القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عندما فقدت عذريني البارت20_21_22جميع الفصول كامله


الفصل العشرون والواحد والثاني والعشرون

وقف زياد بجانب الكرسي الذي تجلس عليه زينة يتأملها وهي تحتضن مريم وتقبلها بحب بينما والدتها تجلس أمامها تتأملها بعينين باكيتين ..

ابتسم زياد براحة وهو يفكر أنه فعل ما هو صحيح .. صحيح أنه استخدم نفوذه وسلطته لأول مرة في شيء كهذا لكن لا بأس ، أحيانا الحياة تستحق أن نستخدم أساليب مختلفة لتحقيق جزءا من العدل المنتظر ...

تنحنح زياد قائلا بجدية :

" انا هروح اقابل منتصر يا زينة  ، لو احتجتي حاجة كلميني .."

أومأت برأسها وهي تبتسم بإمتنان ليخرج زياد من الشقة فتتحدث الأم بسرعة ولهفة :

" عامل معاكي ايه ..؟! بيعاملك كويس ...؟!"

أومأت زينة برأسه وقالت تطمئن والدتها :

" جدا ، متقلقيش عليا طول منا معاه .."

 ربنا الام على يدها بدعم بينما سألتها زينة :

" بابا عامل معاكو ايه ..؟!"

صمتت الأم وقد ظهر الحزن جليا على ملامح وجهها لتردف زينة بقلق :

" مالك يا ماما ..؟! سكتي ليه ..؟!"

تنهدت الأم وهي تجيبها بتعب :

" مبقتش عارفة أتصرف معاه ازاي ، كل يوم زعيق ومشاكل مبتخلصش .."

" بسببي مش كده ..؟!"

سألتها زينة بألم لترد الأم بخفوت :

" بسبب حاجات كتير ، وانا تعبت يا زينة .. تعبت ومبقتش عندي طاقة خلاص ..."

أخفضت زينة بصرها بحرج بينما قالت الأم بمواساة :

" انتي ملكيش ذنب يا زينة  ، اللي حصل غصبا عنك .."

غمغمت زينة بجدية :

" لو مكنتش اتجوزت علي مكانش ده كله حصل .."

" اللي حصل ده مكتوب من عند ربنا ، متحمليش نفسك فوق طاقتها .."

ابتسمت زينة بتصنع وهي تحاول إخبار والدتها أنها بخير بينما أكملت الأم بجدية :

" خليكي دايما قوية ، ربنا بعتلك زياد كتعويض ليكي ، اتمسكي بيه وبلاش تخسريه .."

أومأت زينة برأسها وهي تبتسم رغم الدموع التي ترقرقت داخل عينيها بينما احتضنتها الأم وهي تهمس لها داعمة بقوة ...

............................................................................................

عاد زياد مساءا الى الشقة بعدما أوصل والدة زينة وأختها الى منزلهما ..

وجد زينة ما زالت في انتظاره رغم تأخر الوقت حيث نهضت من مكانها ما إن دلف الى داخل الشقة لتهتف بجدية :

" ممكن نتكلم شوية .."

اومأ برأسه وهو يقترب منها متسائلا بنبرة رخيمة:

" خير ..؟!"

تحدثت زينة بجدية :

" انت بجد هددت بابا عشان يخليك تاخد ماما ومريم معاك .."

زفر زياد نفسا قويا ثم قال :

" انا حاولت معاه بالحسنى انوا يسيبهم يجوا معايا ولما رفض هددتوا .."

" ليه يا زياد ..؟! ليه عملت كده ..؟!"

سألته بنبرة ضعيفة ليرد بهدوء جلي :

" كان لازم اعمل كده ، مكانش ينفع تفضلي محرومة منهم .."

صمتت ولم ترد ليقترب منها ويهتف بجدية :

" اللي حصل ده عشانك ، انتي لازم تدافعي عن حقك يا زينة ، إنتي مأجرمتيش ، اللي حصل غصب عنك .."

ردت بنبرة خافتة :

" بس الناس مش هتفهم كده ولا هيراعو ده .."

حاول إقناعها بوجهة نظره فقال بنبرة قوية :

" زينة مش كل الناس سيئة .. ولا كل الناس هيحكموا عليكي بالظلم .."

" اذا كان علي حكم عليا بالظلم ورفض يسمعني .. هتوقع ايه من باقي الناس .."

قالتها بوجع ما زال يسيطر عليها ليرد بحيادية :

" بردوا مش كل الناس هيظنوا السوء فيكي .."

" يعني لو كنت مكان علي ، كنت صدقتني .."

سؤالها جاء مفاجئا لكنه رد بسرعة وتأكيد :

" اكيد يا زينة ، انا عمري مكنت هشك فيكي .."

" بس انت شكيت انوا الطفل مش ابن علي ..؟!"

قالتها بنبرة معاتبة ليقول بجدية :

" ساعتها كنت متعصب منك وعايز أعاقبك بأي شكل ، حطي نفسك مكاني هتعملي كده وأكتر .."

أومأت برأسها متفهمة فهو معه الحق في كل ما فعله .. لولاها ما كان ليخسر أخيه الوحيد ويظل طوال حياته يعاني بسببها ...ليتها لم تفعل ما فعلته .. ليتها فقط ..

................................................................................

حل الصباح مجددا .. نهض زياد من فوق فراشه وهو يتثائب واضعا كف يده على فمه .. اتجه نحو الحمام وأخذ دوشا سريعا قبل أن يخرج منه وهو يجفف شعره بالمنشفة ... 

ارتدى ملابسه العمليه وسرح شعره ثم وضع عطره المفضل وخرج من غرفة نومه ليجد زينة في المطبخ تجهز مائدة الطعام ...

" صباح الخير .."

قالها زياد وهو يجلس على الطاولة لترد زينة عليه بإبتسامة واسعة :

" صباح النور .."

ثم جلست أمامه وبدئا في تناول طعاميهما حينما رن هاتف زياد فجأة ليحمله فيجد منتصر يتصل به يخبره قائلا :

" زياد انت لازم تجي حالا ، أبوك سحب منك إدارة الشركة وجمد كل أرصدتك في البنوك ..."

انتفض زياد من مكانه غير مصدقا لما يسمعه لتنهض زينة بدورها من مكانها وتهتف به بقلق :

" خير يا زياد ..؟! حصل ايه ..؟؟"

أغلق زياد الهاتف مع منتصر وقال لها :

" مفيش حاجة يا زينة ، بس لازم اروح الشركة حالا .."

ثم خرج من الشقة دون أن ينتظر ردا منها ...

...............................................................................

في الشركة ..

دلف زياد الى مكتبه سابقا ليجد والده ورنا هناك ... تقدم نحويهما بملامح تتسم بالشر وقال بلهجة حادة :

" بابا ممكن نتكلم لوحدنا شوية ..؟!"

أشار الأب الى رنا قائلا :

" سيبينا لوحدنا يا رنا .."

" بس .."

حاولت رنا أن ترفض الخروج إلا أن الأب قاطعها بحسم :

" سيبينا لوحدنا من فضلك .."

خرجت رنا على مضض من المكان بينما التفت الأب نحو زياد قائلا :

" اقعد ، مستني ايه ..؟!"

رد زياد :

" انا مش جاي عشان اقعد ..انا جاي عشان افهم .. افهم ليه عملت كده .. ليه سحبت إدارة شركاتك مني ..؟!"

رد الأب بعدما جلس على الكرسي الذي يترأس المكتب :

" يمكن عشان أفوقك وأعرفك حجم غلطك .."

" غلطي .. فين هو غلطي ..؟! "

قالها زياد بغضب مكتوم ليقول الأب بجدية :

" انا سكتلك وسبتك تتصرف بمزاجك لما قررت تحميها لكن توصل انك تتجوزها فده مش هيعدي بالساهل .. انت ابني الوحيد دلوقتي ومش هسيبك تدمر حياتك وتدمرنا معاك عشان كده كان لازم أحطلك حد قبل متعمل حاجة تندم عليها ..."

" انا بحب زينة ، جوازي منها كان هيتم بكل الاحوال .."

" انت ناسي دي عملت ايه ..؟!"

صرخ الأب بها بغضب ليرد زياد :

"لا مش ناسي وانت برضوا متنساش امي عملت فيها ايه .."

" انا مكنتش موافق عاللي عملته أمك .."

" عارف يا بابا .."

" بس دي كانت سبب فموت أخوك ، عايز أسمحلك تتجوزها ازاي ..؟!"

زفر زياد نفسا عميقا وقال بجدية :

" انا عارف انوا الموضوع مش سهل ، بس .."

رد الأب بهدوء :

" انت لازم تطلقها .."

" مستحيل .."

قالها زياد بحسم ليردالأب بقوة :

" وانا مستحيل اقبل بجوازك منها ..."

ابتسم زياد بمرارة قبل أن يومأ برأسه متفهما وهو يخرج من الشركة ..

.............................................................................

دخل زياد الى شقته لتقفز زينة من مكانه وتتجه نحوه مسرعة تسأله بلهفة :

" ها عملت ايه ..؟!"

أجابها ببرود :

" ابويا سحب ادارة الشركات مني ..."

" عشان اتجوزتني مش كده ..؟!"

قالتها زينة بحزن ليومأ برأسه فتقول هي بحسم :

" طلقني يا زياد .."

" نعم انتي بتقولي ايه ..؟!"

قالها زياد بعدم تصديق لتكمل زينة بأسى :

" انا متستحقش التضحية الكبيرة منك يا زياد .."

نظر إليها بعدم فهم لتهتف بما خبئته داخلها طويلا :

" زياد ، انا عارفة اني مبخلفش ... انا اتجوزتك عشان انتقم من والدتك ورنا .." 

والصدمة سيطرت عليه من جميع الجوانب .. هي تعلم أنها لن تنجب ولن تصبح أما بل واستغلته أيضا لتحقيق انتقامها ..


الفصل (21) و (22)

الصدمة كانت قوية بالرغم من كونه توقع أن هناك سببا أساسيًا وراء قبولها الزواج منه ولكن لم يتوقع أن ان يكون السبب هو رغبتها بالإنتقام من والدته ..

لقد اتخذته اداة لإنتقامها واعترفت بهذا بكل بساطة ..

قالت زينة أخيرا محاولة اخراجه من صمته الذي يؤلمها بشدة :

" متفضلش ساكت كده ، قول أي حاجة يا زياد .."

رمقها بنظراته الجامدة قبل أن يهتف بفتور :

" هقول ايه ..؟! انا خلاص اتعودت عالصدمات من ساعة معرفتك .."

أدمعت عيناها وهي تعتذر بشدة :

" زياد انا اسفة والله .."

قاطعها بهدوء :

" متعتذريش يا زينة .. كفاية لحد كده ..كفاية بجد .."

" يعني ايه ..؟!"

سألته بتوجس ليشرح لها مقصده :

" يعني علاقتنا بقت مستحيلة ، واستمرار جوازنا ملوش لزمة .."

" انت هتطلقني ..؟!"

سألته بنبرة مشتتة ليومأ برأسه قبل أن يقول بجدية :

" بس مش دلوقتي .."

" أمال امتى ..؟!"

سألته بحزن مكتوم ليرد بوضوح :

" لما أضبط كام حاجة ... وأطمن عليكي الأول .."

أغمضت عينيها بألم شديد قبل أن تفتحها ثم تتقدم نحوه وتهتف بترجي :

" زياد .. ارجوك اديني فرصه واحدة أشرحلك اسبابي .."

" تشرحي ايه يا زينة ..؟! خلاص معادش فيه حاجة ممكن تشرحيها .. ثانيا انتي زعلانه ليه ، لتكوني بتحبيني وأنا مش عارف ..؟! أو يمكن مش عايزة تخسري الرجل الوحيد الي هيرضى بيكي بعد اللي حصلك ..؟!"

تشنجت ملامحها كليا وهطلت الدموع من عينيها بغزارة ، هي السبب .. هي من جعلته يفكر بها بهذه الطريقة ..

كلامه صفعها وبقوة .. كيف يظن بها هكذا ..،؟ بل كيف يراها بهذا السوء ..؟؟

تحركت راكضة نحو غرفتها تاركة إياه يتابعا بملامح حزينة قبل أن يجلس على الكنبة ويجري اتصالا سريعا بوالده ...

يخبره بسلاسة :

" انا هعملك كل اللي انت عايزه بس مش دلوقتي ، هطلقها بعد ما أتأكد من سلامتها .."

.........................................

دلفت زينة الى غرفتها وهي بالكاد تكتم شهقاتها .. جلست على سريرها تبكي بشدة .. 

حملت هاتفها وقررت أن تتصل بنور ، هي صديقتها الوحيدة وكل ما تبقى لها ..

لا تثق بأحد سواها ..

ضغطت على زر الإتصال بعدما وجدت رقمها ليأتيها صوت نور الناعس :

" زينة ، اخبارك ايه يا حبيبتي ..؟!"

جاءها صوت زينة الباكي وهي تهتف بشهقات متتالية :

" انا مش كويسة يا نور ..."

انتفضت نور من مكانها وسألتها بقلق شديد :

" مالك يا زينة ..؟! حصل ايه يا حبيبتي ..؟!"

أجابتها زينة من بين دموعها :

" زياد هيطلقني يا نور ، هيسبني خلاص .." 

" ليه ..؟! حصل ايه ..؟!"

سألتها نور بحزن لترد زينة بوجع وهي مستمرة في بكائها :

" عشان اعترفتله إني اتجوزته وأنا عايز أنتقم من أمه .."

" ليه يا زينة ..؟! ليه كده ..؟!"

نهرتها نور بضيق قبل أن تنتبه لما فعلته وسط بكاء زينة الذي إرتفع لا إراديا لتكمل نور بأسف :

" والله اسفة ، بس ليه عملتي كده .. "

سردت لها زينة ما حدث عن طلب والد زينة منه أن يطلقها وإلا سوف يسحب ادارة الشركة منه ..

" حتى لو يا زينة ، انتِ تقوليله ليه إنك اتجوزتيه عشان تنتقمي منه ..؟!"

أجابتها زينة بصدق :

" مكنتش عايزاه يخسر مستقبله وشركته بسببي ويخسر أهله كمان .."

" بس ده مش معناه إنك تخسري الشخص الوحيد اللي ساعدك واهتم بيكي وصدقك .."

كانت نور تتحدث بصراحة تامة وهي تشعر أن زينة تتصرف تبعا لعواطفها لتجد زينة ترد عليها :

" امال كنت هعمل ايه ..؟! أسيبه يخسر كل الي حواليه ..؟!"

زفرت نور نفسها ثم قالت بجدية :

" اللي حصل حصل خلاص ، المهم دلوقتي تقوليلي انتي عايزة تنفصلي عنه  ولا لأ ..؟!"

صمتت زينة لوهلة تفكر في حديث نور ، هل تريد هي  الإنفصال عن زياد والبدء لوحدها من جديد ..؟! أم تريد البقاء معه..؟!

وجدت نفسها تجيب بعد تفكير ليس بطويل :

" مش عارفة يا نور ، بس انا حابة وجوده جمبي .. حاباه اوي .."

ابتسمت نور وقالت :

" زينة انتي شكلك بتحبيه او عالاقل معجبة بيه .."

توترت ملامح زينة لا إراديا وقالت :

" لا طبعا مش بحبه ، اكيد مش بحبه .."

" ليه اكيد ..؟! واثقة ليه ..؟!"

ردت زينة بمنطقية :

" عشان انا لسه بحب علي .."

" بس ممكن تنسيه وتحبي زياد لو إديتيه فرصة .."

" بس .."

قاطعتها نور بنبرة جادة :

" انتي حابة جوازك منه يستمر ..؟! لو حابة انوا جوازك منه يستمر يبقى انتي عالأقل معجبة بيه .."

تنحنحت زينة قائلة :

" ممكن بردوا ..."

" لا مش ممكن ده اكيد .."

قالتها نور بتأكيد لتسألها زينة :

" طب هعمل ايه دلوقتي ..؟!"

أجابتها نور بجدية :

" لو عايزة جوازك منه يستمر يبقى تقربي منه وتثبتيله إنك عاوزاه ... ولو مش حاباه يستمر يبقى هو أخد القرار نيابية عنك ..."

قالت زينة بحسم :

" تمام انا لازم أقعد مع نفسي وأفكر الأول وأشوف انا عايزة ايه بالضبط وساعتها هعمل المستحيل عشان أحقق اللي انا عايزاه

..................

خرجت زينة من غرفتها بعدما فكرت طويلا في القرار الذي سوف تتخذه ..

كانت ترتدي بيجامة زهرية قصيرة بعض الشيء وتضع المكياج الناعم على وجهها أما زياد فكان يجلس على الكنبة يتابع أحد الأفلام الأجنبية بشرود ..

جلست زينة بالقرب منه دون أن يلتفت لها أو ينظر إليها بينما ظلت زينة صامتة تراقبه من بعيده بتشتت ..

في تلك اللحظة شعرت بقلبها ينبض بعنف تجاهه .. نبضات افتقدتها منذ وقت طويل .. او ربما لم تشعر بها من قبل ..

أخذت تتأمله وتتأمل وسامته بإعجاب شديد ...

ثم أخذت تتذكر جميع تصرفاته معها منذ أول لقاء جمعهما سويا ..

كل شيء مر أمامها كشريط طويل جعلها تتأكد من كونها تريده معها .. يبقى بجانبها فهو الرجل الوحيد الذي سوف تأتمنه على روحها وقلبها ..

كيف لا وهو الذي أنقذها من الموت والجحيم وكل سوء ..؟!

تنحنحت مصدرا صوتا يدل على وجودها فإلتفت نحوها يسألها بحيرة :

" فيه حاجة ..؟!"

ردت بجدية :

" تحب أعملك حاجة ..؟!"

هز رأسه نفيا وهو يعاود النظر الى التلفاز ليتفاجئ بها تنهض من مكانها وتغلق التلفاز قبل أن تقترب منه وتهتف بجدية :

" اسفة إني قطعت الفيلم عليك بس لازم نتكلم شوية .."

رمقها بنظرات مستاءة قبل أن يقول بهدوء :

" خير ، عايزة ايه ..؟!"

أجابته وهي تجلس بجانبه :

" عايزة أقولك إني أسفة على كل حاجة عملتها .. اسفة إني استغليتك للحظة عشان أنتقم منك .. انا والله عملت كده لما عرفت الحقيقة .. زياد انا خسرت كل حاجة حتى فرصتي بأني أكون أم .."

تطلع إليها بشفقة رغما عنها خاصة حينما لاحظ الدموع التي تجمعت داخل عينيها لتكمل بإختناق :

" أي حد مكاني كان هيفكر ينتقم بعد كل الظلم اللي شافه .. صح ولا أنا غلطانه ..؟!"

أومأ برأسه وهو يدرك أن معها كل الحق .. واحدة مرت بكل ما مرت به هي ستفعل أكثر من هذا بمراحل .. 

وجدها تمسك يده وتقول بنبرة ضعيفة :

" سامحني يا زياد ، انا مليش غيرك .."

ربت على يدها وقال :

" حتى لو سامحتك يا زينة ، ده مش هيغير حاجة من كلامي اللي قلته ، احنا لازم نتطلق .."

هزت رأسها نفيا والدموع اللاذعة أخذت طريقها على وجنتيها :

" لا يا زياد ، متطلقنيش أرجوك .."

ثم رمت نفسها بين ذراعيه لينصدم بشدة من فعلتها ..

لحظات قليلة أخذت تشهق باكيه بصوت عالي بينما أحاطها هو بذراعيه ...

.............................

في صباح اليوم التالي ..

خرجت رنا من الفيلا لتتفاجئ بحاتم ينتظرها في الشارع أمام سيارته ...

اقتربت منه بخطوات سريعة وهتفت بضيق :

" انت بتعمل ايه هنا يا حاتم ..؟! عايز ايه ..؟!"

" عايزك .."

هكذا يعترف بسهولة وكأنها قطعة أرض او سيارة ينوي شرائها ..

" انت فاكرني ايه ..؟! لعبة تاخذها وقت متحب ...؟!"

قاطعها وهو يهز رأسه نفيا :

" متقوليش كده ، انتي حياتي كلها يا رنا .."

توترت ملامحها كليا وهي تستمع لمًا قاله ، رغمًا عنها تأثرت مشاعرها الأنثوية بحديثه ..

شعر هو بتوترها فأكمل بهدوء :

" انا بحبك يا رنا ، واسف على كل حاجة عملتها .. بس انتي بردوا اللي تخليتي عني وسيبتيني فنص الطريق ..."

قالت بوهن :

" ارجوك يا حاتم متفتحش الماضي من جديد .."

أمسك كف يدها وقال :

" مش هفتحه يا روح حاتم ، بس انتي لازم تساعديني انساه ، رنا انا لسه بحبك ... "

" بجد ..؟!"

أومأ برأسه وأكمل :

" بجد ..؟! انا حتى سافرت واشتغلت وفتحت شركتي الخاصة عشانك .. مش انتي كنتي عايزاني اعتمد على نفسي ..؟!"

أومأت برأسها وهي تقول :

" اكيد يا حاتم ، انا دايما كنت بنصحك بكده .."

" هخطبك امتى يا رنا ..؟!"

سألها بنبرة جادة لتتسع عينيها وهي تهتف بعدم تصديق :

" تخطبني ..؟!"

أومأ برأسه لتتسع ابتسامتها لا اراديا وهي تؤكد أن هذه فرصتها ، سوف تنتقم من منتصر حينما ترتبط بأخر أفضل منه بمراحل .. أخر يرى فيها الدنيا بأكملها ..

وجدت نفسها تومأ موافقة له على طلبه ليبتسم هو بإنتصار فهاهو قد نال رنا الجميلة كما اراد وتمنى ..

" هاجي أخطبك امتى ..؟!"

سألها بجدية لترد بهدوء :

" وقت متحب ..."

" بكره كويس ..؟!"

سألها لتجيبه :

" خليها بعد بكره عشان اكون بلغت ماما وبابا ، هيفرحوا أكيد .."

هز رأسه موافقا وهو يحتضنها من كتفيها ويهتف بها :

" ايه رأيك نروح نقضي كم ساعة فشقتنا ..؟!"

" انت لسه محتفظ بيها ..؟!"

سألته بذهول ليرد بجدية :

" مكانش ينفع ابيعها .. دي فيها كل ذكرياتنا .."

ابتسمت بحماس غير مصدقة أنها وجدت من يحبها بهذا الشكل ، نعم كانت تعرف أنه يريدها بجنون وأخبرها بهذا مرارا مسبقا لكنها لم تتوقع أن يستمر حبه لها طوال هذه السنين .. هتفت أخيرا بجدية :

" الشقة دي مش هندخلها الا بعد الجواز ، انت فاهم .."

ابتسم بسخرية قبل أن يومأ برأسه ويقول :

" زي ما تحبي .."

.........................

أوقف زياد سيارته أمام أحد المطاعم الشهيرة ..

هبط منها وتقدم  متجها الى داخل المطعم ليجد ماجد في انتظاره ...

تقدم نحوه وجلس أمامه وقال دون أن يلقي التحية :

" كويس انك جيت وسهلت عليا مواضيع كتير .."

قال ماجد بهدوء غريب :

" انا كنت مستني اليوم اللي تطلب فيه إنك تشوفني لأني متأكد إنك مش هتعدي اللي عرفته بالساهل.. بص أنا ندمان .. ندمان على كل اللي عملته .."

قاطعه زياد بحدة :

" والندم ده هيفيدني بإيه ..؟! هيرجع علي أخويا اللي مات بسببك ..؟! ولا هيرد لزينة مراتي شرفها وسمعتها ..؟!"

" مراتك ..؟!"

قالها ماجد بعدم تصديق ليهز زياد رأسه وهو يقول :

" اتجوزتها يا ماجد ، انت عارف احساسي ايه دلوقتي وانا شايفك قدامي .. نفسي أقطعك بسناني بس ماسك نفسي عشان زينة .."

ابتلع ماجد ريقه وأكمل بخفوت :

" انا عارف غلطي ونادم جدا .. نفسي أعمل أي حاجة عشان أكفر عن ذنبي .."

" هتعمل .. هتعمل كتير اوي وبردوا مش هتكفر عن ذنبك .."

تراجع ماجد الى الخلف وسأله :

" عايز ايه بالضبط ..؟!"

اجابه زياد :

" تعترف بكل اللي عملته وتقول على اسماء اللي معاك .."

قاطعه ماجد بإنفعال :

" اللي معايا واحد مات والتاني اتشل .."

" بس انت لسه زي مانت .."

قالها زياد بسخرية ليقول ماجد بترجي :

" ارجوك انا تبت والله العظيم .. تبت ومش ناوي اعمل حاجة .."

صرح به زياد بقهر :

" ده مش هيغير حاجة من اللي حصل ولا هيرجع حق زينة وعلي ..."

أغمض ماجد عينيه بوهن وقد بدأت الدموع تهطل منهما بغزارة ليبتسم زياد بوجع وهو يقول :

" بتعيط ..؟! مانت لازم تعيط .."

" زياد انا خطبت من فترة .. خطبت انسانه بحبها جدا .. "

حل الصمت المطبق بينهما ليهتف زياد اخيرا :

"  و عايز مني  ايه ..؟! أباركلك مثلا ...؟!"

تنهد ماجد بمرارة وقال :

" انا عايز تديني فرصة واحدة .. فرصة أثبت فيها إني تغيرت .."

" وسمعة زينة .. ؟! واخويا علي ..؟! انت لازم تدفع تمن غلطك .. انت فاهم ... وحط فدماغك حاجة مهمة .. بلاش تفكر تهرب مني لأني مش هرحمك ساعتها .. "

قال زياد كلماته الاخيرة ونهض من مكانه متجها الى خارج المطعم تاركا ماجد لوحده يعاني الحسرة والندم ..

يتبع 


 

تعليقات

التنقل السريع