القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عندما فقدت عذريني البارت11_12_13جميع الفصول كامله



الفصل الحادي والثاني والثالث عشر

الصدمة ألجمت كليهما للحظات قطعها ماجد وهو يهتف بلا وعي :

" زينة ...!!"

أفاقت زينة من صدمتها على صوت ماجد لتهتف بعدم تصديق :

" انت ..."

ثم التفتت نحو زياد ترميه بنظرات تائهة حائرة ليقول الأخير بترقب مقصود :

" قلت أجمعكم سوا واكتشف كل حاجة بنفسي ..."

تجمدت أطراف ماجد وقد أدرك على الفور أنه وقع في الفخ بينما اقترب زياد من زينة وقال معرفا عنها :

" أعرفك يا ماجد بيه ، زينة مرات اخويا علي الله يرحمه ..."

اتسعت عينا ماجد لا إراديا وشعر بالحيرة ، مالذي يحدث هنا ..؟! بينما هتفت لينا أخته بتوجس :

" هو ايه اللي بيحصل هنا ..؟! انا حاسة انوا فيكي حاجة مش مضبوطة ..."

نقل زياد بصره بين زينة وماجد قبل أن يهتف مشيرا الى كليهما :

" هما الاتنين اللي هيقدروا يجاوبوا على سؤالك ده ، لأنوا انا نفسي معنديش جواب .."

" ماجد ، فيه ايه ..؟!"

سألته لينا وقد بدأ القلق يتسرب الى قلبها ليرد ماجد بهدوء :

" مفيش حاجة يا لينا ،، انا بس محتاج اتكلم مع زياد بيه لوحدنا .."

إلا ان زياد كان صارما في رده:

" مفيش كلام بينا لوحدنا ، قول الكلام اللي عندك هنا .."

" انا ماشية .."

قالتها زينة وهي تهم بالتحرك بعيدا عنهما ليوقفها زياد بصرامة :

" قلت مفيش حد هيتحرك من هنا ، وانتي بردوا هتقولي الكلام اللي عندك .."

ارتجف جسد زينه كليا وهي تجيبه بصوت مرتعش :

" مستحيل ، مستحيل يجمعني كلام معاه ..."

" زينة .."

هتف ماجد إسمها بصوت متحشرج وقد عادت جميع الذكريات السيئة إليه ، تذكر كل شيء بداية من إعجابه الشديد بها وبجمالها وانتهاءا بإغتصابه لها ..

اغتصابه الذي لم يمر مرور الكرام عليه فهو منذ ذلك اليوم يعاني وبشدة ....

" أحسنلك تقول الحقيقة كاملة ، انت لسه متعرفش انا ممكن اعمل فيك ايه .."

التفت ماجد نحو لينا وقال بجدية :

" لينا ممكن تروحي تستنيني فالعربية .."

" لا يا ماجد ، انا لازم افهم كل حاجة ..."

" لينا ارجوكي .."

توسلها ماجد فحملت لينا نفسها قبل أن تأخذ المفاتيح منه وتتجه نحو السيارة بينما قال زياد بلهجة عملية :

" الأفضل إننا نقعد ونتكلم لانوا الناس بيتفرجوا علينا .."

وضعت زينة يدها على بطنها وهي تشعر بتشنجها بينما سحبها زياد من يدها وأجلسها بجانبه على الكرسي ليجلس ماجد أمامه بتوتر ملحوظ ويسأله بقلة حيلة :

" عايز تعرف ايه ...؟!"

" الحقيقة .."

نظرت زينة الى زياد بصدمة ، إنه لا يصدقها ويريد معرفة الحقيقة من يد الجاني ... 

ألم تخبره بأن ماجد هو مغتصبها ..؟! 

هل يظن أنه  سيخبره الحقيقة ...؟! 

أغمضت زينة عينيها بألم قبل أن تفتحها وتنظر الى زياد مباشرة والذي لمح في عينيها نظرة لن ينساها ابدا .. نظرة الخذلان ..

" كل اللي قالته زينة حقيقي .."

قالها ماجد أخيرا بحسم ليتجمد زياد في مكانه وتنظر اليه زينة بعدم تصديق ...

هل ما سمعته لتوها صحيح ..؟!

هل اعترف الجاني بجريمته ..؟!

اخذ ماجد يسترسل في حديثه قائلا بوجع لم يستطع السيطرة عليه :

" كنت عارف انوا هيجي اليوم ده ... وكنت خايف منه .. بس على قد خوفي منه على قد ما استنيته ..."

هطلت دمعة ساخنة من عيني زينة بينما هتف زياد بعدم تصديق :

" ازاي ..؟!"

رفع ماجد عينيه الحمراوين نحو زياد ورد بفتور :

" انا اغتصبت زينة .."

والكلمة كانت كافية لجعل زياد ينهض من مكانه ويندفع نحوه قابضا عليه من ياقة قميصه هادرا به :

" يا جبان يا واطي .."

بينما كان ماجد يتلقى لكماته بجمود دون أن يدافع عن نفسه وزينة تتابع ما يحدث بصدمة ...

وأخيرا حرر حرس الفندق ماجد من زياد وسحبوه بعيدا عنه بينما زياد المحاصر ببعض الحرس كان يصرخ متوعدا :

" هقتلك ، والله لأقتلك.."

رحل ماجد بينما حرر الحرس زياد الذي اقترب من زينة وقال بنبرة مترجية :

" زينة .."

إلا أنها نظرت إليه بألم قبل أن تهتف بما مزق قلبه :

" انا بكرهك يا زياد ..."

ثم تحركت من أمامه بنية التوجه نحو جناحها لكنها توقفت في منتصف المكان وهي تشعر بألم قوي يمزق أحشائها ...

وضعت كف يدها على بطنها التي تتمزق من الألم ، أطلقت صرخة قوية من شدة وجعها قبل أن تسقط أرضا فيركض زياد نحوها ناظرا الى تلك الدماء التي بدأت تخرج منها بصدمة ...

...............................................................................

أوقف ماجد سيارته أمام منزله لتلتفت لينا نحوه وتسأله بقلق :

" مش هتقولي حصل ايه وليه ضربك ...؟؟"

أجابها ماجد بجدية :

" مش وقته يا لينا ..."

خرجت لينا من السيارة على مضض بينما قاد ماجد سيارته واتجه بها نحو النيل حيث وقف هناك يراقب سكونه بملامح متشنجة قبل أن يجهش في بكاء عنيف ...

لقد عاد ماضيه يطفو الى السطح من جديد .. ماضيه الملطخ بأقذر الأفعال ..

كم حاول جاهدا ان يتخطاه ..؟! كم سعى لهذا لكنه كان يعلم في قراره نفسه أنه ما أصعب من الماضي سوى تخطيه ..

ظل واقفا في مكانه يبكي بصمت ، لا يصدق أنه رأها بعد كل هذه السنين ...

ظل هكذا في مكانه حتى حل الصباح فركب سيارته واتجه بها نحو الشركة وفي باله شيء واحد ، رؤيتها لا غير ...

هناك هبط من سيارته وسار نحو مكتبه غير ابها بنظرات موظفيه المتعجبه من منظره الغريب وأثر الكدمات على وجهه ...

دلف الى مكتبها ليجدها تعمل بنشاط كالعادة ليقترب منها فتشعر بوجوده ..

رفعت ريم رأسها لتشهق بصدمة قبل أن تنتفض من مكانها وهي تسأله بقلق :

" ماجد بيه .. انت كويس .."

" ريم انا بحبك .."

والإعتراف بالحب في هذا الوقت كان لا بد منه ...

ارتعش جسد ريم كليا واحمرت وجنتيها بينما لسانها أخذت يهتف بلهجة مترددة :

" حضرتك بتقول ايه ...؟!"

أجابها وهو يقترب منها أكثر : 

" بقول اني بحبك وعايز اتجوزك .."

صمتت وطال صمتها ليقول بلهجة جادة حاسما أمره فلا مجال لتضييع الوقت وخسارتها :

" انا هتقدملك النهاردة ، والفرح كمان اسبوعين ..."

لم تجبه بل ظلت تنظر اليه بصدمة ليقول وهو يهمس لها بجانب اذنها :

" انا عارف انك بتحبيني زي منا بحبك ..."

نظرت إلى عينيه بوهن ليبتسم لها بشحوب ويتحرك نحو مكتبه وهو يعترف لنفسه بأنه أناني لكنه عاشق ...عاشق لا يجازف بخسارة عشقه مهما حدث ..

..................................................................................

امام غرفتها وقف زياد ينظر الى الباب بتردد ...

هل يدخل اليها ويتحدث معها ...؟! 

لكن ماذا سيخبرها ..؟!

لا يوجد مبرر واحد لما فعله ... 

ورغما عنه وجد نفسه يفتح الباب ويلج الى الداخل ....

ينظر إليها بتمهل متفحصا كل شبر منها ..

يتشرب ملامحها المرهقة حد الألم والوجع ....

" زينة انا .."

قاطعته بهدوء :

" متقولش حاجة يا زياد ، انا خلاص فهمت كل اللي محتاجة افهمه ..."

" اديني فرصه يا زينة ..."

نظرت إليه وعلى فمها تكونت ابتسامة شاحبة لتقول أخيرا :

" مفيش بينا كلام يا زياد ، من اللحظة دي انت بره حياتي ..."

والقرار كان حاسما لا يقبل النقاش ...


الفصل الثاني عشر

دلف زياد الى منزل عائلته ليجد والديه ورنا يجلسون في صالة الجلوس .. ألقى التحية لتنهض والدته من مكانها وتتجه نحوه هاتفة بلهفة :

" زياد .. أخيرا جيت .."

احتضنها زياد وقال بحنو :

" ايوه جيت ..."

" حمد لله على السلامة يا زياد .." 

قالها الأب بنبرة معاتبة ليقترب زياد منه وينحني نحوه ويحتضنه قائلا بإعتذار :

" انا اسف .."

" كده يا زياد ، تسيبنا طول المدة دي ..."

ابتسم زياد بحزن وقال بأسف :

" غصبا عني ..."

ربت الأب على كتفه وقال :

" متكررهاش تاني ..."

نهض زياد من جلسته المنحنيه وأشار إليهم قائلا :

" انا جيت عشان أكلمكم فموضوع مهم ..."

نظر الثلاثة إليه بترقب ليكمل زياد بجدية :

" زينة حامل ..."

الصدمة كانت واضحة على وجوه ثلاثتهم بينما أفاق الأب أولا من صدمته ليقول بعدم تصديق :

" حامل ..؟! انت متأكد ...؟!"

أومأ زياد برأسه لتسأله الأم بنبرة مستنكره :

" حامل من مين ...؟!"

أجابها زياد ببديهية :

" حامل من علي طبعا .."

قاطعته رنا بإعتراض :

" ايه اللي بتقوله ده..؟! لا طبعا ، الكلام ده مش صحيح .."

أطلق زياد زفيرا قويا قبل أن يكمل بهدوء وثبات :

" لا صحيح ، زينة حامل من علي ..انا اتأكدت من ده بنفسي ..."

" اتأكدت ازاي ..؟!"

سألته رنا وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها قبل أن تكمل حينما  لم تجد منه ردا :

" توقعات بس ، مش كدة .."

" لا انا متأكد من كلامي .."

قالها زياد بإصرار لتكمل رنا بضيق :

" عملت تحليل دي ان اي ..؟!"

صمت زياد ولم يرد لتقول الأم هذه المرة :

" لو هي حامل فعلا لازم نعمل تحليل دي ان اي ..."

" انتوا تجننتوا..؟! معقول مش واثقين فكلامي ..."

صاح زياد بها غاضبا لتصرخ رنا به :

" عشان انت مش واعي لكلامك وتصرفاتك ، بقيت بتجري وراها وبتصدقها بسهولة ..."

" يا رنا افهمي ، زينة مش سيئة للدرجة دي .."

صرخت الأم بوجع :

" متقولش كده ، متدافعش عنها ..."

" انا بقول الحقيقة يا ماما ، زينة بريئة ، هي تعرضت للاغتصاب وكانت فاكرة انوا علي لما هيعرف الحقيقة منها هيسامحها..."

هزت رنا  رأسها نفيا وقالت :

" انا مش مصدقة ، دي غسلت دماغك .."

" طب ادوها فرصة تحكيلكوا .... فرصة واحدة بس .."

كان زياد يترجاهم ويتوسلهم لكن والدته قالت بحزم :

" الموضوع ده منتهي بالنسبالنا ، خلاص ..."

تحرك زياد من مكانه متجها الى الطابق العلوي كي يأخذ بعض الأغراض من غرفته بينما لحقته والدته ...

دلف زياد الى داخل غرفته ليتفاجئ بوالدته تلج الى الغرفة بعده وتغلق الباب خلفها ...

التفت زياد نحوها متعجبا من دخولها الى الغرفة ليهتف بحيرة :

" خير يا ماما .. فيه حاجة ..؟!"

اقتربت والدته منه وقالت :

" عايزة اتكلم معاك شوية ..."

" اتفضلي .."

قالها زياد وهو يجلس على السرير لتجلس بجانبه وتهتف بتردد :

" بتحبها ...؟!"

ابتلع زياد ريقه وقد فهم على الفور ما تقصده والدته ، شعرت والدته بتوتره الغريب وشعر هو بالحيرة .. 

ماذا سيفعل ..؟! هل سينكر عشقه الذي بات واضحا لها ..؟! هل سيتخلى عنها كما تخلى الجميع ...؟!

وجد نفسه ينطق لا اراديا وبثقة متجاهلا كل ما سيؤول اليه اعترافه :

" ايوه بحبها .."

وضعت كف يدها على صدرها بعدم تصديق ثم قالت بصدمة :

" مستحيل .. امتى وازاي ..؟!"

زفر زياد نفسا عميقا وقال بهدوء وتردد :

" من زمان .. من قبل متتجوز علي ..."

اتسعت عينا الأم وشعرت بعدم قدرتها على الحديث بينما أكمل زياد بتوسل :

"انا والله بعدت فورا لما عرفت بحب علي ليها ، عشان كده سافرت .. ولما قررت اساعدها مش بسبب حبي ليها .."

تطلعت الأم إليه بنظرات منكسرة بينما أكمل زياد :

" متبصليش كده ارجوك ..."

نهضت الأم من مكانها وسارت خارج الغرفة وهي تكاد تنهار من فرط الألم ..

........................

دلف ماجد الى غرفة نومه وألقى بجسده فوق السرير، كان يشعر بالكثير من المشاعر المختلطة ما بين الحزن والخوف والترقب ..

حزنا على حاله وما فعله ووصل إليه والخوف مما هو قادم وترقب ما سينتظره ..

اعتدل في جلسته وهو يتذكر الماضي ورفاقه السيئين والذي قطع علاقته بهم منذ فترة طويلة ....

والغريب وأكثر ما يخيفه أن أحدهما مات بعد ذلك في حادثة سيارة والأخر بات مشلولا ..

هو الوحيد من نجا من أفعاله وربما هناك ما ينتظره ..

اكثر ما يرعبه ان تكون نهايته بفقدان أحد المقربين منه ، منذ يوم أعلن توبته وهو يجاهد لتخفيف ذنبه .. أثار الماضي ما زالت تؤلمه وتخيفه الأمر الذي جعله يخاف على لينا كثيرا ويخنقها بتحكماته الزائدة عن حدها ...

زفر نفسا قويا وهو يفكر بأن ريم لا تستحقه ، هو يعلم هذا ولكنه يعشقها وبحاجة لها ...

أغمض عينيه وهو يتذكر ماضيه الأسود وما به من علاقات محرمة وأفعال منكرة ..

عند هذا الحد هطلت الدموع من عينيه بغزارة بينما رفع بصره نحو الأعلى وهو يهتف الى ربه بتوسل :

" سامحني يا ربي ، سامحني ارجوك ، اغفرلي ذنوبي ، اجعل ريم من نصيبي ، وحافظ على لينا اختي ، انا مش هستحمل إنوا أي حاجة تجرالها .. مش هستحمل ابدا .."

عند هذا الحد أجهش باكيا بينما ظل لسانه يردد نفس الدعاء لوقت طويل دون ملل ..

.....................

مرت ثلاثة أيام تحسنت فيها أوضاع زينة بينما كان زياد يزورها يوميا للاطمئنان عليها ..

خرجت زينة من المستشفى بعدما أوصاها الطبيب أن تعتني بنفسها فحملها معرض للإجهاض بأي لحظة ...

أوقف زياد سيارته في كراج الفندق وأشار لها قائلا :

" لو احتجتي اي حاجة اتصلي بيا .."

نظرت إليه وقالت بجدية :

" انا هفضل هنا كام يوم لحد ما ألاقي شغل وساعتها هأجر شقة اقعد فيها .."

لم يجبها زياد لتمط شفتيها بضيق قبل أن تخرج من السيارة وتتجه نحو الفندق حيث جناحها ...

دلفت زينة الى جناحها وأغلقت الباب خلفها ...

جلست على السرير. بعدما خلعت حذائها وألقته على ارضية الغرفة ...

سمعت صوت على طرقات الباب فهتفت بضيق :

" هو لحق ..؟؟"

نهضت زينة من مكانها وفتحت الباب لتنصدم بوالدة زياد أمامها ...

ارتجف جسدها كليا وهي ترى المرأة أمامها متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها ترميها بنظرات سوداء مظلمة ...

عادت ذاكرتها الى الخلف حينما قررت أن تقتلها وكيف صوبت سلاحها نحوها ..

تنحنت زينة قائلة بتردد بعدما أفاقت من شرودها :

" اتفضلي ..."

دلفت والدة زياد الى الداخل لتترك زينة الباب مفتوح قليلا ثم اتجهت خلفها لتلتفت والدة زياد نحوها وتشير إليها قائلة دون مقدمات :

" انتي فعلا حامل ..؟!"

احتضنت زينه بطنها بكفيها بحركة لا ارادية بينما أومأت براسها دون رد لتقول الأم بنبرة قوية حازمة :

" انتي لازم تجي معايا حالا .."

" انتي عايزة مني ايه ..؟!"

" لازم نعمل تحليل دي أن أي ونتأكد إنوا اللي فبطنك ده حفيدي ..."

عارضتها زينة بسرعة :

" مستحيل .. مستحيل اللي بتقوليه ده .."

" يبقى بتكدبي وعايزة تبلينا فطفل مش مننا .."

قالتها والدة زياد بقسوة لترمش زينة عينيها بعدم تصديق ثم تقول برجاء :

" والله ده ابن علي .. صدقيني .."

" يبقى تثبتيلي ده ... وإلا مش هنعترف بيه .."

ثم أكملت بجدية :

" أنا اتفقت مع الدكتور وجهزت كل حاجة عشان تعملي التحليل على طول وأوعدك انوا لو الطفل ده طلع ابن علي حياتك كلها هتتغير .."

صمتت زينة ولم ترد عليها بينما أخذت تفكر في حديثها وهي تتخيل عائلة زياد سندا لها ولطفلها ...

بينما قالت والدة زياد بحسم :

" يلا بينا عشان معادنا كمان ساعة .."


الفصل الثالث عشر 

وقفت زينة أمام باب غرفة الطبيب تفرك يديها الاثنتين بتوتر ، تود الهروب من هنا لكنها لا تستطيع ، هناك شيء بداخلها يمنعها من الهروب ، ربما رغبتها في إثبات برائتها أمام عائلة علي او رغبتها في إنهاء هذه المشكلة التي باتت تؤرقها وبشدة ..

" يلا يا زينة ، ادخلي .."

قالتها والدة زياد وهي تدفعها الى الداخل لتلج زينة الى غرفة الطبيب بخطوات مترددة وشعور بعدم الراحة تملك منها ..

تقدمت والدة زياد نحو الطبيب الذي رحب بها بحرارة ثم رحب بزينة وطلب منها أن تتبعه الى غرفة أخرى لإجراء الفحص ...

انتهى الطبيب من اجراء التحاليل المطلوبة لتخرج زينة من المكان وتتجه الى الغرفة التي تنتظرها فيها والدة زياد ..

نهضت والدة زياد من مكانها ما إن وجدت زينة تلج الى الداخل وسألتها :

" ها ، كله تمام..؟!"

أومأت زينة برأسها دون أن ترد لتتنفس والدة زياد الصعداء قبل أن يدلف الطبيب الى الداخل ويهتف قائلا :

" كله تمام .."

" امتى هتظهر النتيجة ..؟!"

سألته والدة زياد ليرد الطبيب بجدية :

" هتاخد وقت شوية ، هبقى ابلغك لما تطلع .."

أومأت برأسها متفهمة ثم أشارت الى زينة قائلة بلهجة باردة :

" كده خلصت اللي عليا، النتيجة هي اللي هتثبت الحقيقة .."

أومأت زينة برأسها وهي تتنهد براحة فهناك حمل ثقيل سوف ينزاح من عليها ..

ثم تحركت السيدتان خارج المكان لتعود كل منهما من حيث أنت ..

...........................

انتهى زياد من أحد الاجتماعات المهمة الذي أخذ وقتا طويلا منه ...

خرج من غرفة الاجتماعات وهو يعبث بهاتفه الذي تركه مغلقا ليتفاجئ بعدد كبير من الاتصالات من قبل الشخص الذي وضعه كي يراقب زينة ويحميها ...

اتصل به زياد بسرعة ليأتيه صوت الرجل قائلا :

" كنت فين يا زياد بيه ..؟! اتصلت بيك كتير ..."

" احكي ، ايه اللي حصل ..؟!"

سأله زياد بقلق ليرد الرجل قائلا :

" والدة حضرتك زارت  زينة هانم في جناحها وبعدين خدتها وراحوا المستشفى ، قعدوا هناك حوالي نص ساعة وخرجوا بعدين .."

" قعدوا يعملوا ايه ..؟!"

سأله زياد بنبرة متحفزة ليرد الرجل بجدية :

" معرفش .."

زفر زياد نفسا قويا وهو يغلق الهاتف ويتجه خارج شركته ...

اتجه زياد نحو الفندق حيث يجب أن يرى زينة ويتحدث معها ...

وصل الى هناك واتجه نحو جناحها وأخذ يطرق على الباب بعصبيه ...

فتحت زينة له الباب ليدلف الى الداخل بسرعة ويلتفت نحوها متسائلا :

" عملتوا ايه فالمستشفى ..؟!"

" انت كنت بتراقبني ..؟!"

سألته زينة بعدم تصديق ليقول بنفاذ صبر :

" مش وقته ، عملتوا ايه هناك ..؟!"

أجابته زينة بهدوء :

" عملت تحليل ال دي ان اي .."

اتسعت عينا زياد بعدم تصديق قبل أن يهتف بنبرة مجنونة :

" انتي اكيد اتجننتي ، ازاي تعملي كده ..؟!"

أجابته زينة ببساطة :

" ده كان الحل الوحيد اللي يخلي الكل يصدق انوا ده ابن علي .."

" كنت خليتيهم يستنوا لحد ما يتولد ..."

" متفرقش كتير .."

قالتها زينة بمرارة ليقول زياد بخوف :

" انتي مش فاهمة حاجة ..؟!"

" ايه اللي مش فاهماه ...؟!"

سألته زينة بضيق ليرد بتردد :

" التحليل ده بيأثر على الجنين وبيسبب الاجهاض بحالات كتير ..."

وضعت زينة يديها على بطنها بخوف واضح بينما اخذ زياد يضرب يده كفا بكف غير مصدقا لما يحدث ..

" لا يا زياد انا كويسة ، والله كويس واكيد كله عدا على خير .."

" اقعدي .."

قالها زياد وهو يجلسها على الكنبة قبل أن يجلس بجانبها ويسألها بتوتر :

" انتي كويسة ..؟!"

أومأت برأسها ليتنفس زياد الصعداء وينهض من مكانه قائلا :

" انا هتصل بالدكتور واسأله اذا كنتي محتاجة تاخدي ادوية معينة .."

أومأت برأسها وقد امتلئت عينيها بالدموع ..

كان زياد يجري اتصالا بالطبيب الذي أنقذ زينة من الإجهاض حينما فوجئ بزينة تنهض من مكانها وتهتف بنبرة جزعة :

" زياد .."

التفت زياد نحوها واقترب منها متسائلا بتوجس :

" مالك يا زينة..؟!"

وبدل ان تنطق بحرف واحد كان تسقط على الأرض صارخة بألم قوي والدماء تنزف من جسدها ....

حملها زياد بسرعة وخرج بها من الجناح متجها بها الى المشفى ...

وصل الى هناك بسرعة قياسية ليدخلها الطبيب الى غرفة العمليات ....

ظل زياد واقفا خارج غرفة العمليات وهو يشعر بالقلق  الشديد ويدعو ربه ألا يحصل شيئا لزينة وجنينها ...

خرج الطبيب من غرفة العمليات ليتقدم زياد منه مسرعا ويسأله :

" طمني يا دكتور .."

أجابه الطبيب بأسف :

" للاسف فقدنا الجنين .."

صرخ زياد بوجع :

" ليه كده ...؟!"

تحدث الطبيب :

" زياد بيه ، فيه حد مديهة دوا يسبب الإجهاض..."

جحظت عينا زياد وسأله بنبرة مرتجفة :

" انت بتقول ايه ..؟!"

أومأ الطبيب برأسه وأكمل :

" وده للاسف خلاها تجهض وكمان ..."

" كمان ايه ..؟!"

زفر الطبيب نفسا عميقا وقال :

" كمان خلاها تفقد قدرتها على الإنجاب ..."

أغمض زياد عينيه بألم واضح وفتحها ليهز الطبيب رأسه وهو يقول بقلق حيلة :

" للاسف حاولت أعمل حاجة بس مقدرتش لانوا الحالة كانت صعبه ..."

أومأ زياد برأسه متفهما وقد تجمعت الدموع داخل عينيه ليتركه الطبيب ويرحل ....

بينما جلس زياد على الكرسي بعدما فقد قدرته على الوقوف اكثر وقد هطلت الدموع من داخل عينيه بغزارة ...

....................................

كانت رنا تجلس على سريرها تتابع احد الافلام بملل حينما سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول والدتها الى الغرفة ...

" ماما ، خير فيه ايه ..؟!"

سألتها رنا وهي تجد  والدتها تجلس بجانبها على السرير وتهتف بلهجة مترددة :

" رنا انا عايزة احكيلك على حاجة مهمة ..."

" ايه ..؟!"

سألتها رنا بتوجس لتخبرها والدتها بما حدث وفعلته بزينة ..

انتفضت رنا من مكانها وقالت بعدم تصديق :

" ليه عملتي كده يا ماما ..؟! انا مش مصدقة اللي بسمعه .. ليه ..؟!"

" مكانش قدامي حل تاني ، مكنتش عايزة اي رابط بينا وبينها ، والولد ده كان هيرفي بينا للابد .."

" بس ده ميدلكيش الحق تعملي كده .."

نهضت والدتها من مكانها واقتربت منها تحتضن وجهها بكفيها وتهتف بشرود :

" اخوكي بيحبها يا رنا ، زياد بيحبها ..."

صرخت رنا بعدم تصديق :

" انتي بتقولي ايه ..؟!"

أومأت والدتها برأسها وأكملت :

" عايزاني اعمل ايه وانا بشوفه بيجري وراها زي المجنون ، كان لازم ابعدها عنا .."

" طب هتعملي ايه دلوقتي ..؟!"

سألتها رنا بقلق لترد الأم :

" معرفش ..."

اخذت رنا تسير داخل الغرفة ذهابا وايابا وهي تفكر في المصيبة التي أوقعت والدتها نفسها بها ..

توقفت عن سيرها وقالت بلهجة جادة :

" انتي لازم تهدديها ، لو فكرت تعملك حاجة او تبلغ يبقى نكلم ولاد عمها ونعرفهم مكانها.."

" انا هعمل كده .."

" كويس .."

قالتها رنا بأقتضاب لتكمل الأم بقلق :

" بس انا خايفة من ردة فعل زياد ..."

نظرت رنا اليها وقالت :

" هيزعل منك اوي ،،ده كان بيدافع عنها طول الوقت .. بس احنا ممكن نتكلم معاه ونفهمه انوا ده فمصلحة العيلة .. او ممكن نعمل حاجة تانيه .."

" حاجة ايه ..؟!"

قالت رنا بجدية :

" لو التحاليل اثبتت انوا الولد مش ابن علي زياد هيكرهها ومش هيزعل منك .."

" معاكي حق .." 

قالتها الأم موافقة ابنتها على ما حدث قبل أن تسمع الاثنتان صوت صراخ أسفل المنزل ، كان هذا صوت زياد ...

يتبع 

تكملة الروايه بعد قليل 

 

تعليقات

التنقل السريع