القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلوب تحت الحراسه الفصل الثامن 8 بقلم بشرى اياد حصريه في مدونة قصر الروايات

 

رواية قلوب تحت الحراسه الفصل الثامن 8 بقلم بشرى اياد حصريه في مدونة قصر الروايات







رواية قلوب تحت الحراسه الفصل الثامن 8 بقلم بشرى اياد حصريه في مدونة قصر الروايات



#قلوب_تحت_الحراسه 

#البارت_الثامن 


كانوا قاعدين سوا في سكينة مش شبه أي لحظة فاتت…

نسيم المساء بيعدّي بهدوء، وخيوط الشمس الأخيرة كانت بتداعب وشوشهم، كأنها بتبارك اللي حصل.

قلوبهم اتكلمت، واتطمّنت، و… تقريبًا، سلّمت.


بس الدنيا، ما بتحبّش تسيب الحلو على حاله.


رنّ صوت التليفون فجأة...

صوت غريب وسط الهدوء، زي شرارة وسط بحر هادي.


ليان بصّت له، وجاد اتنفض للحظة… سحب التليفون من جيبه بسرعة، عيونه ضاقت لما شاف الاسم:


"سماح"


رفع عينه لليان، اللي لاحظت الارتباك البسيط اللي حاول يخفيه… لكنها سكتت.

هو فتح الخط، وصوته بارد:


– "أيوه، سماح؟"


ردّت بصوت مضطرب:

– "جاد… مش عارفة أقولك إزاي… بس في حاجة غلط، كبيرة… في حد بيهددني، ومش عايزينك تعرف. بس أنا ما لقيتش غيرك أكلمه. أنا… أنا كنت غبية لما بعدت، بس دلوقتي… محتاجة أمانك، بأي شكل."


كان صوته بيتقل، وظهره شدّ، وليان حاسة من وشه إن الحوار مش عادي.

قامت واقفة بهدوء، قربت منه، وعيونها بتدور على إجابة… بس لسه ساكتة.


جاد قال بنبرة جامدة:

– "فينك دلوقتي؟"


– "في البيت، بس في عربية واقفة قدامه من ساعة… والراجل اللي فيها… نفس اللي كان بيطاردنا من سنتين."


رمش جاد، وقال بسرعة:

– "ما تتحركيش من مكانك. أوعي تفتحي الباب. وأنا جاي حالًا."


قفّل المكالمة، وتنهّد بعمق.


ليان قالت بهدوء فيه توتر:

– "مين؟"


جاد ابتلع ريقه، وقال بصوت منخفض:

– "سماح…"


ليان اتكلمت بنبرة هادية، لكن عينيها فيها نار مش مفهومة:

– "سماح؟ سماح بتاعت قبل كده؟ ولا سماح تانية؟"


– "هي… سماح القديمة."


– "وجاتلك دلوقتي؟ في اللحظة دي؟ ليه؟"


– "بتقول في تهديد، وفي حد بيطاردها… وأنا مش قادر أتجاهل ده، حتى لو خلاص خلصت قصتي معاها."


سكتت شوية، وقالت وهي بتبعد خطوة بسيطة:

– "طب إنت ناوي تروح؟"


– "لازم. الموضوع مش عنها بس… اللي بيهددها ده ممكن يكون ليه علاقة بحاجات أقدم… ومرتبطة بينا."


– "وإنت… لو روحت، ترجعلي؟"


بصّ لها بعمق، وقال:

– "أنا ما مشيتش منك، ولا هبعد. اللي بيننا أكبر من لحظة طارئة. بس في ناس من الماضي لازم نقفل بابهم، عشان نعرف نفتح بابنا."


سكتت ليان، عيونها نزلت على الأرض، وبعدين قالت بصوت خافت:

– "خلاص… روح، بس خليك عارف… أنا مش هستنى كتير، مش لأنك مش تستاهل… لأ، عشان قلبي ابتدى يدق… ومش عايزة يرجع يسكت تاني."


مد إيده، ولمس خدها بلطف:

– "مش هخليكِ تسكتي، مش هبعد… بس سامحيني لو رجلي لسه مربوطة بحاجة زمان… أنا بحاول أفكها."


خرج من البيت بسرعة، وعيونه مليانة قلق… مش بس على سماح، لكن على ليان… وعلى اللحظة اللي كانت ممكن تبقى بداية جديدة، قبل ما الماضي يخبط الباب.


هدير الطائرات لم يكن يختلف كثيرًا عن هدير الخوف الذي يسكن القلوب...

كان الصوت يعلو في الأفق، والمهمة لا تزال في بدايتها، لكن التوتر بدا وكأنه بلغ ذروته.


قيس كان يحدّق في الشاشة أمامه بعينين ثابتتين، يراقب النقاط الحمراء وهي تقترب من الحدود الجوية للمنطقة المحظورة.

همس في جهاز الاتصال:

– "وسام... هل عندك رؤية على الهدف؟"

رد وسام بنبرة جادة:

– "الرؤية واضحة. الهدف يتحرك بسرعة، بس مش لوحده... عنده مرافقة جوية."


دخل صوت لؤي على الخط، وقد بدا عليه التوتر:

– "دي مش مرافقة عادية... دي وحدة حماية إلكترونية متقدمة. لو قربنا زيادة، هيعملوا تشويش كامل."

– "يبقى لازم نتصرف قبل ما يختفوا من الرادار."

كان الصوت هذه المرة رغد، التي كانت تتابع من غرفة العمليات الأرضية، تتحدث بهدوء لكن بصرامة واضحة.

– "ما تنسوش الخطة (ب). لو حصل أي طارئ، لازم تنفذوها فورًا."


في هذه اللحظة، انتقلت الكاميرا الجوية إلى مستوى أدنى، وانكشف المبنى المستهدف: منشأة سرية وسط الجبال، محاطة بأنظمة دفاع متعددة.

أخذ هيثم نفسًا عميقًا، ثم قال عبر اللاسلكي:

– "أنا هدخل من المحور الشمالي. رواد، غطيني."

رد رواد بثقة:

– "أنا معاك. بس خد بالك، أي خطأ دلوقتي هيكلفنا أكتر من المهمة."


الزمن بدا وكأنه يتباطأ. القلوب تخفق، العيون تحدّق، واللحظة تزداد ثقلاً.

لكن فجأة...


انفجار صغير دوّى في الجهة الجنوبية من المبنى.

تبعته إضاءة حمراء داخل غرفة العمليات.


صرخت ماسة وهي تتابع عبر الشاشة:

– "فيه لغم انفجر! حد دخل من غير مسح أرضي؟!"


لكن الإجابة كانت أفظع مما توقعت...


صوت مألوف عاد للبث، مشوّش، لكنه واضح...

كان جاد.


– "...أنا اللي دخلت. ما كانش فيه وقت. بس أنا بخير... بس لقيت حاجة جوه... مش إحنا بس اللي بنفتش المكان ده."


سكت الجميع.


وسام ضرب الطاولة بيده وقال:

– "يعني إيه مش إحنا بس؟! مين كمان؟"


– "فيه فريق تاني... بس مش تابع لأي جهة نعرفها. ملثمين، متسلحين، وبيفتشوا على حاجة... شكلها بيانات أو جهاز."


دخل صوت تميم فجأة، وكان في جهة قريبة من المبنى:

– "أنا شفتهم! فعلاً فيه مجموعة مسلحة... وعندهم رمز على صدرهم: رأس ذئب."


سكت فراس للحظة... ثم تمتم:

– "الظل...! مش ممكن..."


قالت جوري بدهشة:

– "المنظمة اللي كانت مجرد إشاعة؟!"


ردّ ياسين بسرعة:

– "مش إشاعة... الظل حقيقيين. ودي أول مرة نواجههم مباشر."


سادت لحظة من الصمت، لكن ثم قالت ماسة بنبرة قاطعة:


– "كل ده ما يهمناش. المهمة لسه شغالة، والهدف لسه موجود. نكمّل حسب الخطة. جاد، انسحب فورًا لو كنت مكشوف."


رد جاد:

– "ما أقدرش أرجع دلوقتي. وصلت للقبو، وفيه نظام شيفرة... محتاج حد يساعدني يفك التشفير."


تدخل فراس أخيرًا وقال:

– "سيبه عليّ. افتح البث المباشر للوحة وابعته لي... هنشتغل سوا."


فلاش باك سريع شقّ الصورة، لحظة قديمة في حياة جاد حين كان يتلقى تدريباته في قسم الاستخبارات، والضابط المسؤول عنه حينها قال له:


– "مفيش مهمة أهم من فريقك... بس أوقات لازم تبقى النار اللي تفتح الطريق."


عاد إلى الحاضر... نظر حوله، ثم همس لنفسه:


– "أنا النار يا باشا... ودي ساعتي."


صوت تفجير جديد دوّى قرب الجدار الخارجي، وكان لؤي هو من فجّره ليخلق مخرجًا طارئًا للفريق.

قال بابتسامة:

– "عملتلكم باب خلفي... اتفضلوا اخرجوا."


وسام نادى على الكل بصوت عالي:

– "كل الوحدات تبدأ في الانسحاب. جاد، أول ما تخلّص، نغطيك. ماسة، جهزي الإسعاف الجوي. ياسين، شغّل التشويش الجزئي على إشاراتهم."


الحرب بدأت تأخذ شكلًا مختلفًا...

من مجرد مهمة محددة إلى مواجهة كيان مظلم.


لكن الفريق...

لم يكن ليهرب.


بل كان...

يستعد للمعركة القادمة.


سكت المكان للحظات… فقط أنفاسهم المتقطّعة تُسمع… هدير القلق في قلوبهم كان أعلى من أي ضجيج.


اقتربت جوري من جاد بهدوء، وعيناها تلمعان بخوف دفين:


جوري (بهمس مرتعش):

ـ "إنت كنت فين يا جاد؟ ليه اختفيت فجأة من غير ولا كلمة؟!"


نظر لها جاد، وصوته كان مزيج من التعب والغصة:


جاد:

ـ "كنت... محتاج أهرب، أراجع كل حاجة من الأول... الدنيا كلها اتشقلبت فوق دماغي يا جوري، وأنا... وأنا مكنتش قادر أتنفس."


وسام (بتوتر وهو ينظر إليه):

ـ "ليه؟ إيه اللي حصل؟ أنت اختفيت في وقت كنا كلنا محتاجينك فيه."


جاد:

ـ "عارف... وعارف إني خذلتكم. بس اللي شفته مش طبيعي، الحكاية أكبر من أي حد فينا... ولما رحت أتتبع الخيط اللي تركته ورايا... وصلت لحقيقة ممكن تغير مسار كل حاجة."


ارتبكت نظرات الجميع، تبادلوا نظرات القلق والتوتر.


تميم (بصوت خافت):

ـ "اتكلم يا جاد... إحنا فريق، ومش هنقدر نكمل من غير ما نفهم."


تنهد جاد بعمق، جلس على طرف الطاولة الخشبية وفتح جهازه المحمول… وبدأ يشرح، وعيناه لا تفارق الشاشة:


جاد:

ـ "في وحدة العمليات اللي اشتغلت فيها قبل ما أتنقل للمهمة دي، اكتشفنا اسم واحد كان دايمًا بيتكرر… مش في ملفات المافيا بس، لا، ده كمان كان ظاهر في شبكات تمويل مشبوهة، وجرايم قتل تم تصنيفها كـ'غير معلومة الهوية'. الاسم ده هو (كود ظل)…”


صمت لحظة، ورفع عينه:


جاد (بهمس مشوّق):

ـ "...والكود مرتبط بشخص جوه الفريق ده… بينّا."


ارتفع حاجبا وسام، ونظرة تميم اتسعت، بينما قيس شدّ قبضته بقوة.


ماسة (بصوت منخفض):

ـ "يعني... في خيانة؟"


جاد:

ـ "في أكتر من كده... في خيط بيبدأ من عشر سنين، من قبل حتى ما نلتقي. الخيط ده مربوط بحادثة قديمة... بحريق في منشأة تدريب سرية… كل اللي كانوا فيها ماتوا... إلا واحد، وده اختفى، واتغيرت هويته."


جوري (بدهشة):

ـ "وإنت عرفت مين هو؟!"


جاد (بتنهيدة طويلة):

ـ "لسه لأ… بس قربت أكتشف. بس لو قلتلكم الخيط ده مربوط بماضيكم إنتو كلكم…؟"


ساد صمت ثقيل، نظر كل واحد للآخر… وكأنهم للمرة الأولى يرون بعضهم.


وسام (بصوت ثابت لكن متوتر):

ـ "وضح أكتر…"


جاد:

ـ "أنا دخلت على بيانات سرية، اكتشفت إن كل واحد فيكم تم تجنيده بناء على ملفه الشخصي المرتبط بأحداث مأساوية… ما كانش صدفة إننا اجتمعنا في الفريق ده… ولا إن المهمة دي وقعت تحت إشرافنا بالتحديد."


قيس (بصوت مبحوح):

ـ "يعني كنا مراقَبين؟ متحكَّم فينا؟"


جاد:

ـ "مش بس كده… إحنا أدوات في مسرحية أكبر… واللي بيكتبها مش معروف."


تميم (وهو ينهض غاضبًا):

ـ "لا… مش هقبل نكون دُمى في إيد حد!"


ماسة (بهدوء):

ـ "اللي لازم نعمله دلوقتي هو نكمل… بس بعين مفتوحة على بعض. نراقب، ونتأكد إننا مش متورطين في شيء إحنا مش فاهمينه."


جاد (بحزم):

ـ "وأنا هبدأ بتحليل بيانات مكالمة وصلتني وقت ما كنت مختفي… لو طلعت صحيحة، فإحنا قريبين جدًا من قلب العنكبوت."


وسام:

ـ "إحنا معاك… بس لو في خائن، هنعرفه، ومش هنسامحه."


قيس:

ـ "إحنا نخلينا جسد واحد… بس العين لازم تفضل على القلب."


ساد هدوء ثقيل من جديد… لكن هذه المرة، لم يكن هدوء الخوف… بل بداية لمرحلة جديدة: مرحلة المواجهة، والشك، والكشف عن الحقيقة الكاملة… مهما كانت الثمن.


ساد الصمت لثوانٍ بينهما...

ليان كانت تنظر نحو جاد بنظرات مترددة، حائرة، تختلط فيها مشاعر العتاب مع رغبة دفينة في البوح... بينما هو وقف أمامها كأنه يحمل الدنيا فوق كتفيه.


اقترب منها خطوة، ثم تنحنح بصوت خافت، كأنه يحاول أن يبدد الصمت الثقيل الذي تملّك المكان.


جاد (بصوت خافت):

"ليان... أنا ما كنت ناوي أبعد... بس اضطرّيت، الظروف كانت أقوى مني... بس كنت معك، حتى وإنتِ ما بتحسي."


ليان (بعيون دامعة):

"كنت معاي؟ وإنت اختفيت يوم كانت الدنيا عم تطفش من تحتي؟ لما احتجتك أكتر شي بحياتي... كنت وين؟!"


صمت قليلاً... ثم تنهد بعمق.


جاد:

"كنت بدور على مخرج... على حلّ، على شي أقدر أرجعلك فيه وأنا رافع راسي... ما كنت بدي كون نقطة ضعف بحياتك."


ليان (بمرارة):

"بس أنا ما طلبت منك تكون قوي... أنا كنت بس بديك تكون موجود."


تقدم خطوة إضافية ومدّ يده كأنه يتوسل فرصة...


جاد:

"أنا غلطت... وبعترف. بس لسه عندي أمل. ليان... قوليلي إنو لسه في مجال أصلح كل شي. إحنا مو غرب، إحنا... إحنا حكاية بدأت من زمان، ولسه ما انتهت."


ليان (تخفض رأسها وتهمس):

"أنا تعبت... بس مشاعري ما تغيرت. قلبي ما قدر ينسى، حتى لو دماغي حاول ينسى."


اقترب منها أكثر حتى كاد يشعر بأنفاسها...


جاد (بصوت مبحوح):

"رجعيني لحياتي... رجعيني إلّي، ورجعي حالك لقلبي. خلينا ننسى كل شي ونبدأ من أول وجديد... على نظيف."


صمتت، ولكن هذه المرة ابتسمت بهدوء. نظرة عينيها كانت كافية لتقول الكثير.


ثم...

تنتقل الكاميرا إلى مشهد لاحق بعد يومين، في إحدى الحدائق العامة، الجوّ خريفي والشمس خجولة.


ليان وجاد يجلسان على مقعد خشبي، يضحكان أخيرًا كما لو أن الحياة عادت تدب فيهما من جديد.


جاد (يمازحها):

"بتتذكري أول مرة التقينا؟ كنتِ بتصرخي على البائع لأنه باعك وردة ذبلانة."


ليان (تضحك):

"ما بقدر أنسى، إنت كنت واقف وبتضحك عليّ! قلت عنك وقتها وقح."


جاد:

"بس أنا كنت شايفك أجمل وحدة عم تحارب كرمال وردة... عرفت وقتها إنك بنت مش عادية."


ليان (تغمض عينيها وتهمس):

"ومع هيك... رجعت وردتي لعندي بعد ما ذبلت..."


جاد (يمسك يدها):

"هالمرة ما رح أتركها تذبل. بوعدك."


---


أصوات الموج تتناغم مع هدوء اللحظة...

ليان تمشي حافية القدمين على الرمال، بينما جاد خلفها، يحمل معطفها بيده.


جاد (يناديها بهدوء):

"برد الجو، تعالي خدي الجاكيت."


ليان (تلتفت إليه وتبتسم):

"ماشي... بس بشرط، ترجع تغنّي لي مثل أيام زمان."


جاد (بخجل):

"عم تبتزيّني؟"


ليان:

"تمامًا."


جاد (يقترب منها ويبدأ يغني بصوت هادئ ومبحوح):

"رجعتلك... رجعتلك بعد الشتا، وبعد الغياب...

رجعتلك وما نسيتك، رغم التعب والغياب..."


تغمض ليان عينيها وتترك نفسها لحظة، تستمتع بما لم تكن تتوقع أن يعود...


---


ساد الصمت بينهما للحظات، والهواء من حولهما بدا مشحونًا بما لا يُقال أكثر مما يُقال... ليان كانت تنظر إليه، وفي عينيها ألف سؤال، بينما جاد يتنفس ببطء، كأنه يخشى أن يوقظ شيئًا نائمًا بداخله.


همست ليان، بنبرة خافتة:

– "كنت فين طول الفترة دي، جاد؟ ليه اختفيت؟"


نظر إليها، بعينين مليئتين بالتعب والندم، ثم أجاب بصوت متحشرج:

– "لو قلتلك إنّي كنت بضيع... حرفيًا... تصدقيني؟"


– "كنت بدوّر عليك... قلقت، خفت... حسّيت إني خلاص فقدتك."


– "وأنا كُنت محتاج أختفي... مش عشان أهرب، لأ... عشان أفهم أنا مين، وليه دايمًا كل اللي بحبّه بيختفي منّي... أو أنا اللي بأبعدهم."


اقتربت منه خطوة بخطوة، ثم قالت:

– "أنا مش زيّهم... ومش هبعد، إلا لو إنت اللي طلبت ده."


نظر في عينيها مطولًا، ثم قال:

– "أنا غلطت كتير، وبهدلت نفسي أكتر... بس مش قادر أتخلّى عنك، حتى لو كل الظروف ضدي."


ابتسمت، وقالت:

– "مفيش حاجة ضدك طالما أنا جنبك."


سحب نفس عميق، ثم قال:

– "تعرفي؟ كل لحظة قضيتها بعيد عنك... كنت بشوف وشّك في كل حاجة، حتى في المراية... صوتك كان بيرنّ في وداني وأنا نايم... وكلمة (ليان) بقت أكتر كلمة بتكسرني وتحييني في نفس الوقت."


مدّت يدها ولمست وجهه، ثم قالت بابتسامة ناعمة:

– "أنا هنا... ودايمًا هكون هنا، حتى وإنت ضعيف، حتى وإنت مكسور."


ساد بينهم لحظة من السكون الرقيق، ثم قال فجأة:

– "بس في حاجة لازم تعرفيها... حاجة كبيرة... ممكن تغيّر كل حاجة."


تغيّر وجهها فجأة وقالت بخوف:

– "جاد... بتخوّفني... في إيه؟"


– "أنا... رجعت أشتغل مع الناس اللي زمان كنت بحاربهم... بس مش زي زمان... أنا دلوقتي جواهم، عشان أكشفهم من جوّه."


شهقت ليان بصوت مكتوم، وقالت:

– "يعني أنت... جاسوس؟!"


أومأ برأسه وقال بهدوء قاتل:

– "حطّيني في المكان اللي يريّحك... جاسوس، خائن، مُخاطِر... بس الأكيد إني بعمل كده عشان أنقذ ناس كتير... ومنهم إنتِ."


سكتت للحظة، تحاول أن تستوعب الصدمة، ثم قالت:

– "جاد... اللي بتعمله أخطر من أي حاجة... وممكن يدمّرك."


– "عارف... بس ما بقتش خايف... يمكن أول مرة في حياتي أحس إني بعمل الصح."


اقتربت منه وقالت بجرأة:

– "لو هتقع... أنا هبقى دراعك اللي يشيلك."


ابتسم بحزن، وقال:

– "وأنا مش عايزك تشيلي أي همّ... بس لو جرالي حاجة... إوعِ تنسي إنّي حبيتِك بكل تفاصيلك، حتى اللي ما اكتشفتهاش لسه."


أمسكت بيده بقوة، وقالت بحزم:

– "ما بقبلش الوداع... ولا ببص على النهايات، إحنا لسه في أول الطريق."


وفي هذه اللحظة، رنّ هاتفه، نظر للشاشة بحدة، ثم رفع عينيه إليها وقال:

– "جات الساعة... لازم أمشي، بس أوعدك... هارجع."


قالتها وهي تشده من يده قبل أن يبتعد:

– "مش هسيبك تروح لوحدك... خُدني معك، حتى لو واقفة على الطرف."


ابتسم وهو ينظر لها، وقال بصوت خافت:

– "من اللحظة دي... إنتِ معايا في كل حاجة."

يتبع...

تكملة الرواية من هنآاااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع